الباحث القرآني

﴿كَانُوا۟ قَلِیلࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ مَا یَهۡجَعُونَ ۝١٧﴾ - تفسير الآية، ونزولها

٧٢٤٧٧- عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن صلّى أربعًا بعد المغرب مِن قبل أن يكلّم أحدًا كان أفضل مِن قيام نصف ليلة، وهي التي يقول الله تعالى: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، وهي التي يقول الله تعالى: ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضاجِعِ﴾ [السجدة:١٦]، وهي التي يقول الله تعالى: ﴿ودَخَلَ المَدِينَةَ عَلى حِينِ غَفْلَةٍ مِن أهْلِها﴾ [القصص:١٥] ...»[[أخرجه أبوالفضل الزُّهريّ في حديثه ص٥٥٨-٥٥٩ (٥٦٩)، من طريق محمد بن عبد الله بن حُميد العقدي بمكة، نا عثمان بن عبد الله بن عفان السامي، نا محمد بن إبراهيم، عن عبيد الله بن أبي سعيد، عن طاووس، عن ابن عباس به. محمد بن عبد الله بن حميد العقدي، وعثمان بن عبد الله بن عفان السامي، ومحمد بن إبراهيم، وعبيد الله بن أبي سعيد، لم أقف على مَن ذكرهم بجرح أو تعديل.]]. (ز)

٧٢٤٧٨- عن عبد الله بن رَواحة -من طريق الحسن- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: هجعوا قليلًا، ثم مدُّوها إلى السَّحر[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٣/٦٧٣)

٧٢٤٧٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبَير- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: ما تأتي عليهم ليلة ينامون حتى يُصبحوا لا يُصلُّون فيها[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٩، وابن نصر – كما في مختصر قيام الليل (٩)، والحاكم ٢/٤٦٧، والبيهقي في شعب الإيمان (٣١٠٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه. وأخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٣ بلفظ: لم يكن يمضي عليهم ليلة إلا يأخذون منها ولو شيئًا.]]. (١٣/٦٧١)

٧٢٤٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، يقول: قليلًا ما كانوا ينامون[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٨، وابن نصر في مختصر قيام الليل (٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٦٧١)

٧٢٤٨١- عن أنس بن مالك -من طريق قتادة- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: كانوا يُصَلُّون بين المغرب والعشاء، وكذلك ﴿تَتَجافى جُنُوبُهُمْ﴾ [السجدة:١٦][[أخرجه أبو داود (١٣٢٢)، وابن جرير ١٨/٦٠٩ في سورة السجدة بلفظ: كانوا يتنفلون فيما بين المغرب والعشاء، وكذلك تتجافى جنوبهم، والحاكم ٢/٤٦٧، والبيهقي في سننه ٣/١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.]]. (١٣/٦٧١)

٧٢٤٨٢- عن الأحْنَف بن قيس -من طريق قتادة- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا لا ينامون إلا قليلًا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٥.]]. (ز)

٧٢٤٨٣- عن مُطَرِّف بن عبد الله -من طريق قتادة- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: لا ينتبهون إلا قاموا يُصَلُّون[[أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٣٧ (٤٤٥).]]. (ز)

٧٢٤٨٤- عن مُطَرِّف بن عبد الله -من طريق قتادة- قال: كانوا قلَّ ليلة إلا يصيبون منها[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن جرير ٢١/٥٠٢-٥٠٣.]]. (١٣/٦٧٣)

٧٢٤٨٥- عن محمد بن علي -من طريق قتادة- قال: لا ينامون حتى يُصلُّوا العَتَمَة[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن جرير ٢١/٥٠٢.]]. (١٣/٦٧٣)

٧٢٤٨٦- عن قتادة، في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾ قال: قال رجل مِن أهل مكة -سماه قتادة- قال: صلاة العَتَمَة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٦.]]. (ز)

٧٢٤٨٧- عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق عاصم- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: لا ينامون عن العشاء الآخرة[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن نصر في مختصر قيام الليل (١٠)، وابن جرير ٢١/٥٠٣ بلفظ: لا ينامون بين المغرب والعشاء.]]. (١٣/٦٧٢)

٧٢٤٨٨- عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق الربيع بن أنس- قال: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾ كانوا يصيبون من الليل حظًّا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٣.]]. (ز)

٧٢٤٨٩- عن أبي العالية الرِّياحي -من طريق عاصم- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: قليلًا ما ينامون[[أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٤٥ (٤٩١).]]. (ز)

٧٢٤٩٠- عن إبراهيم النَّخْعي -من طريق منصور- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾: ما ينامون[[أخرجه سفيان الثوري ص٢٨١، وابن جرير ٢١/٥٠٦، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٠٨ (٣٠١).]]. (ز)

٧٢٤٩١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ورقاء، عن ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: قليل ما يرقدون ليلةً حتى الصباح لا يتهجّدون[[تفسير مجاهد ص٦١٨، وأخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٤.]]. (ز)

٧٢٤٩٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق مسلم بن خالد، عن ابن أبي نجيح- في قول الله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا قلّ ليلة تمرّ بهم إلا أصابوا منها خيرًا[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٢٠ (٤٢).]]. (ز)

٧٢٤٩٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا لا ينامون الليل كلّه[[تفسير مجاهد ص٦١٨، وأخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن نصر في مختصر قيام الليل (١٠).]]. (١٣/٦٧٣)

٧٢٤٩٤- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق الزُّبير بن عَديّ- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا قليلًا مِن الناس الذين يفعلون ذلك إذ ذاك[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٧، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٠٩ (٣٠٧). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٦٧٢)

٧٢٤٩٥- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق الزُّبير بن عَديّ- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: المتقين هم القليل، كانوا مِن الناس قليلًا[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨-٢٣٩.]]. (١٣/٦٧٢)

٧٢٤٩٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿كانُوا قَلِيلًا﴾ يقول: المحسنون كانوا قليلًا، هذه مفصولة، ثم استأنف، فقال: ﴿مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾ الهُجوع النوم[[أخرجه محمد بن نصر في مختصر قيام الليل (١٠)، وابن جرير ٢١/٥٠٨.]]. (١٣/٦٧٢)

٧٢٤٩٧- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، يقول: إنّ المحسنين كانوا قليلًا، ثم ابتدئ فقيل: ﴿مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾، كما قال: ﴿والَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ ورُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ﴾ ثم قال: ﴿والشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أجْرُهُمْ ونُورُهُمْ﴾ [الحديد:١٩][[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٧.]]. (ز)

٧٢٤٩٨- عن مالك بن دينار: سألتُ سالم بن عبد الله عن النوم قبل العشاء، فانتهرني، وقال: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: ما بين المغرب والعشاء يُصَلُّون[[أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٠٩ (٣٠٦).]]. (ز)

٧٢٤٩٩- عن سعيد بن أبي الحسن -من طريق عوف- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: قلَّ ليلة أتَتْ عليهم هَجعوها[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٥، وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٠٨ (٣٠٠).]]. (ز)

٧٢٥٠٠- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: قيام الليل[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٤٣ بنحوه، وابن جرير ٢١/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)

٧٢٥٠١- عن الحسن البصري -من طريق قتادة- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾: يُكابدون[[أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٣٧ (٤٤٥).]]. (ز)

٧٢٥٠٢- عن قتادة، في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: كان الحسن يقول: كانوا قليلًا من الليل ما ينامون[[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن جرير ٢١/٥٠٤-٥٠٥. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٨٤- بنحوه.]]. (١٣/٦٧٣)

٧٢٥٠٣- عن قتادة، في قول الله ﷿: ﴿كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون﴾، قال الحسن: ما ينامون حتى يُصَلُّون العَتَمَة[[أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد ص٢٩٩.]]. (ز)

٧٢٥٠٤- عن الحسن البصري -من طريق ابن عون- قال: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: مدُّوا الصلاة[[أخرجه ابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل ١/٣٠٨ (٢٩٩).]]. (ز)

٧٢٥٠٥- عن الحسن البصري -من طريق يونس بن عبيد- قال: مدُّوا في الصلاة ونشطوا، حتى كان الاستغفار بسَحَر[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٥، كما أخرجه بنحوه إسحاق البستي ص٤٢٥ من طريق هشام.]]. (ز)

٧٢٥٠٦- قال محمد بن كعب القُرَظيّ -من طريق أبي معشر- في قول الله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾: كانوا قليلًا مِن الليل ما ينامون[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/٥٦ (١١٠)، وسعيد بن منصور في سننه -التفسير ٧/٤١٦ (٢٠٥١).]]. (ز)

