الباحث القرآني
﴿وَفِرۡعَوۡنَ ذِی ٱلۡأَوۡتَادِ ١٠﴾ - تفسير
٨٣٠٦٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي رافع- في قوله: ﴿ذِي الأَوْتادِ﴾، قال: وتَّد فرعون لأمرأته أربعة أوتاد، ثم جعل على ظهرها رحًا عظيمة حتى ماتت[[أخرجه الحاكم ٢/٥٢٢-٥٢٣.]]. (١٥/٤١٣)
٨٣٠٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ﴾، قال: الأوتاد: الجنود الذين يُشدِّدون له أمره[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٧١ بنحوه.]]. (١٥/٤١٣)
٨٣٠٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَير-: أنه كانت له مظالٌّ يُلعب له تحتها، وأوتاد كانت تُضرب له[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧١، وابن جرير ٢٤/٣٧١-٣٧٢، كلاهما عن قتادة. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٦٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق إسحاق بن بشر، عن ابن سمعان، عن عطاء- أنّ فرعون إنما سُمّي ﴿ذي الأوتاد﴾ لأنه كانت امرأة -وهي امرأة خازن فرعون حزبيل، وكان مؤمنًا كتم إيمانه مائة سنة، وكانت امرأته ماشطة بنت فرعون- فبينما هي ذات يوم تمشط رأس بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها، فقالت: تعس مَن كفر بالله. فقالت بنت فرعون: وهل لك مِن إلهٍ غير أبي؟ فقالت: إلهي وإله أبيك وإله السماوات والأرض واحد لا شريك له. فقامت، فدخلت على أبيها وهي تبكي، فقال: ما يبكيك؟ قالت: الماشطة امرأة خازنك تزعم أنّ إلهك وإلهها وإله السماوات والأرض واحد لا شريك له. فأرسَل إليها، فسألها عن ذلك، فقالت: صدقتْ. فقال لها: ويحكِ، اكفري بإلهكِ وأقِرِّي بأني إلهكِ. قالت: لا أفعل. فمدَّها بين أربعة أوتاد، ثم أرسَل عليها الحيّات والعقارب، وقال لها: اكفري بإلهكِ، وإلا عذّبتُك بهذا العذاب شهرين. فقالت له: ولو عذَّبتني سبعين شهرًا ما كفرتُ بالله. وكان لها ابنتان، فجاء بابنتها الكبرى، فذبحها على قُربٍ منها، وقال لها: اكفري بالله، وإلا ذبحتُ الصغرى على قلبكِ. وكانت رضيعًا، فقالتْ: لو ذبحتَ مَن على وجه الأرض على فِيَّ ما كفرتُ بالله ﷿. فأتى بابنتها الصغرى، فلما أُضجعتْ على صدرها وأرادوا ذبحها جزعت المرأة، فأطلق الله لسان ابنتها، فتكلّمتْ، وهي مِن الأربعة الذين تَكلّموا أطفالًا، وقالت: يا أُمّاه، لا تجزعي؛ فإنّ الله قد بنى لكِ بيتًا في الجنة، اصبري فإنّك تُفْضِين إلى رحمة الله وكرامته. فذُبحتْ، فلم تلبث أن ماتتْ، فأسكنها الله الجنة. قال: وبعث في طلب زوجها حزبيل، فلم يقدروا عليه، فقيل لفرعون: إنّه قد رُئِي في موضع كذا وكذا في جبل كذا. فبعث رجلين في طلبه، فانتهيا إليه وهو يُصلّي، ويليه صفوف من الوحوش خلفه يُصلُّون، فلمّا رأيا ذلك انصرفا، فقال حزبيل: اللهم، إنّك تعلم أنّي كتمتُ إيماني مائة سنة، ولم يظهر عَلَيَّ أحد، فأيّما هذان الرجلين كتم عليَّ فاهدِه إلى دينك، وأَعْطِه مِن الدنيا سُؤْلَه، وأيّما هذين الرجلين أظهر عليَّ فعجِّل عقوبته في الدنيا، واجعل مصيره في الآخرة إلى النار. فانصرف الرجلان إلى فرعون، فأمّا أحدهما فاعتبر وآمن، وأمّا الآخر فأخبر فرعون بالقصة على رؤوس الملأ، فقال له فرعون: وهل كان معك غيرك؟ قال: نعم، فلان. فدعا به، فقال: أحقٌّ ما يقول هذا؟ قال: لا، ما رأيتُ مما قال شيئًا. فأعطاه فرعون وأجزل، وأمّا الآخر فقتله، ثم صلبه. قال: وكان فرعون قد تزوج امرأة مِن نساء بني إسرائيل يقال لها: آسية بنت مزاحم، فرأتْ ما صنع فرعونُ بالماشطة، فقالت: وكيف يسعني أنْ أصبر على ما يأتي به فرعون، وأنا مسلمة وهو كافر؟ فبينما هي كذلك تُؤامِر نفسها إذ دخل عليها فرعون، فجلس قريبًا منها، فقالت: يا فرعون، أنتَ شرُّ الخَلْق وأخبثهم، عمدتَ إلى الماشطة فقتلتَها! قال: فلعلّ بك الجنون الذي كان بها؟ قالت: ما بي مِن جنون، وإنّ إلهي وإلهها وإلهك وإله السماوات والأرض واحد لا شريك له. فمزَّق عليها ثيابها، وضربها، وأرسَل إلى أبويها فدعاهما، فقال لهما: ألا تريان أنّ الجنون الذي كان بالماشطة أصابها؟ قالت: أعوذ بالله مِن ذلك، إني أشهد أنّ ربي وربَّك وربّ السماوات والأرض واحدٌ لا شريك له. فقال لها أبوها: يا آسية، ألستِ مِن خير نساء العماليق، وزوجكِ إله العماليق؟ قالت: أعوذ بالله مِن ذلك، إن كان ما يقول حقًّا فقولا له أن يتوّجني تاجًا تكون الشمس أمامه، والقمر خلفه، والكواكب حوله. فقال لهما فرعون: اخرجا عني. فمدَّها بين أربعة أوتاد يُعذّبها، ففتح الله لها بابًا إلى الجنة ليهون عليها ما يصنع بها فرعون، فعند ذلك قالت: ﴿رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين﴾ [التحريم:١١]. فقبض الله روحها، وأسكنها الجنة[[أخرجه الثعلبي ١٠/١٩٨، والبغوي ٨/٤١٩.]]. (ز)
٨٣٠٦٤- عن أبي رافع -من طريق ثابت البُناني- قال: وتَّد فرعونُ لامرأته أربعةَ أوتاد، ثم جعل على ظهرها رحًا عظيمة حتى ماتت[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧١، وابن جرير ٢٤/٣٧٢.]]. (ز)
٨٣٠٦٥- عن سعيد بن جُبَير -من طريق محمود- ﴿وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ﴾، قال: كان يجعل رِجلًا هنا ورِجلًا هنا، ويَدًا هنا ويَدًا هنا، بالأوتاد[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٧٢.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٦٦- عن سعيد بن جُبَير -من طريق رجل- قال: إنما سُمّي فرعون: ذا الأوتاد؛ لأنه كان يُبنى له المنابر يَذبح عليها الناس[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٧٢-٣٧٣ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٦٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ﴾، قال: كان يَتِد الناس بالأوتاد[[أخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣٦٦، وفتح الباري ٨/٧٠٢-، وابن جرير ٢٤/٣٧١-٣٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤١٣)
٨٣٠٦٨- عن الحسن البصري، قال: كان يُعَذِّب بالأوتاد[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٦٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: ذي البناء، كانت مظالّ يُلعب له تحتها، وأوتاد تُضرب له[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٧١، وابن جرير ٢٤/٣٧١-٣٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. كما أخرج نحوه ابن جرير ٢٤/٣٧١ من طريق سعيد.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٧٠- قال قتادة بن دعامة: ﴿وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ﴾ كان إذا غضب على أحد أوتد له في الأرض أربعة أوتاد على يديه ورجليه[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/١٢٧-١٢٨-.]]. (ز)
٨٣٠٧١- قال محمد بن كعب القُرَظيّ: يعني: ذا البناء المحكم[[تفسير الثعلبي ١٠/١٩٨.]]. (ز)
٨٣٠٧٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: كان فرعون إذا أراد أن يقتل أحدًا ربطه بأربعة أوتاد على صخرة، ثم أرسَل عليه صخرة مِن فوقه، فشَدخه، وهو ينظر إليها، قد رُبِط بكلّ وتد منها قائمة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٥/٤١٤)
٨٣٠٧٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وفِرْعَوْنَ ذِي الأَوْتادِ﴾ ذكر فرعون، واسمه: مصعب بن جبر، ويقال: الوليد بن مصعب، وذلك أنه أوثق الماشطة على أربع قوائم مستلقية، ثم سرَّح عليها الحيّات والعقارب، فلم يزلنَ يلسعنها ويلدغنها، ويدخلون مِن قُبُلها ويخرجون مِن فِيها، حتى ذابت كما يذوب الرصاص؛ لأنها تكلّمتْ بالتوحيد، وذلك أنها كانتْ تمشط هيجل بنت فرعون، فوقع المشط من يدها، فقالت: باسم الله، وخيبة لمن كفر بالله. فقالت ابنة فرعون: وأي إله هذا الذي تذكرين؟ قالت: إله موسى. فذهبتْ، فأخبرتْ أباها، فكان مِن أمرها ما كان. يقول: إنه أوثق امرأة على أربع قوائم مِن أجل أنها عرفتني[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٦٨٨-٦٨٩.]]٧١٦١. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.