﴿مَرَجَ ٱلۡبَحۡرَیۡنِ یَلۡتَقِیَانِ ١٩﴾ - تفسير
٧٤١٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ﴾، قال: أرسل البحرين[[أخرجه ابن جرير ٢٢/١٩٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٤/١١٢)
لم يذكر ابنُ جرير (٢٢/١٩٩) في معنى ﴿مرج﴾ غير قول ابن عباس.
٧٤١٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ﴾ قال: بحر السماء وبحر الأرض ﴿يَلْتَقِيانِ﴾ كلّ عام[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٠٠. وعزاه ابن حجر في الفتح ٦/٦٣٣ إلى ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة.]]. (١٤/١١٣)
٧٤١٩٩- عن عبد الله بن عباس، ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾ قال: علي بن أبي طالب وفاطمة، ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ قال: النبيّ ﷺ، ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ قال: الحسن والحُسين [[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١١٦)
ابن تيمية (منهاج السنة ١/١٩٩) هذا الأثر-مستندا إلى العقل وأقوال السلف- بقوله:«وكل من له عقل وعلم يعلم بالاضطرار بطلان هذا التفسير، وأن ابن عباس لم يقل هذا».
٧٤٢٠٠- عن أنس بن مالك، ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾ قال: علي بن أبي طالب وفاطمة، ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ قال: الحسن والحُسين[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٤/١١٧)
٧٤٢٠١- عن [سعيد بن عبد الرحمن] بن أبْزى -من طريق جعفر- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: بحرٌ في السماء، وبحرٌ في الأرض[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٠٠.]]. (ز)
٧٤٢٠٢- عن سعيد بن جُبَير -من طريق جعفر- في قوله: ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: بحرُ السماء وبحرُ الأرض[[أخرجه ابن جرير ٢٢/٢٠٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٤/١١٣)
٧٤٢٠٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: مَرْجهما: استواؤهما[[تفسير مجاهد ص٦٣٧، وأخرجه ابن جرير ٢٢/٢٠١ مقتصرًا على آخره. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١١٢)
٧٤٢٠٤- عن عكرمة مولى ابن عباس، ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: حسنهما[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١١٣)
٧٤٢٠٥- عن الحسن البصري -من طريق زياد مولى مصعب- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ﴾، قال: بحرُ فارس وبحرُ الرُّوم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٦٣، وابن جرير ٢٢/٢٠٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١١٣)
٧٤٢٠٦- قال قتادة بن دعامة: ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾ أفاض أحدهما في الآخر[[ذكره يحيى بن سلام -تفسير ابن أبي زمنين ٤/٣٢٨-.]]. (ز)
٧٤٢٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ﴾، قال: بحرُ فارس وبحرُ الرُّوم، وبحرُ المشرِق وبحرُ المغرِب[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٦٣، وابن جرير ٢٢/٢٠٠ دون زيادة: وبحر المشرق وبحر المغرب، ومن طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٤/١١٣)
٧٤٢٠٨- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله ﷿: ﴿مرج البحرين يلتقيان﴾، قال: مَرج البحرين أحدهما على الآخر، فلا يتغيّران ولا يختلطان[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص١١٢.]]. (ز)
٧٤٢٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ﴾ يعني: خَلع البحرين؛ ماء المالح وماء العَذب، خَلع أحدهما على الآخر ﴿يَلْتَقِيانِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/١٩٧.]]. (ز)
٧٤٢١٠- عن سفيان الثوري -من طريق أبي حُذيفة، عن أبيه- في قول الله سبحانه: ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ﴾ قال: فاطمة وعلي بن أبي طالب، ﴿يَخْرُجُ مِنهُما اللُّؤْلُؤُ والمَرْجانُ﴾ قال: الحسن والحُسين[[أخرجه الثعلبي ٩/١٨٢.]]. (ز)
٧٤٢١١- عن سعيد بن جُبَير، مثله، وقال: ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ﴾ محمد ﷺ[[تفسير الثعلبي ٩/١٨٢.]]. (ز)
في المراد بالبحرين أقوال: الأول: عني بهما: بحر السماء، وبحر الأرض. الثاني: عني بهما: بحر فارس، وبحر الروم. الثالث: عني بهما: فاطمة، وعلي.
ولم يذكر ابن جرير (٢٢/٢٠١) غير القولين الأولين، ثم الأول مستندًا إلى الدلالة العقلية، فقال: «وذلك أنّ الله قال ﴿يخرج منهما اللؤلؤ والمرجان﴾، واللؤلؤ والمرجان إنما يخرج من أصداف بحر الأرض عن قَطر ماء السماء، فمعلوم أنّ ذلك بحر الأرض وبحر السماء».
وذكر ابنُ كثير (١٣/٣١٨) ترجيح ابن جرير، و مستندًا إلى لفظ الآية، فقال: «قال ابن جرير: لأن اللؤلؤ يتولّد من ماء السماء، وأصداف بحر الأرض. وهذا وإن كان هكذا ليس المراد بذلك ما ذهب إليه، فإنه لا يساعده اللفظ؛ فإنه تعالى قد قال: ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ أي: وجعل بينهما برزخًا، وهو: الحاجز من الأرض؛ لئلا يبغي هذا على هذا، وهذا على هذا، فيُفسد كل واحد منهما الآخر، ويُزيله عن صفته التي هي مقصودة منه. وما بين السماء والأرض لا يُسمى برزخًا وحِجرًا محجورًا».
وقد ابنُ تيمية (٦/١٧٠-١٧٢بتصرف) القول الثالث عن سفيان الثوري، من طريق الثعلبي، وذكر أنّ الثعلبي ذكره بإسنادٍ رواته مجهولون لا يُعرفون عن سفيان الثوري، ثم ساق إسناد الثعلبي، و -مستندًا لضعف إسناده- بقوله: «وهذا الإسناد ظُلمات بعضها فوق بعض، لا يثبت بمثله شيء».
ثم القول جملةً -مستندًا إلى أحوال النزول، واللغة، والنظائر، والدلالة العقلية، وإجماع المفسرين- من وجوهٍ:
أحدها: أنّ سورة الرحمن مكّيّة بإجماع المسلمين، والحسن والحُسين إنما وُلدا بالمدينة.
الثاني: أنّ تسمية هذين بحرين، وهذا لؤلؤًا، وهذا مرجانًا، وجعل النكاح مَرجًا؛ أمر لا تحتمله لغة العرب بوجه، لا حقيقة ولا مجازًا، بل كما أنه كذبٌ على الله وعلى القرآن، فهو كذبٌ على اللغة.
الثالث: أنّ الله ذكر أنه مَرج البحرين في آية أخرى، فقال في الفرقان: ﴿وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج﴾ [الفرقان:٥٣] فلو أُريد بذلك علي وفاطمة لكان ذلك ذمًّا لأحدهما، وهذا باطل بإجماع أهل السنة والشيعة.
الرابع: أنه قال: ﴿بينهما برزخ لا يبغيان﴾ فلو أُريد بذلك عليّ وفاطمة؛ لكان البرزخ الذي هو النبي ﷺ بزعمهم أو غيره هو المانع لأحدهما أن يبغي على الآخر. وهذا بالذّم أشبه منه بالمدح.
الخامس: أنّ أئمة التفسير مُتّفقون على خلاف هذا، كما ذكره ابن جرير وغيره. فقال ابن عباس: بحر السماء وبحر الأرض يلتقيان كلّ عام. وقال الحسن: ﴿مَرَجَ البَحْرَيْنِ﴾ يعني: بحر فارس والروم، ﴿بَيْنَهُما بَرْزَخٌ﴾: هو الجزائر.
وزاد ابنُ عطية (٨/١٦٦) قولين آخرين، أحدهما: عني بهما: بحر القلزم واليمن، وبحر الشام. ثانيهما: أنهما مطر السماء، وبحر الأرض. ثم أنّ المراد بالبحرين نوعي الماء: المالح والعَذب، فقال: «والظاهر عندي أنّ قوله تعالى: ﴿البحرين﴾ يريد بهما نوعي الماء: العَذب والأجاج». ولم يذكر مستندًا، و عليه بقوله: «والعبرة في هذا التأويل منيرة».
ثم ابن عطية قوله: ﴿يلتقيان﴾ حسب هذه الأقوال، على قول مَن قال: المراد بهما: بحر فارس والروم. وقول مَن قال: المراد بهما: بحر القلزم واليمن وبحر الشام. فقال: «أما قوله: ﴿يلتقيان﴾ فعلى التأويلين الأولين معناه: هما مُعدّان للالتقاء، وحقّهما أن يلتقيا لولا البرزخ». و على قول مَن قال: عني بهما بحر السماء وبحر الأرض. فقال: «وعلى القول الثالث أنهما يلتقيان كل سنة مرة». و قول مَن قال: إنه بحر يجتمع في السماء. قائلًا: «فمَن ذهب إلى أنه بحر يجتمع في السماء فهو قول ضعيف». غير أنه ذكر له ينتظم به مع قول مَن قال: إنهما مطر السماء وبحر الأرض، فقال: «وإنما يتوجه اللقاء فيه وفي القول الرابع بنزول المطر». و على القول بأنّ المراد بهما نوعي الماء: المالح والعذب بقوله: «وفي القول الخامس بالأنهار في البحر، وبالعيون قرب البحر».