الباحث القرآني
﴿وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ١٠٦﴾ - قراءات
٣٣٤٩٦- قال مقاتل بن سليمان: في قراءة ابن مسعود: (واللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥. وهي قراءة شاذة. انظر: الكشاف ٣/٩١، وروح المعاني ١١/١٧.]]. (ز)
﴿وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ إِمَّا یُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ١٠٦﴾ - نزول الآية
٣٣٤٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال: لَمّا نزلت هذه الآية -يعني: قوله: ﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها﴾ [التوبة:١٠٣]- أخَذَ رسولُ الله ﷺ مِن أموالهم -يعني: مِن أموال أبي لُبابة، وصاحبيه-، فتصدَّق بها عنهم، وبقي الثلاثة الذين خالفوا أبا لبابة ولم يُوثَقوا، ولم يُذكروا بشيء، ولم ينزِل عذرُهم، وضاقت عليهم الأرضُ بما رَحُبَتْ، وهم الذين قال الله: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم والله عليم حكيم﴾. فجعل الناسُ يقولون: هلكوا إذ لم يُنزِل لهم عذرًا. وجعل آخرون يقولون: عسى الله أن يغفر لهم. فصاروا مُرْجَئين لأمر الله، حتى نزلت: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة﴾ الذين خرجوا معه إلى الشام ﴿من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم ثم تاب عليهم إنه بهم رءوف رحيم﴾ [التوبة:١١٧]. ثم قال: ﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا﴾ يعني: المُرجَئين لأمر الله نزلت عليهم التوبة، فعُمُّوا بها، فقال: ﴿حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت وضاقت عليهم أنفسهم﴾ إلى قوله: ﴿إن الله هو التواب الرحيم﴾ [التوبة:١١٨][[أخرجه ابن جرير ١١/٦٦٩-٦٧٠. الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٧/٥٠٨)
٣٣٤٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- قال: وكان ثلاثة مِنهم -يعني: مِن المتخلفين عن غزوة تبوك- لم يُوثِقُوا أنفسهم بالسواري، أُرْجِئوا سَبْتَةً[[في المطبوع من ابن أبي حاتم: «سنة»، ولعلها تصحفت. والسبتة: مدة من الزمان قليلة كانت أو كثيرة. النهاية (سبت).]]، لا يدرون أيُعَذَّبون أو يُتاب عليهم؛ فأنزل الله: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين﴾ إلى قوله: ﴿إن الله هو التواب الرحيم﴾ [التوبة:١١٧-١١٨][[أخرجه ابن جرير ١١/٦٦٩ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨ (١٠٠٥٦). إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]٣٠٤٧. (٧/٥٠٦)
٣٣٤٩٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وآخرون مرجون﴾، قال: هلال بن أُمَيَّة، ومُرارة بن رِبْعِيٍّ، وكعب بن مالك، من الأوس والخزرج[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٠، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/٥٢٢)
٣٣٥٠٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾: هلال بن أُمَيَّة، ومُرارة بن الربيع، وكعب بن مالك، من الأوس والخزرج[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧١.]]. (ز)
٣٣٥٠١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- قال في قوله: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾: هم الثلاثة الذين خُلِّفوا عن التوبة -يريد: غير أبي لبابة، وأصحابه- ولم يُنزِل اللهُ عذرَهم، فضاقت عليهم الأرض بما رَحُبَت، وكان أصحاب رسول الله ﷺ فيهم فرقتين؛ فرقة تقول: هلكوا حين لم يُنزِل اللهُ فيهم ما أنزل في أبي لبابة وأصحابه. وتقول فرقةٌ أخرى: عسى الله أن يعفو عنهم. وكانوا مُرْجَئِين لأمر الله، ثم أنزل الله رحمته ومغفرته، فقال: ﴿لقد تاب الله على النبي والمهاجرين﴾ الآية [التوبة:١١٧]. وأنزل الله: ﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا﴾ الآية [التوبة:١١٨][[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧١.]]. (ز)
٣٣٥٠٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أيوب- في قوله: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾، قال: هم الثلاثة الذين خُلِّفوا[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/٥٢٢)
٣٣٥٠٣- عن محمد بن كعب القُرَظِيِّ: أنّ أبا لُبابة أشار إلى بني قُرَيْظَة بأُصبُعِه أنّه الذبح، فقال: خُنتُ اللهَ ورسولَه. فنزلت: ﴿لا تخونوا الله والرسول﴾ [الأنفال:٢٧]. ونزلت: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾. فكان مِمَّن تاب اللهُ عليه[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/٥٢٢)
٣٣٥٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾، قال: كُنّا نُحَدِّث أنّهم الثلاثةُ الذين خُلِّفوا؛ كعب بن مالك، وهلال بن أُمَيَّة، ومُرارة بن الربيع، رهطٌ مِن الأنصار[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧١.]]. (ز)
٣٣٥٠٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله تعالى: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله﴾، قال: هم الثلاثة الذين تَخَلَّفوا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٨٧، وابن جرير ١١/٦٧٢.]]٣٠٤٨. (ز)
٣٣٥٠٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ﴾ مُرارة بن ربيعة من بني زيد، وهلال بن أُمَيَّة مِن الأنصار مِن أهل قباء مِن بني واقب، وكعب بن مالك الشاعر مِن بني سلمة، كلهم من الأنصار مِن أهل قباء[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥.]]. (ز)
٣٣٥٠٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم﴾، وهم الثلاثة الذين خُلِّفوا[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٢، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨.]]. (ز)
﴿وَءَاخَرُونَ مُرۡجَوۡنَ لِأَمۡرِ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٣٣٥٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اللَّهِ﴾ يعني: التوبة عن أمر الله. نظيرها: ﴿أرْجِهْ وأَخاهُ﴾ [الأعراف:١١١] يعني: أوْقِفْه وأخاه حتى ننظر في أمرهما. ﴿وآخَرُونَ مُرْجَوْنَ﴾ يعني: موقوفون للتوبة عن أمر الله: مرارة بن ربيعة من بني زيد، وهلال بن أمية من الأنصار من أهل قباء من بني واقب، وكعب بن مالك الشاعر من بني سلمة، كلهم من الأنصار من أهل قباء، لم يفعلوا كفعل أبي لبابة، لم يُذكروا بالتوبة ولا بالعقوبة، فذلك قوله: ﴿إمّا يُعَذِّبُهُمْ وإمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥.]]. (ز)
﴿إِمَّا یُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ١٠٦﴾ - تفسير
٣٣٥٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿إما يعذبهم﴾ يقول: يُمِيتُهم على معصيتهم، ﴿وإما يتوب عليهم﴾ فأَرْجَأَ أمرَهم، ولم يذكرهم بتوبةٍ حين تاب على النبي ﷺ وأصحابه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨.]]. (ز)
٣٣٥١٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿إمّا يُعَذِبُهُم﴾ يقول: يُمِيتُهم على معصية، ﴿وإمّا يتوب عليهم﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم.]]. (٧/٥٢٢)
٣٣٥١١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿وآخرون مرجون لأمر الله إما يعذبهم وإما يتوب عليهم﴾: وهم الثلاثة الذين خُلِّفوا، وأرجأ رسولُ الله ﷺ أمرَهم حتى أتَتْهم توبتُهم مِن الله[[أخرجه ابن جرير ١١/٦٧٢، وابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨.]]. (ز)
٣٣٥١٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إمّا يُعَذِّبُهُمْ وإمّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ﴾ فيُتَجاوز عنهم، ﴿واللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١٩٥.]]. (ز)
﴿إِمَّا یُعَذِّبُهُمۡ وَإِمَّا یَتُوبُ عَلَیۡهِمۡۗ وَٱللَّهُ عَلِیمٌ حَكِیمࣱ ١٠٦﴾ - النسخ في الآية
٣٣٥١٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿إما يعذبهم﴾، يقول: يُمِيتُهم على معصيتهم، وإمّا يتوب عليهم، فأَرْجَأَ أمرَهم، ولم يذكرهم بتوبةٍ حين تاب على النبي ﷺ وأصحابه، ونسَخَها فقال: ﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا﴾ الآية [التوبة:١١٨][[أخرجه ابن أبي حاتم ٦/١٨٧٨.]]. (ز)
٣٣٥١٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿إمّا يُعَذِبُهُم﴾ يقول: يُمِيتُهم على معصية، ﴿وإمّا يتوب عليهم﴾ فأَرْجَأَ أمرَهم، ثم نسخها فقال: ﴿وعلى الثلاثة الذين خلفوا﴾ [التوبة:١١٨][[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن أبي حاتم.]]. (٧/٥٢٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.