الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمۡ إِذَا قِیلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ - نزول الآية
٣٢٣٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا﴾ الآية، قال: هذا حينَ أُمِروا بغزوة تبوك بعدَ الفتح وحُنَين، أمَرهم بالنفيرِ في الصيف حينَ خُرِفَتِ النَّخْلُ[[خرَف النخلَ واخْتَرَفَهُ: صرمه واجتناه. لسان العرب (خرف).]]، وطابَتِ الثمار، واشْتَهَوُا الظِّلالَ، وشقَّ عليهم المخْرجُ؛ فأنزَل اللهُ ﷾: ﴿انفروا خفافا وثقالا﴾[[تفسير مجاهد ص٣٦٨، وأخرجه ابن جرير ١١/٤٦٠، وابن أبي حاتم ٦/١٧٩٦. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٠٦-. وعزاه السيوطي إلى سُنيد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٥٣)
٣٢٣٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله﴾ نزلت في المؤمنين، وذلك أنّ النبيَّ ﷺ أمَرَ الناس بالسَّيْر إلى غزوة تبوك في حَرٍّ شديد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٧٠.]]٢٩٥٠. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ مَا لَكُمۡ إِذَا قِیلَ لَكُمُ ٱنفِرُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلۡتُمۡ إِلَى ٱلۡأَرۡضِۚ﴾ - تفسير الآية
٣٢٣٦٨- عن شريح بن عبيد، قال: قال أبو ثعلبة: اللهُ أحبُّ إليكم أم الدنيا؟ قالوا: بل الله. قال: فما بالُكم ﴿إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض﴾، فلم تخرجوا حتى يُخْرِجكم الشُّرَطُ من منازلكم؟! وإذا قيل لكم انصرفوا على بركة الله مأذونًا لكم ضربتم أكبادَها وأسهرتم عيونها حتى تبلغوا أهليكم؟![[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٩٦.]]. (ز)
٣٢٣٦٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿اثاقلتم إلى الأرض﴾، فيقول: حين قعدوا، وأَبَوُا الخروج[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٩٦.]]. (ز)
٣٢٣٧٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿اثاقلتم إلى الأرض﴾، فتَثاقلوا عنها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٧٠.]]. (ز)
﴿أَرَضِیتُم بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا مِنَ ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ فَمَا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ ٣٨﴾ - تفسير
٣٢٣٧١- عن أبي عثمان النهدي، قال: قلتُ: يا أبا هريرة، سمعتُ إخواني بالبصرة يزعُمون أنّك تقول: سمعتُ نبيَّ الله ﷺ يقول: «إنّ الله يجزِي بالحسنةِ ألفَ ألفِ حسنة». فقال أبو هريرة: بل سمعتُ رسولَ الله ﷺ يقول: «إنّ الله يجزِي بالحسنةِ ألفَي ألفِ حسنة». ثم تلا هذه الآية: ﴿فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل﴾. فالدُّنْيا ما مضى منها إلى ما بقِيَ منها عندَ اللهِ قليلٌ، وقال الله: ﴿من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافا كثيرة﴾ [البقرة:٢٤٥]. فكيف الكثيرُ عند الله تعالى إذا كانت الدنيا ما مضى منها وما بقِيَ عندَ الله قليلٌ؟![[أخرجه أحمد ١٣/٣٢٧ (٧٩٤٥)، ١٦/٤٤٢-٤٤٣ (١٠٧٦٠)، وابن جرير ٧/٣٥ دون ذكر الآية، من طريق علي بن زيد، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة به. وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٤٦١ (٢٤٣٤)، ٦/١٧٩٧ (١٠٠٣٠) واللفظ له، من طريق زياد الجصاص، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي هريرة به. قال البزار في مسنده ١٧/١٨(٩٥٠٢٥): «وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوى بهذا اللفظ إلا عن أبي هريرة ﵁، بهذا الإسناد، وقد رواه عن علي بن زيد سليمانُ بن المغيرة أيضًا». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/١٤٥ (١٧١٨٨-١٧١٨٩): «رواه أحمد بإسنادين، والبزار بنحوه، وأحد إسنادي أحمد جيد». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/٣٩١ (٧١٥٩): «رواه أحمد بن منيع، وأحمد بن حنبل بسندٍ مداره على علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف». وقال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري ٨/٣٦٦: «حديث صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٧/٣٨٩: «أخرجه أحمد وغيره، ورجاله ثقات غير علي بن زيد -وهو ابن جدعان-، فيه ضعف من قِبَل حفظه».]]. (٧/٣٦٠)
٣٢٣٧٢- عن سليمان بن مهران الأعمش -من طريق سفيان- في قوله: ﴿فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل﴾، قال: كزادِ الرّاعي[[أخرجه سفيان الثوري ص١٢٦، وابن أبي حاتم ٦/١٧٩٧.]]. (٧/٣٦٠)
٣٢٣٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل﴾، يعني: إلا ساعةً مِن ساعات الدنيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٧٠.]]. (ز)
﴿أَرَضِیتُم بِٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا مِنَ ٱلۡـَٔاخِرَةِۚ فَمَا مَتَـٰعُ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فِی ٱلۡـَٔاخِرَةِ إِلَّا قَلِیلٌ ٣٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٢٣٧٤- عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الله جعَل الدنيا قليلًا، وما بقِيَ منها إلا القليل، كالثَّغَبِ -يعني: الغدير- شُرِب صَفْوُه، وبَقِي كدَرُه»[[أخرجه الحاكم ٤/٣٥٦ (٧٩٠٤). قال الحاكم: «صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة ٤/١٦٤ (١٦٢٥) مُعَقِّبًا على كلام الحاكم والذهبي: «وإنما هو حسن فقط».]]. (٧/٣٥٤)
٣٢٣٧٥- عن المُسْتَورِدِ، قال: كُنّا عندَ النبيِّ ﷺ، فتذاكَروا الدنيا والآخرة، فقال بعضُهم: إنّما الدنيا بلاغٌ للآخرةِ، فيها العملُ، وفيها الصلاةُ، وفيها الزكاة. وقالت طائفةٌ منهم: الآخرةُ فيها الجنة. وقالوا ما شاء الله، فقال رسول الله ﷺ: «ما الدُّنيا في الآخرة إلا كما يمشي أحدُكم إلى اليَمِّ، فأدخَل أُصبُعَه فيه، فما خرَج منه فهي الدنيا»[[أخرجه الحاكم ٤/٣٥٥ (٧٨٩٨). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي.]]. (٧/٣٥٤)
٣٢٣٧٦- عن المُسْتَورِدِ، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعلُ أحدُكم أُصبُعَه في اليمِّ، ثم يرفعُها، فلينظُرْ بمَ يرجِعُ»[[أخرجه مسلم ٤/٢١٩٣ (٢٨٥٨)، وابن أبي حاتم ٦/١٧٩٦ (١٠٠٢٩).]]. (٧/٣٦٠)
٣٢٣٧٧- عن المُسْتَورِدِ بن شداد، قال: كنتُ في رَكْبٍ مع رسول الله ﷺ إذ مَرَّ بسَخْلَةٍ ميتةٍ، فقال: «أترَون هذه هانَت على أهلِها حينَ ألقَوْها؟». قالوا: من هَوانِها ألقَوْها، يا رسول الله. قال: «فالدُّنيا أهْوَنُ على اللهِ مِن هذه على أهلِها»[[أخرجه أحمد ٢٩/٥٤١-٥٤٢ (١٨٠١٣)، ٢٩/٥٤٩ (١٨٠٢١)، وابن ماجه ٥/٢٣٠-٢٣١ (٤١١١)، والترمذي ٤/٣٥٦-٣٥٧ (٢٤٧٤)، من حديث المستورد بن شداد به. قال الترمذي: «حديث المستورد حديث حسن».]]. (٧/٣٥٤)
٣٢٣٧٨- عن عبد الله بن عباس، قال: دخَل عمرُ على النبيِّ ﷺ وهو على حَصِير قد أثَّرَ في جنبِه، فقال: يا رسول الله، لو اتَّخذتَ فِراشًا أوْثَرَ مِن هذا. فقال: «ما لِي وللدُّنيا؟! وما لِلدُّنيا وما لي؟! والذي نفسي بيده،ما مَثَلي ومَثَلُ الدنيا إلا كراكبٍ سار في يومٍ صائف، فاستظَلَّ تحتَ شجرةٍ ساعةً، ثم راح وترَكها»[[أخرجه أحمد ٤/٤٧٣-٤٧٤ (٢٧٤٤)، وابن حبان ١٤/٢٦٥ (٦٣٥٢)، والحاكم ٤/٣٤٤ (٧٨٥٨)، من طريق ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرجاه، وشاهده حديث عبد الله بن مسعود». ووافقه الذهبي. وقال أبو نعيم في الحلية ٣/٣٤٢: «هذا حديث ثابت من غير وجه، رواه ابن مسعود وغيره عن النبي ﷺ، وهو من حديث عكرمة غريب، تفرَّد به عنه هلال». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٢٦ (١٨٢٩٩): «ورجال أحمد رجال الصحيح، غير هلال بن خباب، وهو ثقة». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٨٠٠ (٤٣٩).]]. (٧/٣٥٤)
٣٢٣٧٩- عن عبد الله بن مسعود: أنّ النبيَّ ﷺ نام على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبِه، فقلنا: يا رسول الله، لوِ اتَّخَذنا لك. فقال: «ما لي وللدنيا؟! ما أنا في الدُّنيا إلا كراكبٍ استظَلَّ تحتَ شجرةٍ، ثم راح وترَكها»[[أخرجه أحمد ٦/٢٤١-٢٤٢ (٣٧٠٩)، ٧/٢٥٩ (٤٢٠٨)، وابن ماجه ٥/٢٢٩ (٤١٠٩)، والترمذي ٤/٣٩٠ (٢٥٣٤)، والحاكم ٤/٣٤٥ (٧٨٥٩)، من طريق المسعودي، عن عمرو بن مرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال أبو نعيم في الحلية ٢/١٠٢: «لم يروِه عن عمرو بن مرة متصلًا مرفوعًا إلا المسعودي». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٢٦ (١٨٣٠٠): «فيه عبيد الله بن سعيد قائد الأعمش، وقد وثَّقه ابن حبان، وضعَّفه جماعة، وبقية رجاله ثقات». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٨٠٠ (٤٣٨).]]. (٧/٣٥٥)
٣٢٣٨٠- عن أبي موسى الأشعري، أنّ رسول الله ﷺ قال: «مَن أحَبَّ دنياه أضَرَّ بآخرتِه، ومَن أحَبَّ آخِرَتَه أضَرَّ بدُنياه، فآثِروا ما يَبقى على ما يَفْنى»[[أخرجه أحمد ٣٢/٤٧٠-٤٧٢ (١٩٦٩٧، ١٩٦٩٨)، وابن حبان ٢/٤٨٦ (٧٠٩)، والحاكم ٤/٣٤٣ (٧٨٥٣)، ٤/٣٥٤ (٧٨٩٧)، والبغوي ٣/٩٤، من طريق عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب بن عبد الله، عن أبي موسى الأشعري به. قال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وتعقَّبه الذهبيُّ في بقوله: «فيه انقطاع». وقال في الموضع الثاني: «هذا حديث صحيح». ووافقه الذهبي. وقال المنذري في الترغيب ٤/٨٤ (٤٩٠٣): «رواته ثقات». وقال ابن كثير في تفسيره ٨/٣٨٢: «تفرَّد به أحمد». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٤٩ (١٧٨٢٥): «رواه أحمد، والبزار، والطبراني، ورجالهم ثقات». وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٨/٣٢٤٢ (٥١٧٩): «رواته ثقات». وقال المناوي في التيسير ٢/٣٨٧: «رجاله ثقات، لكن فيه انقطاع». وقال الألباني في الضعيفة ١٢/٣٣٧ (٥٦٥٠): «ضعيف».]]. (٧/٣٥٥)
٣٢٣٨١- عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه، قال: دخَل سعدٌ على سلمان يَعُودُه، فبكى، فقال سعدٌ: ما يُبكِيك، يا أبا عبد الله؟ تُوفِّي رسول الله ﷺ وهو عنك راضٍ، وتَرِدُ عليه الحوض، وتَلقى أصحابَك! قال: ما أبكِي جَزَعًا من الموت، ولا حِرْصًا على الدنيا، ولكنَّ رسول الله ﷺ عَهِد إلينا عهدًا، قال: «لِيكُن بُلْغَةُ أحدِكم مِن الدنيا كزادِ الراكب». وحولي هذه الأَساوِدَةُ[[الأساود: الشخوص من المتاع الذي كان عنده. النهاية (سود).]]! قال: وإنّما حولَه إجّانةٌ[[الإجّانة: إناء تغسل فيه الثياب. النهاية (خضب)، واللسان (أجن).]]، وجَفْنَةٌ[[الجَفْنة: أعظم ما يكون من القِصاع. لسان العرب (جفن).]]، ومِطْهَرَةٌ[[المِطْهَرةُ: الإناء الذي يُتَوَضَّأُ به ويُتَطَهَّر به. لسان العرب (طهر).]] [[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٢٢٠ (٣٥٤٥٣)، والحاكم ٤/٣٥٣ (٧٨٩١)، من طريق الأعمش، عن أبي سفيان، عن أشياخه به. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». ووافقه الذهبي. وقال الألباني في الصحيحة ٤/٢٩٤(١٧١٦): «وهو كما قالا». وقد أورد السيوطي عقب الآية ٧/٣٥٥-٣٦١ آثارًا أخرى عن حقارة الدنيا وفضل الزهد فيها.]]. (٧/٣٥٨)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.