٧٢٥٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: كان لهم قليل من الليل ما يهجعون، كانوا يُصَلُّونه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٣.]]. (ز)

٧٢٥٠٨- قال محمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق معمر- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾: كانوا يُصَلُّون كثيرًا من الليل[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٤٣، وابن جرير ٢١/٥٠٦.]]. (ز)

٧٢٥٠٩- عن يزيد بن أبي حبيب -من طريق ابن لَهيعة-: أنّ ناسًا مِن أصحاب رسول الله ﷺ كانوا ينضحون لناسٍ مِن الأنصار بالدلاء على الثمار مِن أوّل الليل، ثم [...] قليلًا، ثم يُصَلُّون آخر الليل، قال الله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/٣٩ (٦٨).]]. (ز)

٧٢٥١٠- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قول الله ﷿: ﴿قليلا من الليل ما يهجعون﴾، قال: قليلًا ما ينامون[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص٩٣.]]. (ز)

٧٢٥١١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا يُصيبون من الليل حظًّا[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٣.]]. (ز)

٧٢٥١٢- عن عبد الله بن أبي نَجِيح -من طريق ابن عُلَيَّة- يقول في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا قليلًا ما ينامون ليلة حتى الصباح[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٤.]]. (ز)

٧٢٥١٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: كانوا قليلًا ما ينامون من الليل. قال: ذاك الهَجْع. قال: والعرب تقول: إذا سافرتَ اهجع بنا قليلًا. قال: وقال رجلٌ مِن بني تميم لأبي: يا أبا أسامة، صفة لا أجدها فينا، ذكر الله -تبارك وتعالى- قومًا فقال: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، ونحن -واللهِ- قليلًا من الليل ما نقوم. قال: فقال أبي: طوبى لِمَن رَقد إذا نعس، واتّقى الله إذا استيقظ[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٩.]]. (ز)

٧٢٥١٤- عن الأوزاعي -من طريق العباس بن الوليد- ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: قليلًا ما تجد المؤمن ينام ليلته كلّها[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان ٦/٣٩٣ (٢٩٠٠).]]. (ز)

٧٢٥١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾ ما ينامون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/١٢٩.]]. (ز)

٧٢٥١٦- عن حفص بن مَيْسرة، قال: بلغني في قول الله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾ ما بين المغرب والعشاء، كانت الأنصار يُصَلُّون المغرب فينصرفون إلى قباء، فبدا لهم، فأقاموا حتى صَلُّوا العشاء، فنَزَلَتْ فيهم هذه الآية: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾ ما بين المغرب والعشاء، ﴿وبِالأَسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ﴾ يَغدون من قباء فيُصَلُّون في مسجد النبي[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٤٦-٤٧ (١٠٠).]]٦١٨٧. (ز)

