الباحث القرآني

﴿یَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَسۡعَىٰ نُورُهُم بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَبِأَیۡمَـٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡیَوۡمَ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ ۝١٢﴾ - تفسير

٧٥٥٧٨- عن عبد الله بن مسعود، في قوله: ﴿يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ﴾، قال: على الصراط[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٤/٢٦٦)

٧٥٥٧٩- عن عبد الله بن مسعود -من طريق قيس- في قوله: ﴿يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ﴾، قال: يُؤتَون نورهم على قدْر أعمالهم، يمرُّون على الصراط؛ منهم مَن نوره مِثل الجبل، ومنهم مَن نوره مِثل النّخلة، وأدناهم نورًا مَن نوره على إبهامه يُطفَأ مرّة، ويقد أخرى[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٢٩٩، وابن جرير ٢٢/٣٩٨، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ١/٨٤-، والحاكم ٢/٤٧٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٤/٢٦٧)

٧٥٥٨٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ﴾: كتبهم. يقول الله: ﴿فَأَمّا مَن أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ﴾ [الانشقاق:٧]، وأما نورهم فهداهم[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٣٩٨.]]. (ز)

٧٥٥٨١- عن الحسن البصري -من طريق أشعث- في قوله: ﴿يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ﴾، قال: على الصراط حتى يدخلوا الجنة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٢٦٦)

٧٥٥٨٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في الآية: ﴿يَوْمَ تَرى المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾، قال: ذُكر لنا: أنّ نبي الله ﷺ قال: «إنّ مِن المؤمنين يوم القيامة مَن يُضِيء له نورُه كما بين المدينة إلى عَدَن أبيَن، إلى صنعاء، فدون ذلك، حتى إنّ مِن المؤمنين مَن لا يضيء له نوره إلا موضع قدميه، والناس منازل بأعمالهم»[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٧٥، وابن جرير ٢٢/٣٩٧-٣٩٨ من طريقي معمر وسعيد. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٤/٢٦٦)

٧٥٥٨٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يَوْمَ تَرى﴾ يا محمد ﴿المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ على الصراط ﴿يَسْعى نُورُهُمْ بَيْنَ أيْدِيهِمْ﴾ دليل إلى الجنة، ﴿وبِأَيْمانِهِمْ﴾ يعني: بتصديقهم في الدنيا أُعطوا النور في الآخرة على الصراط، يعني: بتوحيد الله تعالى، تقول الحفظة لهم: ﴿بُشْراكُمُ اليَوْمَ جَنّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِها الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها﴾ لا يموتون ﴿ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٣٩.]]٦٤٨٦. (ز)

٦٤٨٦ اختُلف في قوله: ﴿يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم﴾ على قولين: الأول: أنّ المعنى: يُضيء نورُهم بين أيديهم وبأيمانهم. الثاني: يسعى إيمانهم وهداهم بين أيديهم، وبأيمانهم: كتبهم. ورجَّح ابنُ جرير (٢٢/٣٩٨-٣٩٩) -مستندًا إلى الدلالة العقلية- القول الثاني الذي قاله الضَّحّاك، فقال: «وذلك أنه لو عُني بذلك النور: الضوء المعروف؛ لم يُخص عنه الخبر بالسعي بين الأيدي والأيمان دون الشمائل؛ لأن ضياء المؤمنين الذي يُؤتونه في الآخرة يضيء لهم جميع ما حولهم، وفي خصوص الله -جل ثناؤه- الخبر عن سعيه بين أيديهم وبأيمانهم دون الشمائل، ما يدل على أنه مَعنيّ به غير الضياء، وإن كانوا لا يخلون من الضياء». وذكر ابنُ عطية (٨/٢٢٥) أنّ النور على هذا القول استعارة، وأنه على القول الأول حقيقة. ثم بيّن المعنى على كون النور حقيقة، فقال: «يريد: الضوء المنبسط من أصل النور. وبأيمانهم أصله، والشيء الذي هو متّقد فيه. فمضمن هذا القول أنهم يحملون الأنوار». ثم علَّق بقوله: «وكونهم غير حاملين أكرم، ألا ترى أنّ فضيلة عباد بن بشر وأسيد بن حضير إنما كانت بنور لا يحملانه؟! هذا في الدنيا فكيف في الآخرة؟!». ونقل أنّ فرقة قالت: ﴿بأيمانهم﴾ معناه: عن أيمانهم. وعلَّق عليه بقوله: «فكأنه خصّ ذكر جهة اليمين تشريفًا، وناب ذلك مناب أن يقول: وفي جميع جهاتهم».

﴿یَوۡمَ تَرَى ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ یَسۡعَىٰ نُورُهُم بَیۡنَ أَیۡدِیهِمۡ وَبِأَیۡمَـٰنِهِمۖ بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡیَوۡمَ جَنَّـٰتࣱ تَجۡرِی مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَـٰرُ خَـٰلِدِینَ فِیهَاۚ ذَ ٰ⁠لِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِیمُ ۝١٢﴾ - آثار متعلقة بالآية

٧٥٥٨٤- عن عبد الرحمن بن جُبير بن نفير، أنه سمع أبا ذر، وأبا الدّرداء قالا: قال رسول الله ﷺ: «أنا أول مَن يُؤذن له في السجود يوم القيامة، وأول مَن يُؤذن له أن يرفع رأسه، فأرفع رأسي، فأنظر بين يديّ، ومِن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، فأعرف أُمّتي مِن بين الأمم». فقيل: يا رسول الله، وكيف تعرفهم مِن بين الأمم ما بين نوح إلى أُمّتك؟ قال: «غُرٌّ مُحجّلون مِن أثر الوضوء، ولا يكون لأحدٍ غيرهم، وأعرفهم أنهم يُؤتَون كتبهم بأيمانهم، وأَعرِفهم بسيماهم في وجوههم من أثر السجود، وأَعرِفهم بنورهم الذي يسعى بين أيديهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم»[[أخرجه أحمد ٣٦/٦٦ (٢١٧٣٩)، والحاكم ٢/٥٢٠ (٣٧٨٤)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٨/١٦-. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال المنذري في الترغيب ١/٩١ (٢٨٦): «رواه أحمد، وفي إسناده ابن لهيعة، وهو حديث حسن في المتابعات». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٤ (١٨٣٦٣): «رجال أحمد رجال الصحيح، غير ابن لهيعة، وهو ضعيف، وقد وُثّق». وقال السيوطي في الخصائص الكبرى ٢/٣٩٢: «أخرج أحمد بسند صحيح عن أبي ذر».]]. (١٤/٢٦٧)

٧٥٥٨٥- عن يزيد بن شجرة، قال: إنّكم تُكتَبون عند الله بأسمائكم، وسِيماكم، وحُلاكم، ونجواكم، ومجالسكم، فإذا كان يوم القيامة قيل: يا فلان بن فلان، هلُمّ بنورك، ويا فلان بن فلان، لا نور لك[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/٢٦٦)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب