الباحث القرآني
﴿إِنَّا بَلَوۡنَـٰهُمۡ كَمَا بَلَوۡنَاۤ أَصۡحَـٰبَ ٱلۡجَنَّةِ﴾ - تفسير
٧٨١٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ﴾ قال: كانوا من أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٢٣/١٧٢. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٤/٦٣٦)
٧٨١٨٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ﴾، قال: هم ناس مِن الحبشة، كانت لأبيهم جَنَّة، وكان يُطعم منها المساكين، فمات أبوهم، فقال بنوه: إن كان أبونا لَأحمق؛ حين كان يُطعم المساكين. فأَقسموا ليَصْرِمُنَّها مصبحين، وأن لا يُطعموا مسكينًا[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/٦٣٦)
٧٨١٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- في قوله ﷿: ﴿إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابُ الجَنَّةِ﴾، قال: كان بُستانٌ باليمن يقال له: الضَّرَوان، دون صنعاء بفَرسَخيْن، يطؤه أهل الطريق، كان غَرسَه قومٌ مِن أهل الصلاة، وكان لرجل، فمات، فورثه ثلاثة بنين له، وكان يكون للمساكين إذا صَرموا نخلهم كلُّ شيء تَعدّاه المِنجَل[[المِنجَل: ما يُحْصَد به، من النَّجْل: وهو القَطْع. لسان العرب (نجل).]] فلم يجزُّه، وإذا طُرح من فوق النخل إلى البساط فكلّ شيء يَسقط على البساط فهو أيضًا للمساكين، وإذا حَصدوا زَرْعهم فكلّ شيء تَعدّاه المِنجَل فهو للمساكين، وإذا داسُوه كان لهم كلّ شيء يَنتثر أيضًا، فلمّا مات الأب ووَرثه هؤلاء الإخوة عن أبيهم فقالوا: واللهِ، إنّ المال لَقليل، وإنّ العيال لَكثير، وإنما كان هذا الأمر يفعل إذ كان المال كثيرًا والعيال قليلًا، فأمّا إذا قلَّ المال وكثُر العيال فإنّا لا نستطيع أن نفعل هذا. فتَحالفوا بينهم يومًا لَيَغدُوُّن غدوة قبل خروج الناس، فليصرِمُنَّ نخلهم، ولم يستثنوا، يقول: لم يقولوا: إن شاء الله. فغدا القوم بِسُدْفَة[[السُّدْفة: من الأضْداد، تقع على الضياء والظُّلْمة، ومنهم من يجعلها اختلاط الضوء والظُّلمة معًا كوقت ما بين طلوع الفجر والإسْفار. النهاية (سدف).]] من الليل إلى جنتهم لِيَصرموها قبل أن يَخرج المساكين، فرَأوها مُسوَدَّة، وقد طاف عليها من الليل طائف من العذاب، فأَحرقها، فأصبحت كالصريم[[أخرجه الثعلبي ١٠/١٦، والبغوي ٨/١٩٤-١٩٥.]]. (ز)
٧٨١٨٨- عن سعيد بن جُبَير -من طريق تميم بن عبد الرحمن- في قوله: ﴿كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ﴾، قال: هي أرض باليمن يُقال لها: ضَرَوان، بينها وبين صنعاء ستة أميال[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣١١، وابن جرير ٢٣/١٧٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٣٧)
٧٨١٨٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سِماك- في قوله: ﴿لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين﴾، قال: هم ناس من الحبشة، كانت لأبيهم جَنّة، وكان يُطعم المساكين منها، فمات أبوهم، فقال بنوه: واللهِ، إن كان أبونا لَأحمق حتى يُطعم المساكين. فأجمعوا ﴿ليصرمنها مصبحين ولا يستثنون﴾، وألّا يُطعموا مسكينًا[[أخرجه سعيد بن منصور في سننه -التفسير ٨/١٤٤-١٤٥ (٢٢٧٠).]]. (ز)
٧٨١٩٠- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿إنّا بَلَوْناهُمْ كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ﴾، قال: هؤلاء ناسٌ قصّ الله عليكم حديثهم، وبيّن لكم أمْرهم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٤/٦٣٦)
٧٨١٩١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: كانت الجَنّةُ لشيخ مِن بني إسرائيل، وكان يُمسك قُوت سَنَتِه، ويَتصدّق بالفضل، وكان بنوه يَنْهَونَه عن الصّدقة، فلمّا مات أبوهم غَدَوْا عليها، فقالوا: لا يَدخُلنّها اليوم عليكم مسكين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٣٠٩، وابن جرير ٢٣/١٧٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٣٧)
٧٨١٩٢- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿كَما بَلَوْنا أصْحابَ الجَنَّةِ﴾ أنهم كانوا أبناء قوم صالحين، وأنّ آباءهم كانوا جعلوا مِن جنّتهم حظًّا للمساكين وأبناء السبيل، فخَلف مِن بعدهم أبناؤهم، فقالوا: كَبرنا وكثُر عيالنا، فليس للمساكين عندنا شيء؛ فتَقاسموا[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٥/٢٠-٢١-.]]. (ز)
٧٨١٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع في التقديم، فقال: ﴿إنّا بَلَوْناهُمْ﴾ يقول: إنّا ابتليناهم -يعني: أهل مكة- بالجوع ﴿كَما بَلَوْنا﴾ يقول: كما ابتلينا ﴿أصْحابَ الجَنَّةِ﴾ بالجوع حين هَلكتْ جَنّتهم، كان فيها نخل وزرع وأعناب، ورثوها عن آبائهم، واسم الجَنّة: الصّريم. وهذا مَثلٌ ضربه الله تعالى لأهل مكة؛ ليَعتبروا عن دينهم، وكانت جَنّتهم دون صنعاء اليمن بفَرسَخين، وكانوا مسلمين، وهذا بعد عيسى ابن مريم ﵇، وكان آباؤهم صالحين، يَجعلون للمساكين من الثمار والزرع والنخل ما أخطأ الرجل، فلم يَره حين يَصْرِمهُ، وما أخطأ المِنجَلُ، وما ذَرتْه الريح، وما بقي في الأرض مِن الطعام حين يُرفع، وكان هذا شيئًا كثيرًا، فقال القوم: كَثُرت العيال، وهذا طعام كثير، اغدُوا سِرًّا جنّتكم، فاصرِموها، ولا تُؤذِنوا المساكين، كان آباؤهم يُخبِرون المساكين، فيَجتمعون عند صِرامِ جَنّتهم، وعند الحصاد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٠٥-٤٠٦.]]. (ز)
﴿إِذۡ أَقۡسَمُوا۟ لَیَصۡرِمُنَّهَا مُصۡبِحِینَ ١٧﴾ - تفسير
٧٨١٩٤- عن أبي مالك غَزْوان الغفاري، في قوله: ﴿لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ﴾، قال: ليَحْضُرُنّها[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/٦٣٧)
٧٨١٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إذْ أقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّها مُصْبِحِينَ﴾ ليَصرِمُنّها إذا أصبحوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٠٥-٤٠٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.