الباحث القرآني
﴿فَوَسۡوَسَ لَهُمَا ٱلشَّیۡطَـٰنُ لِیُبۡدِیَ لَهُمَا مَا وُۥرِیَ عَنۡهُمَا مِن سَوۡءَ ٰ تِهِمَا﴾ - تفسير
٢٧٢٢٠- عن وهبِ بن مُنَبِّه -من طريق عمرو- في قوله: ﴿ليُبدي لهُما ما وُري عنهُما من سوآتهما﴾، قال: كان على كلِّ واحدٍ منهما نورٌ، لا يُبصِرُ كلُّ واحدٍ منهما عَوْرَةَ صاحبِه، فلمّا أصابا الخطيئةَ نُزِع عنهما[[أخرجه الحكيم الترمذيُّ في نوادر الأصول ٢/٢٠٦، وابن جرير ١٠/١١٤، وابن أبي حاتم ٥/١٤٥٩، وابن عساكر ٧/٤٠١. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٣٤٤)
٢٧٢٢١- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في الآية، قال: لِيَهْتِك لباسَهما، وكان قد علم أنّ لهما سوأةً؛ لِما كان يقرأُ مِن كتب الملائكة، ولم يكنْ آدمُ يعلم ذلك، وكان لباسُهما الظُّفُرَ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠.]]. (٦/٣٤٤)
٢٧٢٢٢- عن محمد بن قيسٍ -من طريق أبي معشر- قال: نهى الله ُآدمَ وحوّاء أن يأكُلا من شجرةٍ واحدةٍ في الجنة، فجاء الشيطانُ فدخَل في جوف الحيَّة، فكلَّم حوّاءَ، ووَسوس إلى آدم، فقال: ﴿ما نهاكُما ربُّكما عَنْ هذهِ الشَجَرةِ إلَّآ أن تكُونا مَلَكَيْن أو تكُونا من الخالدين * وقاسمهُما إني لكُما لمن النّاصحين﴾. فقطعت حوّاء الشجرةَ، فدَمِيَتِ الشجرةُ، وسقط عنهما رِياشُهما الذي كان عليهما، ﴿وطَفقا يخصفان عليهما من ورق الجنَّة وناداهُما ربُّهما ألمْ أنهكُما عن تِلكُما الشجرة وأقُل لكمآ إنّ الشيطانَ لكما عدوٌ مبينٌ﴾، لِمَ أكَلتها وقد نهيتُك عنها؟ قال: يا ربِّ، أطْعَمَتْني حواءُ. قال لحوّاء: لِمَ أطْعَمْتِيه؟ قالتْ: أمَرَتْنِي الحيَّةُ. قال للحيَّة: لِمَ أمَرْتِها؟ قالتْ: أمرَني إبليسُ. قال: ملعونٌ مَدْحورٌ، أمّا أنتِ يا حواءُ كما أدْمَيْتِ الشجرةَ تَدْمَيْنَ في كلِّ هلالٍ، وأمّا أنتِ يا حيَّةُ فأقطعُ قوائِمَك، فتمشين جرًّا على وجهك، وسيشدَخُ رأسَك مَن لَقِيَك بالحجر، ﴿اهبطُوا بعضُكم لبعضٍ عدوٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ١/٥٦٧.]]٢٤٧٠. (٦/٣٤١)
٢٧٢٢٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فوسوس لهما الشيطان﴾ يعني: إبليس وحده، ﴿ليبدي لهما ما ووري عنهما﴾ يعني: ما غُطِّي عنهما ﴿من سوآتهما﴾ يعني: لِيُظْهِر لهما عورتَهما، وقال إبليس لهما: إنِّي خُلِقْت قبلكما، وإنِّي أعلمُ منكما، فأطِيعاني تَرْشُدا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣١-٣٢.]]٢٤٧١. (ز)
٢٧٢٢٤- عن أبي غُنَيمٍ سعيد بن حُدَيرٍ الحضْرميِّ، قال: لَمّا أسْكَنَ اللهُ آدمَ وحواءَ الجنةَ خرَج آدمُ يطوفُ في الجنة، فاغْتنم إبليسُ غَيْبتَه، فأقبَل حتى بلغ المكان الذي فيه حوّاء، فصفَّر بقصبةٍ معه صفيرًا سَمِعَتْه حوّاء، وبينها وبينه سبعون قُبَّةً، بعضُها في جوفِ بعض، فأَشْرَفَتْ حوّاء عليه، فجعل يُصَفِّرُ صفيرًا لم يَسمع السّامعون بمثلِه من اللذَّةِ والشهوةِ والسَّماع، حتى ما بَقِي مِن حوّاء عُضْوٌ مع آخر إلا تَخَلَّج، فقالت: أنشُدُك بالله العظيم لَما أقْصَرْتَ عنِّي؛ فإنّك قد أهلكتني. فنَزع القَصَبة، ثم قلبها، فصفَّر صفيرًا آخرَ، فجاش البكاءُ والنَّوح والحزنُ بشيءٍ لم يَسْمعِ السامعون بمثلِه، حتى قطَّع فؤادَها بالحزن والبكاء، فقالت: أنشُدُك بالله العظيم لَما أقْصَرْتَ عنِّي. ففعل، فقالت له: ما هذا الذي جئتَ به، أخَذتني بأَمْرِ الفرح، وأخذتني بأَمْرِ الحزن. قال: ذَكرتُ منزلتكما من الجنة، وكرامةَ اللهِ إيّاكما، ففرحتُ لكما بمكانكما، وذكرتُ أنكما تخرجان منها، فبكيتُ لكما، وحزنتُ عليكما، ألم يقل لكما ربُّكما: متى تأكلان من هذه الشجرةِ تموتانِ وتخرجانِ منها. انظري إلَيَّ، يا حواءُ، فإذا أنا أكلْتُها؛ فإنْ أنا مُتُّ أو تغيَّر من خلقي شيءٌ فلا تأكُلا منها، أقسمُ لكما باللهِ إنِّي لكما لمن الناصحين. فانطلق إبليسُ حتى تناول من تلك الشجرة، فأكل منها، وجعل يقولُ: يا حواءُ، انظُري هل تغيَّر مِن خلْقي شيءٌ؟ هل متُّ؟ قد أخبرتُكِ ما أخبرتُكِ. ثم أدْبَر مُنطَلِقًا، وأقبل آدمُ من مكانه الذي كان يطُوفُ به مِن الجنة، فوجدها مُنكَبَّة على وجهها حزينةً، فقال لها آدمُ: ما شأنُكِ؟ قالت: أتاني الناصحُ المشفق. قال: ويْحك، لعله إبليسُ الذي حذَّرَناه اللهُ. قالت: يا آدمُ، واللهِ، لقد مضى إلى الشجرة فأكل منها وأنا أنظرُ، فما مات، ولا تغيَّر من جسده شيء. فلم تَزَلْ به تُدَلِّيه بالغُرور، حتى مضى آدمُ وحواءُ إلى الشجرة، فأهوى آدمُ بيده إلى الثمرة ليأخُذَها من الشجرة، فناداه جميعُ شجرِ الجنة: يا آدمُ، لا تأكُلْها؛ فإنّك إن أكلتها تخرج منها. فعَزَم آدمُ على المعصية، فأخذ ليتناول الشجرة، فجعلت الشجرةُ تَتَطاوَل، ثم جعل يمد يده ليأخُذها، فلما وضع يده على الثمرةِ اشْتَدَّت، فلما رأى اللهُ منه العزم على المعصية أخذها وأكل منها، وناول حواءَ فأكلت، فسقط منهما لباسُ الجمالِ الذي كان عليها في الجنة، ﴿وبدت لهما سوأتهما﴾، وابتدَرا يَسْتَكِنّان بورق الجنةِ؛ ﴿يخصفان عليهما من ورق الجنة﴾، ويعلمُ أن ّالله ينظرُ إليهما، فأقبل الربُّ في الجنة، فقال: يا آدمُ، أين أنت؟ اخْرُجْ. قال: يا ربِّ، أنا ذا أستحي أخرج إليك. قال: فلعلَّك أكَلتَ من الشجرةِ التي نَهيتُك عنها! قال: يا ربِّ، هذه التي جَعَلْتَها معي أغْوَتْني. قال: فمِنِّي تَخْتَبِئُ، يا آدم؟! أوَلَم تعلمْ أنّ كلَّ شيءٍ لي، يا آدمُ؟ وأنّه لا يخفْى عليَّ شيءٌ في ظلمةٍ ولا في نهار؟ قال: فبعث إليهما ملائكةً يدْفعان في رِقابِهما حتى أخرجوهما من الجنةِ، فأُوقِفا عُرْيانَيْن، وإبليسُ معهما بينَ يدي الله، فعند ذلك قضى عليهما وعلى إبليسَ ما قَضى، وعند ذلك أُهبِط إبليسُ معهما، وتلقّى آدمُ من ربِّه كلماتٍ فتاب عليه، وأُهبِطوا جميعًا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٣٤٢)
﴿وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ﴾ - قراءات
٢٧٢٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق السدي- أنّه كان يقرأُ: (إلَّآ أن تَكُونا مَلِكَيْنِ) بكسرِ اللامِ[[أخرجه ابن جرير ١٠/١٠٨. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن الحسن، والزهري، ويحيى بن كثير. انظر: مختصر ابن خالويه ص٤٨.]]. (٦/٣٤٥)
٢٧٢٢٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق حميد- أنّه كان يقرأ: ﴿إلَّآ أنْ تَكُونا مَلَكَيْنِ﴾ بنصب اللام، من الملائكة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠. وهي قراءة العشرة.]]. (٦/٣٤٥)
٢٧٢٢٧- عن طلحة بن مُصَرِّف= (ز)
٢٧٢٢٨- والأعرج= (ز)
٢٧٢٢٩- وقتادة بن دعامة= (ز)
٢٧٢٣٠- وسليمان الأعمش، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠.]]. (ز)
٢٧٢٣١- عن يحيى بن أبي كثير -من طريق يعلى بن حكيم- أنّه قرأها (مَلِكَيْنِ) بكسر اللام[[أخرجه ابن جرير ١٠/١٠٨.]]٢٤٧٢. (ز)
﴿وَقَالَ مَا نَهَىٰكُمَا رَبُّكُمَا عَنۡ هَـٰذِهِ ٱلشَّجَرَةِ إِلَّاۤ أَن تَكُونَا مَلَكَیۡنِ﴾ - تفسير الآية
٢٧٢٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّي، عمَّن حدَّثه- قال: أتاهما إبليسُ، قال: ﴿ما نهاكُما ربُّكما عنْ هذِهِ الشَّجَرَةِ إلآ أن تكُونا مَلَكَيْنِ﴾: تكونا مثلَه، يعني: مثلَ الله ﷿، فلَمْ يُصَدِّقاه حتى دخَل في جوف الحيَّةِ، فكلَّمهما[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٦/٣٤٥)
٢٧٢٣٣- عن عبد الله بن عباس، أنّه كان يقرأ هذه الآية: (ما نَهاكُما رَبُّكُما عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إلَّآ أن تَكُونا مَلِكَيْنِ)، فإن أخطأكما أن تكونا ملِكَيْن لم يُخطِئْكما أن تكونا خالدِيَن، فلا تموتانِ فيها أبدًا[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٣٤٦)
٢٧٢٣٤- عن الحسن البصري -من طريق أبي رجاء- في قوله: ﴿إلا أن تكُونا ملكين﴾، قال: ذكر تفْضيل الملائكة؛ فُضِّلوا بالصُّوَر، وفُضِّلوا بالأجنحة، وفُضِّلوا بالكرامة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٣٤٥)
٢٧٢٣٥- عن وهب بن مُنبِّه -من طريق خُصَيْف- قال: إنّ في الجنة شجرةً لها غُصنانِ؛ أحدُهما تطوفُ به الملائكةُ، والآخرُ قوله: ﴿ما نهاكُما ربُكما عن هذِهِ الشجرةِ إلَّآ أن تكُونا ملكين﴾، يعني: من الملائكة الذين يَطُوفون بذلك الغُصْنِ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٣٤٥)
٢٧٢٣٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين﴾يقول: أي لكيلا تكونا ملَكَيْن[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢٨٤.]]. (ز)
﴿أَوۡ تَكُونَا مِنَ ٱلۡخَـٰلِدِینَ ٢٠﴾ - تفسير
٢٧٢٣٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿أو تكونا من الخالدين﴾، يقول: لا تموتون أبدًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥١.]]. (٦/٣٤٦)
٢٧٢٣٨- عن وهب بن مُنَبِّه= (ز)
٢٧٢٣٩- ومحمد بن كعب القرظي، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٥/١٤٥١.]]. (ز)
٢٧٢٤٠- قال مقاتل بن سليمان: قال لهما: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين﴾. يقول: إن لم تكونا مَلَكَيْن كنتما من الخالدين لا تموتان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٢/٣٢.]]. (ز)
٢٧٢٤١- قال يحيى بن سلّام: ﴿ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين﴾يقول: أي لكيلا تكونا ملَكَيْن[[تفسير يحيى بن سلام ١/٢٨٤.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.