الباحث القرآني
﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِی خَبُثَ لَا یَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدࣰاۚ كَذَ ٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَشۡكُرُونَ ٥٨﴾ - قراءات
٢٧٩٩١- عن عاصم أنّه قرأ: ﴿والبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ﴾، بنصب الياء، ورفع الراء[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة العشرة ما عدا ابن وردان عن أبي جعفر، فإنه قرأ: ‹يُخْرِجُ› بضم الياء، وكسر الراء. انظر: النشر ٢/٢٧٠.]]. (٦/٤٣٤)
﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِی خَبُثَ لَا یَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدࣰاۚ كَذَ ٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَشۡكُرُونَ ٥٨﴾ - تفسير الآية
٢٧٩٩٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿والبلدُ الطيبُ﴾ الآية، قال: هذا مَثلٌ ضربه الله للمؤمنِ، يقولُ: هو طيِّبٌ، وعملُه طيِّب، كما أنّ البلد الطيِّب ثمرُها طيِّبٌ، ﴿والَّذي خبُث﴾ ضربَ مثلًا للكافر كالبلد السَّبِخَةِ[[أرض سَبِخة: ذات سِباخ، والسِّباخ: جمع سَبَخَة، وهي الأرض التي تعلوها الملوحة ولا تكاد تُنبِت إلا بعض الشجر. اللسان (سبخ).]] المالحة، التي لا يخرُجُ منها البركةُ، والكافر هو الخبيثُ، وعملُه خبيثٌ[[تفسير مجاهد ص٣٣٨، وأخرجه ابن جرير ١٠/٢٥٨، وابن أبي حاتم ٥/١٥٠٣-١٥٠٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٤٣٢)
٢٧٩٩٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿والبلدُ الطيبُ﴾، ﴿والذي خبُثَ﴾، قال:كلُّ ذلك في الأرض السِّباخ وغيرها، مثلُ آدم وذريَّته؛ فيهم طيِّبٌ، وخبيثٌ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٢٥٨-٢٥٩، وابن أبي حاتم ٥/١٥٠٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٤٣٢)
٢٧٩٩٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق أبي سعد- ﴿والبلدُ الطيبُ﴾ الآية، قال: الطيِّبُ ينفعُه المطرُ فيُنبِتُ، ﴿والَّذي خبثَ﴾ السِّباخُ، لا ينفعُه المطرُ، ﴿لا يخرُجُ﴾ نباتهُ ﴿إلا نكدًا﴾. هذا مَثلٌ ضربه الله لآدم وذُرِّيته كلِّهم، إنّما خُلِقوا من نفس واحدة؛ فمنهم مَن آمن باللهِ وكتابِه فطاب، ومنهم مَن كفر بالله وكتابه فخَبُث[[أخرجه ابن جرير ١٠/٢٥٩-٢٦٠.]]. (٦/٤٣٤)
٢٧٩٩٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- ﴿والبلدُ الطيبُ﴾الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله في الكافر والمؤمن[[أخرجه ابن جرير ١٠/٢٥٩.]]. (٦/٤٣٤)
٢٧٩٩٦- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿والبلدُ الطيبُ﴾ قال: هذا مَثلُ المؤمن، سمع كتابَ الله، فوعاه، وأخذ به، وعمِل به، وانتفع به، كمثل هذه الأرض أصابها الغيثُ، فأنبتتْ، وأمْرَعَتْ[[أمْرَعَت الأرض: إذا أعْشَبت، وإذا شبع غنمها. لسان العرب (مرع).]]، ﴿والَّذي خبُثَ﴾ قال: هذا مَثَلُ الكافر، لم يعقِل القرآن، ولم يَعِه، ولم يأخذ به، ولم ينتفعْ، فهو كمَثل الأرض الخبيثة أصابها الغيثُ، فلم تُنبِتْ شيئًا، ولم تُمرِعْ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٤٣٣)
٢٧٩٩٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: ﴿لا يَخْرُجُ إلّا نَكِدًا﴾، النَّكِد: الشيء القليل الذي لا ينفع[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٠٤.]]. (ز)
