الباحث القرآني
﴿یَحۡلِفُونَ بِٱللَّهِ مَا قَالُوا۟ وَلَقَدۡ قَالُوا۟ كَلِمَةَ ٱلۡكُفۡرِ وَكَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِسۡلَـٰمِهِمۡ وَهَمُّوا۟ بِمَا لَمۡ یَنَالُوا۟ۚ وَمَا نَقَمُوۤا۟ إِلَّاۤ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ فَإِن یَتُوبُوا۟ یَكُ خَیۡرࣰا لَّهُمۡۖ وَإِن یَتَوَلَّوۡا۟ یُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِیمࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۚ وَمَا لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرࣲ ٧٤﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٣٣٠٥٤- عن كعب بن مالك، قال: لَمّا نزَل القرآنُ فيه ذِكْرُ المنافقين قال الجُلاسُ: واللهِ، لَئِن كان هذا الرجلُ صادِقًا لَنَحْنُ شرٌّ مِن الحميرِ. فسمِعه عميرُ بن سعدٍ، فقال: واللهِ، يا جُلاسُ، إنّك لَأَحَبُّ الناسِ إلَيَّ، وأحسنُهم عندي أشَرًا، وأعزُّهم عليَّ أن يَدخُلَ عليه شيءٌ يكرَهُه، ولقد قلتَ مقالةً لَئِن ذكَرتُها لتَفضحَنَّك، ولئن سَكَتُّ عنها لَتُهْلِكَنِّي، ولَأحدهما أشَدُّ عَلَيَّ مِن الأُخرى. فمشى إلى رسول الله ﷺ، فذكَر له ما قال الجُلاسُ، فحلَف باللهِ ما قال، ولقد كذَب عليَّ عُمَيرٌ. فأنزَل اللهُ: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا ولَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ﴾ الآية[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥١٩-٥٢٠-، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٣.]]. (٧/٤٤٣)
٣٣٠٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: كان رسولُ الله ﷺ جالِسًا في ظلِّ شجرةٍ، فقال: «إنّه سيَأتيكم إنسانٌ ينظُرُ إليكم بعَيْنَيْ شيطانٍ، فإذا جاء فلا تُكلِّموه». فلم يَلبَثوا أن طلَع رجلٌ أزرقُ، فدعاه رسول الله ﷺ، فقال: «علامَ تَشتُمُني أنت وأصحابُك؟». فانطلَق الرجلُ، فجاء بأصحابهِ، فحلَفوا باللهِ ما قالوا، حتى تجاوَز عنهم؛ فأنزل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا﴾ الآية[[أخرجه أحمد ٤/٢٣١-٢٣٢ (٢٤٠٧، ٢٤٠٨)، ٥/٣١٦-٣١٧ (٣٢٧٧)، والحاكم ٢/٥٢٤ (٣٧٩٥)، وابن جرير ١١/٥٧١-٥٧٢. وأورده والثعلبي ٥/٦٩. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٤٣٢: «رواه أحمد، وابن أبي شيبة، والبزار في مسانيدهم، ورواه الطبراني في معجمه، والبيهقي في دلائل النبوة، والواحدي في أسباب النزول، والطبري وابن أبي حاتم في تفسيريهما، وهذا سند جيد، وابن مردويه أيضًا». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢٢ (١١٤٠٨): «رواه أحمد، والبزار، ورجال الجميع رجال الصحيح».]]. (٧/٤٤٥)
٣٣٠٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن إسحاق بسنده- قال: كان الجُلاسُ بن سويد بن الصّامِت مِمَّن تخلَّف عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، وقال: لَئِن كان هذا الرجلُ صادِقًا لَنَحْن شَرٌّ من الحميرِ. فرفَع عميرُ بنُ سعدٍ إلى رسول الله ﷺ، فحلَف الجُلاسُ باللهِ لقد كذَب عَلَيَّ، وما قُلْتُ. فأنزَل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا﴾ الآية. فزعَموا أنّه تاب، وحسُنت توبتُه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٣، من طريق محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس. قال السيوطي في الإتقان ٦/٢٣٣٦ عن هذه الطريق: «هي طريق جيدة، وإسنادها حسن، وقد أخرج منها ابن جرير وابن أبي حاتم كثيرًا».]]. (٧/٤٤٤)
٣٣٠٥٧- عن أنس بن مالك -من طريق عبد الله بن الفضل- قال: سمِع زيدُ بنُ أرقمَ رجلًا مِن المنافقين يقولُ والنبيُّ ﷺ يَخطُبُ: إن كان هذا صادقًا لَنَحْن شَرٌّ مِن الحمير. فقال زيدٌ: هو -واللهِ- صادقٌ، ولأنت شَرٌّ مِن الحمار. فرُفِع ذلك إلى النبيِّ ﷺ، فجَحَد القائلُ؛ فأنْزَل اللهُ: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا﴾ الآيةَ. فكانت الآيةُ في تصديقِ زيدٍ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٢-١٨٤٣، والبيهقي في الدلائل ٤/٥٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]٢٩٩٩. (٧/٤٤٤)
٣٣٠٥٨- عن عروةَ بن الزبير -من طريق ابنه هشام-: أنّ رجلًا مِن الأنصار -يُقال له: الجُلاسُ بن سُويدٍ- قال ليلةً في غزوة تبوك: واللهِ، لَئِن كان ما يقول مُحَمَّدٌ حقًّا لَنَحْنُ شرٌّ مِن الحمير. فسمعه غلامٌ يُقال له: عمير بنُ سعدٍ، وكان ربيبَه، فقال له: أيْ عمِّ، تُبْ إلى الله. وجاء الغلامُ إلى النبيِّ ﷺ، فأخبره، فأرسل النبيُّ ﷺ إليه، فجعل يحلفُ ويقولُ: واللهِ، ما قلتُهُ، يا رسول الله. فقال الغلامُ: بلى، واللهِ، لقد قلتَه، فتُبْ إلى الله، ولولا أن ينزل القرآن فيجعلني معك ما قلتُه. فجاء الوحيُ إلى النبيِّ ﷺ، فسكتوا فلا يتحرَّك أحدٌ، وكذلك كانوا يفعلون، لا يتحرَّكون إذا نزل الوحيُ، فرُفِع عن النبيِّ ﷺ، فقال: ﴿يحلفُون باللهِ ما قالُوا ولقد قالوا كلمةَ الكُفْرِ﴾ إلى قوله: ﴿فإن يتوبوا يكُ خيرًا لهُمْ﴾. فقال: قد قلتُه، وقد عرض الله عَلَيَّ التوبة، فأنا أتوب. فقُبِل ذلك منه، وكان له قتيٌل في الإسلام، فوَداه رسولُ الله ﷺ، فأعطاه ديتَه، فاستغنى بذلك، وكان هَمَّ أن يَلحقَ بالمشركين، وقال النبيُّ ﷺ للغلام: «وفَتْ أُذنُك»[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١٠/٤٦ (١٨٣٠٣)، وابن سعد في الطبقات الكبرى ٤/٢٧٧-٢٧٨ في ترجمة عمير بن سعد، وابن جرير ١١/٥٦٩-٥٧٠، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٦ (١٠٤٠٣).]]. (٧/٤٤٥)
٣٣٠٥٩- عن الضحاك بن مُزاحِم، في قوله: ﴿يحلفون بالله ما قالوا﴾، قال: هم الذين أرادوا أن يدفعوا النبيَّ ﷺ ليلةَ العقبة، وكانوا قد أجمعوا أن يقتلوا رسول الله ﷺ وهم معه في بعض أسفاره، فجعلوا يلتمسون غِرَّته، حتى أخذ في عَقَبَةٍ، فتقدَّم بعضُهم، وتأخَّر بعضُهم، وذلك ليلًا، قالوا: إذا أخذ في العَقَبَة دفعناه عن راحلته في الوادي. فسمع حذيفةُ وهو يسوق النبيَّ ﷺ، وكان قائدُه تلك الليلة عمارَ بن ياسر، وسائقُه حذيفةَ بن اليمان، فسمع حذيفةُ أخفافَ الإبل، فالتَفَتَ، فإذا هو بقومٍ مُتَلَثِّمِين، فقال: إليكم إليكم، يا أعداء الله. فأَمْسَكوا، ومضى النبيُّ ﷺ حتى نزل منزِلَه الذي أراد، فلمّا أصبح أرسل إليهم كلِّهم، فقال: «أردتُم كذا وكذا؟». فحلفوا باللهِ ما قالوا، ولا أرادُوا الذي سألهم عنه، فذلك قولُه: ﴿يحلفون باللهِ ما قالوا ولقدْ قالوا كلمةَ الكُفرِ﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٤ (١٠١١١). وأورده الواحدي في أسباب النزول ص٢٥١-٢٥٢.]]٣٠٠٠. (٧/٤٤٧)
٣٣٠٦٠- عن حذيفة بن اليمان، قال: كنتُ آخِذًا بخِطام ناقةِ رسول الله ﷺ أقود به وعَمّارٌ يسوقُه، أو أنا أسوقُه وعمارٌ يقودُه، حتى إذا كُنّا بالعقبة فإذا أنا باثني عشر راكبًا قد اعترضوا فيها. قال: فأنبهتُ رسولَ الله ﷺ، فصرخ بهم، فولَّوا مدبرين، فقال لنا رسول الله ﷺ: «هل عرفتم القومَ؟». قلنا: لا، يا رسول الله، كانوا مُتَلَثِّمين، ولكِنّا قد عرفنا الرِّكابَ. قال: «هؤلاء المنافقون إلى يوم القيامة، هل تدرُون ما أرادُوا؟». قلنا: لا. قال: «أرادوا أن يَزحَموا رسول الله في العَقَبَة، فيُلْقُوه منها». قلنا: يا رسول الله، ألا تَبْعَثُ إلى عشائرهم حتى يَبْعَثَ إليك كلُّ قومٍ برأسِ صاحبهم؟ قال: «لا، إنِّي أكْرَه أن تَحَدَّث العربُ بينها: أنّ محمدًا قاتَل بقومٍ، حتى إذا أظهره اللهُ بهم أقبل عليهم يقتُلُهم». ثم قال: «اللَّهُمَّ، ارْمِهم بالدُّبَيْلَةِ[[الدُّبْلة والدُّبَيْلَة: هي خُراج ودُمَّل كبير تظهر في الجوف فتقتل صاحبها غالبًا. والدُّبَيلة: الداهية. لسان العرب (دبل).]]». قلنا: يا رسول الله، وما الدُّبَيْلَةُ؟ قال: «شِهابٌ مِن نار، يَقَعُ على نِياطِ قلب أحدِهم، فيهلِكُ»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٨/١٠٢ (٨١٠٠)، والبيهقي في دلائل النبوة ٥/٢٦٠-٢٦١ واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ١/١٠٩-١١٠ (٤٢٢): «رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن سلمة، وثَّقه جماعة، وقال البخاري: لا يتابع على حديثه». وقال السيوطي في الخصائص الكبرى ١/٤٦٣ مُعَلِّقًا على رواية البيهقي: «سند صحيح».]]. (٧/٤٥١)
٣٣٠٦١- قال الحسن البصري: لَقِي رجلٌ من المنافقين رجلًا من المسلمين؛ فقال: إن كان ما يقول محمدٌ حقًّا فنحن شَرٌّ مِن الحُمُر. فقال المسلم: أنا أشهد أنّه لَحَقٌّ، وأنّك شَرٌّ مِن حمار. ثم أخبر بذلك النبيَّ ﷺ، فأرسل النبيُّ إلى المنافق: أقُلْتَ كذا؟ فحلف باللهِ ما قاله، وحلف المسلمُ لقد قاله؛ فأنزل الله ﷿: ﴿يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم﴾ بعد إقرارهم، ﴿وهموا بما لم ينالوا﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٢٠-.]]. (ز)
٣٣٠٦٢- عن محمد بن سيرين، قال: قال رجلٌ من المنافقين: لَئِن كان محمدٌ صادِقًا فيما يقول لَنَحْنُ شَرٌّ مِن الحمير. فقال له زيدُ بن أرقم: إنّ محمدًا لَصادقٌ، ولأنت شَرٌّ مِن الحمار. فكان فيما بينهما ذلك كلامٌ، فلمّا قدموا على النبي ﷺ، فأخبره، فأتاه الآخَرُ، فحلف بالله ما قال؛ فنزلت: ﴿يحلفونَ بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكُفرِ﴾. فقال رسول ﷺ لزيد بن أرقمَ: «وفَتْ أُذُنك»[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٤٤٧)
٣٣٠٦٣- عن محمد بن سيرين -من طريق هشام بن حسّان- قال: لَمّا نزل القرآنُ أخذ النَّبِيُّ ﷺ بأُذُن عمير، فقال: «وفَتْ أذنُك، يا غلامُ، وصدَّقك ربُّك»[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف ١٠/٤٧ (١٨٣٠٤).]]. (٧/٤٤٦)
٣٣٠٦٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ رجلين اقتتلا؛ أحدُهما مِن جُهينةَ، والآخرُ مِن غِفارٍ، وكانت جُهَيْنةُ حلفاءَ الأنصارِ، فظهَر الغِفاريُّ على الجُهَنيِّ، فقال عبد الله بن أُبَيٍّ للأوسِ: انصُروا أخاكم، واللهِ، ما مثَلُنا ومثَلُ محمدٍ إلا كما قال القائل: سمِّنْ كلبَك يأكلْكَ. واللهِ، لَئِن رجَعنا إلى المدينةِ ليُخرِجن الأعزُّ منها الأذلَّ. فسعى بها رجلٌ من المسلمين إلى رسول الله ﷺ، فأَرْسَل إليه فسأله، فجعَل يحلِفُ باللهِ ما قاله؛ فأنزَل الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٢، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٣-١٨٤٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٣٠٠١. (٧/٤٤٥)
٣٣٠٦٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللهِ ما قالُوا ولَقَد قالُوا كَلِمَةَ الكُفرِ﴾، قال: نزَلت في عبد الله بن أبيِّ بن سَلُول[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٨٣، وابن جرير ١١/٥٧٢.]]. (٧/٤٤٥)
٣٣٠٦٦- قال محمد بن السائب الكلبي: نزلت في الجلاس بن سويد، وذلك أنّ رسول الله ﷺ خَطَب ذات يوم بتبوك، فذكر المنافقين، وسمّاهم رِجْسًا، وعابهم، فقال جلاس: لئن كان محمد صادقًا لنحن شَرٌّ من الحمير. فسمعه عامر بن قيس، فقال: أجل، إنّ محمدًا لَصادق، وأنتم شَرٌّ مِن الحمير. فلمّا انصرف رسولُ الله ﷺ إلى المدينة أتاه عامر بن قيس، فأخبره بما قال الجلاس، فقال الجلاس: كذب عَلَيَّ، يا رسول الله. وأمرهما رسولُ الله ﷺ أن يحلفا عند المنبر، فقام الجلاس عند المنبر بعد العصر، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو ما قاله، ولقد كذب عَلَيَّ عامر، ثم قام عامر، فحلف بالله الذي لا إله إلا هو لقد قاله، وما كذبتُ عليه، ثم رفع يديه إلى السماء، وقال: اللَّهُمَّ، أنزِل على نبيِّك تصديق الصادق مِنّا. فقال رسول الله ﷺ والمؤمنون: «آمين». فنزل جبريلُ ﵇ قبل أن يتفرَّقا بهذه الآية، حتى بلغ: ﴿فإن يتوبوا يك خيرا لهم﴾. فقام الجلاس، فقال: يا رسول الله، أسْمَعُ اللهَ ﷿ قد عَرَضَ عَلَيَّ التوبةَ، صَدَق عامرُ بن قيس فيما قاله، لقد قلتُه، وأنا أستغفر اللهَ وأتوب إليه. فقَبِل رسولُ الله ذلك منه، وحَسُنَت توبته[[تفسير البغوي ٤/٧٤-٧٥.]]. (ز)
٣٣٠٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا﴾، وذلك أنّ النبيَّ ﷺ أقام في غزاة تبوك شهرين ينزل عليه القرآن، ويعيب المنافقين المتخلفين، جعلهم رجسًا، فسَمِع مَن غزا مع النبي ﷺ مِن المنافقين، فغضبوا لإخوانهم المُتَخَلِّفين، فقال جلاس بن سويد بن الصامت: وقد سمع عامر بن قيس الأنصاري -من بني عمرو بن عوف- الجلاس يقول: واللهِ، لَئِن كان ما يقول محمدٌ حقًّا لِإخواننا الذين خلفناهم وهم سُراتُنا وأشرافنا لَنَحْنُ أشَرُّ من الحمير. فقال عامر بن قيس للجلاس: أجلْ، واللهِ، إنّ محمدًا لصادِقٌ مُصَدَّقٌ، ولأنت أشَرُّ مِن الحمار. فلمّا قدم النبيُّ ﷺ المدينةَ أخبر عاصمُ بنُ عدي الأنصاريُّ عن قول عامر بما قال الجلاس، فأرسل النبيُّ ﷺ إلى عامر والجلاس، فذكر النبيُّ ﷺ للجلاس ما قال، فحلف الجلاس بالله ما قال ذلك، فقال عامر: لقد قاله وأعظمَ منه. فقال النبي ﷺ: «ما هو؟». قال: أرادوا قتلك. فنفر الجلاس وأصحابه من ذلك، فقال النبي ﷺ: «قُوما، فاحْلِفا». فقاما عند المنبر، فحلف الجلاس ما قال ذلك، وأنّ عامرًا كذب، ثم حلف عامر باللهِ إنّه لصادق ولقد سمع قوله، ثم رفع عامر يده فقال: اللَّهُمَّ، أنزِل على عبدك ونبيِّك تكذيب الكاذب، وصِدْقَ الصادق. فقال النبيُّ ﷺ: «آمين». فأنزل في الجلاس: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وكَفَرُوا بَعْدَ إسْلامِهِمْ﴾ يعني: بعد إقرارهم بالإيمان، ﴿وهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا﴾ مِن قتل النبيِّ ﷺ بالعَقَبة، ﴿وما نَقَمُوا إلّا أنْ أغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ﴾ فقال الجلاس: فقد عرض الله عَلَيَّ التوبةَ، أجلْ، واللهِ، لقد قُلْتُه. فصدَّق عامِرًا، وتاب الجلاس، وحسنت توبته[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٨٢-١٨٣.]]. (ز)
