الباحث القرآني
﴿یَوۡمَ یُكۡشَفُ عَن سَاقࣲ وَیُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ ٤٢﴾ - قراءات
٧٨٢٧٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي صادق- في قوله: (يَوْمَ يَكْشِفُ عَن ساقٍ) قال: عن ساقيه -تبارك وتعالى-. قال ابن مَندَه: هكذا في قراءة ابن مسعود: (يَكْشِفُ) بفتح الياء وكسر الشين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١٠، وابن منده في الرد على الجهمية (٣). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن عباس. انظر: البحر المحيط ٨/٣٠٩.]]٦٧٤٧. (١٤/٦٤٢)
٧٨٢٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- أنه كان يقرأ: (يَوْمَ تَكْشِفُ عَن ساقٍ) بالتاء مفتوحة. قال أبو حاتم السِّجستانيّ: أي: تَكشف الآخرة عن ساق؛ يَستبين منها ما هو غائب[[أخرجه ابن منده (٣٩). وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد. وهي قراءة شاذة. انظر: المحتسب ٢/٣٢٦.]]٦٧٤٨. (١٤/٦٤٥)
٧٨٢٨١- عن عاصم أنه قرأ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَن ساقٍ﴾ بالياء ورفع الياء[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة العشرة.]]. (١٤/٦٤٦)
﴿یَوۡمَ یُكۡشَفُ عَن سَاقࣲ وَیُدۡعَوۡنَ إِلَى ٱلسُّجُودِ فَلَا یَسۡتَطِیعُونَ ٤٢﴾ - تفسير الآية
٧٨٢٨٢- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «يَجمع الله الناس يوم القيامة، ويَنزل الله في ظُلل من الغمام، فيُنادي منادٍ: يا أيها الناس، ألم تَرضَوا من ربكم الذي خَلَقكم وصوَّركم ورزقكم أن يُولِيّ كلّ إنسان منكم ما كان يعبد في الدنيا ويَتولّى، أليس ذلك مِن ربكم عَدلًا؟ قالوا: بلى. قال: فليَنطلِق كلُّ إنسان منكم إلى ما كان يَتولّى في الدنيا. ويَتمثّل لهم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويُمثَّل لِمَن كان يعبد عيسى شيطان عيسى، ويُمثَّل لِمَن كان يعبد عُزَيرًا شيطان عُزَير، حتى يُمثَّل لهم الشجرة والعُود والحَجر، ويَبقى أهل الإسلام جُثومًا[[جثومًا: يلزمون مكانهم لا يبرحونه. اللسان (جثم).]]، فيَتمثَّل لهم الرّبّ ﷿، فيقول لهم: ما لكم لم تَنطلِقوا كما انطَلق الناس؟ فيقولون: إنّ لنا ربًّا ما رأيناه بعد. فيقول: فبِم تَعرفون ربَّكم إن رأيتموه؟ قالوا: بيننا وبينه علامة؛ إن رأيناه عَرفناه. قال: وما هي؟ قالوا: يَكشف عن ساق. فيَكشف عند ذلك عن ساقٍ، فيَخرّ كلُّ مَن كان يَسجد طائعًا ساجدًا، ويَبقى قومٌ ظهورُهم كصَياصِيّ[[الصياصي: القرون. النهاية (صيص).]] البقر، يريدون السجود فلا يستطيعون، ثم يؤمرون، فيَرفعون رؤوسهم، فيُعطَون نورهم على قدْر أعمالهم، فمنهم مَن يُعطى نوره مثل الجبل بين يديه، ومنهم مَن يُعطى نوره فوق ذلك، ومنهم مَن يُعطى نوره مثل النّخلة بيمينه، ومنهم مَن يُعطى نوره دون ذلك بيمينه، حتى يكون آخر ذلك مَن يُعطى نوره على إبهام قَدميه، يضيء مرة ويُطفِئ مرة، فإذا أضاء قَدّم قدمه، وإذا طُفئ قام فيَمُرّ، ويَمُرُّون على الصراط، والصراط كحدّ السيف دَحْض مَزَلَّة[[دحض مَزَلَّة: صفة للصراط؛ والمراد: أنه تزلق عليه الأقدام ولا تثبت. النهاية (زلل).]]، فيقال لهم: انجُوا على قدْر نوركم. فمنهم مَن يَمُرّ كانقضاض الكوكب، ومنهم مَن يَمُرّ كالطّرف، ومنهم مَن يَمُرّ كالريح، ومنهم مَن يَمُرّ كشدّ الرَّحل ويَرمُل رَمَلًا[[أي: إذا أسرع في المشْي وهَزَّ منكبَيه. النهاية (رمل).]]، يَمُرّون على قدْر أعمالهم، حتى يَمُرّ الذي نوره على إبهام قدمه؛ يَجُرّ يدًا ويُعلّق يدًا، ويَجُرّ رِجلًا ويُعلّق رِجلًا، وتُصيب جوانبه النار، فيَخلُصُون، فإذا خَلَصُوا قالوا: الحمد لله الذي نجّانا منك بعد الذي أراناك، لقد أعطانا الله ما لم يُعط أحدًا. فيَنطلِقون إلى ضَحْضاح[[الضَّحْضاح في الأصل: ما رَقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلُغ الكَعْبين. النهاية (ضحضح).]] عند باب الجنة، فيَغتسِلون، فيعود إليهم ريحُ أهل الجنة وألوانهم، ويَرون من خَلَلِ[[الخلل: الفُرْجة والثُّلْمَة. النهاية (خلل).]] باب الجنة وهو مُصْفَقٌ[[صَفَقْت الباب أصْفِقُه صَفْقًا: إذا فتحته. لسان العرب (صفق).]] منزلًا في أدنى الجنة، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول لهم: أتسألون الجنة وقد نَجّيتكم من النار؟! فيقولون: ربّنا، أعطِنا، اجعل بيننا وبين النار هذا الباب، لا نَسمع حَسيسها. فيقول لهم: لعلّكم إنْ أُعطيتموه أن تسألوا غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسألك غيره، وأي منزل يكون أحسن منه؟! قال: فيَدخلون الجنة، ويُرفع لهم منزلٌ أمام ذلك كأن الذي رَأوا قبل ذلك حُلْمٌ عنده، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول: لعلّكم إنْ أعطيتكموه أن تسألوني غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسأل غيره، وأي منزل أحسن منه؟! فيُعطَونه، ثم يُرفع لهم أمام ذلك منزل آخر كأن الذي أُعطوه قبل ذلك حُلْمٌ عند الذي رَأوا، فيقولون: ربّنا، أعطِنا ذلك المنزل. فيقول: لعلّكم إنْ أُعطيتموه أن تسألوني غيره؟ فيقولون: لا، وعزّتك، لا نسألك غيره، وأي منزل أحسن منه؟! ثم يَسكتون، فيقال لهم: ما لكم لا تَسألون؟ فيقولون: ربّنا، قد سألناك حتى استحيينا. فيقال لهم: ألم تَرضَوا أنْ أُعطيكم مثل الدنيا منذ يوم خَلَقتُها إلى يوم أفنيتُها وعشرة أضعافها؟ فيقولون: أتستهزئ بنا وأنت ربّ العالمين؟!». قال مسروق: فلمّا بلغ عبد الله هذا المكان من الحديث ضحك، وقال: سمعتُ رسول الله ﷺ يُحدّثه مرارًا، فما بلغ هذا المكان من الحديث إلا ضحك حتى تَبدوَ لهَواتُه، ويَبدوَ آخر ضِرس مِن أضراسه لقول الإنسان، قال: «فيقول: لا، ولكني على ذلك قادر فسلوني. قالوا: ربّنا، ألحِقنا بالناس. فيقال لهم: الحقُوا الناس. فينطَلِقون يَرْمُلون في الجنة، حتى يَبدوُ للرجل منهم في الجنة قصر؛ دُرّة مُجَوّفة، فيَخِرّ ساجدًا، فيقال له: ارفع رأسك. فيَرفع رأسه، فيقول: رأيتُ ربي! فيقال له: إنما ذلك منزل من منازلك. فيَنطلِق، فيستقبله رجل، فيَتهيّأ للسجود، فيُقال له: ما لك؟ فيقول: رأيتُ مَلكًا! فيقال له: إنما ذلك قَهْرمان[[القهرمان: هو كالخازن والوكيل والحافظ لما تحت يديه، والقائم بأمور الرجل، بلغة الفُرس. لسان العرب (قهرم).]] من قهارمتكَ، عبد من عبيدك. فيأتيه، فيقول: إنما أنا قَهْرمان من قهارمتكَ على هذا القصر، تحت يدي ألف قَهْرمان، كلّهم على ما أنا عليه. فيَنطلِق به عند ذلك حتى يفتح له القصر، وهي درة مجوفة، سقائفها وأغلاقها وأبوابها ومفاتيحها منها. قال: فيفتح له القصر، فتستقبله جوهرة خضراء مُبطّنة بحمراء سبعون ذراعًا فيها ستون بابًا، كلّ باب يُفضي إلى جوهرة على غير لون صاحبتها، في كلّ جوهرة سُررٌ وأزواج ونصائف، أو قال: ووصائف. فيَدخل فيه، فإذا هو بحَوْراء عَيناء عليها سبعون حُلّة، يُرى مخ ساقها من وراء حُلَلها، كبدها مرآته، وكبده مرآتها، إذا أعرض عنها إعراضة ازدادت في عينه سبعين ضعفًا عما كانت قبل ذلك، وإذا أعرضتْ عنه إعراضة ازداد في عينها سبعين ضعفًا عما كان قبل ذلك، فتقول: لقد ازددتَ في عيني سبعين ضعفًا. ويقول لها مثل ذلك. قال: فيُشرف على مُلكه مَدّ بصره، مسيرة مائة عام». قال: فقال عمر بن الخطاب عند ذلك: ألا تسمع -يا كعب- ما يُحدّثنا به ابن أُمّ عبد عن أدنى أهل الجنة ماله، فكيف بأعلاهم؟! فقال: يا أمير المؤمنين، ما لا عينٌ رأتْ ولا أذنٌ سمعتْ، إنّ الله كان فوق العرش والماء، فخَلَق لنفسه دارًا بيده، فزيَّنها بما شاء، وجَعل فيها ما شاء من الثمرات والشراب، ثم أطبقَها، فلم يَرها أحد من خَلْقه منذ خَلَقها، لا جبريل ولا غيره من الملائكة. ثم قرأ كعب: ﴿فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِن قُرَّةِ أعْيُنٍ﴾ الآية [السجدة:١٧]. وخَلَق دون ذلك جَنّتين، فزيّنهما بما شاء، وجعل فيهما ما ذَكر من الحرير والسُّندس والإسْتَبرق، وأراهما مَن شاء من خَلْقه من الملائكة، فمَن كان كتابه في عِلّيّين نَزل تلك الدار، فإذا ركب الرجل من أهل عِلّيّين في مُلكه لم يَبق خَيمة من خِيام الجنة إلا دخلها من ضوء وجهه، حتى إنهم ليَستنشِقون ريحه، ويقولون: واهًا لهذه الريح الطّيّبة. ويقولون: لقد أشرف علينا اليوم رجل من أهل عِلّيّين. فقال عمر: ويحك -يا كعب- إنّ هذه القلوب قد استَرسلتْ، فاقْبضها. فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إنّ لِجهنم زَفرةً ما من مَلك ولا نبي إلا يَخرّ لرُكْبته، حتى يقول إبراهيم خليل الله: ربّ، نفسي نفسي. وحتى لو كان لك عمل سبعين نبيًّا إلى عملك لَظننتَ أن لن تَنجو منها[[أخرجه الحاكم ٢/٤٠٨ (٣٤٢٤)، ٤/٦٣٢ (٨٧٥١). قال الحاكم في الموضع الأول: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه بهذا اللفظ». ووافقه الذهبي في التلخيص. وقال في الموضع الثاني: «الحديث صحيح، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «ما أنكره حديثًا على جودة إسناده». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/٢١١-٢١٣ (٥٤٤٢): «رواه ابن أبي الدنيا، والطبراني، من طرق أحدها صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٠-٣٤٣ (١٨٣٥٢، ١٨٣٥٣): «رواه كله الطبراني من طرق، ورجال أحدها رجال الصحيح، غير أبي خالد الدالاني، وهو ثقة».]]. (١٤/٦٤٩)
٧٨٢٨٣- عن أبي موسى، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: «عن نور عظيم، فيَخِرُّون له سُجَّدًا»[[أخرجه أبو يعلى في مسنده ١٣/٢٦٩ (٧٢٨٣)، والبيهقي في الأسماء والصفات ٢/١٨٧-١٨٨ (٧٥٢)، وابن جرير ٢٣/١٩٥، من طريق روح بن جناح، عن مولى عمر بن عبد العزيز، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه به. قال البيهقي: «تفرد به روح بن جناح، وهو شامي يأتي بأحاديث مُنكرة لا يُتابع عليها». وقال ابن كثير في تفسيره ٨/١٩٩: «رواه أبو يعلى، عن القاسم بن يحيى، عن الوليد بن مسلم به، وفيه رجل مبهم». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢٨ (١١٤٣٦): «فيه روح بن جناح، وثّقه دحيم، وقال فيه: ليس بالقوي. وبقية رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ٨/٦٦٤: «سند فيه ضعف». وقال السيوطي في الإتقان ٤/٢٩٠: «سند فيه مُبهم». وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٨/٣٥١٩: «سند فيه ضعف».]]. (١٤/٦٤٣)
٧٨٢٨٤- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «يأخذ الله تعالى للمظلوم من الظالم، حتى لا يَبقى مَظلمة عند أحدٍ، حتى إنه يُكلّف شائب اللبن بالماء ثمّ يَبيعه أن يُخَلِّصَ اللبن من الماء، فإذا فَرغ من ذلك نادى منادٍ يُسمِع الخلائق كلّهم: ألا لِيَلحق كلُّ قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله. فلا يَبقى أحد عَبَدَ شيئًا من دون الله إلّا مُثِّلتْ له آلهتُه بين يديه، ويجعل الله مَلكًا مِن الملائكة على صورة عُزَيْر، ويجعل الله مَلكًا من الملائكة على صورة عيسى ابن مريم، فيَتبع هذا اليهود، ويَتبع هذا النصارى، ثمّ يَلُونهم، وقيل: تَلُونهم آلهتهم إلى النار، وهم الذين يقول الله تعالى: ﴿لَوْ كانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً ما ورَدُوها وكُلٌّ فِيها خالِدُونَ﴾ [الأنبياء:٩٩]، فإذا لم يَبق إلا المؤمنون، وفيهم المنافقون؛ قال الله لهم: ذَهب الناس، فالحَقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون. فيقولون: ما لنا إله إلا الله، وما كنا نعبد غيره. فيَنصرف الله تعالى، فيَمكث ما شاء أن يمكث، ثم يأتيهم فيقول: أيّها الناس، ذَهب الناس، فالحَقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون. فيقولون: واللهِ، ما لنا إله إلّا الله، وما كنا نعبد غيره. فيَكشف لهم عن ساق، ويَتجلّى لهم من عظمته ما يعرفون أنه ربهم، فيَخِرّون سُجّدًا على وجوههم، ويَخِرّ كلّ منافق على قفاه؛ يجعل الله أصلابَهم كصَياصيّ البقر»[[أخرجه الطبراني في الأحاديث الطوال ص٢٦٦-٢٦٨ (٣٦) مطولًا، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن أبي هريرة به. وأخرجه البيهقي في البعث والنشور ص٣٣٦-٣٤٤ (٦٠٩) مطولًا، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن أبي هريرة به. وأخرجه ابن جرير ٢٣/١٩٤-١٩٥، من طريق إسماعيل بن رافع المدني، عن يزيد بن أبي زياد، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به. وأخرجه الثعلبي ١٠/٢٠-٢١، من طريق إسماعيل بن رافع، عن محمد بن زياد، عن محمد بن كعب القُرَظيّ، عن رجل من الأنصار، عن أبي هريرة به. وهذه الأسانيد مدارها على إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني، قال عنه ابن حجر في التقريب (٤٤٢): «ضعيف الحفظ». وقد اضطرب في إسناده.]]. (ز)
