الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ فَلَا یَقۡرَبُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَـٰذَاۚ وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَیۡلَةࣰ فَسَوۡفَ یُغۡنِیكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۤ إِن شَاۤءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٢٨﴾ - نزول الآية
٣٢٠٤٥- عن أبي هريرة -من طريق حميد بن عبد الرحمن- قال: أنزل اللهُ في العام الذي نبَذ فيه أبو بكرٍ إلى المشركين: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس﴾ الآية. فكان المشركون يُوافُون بالتجارة، فيَنتفِعُ بها المسلمون، فلمّا حرَّم اللهُ على المشركين أن يَقْرَبُوا المسجد الحرام؛ وجَد المسلمون في أنفسهم مِمّا قُطِعَ عنهم من التجارة التي كان المشركون يُوافُون بها؛ فأنزل الله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾. فأحلَّ في الآية الأخرى التي تَتبَعُها الجزيةَ، ولم تكن تُؤْخَذُ قبلَ ذلك، فجعلها عِوضًا ممّا منعهم مِن موافاةِ المشركين بتجاراتِهم، فقال: ﴿قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر﴾ إلى قوله: ﴿صاغرون﴾. فلمّا أحقَّ الله ذلك للمسلمين عرَفوا أنّه قد عاضَهم أفضلَ ممّا كانوا وجدوا عليه ممّا كان المشركون يُوافُون به من التجارة[[أخرجه الطبراني في مسند الشاميين ٤/١٨٤-١٨٥ (٣٠٦٧)، والبيهقي في الكبرى ٩/٣١٢ (١٨٦٣٥)، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٩ (١٠٠٣١) مختصرًا، من طريق أبي اليمان، أخبرني شعيب، عن الزهري، أخبرني حميد بن عبد الرحمن، أنّ أبا هريرة به.]]. (٧/٣١٠)
٣٢٠٤٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كان المشركون يَجِيئُون إلى البيت، ويَجِيئُون معهم بالطعام يَتَّجِرون به، فلمّا نُهُوا عن أن يأتوا البيتَ قال المسلمون: فمِن أينَ لنا الطعامُ؟ فأنزَل الله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾. قال: فأنزَل الله عليهم المطر، وكَثُرَ خيرُهم حينَ ذهب المشركون عنهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧ (١٠٠٢٠)، من طريق سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف؛ فيه سماك بن حرب، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٦٢٤): «صدوق، وروايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغيّر بأخرة، فكان ربما تلقّن».]]. (٧/٣٠٦)
٣٢٠٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قال: لَمّا نفى الله المشركين عن المسجد الحرام ألقى الشيطانُ في قلوب المؤمنين، فقال: مِن أينَ تأكلون وقد نُفِي المشركون، وانقطعت عنكم العِيرُ؟ قال الله تعالى: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾. فأمَرَهم بقتال أهل الكتاب، وأغناهم من فضله[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٠، من طريق عبد الله بن صالح، عن معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس به. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٣٠٧)
٣٢٠٤٨- عن سعيد بن جبير -من طريق واقِد- قال: لَمّا نزلت: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾ شَقَّ ذلك على أصحابِ النبيِّ ﷺ، وقالوا: مِن يأتِينا بطعامِنا وبالمتاع؟ فنزلت: ﴿وإن خفتم عيلة﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١١/ ٤٠١ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٧)
٣٢٠٤٩- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾: كان ناسٌ من المسلمين يَتَأَلَّفون العِيرَ، فلمّا نزلت براءةُ بقتال المشركين حيثما ثُقِفُوا، وأن يقعدوا لهم كل مرصد؛ قذف الشيطانُ في قلوب المؤمنين: فمِن أين تعيشون وقد أُمِرْتُم بقتال أهل العِير؟! فعَلِم اللهُ من ذلك ما عَلِم، فقال: أطيعوني، وامْضُوا لأمري، وأطيعوا رسولي، فإنِّي سوف أغنيكم مِن فضلي. فتَوَكَّل لهم اللهُ بذلك[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٢.]]. (ز)
٣٢٠٥٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سماك- ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إنَّما المُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلا يَقْرَبُوا المَسْجِدَ الحَرامَ بَعْدَ عامِهِمْ هَذا﴾، قال: كان المشركون يَجِيئُون إلى البيت، ويَجِيئُون معهم بالطعام، ويَتَّجِرون به، فلمّا نُهُوا أن يأتوا البيت قال المسلمون: مِن أينَ لنا طعام؟ فأنزَل الله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾. قال: فأنزَل اللهُ عليهم المطر، وكَثُرَ خيرُهم حينَ ذهب عنهم المشركون[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٠.]]. (ز)
٣٢٠٥١- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق أبي جعفر- قال: لَمّا قيل: ولا يَحُجُّ بعد العام مشرك. قالوا: قد كُنّا نُصيب من بياعاتِهِم[[البِياعَة: السِّلْعة. اللسان (بيع).]] في الموسم. قال: فنزلت: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾، يعني: بما فاتهم مِن بياعاتهم[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠١.]]. (ز)
٣٢٠٥٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: لَمّا نفى الله المشركين عن المسجد الحرام شَقَّ ذلك على المسلمين، وكانوا يأتون بِبَيْعاتٍ ينتفع بذلك المسلمون؛ فأنزل الله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾[[أخرجه ابن جرير١١/٤٠٣-٤٠٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٦)
٣٢٠٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن خفتم عيلة﴾ وذلك أنّ الله ﷿ أنزل بعد غزاة تبوك: ﴿فاقتلوا المشركين...﴾ إلى قوله: ﴿كل مرصد﴾ [التوبة:٥]، فوسوس الشيطانُ إلى أهل مكة، فقال: مِن أين تجدون ما تأكلون، وقد أُمِر أنّه مَن لم يكن مسلمًا أن يُقْتَل ويُؤْخَذ الغنم، ويُقْتَل مَن فيها؟! فقال الله تعالى: امضوا لأمري، وأمر رسولي، ﴿فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٦.]]. (ز)
٣٢٠٥٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة﴾، وذلك أنّ الناس قالوا: لَتُقْطَعَنَّ عنّا الأسواق، فلَتَهْلَكَنَّ التجارةُ، ولَيَذْهَبَنَّ ما كُنّا نُصِيب فيها مِن المرافق. فنزل: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٥.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِنَّمَا ٱلۡمُشۡرِكُونَ نَجَسࣱ﴾ - تفسير
٣٢٠٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي روق، عن الضحاك- في قوله: ﴿انما المشركون نجس﴾، قال: النجس: الكلب، والخنزير[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٥. وذكر ابن جرير ١١/ ٣٩٨ نحوه، ثم قال: وهذا قولٌ روي عن ابن عباس من وجه غير حميد؛ فكرِهنا ذِكْرَه.]]. (ز)
٣٢٠٥٦- عن الضحاك بن مزاحم، ﴿إنما المشركون نجس﴾، قال: قَذَرٌ[[تفسير البغوي ٤/٣١.]]. (ز)
٣٢٠٥٧- عن الحسن البصري، ﴿إنما المشركون نجس﴾، قال: قَذَرٌ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٥٨- عن الحسن البصري -من طريق أشعث-: ﴿إنما المشركون نجس﴾؛ فمَن صافَحهم فلْيَتوضَّأْ[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٩٩. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٩)
٣٢٠٥٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس﴾، أي: أجْنابٌ[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٩٧، وبنحوه من طريق معمر.]]. (٧/٣٠٦)
٣٢٠٦٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿لا يمسه إلا المطهرون﴾، قال: لا يَمَسُّه في الآخرة إلا المطهرون، فأمّا في الدنيا فقد مسَّه الكافِرُ النَّجِس، والـمُنافق الرجِس[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٧٢.]]. (ز)
٣٢٠٦١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس﴾، يعني: مشركي العرب، والنَّجَس: الذي ليس بطاهر. الأنجاس: الأخباث[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٥.]]٢٩١١. (ز)
﴿فَلَا یَقۡرَبُوا۟ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ﴾ - تفسير
٣٢٠٦٢- عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يدخلُ المسجدَ الحرام مشركٌ بعد عامي هذا أبدًا، إلّا أهلَ العهد وخدمَكم»[[أخرجه أحمد ٢٣/١٨ (١٤٦٤٩)، ٢٣/٣٨٧ (١٥٢٢١)، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٥ (١٠٠١٠) واللفظ له. قال ابن كثير في تفسيره ٤/١٣١ بعد ذكره لرواية أحمد: «تفرد به أحمد مرفوعًا، والموقوف أصح إسنادًا». وقال الهيثمي في المجمع ٤/١٠ (٥٨٩٢): «وفيه أشعث بن سوار، وفيه ضعف، وقد وُثِّق». وقال العيني في عمدة القاري ٤/٢٣٧: «بسند جيد».]]. (٧/٣٠٥)
٣٢٠٦٣- عن جابر بن عبد الله -من طريق أبي الزبير- في قوله: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾: إلّا أن يكون عبدًا، أو أحدًا مِن أهل الذِّمَّة[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٢٧١-٢٧٢، وفي مصنفه ٦/٥٣ (٩٩٨٢) بلفظ: «... أو أحدًا من أهل الجزية»، وابن خزيمة في صحيحه (ت: ماهر الفحل) ٢/٤٧٠ (١٣٢٩)، وابن جرير ١١/٤٠٤، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ، وابن مَردُويَه.]]. (٧/٣٠٥)
﴿ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ﴾ - تفسير
٣٢٠٦٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: الحرم كله المسجد الحرام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦.]]. (ز)
٣٢٠٦٥- عن عبد الله بن مسلم -يعني: ابن هرمز-، قال: سمعتُ سعيد بن جبير يقول: الحرم كله مسجد[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦.]]. (ز)
٣٢٠٦٦- وعن مجاهد بن جبر، مثله[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦.]]. (ز)
٣٢٠٦٧- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق ابن جُرَيْج- قال: الحرم كله قِبْلَةٌ ومسجد، قال: ﴿فلا يقربوا المسجد الحرام﴾ لم يعنِ المسجد وحدَه، إنّما عنى مكَّةَ، والحرم. قال ذلك غير مرة. وفي لفظٍ: لا يدخُل الحرمَ كلَّه مُشْرِكٌ[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٩٩٨٠)، وابن جرير ١١/٣٩٨، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦، والنحاس في ناسخه ص٤٩٧.]]. (٧/٣٠٧)
٣٢٠٦٨- عن عمرو بن دينار -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فلا يقربوا المسجد الحرام﴾، قال: يُرِيدُ: الحرم كلَّه[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (٩٩٨١)، والنحاس في ناسخه ص٤٩٧.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٦٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فلا يقربوا المسجد الحرام﴾، يعني: أرض مكة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٥.]]. (ز)
﴿بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَـٰذَاۚ﴾ - تفسير
٣٢٠٧٠- عن أبي سعيدٍ، عن النبيِّ ﷺ، قال: «لا يدخُلُ الجنةَ إلّا نفسٌ مُسْلِمَةٌ، ولا يطوفُ بالبيت عُرْيانٌ، ولا يقرَبُ المسجدَ الحرام مشركٌ بعدَ عامِهم هذا، ومَن كان بينه وبين رسول الله ﷺ عهدٌ فأجلُه مُدَّتُه»[[أخرجه أحمد في فضائل الصحابة ٢/٦٤٠، وابن عساكر في تاريخه ٤٢/٣٤٧، من طريق سوار بن مصعب، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري به. إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه سوار بن مصعب الهمداني الأعمى، قال ابن معين: «ليس بشيء». وقال البخاري: «منكر الحديث». وقال النسائي وغيره: «متروك». كما في لسان الميزان لابن حجر ٤/٢١٦. وعطية ضعيف أيضًا كما تقدم.]]. (٧/٣٠٩)
٣٢٠٧١- عن أبي هريرة، أنّ رسولَ الله ﷺ قال عام الفتح: «لا يدخُلُ المسجد الحرام مشركٌ، ولا يُؤَدِّي مسلمٌ جزيةً»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٣٠٩)
٣٢٠٧٢- عن أبي هريرة -من طريق حميد بن عبد الرحمن- قال: أنزل اللهُ في العام الذي نبَذ فيه أبو بكرٍ إلى المشركين: ﴿يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نجس﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٣١٠)
٣٢٠٧٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾: وهو العامُ الذي حَجَّ فيه أبو بكرٍ، ونادى عليٌّ بالأذان، وذلك لتسع سنينَ من الهجرة، وحجَّ رسول الله ﷺ من العام المقبل حجَّةَ الوداع، لم يَحُجَّ قبلَها ولا بعدَها منذُ هاجر، فلمّا نفى الله المشركين عن المسجد الحرام شَقَّ ذلك على المسلمين؛ فأنزل الله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾، فأغناهم الله بهذا الخَراجِ الجزيةَ الجاريةَ عليهم، يأخُذُونها شهرًا شهرًا، وعامًا عامًا، فليس لأحدٍ من المشركين أن يَقْرَبَ المسجد الحرام بعدَ عامِهم ذلك، إلّا صاحبَ الجزية، أو عبدَ رجلٍ من المسلمين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٧١ من طريق معمر مختصرًا، وابن جرير ١١/٤٠٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٥-١٧٧٧ من طريق سعيد مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٦)
٣٢٠٧٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿بعد عامهم هذا﴾، يعني: بعد عامِ كان أبو بكر على الموسم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٥.]]. (ز)
﴿بَعۡدَ عَامِهِمۡ هَـٰذَاۚ﴾ - من أحكام بالآية
٣٢٠٧٥- عن أبي هريرة: أنّ النبيَّ ﷺ لَقِيَه في بعض طريق المدينة وهو جُنُب، فانْخَنَسْتُ منه، فذهب، فاغتسل، ثم جاء، فقال: «أين كنت، يا أبا هريرة؟». قال: كُنتُ جُنُبًا، فكرهتُ أن أُجالِسَك وأنا على غيرِ طهارةٍ. فقال: «سبحان الله! إن المسلم لا ينجس»[[أخرجه البخاري ١/ ٦٥ (٢٨٣، ٢٨٥)، ومسلم ١/٢٨٢ (٣٧١).]]. (ز)
٣٢٠٧٦- عن معمر، قال: وبلغني: أنّ النبي ﷺ لَقِيَ حذيفةَ، وأخذ النبيُّ ﷺ بيده، فقال حذيفة: يا رسول الله، إني جُنُبٌ. فقال: «إنّ المؤمنَ لا ينجُس»[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ١/١٢٤ (٤٥٦)، وفي تفسيره ٢/١٤١ (١٠٦٦)، وابن جرير ١١/٣٩٧. وأصله في مسلم ١/٢٨٢ (٣٧٢).]]. (ز)
٣٢٠٧٧- عن سعيد بن المسيب -من طريق ابن شهاب- قال: قال الله تعالى: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام﴾، قال:كان أبو سفيان يدخل مسجد المدينة وهو كافر، غير أنّ ذلك لا يَحِلُّ في المسجد الحرام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦.]]. (ز)
٣٢٠٧٨- عن الأوزاعيِّ، قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أن يُمنَعَ أن يدخُلَ اليهودُ والنصارى المساجدَ، وأتْبَع نهيَه: ﴿إنما المشركون نجس﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٩٨. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٧٩- عن حُصين، قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أن لا يَقْعُدَنَّ قاضٍ في المسجد يدخل عليه فيه المشركون؛ فإنهم نجس، قال الله تعالى: ﴿إنما المشركون نجس﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: عوامة) ١١/٢٦٩ (٢٢٢٥٧).]]. (ز)
٣٢٠٨٠- عن عبد الله بن أبي نجيح -من طريق مَعْمَر- قال: أدركتُ وما يُتْرَكُ يهوديٌّ ولا نصرانيٌّ يدخلون الحرم، وما يَطَؤوْنه إلا مُسارَقَةً[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٦/٥٣ (٩٩٨٣).]]. (ز)
٣٢٠٨١- عن محمد ابن شهاب الزهري -من طريق عقيل- وسُئِل عن المشركين. فقال: ليس للمشرك أن يقرب المسجد الحرام بعد عامهم هذا، فكان ولاة الأمر لا يُرَخِّصون للمشركين في دخول مكة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٦. وقد أورد السيوطي عقب الآية ٧/٣٠٩-٣١٠ آثارًا عن إخراج المشركين ونحوهم من جزيرة العرب.]]٢٩١٢. (ز)
﴿وَإِنۡ خِفۡتُمۡ عَیۡلَةࣰ﴾ - تفسير
٣٢٠٨٢- عن سعيد بن جبير -من طريق واقد مولى زيد بن خلدة- ﴿عيلة﴾، قال: الفقر[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠١. وعلَّق ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧ نحوه.]]. (ز)
٣٢٠٨٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحَكَم بن أبان- في قوله: ﴿وإن خفتم عيلة﴾، قال: الفاقَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٨٤- عن الضحاك بن مزاحم، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧.]]. (ز)
٣٢٠٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإن خفتم عيلة﴾، يعني: الفقر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٦.]]. (ز)
﴿فَسَوۡفَ یُغۡنِیكُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦۤ إِن شَاۤءَۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ٢٨﴾ - تفسير
٣٢٠٨٦- عن سعيد بن جبير -من طريق جعفر- في قوله: ﴿فسوف يغنيكم الله من فضله﴾، قال: بالجزية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٨٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق ثابت-، مثلَه[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٢. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٨٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في الآية، قال: قال المؤمنون: قد كُنّا نُصِيبُ من مَتاجر المشركين. فوعَدهم الله أن يُغْنِيَهم من فضله عِوضًا لهم بألّا يَقْرَبوا المسجد الحرام، فهذه الآية في أوَّلِ براءة في القراءة، وفي آخرِها التأويل[[تفسير مجاهد ص٣٦٧، وأخرجه ابن جرير ١١/٤٠٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٧٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (٧/٣٠٧)
٣٢٠٨٩- قال عكرمة مولى ابن عباس: فأغناهم اللهُ ﷿ بأن أنزل عليهم المطر مِدرارًا؛ فكَثُر خيرُهم[[تفسير البغوي ٤/٣٣.]]. (ز)
٣٢٠٩٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿فسوف يغنيكم الله من فضله﴾، قال: أغناهم اللهُ بالجزيةِ الجاريةِ شهرًا فشهرًا، وعامًا فعامًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٧٢، وابن جرير ١١/٤٠٤-٤٠٥.]]. (٧/٣٠٨)
٣٢٠٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء﴾، ففرِحوا بذلك، فكفاهم الله ما كانوا يَتَخَوَّفون، فأسلمَ أهلُ نجدٍ، وجُرَش، وأهلُ صنعاء، فحملوا الطعام إلى مكة على الظَّهْر[[الظَّهْر: الإبل التي يُحمل عليها وتُركب. النهاية (ظهر).]]، فذلك قوله: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٦٦.]]. (ز)
٣٢٠٩٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عيلة﴾، وذلك أنّ الناس قالوا: لَتُقْطَعَنَّ عَنّا الأسواق؛ فلَتَهْلَكَنَّ التجارةُ، ولَيَذْهَبَنَّ ما كنا نصيب فيها من المرافق. فنزل: ﴿وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله﴾ مِن وجه غير ذلك ﴿إن شاء﴾ إلى قوله: ﴿وهم صاغرون﴾. ففي هذا عِوَضٌ مِمّا تخوفتم مِن قطع تلك الأسواق، فعوَّضهم الله بما قَطَعَ عنهم مِن أمر الشرك ما أعطاهم مِن أعناق أهل الكتاب مِن الجزية[[أخرجه ابن جرير ١١/٤٠٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.