الباحث القرآني
﴿وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا وَتَفۡرِیقَۢا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ ١٠٧﴾ - نزول الآية
٣٣٥١٥- عن أبي رُهْمٍ كُلثوم بن الحُصين الغِفاري -وكان مِن الصحابة الذين بايعوا تحت الشجرة-، قال: أقبل رسولُ الله ﷺ حتى نزل بذي أوان، بينه وبين المدينة ساعة من نهار، وكان من مسجد ضرار[[في سيرة ابن هشام: أصحاب مسجد الضرار.]] قد أتَوه وهو يتجهز إلى تبوك، فقالوا: يا رسول الله، إنّا بنينا مسجدًا لذى العِلَّةِ والحاجة واللَّيْلَة الشّاتية واللَّيْلَة المَطِيرة، وإنّا نُحِبُّ أن تأتينا فتُصَلِّي لنا فيه. قال: «إنِّي على جَناح سفر، ولو قدِمنا -إن شاء الله- أتَيناكم، فصَلَّيْنا لكم فيه». فلمّا نزل بذى أوانٍ أتاه خبر المسجد، فدعا رسولُ الله ﷺ مالكَ بنَ الدُّخْشُم أخا بني سالم بن عوف، ومَعْنَ بن عَدِيٍّ أو أخاه عاصم بن عَدِيِّ أحد بَلْعَجْلان، فقال: «انطَلِقا إلى هذا المسجد الظالم أهلُه، فاهدِماه، وحَرِّقاه». فخرجا سريعين حتى أتَيا بني سالم بن عوف، وهم رهط مالك بن الدُّخْشُم، فقال مالك لمعن: أنظِرنى حتى أخرُج إليك. فدخل إلى أهله، فأخذ سَعَفًا مِن النخل، فأشعل فيه نارًا، ثم خرجا يَشْتَدّان وفيه أهله، فحَرَّقاه، وهَدَماه، وتَفرَّقوا عنه، ونزل فيهم من القرآن ما نزل: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا﴾ إلى آخر القصة[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ٢/٥٢٩-٥٣٠-، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/١٠١-. قال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٢/١٠١: «ذكره ابن هشام في السيرة عن ابن إسحاق، ولم يتجاوز به، وذكره الثعلبي مِن غير سند ولا راو، وذكره الواحدي في أسباب النزول وعزاه للمفسرين، ورواه ابن مردويه في تفسيره من حديث محمد بن إسحاق قال: ذكر ابن شهاب الزهري، عن ابن أكيمة الليثي، عن ابن أخي أبي رُهم الغفاري، أنه سمع أبا رهم الغفاري ...». وذكره.]]. (٧/٥٢٥)
٣٣٥١٦- عن الزهري= (ز)
٣٣٥١٧- ويزيد بن رومان= (ز)
٣٣٥١٨- وعبد الله بن أبي بكر= (ز)
٣٣٥١٩- وعاصم بن عمر بن قتادة، وغيرهم، قالوا: أقبل رسولُ الله ﷺ -يعني: مِن تبوك- حتى نزل بذي أوان -بلد بينه وبين المدينة ساعة من نهار-، وكان أصحاب مسجد الضرار قد كانوا أتوه وهو يَتَجَهَّز إلى تبوك، ... إلخ كالرواية السابقة. وزاد في آخره: وكان الذين بَنَوْه اثنَي عشر رجلًا: خِذامُ بن خالد من بني عبيد بن زيد أحد بني عمرو بن عوف -ومن داره أخرج مسجد الشِّقاق-، وثعلبة بن حاطب مِن بني عبيد وهو إلى بني أمية بن زيد، ومُعَتِّبُ بن قُشَير من بني ضُبَيْعَةَ بن زيد، وأبو حبيبة بن الأزْعر من بني ضُبَيعة بن زيد، وعبّاد بن حُنيف أخو سَهل بن حُنيف من بني عمرو بن عوف، وجارية بن عامر وابناه: مُجَمِّعُ بن جارية، وزيد بن جارية، ونَبْتَلُ بن الحارث وهم من بني ضُبيعة، وبَحْزَجُ وهو إلى بني ضُبيعة، وبِجادُ بن عثمان وهو من بني ضُبيعة، ووديعة بن ثابت وهو إلى بني أمية، رهط أبي لُبابة بن عبد المنذر[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٢-٦٧٤.]]. (ز)
٣٣٥٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا﴾، قال: هم أُناسٌ مِن الأنصار ابْتَنَوْا مسجدًا، فقال لهم أبو عامر: ابنُوا مسجدَكم، واستمِدُّوا بما استطعتم مِن قُوَّة وسلاح، فإنِّي ذاهبٌ إلى قيصر ملك الروم، فآتي بجند من الروم، فأُخرِجُ محمدًا وأصحابه. فلمّا فرَغوا من مسجدِهم أتَوا النبيَّ ﷺ، فقالوا: قد فَرَغنا مِن بناء مسجدنا، فنُحِبُّ أن تُصَلِّي فيه، وتدعو بالبَرَكة. فأنزل الله: ﴿لا تقم فيه أبدًا﴾[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٥/٢٦٢-٢٦٣، وابن جرير ١١/٦٧٥-٦٧٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨ (١٠٠٦٠)، ٦/١٨٨١ (١٠٠٧٤) مُفَرَّقًا، من طريق علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٥٢٢)
٣٣٥٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: لَمّا بنى رسولُ الله ﷺ مسجد قُباء خرج رجالٌ مِن الأنصار؛ منهم بَحْزَجٌ جدُّ عبد الله بن حُنَيف، ووَديعة بن خذام، ومُجمِّع بن جارية الأنصارى، فبَنَوا مسجد النفاق، فقال رسول الله ﷺ لبَحْزَجٍ: «ويلك، يا بَحْزَجُ! ما أردتَ إلى ما أرى؟». قال: يا رسول الله، واللهِ، ما أردتُ إلا الحُسْنى. وهو كاذب، فصَدَّقَه رسولُ الله ﷺ، وأراد أن يَعذِرَه؛ فأنزل الله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا وتفريقًا بين المؤمنين وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله﴾. يعني: رجلًا يُقال له: أبو عامر، كان مُحاربًا لرسول الله ﷺ، وكان قد انطلق إلى هرقل، وكانوا يَرصُدُون إذا قدِم أبو عامر أن يُصَلِّيَ فيه، وكان قد خرج من المدينة محارِبًا لله ولرسوله[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩ (١٠٠٦٦)، ٦/١٨٨٠ (١٠٠٧١) مفرقًا، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/١٠١-١٠٢-، من طريق العوفي، عن ابن عباس. الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٥٢٣)
٣٣٥٢٢- عن عبد الله بن عباس، قال: دعا رسولُ الله ﷺ مالكَ بن الدُّخْشُم، فقال مالك لعاصم: أنظِرنى حتى أخرُجَ إليك بنارٍ من أهلي. فدخل على أهله، فأخذ سَعَفاتٍ مِن نار، ثم خرجوا يشتَدُّون حتى دخلوا المسجد وفيه أهلُه، فحَرَّقوه، وهدموه، وخرج أهلُه فتَفَرَّقوا عنه؛ فأنزل الله في شأن المسجد وأهله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا وكفرًا﴾ إلى قوله: ﴿عليم حكيم﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه.]]. (٧/٥٢٤)
٣٣٥٢٣- عن سعيد بن جبير، قال: ذُكِر: أنّ بنى عمرو بن عوف ابتَنَوْا مسجدًا، فبعثوا إلى رسول الله ﷺ أن يأتيَهم فيُصَلِّي في مسجدهم، فأتاهم فصلّى فيه، فلمّا رأوا ذلك إخوتُهم بنو غَنْم بن عوف حسَدوهم، فقالوا: نَبنِي نحن أيضًا مسجدًا كما بنى إخواننا، فنُرسِل إلى رسول الله ﷺ فيُصَلِّي فيه، ولعلَّ أبا عامر أن يَمُرَّ بنا فيُصَلِّي فيه. فبَنَوْا مسجدًا، فأرسلوا إلى رسول الله ﷺ أن يأتيهم فيُصَلِّي في مسجدهم، كما صلّى في مسجد إخوتهم، فلمّا جاء الرسول قام ليأتيهم، أو هَمَّ أن يأتيهم؛ فأنزل الله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا﴾ إلى قوله: ﴿لا يزال بُنيانُهُم الذي بنوا ريبة في قلوبهم﴾ إلى آخر الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٢٤)
٣٣٥٢٤- قال الحسن البصري، في قوله تعالى: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا﴾ إلى قوله: ﴿والله عليم حكيم﴾: إنّ رسول الله ﷺ كان حين غزوة تبوك نزل بين ظهراني الأنصار، وبنى مسجد قباء، وهو الذي أُسِّس على التقوى، وكان المنافقون مِن الأنصار بَنَوْا مسجِدًا، فقالوا: نميل به، فإن أتانا محمدٌ فيه وإلا لم [... ][[كذا في المصدر.]]، ونخلو فيه لحوائجِنا، ونبعث إلى أبي عامر الرّاهب -لِمُحارب مِن محاربي الأنصار كان يُقال له: أبو عامر الراهب، وكان رسول الله ﷺ أسره- فيأتينا، فنستشيره في أمورنا. فلمّا بَنَوا المسجد؛ وهو الذي قال الله ﷿: ﴿الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين﴾ أي: بين جماعة المؤمنين ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل﴾ يعني: أبا عامر، فجعل رسول الله ﷺ ينتظر الوحي لا يأتيهم ولا يأتونه، فلمّا طال ذلك عليه دعا بقميصه ليأتيهم، فإنّه ليَزُرَّهُ[[يزُرّه: يشدُّ أزراره عليه. ينظر: لسان العرب (زرر).]] عليه إذ أتاه جبريل، فقال: ﴿لا تقم فيه أبدا﴾ يعني: ذلك المسجد، ﴿لمسجد أسس على التقوى من أول يوم﴾ يعني: مسجد قباء ﴿أحق أن تقوم فيه﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٣١-.]]. (ز)
٣٣٥٢٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: كان الذين بَنَوْا اثني عشر رجلًا؛ خِذام بن خالد بن عبيد بن زيد، وثعلبة بن حاطب، وهَزّالُ بن أمية، ومُعَتِّب بن قُشَير، وأبو حبيبة بن الأزْعَر، وعَبّادُ بن حُنَيف، وجارية بن عامر، وابناه مُجَمِّعٌ وزيد، ونَبْتَلُ بن الحارث، وبحزج بن عثمان، ووَديعة بن ثابت[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩-١٨٨٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٢٦)
٣٣٥٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتَفْرِيقًا بَيْنَ المُؤْمِنِينَ﴾ نزلت في اثني عشر رجلًا من المنافقين، وهم من الأنصار كلهم من بني عمرو بن عوف، منهم: حرح بن خِشْف[[في نسخة دار الكتب العلمية ٢/٧٠: حرج بن خشف.]]، وحارثة بن عمرو، وابنه زيد بن حارثة، ونفيل بن الحرث، ووديعة بن ثابت، وحزام بن خالد، ومُجَمِّع بن حارثة، قالوا: نبني مسجدًا نتحدَّث فيه، ونخلو فيه، فإذا رجع أبو عامر الراهب اليهودي من الشام -أبو حنظلة غسيل الملائكة- قلنا له: بنيناه لتكون إمامَنا فيه. فذلك قوله: ﴿وإرْصادًا لِمَن حارَبَ اللَّهَ ورَسُولَهُ مِن قَبْلُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥-١٩٦.]]. (ز)
٣٣٥٢٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل﴾، قال: مسجد قباء، كانوا يصلون فيه كلُّهم، وكان رجل من رؤساء المنافقين؛ أبو عامر أبو حنظلة غسيل الملائكة، وصيفي، وأخوه، وكان هؤلاء الثلاثة مِن خيار المسلمين، فخرج أبو عامر هاربًا هو وابن عبدِ ياليل من ثقيف، وعلقمة بن علاثة من قيس، مِن رسول الله ﷺ، حتى لحقوا بصاحب الروم. فأما علقمة وابنُ عبد ياليل فرجعا، فبايعا النبيَّ ﷺ وأسلما، وأما أبو عامر فتَنَصَّر وأقام. قال: وبنى ناسٌ مِن المنافقين مسجد الضرار لأبي عامر، قالوا: حتى يأتي أبو عامر يصلي فيه. ﴿وتفريقا بين المؤمنين﴾ يفرقون بين جماعتهم؛ لأنّهم كانوا يُصَلُّون جميعًا في مسجد قباء، وجاءوا يخدعون النبيَّ ﷺ، فقالوا: يا رسول الله، رُبَّما جاء السيلُ، فقطع بيننا الوادي، ويحول بيننا وبين القوم، فنُصَلِّي في مسجدنا، فإذا ذهب السيل صلينا معهم. قال: وبَنَوْه على النِّفاق. قال: وانهار مسجدُهم على عهد رسول الله ﷺ. قال: وألقى الناسُ عليه النَّتَنَ والقُمامة؛ فأنزل الله: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين﴾ لئلّا يُصَلِّي في مسجد قباء جميعُ المؤمنين، ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل﴾ أبي عامر، ﴿وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون﴾[[أخرجه ابنُ جرير ١١/٦٧٩.]]٣٠٤٩. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا﴾ - تفسير
٣٣٥٢٨- عن سعيد بن جبير -من طريق أيوب- في قوله تعالى: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا﴾، قال: هم حَيٌّ يُقال لهم: بنو غَنْمٍ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٨٧، وابن جرير ١١/٦٧٧-٦٧٨، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩.]]. (ز)
٣٣٥٢٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا﴾، قال: المنافقون[[تفسير مجاهد ص٣٧٤، وأخرجه ابن جرير ١١/٦٧٧، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٢٤)
٣٣٥٣٠- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا﴾، قال: هم ناسٌ مِن الأنصار ابْتَنَوْا مسجِدًا قريبًا مِن مسجد قباء، ومسجد قباء بَلَغَنا أنّه أوَّلُ مسجدٍ بُنِيَ في الإسلام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩.]]. (٧/٥٢٥)
٣٣٥٣١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا﴾: هم ناس مِن المنافقين بنوا مسجدًا بقباء، يُضارُّون به نبيَّ الله والمسلمين[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٩.]]. (ز)
٣٣٥٣٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا﴾، قال: إنّ نبيَّ الله ﷺ بنى مسجدًا بقباء، فعارضه المنافقون بآخر، ثم بعثوا إليه لِيُصَلِّي فيه، فأَطْلَع اللهُ نبيَّه ﷺ على ذلك[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٨ بنحوه، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٩.]]. (٧/٥٢٤)
٣٣٥٣٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿والذين اتخذوا مسجدًا ضرارًا﴾، قال: ضارُّوا أهلَ قباء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩.]]. (٧/٥٢٦)
٣٣٥٣٤- عن ابن لهيعة -من طريق ابن وهب- في قول الله: ﴿والَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرارًا﴾: هم بنو عمرو بن عوف كلهم[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٥٠ (٣٠٤).]]. (ز)
٣٣٥٣٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرارًا﴾ يعني: مسجد المنافقين، ﴿وكُفْرًا﴾ في قلوبهم، يعني: النِّفاق[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥-١٩٦.]]. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ ٱتَّخَذُوا۟ مَسۡجِدࣰا ضِرَارࣰا وَكُفۡرࣰا﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٣٥٣٦- عن ليث: أنّ شَقِيق [بن سلمة أبا وائل] لم يُدْرِك الصلاة في مسجد بني عامر، فقيل له: مسجد بني فلان لم يُصَلُّوا بعد. فقال: لا أُحِبُّ أن أُصَلِّي فيه؛ فإنّه بُنِي على ضِرار، وكل مسجد بني ضرارًا أو رياءً أو سُمعةً فإنّ أصلَه ينتهي إلى المسجد الذي بني على ضِرار[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٨٠.]]. (ز)
﴿وَتَفۡرِیقَۢا بَیۡنَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ - تفسير
٣٣٥٣٧- قال الحسن البصري، في قوله تعالى: ﴿وتفريقا بين المؤمنين﴾: أي: بين جماعة المؤمنين[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٢٣١-.]]. (ز)
٣٣٥٣٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وتفريقًا بين المؤمنين﴾، قال: فإنّ أهل قُباء كانوا يُصَلُّون في مسجد قباء كلهم، فلمّا بُنِي ذلك أقْصَرَ مِن مسجد قُباء مَن كان يحضره، وصلوا فيه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩.]]. (٧/٥٢٦)
٣٣٥٣٩- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وتفريقا بين المؤمنين﴾: يُفَرِّقون بين جماعتهم؛ لأنّهم كانوا يُصَلُّون جميعًا في مسجد قباء[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٩.]]. (ز)
﴿وَإِرۡصَادࣰا لِّمَنۡ حَارَبَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ مِن قَبۡلُۚ﴾ - تفسير
٣٣٥٤٠- عن عائشة -من طريق عروة- قالت: ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله﴾ أبو عامر الراهب انطلق إلى الشام، فقال الذين بَنَوْا مسجد الضرار: إنّما بنيناه لِيُصَلِّي فيه أبو عامر[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٨.]]. (ز)
٣٣٥٤١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ﴿وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله﴾، يعني: رجلًا يُقال له: أبو عامر، كان مُحارِبًا لرسول الله ﷺ، وكان قد انطلق إلى هرقل، وكانوا يَرصُدُون إذا قدِم أبو عامر أن يُصَلِّيَ فيه، وكان قد خرج من المدينة مُحارِبًا لله ولرسوله[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/١٠١-١٠٢-.]]. (٧/٥٢٣)
٣٣٥٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل﴾، قال: أبو عامر الراهب انطلق إلى قَيْصَر، فقالوا: إذا جاء يُصَلِّي فيه. كانوا يرون أنّه سيظهر على محمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٦، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٩، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٢/١٠١-١٠٢-.]]. (ز)
٣٣٥٤٣- عن عروة بن الزبير -من طريق الزهري- قال: الذين بُنِي فيهم المسجدُ الَّذِي أُسِّس على التقوى بنو عمرو بن عوف. قال: وفي قوله تعالى: ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله﴾ أبو عامر الراهب انطلق إلى الشام، فقال الذين بنوا مسجد الضرار: إنّما بنيناه لِيُصَلِّي فيه أبو عامر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٨٧-٢٨٨، وابن أبي حاتم ٦/١٨٨٠ آخره.]]. (ز)
٣٣٥٤٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وإرصادًا لمن حارب الله ورسوله﴾، قال: لأبي عامر الرّاهِبِ[[تفسير مجاهد ص٣٧٤، وأخرجه ابن جرير ١١/٦٧٧، وابن أبي حاتم ٦/١٧٨٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٢٤)
٣٣٥٤٥- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿وإرصادا لمن حارب الله ورسوله﴾: كانوا يقولون: إذا رجع أبو عامر مِن عند قيصر مِن الروم صلّى فيه. وكانوا يقولون: إذا قدم ظَهَر على نبيِّ الله ﷺ[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٩.]]. (ز)
٣٣٥٤٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإرْصادًا لِمَن حارَبَ اللَّهَ ورَسُولَهُ مِن قَبْلُ﴾، يعني: أبا عامر الذي كان يُسَمّى: الرّاهِب؛ لأنّه كان يَتَعَبَّد، ويلتمس العلم، فمات كافِرًا بقِنَّسْرين؛ لدعوة النبي ﷺ. وإنّهم أتَوُا النبيَّ ﷺ، فقالوا: يبعدُ علينا المشيُ إلى الصلاة؛ فأْذن لنا في بناء مسجد، فأذِن لهم، ففرغوا منه يوم الجمعة، فقالوا للنبيِّ ﷺ: مَن يَؤُمُّهم؟ قال: «رجل منهم». فأمر مُجمِّع بن حارثة أن يَؤُمَّهُم؛ فنزلت هذه الآية، وحلف مُجَمِّع: ما أردنا ببناء المسجد إلا الخير. فأنزل الله ﷿ في مجمع: ﴿ولَيَحْلِفُنَّ إنْ أرَدْنا إلّا الحُسْنى واللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكاذِبُونَ﴾ ... ثم إنّ مجمع بن حارثة حسن إسلامه، فبعثه عمر بن الخطاب إلى الكوفة يُعَلِّمُهم القرآن، وهو علم عبد الله بن مسعود، لَقَّنه القرآن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥-١٩٦.]]. (ز)
﴿وَلَیَحۡلِفُنَّ إِنۡ أَرَدۡنَاۤ إِلَّا ٱلۡحُسۡنَىٰۖ وَٱللَّهُ یَشۡهَدُ إِنَّهُمۡ لَكَـٰذِبُونَ ١٠٧﴾ - تفسير
٣٣٥٤٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ولَيَحلِفُنَّ إن أردنا إلا الحسنى﴾: فحلَفوا ما أرداوا به إلا الخير[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٨١.]]. (٧/٥٢٦)
٣٣٥٤٨- قال مقاتل بن سليمان: وحلف مُجَمِّعٌ: ما أردنا ببناء المسجد إلا الخير. فأنزل الله ﷿ في مُجَمِّع: ﴿ولَيَحْلِفُنَّ إنْ أرَدْنا إلّا الحُسْنى واللَّهُ يَشْهَدُ إنَّهُمْ لَكاذِبُونَ﴾ فيما يحلفون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥-١٩٦.]]. (ز)
٣٣٥٤٩- قال ⟨يحيى بن سلّام:⟩{تت} وبَلَغَنا: أنّ رسول الله ﷺ دعا المنافقين الذين بنوا ذلك المسجد، فقال: «ما حملكم على بناء هذا المسجد؟». فحلفوا بالله: إن أردنا إلا الحسنى، ﴿والله يشهد إنهم لكاذبون﴾[[أورده ابن أبي زمنين في تفسيره ٢/٢٣٢.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.