٧٨٢٨٥- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ: «حتى إنّ أحدهم ليَلتفّ، فيَكشف عن ساق، فيَقعون سجودًا، قال: وتُدمج أصلاب المنافقين حتى تكون عظمًا واحدًا، كأنها صَياصيّ البقر. قال: فيقال لهم: ارفعوا رؤوسكم إلى نوركم بقدْر أعمالكم. قال: فتَرفع طائفة منهم رؤوسَهم إلى مثل الجبال من النور، فيَمُرُّون على الصراط كطرف العين، ثم تَرفع أخرى رؤوسهم إلى أمثال القصور، فيَمُرُّون على الصراط كمَرّ الريح، ثم يرفع آخرون بين أيديهم أمثال البيوت، فيَمُرُّون كَمَرِّ الخيل، ثم يرفع آخرون إلى نور دون ذلك، فيشدّون شدًّا؛ وآخرون دون ذلك يَمشون مشيًا، حتى يَبقى آخر الناس رجل على أُنمُلَةِ رجله مثل السّراج، فيَخِرّ مرة، ويستقيم أخرى، وتُصيبه النار، فتشعث منه حتى يَخرج، فيقول: ما أُعطي أحد ما أُعطيتُ -ولا يدري مما نجا- غير أني وجدتُ مسّها، وإني وجدتُ حَرّها»[[أخرجه البزار ١٦/١٥٤ (٩٢٥٦) مختصرًا، وابن جرير ٢٣/١٩٢، من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. وسنده صحيح. وقال ابن جرير عقبه: «وذكر حديثًا فيه طول اختصرت هذا منه».]]. (ز)
٧٨٢٨٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: «يَكشف الله ﷿ عن ساقه»[[أخرجه ابن منده في الرد على الجهمية ص١٧-١٨ (٨)، من طريق أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة به. وسنده صحيح.]]. (١٤/٦٤٢)
٧٨٢٨٧- عن أبي سعيد، سمعتُ النبي ﷺ يقول: «يَكشف ربنا عن ساقه، فيَسجد له كلّ مؤمن ومؤمنة، ويبقى مَن كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، فيَذهب ليَسجد، فيعود ظهره طبقًا واحدًا»[[عزاه السيوطي إلى البخاري، وابن المنذر، وابن مردويه. وأخرجه البخاري ٦/١٥٩ (٤٩١٩) دون ذكر الآية.]]. (١٤/٦٤٢)
٧٨٢٨٨- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «إذا كان يومُ القيامة نادى منادٍ: ألا لتَلحقَ كلّ أُمّة بما كانت تعبد. فلا يَبقى أحد كان يعبد صنمًا ولا وثنًا ولا صورة إلا ذَهبوا، حتى يتساقطوا في النار، ويَبقى مَن كان يعبد الله وحده مِن بَرٍّ وفاجر، وغُبَّراتُ أهل الكتاب، ثم تُعرض جهنم كأنها سَرابٌ يَحطم بعضها بعضًا، ثم يُدعى اليهود، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: عُزَيْر ابن الله. فيقول: كَذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أي ربّنا، ظَمِئنا. فيقول: أفلا تَرِدُون! فيَذهبون حتى يَتساقطوا في النار، ثم تُدعى النصارى، فيقال: ماذا كنتم تعبدون؟ فيقولون: المسيح ابن الله. فيقول: كَذبتم، ما اتخذ الله من صاحبة ولا ولد، فماذا تريدون؟ فيقولون: أي ربّنا، ظَمِئنا، اسقِنا. فيقول: أفلا تَرِدُون! فيَذهبون فيَتساقطون في النار، فيبقى مَن كان يعبد الله من بَرٍّ وفاجر. قال: ثم يَتبدّى الله لنا في صورة غير صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أيها الناس، لَحِقتْ كلُّ أُمّة بما كانت تعبد، وبَقيتم أنتم. فلا يُكلّمه يومئذ إلا الأنبياء، فيقولون: فارقْنا الناس في الدنيا، ونحن كُنّا إلى صحبتهم فيها أحوج، لَحِقتْ كلّ أُمّة بما كانت تعبد، ونحن ننتظر ربّنا الذي كنا نعبد. فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نعوذ بالله منك. فيقول: هل بينكم وبين الله آية تعرفونها؟ فيقولون: نعم. فيَكشف عن ساق، فيَخِرّون سُجّدًا أجمعون، ولا يَبقى أحد كان سجد في الدنيا سُمعة ولا رياء ولا نفاقًا إلا صار ظهره طبقًا واحدًا، كلّما أراد أن يَسجد خَرّ على قفاه. قال: ثم يرجع، يرفع بَرُّنا ومُسيئنا، وقد عاد لنا في صورته التي رأيناه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: نَعم، أنت ربّنا. ثلاث مرار»[[أخرجه البخاري ٦/٤٤-٤٥ (٤٥٨١)، ٩/١٢٩-١٣١ (٧٤٣٩)، ومسلم ١/١٦٧-١٧١ (١٨٣) كلاهما بنحوه مطولًا، وابن جرير ٢٣/١٩٣-١٩٤، والثعلبي ١٠/٢١.]]. (ز)
٧٨٢٨٩- عن الحسن البصري، قال: قال رسول الله ﷺ: «يَجمع الله الخلق يوم القيامة، ثم ينادي منادٍ: مَن كان يعبد شيئًا فلْيَتْبعه. فيَتْبع كلُّ قوم ما كانوا يعبدون، فيَبقى المسلمون، وأهل الكتاب، فيقال لليهود: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله وموسى. فيقال لهم: لستم مِن موسى، وليس موسى منكم. فيُصرف بهم ذات الشمال، ثم يقال للنصارى: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله وعيسى. فيقال لهم: لستم مِن عيسى، وليس عيسى منكم. ثم يُصرف بهم ذات الشمال، ويَبقى المسلمون، فيقال لهم: ما كنتم تعبدون؟ فيقولون: الله. فيقال لهم: هل تعرفونه؟ فيقولون: إنْ عرفنا نفسه عرّفناه. فعند ذلك يُؤذن لهم في السجود بين كلّ مُؤْمِنَيْن منافق، فتقسو ظهورهم عن السجود». ثم قرأ هذه الآية: ﴿ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مرسلًا.]]. (١٤/٦٤٩)
٧٨٢٩٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي الزّعراء- أنه ذُكر عنده الدَّجّال، فقال: يفترق الناس ثلاث فِرق؛ فرقة تَتْبعه، وفرقة تَلحق بأرض آبائها؛ مَنابتَ الشّيح، وفرقة تأخذ شَطّ الفُرات، فيُقاتلهم ويقاتلونه، حتى يجتمع المؤمنون بقُرى الشام، فيَبعثون إليه طليعة فيهم فارس على فَرسٍ أشقر أو أبْلق، فيُقتلون لا يرجع إليهم شيء، ثم إنّ المسيح ينزل فيَقتله، ثم يَخرج يأجوج ومأجوج، فيمُوجون في الأرض، فيُفسدون فيها. ثم قرأ عبد الله: ﴿وهُمْ مِن كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ﴾ [الأنبياء:٩٦]. ثم يَبعث الله عليهم دابة مثل هذه النَّغَفَة[[النغفة: واحد النغف، وهو دود يكون في أنوف الإبل والغنم. النهاية (نغف).]]، فتَدخل في أسماعهم ومناخرهم، فيَموتون منها، فتُنتِن الأرض منهم، فيَجْأر أهلُ الأرض إلى الله، فيُرسل الله ماءً، فيُطهّر الأرض منهم، ثم يَبعث ريحًا فيها زمهرير باردة، فلا تَدعُ على وجه الأرض مؤمنًا إلا كُفِئتْ بتلك الريح، ثم تقوم الساعة على شرار الناس، ثم يقوم مَلك الصور بين السماء والأرض فيَنفخ فيه، فلا يَبقى خَلْقٌ لله في السماوات والأرض إلا مات إلا مَن شاء ربّك، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله أن يكون، فليس من ابن آدم خَلْقٌ إلا وفي الأرض منه شيء، ثم يُرسل الله ماءً مِن تحت العرش، مَنيًّا كمنيّ الرجال، فتَنبُتُ جسمانهم ولحمانهم مِن ذلك الماء كما تَنبُتُ الأرض من الثَّرى. ثم قرأ عبد الله: ﴿واللَّهُ الَّذِي أرْسَلَ الرِّياحَ فَتُثِيرُ سَحابًا فَسُقْناهُ إلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها كَذَلِكَ النُّشُورُ﴾ [فاطر:٩]. ثم يقوم مَلَك بالصور بين السماء والأرض، فيَنفخ فيه، فتَنطلِق كلُّ نفسٍ إلى جسدها حتى تَدخل فيه، فيَقومون، فيَجيئون مجيئة رجل واحد قيامًا لربّ العالمين، ثم يَتمَثَّل اللهُ للخَلْق، فيَلقاهم، فليس أحدٌ مِن الخَلْق يعبد من دون الله شيئًا إلا هو مُرتفع له يَتَّبعه، فيَلقى اليهود، فيقول: ما تعبدون؟ فيقولون: نعبد عُزَيْرًا. فيقول: هل يَسُرّكم الماء؟ قالوا: نعم، فيُريهم جهنم كهيئة السّراب. ثم قرأ عبد الله: ﴿وعَرَضْنا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكافِرِينَ عَرْضًا﴾ [الكهف:١٠٠]. ثم يَلقى النصارى، فيقول: ما كنتم تعبدون؟ قالوا: المسيح. فيقول: هل يَسُرُّكم الماء؟ قالوا: نعم. فيُريهم جهنم كهيئة السّراب، وكذلك لِمَن كان يعبد من دون الله شيئًا. ثم قرأ عبد الله: ﴿وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ [الصافات:٢٤]. حتى يَمُرّ المسلمون، فيَلقاهم، فيقول: مَن تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله ولا نُشرك به شيئًا. فيَنتهِرهم مرة أو مرتين: مَن تعبدون؟ فيقولون: نعبد الله ولا نُشرك به شيئًا. فيقول: هل تَعرفون ربكم؟ فيقولون: سبحان الله، إذا اعترف لنا عَرفناه. فعند ذلك ﴿يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، فلا يَبقى مؤمن إلا خَرّ لله ساجدًا، ويَبقى المنافقون ظهورهم طَبقٌ واحد كأنما فيها السَّفافِيدُ[[جمع سَفُّودُ -بالتشديد-: وهو حديدة ذات شُعَب مُعَقَّفَة معروف يُشْوى به اللحم. لسان العرب (سفد).]]، فيقولون: ربّنا. فيقول: قد كنتم تُدعَون إلى السجود وأنتم سالمون. ثم يُؤمر بالصراط، فيُضرب على جهنم، فتَمُرّ الناس بأعمالهم زُمَرًا؛ أوائلهم كلمْح البصر، أو كلمْح البَرْق، ثم كمَرّ الريح، ثم كمَرّ الطير، ثم كأسرع البهائم، ثم كذلك، حتى يجيء الرجل سَعيًا، حتى يجيء الرجل مشيًا، حتى يجيء آخرهم رجل يَتكفّأ على بطنه، فيقول: يا ربّ، أبطأتَ بي. فيقول: إنما أبطأ بك عملُك. ثم يأذن الله في الشفاعة، فيكون أول شافع جبريل، ثم إبراهيم خليل الله، ثم موسى -أو قال: عيسى- ثم يقوم نبيّكم ﷺ رابعًا لا يَشفع أحد بعده فيما يَشفع فيه، وهو المقام المحمود الذي وعده الله: ﴿عَسى أنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقامًا مَحْمُودًا﴾ [الإسراء:٧٩]. فليس من نفسٍ إلا تَنظر إلى بيت في الجنة، وبيت في النار، وهو يوم الحسْرة، فيَرى أهلُ النار البيت الذي في الجنة، فيقال: لو عَمِلتم. ويَرى أهل الجنة البيت الذي في النار، فيقال: لولا أن منّ الله عليكم. ثم يَشفع الملائكة والنّبيّون والشهداء والصالحون والمؤمنون، فيُشَفّعهم الله، ثم يقول: أنا أرحم الراحمين. فيُخرج من النار أكثر مما أخرَج من جميع الخَلْق برحمته، حتى ما يَترك فيها أحدًا فيه خير. ثم قرأ عبد الله: قل يا أيها الكفار: ﴿ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ المُصَلِّينَ﴾ إلى قوله: ﴿وكُنّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ﴾ [المدثر:٤٢-٤٦]. قال: تَرون في هؤلاء أحدًا فيه خير؟ لا، وما يَترك فيها أحدًا فيه خير، فإذا أراد الله أن لا يُخرج منها أحدًا غَيّر وجوههم وألوانهم، فيجيء الرجل مِن المؤمنين، فيَشفع، فيقال له: مَن عرف أحدًا فليُخرجه. فيجيء الرجل، فينظر، فلا يَعرف أحدًا، فيقول الرجل للرجل: يا فلان، أنا فلان. فيقول: ما أعرفك. فيقولون: ﴿رَبَّنا أخْرِجْنا مِنها فَإنْ عُدْنا فَإنّا ظالِمُونَ﴾. فيقول: ﴿اخْسَئُوا فِيها ولا تُكَلِّمُونِ﴾ [المؤمنون:١٠٧، ١٠٨]. فإذا قال ذلك أُطبقتْ عليهم، فلم يَخرج منهم بشر[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٩١-١٩٥، والطبراني (٩٧٦١)، والحاكم ٤/٥٩٨-٦٠٠، وابن جرير ٢٣/١٨٩ بنحوه مختصرًا، كذلك من طريق المنهال ٢٣/١٩٠ بنحوه مختصرًا، ٢٣/١٩١ من طريق قيس وأبي عبيدة، والبيهقي في البعث والنشور (٦٥٧). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم. قال الهيثمي في مجمع الزوائد ١٠/٣٣٠: «هو موقوف، مخالف للحديث الصحيح، وقولِ النبي ﷺ: «أنا أول شافع»».]]. (١٤/٦٥٤)
٧٨٢٩١- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي صادق- في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن ساقه، يعني: ساقه -تبارك وتعالى-[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٤٢)
٧٨٢٩٢- عن مقاتل بن سليمان: قال ابن مسعود في قوله ﷿: ﴿يوم يكشف عن ساق﴾ يعني: فيضيء نور ساقه الأرض، فذلك قوله: ﴿وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها﴾ [الزمر:٦٩] يعني: نور ساقه اليمين. هذا قول عبد الله بن مسعود[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٠٩. وأخرجه أبو يعلى الفراء في إبطال التأويلات ص١٦١.]]. (ز)
٧٨٢٩٣- عن إبراهيم النَّخْعي، عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، أنه قال: يُكشَف عن أمْرٍ عظيم. ثم قال: قد قامت الحرب على ساق.= (ز)
٧٨٢٩٤- قال: وقال ابن مسعود: يَكشف عن ساقه فيَسجد كلّ مؤمن، ويَقْسُو[[القَسْوَةُ: الصلابة في كل شيء. لسان العرب (قسا).]] ظهر الكافر، فيَصير عظمًا واحدًا[[أخرجه ابن منده (٤)، والبيهقي (٧٥٠). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وسعيد بن منصور.]]. (١٤/٦٤٣)
٧٨٢٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه سُئل عن قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: إذا خَفي عليكم شيءٌ من القرآن فابتَغوه في الشعر؛ فإنه ديوان العرب، أما سمِعتم قول الشاعر: اصْبر عَناقِ إنه شِبراقْ[[الشبراق: شدة تباعد ما بين القوائم، وشبرقت الدابة: إذا باعدت خطوها. اللسان (شبرق).]] قد سنَّ لي قومك ضرْبَ الأعناقْ وقامت الحربُ بنا على ساقْ قال ابن عباس: هذا يوم كَرْبٍ وشدّة[[أخرجه الحاكم ٢/٤٩٩-٥٠٠، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧٤٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/٦٤٣)
٧٨٢٩٦- عن عبد الله بن عباس، أنّ نافع بن الأزرق سأله عن قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن شِدّة الآخرة. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعتَ قول الشاعر: قد قامت الحرب بنا على ساق؟[[أخرجه الطستي -كما في الإتقان ٢/٩٠-.]]. (١٤/٦٤٤)
٧٨٢٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: هو الأمر الشديد المُفظع من الهول يوم القيامة[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٤٩-، وابن جرير ٢٣/١٨٨، والبيهقي في الأسماء والصفات (٧٤٧).]]. (١٤/٦٤٤)
٧٨٢٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مقاتل، عن الضَّحّاك، وابن جُرَيْج، عن عطاء- في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن شِدّة الآخرة[[أخرجه ابن منده (٥). وذكره مقاتل بن سليمان في تفسيره ٤/٤٠٩.]]. (١٤/٦٤٥)
٧٨٢٩٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عمرو بن دينار- أنه قرأ: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: يريد القيامة والساعة لشِدّتها[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٧٤٨).]]. (١٤/٦٤٥)
٧٨٣٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: حين يُكشف الأمْر، وتبدو الأعمال، وكَشْفه دخول الآخرة، وكَشْف الأمْر عنه[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٨٨، والبيهقي (٧٤٩).]]. (١٤/٦٤٥)
٧٨٣٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عبيد، عن الضَّحّاك- في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾ أنه كان يقول: كان أهل الجاهلية يقولون: شَمّرت الحربُ عن ساقٍ. يعني الله تعالى: إقبال الآخرة، وذهاب الدنيا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٨٩.]]. (ز)
٧٨٣٠٢- عن سعيد بن جُبَير -من طريق عاصم- أنه سُئِل عن قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾. فغَضب غضبًا شديدًا، وقال: إنّ أقوامًا يزعمون أنّ الله يَكشف عن ساقه، وإنما يَكشِف عن الأمْر الشديد[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٨٨ بنحوه مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٤٧)
٧٨٣٠٣- عن إبراهيم النَّخْعي -من طريق مُغيرة- ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن أمْرٍ عظيم؛ عن شِدّة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١١ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٦٤٧)
٧٨٣٠٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن شِدّة الأمْر وجِدّه. قال: وكان ابن عباس يقول: هي أشدُّ ساعة تكون يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٨٨، وابن منده (٦). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر. وذكر ابن جرير أنه جاء في رواية بلفظ: «هي أول ساعة تكون في يوم القيامة».]]. (١٤/٦٤٥)
٧٨٣٠٥- قال مجاهد بن جبر: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾ كلّ كَرْبٍ أو شِدّة فهو ساق، ومنه قوله: ﴿والتَفَّتِ السّاقُ بِالسّاقِ﴾ [القيامة:٢٩] أي: كَرْب الدنيا بكَرْب الآخرة[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/٢٢-٢٣-.]]. (ز)
٧٨٣٠٦- عن مجاهد بن جبر، في الآية: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: أُخبِرنا: أنّ بين كل مؤمِنَيْن يومئذ منافقًا، فيَسجد المؤمنان، ويقسو ظهر المنافق، فلا يَستطيعون السجود، ويَزدادون بسجود المؤمنين توبيخًا وحسرة وندامة[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٦٤٧)
٧٨٣٠٧- عن مجاهد بن جبر، ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن بلاء عظيم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٦٤٧)
٧٨٣٠٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق عمر- أنه سُئل عن قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾. قال: إنّ العرب كانوا إذا اشتد القتال فيهم والحرب وعَظُم الأمر فيهم قالوا لشِدّة ذلك: قد كَشَفت الحرب عن ساق. فذكر الله تعالى شِدّة ذلك اليوم بما يعرفون[[أخرجه البيهقي في الأسماء والصفات (٧٥١). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٤٦)
٧٨٣٠٩- عن عكرمة مولى ابن عباس، في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: هي سُتور ربّ العزّة إذا كُشفتْ للمؤمنين يوم القيامة[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٤٦)
٧٨٣١٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أسامة- ﴿يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: هو يوم كَرْبٍ وشِدّة[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٩٥، وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال -موسوعة الإمام ابن أبي الدنيا ٦/٢٠٠ (١٥٨)- من طريق سماك.]]. (ز)
٧٨٣١١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سِماك- ﴿يوم يُكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون﴾، قال: دَنا الأمْر، وكَشَف الأمْرُ عن ساقِها. قال: يعني: يوم القيامة[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير ٨/١٤٨ رقم (٢٢٧٦).]]. (ز)
٧٨٣١٢- عن أسامة بن زيد، عن مكحول الشامي أنه سُئل عن قول الله تعالى: ﴿يوم يكشف عن ساق﴾. قال: أما سمعتَ قول الشاعر: وقامت الحرب بنا على ساق[[أخرجه ابن الأنباري في الوقف والابتداء ١/٩٩ (١١٨).]]. (ز)
٧٨٣١٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾ قال: أمْرٌ فظيع جليل، ﴿ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ قال: ذلكم يوم القيامة. ذُكر لنا: أنّ النبي ﷺ كان يقول: «يُؤذن للمؤمنين يوم القيامة في السجود، فيَسجد المؤمنون، وبين كل مُؤْمِنَيْن منافق، فيقسو ظهر المنافق عن السجود، ويجعل الله سجود المؤمنين عليهم توبيخًا، وصغارًا، وذلًّا، وندامة، وحسرة». وفي قوله: ﴿وقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ وهُمْ سالِمُونَ﴾ قال: في الدنيا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٩٧، وبنحوه عبد الرزاق ٢/٣١٢، وابن جرير ٢٣/١٩٨ من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٦٤٨)
٧٨٣١٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: يوم يُكشف عن شِدّة الأمْر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١٢، وابن جرير ٢٣/١٨٩، وبنحوه من طريق سعيد.]]. (ز)
٧٨٣١٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾، قال: عن الغطاء، فيقع مَن كان آمن به في الدنيا، فيَسجدون له، ويُدعى الآخرون إلى السجود فلا يَستطيعون؛ لأنهم لم يكونوا آمنوا به في الدنيا، ولا يُبصرونه، ولا يَستطيعون السجود، وهم سالمون في الدنيا[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٩٥ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٦٤٨)
٧٨٣١٦- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ﴾ يعني: قوله: ﴿وأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّها﴾ [الزمر: ٦٩]، يعني: عن شِدّة الآخرة، ﴿ويُدْعَوْنَ إلى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ﴾ وذلك أنه تَجْمُدُ أصلاب الكفار، فتكون كالصَياصيّ عظمًا واحدًا مثل صَياصيّ البقر؛ لأنهم لم يسجدوا في الدنيا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٠٨.]]٦٧٤٩. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.