الباحث القرآني
﴿إِنَّهُمۡ یَكِیدُونَ كَیۡدࣰا ١٥ وَأَكِیدُ كَیۡدࣰا ١٦ فَمَهِّلِ ٱلۡكَـٰفِرِینَ أَمۡهِلۡهُمۡ رُوَیۡدَۢا ١٧﴾ - تفسير
٨٢٦٣١- قال عبد الله بن عباس: ﴿فَمَهِّلِ الكافِرِينَ﴾ هذا وعيد مِن الله ﷿ لهم[[تفسير البغوي ٨/٢٩٥.]]. (ز)
٨٢٦٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾، قال: قريبًا[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٧١٢٥. (١٥/٣٥٥)
٨٢٦٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾، قال: الرُّويد: القليل[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٠٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/٣٥٤)
٨٢٦٣٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾، قال: أمْهِلهم حتى آمرَ بالقتال[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٥/٣٥٥)
٨٢٦٣٥- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾، يعني: يوم بدر[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/١١٩-.]]. (ز)
٨٢٦٣٦- قال مقاتل بن سليمان: وأمّا قوله: ﴿إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾ فإنهم لَمّا رأَوا النبيَّ ﷺ قد أظهر الإيمان، وآمن عمر بن الخطاب ﵁، فلما آمن عمر قال بعضُهم لبعض: ما نرى أمْر محمد إلا يزداد يومًا بيوم، ونحن في نقصان لا شكّ؛ لأنه -واللهِ- يفوق جمْعنا وجماعتنا، ويكثر ونَقِلّ ولا شك، إلا أنه سيغلبنا فيُخرجنا من أرضنا، ولكن قوموا بنا حتى نستشير في أمره. فدخلوا دار الندوة؛ منهم عُتبة بن ربيعة، وأبو جهل بن هشام، والوليد بن المُغيرة، وأبو البَختري بن هشام، وعمرو بن عمير بن مسعود الثقفي، فلما دخلوا دخل معهم إبليس في صورة رجل شيخ، فنظروا إليه، فقالوا: يا شيخ، مَن أدخلك علينا؟ ومَن أنت؟ قد علمتَ أنّا قد دخلنا هاهنا في أمْر ما نريد أن يَعلم به أحد. قال إبليس: إني -واللهِ- لستُ مِن أرض تِهامة، وإني رجل مِن الأزد -ويقال: من نجد-، قدمتُ من اليمن، وأنا أريد العراق في طلب حاجة، ولكني رأيتكم حسنة وجوهكم، طيّبة رائحتكم، فأحببتُ أنْ أستريح وأسمع من أحاديثكم. فقال بعضهم لبعض: لا بأس علينا منه، إنّه -واللهِ- ليس مِن أرض تِهامة. قالوا: يا شيخ، أغلِق الباب، واجلس. فقال أبو جهل بن هشام: ما تقولون في هذا الرجل الذي قد خالف ديننا وسبَّ آلهتنا، ويدعو إلى غير ديننا، وليس يزداد أمره إلا كثرة ونحن في قِلّة، وينبغي لنا أن نحتال؟ ثم قال: يا عمرو بن عمير، ما تقول فيه؟ قال عمرو: رأيي فيه أن نُردفه على بعير، فنَشدّ وثاقه، فنُخرجه مِن الحرم؛ فيكون شَرُّه على غيرنا. قال إبليس: عند ذلك بئس الرأي رأيتَ، يا شيخ، تَعمد إلى رجل قد ارتكب منكم ما قد ارتكب، وهو أمر عظيم، فتطردونه! فلا شكّ أنه يذهب، فيجمع جموعًا، فيُخرجكم مِن أرضكم. قالوا: ما تقول، يا أبا البَختري؟ قال: أما -واللهِ- إنّ رأيي فيه ثابت. قالوا: ما هو؟ قال: نُدخله في بيت، فنَسُدُّ بابه عليه، ونترك له ثلمة قدْر ما يتناول طعامه وشرابه، ونتربّص به إلى أن يموت. قال إبليس عند ذلك: بئس -واللهِ- الرأي رأيتَ، يا شيخ، تَعمدون إلى رجل هو عدّو لكم، فتربّونه، فلا شكّ أن يغضب له قومه، فيقاتلونكم حتى يُخرجوه من أيديكم، فما لكم وللشرّ؟! قالوا: صدق، والله، فما تقول، يا أبا جهل؟ قال: تَعمدون إلى كلِّ بطن مِن قريش، فنختار منهم رجالًا، فنمكّنها مِن السيوف، ويمشون لهم بجماعتهم، فيَضربونه حتى يَقتلوه، فلا يستطيع بنو هاشم أن تُعادي قريشًا كلّهم، وتُؤدّون ديته. قال إبليس: صدق -واللهِ- الشاب. فخرجوا على ذلك القول راضين بقتْله، وسمع عمُّه أبو طالب -واسمه: عبد العُزّى بن عبد المطلب-، فلم يُخبر محمدًا لعلّه أن يَجزع مِن القتل، فيهرب، فيكون مسبّة عليهم؛ فأنزل الله ﷿: ﴿أمْ أبْرَمُوا أمْرًا فَإنّا مُبْرِمُونَ﴾ [الزخرف:٧٩]. يقول: أم أجمعوا أمْرًا على قتْل محمد ﷺ، فإنّا مُجمِعون أمْرًا على قتْلهم ببدر. وقال: ﴿أمْ يُرِيدُونَ كَيْدًا فالَّذِينَ كَفَرُوا هُمُ المَكِيدُونَ﴾ [الطور:٤٢]، وقال: ﴿إنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا وأَكِيدُ كَيْدًا فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾. قال: فسمع أبو طالب ما سمع. قال: يا ابن أخي، ما هذه الهينمة؟ قال: أما تعلم -يا عمّ- ما أرادتْ قريش؟ قال: قد سمعتُ ما سمعتَه، يا ابن أخي. قال: نعم. قال: ومَن أخبرك بذلك؟ قال: ربي. قال: أما -واللهِ، يا ابن أخي- إنّ ربّك بك لَحفيظ، فامضِ لِما أُمرتَ، يا ابن أخى، فليس عليك غضاضة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٦٦٠-٦٦٢. يقال: ليس عليك في هذا الأمر غضاضة، أي ذلة ومنقصة. الصحاح(غضض).]]. (ز)
٨٢٦٣٧- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَمَهِّلِ الكافِرِينَ أمْهِلْهُمْ رُوَيْدًا﴾، قال: مهِّلْهم، فلا تَعجل عليهم. ترَكَهم، حتى لما أراد الانتصار منهم أمره بجهادهم، وقتالهم، والغِلظة عليهم[[أخرجه ابن جرير ٢٤/٣٠٨.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.