الباحث القرآني

﴿ثُمَّ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ﴾ - قراءات

٢٦٧٥٨- عن هارون، قال: في قراءة عبد الله بن مسعود: (تَمامًا عَلى الَّذِينَ أحْسَنُواْ)[[علَّقه ابن جرير ٩/٦٧٤. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري. وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن ابن محيصن. انظر: مختصر ابن خالويه ص٤٧.]]. (٦/٢٦١)

٢٦٧٥٩- عن يحيى بن يَعْمَر -من طريق أبي عمرو بن العلاء- أنّه قرأ: (تَمامًا عَلى الَّذِي أحْسَنُ) رفعًا[[أخرجه ابن جرير ٩/٦٧٧. وهي قراءة شاذة. انظر: المحتسب ١/٢٣٤.]]. (ز)

٢٦٧٦٠- عن هارون، قال: قراءةُ الحسن البصري: (تَمامًا عَلى المُحْسِنِينَ)[[عزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في المصاحف. وهي قراءة شاذة. انظر: روح المعاني ٨/٥٩.]]. (٦/٢٦١)

﴿ثُمَّ ءَاتَیۡنَا مُوسَى ٱلۡكِتَـٰبَ تَمَامًا عَلَى ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ﴾ - تفسير الآية

٢٦٧٦١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿تماما على الذي أحسن﴾، قال: على المؤمنين المحسنين[[تفسير مجاهد ص٣٣١، وأخرجه ابن جرير ٩/٦٧٤ بلفظ: المؤمنين والمحسنين، وابن أبي حاتم ٥/١٤٢٣ بلفظ: المؤمنين. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]٢٤٣٥. (٦/٢٦٠)

٢٤٣٥ اختلفت توجيهات المفسرين لقول مجاهد، فوجّهه ابنُ جرير (٩/٦٧٤) بقوله: «وكأنّ مجاهدًا وجَّه تأويل الكلام ومعناه إلى أنّ الله -جلَّ ثناؤه- أخبر عن موسى أنّه آتاه الكتاب فضيلةً على ما آتى المحسنين من عباده. وإذا كان المعنى كذلك كان قوله: ﴿أحْسَنَ﴾ فعلًا ماضيًا، فيكونُ نصبُه لذلك». وبنحوه حملَه ابنُ كثير (٦/٢٢٤) أنّ إيتاء موسى الكتاب كان فضيلة لموسى، فقال بعد أن ذكر قول مجاهد: «وكذا قال أبوعبيدة، وقال البغوي: المحسنون الأنبياء والمؤمنون، يعني: أظهرنا فضله عليهم. قلت: كقوله تعالى: ﴿قالَ يا مُوسى إنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلى النّاسِ بِرِسالاتِي وبِكَلامِي﴾ [الأعراف:١٤٤]». وحمله ابنُ عطية (٣/٤٩٦) على أنّ مراده: تفضُّلٌ على المحسنين، فقال: «وكأنّ الكلام: وآتينا موسى الكتاب تفضُّلًا على المحسنين من أهل ملته، وإتمامًا للنعمة عندهم».

٢٦٧٦٢- قال عبد الله بن بُريدة: معناه: تمامًا مِنِّي على وإحساني إلى موسى[[تفسير الثعلبي ٤/٢٠٦.]]. (ز)

٢٦٧٦٣- قال الحسن البصري: منهم المحسن، ومنهم المسيء، فنزل الكتاب تمامًا على المحسنين[[تفسير الثعلبي ٤/٢٠٦.]]. (ز)

٢٦٧٦٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر، وسعيد- في قوله: ﴿تماما على الذي أحسن﴾، قال: مَن أحسنَ في الدنيا تمَّم الله ذلك له في الآخرة. وفي لفظ: تمَّتْ له كرامةُ الله يومَ القيامة[[أخرجه ابن جرير ٩/٦٧٦ بنحو اللفظ الثاني من طريق سعيد، وابن أبي حاتم ٥/١٤٢٣ بنحو اللفظ الأول من طريق معمر. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٢٦١)

٢٦٧٦٥- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر-: ﴿ثم آتينا موسى الكتاب تماما على الذي أحسن﴾ فيما أعطاه الله[[أخرجه ابن جرير ٩/٦٧٦، وابن أبي حاتم ٥/١٤٢٣.]]٢٤٣٦. (ز)

٢٤٣٦ وجَّه ابنُ جرير (٩/٦٧٦) قول الربيع، فقال: «وعلى هذا التأويل الذي تأوَّله الربيع يكونُ ﴿أحْسَنَ﴾ نصبًا لأنه فعلٌ ماضٍ، و﴿الَّذِي﴾ بمعنى: ما، وكان الكلام حينئذٍ: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على ما أحسن موسى، أي: آتيناه الكتاب لأُتَمِّم له كرامتي في الآخرة، تمامًا على إحسانه في الدنيا في عبادة الله، والقيام بما كلَّفه به من طاعته».

٢٦٧٦٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ثم آتينا موسى الكتاب﴾ يعني: أعطيته التوراة ﴿تماما على الذي أحسن﴾ يقول: تَمَّت الكرامة على مَن أحسن منهم في الدنيا والآخرة، فتَمَّم الله لبني إسرائيل ما وعدهم من قوله: ﴿ونريد أن نمن على الذين استضعفوا﴾ ... إلى آيتين [القصص:٥-٦][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٩٧.]]. (ز)

٢٦٧٦٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿تماما على الذي أحسن﴾، قال: تمامًا لِنَعمِه عليهم، وإحسانه إليهم[[أخرجه ابن جرير ٩/٦٧٧، وابن أبي حاتم ٥/١٤٢٣.]]٢٤٣٧. (٦/٢٦١)

٢٤٣٧ وجَّه ابنُ جرير (٩/٦٧٧) قول ابن زيد، فقال: «و﴿أحْسَنَ﴾ على هذا التأويل أيضًا في موضع نصبٍ على أنه فعلٌ ماضٍ، و﴿الَّذِي﴾ على هذا القول والقول الذي قاله الربيع بمعنى: ما». ووافقه ابنُ عطية (٣/٤٩٦).

٢٦٧٦٨- عن أبي صخر حميد بن زياد -من طريق المُفَضَّل بن فَضالَة- في قوله: ﴿تماما على الذي أحسن﴾، قال: تمامًا لِما قد كان من إحسانه إليه[[أخرجه ابن أبي حاتم/١٤٢٣ بلفظ: الله هو الذي أحسن، آتى محمدًا الكتاب من عنده، تمامًا لِما قد كان من إحسانه إليه، يقول: ﴿ثم آتينا موسى الكتاب تماما﴾ على أنّ الذي أتم ذلك له، فالله الذي أحسن".]]٢٤٣٨. (٦/٢٦١)

٢٤٣٨ رجَّح ابن جرير (٩/٦٧٧) مستندًا إلى أنّه أظهر معاني الكلام قولَ الربيع، وقتادة، وأنّ المعنى: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا لِنِعَمِنا عنده على الذي أحسن موسى في قيامه بأمرنا ونهينا. وعلَّل ذلك، فقال: «لأنّ ذلك أظهر معانيه في الكلام، وأنّ إيتاء موسى كتابه نعمةٌ من الله عليه، ومِنَّةٌ عظيمةٌ، فأخبر -جلَّ ثناؤه- أنّه أنْعم بذلك عليه لما سَلَف له من صالح عملٍ، وحسن طاعةٍ». ثم انتَقَد (٩/٦٧٨) قولَ ابن زيد، فقال: «ولو كان التأويل على ما قاله ابنُ زيد كان الكلام: ثم آتينا موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسنّا. أو: ثم آتى الله موسى الكتاب تمامًا على الذي أحسن. وفي وصفه -جلَّ ثناؤُه- نفسَه بإيتائه الكتاب، ثم صَرْفِه الخبر بقوله: ﴿أحْسَنَ﴾ إلى غير المُخْبِر عن نفسه، بِقُرْبِ ما بين الخبرين؛ الدليلُ الواضح على أنّ القول غيرُ الذي قاله ابن زيد». وانتقد أيضًا قولَ مجاهد، فقال: «وأمّا ما ذُكِر عن مجاهدٍ من توجيهه ﴿الَّذِي﴾ إلى معنى الجميع، فلا دليل في الكلام يدل على صحة ما قال من ذلك، بل ظاهر الكلام بالذي اخترنا من القول أشْبَه، وإذا تُنُوزِع في تأويل الكلام كان أوْلى معانيه به أغلبه على الظاهر، إلا أن يكون من العقل أو الخبر دليلٌ واضحٌ على أنه معنيٌّ به غير ذلك».

﴿وَتَفۡصِیلࣰا لِّكُلِّ شَیۡءࣲ﴾ - تفسير

٢٦٧٦٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿وتفصيلا لكل شيء﴾، قال: ما أُمِروا به، وما نُهوا عنه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٢٤.]]. (٦/٢٦١)

٢٦٧٧٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق خُصَيْف- قال: لَمّا ألقى موسى الألواحَ بقِي الهدى والرحمة، وذهَب التفصيل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٥/١٤٢٤.]]. (٦/٢٦١)

٢٦٧٧١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وتفصيلا لكل شيء﴾، أي: تبيانًا لكلِّ شيء، وفيه حلالُه وحرامُه[[أخرجه ابن جرير ٩/٦٧٨ بلفظ: فيه حلاله وحرامه، وابن أبي حاتم ٥/١٤٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٢٦١)

﴿وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣰ لَّعَلَّهُم بِلِقَاۤءِ رَبِّهِمۡ یُؤۡمِنُونَ ۝١٥٤﴾ - تفسير

٢٦٧٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿و﴾التوراة ﴿هدى﴾ من الضلالة، ﴿ورحمة﴾ من العذاب، ﴿لعلهم بلقاء ربهم يؤمنون﴾ يعني: بالبعث الذي فيه جزاء الأعمال[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٩٨.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب