الباحث القرآني
﴿وَإِن نَّكَثُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُوا۟ فِی دِینِكُمۡ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَىِٕمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَاۤ أَیۡمَـٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ یَنتَهُونَ ١٢﴾ - قراءات
٣١٨١٤- عن الحسن البصري أنّه قرأ: ‹إنَّهُمْ لَآ إيمانَ› بكسر الألف[[علقه ابن جرير ١١/٣٦٦. وهي قراءة متواترة، قرأ بها ابن عامر، وقرأ بقية العشرة: ﴿لَآ أيْمانَ﴾ بفتح الهمزة. انظر: النشر ٢/٢٧٨، والإتحاف ص٣٠٢.]]٢٨٩٩. (ز)
﴿وَإِن نَّكَثُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُوا۟ فِی دِینِكُمۡ فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَىِٕمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لَاۤ أَیۡمَـٰنَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ یَنتَهُونَ ١٢﴾ - نزول الآية
٣١٨١٥- قال عبد الله بن عباس: نزلت في أبي سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، وسائر رؤساء قريش يومئذٍ الذين نقضوا العهد، وهم الذين هَمُّوا بإخراج الرسول[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٢٤٣، والثعلبي ٥/١٦.]]. (ز)
٣١٨١٦- قال محمد بن السائب الكلبي، في قوله: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم﴾ إلى قوله: ﴿والله عليم حكيم﴾: إنّ رسول الله ﷺ كان وادَعَ أهل مكة سنة، وهو يومئذ بالحديبية، فحبسوه عن البيت، ثم صالحوه على أنّك ترجع عامَك هذا، ولا تَطَأ بلدَنا، ولا تنحر البُدْن من أرضنا، وأن نُخَلِّيها لك عامًا قابلًا ثلاثة أيام، ولا تأتينا بالسلاح إلا سلاحًا تجعلها في قِراب[[القِراب: هو شبه الجِراب يطرح فيه الراكب سيفَه بغِمْدِهِ وسوطِهِ، وقد يطرح فيه زاده من تَمْرٍ وغيره. النهاية (قرب).]]، وأنّه مَن صَبَأَ مِنّا إليك فهو إلينا رَدٌّ. فصالحهم رسول الله على ذلك، فمكثوا ما شاء الله أن يمكثوا، ثم إنّ حلفاء رسول الله من خُزاعة قاتلوا حلفاء بني أُمِيَّة مِن بني كنانة؛ فأَمَدَّتْ بنو أُمَيَّةَ حلفاءَهم بالسلاح والطعام، فركب ثلاثون رجلًا من حُلفاء رسول الله من خُزاعة، فيهم بديل بن ورقاء، فناشدوا رسول الله الحِلْف، فأمر رسول الله ﷺ أن يعين حلفاءه، وأنزل الله على نبيه: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم﴾: لا عهد لهم؛ ﴿لعلهم ينتهون﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٩٦-.]]. (ز)
﴿وَإِن نَّكَثُوۤا۟ أَیۡمَـٰنَهُم مِّنۢ بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُوا۟ فِی دِینِكُمۡ﴾ - تفسير
٣١٨١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في قوله: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم﴾، يقول اللهُ لنبيِّه ﷺ: وإن نكَثوا العهدَ الذي بينك وبينهم فقاتِلْهم؛ إنهم أئمةُ الكفر[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦٠-١٧٦١. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٢٥١)
٣١٨١٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿وإن نكثوا أيمانهم﴾، قال: عهدَهم[[تفسير مجاهد ص٣٦٥، وأخرجه ابن جرير ١١/٣٦٥-٣٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبيد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٧/٢٥١)
٣١٨١٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وإنْ نَكَثُوا أيْمانَهُمْ﴾: عهدهم الذي عاهدوا على الإسلام[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٦.]]. (ز)
٣١٨٢٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإنْ نَكَثُوا أيْمانَهُمْ مِن بَعْدِ عَهْدِهِمْ﴾ يعني: نقضوا عهدَهم، وذلك أنّ النبيَّ ﷺ واعد كُفّار مكة سنتين، وأنهم عمدوا فأعانوا كِنانة بالسِّلاح على قتال خزاعة، وخزاعة صُلْح النبي ﷺ، فكان في ذلك نكثٌ للعهد، فاستحلَّ النبيُّ ﷺ قتالَهم، فذلك قوله: ﴿وإنْ نَكَثُوا أيْمانَهُمْ﴾، ﴿وطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ﴾ فقالوا: ليس دينُ محمد بشيء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٥٩.]]. (ز)
﴿فَقَـٰتِلُوۤا۟ أَىِٕمَّةَ ٱلۡكُفۡرِ﴾ - تفسير
٣١٨٢١- عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير: أنّه كان في عهد أبي بكر إلى الناس حينَ وجَّهَهم إلى الشام، فقال: إنّكم ستَجِدون قومًا مُحَوَّقةً[[محوقة: مكنوسة. إذ الحوق: الكنس. أراد أنهم حلقوا وسط رءوسهم، فشبَّه إزالة الشعر منه بالكنس. النهاية (حوق).]] رءوسُهم، فاضرِبوا مقاعدَ الشيطان منهم بالسيوف، فواللهِ، لأن أقتُلَ رجلًا منهم أحبُّ إلَيَّ مِن أن أقتُلَ سبعينَ مِن غيرِهم، وذلك بأنّ الله تعالى يقول: ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٦١.]]. (٧/٢٥٣)
٣١٨٢٢- عن زيد بن وهب، في قوله: ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، قال: كُنّا عندَ حذيفةَ [بن اليمان]، فقال: ما بَقِي مِن أصحاب هذه الآية إلا ثلاثة، ولا مِن المنافقين إلا أربعة. فقال أعرابيٌّ: إنّكم -أصحابَ محمدٍ ﷺ- تُخْبِروننا بأمورٍ لا نَدْري، فما بالُ هؤلاء الذين يَبْقُرون[[يَبْقُرون بيوتنا: أي: يفتحونها ويوسِّعونها. النهاية (بقر).]] بيوتَنا، ويَسْرِقون أعلاقَنا[[الأعلاق جمع العِلْق -بالكسر-: وهو النَّفِيس من كل شيء. القاموس (علق).]]؟ قال: أولئك الفُسّاق، أجَلْ، لم يَبْقَ منهم إلا أربعة؛ أحدُهم شيخٌ كبيرٌ، لو شَرِب الماءَ البارد لَما وجَد بَرْدَه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٠٨، والبخاري (٤٦٥٨). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٢٣- عن حذيفة بن اليمان -من طريق زيد بن وهب- أنّهم ذكَروا عندَه هذه الآية، فقال: ما قُوتِل أهلُ هذه الآيةِ بعد[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/٢٢، ١٠٨، وابن جرير ١١/٣٦٥، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦١. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٢٤- عن علي بن أبي طالب، قال: واللهِ، ما قُوتِل أهلُ هذه الآية منذُ أُنزِلت: ﴿وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٧/٢٥٣)
٣١٨٢٥- عن مصعب بن سعد، قال: مَرَّ سعد [بن أبي وقاص] برجلٍ مِن الخوارج، فقال الخارجيُّ لسعد: هذا مِن أئمةِ الكفر. فقال سعد: كَذَبْتَ، بل أنا قاتَلْتُ أئِمَّةَ الكفر[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٤/٥٩-.]]. (٧/٢٥٣)
٣١٨٢٦- عن عبد الله بن عباس، ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، قال: رءوس قريش[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، يعني: أهل العهد من المشركين، سمّاهم: أئمة الكفر، وهم كذلك[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٣، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦١.]]. (ز)
٣١٨٢٨- عن عبد الله بن عمر -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، قال: أبو سفيان بن حرب منهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٦١، وعقّب عليه بقوله: يعني قبل أن يسلم. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٢٩- عن سعيد بن جبير، مثله[[علَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٦١.]]. (ز)
