الباحث القرآني

﴿قَدۡ خَسِرَ ٱلَّذِینَ كَذَّبُوا۟ بِلِقَاۤءِ ٱللَّهِۖ حَتَّىٰۤ إِذَا جَاۤءَتۡهُمُ ٱلسَّاعَةُ بَغۡتَةࣰ﴾ - تفسير

٢٤٧٣١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قد خسر الذين كذبوا بلقاء الله﴾ يعني: بالبعث، ﴿حتى إذا جاءتهم الساعة﴾ يعني: يوم القيامة ﴿بغتة﴾ يعني: فجأة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٥٧.]]. (ز)

﴿قَالُوا۟ یَـٰحَسۡرَتَنَا عَلَىٰ مَا فَرَّطۡنَا فِیهَا﴾ - تفسير

٢٤٧٣٢- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ، في قوله: ﴿يا حسرتنا﴾، قال: «الحسرةُ أن يَرى أهلُ النار منازلَهم مِن الجنة، فتلك الحسرة»[[أخرجه الخطيب في تاريخه ٤/٦١٣ (١١٧١)، وابن جرير ٩/٢١٥، من طريق يزيد بن مهران، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد الخدري به. قال السيوطي: «سنده صحيح». وقال الشوكاني في فتح القدير ٢/١٢٨: «سنده صحيح».]]. (٦/٣٨)

٢٤٧٣٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضحاك- قال: الحسرةُ: الندامة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٨٠.]]. (٦/٣٨)

٢٤٧٣٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- «يا حسرة»، قال: كانت عليهم حسرة استهزاؤهم بالرسل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٨١.]]. (ز)

٢٤٧٣٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿يا حسرتنا﴾ قال: نَدامتَنا ﴿على ما فرطنا فيها﴾ قال: ضيَّعنا مِن عمل الجنة[[أخرجه ابن جرير ٩/٢١٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢٨١ دون تفسير لقوله: ﴿يا حسرتنا﴾.]]٢٢٥٤. (٦/٣٨)

٢٢٥٤ ذكر ابنُ عطية (٣/٣٤٧) أنّ الضمير في قوله: ﴿فيها﴾ عائد على الساعة، أي: في التقدمة لها، ونسبَه إلى الحسن. وذَكَر أنّ ابن جرير قال بعَوْده على الصفقة التي يتضمنها ذكر الخسارة في أول الآية، ثم أورد ابنُ عطية احتمالًا آخر، فقال: «ويحتمل أن يعود الضمير على الدنيا، إذ المعنى يقتضيها، وتجيء الظرفية أمكن بمنزلة: زيد في الدار». ثم قال: «وعَوْدُه على الساعة إنما معناه: في أمورها والاستعداد لها، بمنزلة: زيد في العلم مشتغل».

﴿وَهُمۡ یَحۡمِلُونَ أَوۡزَارَهُمۡ عَلَىٰ ظُهُورِهِمۡۚ﴾ - تفسير

٢٤٧٣٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الكافر إذا خرج من قبره مُثِّل له عملُه في أقبح صورة رآها قط، أقبحه وجهًا، وأنتنه ريحًا، وأسوأه لفظًا، فيقول: من أنت؟ أعوذ بالله منك؛ فما رأيت أقبح منك وجهًا، ولا أنتن منك ريحًا، ولا أسوأ منك لفظًا. فيقول: أتعجب من قُبحي؟ فيقول: نعم. فيقول: أنا -واللهِ- عملُك الخبيث، وإنك كنت تركبني في الدنيا، وإنِّي -واللهِ- لَأركَبَنَّك اليوم. فيركبه، فلا يرى شيئًا يهوله ولا يروعه إلا قال: أبشِرْ، يا عدوَّ الله، أنت الذي تُراد، وأنت الذي تُعْنى. وهو قوله: ﴿وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم﴾ الآية[[أخرجه يحيى بن سلام ١/٢٧٧-٢٧٨، من طريق صاحب له، عن إسماعيل بن أبي رافع، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة به. وسنده ضعيف، لجهالة صاحب يحيى بن سلام الذي حدثه.]]. (ز)

٢٤٧٣٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم﴾، قال: ليس مِن رجلٍ ظالمٍ يموتُ فيُدخلَ قبرَه إلا جاءه رجلٌ قبيحُ الوجهِ، أسودُ اللون، مُنتنُ الريح، عليه ثيابٌ دَنِسةٌ، حتى يَدخُلَ معه قبرَه، فإذا رآه قال له: ما أقبحَ وجهَك! قال: كذلك كان عملُك قبيحًا. قال: ما أنتَن ريحك! قال: كذلك كان عملكُ مُنتِنًا. قال: ما أدنسَ ثيابَك! فيقول: إنّ عملَك كان دَنِسًا. قال: مَن أنت؟ قال: أنا عملُكَ. قال: فيكونُ معه في قبرِه، فإذا بُعِث يومَ القيامة قال له: إني كنتُ أحمِلُك في الدنيا باللَّذاتِ والشهواتِ، فأنت اليومَ تحمِلُني. فيركبُ على ظهرِه، فيسوقُه حتى يُدخِلَه النار، فذلك قوله: ﴿يحملون أوزارهم على ظهورهم﴾[[أخرجه ابن جرير ٩/٢١٧، وابن أبي حاتم ٤/١٢٨١.]]. (٦/٣٨)

٢٤٧٣٨- عن عمرو بن قيس المُلائي -من طريق الحكم بن بشير بن سلمان- قال: إنّ المؤمنَ إذا خرج مِن قبره استقبَله عملُه في أحسن صورة، وأطيبِه ريحًا، فيقول له: هل تعرِفُني؟ فيقول: لا، إلا أنّ الله قد طيَّب ريحَك، وحسَّن صورتَك. فيقول: كذلك كنتَ في الدنيا، أنا عملُك الصالح، طالما رَكِبتُك في الدنيا، فاركَبني أنت اليومَ. وتلا: ﴿يوم نحشر المتقين إلى الرحمن وفدا﴾ [مريم:٨٥]. وإنّ الكافر يستقبِلُه أقبحُ شيءٍ صورة، وأنتنُه ريحًا، فيقول: هل تعرِفُني؟ فيقول: لا، إلا أنّ الله قد قبَّح صورتَك، ونتَّن ريحك. فيقول: كذلك كنتَ في الدنيا، أنا عملُك السيِّئ، طالما ركِبتَني في الدنيا، فأنا اليومَ أركبُك. وتلا: ﴿وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون﴾[[أخرجه ابن جرير ٩/٢١٦-٢١٧.]]. (٦/٣٩)

٢٤٧٣٩- عن أبي مرزوق -من طريق عمرو بن قيس-، مثلَه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٨١.]]. (٦/٣٩)

٢٤٧٤٠- قال مقاتل بن سليمان: قال: ﴿وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون﴾، وذلك أنّ الكافر إذا بُعِث في الآخرة أتاه عمله الخبيث في صورة حبشيٍّ أشْوَه، منتن الريح، كريه المنظر، فيقول له الكافر: مَن أنت؟ فيقول: أنا عملك الخبيث، قد كنت أحملك في الدنيا بالشهوات واللذات، فاحملني اليوم. فيقول: وكيف أطيق حملك؟ فيقول: كما حملتك. فيركب ظهره، فذلك قوله: ﴿وهم يحملون أوزارهم على ظهورهم ألا ساء ما يزرون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٥٧-٥٥٨.]]٢٢٥٥. (ز)

٢٢٥٥ قال ابنُ عطية (٣/٣٤٧-٣٤٨): «الوزر هنا تجُوُّز وتشبيه بثقل الأحمال، وقوّى التشبيه بأن جعله على الظهور؛ إذ هو في العادة موضع حمل الأثقال، ومن قال: إنه من الوَزَر -وهو الجبل الذي يلجأ إليه، ومنه الوزير، وهو المعين- فهي مقالة غير بينة».

﴿أَلَا سَاۤءَ مَا یَزِرُونَ ۝٣١﴾ - تفسير

٢٤٧٤١- قال عبد الله بن عباس: قوله: ﴿ألا ساء ما يزرون﴾: بئس الحِمْل حملوا[[تفسير البغوي ٣/١٣٩.]]. (ز)

٢٤٧٤٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿ألا ساء ما يزرون﴾، قال: ما يعملون[[أخرجه عبد الرزاق ١/٢٠٧، وابن جرير ٩/٢١٧، وابن أبي حاتم ٤/١٢٨١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٣٩)

٢٤٧٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ألا ساء ما يزرون﴾، يعني: ألا بئس ما يحملون[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٥٨.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب