الباحث القرآني
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ٣٣﴾ - نزول الآية
٣٠٧١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي زُمَيْلٍ- قال: كان المشركون يطوفون بالبيت، ويقولون: لبيك اللهم لبيك، لا شريكَ لك. فيقول النبي ﷺ: «قَدْ[[أي: حسب. النهاية (قد).]]، قَدْ». ويقولون: لا شريك لك، إلا شريكٌ هو لك، تملِكُه وما ملَك. ويقولون: غفرانَك غفرانَك. فأنزَل الله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ الآية. فقال ابن عباس: كان فيهم أمانان؛ النبي ﷺ، والاستغفار، فذهب النبي ﷺ، وبَقِي الاستغفارُ، ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ قال: هذا عذاب الآخرة، وذلك عذاب الدنيا[[أخرجه البيهقي في الكبرى ٥/٧٢ (٩٠٣٧)، وابن جرير ١١/١٥٠-١٥١، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩١ (٩٠١٧). والحديث عند مسلم ٢/٨٤٣ (١١٨٥) دون قولهم: غفرانك... إلخ.]]. (٧/١٠٤)
٣٠٧١٢- عن أنس بن مالك -من طريق عبد الحميد-، قال: قال أبو جهل بن هشام: اللهمَّ، إن كان هذا هو الحق من عندِك فأمطِرْ علينا حجارةً من السماء، أو ائتِنا بعذاب أليم. فنزلت: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾[[أخرجه البخاري ٦/٦٢ (٤٦٤٨، ٤٦٤٩)، ومسلم ٤/٢١٥٤ (٢٧٩٦)، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩١ (٩٠١٦).]]. (٧/١٠٣)
٣٠٧١٣- عن [سعيد بن عبد الرحمن] بن أبْزى -من طريق جعفر بن أبي المغيرة-، قال: كان رسول الله ﷺ بمكة، فأنزل الله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾. فخرج رسول الله ﷺ إلى المدينة، فأنزل الله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾. وكان أولئك البقيةُ من المسلمين الذين بقُوا فيها يستغفرون، فلما خرجوا أنزل الله: ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ الآية. فأَذِن في فتح مكة، فهو العذاب الذي وعَدَهم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٤٨، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/١٠٥)
٣٠٧١٤- عن يزيد بن رُومانَ= (ز)
٣٠٧١٥- ومحمد بن قيس -من طريق أبي مَعْشَرٍ- قالا: قالت قريشٌ بعضُها لبعض: محمدٌ أكرَمه الله من بينِنا؟!، ﴿اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء﴾ الآية. فلما أمْسَوْا ندِموا على ما قالوا، فقالوا: غفرانَك، اللهم. فأنزل الله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ إلى قوله: ﴿لا يعلمون﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥١.]]. (٧/١٠٤)
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ٣٣﴾ - تفسير الآية
٣٠٧١٦- عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله ﷺ: «أنزل الله عَلَيَّ أمانَيْن لأُمَّتِي: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾. فإذا مَضَيْتُ تَرَكتُ فيهم الاستغفار إلى يوم القيامة»[[أخرجه الترمذي ٥/٣١٦-٣١٧ (٣٣٣٦). قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وإسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر يضعف في الحديث». وقال المناوي في التيسير ١/٣٧٩: «بإسناد ضعيف». وقال الألباني في الضعيفة ٤/١٨٦ (١٦٩٠): «ضعيف».]]. (٧/١٠٨)
٣٠٧١٧- عن عثمان بن أبي العاصي، قال: قال رسول الله ﷺ: «في الأرض أمانان؛ أنا أمان، والاستغفار أمان، وأنا مَذْهوبٌ بي، ويبقى أمانُ الاستغفار، فعليكم بالاستغفار عند كلِّ حَدَث وذَنب»[[أورده الدَّيْلَمِي في الفردوس ٣/١٣٦ (٤٣٦٦). إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن أشرس بن موسى السلمي، قال ابن عيينة كما في ضعفاء الدارقطني (٢٨٩٢): «ضعيف». وقال الذهبي في الميزان ٣/٤٨٥: «متهم في الحديث، وتركه أبو عبد الله ابن الأخرم الحافظ، وغيره».]]. (٧/١١٢)
٣٠٧١٨- عن أبي موسى الأشعري -من طريق أبي بُرْدَةَ- قال: إنه قد كان فيكم أمانان؛ قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، فأما رسول الله ﷺ فقد مَضى لسبيله، وأما الاستغفار فهو كائِنٌ فيكم إلى يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٢، والطبراني في الأوسط (٣٣٤٦)، وابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٣/٥٩٠-، والحاكم ١/٥٤٢، وابن عساكر ١٧/٤. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/١٠٩)
٣٠٧١٩- عن أبي هريرة -من طريق محمد بن كعب- قال: كان فيكم أمانان؛ مضى أحدُهما، وبقِي الآخر، قال الله تعالى: ﴿وما كان الله ليعذبهم﴾ الآية[[أخرجه الحاكم ١/٥٤٢ وصحَّحه، والبيهقي في شعب الإيمان (٦٥٤). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/١٠٨)
٣٠٧٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق النَّضْر بن عَرَبِيّ- قال: إنّ الله جعل في هذه الأمة أمانَيْن، لا يزالون معصومين من قَوارعِ العذاب ما داما بين أظْهُرِهم؛ فأمانٌ قبَضه الله تعالى إليه، وأمانٌ بقِي فيكم، قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٧/١٠٨)
٣٠٧٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: كان في هذه الأمة أمانان؛ رسول الله ﷺ، والاستغفار، فذهَب أمانٌ -يعني: رسول الله ﷺ-، وبقِي أمانٌ -يعني: الاستغفار-[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (١٤٩١).]]. (٧/١٠٩)
٣٠٧٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- قوله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، يعني: يُصَلُّون، يعني بهذا: أهل مكة[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٦.]]. (ز)
٣٠٧٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ قال: ما كان الله ليعذِّبَ قومًا وأنبياؤُهم بين أظهُرِهم حتى يُخرجَهم، ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾. يقول: وفيهم مَن قد سبَق له من الله الدخول في الإيمان؛ وهو الاستغفار. وقال للكفار: ﴿ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب﴾. فيَميزَ الله أهل السعادة مِن أهل الشقاوة، ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ فعذَّبهم يوم بدر بالسيف. [[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٥، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢، والنحاس في ناسخه ص٤٦٤، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/٧٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]] (٧/١١٢)
٣٠٧٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- ﴿وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، يقول: الذين آمنوا معك يستغفرون بمكة، حتى أخرجك والذين آمنوا معك[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٠.]]. (ز)
٣٠٧٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج-: لم يُعَذِّب قريةً حتى يُخْرِج النبيَّ منها والذين آمنوا معه، ويُلْحِقَه بحيث أمر، ﴿وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ يعني: المؤمنين، ثم أعاد إلى المشركين، فقال: ﴿وما لَهُمْ ألّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٠.]]. (ز)
٣٠٧٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي زُمَيْلٍ- قال: كان فيهم أمانان؛ النبي ﷺ، والاستغفار، فذهب النبي ﷺ، وبَقِي الاستغفار، ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ قال: هذا عذاب الآخرة، وذلك عذاب الدنيا[[أخرجه البيهقي في الكبرى ٥/٧٢ (٩٠٣٧)، وابن جرير ١١/١٥٠-١٥١، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩١ (٩٠١٧).]]. (٧/١٠٤)
٣٠٧٢٧- عن [سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزى] -من طريق أبي جعفر بن المغيرة- قال: ... ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ الآية، فأَذِن في فتح مكة، فهو العذابُ الذي وعَدهم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٤٨، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ. وتقدم بتمامه في نزول الآية.]]. (٧/١٠٥)
٣٠٧٢٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- أنّه سُئِل عن الاستغفار. فقال: قال الله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، يقول: يعمَلون على الغفران، وعلِمتُ أن ناسًا سيَدخُلون جهنمَ ممن يستغفرون بألسنتِهم؛ ممن يَدَّعى الإسلام وسائر الملل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢.]]. (٧/١٠٦)
٣٠٧٢٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ قال: بين أظهُرِهم، ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ قال: يُسلِمون[[تفسير مجاهد ص٣٥٤، وأخرجه ابن جرير ١١/١٥٤، ١٥٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/١٠٦)
٣٠٧٣٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- في قول الله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، قال: يُصَلُّون[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٦.]]. (ز)
٣٠٧٣١- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق سلمة- ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ قال: المشركين الذين بمكة، ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ قال: المؤمنين بمكة[[أخرجه ابن جرير ١١/١٤٩، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩١، والنحاس ص٤٦٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٧/١١٣)
٣٠٧٣٢- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ يعني: أهل مكة، يقول: لم أكن لأعذبكم وفيكم محمد. ثم قال: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ يعني: يُؤْمِنون ويُصَلُّون[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٦.]]. (ز)
٣٠٧٣٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، قال: المؤمنون يستغفرون بين ظهرانيهم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٤٩-١٥٠.]]. (ز)
٣٠٧٣٤- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عِمْران بن حُدَيْر- ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، قال: سألوا العذاب، فقال: لم يكن ليعذبهم وأنت فيهم، ولم يكن ليعذبهم وهم يَدخُلون في الإسلام[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مختصرًا.]]. (٧/١٠٦)
٣٠٧٣٥- عن أبي مالك غَزْوان الغِفارِيّ -من طريق حُصَيْن- ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ يعني: أهل مكة، ﴿وما كان الله معذبهم﴾ يعني: مَن بها من المسلمين، ﴿وما لَهُمْ ألّا يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ﴾ يعني: مكة، وفيها الكفار[[أخرجه ابن جرير ١١/١٤٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد بلفظ: وفيهم المؤمنون يَستغفِرون.]]. (٧/١٠٧)
٣٠٧٣٦- عن عطية بن سعد العوفي -من طريق فُضَيل- في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾ يعني: المشركين، حتى يُخرجَك منهم، ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾ قال: يعني: المؤمنين، ثم أعاد المشركين فقال: ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن المسجد الحرام﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٧/١٠٥)
٣٠٧٣٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، قال: إنّ القوم لم يكونوا يستغفرون، ولو كانوا يستغفرون ما عُذِّبوا. وكان بعض أهل العلم يقول: هما أمانان أنزلهما الله، فأما أحدهما فمضى؛ نبي الله، وأما الآخر فأبقاه الله رحمة بين أظهركم؛ الاستغفار والتوبة[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٣. وعلَّقه النحاس في ناسخه ص٤٦٧ مختصرًا.]]. (ز)
٣٠٧٣٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال الله لرسوله: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، يقول: ما كنت أعذبهم وهم يستغفرون، لو استغفَروا وأقَرُّوا بالذنوب لكانوا مؤمنين، وكيف لا أعذبهم وهم لا يستغفرون، وما لهم ألا يعذبهم الله وهم يصدون عن محمد وعن المسجد الحرام[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٣، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩٢.]]. (٧/١٠٥) (ز)
٣٠٧٣٩- عن محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، يقول: وما كان الله معذبَهم وهو لا يزالُ الرجلُ منهم يَدخُلُ في الإسلام[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٧/١٠٦)
٣٠٧٤٠- عن محمد بن إسحاق -من طريق سَلَمة- قال: كانوا يقولون -يعني: المشركين-: واللهِ، إنّ الله لا يعذبنا ونحن نستغفر، ولا يعذب أمةً ونبيُّها معها حتى يخرجه عنها. وذلك من قولهم ورسول الله ﷺ بين أظهرهم، فقال الله لنبيه ﷺ يذكر له جهالَتَهُم وغِرَّتَهُم واسْتِفْتاحهم على أنفسهم؛ إذ قالوا: ﴿اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء﴾ كما أمطرتها على قوم لوط. وقال حين نعى عليهم سوء أعمالهم: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، أي: لقولهم: إنّا نستغفر ومحمد بين أظهرنا. ثم قال: ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾ وإن كنت بين أظهرهم، وإن كانوا يستغفرون كما قال: ﴿وهم يصدون عن المسجد الحرام﴾ أي: من آمن بالله وعبده، أي: أنت ومن تبعك[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥١.]]. (ز)
٣٠٧٤١- عن أبي العلاء -من طريق عامر أبي الخطاب الثوري- قال: كان لأمة محمد ﷺ أمَنَتان: فذهبت إحداهما، وبقيت الأخرى: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وأَنْتَ فِيهِمْ﴾[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٣.]]. (ز)
٣٠٧٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ﴾ يعني: أن يعذبهم ﴿وأَنْتَ فِيهِمْ﴾ بين أظهرهم، حتى يُخْرِجك عنهم، كما أخرجت الأنبياء عن قومهم، ﴿وما كانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ يعني: يُصَلُّون لله، كقوله: ﴿وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ [الذاريات:١٨]، يعني: يُصَلُّون، وذلك أن نفرًا من بني عبد الدار قالوا: إنا نُصَلِّي عند البيت؛ فلم يكن الله ليعذبنا ونحن نصلي له[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/١١٣.]]. (ز)
٣٠٧٤٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم﴾، قال: يعني: أهل مكة[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٠.]]. (ز)
٣٠٧٤٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، قال: يقول: لو استغفروا لم أعذبهم[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٤. وعلَّقه النحاس في ناسخه ص٤٦٧ مختصرًا.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ٣٣﴾ - النسخ في الآية
٣٠٧٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٣٠٧٤٦- والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي- في قوله: ﴿وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون﴾، قالا: نسَختها الآية التي تلِيها: ﴿وما لهم ألا يعذبهم الله﴾؛ فقُوتِلوا بمكة، فأصابهم فيها الجوع والحَصَرُ[[أخرجه ابن جرير ١١/١٥٧، وابن أبي حاتم ٥/١٦٩٣.]]. (٧/١٠٧)
٣٠٧٤٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ، مثلُهُ[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٧/١٠٧)
٣٠٧٤٨- عن زيد بن أسلم -من طريق القاسم بن عبد الله بن عمر بن حفص-، مثل ذلك[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٣/٧٤ (١٦٢). وعلَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٦٩٣.]]٢٧٩٤. (ز)
﴿وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمۡ وَأَنتَ فِیهِمۡۚ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ مُعَذِّبَهُمۡ وَهُمۡ یَسۡتَغۡفِرُونَ ٣٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٣٠٧٤٩- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الشيطان قال: وعِزَّتِك يا ربِّ، لا أبرحُ أُغوِي عبادَك ما دامَت أرواحُهم في أجسادِهم. قال الربُّ: وعِزَّتي وجلالي لا أزالُ أغفِرُ لهم ما استغفَروني»[[أخرجه أحمد ١٧/٣٣٧-٣٣٨ (١١٢٣٧)، ١٧/٣٤٤ (١١٢٤٤)، ١٧/٤٦٠-٤٦١ (١١٣٦٧)، ١٨/٢٥٢-٢٥٣ (١١٧٢٩)، والحاكم ٤/٢٩٠ (٧٦٧٢). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يُخَرِّجاه». ووافقه الذهبي. وقال في العُلُوِّ ص٩٠ (٢١٥): «فيه دَرّاج، وهو واهٍ». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٠٧ (١٧٥٧٣): «أحد إسنادي أحمد رجاله رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص١٣٦-١٣٧ (١١٢): «هذا حديث حسن». وقال المناوي في التيسير ١/٢٨٩: «بإسناد صحيح». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٢١٢ (١٠٤).]]. (٧/١٠٩)
٣٠٧٥٠- عن فَضالَةَ بن عُبَيْد، عن النبي ﷺ، قال: «العبدُ آمِنٌ من عذاب الله ما استغفَر الله»[[أخرجه أحمد ٣٩/٣٧٦ (٢٣٩٥٣). إسناده ضعيف؛ فيه رشدين بن سعد، قال ابن حجر في التقريب (١٩٤٢): «ضعيف، رَجَّح أبو حاتم عليه ابن لهيعة، وقال ابن يونس: كان صالحًا في دينه، فأدركته غفلة الصالحين، فخَلَّط في الحديث»، والراوي عن فضالة رجل مبهم لم يسمَّ.]]. (٧/١٠٩)
٣٠٧٥١- عن عبد الله بن عمرو، قال: انكَسَفتِ الشمس على عهد رسول الله ﷺ، فقام رسول الله ﷺ فلم يكَدْ يركَعُ، ثم ركَع فلم يكدْ يَرْفَعُ، ثم رفَع فلم يكدْ يَسجُد، ثم سجد فلم يكدْ يرفَع، ثم رفَع فلم يكدْ يَسجُد، ثم سجد فلم يكَدْ يرفَع، ثم رفَع، وفعَل في الركعة الأُخرى مثل ذلك، ثم نفَخ في آخر سجوده، ثم قال: «ربِّ، ألَمْ تَعِدْني ألّا تعذِّبَهم وأنا فيهم؟ ربِّ، ألَمْ تعِدْني ألّا تعذِّبَهم وهم يستغفرون؟ ونحن نستغفِرُك». ففرَغ رسول الله ﷺ من صلاتِه وقد انمَحَصَتِ[[أي: ظهرت من الكسوف وانجلت. وأصل المحص: التخليص. النهاية (محص).]] الشمس[[أخرجه أحمد ١١/٢١-٢٢ (٦٤٨٣)، وأبو داود ٢/٣٩٤-٣٩٥ (١١٩٤) واللفظ له، والنسائي ٣/١٣٧ (١٤٨٢)، ٣/١٤٩ (١٤٩٦)، وابن حِبّان ٧/٧٩-٨٠ (٢٨٣٨)، وابن خزيمة ٢/٥٢٠-٥٢١ (١٣٩٢). قال الرُّباعي في فتح الغفار ٢/٦٧٣ (٢٠٨١): «عند أبي داود، ورجاله ثقات». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٤/٣٥٤ (١٠٧٩): «حديث صحيح».]]. (٧/١١١)
٣٠٧٥٢- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أدلُّكم على دائِكم ودوائِكم؟ ألا إن داءَكم الذنوبُ، ودواءَكم الاستغفار»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٩/٣٤٨ (٦٧٤٦). وأورده الديلمي في الفردوس ١/١٣٦ (٤٧٨). قال البيهقي ٩/٣٤٧ عَقِب (٦٧٤٥): «وقد رُوِي هذا بإسناد مجهول مرفوعًا». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٣٠٩ (٢٥٠١): «وقد رُوِي عن قتادة من قوله، وهو أشبه بالصواب».]]. (٧/١٠٧)
٣٠٧٥٣- عن عبد الله بن عباس، عن النبي ﷺ، قال: «مَن أكْثَرَ من الاستغفار؛ جعل الله له مِن كلِّ همٍّ فرجًا، ومِن كلِّ ضيقٍ مخرجًا، ورزقَه مِن حيثُ لا يحتسب»[[أخرجه أحمد ٤/١٠٤ (٢٢٣٤) واللفظ له، وأبو داود ٢/٦٢٨ (١٥١٨)، وابن ماجه ٤/٧٢١ (٣٨١٩)، والحاكم ٤/٢٩١ (٧٦٧٧)، والثعلبي ٩/٣٣٨. وفيه الحكم بن مصعب. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «الحكم بن مصعب فيه جهالة». وقال أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢١١: «هذا حديث غريب من حديث محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، تفرد به عنه الحكم بن مصعب». وقال البغوي في شرح السنة ٥/٧٩ (١٢٩٦): «هذا حديث يرويه الحكم بن مصعب بهذا الإسناد، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص٢٥١: «هذا حديث حسن غريب». وقال المناوي في فيض القدير ٦/٨٢ (٨٥٠٨): «وقال الصدر المناوي: فيه الحكم بن مصعب لا يحتج به». وقال الألباني في الضعيفة ٢/١٤٢ (٧٠٥): «ضعيف». وقال في ضعيف أبي داود ٢/٩٧ (٢٦٨): «وهذا إسناد ضعيف؛ الحكم هذا مجهول».]]. (٧/١١٠)
٣٠٧٥٤- عن قتادة بن دِعامة، قال: إن القرآن يَدُلُّكم على دائِكم ودوائِكم؛ أمّا داؤُكم فذنوبُكم، وأما دواؤُكم فالاستغفار[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٧١٤٦).]]. (٧/١٠٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.