الباحث القرآني
﴿وَتَمَّتۡ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدۡقࣰا وَعَدۡلࣰاۚ﴾ - تفسير
٢٥٩٩١- عن أنس بن مالك، عن النبي ﷺ، في قوله: ‹وتَمَّتْ كَلِماتُ رَبِّكَ صِدْقًا وعَدْلًا›، قال: «لا إله إلا الله»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه، وابن النجار. وقراءة ‹وتَمَّتْ كَلِماتُ› قرأ بها نافع وأبي جعفر وأبي عمرو وابن عامر، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب وخلف: ﴿وتَمَّتْ كَلِمَتُ﴾. ينظر: النشر ٢/١٩٧.]]. (٦/١٧٩)
٢٥٩٩٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ‹وتَمَّتْ كَلِماتُ رَبِّكَ صِدْقًا وعَدْلًا›، قال: صِدْقًا فيما وعَد، وعَدْلًا فيما حكم[[أخرجه ابن جرير ٩/٥٠٨، وابن أبي حاتم ٤/١٣٧٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٧٨)
٢٥٩٩٣- قال قتادة بن دعامة: هي القرآنُ، لا مبدل له، لا يزيد فيه المفترون، ولا ينقصون[[تفسير الثعلبي ٤/١٨٤.]]٢٣٧٥. (ز)
٢٥٩٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتمت كلمة ربك﴾ بأنّه ناصِرُ محمدٍ ﷺ ببدر، ومُعَذِّبُ قومِه ببدر؛ فحُكْمُه عدلٌ في ذلك، فذلك قوله: ﴿صدقا﴾ فيما وعَد، ﴿وعدلا﴾ فيما حَكَم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٨٥.]]. (ز)
﴿لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ١١٥﴾ - تفسير
٢٥٩٩٥- قال عبد الله بن عباس: ﴿لا مبدل لكلماته﴾: لا رادَّ لقضائه، ولا مُغَيِّر لحكمه، ولا خلف لوعده[[تفسير البغوي ٣/١٨١.]]٢٣٧٦. (ز)
٢٥٩٩٦- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- في قوله: ﴿لا مبدل لكلماته﴾، قال: لا تَبْديل لشيء قاله في الدنيا والآخرة، كقوله: ﴿ما يبدل القول لدي﴾ [ق:٢٩][[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٣٧٤-١٣٧٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وأبي نصر السجزي في الإبانة.]]. (٦/١٧٩)
٢٥٩٩٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لا مبدل لكلماته﴾ يعني: لا تبديل لقوله في نصر محمد ﷺ، وأنّ قوله حقٌّ، ﴿وهو السميع﴾ بما سألوا من العذاب، ﴿العليم﴾ به حين سألوا: ﴿فأسقط علينا كسفا من السماء﴾ [الشعراء:١٨٧]، يعني: جانبًا من السماء[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٨٥.]]. (ز)
﴿لَّا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦۚ وَهُوَ ٱلسَّمِیعُ ٱلۡعَلِیمُ ١١٥﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٥٩٩٨- عن رجل من أصحاب النبي ﷺ، قال: لَمّا أمر النبي ﷺ بحَفر الخندق عَرَضَت لهم صخرةٌ حالَت بينهم وبين الحفر، فقام النبي ﷺ، وأخذ المِعْوَل، ووضع رداءه ناحية الخندق، وضرب، وقال: ﴿وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم﴾. فنَدَرَ ثُلُثُ الحجر، وسلمان الفارسي قائمٌ ينظر، فبرق مع ضربة رسول الله ﷺ برقة، ثم ضرب الثانية، وقال: ﴿وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم﴾. فندر الثُّلُث الآخر، فبرق برقةً يراها سلمان، ثم ضرب الثالثة، وقال: ﴿وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم﴾. فندر الثُّلُث الباقي، وبرق برقة، وخرج رسول الله ﷺ، وأخذ رداءه، وجلس، قال سلمان: يا رسول الله، رأيتك حين ضربتَ لا تضرب ضربةً إلا كانت معها برقة. قال له رسول الله ﷺ: «يا سلمانُ، رأيتَ ذلك؟». قال: إي، والذي بعثك بالحقِّ، يا رسول الله. قال: «فإنِّي حين ضربتُ الأولى رُفِعَتْ لي مدائنُ كسرى وما حولها، ومدائن كثيرة، حتى رأيتها بعيني». فقال له مَن حضره مِن أصحابه: يا رسول الله، ادعُ اللهَ أن يفتحها علينا، ويُغْنِمَنا ذراريَهم، ويخرب بأيدينا بلادهم. قال: فدعا رسول الله ﷺ بذلك. «ثم ضربتُ الضربة الثانية، فرُفِعَت إلَيَّ مدائن قيصر وما حولها، حتى رأيتها بعيني». قال: يا رسول الله، ادعُ الله يفتحها علينا، ويُغْنِمنا ذراريَهم. فدعا رسول الله ﷺ. «ثم ضربتُ الثالثة، فرُفِعَت لي مدائن الحبشة وما حولها من القرى، حتى رأيتها بعيني». فقال رسول الله ﷺ عند ذلك: «دَعوا الحبشة ما ودَعُوكم، واتركوا التُرْك ما تركوكم»[[أخرجه النسائي ٦/ ٤٣ (٣١٧٦)، وأبو داود ٦/٣٥٨ (٤٣٠٢) مختصرًا. وقال الألباني في الصحيحة ٢/٤١٥ ضمن حديث (٧٧٢): «وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد».]]. (ز)
٢٥٩٩٩- عن أبي اليمان عامر بن عبد الله، قال: دخل النبي ﷺ المسجدَ الحرام يومَ فتح مكة، ومعه مِخْصَرةٌ[[المِخْصَرَةُ: هي ما يختصره الإنسان بيده فيمسكه من عصا أو عكازة، أو مقرعة أو قضيب، وقد يتكئ عليه. النهاية (خَصَرَ).]]، ولكلِّ قوم صنم يعبدونه، فجعل يأتيها صنمًا صنمًا، ويطعنُ في صدْرِ الصنم بعصًا، ثم يعْقِره، كلَّما صرَع صنمًا اتَّبعَه الناسُ ضَربًا بالفئوس حتى يُكسِّرونه ويَطْرَحونه خارِجًا من المسجد، والنبي ﷺ يقول: ‹وتَمَّتْ كَلِماتُ رَبِّكَ صِدْقًا وعَدْلًا لّا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ›[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه مرسلًا. وقد أورد السيوطي ٦/١٧٩-١٨٢ عقب الآية آثارًا عديدة تضمنت الاستعاذة بكلمات الله.]]. (٦/١٧٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.