الباحث القرآني
﴿فَتَوَلَّىٰ عَنۡهُمۡ وَقَالَ یَـٰقَوۡمِ لَقَدۡ أَبۡلَغۡتُكُمۡ رِسَـٰلَـٰتِ رَبِّی وَنَصَحۡتُ لَكُمۡۖ﴾ - تفسير
٢٨٢٩٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فتولى عنهم وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم﴾، قال: ذُكِر لنا: أنّ نبيَّ الله شعيبًا أسمَعَ قومه، وأنّ نبي الله صالحًا أسمَعَ قومه، كما أسمَعَ -واللهِ- نبيُّكم محمدٌ ﷺ قومَه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٢٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٦/٤٨١)
٢٨٢٩١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فتولى عنهم﴾ يعني: فأعرض عنهم حين كذَّبوا بالعذاب، نظيرُها في هود[[يشير إلى قوله تعالى: ﴿ويا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلى مَكانَتِكُمْ إنِّي عامِلٌ سَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزِيهِ ومَن هُوَ كاذِبٌ وارْتَقِبُوا إنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ (٩٣) ولَمّا جاءَ أمْرُنا نَجَّيْنا شُعَيْبًا والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنّا وأَخَذَتِ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيارِهِمْ جاثِمِينَ (٩٤) كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيها ألا بُعْدًا لِمَدْيَنَ كَما بَعِدَتْ ثَمُودُ (٩٥)﴾.]]، ﴿وقال يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي﴾ في نزول العذاب بكم في الدنيا، ﴿ونصحت لكم﴾ فيما حذَّرتكم من عذابه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٠.]]. (ز)
﴿فَكَیۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمࣲ كَـٰفِرِینَ ٩٣﴾ - تفسير
٢٨٢٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿فكيف آسى﴾، قال: أحْزَن[[أخرجه ابن جرير ١٠/٣٢٧، وابن أبي حاتم ٥/١٥٢٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٤٨٢)
٢٨٢٩٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فكيف آسى﴾، يقول: فكيف أحزن[[أخرجه ابن جرير ١٠/٣٢٧.]]. (ز)
٢٨٢٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فكيف آسى﴾ يقول: فكيف أحزن بعد الصيحة ﴿على قوم كافرين﴾ إذا عُذِّبوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٥٠.]]. (ز)
٢٨٢٩٥- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- قال: أصاب شعيبًا على قومه حُزْنٌ لِما نزل بهم من نقمة الله، ثم قال يُعَزِّي نفسَه -فيما ذَكَرَ اللهُ عنه-: ﴿يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم فكيف آسى على قوم كافرين﴾[[أخرجه ابن جرير ١٠/٣٢٧، وابن أبي حاتم ٥/١٥٢٤.]]. (ز)
﴿فَكَیۡفَ ءَاسَىٰ عَلَىٰ قَوۡمࣲ كَـٰفِرِینَ ٩٣﴾ - آثار متعلقة بالقصة
٢٨٢٩٦- عن ابن إسحاق، قال: ذكَر لي يعقوب بن أبي سلمة: أنّ رسول الله ﷺ كان إذا ذكَر شعيبًا قال: «ذاك خطيبُ الأنبياء». لحُسْنِ مراجعتِه قومَه فيما يُرادُّهم[[رادَّه القول: راجعه. التاج (ردد).]] به، فلمّا كذَّبوه، وتوعَّدُوه بالرجم والنفي من بلاده، وعَتَوْا على الله؛ أخَذهم عذاب يوم الظُّلَّة. فبلغني: أنّ رجلًا مِن أهل مدين يُقال له: عمرو بن جَلْهاءَ، لَمّا رآها قال: يا قومِ إنّ شعيبًا مُرْسَلٌ فَذَرُوا عنكم سُمَيْرًا وعِمْرانَ بن شداد إنِّي أرى غَبْيَةً[[الغبية: الدفعة من المطر. اللسان (غبا).]]يا قومِ قد طلَعت تَدْعُو بصوتٍ على صَمّانةِ[[الصَّمّان والصَّمّانة: أرض صُلْبة ذات حجارة إلى جنب رَمْل. لسان العرب (صمم).]] الوادي وإنه لن تَرْوا فيه ضَحاءَ غدٍ إلا الرَّقيمُ يُمَشِّي بين أنجادِ[[الأنجاد: جمع نَجْد، وهو ما غلظ من الأرض وأشرف وارتفع واستوى. اللسان (نجد).]] وسُمَيرٌ وعِمرانُ كاهِناهم، والرَّقيمُ كَلْبُهم[[أخرجه الحاكم ٢/٦٢٠ (٤٠٧١) مختصرًا، وابن جرير١٠/٣٢٣-٣٢٤، وابن أبي حاتم ٩/١٨١٣-٢٨١٤ (١٥٩٢١) من مرسل يعقوب بن أبي سلمة.]]. (٦/٤٨٣)
٢٨٢٩٧- عن مالك بن أنسٍ - من طريق ابن وهب - قال: كان شعيبٌ خطيب الأنبياء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٢٢.]]. (٦/٤٨٣)
٢٨٢٩٨- عن أبي عبد الله البجلي -من طريق سلمة- قال: أبو جاد، وهوز، وحطي، وكلمن، وسعفص، وقرشت: أسماء ملوك مدين، وكان مَلِكُهم يومَ الظلة في زمان شعيب: كَلَمُن، فقالت أخت كَلَمُن تبكيه: كلمون هدَّ ركني هُلْكُهُ وسْطَ المَحِلَّهْ سيِّد القوم أتاه الـ ـحتف نارًا وسْطَ ظُلَّهْ جُعلت نارًا عليهم دارهم كالمُضْمَحِلَّه[[أخرجه ابن جرير ١٠/٣٢٤.]]٢٥٩٠. (ز)
٢٨٢٩٩- عن جبلة بن عبد الله، قال: بعَث الله جبريلَ إلى أهل مدين شَطْرَ الليل، ليأفِكَ بهم[[يأفك بهم: يقلبهم. ينظر لسان العرب (أفك).]] مَغانِيَهم[[المغاني: المنازل التي كان بها أهلوها، واحدها مَغْنًى. لسان العرب (غنى).]]، فألَفى رجلًا قائمًا يتلُو كتاب الله، فهاله أن يُهلِكَه فيمَن يُهْلِك، فرجَع إلى المعراج، فقال: اللَّهُمَّ، أنت سُبُّوحٌ قدوسٌ، بَعثتني إلى مَدْينَ لأَفْكِ مَغانِيهم، فأَصبتُ رجلًا قائمًا يتلُو كتاب الله. فأوحى الله: ما أعرَفَني به، هو فلان بن فلان؛ فابدَأْ به، فإنّه لم يَدْفَعْ عن مَحارمي إلا مُوادِعًا[[أخرجه ابن عساكر ٢٣/٧٤.]]. (٦/٤٨٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.