٣٣٠٦٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كان الذي قال تلك المقالة -فيما بلغني- الجلاس بن سويد بن الصامت، فرفعها عنه رجلٌ كان في حِجْرِه يُقال له: عمير بن سعيد، فأنكر، فحلف بالله ما قالها، فلما نزل فيه القرآن تابَ ونزع، وحسنت توبته، فيما بلغني[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٠.]]٣٠٠٢. (ز)
﴿وَهَمُّوا۟ بِمَا لَمۡ یَنَالُوا۟ۚ﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٣٣٠٦٩- عن عبد الله بن عباسٍ -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿وهمُّوا بما لمْ ينالُوا﴾، قال: همَّ رجلٌ -يُقالُ له: الأسودُ- بقتلِ رسول الله ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥، والطبراني في الأوسط (١٧٥٩). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٧/٤٤٨)
٣٣٠٧٠- عن عروة بن الزبير -من طريق أبي الأسود- قال: رجع رسولُ الله ﷺ قافِلًا من تبوك إلى المدينة، حتى إذا كان ببعض الطريق مَكَرَ برسول الله ﷺ ناسٌ مِن أصحابه، فتآمروا أن يطرحوه مِن عَقَبَةٍ في الطريق، فلمّا بلغوا العَقَبةَ أرادوا أن يسلُكوها معه، فلمّا غشيهم رسولُ الله ﷺ أُخْبِر خبرَهم، فقال: «من شاء منكم أن يأخُذَ بطن الوادي؛ فإنّه أوسع لكم». وأخذ رسولُ الله ﷺ العقبةَ، وأخذ الناسُ ببَطْن الوادي، إلا النَّفَرَ الذين مكروا برسول الله ﷺ، لَمّا سمعوا ذلك استعدُّوا وتلَثَّموا، وقد همُّوا بأمرٍ عظيمٍ، وأمر رسولُ الله ﷺ حذيفةَ بنَ اليمانِ وعمارَ بن ياسرٍ فمشيا معه مشيًا، فأمر عمارًا أن يأخذ بزمام الناقة، وأمر حذيفة يسُوقُها، فبينما هم يسيرُون إذ سمعوا وكْزةَ[[الوَكْز: العَدْو والإسراع. تاج العروس (وكز).]] القوم من ورائهم قد غشُوه، فغضِب رسولُ الله ﷺ، وأمر حذيفة أن يردَّهم، وأبصر حذيفةُ غضب رسول الله ﷺ، فرجع ومعَه مِحْجَنٌ[[المِحْجَنُ: العصا المُعوجّة. لسان العرب (حجن).]]، فاستقبل وجوه رواحلهم، فضربها ضربًا بالمِحْجَن، وأبصر القومُ وهم مُتَلَثِّمون لا يشعرُ، إنما ذلك فعل المسافرِ، فرَعَبَهم اللهُ حين أبصروا حذيفةَ، وظنُّوا أن مكرَهم قد ظُهِر عليه، فأسرعوا حتى خالطوا الناسَ، وأقْبَل حذيفة حتى أدرك رسول الله ﷺ، فلمّا أدركه قال: «اضربِ الراحلةَ، يا حذيفةُ، وامشِ أنت، يا عمارُ». فأسرعوا حتى استووا بأعلاها، فخرجوا مِن العَقَبة ينتظرون الناس، فقال النبيُّ ﷺ لحذيفة: «هل عرفْتَ -يا حذيفةُ- مَن هؤلاءِ الرهط، أو أحدًا مهم؟». قال حذيفةُ: عرفتُ راحلةَ فلانٍ وفلانٍ. وقال: كانتْ ظلمة الليل، وغَشِيتُهم وهم مُتَلَثِّمون. فقال النبيُّ ﷺ: «هل علمتُم ما كان شأنهم وما أرادوا؟». قالوا: لا، واللهِ، يا رسول الله. قال: «فإنّهم مَكَروا ليسيروا معي، حتى إذا طلعتُ في العقبة طرحوني منها». قالوا: أفلا تأمر بهم -يا رسول الله- فتُضرب أعناقُهم؟ قال: «أكره أن يتحدَّث الناسُ ويقولوا: إنّ محمدًا وضع يده في أصحابه». فسمّاهم لهما، وقال: «اكْتُماهم»[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥/٢٥٦-٢٥٧.]]. (٧/٤٤٨)
٣٣٠٧١- عن محمد بن إسحاق -من طريق يونس- نحوه. وزاد بعد قوله لحذيفة: «هل عرفتَ مِن القوم أحدًا». فقال: لا. فقال رسول الله ﷺ: «إنّ الله قد أخبرني بأسمائهم وأسماءِ آبائهم، وسأخبرُك بهم -إن شاء اللهُ- عند وجه الصبح». فلمّا أصبح سمّاهم له؛ عبد الله بن أُبيٍّ[[وجاء عند البيهقي: «قال: ادع عبد الله. أظنه ابن سعد بن أبي سرح، وفي الأصل: عبد الله بن أبي، وسعد بن أبي سرح، إلا أن ابن اسحاق ذكر قبل هذا أنّ ابن أبي تخلف في غزوة تبوك، ولا أدري كيف هذا». وقال ابن القيم في زاد المعاد ٣/٥٤٦، ٥٤٨: «ما ذكرنا من قوله -يريد ابن إسحاق-: فيهم عبد الله بن أبي، وهو وهم ظاهر، وقد ذكر ابن إسحاق نفسه أن عبد الله بن أبي تخلف في غزوة تبوك».]]، وسعد بن أبي سرحٍ[[قال ابن القيم في زاد المعاد ٣/٥٤٨: «الثالث: أن قوله: وسعد بن أبي سرح. وهْمٌ أيضًا، وخطأ ظاهر، فإنّ سعد بن أبي سرح لم يعرف له إسلام البتة، وإنما ابنه عبد الله كان قد أسلم وهاجر، ثم ارتد ولحق بمكة، حتى استأمن له عثمان النبي ﷺ عام الفتح، فأمَّنه، وأسلم فحسن إسلامه، ولم يظهر منه شيء ينكر عليه، ولم يكن مع هؤلاء الاثنى عشر البتة، فما أدري ما هذا الخطأ الفاحش».]]، وأبا حاصرٍ الأعرابيَّ، وعامرًا، وأبا عامرٍ، والجُلاس بن سويد بن الصامتِ، ومجمِّع بن جاريةَ، ومليحًا التيميَّ، وحصين بن نميرٍ، وطعمةَ ابن أُبيرقٍ، وعبد الله بن عيينة، ومرة بن ربيع، فهم اثنا عشر رجلًا، حاربوا الله ورسوله وأرادوا قتله، فأَطْلَع اللهُ نبيَّه ﷺ على ذلك، وذلك قوله ﷿: ﴿وهمُّوا بما لمْ ينالُوا﴾. وكان أبو عامر رأسهم[[قال ابن القيم في زاد المعاد ٣/٥٤٨-٥٤٩: «قوله: وكان أبو عامر رأسهم. وهذا وهم ظاهر لا يخفى على مَن دون ابن إسحاق، بل هو نفسه قد ذكر قصة أبي عامر هذا في قصة الهجرة، عن عاصم بن عمر بن قتادة، أنّ أبا عامر لما هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة خرج إلى مكة ببضعة عشر رجلًا، فلمّا افتتح رسول الله ﷺ مكة خرج إلى الطائف، فلما أسلم أهل الطائف خرج إلى الشام فمات طريدًا وحيدًا غريبًا، فأين كان الفاسق وغزة تبوك ذهابًا وإيابًا؟!».]]، وله بنوا مسجد الضرار، وهو أبو حنظلة غسيل الملائكة[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥/٢٥٧-٢٥٩ بنحوه، وفيه: والجلاس بن سويد بن الصامت، وهو الذي قال: لا ننتهي حتى نرمي محمدًا من العقبة الليلة، ولئن كان محمد وأصحابه خيرًا منا إنّا إذًا لَغنم وهو الراعي، ولا عقل لنا.]]٣٠٠٣. (٧/٤٥٠)
٣٣٠٧٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في الآية، قال: قال أحدهم: إن كان ما يقول محمدٌ حقًّا لَنحن شرٌّ مِن الحمير. فقال رجل مِن المؤمنين: فواللهِ، إنّ ما يقول محمدٌ لَحَقٌ، ولأنت شَرٌّ مِن حمارٍ. فهمَّ بقتله المنافقُ، فذلك همُّهم بما لم يَنالوا[[تفسير مجاهد ص٣٧٢، وأخرجه ابن جرير ١١/٥٧١، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥. وذكرنحوه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٢٠-. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٧/٤٤٧)
٣٣٠٧٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- في قوله: ﴿وهموا بما لم ينالوا﴾، قال: رجل مِن قريش هَمَّ بقتل رسول الله ﷺ، يُقال له: الأسود[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٣، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥.]]٣٠٠٤. (ز)
٣٣٠٧٤- عن أبي صالحٍ باذام: ﴿وهمُّوا بما لمَ ينالُوا﴾، قال: همُّوا أن يُتَوِّجوا عبدَ الله بن أُبَيٍّ بتاجٍ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٤٥٢)
٣٣٠٧٥- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق محمد بن يزيد- في قوله: ﴿وهمُّوا بما لم ينالُوا﴾، قال: أرادوا أن يُتَوِّجوا عبدَ الله بن أُبَيٍّ، وإن لم يرضَ محمدٌ ﷺ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٤٥٢)
٣٣٠٧٦- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿وهَمُّوا بِما لَمْ يَنالُوا﴾ مِن قتل النبيِّ ﷺ، يعني: المنافقين أصحابَ العقبة، ليلة همُّوا بقتل النبي ﷺ بالعَقَبَة بغزوة تبوك، منهم عبد الله بن أُبَيٍّ رأس المنافقين، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وطعمة بن أُبَيْرِق، والجلاس بن سويد، ومجمع بن حارثة، وأبو عامر بن النعمان، وأبو الخواص، ومرارة بن ربيعة، وعامر بن الطفيل، وعبد الله بن عتيبة، ومليح التميمي، وحصن بن نمير، ورجل آخر، هؤلاء اثنا عشر رجلًا، وتاب أبو لبابة بن عبد المنذر، وهلال بن أمية، وكعب بن مالك الشاعر، وكانوا خمسة عشر رجلًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٨٣-١٨٤، كذا وردت الأسماء في المطبوعة، ولا يخفى ما فيها من وهم وتصحيف، وينظر حاشية الصفحة قبل السابقة.]]. (ز)
﴿وَمَا نَقَمُوۤا۟ إِلَّاۤ أَنۡ أَغۡنَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ مِن فَضۡلِهِۦۚ﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٣٣٠٧٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قُتِل رجلٌ على عهد النبيِّ ﷺ، فجعل دِيَتَه اثني عشر ألفًا. وذلك قوله: ﴿وما نقمُوا إلّا أن أغناهُمُ الله ورسوُلُهُ من فضلِهِ﴾، قال: بأخذهم الدِّيَةَ[[أخرجه ابن ماجه (٢٦٣٢)، والترمذي ٣/٦٤ (١٣٨٨)، والنسائي في الكبرى (ت: شعيب الأرناؤوط) ٦/٣٥٦ (٦٩٧٨)، وابن جرير ١١/٥٧٥، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥، والبيهقي في سننه ٨/٧٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه. ضعَّفه الألباني في ضعيف سنن ابن ماجه (٥٧٧).]]. (٧/٤٥٣)
٣٣٠٧٨- عن عروة بن الزبير -من طريق هشام- قال: كان جُلاسٌ يحملُ حَمالةً، أو كان عليه دَينٌ، فأدّى عنه رسولُ الله ﷺ، فذلك قولُه: ﴿وما نقمُوا إلّا أنْ أغناهُمُ الله ورسوُلُهُ من فضْله﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٤ بنحوه، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٦.]]. (٧/٤٥٣)
٣٣٠٧٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمرو-: أنّ مولًى لبني عديِّ بن كعب قتل رجلًا من الأنصارِ، فقضى النَّبِيُّ ﷺ بالدِّيَة اثني عشر ألفًا، وفيه نزلت: ﴿وما نقموا إلّا أن أغناهُمُ الله ورسوُلُهُ من فضْلهِ﴾[[أخرجه عبد الرزاق (١٧٢٧٣)، وسعيد بن منصور (١٠٢٥- تفسير)، وابن أبي شيبة ٩/١٢٦، وابن جرير ١١/٥٧٤-٥٧٥، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٧/٤٥٢)
٣٣٠٨٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وما نقمُوا إلّا أن أغناهُمُ الله ورسوله من فضلهِ﴾، قال: كانت لعبد الله بن أُبَيٍّ له دِيَةٌ قد غُلِب عليها، فأخرجها له رسولُ الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٤، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]٣٠٠٥. (٧/٤٥٣)
﴿فَإِن یَتُوبُوا۟ یَكُ خَیۡرࣰا لَّهُمۡۖ﴾ - تفسير
٣٣٠٨١- عن الحسن، أنّ رسول الله قال: «إنّ قومًا قد همُّوا بِهَمِّ سوءٍ، وأرادوا أمرًا، فليقوموا فليستغفروا». فلم يَقُمْ أحدٌ، ثلاثَ مرارٍ، فقال: «قُمْ، يا فلان، قُم، يا فلان». فقالوا: نستغفر الله، نستغفر الله. فقال رسول الله: «واللهِ، لَأنا دَعَوْتُكم إلى التوبة، واللهُ أسرعُ إليكم بها، وأنا أطيبُ لكم نفسًا بالاستغفار، اخرجوا»[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٤٥٤)
٣٣٠٨٢- عن عروة بن الزبير -من طريق ابنه هشام- ﴿فإن يتوبوا يك خيرا لهم﴾، قال: قال الجلاس: قد استثنى الله لي التوبة، فأنا أتوب. فقَبِل منه رسولُ الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١١/٥٧٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٤٦.]]. (ز)
﴿وَإِن یَتَوَلَّوۡا۟ یُعَذِّبۡهُمُ ٱللَّهُ عَذَابًا أَلِیمࣰا فِی ٱلدُّنۡیَا وَٱلۡـَٔاخِرَةِۚ﴾ - تفسير
٣٣٠٨٣- عن الضحاك بن مُزاحِم، قال: ثُمَّ دعاهم إلى التوبة، فقال: ﴿فإن يتوبوا يكُ خيرًا لهم وإن يتولَّوا يُعذبهم اللهُ عذابًا أليمًا في الدُّنيا والآخرةِ﴾، فأمّا عذابُ الدنيا فالقَتلُ، وأمّا عذابُ الآخرة فالنارُ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٤٥٣)
٣٣٠٨٤- قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قوله: ﴿وإن يتولوا﴾، قال: على كفرهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٤٦.]]. (ز)
٣٣٠٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما نَقَمُوا إلّا أنْ أغْناهُمُ اللَّهُ ورَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وإنْ يَتَوَلَّوْا عن التوبة يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذابًا ألِيمًا﴾ يعني: شديدًا ﴿فِي الدُّنْيا والآخِرَةِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٨٤.]]. (ز)
﴿وَمَا لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرࣲ ٧٤﴾ - تفسير
٣٣٠٨٦- عن الضحاك بن مُزاحِم، قال: قال لي ابنُ عباسٍ: احفَظْ عنِّي: كلُّ شيءٍ في القرآن ﴿وما لهم في الأرضِ من وليٍ ولا نصيرٍ﴾ فهي للمشركين، فأمّا المؤمنون فما أكْثَرَ أنصارهم وشفعائهم[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٤٥٤)
٣٣٠٨٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن ولِيٍّ﴾ يمنعهم، ﴿ولا نَصِيرٍ﴾ يعني: مانع من العذاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٨٤.]]. (ز)
﴿وَمَا لَهُمۡ فِی ٱلۡأَرۡضِ مِن وَلِیࣲّ وَلَا نَصِیرࣲ ٧٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٣٠٨٨- عن نافع بن جبير بن مطعم، قال: لم يُخبِرْ رسولُ الله ﷺ بأسماء المنافقين الذين تَحَسُّوه ليلة العقبة بتبوك غيرَ حذيفةَ، وهم اثنا عشر رجلًا، ليس فيهم قُرَشِيٌّ، وكلُّهم من الأنصار أو مِن حُلفائهم[[عزاه السيوطي إلى ابن سعد.]]. (٧/٤٥١)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.