٦١٨٧ اختُلف في تفسير قوله: ﴿كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون﴾ على أقوال: الأول: معناه: كانوا قليلًا من الليل لا يهجعون، وقالوا: ﴿ما﴾ بمعنى الجحد. الثاني: كانوا قليلًا من الليل يهجعون، ووجهوا ﴿ما﴾ التي في قوله: ﴿ما يهجعون﴾ إلى أنها صلة. الثالث: معناه: كانوا يُصَلُّون العَتَمَة. الرابع: أن معناه: كان هؤلاء المحسنون قبل أن تُفرض عليهم الفرائض قليلًا من الناس، والكلام بعد قوله: ﴿إنهم كانوا قبل ذلك محسنين﴾ كانوا قليلًا مستأنف بقوله: ﴿من الليل ما يهجعون﴾. وقد بيّن ابنُ جرير (٢١/٥٠٦) أنه على القول الثاني «يجوز أن تكون ﴿ما﴾ في موضع رفع، ويكون تأويل الكلام: كانوا قليلًا من الليل هجوعهم». ثم قال: «وأما مَن جعل ﴿ما﴾ صلة فإنه لا موضع لها؛ ويكون تأويل الكلام على مذهبه: كانوا يهجعون قليل الليل، وإذا كانت ﴿ما﴾ صلة كان القليل منصوبًا بـ﴿يهجعون﴾». وعلّق على القول الثالث، فقال: «وعلى هذا التأويل ﴿ما﴾ في معنى الجحد». وعلّق على القول الرابع، فقال: «فالواجب أن تكون ﴿ما﴾ على هذا التأويل بمعنى الجحد». ثم رجّح (٢١/٥٠٩) -مستندًا إلى الأغلب من ظاهر اللفظ- القول الثاني، فقال: «وأولى الأقوال بالصحة في تأويل قوله: ﴿كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون﴾ قول مَن قال: كانوا قليلًا من الليل هجوعهم؛ لأن الله -تبارك وتعالى- وصفهم بذلك مدحًا لهم، وأثنى عليهم به، فوصفهم بكثرة العمل، وسهر الليل، ومكابدته فيما يُقرّبهم منه ويرضيه عنهم أولى وأشبه من وصفهم من قلّة العمل، وكثرة النوم، مع أنّ الذي اخترنا في ذلك هو أغلب المعاني على ظاهر التنزيل». وبنحوه ابنُ عطية (٨/٦٧) حيث قال: «وظاهر الآية عندي أنهم كانوا يقومون الأكثر من ليلهم، أي: من كل ليلة». وبيّن أن ﴿ما﴾ على هذا مصدرية و﴿قليلًا﴾ خبر كان، و«الهجوع» مرتفع بـ﴿قليلًا﴾ على أنه فاعل، ويكون المعنى على هذا:«كانوا قليلًا من الليل هجوعهم». وكذا ابنُ تيمية (٦/١٠٢) مستندًا إلى النظائر، فقال: «وأصح الأقوال: أنّ معناه: كانوا يهجعون قليلًا. فـ﴿قليلًا﴾ منصوب بـ﴿يهجعون﴾ و﴿ما﴾ مؤكدة. وهذا مثل قوله: ﴿بل لعنهم الله بكفرهم فقليلا ما يؤمنون﴾ [البقرة:٨٨]، وقوله: ﴿كانوا قليلًا من الليل ما يهجعون﴾ هو مُفسّر في سورة المزمل بقوله: ﴿قم الليل إلا قليلا*نصفه أو انقص منه قليلا * أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا﴾ [المزمل:٢-٤]، فهذا المستثنى من الأمر هو القليل المذكور في تلك السور، وهو قليل بالنسبة إلى مجموع الليل والنهار؛ فإنهم إذا هجعوا ثلثه أو نصفه أو ثلثاه فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يهجعوه من الليل والنهار، وسواء ناموا بالنهار أو لم يناموا». وانتقد ابنُ القيم (٣/٣٥) -مستندًا إلى الدلالة العقلية، والسنة، والنظائر- القول الأول بقوله: «وهذا ضعيف لوجوه» ثم ذكر لضعفه عدة وجوه، أهمها ما يلي: ١- أنّ هذا ليس بلازم لوصف المتقين الذين يستحقون هذا الجزاء. ٢- أنّ قيام مَن نام من الليل نصفه أحبّ إلى الله من قيام مَن قامه كلّه. ٣- أنه لو كان هذا مرادًا لكان النبي أولى به، وما قام ليلة حتى الصباح. ٤- أنه سبحانه لما أمره بقيام الليل في سورة المزمل إنما أمره بقيام النصف أو النقصان منه أو الزيادة عليه فذكر له هذه المراتب الثلاثة، ولم يذكر قيامه كلّه.

﴿كَانُوا۟ قَلِیلࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ مَا یَهۡجَعُونَ ۝١٧﴾ - النسخ في الآية

٧٢٥١٧- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُون﴾، قال: ذلك إذ أُمِروا بقيام الليل، فكان أبو ذرٍّ يعتمد على العصا، فمكثوا شهرين، ثم نَزَلَتْ الرخصة: ﴿فاقْرَءُوا ما تَيَسَّرَ مِنه﴾ [المزمل:٢٠][[أخرجه ابن أبي شيبة ٢/٢٣٨، وابن نصر في مختصر قيام الليل (١٠). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٦٧٢)

﴿كَانُوا۟ قَلِیلࣰا مِّنَ ٱلَّیۡلِ مَا یَهۡجَعُونَ ۝١٧﴾ - آثار متعلقة بالآية

٧٢٥١٨- عن الأحْنَف بن قيس -من طريق قتادة- وقرأ هذه الآية: ﴿كانُوا قليلًا مِنَ اللَّيْلِ ما يَهْجَعُونَ﴾، قال: لستُ مِن أهل هذه الآية[[أخرجه ابن جرير ٢١/٥٠٥.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب