الباحث القرآني
﴿وَلَوۡ أَنَّهُمۡ أَقَامُوا۟ ٱلتَّوۡرَىٰةَ وَٱلۡإِنجِیلَ وَمَاۤ أُنزِلَ إِلَیۡهِم مِّن رَّبِّهِمۡ﴾ - تفسير
٢٣٠٢١- عن جبير بن نُفَير، أنّ رسول الله ﷺ قال: «يُوشِكُ أن يُرفَعَ العلم». فقال زياد بن لبيد: يا رسول الله، وكيف يُرْفَعُ العلم وقد قرَأنا القرآن، وعلَّمناه أبناءنا؟ فقال: «ثَكِلَتْك أُمُّك يا ابن لبيد، إن كنتُ لَأراك مِن أفقه أهل المدينة، أوَليست التوراة والإنجيل بأيدي اليهود والنصارى، فما أغنى عنهم حينَ تَرَكوا أمرَ الله؟!». ثم قرأ: ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٧٠ (٦٥٩٥). قال ابن كثير في تفسيره ٣/١٤٨: «هكذا أورده ابن أبي حاتم حديثًا معلقًا من أول إسناده، مرسلًا في آخره».]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٢٢- عن زياد بن لبيد، قال: ذكر النبي ﷺ شيئًا، فقال: «وذلك عند ذهاب العلم». قلنا: يا رسول الله، وكيف يذهب العلمُ ونحن نقرأُ القرآن، ونُقْرِئُه أبناءنا، ويُقْرِئُه أبناؤنا أبناءَهم إلى يوم القيامة؟ قال: «ثَكِلتْك أمُّك يا ابن أمِّ لبيد، إن كنتُ لَأراك مِن أفقه رجلٍ بالمدينة، أوَليس هذه اليهود والنصارى يقرءُون التوراة والإنجيل ولا ينتفعون مما فيهما بشيء؟!»[[أخرجه ابن ماجه ٥/١٧٢ (٤٠٤٨)، وأحمد ٢٩/١٧ (١٧٤٧٣)، ٢٩/٤٤٢-٤٤٣ (١٧٩١٩، ١٧٩٢٠). قال الحاكم ٣/٦٨١ (٦٥٠٠): «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال ابن كثير في تفسيره ٣/١٤٩: «وهذا إسناد صحيح». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٤/١٩٤: «ورجال إسناده ثقات، إلا أنه منقطع».]]. (٥/٣٨١)
٢٣٠٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿وما أنزل إليهم من ربهم﴾، يعني: ما أنزل إليهم الفرقان[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٧٠ (٦٥٩٧).]]. (ز)
٢٣٠٢٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل﴾ قال: أما إقامتُهم التوراة والإنجيل فالعمل بهما، وأما ﴿ما أنزل إليهم من ربهم﴾ فمحمدٌ ﷺ، وما أُنزل عليه[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤-٥٦٥، وابن أبي حاتم ٤/١١٧٠-١١٧١ (٦٥٩٦)، و(عقب ٦٥٩٩، ٦٦٠٠، ٦٦٠٢). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٣٧٩)
٢٣٠٢٥- قال قتادة بن دعامة: إقامتهم التوراة والإنجيل أن يؤمنوا بمحمد؛ لأنهم قد أُمِروا بذلك[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٧-.]]. (ز)
٢٣٠٢٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم﴾، يقول: لو عملوا بما أنزل إليهم مما جاءهم به محمد ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٥٩٩، ٦٦٠٠).]]. (ز)
٢٣٠٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولَوْ أنَّهُمْ أقامُوا التَّوْراةَ والإنْجِيلَ﴾ فعملوا بما فيهما من أمر الرجم، والزنا، وغيره، ولم يحرفوه عن مواضعه في التوراة التي أنزلها الله ﷿، فأمّا في الإنجيل فنعت محمد ﷺ، وأما في التوراة فنعت محمد ﷺ والرجم والدماء وغيرها، ولم يحرّفوها عن مواضعها، ﴿و﴾أقاموا ﴿ما أُنْزِلَ إلَيْهِمْ مِن رَبِّهِمْ﴾ في التوراة والإنجيل من نعت محمد ﷺ، ومن إيمان بمحمد ﷺ، ولم يُحَرِّفوا نعته[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٩١.]]. (ز)
﴿لَأَكَلُوا۟ مِن فَوۡقِهِمۡ وَمِن تَحۡتِ أَرۡجُلِهِمۚ﴾ - تفسير
٢٣٠٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في الآية، يقول: لأكَلوا مِن الرزق الذي يَنزِلُ من السماء، والذي يَنبُتُ مِن الأرض[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿لأكلوا من فوقهم﴾ يعني: لأرسَل عليهم السماء مدرارًا، ﴿ومن تحت أرجلهم﴾ قال: تُخْرِجُ الأرضُ مِن بركاتِها[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٣، وابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٥٩٩، ٦٦٠٠).]]. (٥/٣٧٩)
٢٣٠٣٠- عن سعيد بن جبير، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٥٩٩، ٦٦٠٠).]]. (ز)
٢٣٠٣١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قوله: ﴿لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾، قال: بركات السماء والأرض[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤.]]. (ز)
٢٣٠٣٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿لأكلوا من فوقهم﴾ فأرْسَلْتُ عليهم مطرًا، وأما ﴿من تحت أرجلهم﴾ يقول: لأنبَتُّ لهم من الأرض من رزقي ما يُغْنِيهم[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤، وابن أبي حاتم ٤/١١٧٠-١١٧١ (٦٥٩٦)، و(عقب ٦٥٩٩، ٦٦٠٠، ٦٦٠٢). وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٣٧٩)
٢٣٠٣٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾، يقول: لأعْطَتْهم السماءُ بركاتِها، والأرضُ نباتَها[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٣. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٥٩٩، ٦٦٠٠). وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٣٧-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٣٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾، يقول: لو عملوا بما أنزل إليهم مما جاءهم به محمد ﷺ لأنزلنا عليهم المطر، فأنبت الثمر[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٥٩٩، ٦٦٠٠).]]. (ز)
٢٣٠٣٥- عن عبد الرحمن بن ميسرة الحضرمي -من طريق محمد بن عمر القباني- في قوله: ﴿ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم﴾، قال: عين زاد عين ولا أشقياء[[كذا في المطبوع من ابن أبي حاتم ٤/١١٧١ (٦٦٠١)، ولعلها: غير زارعين ولا أشقياء.]]. (ز)
٢٣٠٣٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ﴾ يعنى: المطر، ﴿ومِن تَحْتِ أرْجُلِهِمْ﴾ يعني: من الأرض؛ النبات[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٩١.]]. (ز)
٢٣٠٣٧- عن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق حجاج- قوله: ﴿لأكلوا من فوقهم﴾ المطر، ﴿ومن تحت أرجلهم﴾ من نبات الأرض[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤.]]٢١٣٦. (ز)
﴿مِّنۡهُمۡ أُمَّةࣱ مُّقۡتَصِدَةࣱۖ وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ ٦٦﴾ - تفسير
٢٣٠٣٨- عن أنس بن مالك -من طريق يعقوب بن زيد بن طلحة، عن زيد بن أسلم- قال: كنا عند رسول الله ﷺ، فذكَر حديثًا. قال: ثم حدَّثهم النبي ﷺ، فقال: «تَفَرَّقت أمةُ موسى على إحدى وسبعين ملة؛ سبعون منها في النار، وواحدةٌ في الجنة، وتفرَّقت أمةُ عيسى على اثنتين وسبعين ملة؛ واحدةٌ منها في الجنة، وإحدى وسبعون منها في النار، وتعلوا أُمتي على الفريقين جميعًا بملة واحدة في الجنة، وثنتان وسبعون منها في النار». قالوا: مَن هم، يا رسول الله؟ قال: «الجماعاتُ الجماعاتُ». قال يعقوب بن زيد: كان علي بن أبي طالب إذا حدَّث بهذا الحديث عن رسول الله ﷺ تلا فيه قرآنًا: ﴿ولو أن أهل الكتاب آمنوا واتقوا﴾ إلى قوله: ﴿ساء ما يعملون﴾. وتلا أيضًا: ﴿وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون﴾ [الأعراف:١٨١]. يعني: أمة محمد ﷺ[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٣/٢٢٦-٢٢٧ مطولًا، من طريق أبي معشر، عن يعقوب بن زيد بن طحلان، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك به. قال أبو نعيم: «هذا حديث غريب من حديث زيد، عن أنس، لم نكتبه إلا من حديث أبي معشر، عن يعقوب». وقال ابن كثير ٣/١٤٩: «وهذا حديث غريب جدًّا من هذا الوجه، وبهذا السياق».]]. (٥/٣٨١)
٢٣٠٣٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿منهم أمة مقتصدة﴾ وهم مُسلِمةُ أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٤-٥٦٥. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٣٧٩)
٢٣٠٤٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق عبد الله بن كثير- يقول: تفرَّقت بنو إسرائيل فِرَقًا؛ فقالت فرقة: عيسى هو ابن الله. وقالت فرقة: هو الله. وقالت فرقة: هو عبد الله وروحه. وهي المقتصدة، وهي مُسْلِمَة أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٦، وابن أبي حاتم ٤/١١٧١.]]. (ز)
٢٣٠٤١- قال محمد بن كعب القرظي: ﴿منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون﴾ فهؤلاء أمةٌ مقتصدةٌ؛ الذين قالوا: عيسى عبدُ الله، وكلمتُه، ورُوحُه ألقاها إلى مريم[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٣٩٠)
٢٣٠٤٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿منهم أمة مقتصدة﴾، يقول: على كتاب الله، وأمره[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٤٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿أمة مقتصدة﴾، يقول: مؤمنة[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٤٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: الأمَّة المقْتَصِدةُ: الذين لا هم فسَقوا في الدين، ولا هم غَلَوا. قال: والغُلُوُّ: الرغبة. والفِسْقُ: التقصيرُ عنه[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٧. وعزاه السيوطي إلى أبي الشيخ.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٤٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿مِنهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ﴾، يعني: عصبة عادلة في قولها، من مؤمني أهل التوراة والإنجيل، فأما أهل التوراة فعبد الله بن سلام وأصحابه، وأما أهل الإنجيل فالذين كانوا على دين عيسى ابن مريم ﷺ، وهم اثنان وثلاثون رجلًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٩١.]]. (ز)
٢٣٠٤٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿منهم أمة مقتصدة وكثير منهم ساء ما يعملون﴾، قال: المقتصدة: أهل طاعة الله. قال: وهؤلاء أهل الكتاب[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٦، وابن أبي حاتم ٤/١١٧١-١١٧٢ (٦٦٠٤).]]٢١٣٧. (ز)
﴿وَكَثِیرࣱ مِّنۡهُمۡ سَاۤءَ مَا یَعۡمَلُونَ ٦٦﴾ - تفسير
٢٣٠٤٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وكثير منهم﴾ يهود ﴿ساء ما يعملون﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٧٢ (٦٦٠٦).]]. (ز)
٢٣٠٤٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿منهم أمة مقتصدة﴾ يقول: على كتاب الله، وأمره. ثم ذمَّ أكثرَ القوم، فقال: ﴿وكثير منهم ساء ما يعملون﴾[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ.]]. (٥/٣٨٠)
٢٣٠٤٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكَثِيرٌ مِنهُمْ﴾ يعني: من أهل الكتاب، يعني: كفارهم ﴿ساءَ ما يَعْمَلُونَ﴾ يعني: بئس ما كانوا يعملون[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٩١.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.