الباحث القرآني
مقدمة السورة
٢٤٤١٠- عن ابن عمر، قال: قال رسول الله ﷺ: «نزلَت عليَّ سورةُ الأنعام جُملةً واحدةً، يُشَيِّعُها سبعون ألفَ مَلَكٍ، لهم زَجَلٌ[[أي: صوت رفيع عال. النهاية (زجل).]] بالتسبيحِ والتحميد»[[أخرجه الطبراني في الصغير ١/١٤٥ (٢٢٠)، وأبو نعيم في الحلية ٣/٤٤، من طريق إسماعيل بن عمرو، عن يوسف بن عطية الصفار، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر به. قال الطبراني: «لم يروه عن ابن عون إلا يوسف بن عطية، تفرد به إسماعيل بن عمرو». وقال أبو نعيم: «غريب من حديث ابن عون». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٢٠ (١٠٩٩١): «فيه يوسف بن عطية الصفار، وهو ضعيف». وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ١/١٣٦: «وأخرج الطبراني من طريق يوسف بن عطية الصفار، وهو متروك ...». وقال في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص٧٣: «قال الحافظ: سند ضعيف». وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص٤٠٤: «في إسناده عطية الصفار، وهو ضعيف».]]. (٦/٦)
٢٤٤١١- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: «نزَلَت سورة الأنعام ومعها مَوكِبٌ مِن الملائكة يَسُدُّ ما بينَ الخافِقَيْن[[الخافقين: هما طرفا السماء والأرض. وقيل: المغرب والمشرق. النهاية (خفق).]]، لهم زَجَلٌ بالتَّسبيح والتقديس، والأرضُ تَرتَجُّ، ورسول الله ﷺ يقولُ: سبحانَ الله العظيم، سبحانَ الله العظيم»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٦/٢٩٢ (٦٤٤٧)، والبيهقي في الشعب ٤/٧٩ (٢٢١٠)، من طريق أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن عمر بن طلحة، عن أبي سهيل نافع بن مالك، عن أنس بن مالك به. قال الهيثمي في المجمع ٧/٢٠ (١٠٩٩٢): «رواه الطبراني، عن شيخه محمد بن عبد الله بن عرس، عن أحمد بن محمد بن أبي بكر السالمي، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات». وشيخ الطبراني هنا قد توبع، وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ١/١٣٨: «سند ضعيف». وقال في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص٧٣: «قال الحافظ: وابن مردويه عن أنس بن مالك بسند حسن». وقال السفيري في شرح البخاري ١/٢١٤: «سند ضعيف». وقال الشوكاني في تحفة الذاكرين ص٤٠٤: «في إسناده رجلان مجهولان». وقال الألباني في الضعيفة ١٢/٢٧٢ (٥٦٢٧): «منكر».]]. (٦/٧)
٢٤٤١٢- عن أبيِّ بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ: «أُنزِلت عليَّ سورةُ الأنعام جُملةً واحدةً، يُشيِّعُها سبعون ألفَ مَلَكٍ، لهم زَجَلٌ بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل»[[أخرجه الواحدي في التفسير الوسيط ٢/٢٥٠ (٣٢١)، من طريق سلام بن سليم المدائني، عن هارون بن كثير، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن أبي أمامة، عن أبي بن كعب به. وأورده الثعلبي ٤/١٣١ وزاد في آخره: «... فمن قرأ سورة الأنعام صلى عليه أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من الأنعام يومًا وليلة». قال ابن الصلاح في فتاويه ١/٢٤٩: «في إسناده ضعف، ولم نر له إسنادًا صحيحًا، وقد روي ما يخالفه، فروي أنها لم تنزل جملة واحدة، بل نزلت آيات منها بالمدينة...». وقال ابن تيمية في جامع المسائل (جمع: محمد عزير شمس) ٤/٣٥٤: «موضوع». وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن ١/١٣٧: «فهذه شواهد يقوي بعضها بعضًا». وقال في تحفة الأبرار بنكت الأذكار ص٧٢-٧٣: «قال الحافظ: ورد أنها نزلت جملة واحدة في عدة أحاديث، فأخرجه أبو عبيد في فضائله، وابن المنذر، والطبراني عن ابن عباس بسند حسن، وأخرجه الطبراني، وابن مردويه، وأبو نعيم في الحلية بسند ضعيف عن ابن عمر، وأخرجه ابن مردويه عن ابن مسعود بسند ضعيف، وأخرجه الدارقطني في الأفراد، والطبراني في الأوسط، وابن مردويه عن أنس بن مالك بسند حسن، وأخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده، والطبراني عن أسماء بنت يزيد بسند حسن، وأخرجه الحاكم في المستدرك عن جابر وقال: صحيح على شرط مسلم. وتعقبه الذهبي، فقال: أظن الحديث موضوعًا. وليس كما ظنَّ لما قدمته من شواهده. وفي الباب غير هذا من الواهيات ضعفًا وانقطاعًا، وفيما ذكرته كفاية ودلالة على أن لذلك أصلًا. انتهى». وقال المناوي في الفتح السماوي ٢/٦٢٩-٦٣٠ (٥١١): «أخرجه الثعلبي من حديث أبي بن كعب، قال الحافظ ابن حجر: فيه أبو عصمة، وهو متهم بالكذب، والجملة الأولى عند الطبراني في الصغير في ترجمة إبراهيم بن نائلة من حديث ابن عمر، وفيه يوسف بن عطية، وهو ضعيف».]]. (٦/٧)
٢٤٤١٣- عن عبد الله بن مسعود، قال: نزلت سورة الأنعام يُشَيِّعُها سبعون ألفًا مِن الملائكة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٦/٦)
٢٤٤١٤- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي عبد الرحمن السُّلَمي- قال: أُنزِل القرآنُ خمسًا خمسًا، ومَن حفِظ خمسًا خمسًا لم يَنسَه، إلا سورةَ الأنعام، فإنها نزلت جُملةً في ألف، يُشَيِّعُها مِن كلِّ سماءٍ سبعون مَلَكًا، حتى أدَّوها إلى النبي ﷺ، ما قُرِئت على عليلٍ إلا شَفاه الله[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (٢٤٣٥)، والخطيب في تاريخه ٧/٢٧١-٢٧٢.]]. (٦/٧)
٢٤٤١٥- عن أسماء بنت يزيد، قالت: نزلت سورة الأنعام على النبي ﷺ وهو في مَسِير، في زَجَلٍ من الملائكة، وقد نُظِموا ما بينَ السماء والأرض[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٦/٦)
٢٤٤١٦- عن أسماء بنت يزيد -من طريق شهر بن حوشب- قالت: نزلت سورةُ الأنعام على النبي ﷺ جُملةً واحدةً، وأنا آخِذةٌ بزِمامِ ناقةِ النبي ﷺ، إن كادت مِن ثِقَلِها لَتَكسِرُ عظام الناقة[[أخرجه الطبراني ٢٤/١٧٨ (٤٤٩، ٤٥٠). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٦/٦)
٢٤٤١٧- عن أسماء بنت يزيد -من طريق شَهْر بن حَوْشَب- قالت: نزلت الأنعام ومعها زجَلٌ من الملائكة، قد ملَئُوا ما بين السماء والأرض، وهي مكية، ومنها آيتان مهاجرتان: ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم﴾ والتي بعدها [١٥١-١٥٢][[عزاه السيوطي إلى الخِلَعِيُّ في الخِلَعيّات.]]. (٦/٦)
٢٤٤١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق شهر بن حوشب- قال: أُنزلت سورةُ الأنعام بمكة[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (١٨)، والبيهقي في الدلائل ٧/١٤٢-١٤٤ من طريق مجاهد. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ، وابن مردويه.]]. (٦/٥)
٢٤٤١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن مهران- قال: نزلت سورةُ الأنعام بمكةَ ليلًا جُملةً، وحولَها سبعون ألفَ مَلكٍ يَجأَرُون بالتسبيح[[أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص١٢٩، وابن الضريس في فضائل القرآن (١٩٦)، والطبراني (١٢٩٣٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (٦/٥)
٢٤٤٢٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق شهر بن حوشب- قال: أُنزِلت سورة الأنعام جميعًا بمكة، معها مَوكِبٌ مِن الملائكة يُشَيِّعونها، قد طَبَّقوا ما بينَ السماء والأرض، لهم زَجَلٌ بالتسبيح، حتى كادتِ الأرضُ أن تَرتَجَّ مِن زَجَلِهم بالتسبيح ارتجاجًا، فلمّا سمع النبي ﷺ زَجَلَهم بالتسبيحِ رَهِب من ذاك فخرَّ ساجدًا، حتى أُنزِلت عليه[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (٢٠١).]]. (٦/٥)
٢٤٤٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي عمرو بن العلاء، عن مجاهد- قال: سورة الأنعام نزَلت بمكةَ جُملةً واحدة، فهي مكيةٌ، إلا ثلاثَ آياتٍ منها نزَلت بالمدينة: ﴿قل تعالوا أتل﴾ إلى تمامِ الآيات الثلاث [١٥١-١٥٣][[أخرجه النحاس في ناسخه ص٤١٥.]]. (٦/٨)