٢٧٩٩٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في الآية، قال: هذا مَثَلٌ ضربه الله للقلوب، يقولُ: ينزلُ الماءُ، فيُخرجُ البلدُ الطيبُ نباتَه بإذن الله، والذي خبُث هي السَّبخةُ، لا تُخرِجُ نباتَها إلا نكِدًا، فكذلك القلوبُ؛ لَمّا نزلَ القرآنُ بقلب المؤمن آمَنَ به، وثبتَ الإيمانُ في قلبه، وقلبُ الكافرِ لَمّا دخلَه القرآنُ لم يتعلَّقْ منه بشيءٍ ينفعُه، ولم يثبُتْ فيه من الإيمان شيءٌ إلا ما لا ينفع، كما لم يُخرِجْ هذا البلدُ إلا ما لم ينفعْ من النبات. والنَّكِدُ: الشيءُ القليلُ الذي لا ينفعُ[[أخرجه ابن جرير ١٠/٢٥٩، وابن أبي حاتم ٥/١٥٠٣. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٤٣٣)
٢٧٩٩٩- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه﴾ هذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن والمنافق؛ البلد الطيب مثل المؤمن يعمل ما عمِل من شيء ابتغاء وجه الله، ﴿والذي خبث﴾ مثل المنافق لا يُعْطِي شيئًا، ولا يعمله ﴿إلا نكدا﴾ أي: ليست له فيه حُسْبَة، ﴿كذلك نصرف الآيات﴾ نُبَيِّنها ﴿لقوم يشكرون﴾ يؤمنون[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/١٢٨-.]]. (ز)
٢٨٠٠٠- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ ضَرَب مثلًا للمؤمنين والكُفّار، فقال: ﴿والبلد الطيب﴾ يعني: الأرض العذبة إذا مطرت ﴿يخرج نباته بإذن ربه﴾ فينتفع به، كما ينفع المطرُ البلدَ الطيب فينبت، ثُمَّ ذكر مثل الكافر، فقال: ﴿والذي خبث﴾ من البلد، يعني: من الأرض السبخة، أصابها المطر فلم ينبت ﴿لا يخرج إلا نكدا﴾ يعني: إلا عَسِرًا رقيقًا، يَبِسَ مكانه فلم ينتفع به، فهكذا الكافر، يسمع الإيمان، ولا ينطق به، ولا ينفعه،كما لا ينفع هذا النباتُ الذي يخرج رقيقًا فييبس مكانه، ﴿كذلك﴾ يعني: هكذا ﴿نصرف الآيات﴾ في أمور شتّى لِما ذكره في هاتين الآيتين ﴿لقوم يشكرون﴾ يعني: يُوَحِّدون ربهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٤٣.]]. (ز)
﴿وَٱلۡبَلَدُ ٱلطَّیِّبُ یَخۡرُجُ نَبَاتُهُۥ بِإِذۡنِ رَبِّهِۦۖ وَٱلَّذِی خَبُثَ لَا یَخۡرُجُ إِلَّا نَكِدࣰاۚ كَذَ ٰلِكَ نُصَرِّفُ ٱلۡـَٔایَـٰتِ لِقَوۡمࣲ یَشۡكُرُونَ ٥٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٨٠٠١- عن أبي موسى، قال: قال رسولُ اللهﷺ: «مَثَلُ ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمَثَل الغيث الكثير أصابَ أرضًا؛ فكانت منها نَقِيَّةٌ قبِلت الماء، فأنبتَتِ الكلأَ والعُشْب الكثير، وكانت منها أجادبُ أمسكَتِ الماء، فنفَعَ الله بها الناس، فشَرِبُوا، وسَقَوْا، وزَرَعُوا، وأصابَ منها طائفة أُخرى؛ إنّما هي قِيعانٌ لا تُمْسِكُ ماءً، ولا تُنبِتُ كَلَأً، فذلك مَثَلُ مَن فقِهَ في دين الله ونفَعه ما بعَثِني اللهُ به فعلِمَ وعلَّم، ومَثلُ مَن لم يَرفَعْ بذلك رَأْسًا، ولم يَقْبَلْ هُدى الله الذي أُرسِلتُ به»[[أخرجه البخاري ١/٢٧ (٧٩) واللفظ له، ومسلم ٤/١٧٨٧ (٢٢٨٢).]]. (٦/٤٣٥)
٢٨٠٠٢- قال أبو عبد الرحمن الحبلي -من طريق زهرة بن معبد القرشي- يقول: الصلاة شكر، والصيام شكر، وكلُّ خير تفعله لله شكر، وأفضلُ الشكرِ الحمدُ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٥٠٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.