الباحث القرآني
﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا ٦﴾ - قراءات
٧٩١٣٤- عن عَلقمة بن قيس النَّخَعي أنه كان يقرأ التي في الجنّ والتي في النّجم ﴿وأَنّا﴾، ﴿وأَنَّهُ﴾ بالنصب[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. ﴿وأَنّا﴾، ﴿وأَنَّهُ﴾ من قوله تعالى: ﴿وأَنَّهُ تَعالى﴾ وما بعدها إلى قوله تعالى: ﴿وأَنّا مِنّا المُسْلِمُونَ﴾ -وذلك اثنتا عشرة همزة- بفتح الهمزة قراءة متواترة، قرأ بها ابن عامر، وحمزة، والكسائي، وخلف، وحفص، وقرأ بقية العشرة: ﴿وإنّا﴾، ﴿وإنَّهُ﴾ بكسر الهمزة. أما في سورة النجم فقراءة العشرة على فتحها. انظر: النشر ٢/٣٩١، والإتحاف ص٥٦٦.]]. (١٥/٩)
﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا ٦﴾ - نزول الآية
٧٩١٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد-: أنّ رجلًا من بني تميم كان جريئًا على الليل والرّمال، وأنه سار ليلة فنَزل في أرضٍ مَجَنّةٍ[[أرض مجنة: كثيرة الجنّ. اللسان (جنن).]]، فاستوحش، فعقَل راحلته، ثم توسّد ذراعها، وقال: أعوذ بأعزِّ هذا الوادي مِن شَرّ أهله. فأجاره شيخٌ منهم، كان منهم شابٌّ، وكان سيِّدًا في الجنّ، فغَضِب الشاب لَمّا أجاره الشيخ، فأخذ حربة له قد سقاها السُّم ليَنحر بها ناقة الرجل، فتَلقّاه الشيخ دون الناقة، فقال: يا مالكَ بن مهلهلِ بن إيار مهلًا فِدًى لك مِحجري[[المحجر: عمامة الرجل إذا اعتم. التاج (حجر).]] وإزاري عن ناقة الإنسان لا تَعرضْ لها واختر إذا ورَد المها أثواري إني ضمنتُ له سلامة رَحْله فاكفُف يمينك راشدًا عن جاري ولقد أتيتَ إلَيَّ ما لم أحتسب ألّا رعيتَ قرابتي وجواري تَسعى إليه بحرْبة مسمومة أُفٍّ لقُربك يا أبا الغَفّارِ لولا الحياء وأنّ أهلك جيرة لتمزّقتْك بقوة أظفاري. فقال له الفتى: أتريد أن تعلو وتخفضَ ذكرنا في غير مَرْزِيَة أبا العَيزارِ مُتنحّلًا أمرًا لغير فضيلة فارحل فإنّ المجد للمرّارِ مَن كان منكم سيّدًا فيما مضى إنّ الخيار هم بنو الأخيارِ فاقْصِد لقَصْدك يا معيكرُ إنما كان المجير مُهلهل بن دِثارِ. فقال الشيخ: صَدقتَ، كان أبوك سيّدنا وأفضلنا، دعْ عنك هذا الرجل، لا أنازعك بعده أحدًا. فترَكه، فأتى الرجلُ النبيَّ ﷺ، فقصّ عليه القِصَّة، فقال رسول الله ﷺ: «إذا أصاب أحدًا منكم وحْشة، أو نَزل بأرض مَجَنّة؛ فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات التي لا يُجاوزهنّ بَرٌّ ولا فاجر، مِن شرّ ما يَلج في الأرض وما يَخرج منها، وما يَنزل من السماء وما يَعرج فيها، ومِن فِتن الليل، ومن طوارق النهار، إلا طارقًا يَطْرُق بخير». فأنزل الله في ذلك: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[عزاه السيوطي إلى أبي نصر السجزي في الإبانة. وذكر السيوطي عنه قوله: «غريب جدًّا،لم نكتبه إلا من هذا الوجه».]]. (١٥/١١)
٧٩١٣٦- عن سعيد بن جُبَير: أنّ رجلًا من بني تميم -يُقال له: رافع بن عُمير- حدّث عن بدء إسلامه، قال: إني لأسير برمل عالجٍ ذات ليلة إذ غَلبني النوم، فنَزَلَتُ عن راحلتي، وأنختُها، ونمتُ، وقد تعوّذتُ قبل نومي، فقلت: أعوذ بعظيم هذا الوادي من الجنّ. فرأيتُ في منامي رجلًا بيده حَربةٌ يريد أن يضعها في نَحر ناقتي، فانتبهتُ فزعًا، فنظرتُ يمينًا وشمالًا، فلم أر شيئًا، فقلتُ: هذا حُلْمٌ. ثم عَدتُ، فغفوتُ، فرأيتُ مثل ذلك، فانتبهتُ، فنظرتُ حول ناقتي، فلم أر شيئًا، وإذا ناقتي تُرْعَد، ثم غفوتُ، فرأيتُ مثل ذلك، فانتبهتُ، فرأيتُ ناقتي تَضطرب، والتفتُ، فإذا أنا برجلٍ شابٍّ كالذي رأيتُه في المنام بيده حَربة، ورجلٌ شيخٌ مُمسكٌ بيده يردّه عنها، فبينما هما يتنازعان إذ طَلعتْ ثلاثة أثوار من الوَحْش، فقال الشيخ للفتى: قُم، فخُذ أيها شئتَ؛ فداءً لناقة جاري الإنسيّ. فقام الفتى، فأخذ منها ثَورًا، ثم التفتَ إلَيَّ الشيخ، وقال: يا هذا، إذا نَزَلَتَ واديًا من الأودية فخِفتَ هَوْله فقل: أعوذ بالله ربّ محمد مِن هَوْل هذا الوادي. ولا تعُذ بأحدٍ مِن الجنّ؛ فقد بَطل أمْرها. فقلتُ له: ومَن محمد هذا؟ قال: نبي عربيّ، لا شرقيّ ولا غربيّ، بُعث يوم الاثنين. قلتُ: فأين مَسكنه؟ قال: يَثرِب ذات النّخل. فركبتُ راحلتي حين بَرق لي الصبح، وجَددتُ السَّير حتى أتيتُ المدينة، فرآني رسول الله ﷺ، فحدّثني بحديثي قبل أنْ أذكر له منه شيئًا، ودعاني إلى الإسلام، فأسلمتُ. قال سعيد بن جُبَير ﵁: وكُنّا نرى أنه هو الذي أُنزِل فيه: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[أخرجه الخرائطي في كتاب الهواتف -كما في الإصابة ٢/٤٤٢، ٥/٧٥١-. وقال الحافظ: «وفى إسناد هذا الخبر ضعف».]]. (١٥/١٣)
٧٩١٣٧- عن كَرْدَم بن أبي السّائِب الأنصاري -من طريق إسحاق- قال: خرجتُ مع أبي إلى المدينة في حاجة، وذلك أول ما ذُكر رسول الله ﷺ بمكة، فآوانا المبيت إلى راعي غنم، فلما انتصف الليل جاء ذئبٌ، فأخذ حَملًا من الغنم، فوَثب الراعي، فقال: يا عامر الوادي، جارك. فنادى منادٍ لا نراه: يا سِرْحان[[السرحان: الذئب. التاج (سرح).]]، أرسِله. فأتى الحَمل يشتدّ حتى دخل في الغنم، وأنزل الله على رسوله بمكة: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾ الآية[[أخرجه العقيلي في الضعفاء ١/١٠١ (١١٨) في ترجمة إسحاق بن الحارث الكوفي، والطبراني في الكبير ١٩/١٩١ (٤٣٠)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/٢٤٠-، والثعلبي ١٠/٥٠-٥١. قال العقيلي: «قال البخاري: إسحاق بن الحارث الكوفي، عن كردم، روى عنه ابنه عبد الرحمن بن إسحاق، يتكلّمون فيه، وفيه نظر، قال: وضعّف أحمدُ عبد الرحمن بن إسحاق». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ١/١٨٩ (٧٤٣) في ترجمة إسحاق بن الحارث الكوفي: «ضعّفه أحمد وغيره». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢٩ (١١٤٤١): «رواه الطبراني، وفيه عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، وهو ضعيف».]]٦٨٢٨. (١٥/١٠)
٧٩١٣٨- عن أبي رجاء العُطارديّ من بني تميم -من طريق سَلْمٍ- قال: بُعث رسول الله ﷺ وقد رَعيتُ على أهلي، وكُفيتُ مَهنتهم، فلما بُعث رسول الله ﷺ خَرجنا هِرابًا، فأتينا على فَلاة من الأرض، وكُنّا إذا أمسينا بمثلها قال شيخُنا: إنّا نعوذ بعزيز هذا الوادي مِن الجنّ الليلةَ. فقلنا ذاك، فقيل لنا: إنما سبيل هذا الرجل شهادة ألا إله إلا الله، وأنّ محمدًا رسول الله، فمَن أقرّ بها أمِن على دمه وماله. فرَجعنا، فدَخلنا في الإسلام. قال أبو رجاء: إنِّي لأرى هذه الآية نزلت فِيَّ وفي أصحابي: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[أخرجه ابن سعد ٧/١٣٨-١٣٩.]]. (١٥/١١)
﴿وَأَنَّهُۥ كَانَ رِجَالࣱ مِّنَ ٱلۡإِنسِ یَعُوذُونَ بِرِجَالࣲ مِّنَ ٱلۡجِنِّ﴾ - تفسير
٧٩١٣٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾، قال: كان رجال من الإنس يَبيتُ أحدهم بالوادي في الجاهلية، فيقول: أعوذ بعزيز هذا الوادي[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/١٤)
٧٩١٤٠- عن إبراهيم النَّخَعي -من طريق منصور- ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: كان القوم إذا نزلوا واديًا قالوا: نعوذ بسيِّد أهل هذا الوادي. فقالوا: نحن لا نملك لنا ولا لهم ضَرًّا ولا نَفعًا، وهم يخافوننا. فاجترؤوا عليهم[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٤١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾، قال: كانوا يقولون إذا هَبطوا واديًا: نعوذ بعظيم هذا الوادي[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٤٢- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: إنّ ناسًا في الجاهلية كانوا إذا أتوا وادي الجنّ نادى مُنادي الإنس إلى خيار الجنّ: أنِ احبِسوا عنّا سفهاءكم. فلم يُغنهم ما وُعظوا به، ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/١٦)
٧٩١٤٣- عن الحسن البصري -من طريق عَوْف- في قوله: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾، قال: كان أحدُهم إذا نَزل الوادي قال: أعوذ بعزيز هذا الوادي مِن شَرّ سُفهاء قومه. فيَأمن في نفسه يومه وليلته[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٤٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾، قال: كانوا في الجاهلية إذا نَزلوا منزلًا قالوا: نعوذ بعزيز هذا المكان[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٢١، وابن جرير ٢٣/٣٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٤٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: كانوا يقولون: فلانٌ ربُّ هذا الوادي مِن الجنّ. فكان أحدهم إذا دَخل ذلك الوادي يعوذ بربّ الوادي من دون الله، فيزيده بذلك رَهَقًا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/١٦)
٧٩١٤٦- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾ أنّ رجالًا من الإنس كان أحدهم في الجاهلية إذا كان مُسافرًا، فأمسى في الأرض القَفْر؛ نادى: أعوذ بسيّد هذا الوادي من سفهاء قومه. فيَبيتُ في مَنعةٍ منه حتى يُصبح[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/٤٣-.]]. (ز)
٧٩١٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ﴾ من دون الله ﷿، فأول مَن تَعوّذ بالجنّ قومٌ من أهل اليمن مِن[[كذا في المطبوع. وفي تفسير الثعلبي نحوه ١٠/٥٠، بلفظ: ثم بنو حنيفة. منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه، وهو أشبه.]] بني حنيفة، ثم فشا ذلك في سائر العرب، وذلك أنّ الرجل كان يُسافر في الجاهلية، فإذا أدركه المساء في الأرض القَفْر قال: أعوذ بسيّد هذا الوادي مِن سفهاء قومه. فيَبيتُ آمنًا في جوارهم حتى يُصبح، ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٦٢.]]. (ز)
٧٩١٤٨- عن محمد بن إسحاق، قال: كان قول الجنّ: ﴿وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجنّ فزادوهم رهقًا﴾ أنه كان رجال من العرب من قريش وغيرهم إذا سافر الرجل فنَزل ببطن وادٍ من الأرض ليَبيتَ به قال: إني أعوذ بعزيز هذا الوادي من الجنّ الليلة؛ من شَرّ ما فيه[[سيرة ابن إسحاق ص٩٠-٩١.]]. (ز)
٧٩١٤٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿وأَنَّهُ كانَ رِجالٌ مِنَ الإنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجالٍ مِنَ الجنّ فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: كان الرجل في الجاهلية إذا نزل بوادٍ قبل الإسلام قال: إني أعوذ بكبير هذا الوادي. فلمّا جاء الإسلام عاذوا بالله، وتركوهم[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٥.]]. (ز)
﴿فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا ٦﴾ - تفسير
٧٩١٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: إثمًا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/١٤)
٧٩١٥١- عن عبد الله بن عباس، قال: كان القوم في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا: نعوذ بسيّد هذا الوادي من شَرّ ما فيه. فلا يكونون بشيء أشدّ ولَعًا منهم بهم، فذلك قوله: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٥/١٦)
٧٩١٥٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: زادوا الكُفّار طُغيانًا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٥٣- قال الحسن البصري: ﴿رَهَقًا﴾ شرًّا[[تفسير الثعلبي ١٠/٥١، وتفسير البغوي ٨/٢٣٩.]]. (ز)
٧٩١٥٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، يقول: خطيئة وإثمًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٢١، وابن جرير ٢٣/٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وينظر: تفسير الثعلبي١٠/٥١.]]. (١٥/١٥)
٧٩١٥٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد-: جرأة[[تفسير الثعلبي ١٠/٥١.]]. (ز)
٧٩١٥٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: ﴿رَهَقًا﴾، أي: خوفًا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٥/١٦)
٧٩١٥٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، يقول: إنّ الإنس زادت الجنّ رهقًا، يعني: غيًّا؛ لِتَعَوُّذِهم بهم، فزادوا الجنّ فخرًا في قومهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٦٢.]]. (ز)
٧٩١٥٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَزادُوهُمْ رَهَقًا﴾، قال: زادهم الجنُّ خوفًا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/٣٢٦.]]٦٨٢٩. (ز)
﴿فَزَادُوهُمۡ رَهَقࣰا ٦﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٩١٥٩- عن معاوية بن قُرّة، عن أبيه، قال: ذهبت لأُسلم حين بَعثَ الله محمدًا مع رجلين أو ثلاثة في الإسلام، فأَتيتُ الماء حيث يَجتمع الناس، فإذا الناس براعي القرية الذي يَرعى لهم أغنامهم، فقال: لا أرعى لكم أغنامكم. قالوا: لِمَ؟ قال: يجيء الذئبُ كلّ ليلة يأخذ شاة، وصنمكم هذا راقِدٌ لا يَضُرّ ولا يَنفع، ولا يُغيّر ولا يُنكر! قال: فذهبوا وأنا أرجو أن يُسلِموا، فلمّا أصبحنا جاء الراعي يشتدّ يقول: البُشرى، البُشرى. قد جيء بالذئب وهو مَقموط بين يدي الصنم بغير قِماط[[قمطه: شد يديه، ورجليه، واسم ذلك الحبل: القماط. اللسان (قمط).]]، فذَهبوا وذَهبتُ معهم، فقَبلوه وسجدوا له، وقالوا: هكذا فاصنع. فدخلتُ على محمد ﷺ، فحدّثته هذا الحديث، فقال: «لعب بهم الشيطان»[[أخرجه البزار ٨/٢٥٣-٢٥٥ (٣٣١٨)، وأبو نعيم في الحلية ٢/٣٠٣. قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب، لم نكتبه إلا من حديث شبيب بن محمد، وتفرَّد به عنه الأزهر». وقال ابن عدي في الكامل ٢/١٤٢: «ولأزهر بن سنان غير ما ذكرتُ أحاديث، وليس بالكثير، وأحاديثه صالحة ليست بالمنكرة جدًّا، وأرجو أنه لا بأس به». وقال الهيثمي في المجمع ١/١١٤-١١٥ (٤٤٨): «رواه البزار، ومداره على أزهر بن سنان، ضعّفه ابن معين، وقال ابن عدي: أحاديثه صالحة، ليستْ بالمنكرة جدًّا».]]. (١٥/١٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.