٢٤٤٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق خصيف، عن مجاهد-: مكية[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٣-١٤٤.]]. (ز)
٢٤٤٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء الخراساني-: مكية، ونزلت بعد الحِجْر[[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن ١/٣٣-٣٥.]]. (ز)
٢٤٤٢٤- عن أبي جُحَيفةَ وهب بن عبد الله، قال: نزلت الأنعام جميعًا، معها سبعون ألفَ مَلَك، كلُّها مكية، إلا: ﴿ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة﴾ [١١١]، فإنها مدنية[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٦/٨)
٢٤٤٢٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق فضيل الرقاشي- قال: نزلت سورة الأنعام كلُّها جُملةً، معها خمسمُائةِ مَلَك يَزِفُّونها، ويَحُفُّونها[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/٢٠٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/٨)
٢٤٤٢٦- عن مجاهد بن جبر، قال: نزَل جبريلُ مع سبعين ألفَ مَلَك معهم سورة الأنعام، لهم زَجَلٌ مِن التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٣)
٢٤٤٢٧- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
٢٤٤٢٨- والحسن البصري -من طريق يزيد النحوي-: مكية[[أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٧/١٤٢-١٤٣.]]. (ز)
٢٤٤٢٩- عن شهرِ بن حوشبٍ -من طريق ليث بن أبي سليم- قال: نزلت الأنعام جُملةً واحدة، معها رَجَزٌ من الملائكة، قد نُظِموا ما بين السماء الدنيا إلى الأرض. قال: وهي مكيةٌ، غيرَ آيتَين: ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم﴾ والآيةُ التي بعدَها [١٥١-١٥٢][[أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده (١٦). وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد. كما أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٥/٥١٤ (٣٠٧٧٢) مختصرًا دون ذكر الآيات المستثناة.]]. (٦/٩)
٢٤٤٣٠- عن عطاء، قال: أُنزِلت الأنعام جميعًا، ومعها سبعون ألفَ مَلَك[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٩)
٢٤٤٣١- عن قتادة بن دعامة -من طُرُق-: مكية[[أخرجه الحارث المحاسبي في فهم القرآن ص٣٩٥-٣٩٦ من طريق سعيد، وأبو بكر ابن الأنباري -كما في الإتقان في علوم القرآن ١/٥٧- من طريق همام.]]. (ز)
٢٤٤٣٢- عن محمد ابن شهاب الزهري: مكية، ونزلت بعد الحِجْر[[تنزيل القرآن ص٣٧-٤٢.]]. (ز)
٢٤٤٣٣- عن علي بن أبي طلحة: مكية[[أخرجه أبو عبيد في فضائله (ت: الخياطي) ٢/٢٠٠.]]. (ز)
٢٤٤٣٤- عن محمد بن السائب الكلبي، قال: نزَلت الأنعام كلُّها بمكة، إلا آيتَين نزَلتا بالمدينة في رجل من اليهود، وهو الذي قال: ﴿ما أنزل الله على بشر من شيء﴾ الآية [٩١][[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٩)
٢٤٤٣٥- قال مقاتل بن سليمان: سورة الأنعام مكية كلها، إلا هذه الآيات. نزلت بالمدينة، ونزلت ليلًا، وهي خمس وستون ومائة آية كوفي. والآيات المدنية هي: ﴿قُلْ تَعالَوْا أتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ﴾ [١٥١] وهي الآيات المحكمات، وقوله: ﴿وما قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ﴾ إلى آخر الآية [٩١]، وقوله: ﴿ومَن أظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلى اللَّهِ كَذِبًا أوْ قالَ أُوحِيَ إلَيَّ﴾ نزلت في مسيلمة، ﴿ومَن قالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ ما أنْزَلَ اللَّهُ﴾ نزلت في عهد عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وقوله: ﴿ولَوْ تَرى إذِ الظّالِمُونَ فِي غَمَراتِ المَوْتِ﴾ [٩٣]، وقوله: ﴿والَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَعْلَمُونَ أنَّهُ مُنَزَّلٌ مِن رَبِّكَ بِالحَقِّ﴾ [١١٤]، ﴿الَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يَعْرِفُونَهُ﴾ [٢٠]، هذه الآيات مدنيات، وسائرها مكي. نزل بها جبريل ﵇، ومعه سبعون ألف ملك، طبَّقوا ما بين السماء والأرض، لهم زَجَل بالتسبيح والتمجيد والتحميد، حتى كادت الأرض أن تَرْتَجَّ، فقال النبي ﷺ: «سبحان الله العظيم وبحمده». وخرَّ النبي ساجدًا، فيها خصومة مشركي العرب وأهل الكتاب[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٧-٥٤٨.]]. (ز)
٢٤٤٣٦- عن معمر بن راشد، قال: يُقال: إنّ سورة الأنعام أُنزِلت جُملة واحدة، معها الملائكة ما بين السماء والأرض، لهم زَجَل بالتسبيح[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٠٣.]]. (ز)
٢٤٤٣٧- عن سفيان، قال: نزلت الأنعام كلُّها بمكة، إلا آيتَين نزَلتا بالمدينة في رجلٍ مِن اليهود، وهو الذي قال: ﴿ما أنزل الله على بشر من شيء﴾. وهو فِنْحاصُ اليهودي، أو مالكُ بن الصَّيف[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/٩)
٢٤٤٣٨- عن عمر بن الخطاب -من طريق عبد الله بن خليفة- قال: الأنعام مِن نَواجِب[[نواجب القرآن: أي: أفاضل سُوَره. النهاية (نجب).]] القرآن[[أخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن ص١٢٩، والدارمي في مسنده ٢/٤٥٣. وعزاه السيوطي إلى محمد بن نصر في كتاب الصلاة، وأبي الشيخ.]]. (٦/٩)
٢٤٤٣٩- عن عبد الله بن مسعود، قال: الأنعام مِن نَواجِب القرآن[[عزاه السيوطي إلى محمد بن نصر. وقد أورد السيوطي ٦/٨-١١ آثارًا أخرى في فضل السورة.]]. (٦/٩)
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡ یَعۡدِلُونَ ١﴾ - نزول الآية
٢٤٤٤٠- عن علي بن أبي طالب -من طريق ابن أبزى- أنّه أتاه رجلٌ مِن الخوارج، فقال: ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، أليس كذلك؟ قال: نعم. فانصرف عنه، ثم قال: ارجِع. فرجَع، فقال: أيْ فُلُ[[معناه: يا فلان. النهاية (فلل).]]، إنما أُنزِلت في أهل الكتاب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٦٠ (٧٠٨٦)، من طريق علي بن الحسين، عن حفص بن عمر، عن عامر بن إبراهيم، عن يعقوب القمي، عن جعفر، عن ابن أبزى، عن علي به.]]. (٦/١٢)
٢٤٤٤١- عن عبد الرحمن بن أبزى، أنّه أتاه رجلٌ مِن الخوارج، فقرأ عليه: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾ الآية. ثم قال: أليس الذين كفروا بربِّهم يَعدِلون؟ قال: بلى. فانصرَف عنه الرجلُ، فقال له رجلٌ مِن القوم: يا ابن أبزى، إنّ هذا أراد تفسيرَ الآية غيرَ ما تَرى، إنّه رجلٌ مِن الخوارج. قال: رُدُّوه عَلَيَّ. فلما جاء، قال: أتَدرِي في مَن أُنزِلت هذه الآية؟ قال: لا. قال: نزلت في أهل الكتاب، فلا تَضَعها في غير موضعها[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٨، وابن أبي حاتم ٤/١٢٦٠ (٧٠٨٧)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين ١/٣٥٣ مرسلًا.]]٢٢١٩. (٦/١٢)
٢٤٤٤٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق خصيف- قال: نزلت هذه الآية في الزنادقة: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾. قال: قالوا: إنّ الله لم يَخلُق الظلمة، ولا الخنافِس، ولا العقارب، ولا شيئًا قبيحًا، وإنما خلق النور، وكلَّ شيءٍ حسن. فأُنزِلت فيهم هذه الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٣)
٢٤٤٤٣- قال مقاتل بن سليمان: فيها خصومة مشركي العرب وأهل الكتاب، وذلك أن قريشًا قالوا للنبي ﷺ: مَن ربك؟ فقال: «ربي الأحد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوًا أحد». فقالوا: أنت كذّاب، ما اختصك الله بشيء، وما أنت عليه بأكرم مِنّا. فأنزل الله ﷿: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ والأَرْضَ﴾. فحمد نفسه، ودلَّ بصنعه على توحيده[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٨-٥٤٩.]]. (ز)
﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ﴾ - تفسير
٢٤٤٤٤- قال عبد الله بن عباس: افتتح الله الخلق بالحمد، فقال: ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض﴾. وختمه بالحمد، فقال: ﴿وقضي بينهم بالحق﴾ أي: بين الخلائق، ﴿وقيل الحمد لله رب العالمين﴾ [الزمر:٧٥][[تفسير البغوي ٣/١٢٥.]]. (ز)
٢٤٤٤٥- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق يحيى بن عبد الرحمن- قال: الحمد لله رداء الله الرحمن تبارك وتعالى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٥٨.]]. (ز)
٢٤٤٤٦- عن قتادة بن دعامة: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض﴾، حمِد نفسَه؛ فأعظَم خلقَه[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٢)
٢٤٤٤٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الحَمْدُ لِلَّهِ﴾، فحمد نفسه، ودلَّ بصنعه على توحيده[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٨-٥٤٩.]]. (ز)
﴿ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ﴾ - تفسير
٢٤٤٤٨- قال وهب بن منبه: أول ما خلق الله مكانًا مظلمًا، ثم خلق جوهرة، فأضاءت ذلك المكان، ثم نظر إلى الجوهرة نظر الهيبة فصارت ماء، فارتفع بخارها وزبدها، فخلق من البخار السماوات، ومن الزبد الأرضين[[تفسير الثعلبي ٤/١٣٣.]]. (ز)
٢٤٤٤٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾، قال: خلَق الله السماوات قبل الأرض[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٥٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الذي خلق السماوات والأرض﴾، لم يخلقهما باطلًا، خلقهما لأمر هو كائن[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٩.]]. (ز)
﴿وَجَعَلَ﴾ - تفسير
٢٤٤٥١- عن أبي رَوْق عطية بن الحارث الهمداني -من طريق بشر بن عمارة- قال: كلُّ شيءٍ في القرآن ﴿جَعَل﴾ فهو: خَلَق[[أخرجه ابن جرير ١/٤٧٥.]]. (٦/١٣)
﴿ٱلظُّلُمَـٰتِ وَٱلنُّورَۖ﴾ - تفسير
٢٤٤٥٢- عن عبد الله بن عباس: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، قال: الكفر، والإيمان[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٥٣- قال الحسن البصري: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، يعني: الكفر، والإيمان[[تفسير البغوي ٣/١٢٦.]]٢٢٢٠. (ز)
٢٤٤٥٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور﴾، قال: خلَق اللهُ السماوات قبل الأرض، والظلمةَ قبل النور، والجنةَ قبل النار[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٥٥- قال قتادة بن دعامة: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، يعني: الجنة، والنار[[تفسير البغوي ٣/١٢٦.]]. (ز)
٢٤٤٥٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، قال: الظلماتُ ظلمةُ الليل، والنورُ نورُ النهار[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩-١٢٦٠.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٥٧- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قوله: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، قال: خلق الظلمة قبل النور[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٢٦٠.]]. (ز)
٢٤٤٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، يعني: الليل، والنهار[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٩.]]. (ز)
﴿ثُمَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡ یَعۡدِلُونَ ١﴾ - تفسير
٢٤٤٥٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، قال: يُشرِكون[[تفسير مجاهد ص٣١٩، وأخرجه ابن جرير ٩/١٤٨، وابن أبي حاتم ٤/١٢٦٠. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٦٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، قال: كذَب العادِلون بالله، فهؤلاء أهلُ الشرك[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٥، وابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٦١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، قال: هؤلاء أهل صُراحية[[صراحة وصراحية: أي: خالصة. لسان العرب (صرح).]][[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٨.]]. (ز)
٢٤٤٦٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، قال: هم المشركون[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٩. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١٢٥٩-١٢٦٠ في معنى قوله: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾.]]. (٦/١٤)
٢٤٤٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع إلى أهل مكة، فقال: ﴿ثم الذين كفروا﴾ من أهل مكة ﴿بربهم يعدلون﴾ يعني: يُشرِكون[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٤٩.]]. (ز)
٢٤٤٦٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، قال: الآلهةُ التي عبَدوها، عدَلوها بالله تعالى، وليس لله عِدْلٌ، ولا نِدٌّ، وليس معه آلهةٌ، ولا اتخَذ صاحبةً ولا ولدًا[[أخرجه ابن جرير ٩/١٤٩، وابن أبي حاتم ٤/١٢٦٠ من طريق أصبغ بن الفرج.]]٢٢٢١. (٦/١٤)
﴿ثُمَّ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِرَبِّهِمۡ یَعۡدِلُونَ ١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٤٤٦٥- عن عبد الله بن عمرو، عن النبي ﷺ أنّه قال: «إنّ الله ﷿ خلق خلقه في ظلمة، ثم ألقى عليهم من نوره، فمَن أصابه يومئذ من ذلك النور اهتدى، ومَن أخطأه ضلَّ»[[أخرجه أحمد ١١/٢١٩-٢٢٠ (٦٦٤٤)، والترمذي ٤/٥٨٧ (٢٨٣٣)، والحاكم ١/٨٤ (٨٣)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٥٣٥-، من طريق عبد الله بن الديلمي، عن عبد الله بن عمرو به. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، قد تداوله الأئمة، وقد احتجا بجميع رواته، ثم لم يخرجاه، ولا أعلم له علة». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرطهما، ولا علة له». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ١/١٦٦ (١٨٧): «سند صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٩٣-١٩٤ (١١٨١٢، ١١٨١٣): «رواه أحمد بإسنادين، والبزار، والطبراني، ورجال أحد إسنادي أحمد ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٣/٦٣-٦٤ (١٠٧٦): «إسناده صحيح».]]. (ز)
٢٤٤٦٦- عن كعب الأحبار -من طريق عبد الله بن رباح- قال: فُتِحتِ التوراة بـ﴿الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، وخُتِمت بـ﴿الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا﴾ إلى قوله: ﴿وكبره تكبيرا﴾ [الإسراء:١١١][[أخرجه ابن الضريس في فضائل القرآن (١٩٧)، وابن جرير ٩/١٤٧ بلفظ: وخاتمة التوراة خاتمة هود. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ.]]. (٦/١١)
٢٤٤٦٧- وعن وهب بن منبه، نحوه[[تفسير الثعلبي ٤/١٣٤.]]. (ز)
٢٤٤٦٨- عن مجاهد بن جبر، قال: ﴿الحمد لله الذي خلق السموات والأرض﴾، فكان فيه ردٌّ على ثلاثةِ أديانٍ منهم، فكان فيه رَدٌّ على الدّهرِيَّة أنّ الأشياء كلَّها دائمةٌ. ثم قال: ﴿وجعل الظلمات والنور﴾، فكان فيه رَدٌّ على المجوس الذين زعَموا أنّ الظُّلمةَ والنورَ هما المُدَبِّران. وقال: ﴿ثم الذين كفروا بربهم يعدلون﴾، فكان فيه رَدٌّ على مُشركي العرب، ومَن دعا دونَ الله إلهًا[[عزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٦/١٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.