٣١٨٣٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي بشر- في قوله: ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، قال: أبو سفيان[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٤، وابن عساكر -كما في مختصر تاريخ دمشق ١٢/٥١-، وفي التاريخ ٢٣/٤٣٨ تداخلٌ بين أثري مالك ومجاهد.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٣١- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد بن سليمان- في قوله: ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، يعني: رءوس المشركين، أهل مكة[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٤، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦١.]]. (ز)
٣١٨٣٢- عن الحسن البصري، ﴿فقاتلوا أئمة الكفر﴾، قال: الدَّيْلمُ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. والدَّيْلم: جٍيْل من الناس معروف يُسمّى التُّرْك. اللسان (دلم). وفي تاج العروس (دلم): هم أصحاب الشُّور الأعاجم من بلاد الشَّرق. وقال كراع: هم التُّرك.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿أئمة الكفر﴾، قال: أبو سفيان بن حرب، وأُمَيَّةُ بن خلف، وعُتْبةُ بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، وسُهَيلُ بن عمرو، وهم الذين نكَثوا عهدَ الله، وهَمُّوا بإخراجِ الرسول ﷺ من مكة[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٦٨، وابن جرير ١١/٣٦٤-٣٦٥ وزاد: وليس -واللهِ- كما يتأوَّلُه أهلُ الشبهات والبدع والفرى على الله وعلى كتابه، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٢٥١)
٣١٨٣٤- عن مالك بن أنس، مثلَه[[أخرجه ابن عساكر -كما في مختصر تاريخ دمشق ١٢/٥١-، وفي التاريخ ٢٣/٤٣٨ تداخل بين أثري مالك ومجاهد.]]. (٧/٢٥٢)
٣١٨٣٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿وإن نكثوا أيمانهم﴾ إلى: ﴿ينتهون﴾: هؤلاء قريش، يقول: إن نكثوا عهدهم الذي عاهدوا على الإسلام وطعنوا فيه، فقاتلوهم [[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٤.]]. (ز)
٣١٨٣٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَقاتِلُوا أئِمَّةَ الكُفْرِ﴾، يعني: قادة الكُفْر؛ كفار قريش: أبا سفيان بن حرب، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعكرمة بن أبي جهل، وغيرهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٥٩.]]٢٩٠٠. (ز)
﴿إِنَّهُمۡ لَاۤ أَیۡمَـٰنَ لَهُمۡ﴾ - تفسير
٣١٨٣٧- عن حذيفة بن اليمان -من طريق صِلَة بن زُفَر- ﴿لا أيمان لهم﴾، قال: لا عُهُودَ لهم[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٦. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٦/١٧٦٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٢٥٣)
٣١٨٣٨- عن عمار بن ياسر -من طريق صِلَة بن زُفَر- ﴿لا أيمان لهم﴾: لا عُهُودَ لهم[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه ١٥/٦٣٠ (٣١٠٨١)، وابن جرير ١١/٣٦٦، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٢٥٣)
٣١٨٣٩- عن صِلَة بن زُفَر -من طريق أبي إسحاق- ﴿إنهم لا أيمان لهم﴾: لا عهد لهم[[أخرجه ابن جرير ١١/٣٦٥، وابن أبي حاتم ٦/١٧٦٢.]]. (ز)
٣١٨٤٠- عن عطية العوفي، قال: لا دين لهم [[تفسير الثعلبي ٥/١٦.]]. (ز)
٣١٨٤١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّهُمْ لا أيْمانَ لَهُمْ﴾؛ لأنهم نقضوا العهد الذي كان بالحديبية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٥٩.]]. (ز)
﴿لَعَلَّهُمۡ یَنتَهُونَ ١٢﴾ - تفسير
٣١٨٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- ﴿لعلهم ينتهون﴾، يعني: أهل العهد من المشركين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٧٦٢.]]. (ز)
٣١٨٤٣- قال مقاتل بن سليمان: يقول: ﴿لَعَلَّهُمْ﴾ يعني: لكي ﴿يَنْتَهُونَ﴾ عن نقض العهد، ولا يَنقُضون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٥٩.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.