الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُحِلُّوا۟ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡیَ وَلَا ٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَ وَلَاۤ ءَاۤمِّینَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۚ وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُوا۟ۚ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُوا۟ۘ وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ - نزول الآية
٢١٢٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾، قال: كان المشركون يَحُجُّون البيتَ الحرام، ويُهْدُون الهدايا، ويُعَظِّمون حُرْمة المشاعر، وينحرون في حَجِّهم، فأراد المسلمون أن يُغِيروا عليهم، فقال الله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾[[أخرجه النحاس في الناسخ والمنسوخ ص٣٥٩، وابن جرير ٨/٢٢-٢٣، ٣٨، ٤١، ٥٢ مُفَرَّقًا. إسناده جيد، وينظر مقدمة الموسوعة.]]. (٥/١٦٣)
٢١٢٨٨- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال: قَدِم الحُطَمُ بن هند البَكْرِيّ المدينةَ في عِير له تحمل طعامًا، فباعه، ثم دخل على النبي ﷺ، فبايعه وأسلم، فلَمّا ولّى خارجًا نَظَر إليه، فقال لِمَن عنده: «لقد دخل عَلَيَّ بوجه فاجِر، ووَلّى بقَفا غادِر». فلما قَدِم اليمامة ارْتَدَّ عن الإسلام، وخرج في عِير له تحمل الطعام في ذي القعدة يريد مكة، فلما سمع به أصحاب النبي ﷺ تَهَيَّأ للخروج إليه نفرٌ من المهاجرين والأنصار لِيَقْتَطِعُوه في عِيرِه، فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله﴾ الآية، فانتهى القوم[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٣.]]. (٥/١٦٧)
٢١٢٨٩- عن عطاء -من طريق مالك بن مِغْوَل- قال: كانوا يَتَقَلَّدون من لِحاء[[اللحاء: ما على العصا من قشرها. اللسان (لحا).]] شجر الحرم، يأمنون بذلك إذا خرجوا من الحرم، فنزلت: ﴿لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد﴾[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٨.]]. (٥/١٦٦)
٢١٢٩٠- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: أقبل الحُطَمُ بن هند البَكْرِيّ، حتى أتى النبي ﷺ، فدعاه، فقال: إلامَ تدعو؟ فأخبره، وقد كان النبي ﷺ قال لأصحابه: «يدخل اليومَ عليكم رجلٌ من رَبِيعة، يتكلم بلسان شيطان». فلما أخبره النبي ﷺ قال: انظروا، لَعَلِّي أُسْلِم، ولي من أُشاوِرُه. فخرج من عنده، فقال رسول الله ﷺ: «لقد دخل بوجه كافر، وخرج بعَقِب غادر». فمَرَّ بِسَرْحٍ[[السرح: المال السائم في المرعى. اللسان (سرح).]] من سَرْح المدينة، فساقه وهو يرتجز: قد لفها الليل بسَوّاقٍ حُطَم[[الحطم هو العنيف برعايَة الإبل في السَّوْق والإيراد والإصْدار، ويُلْقِي بعضها على بعض ويَعْسِفُها. النهاية (حطم).]] ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزّار على ظَهْر الوَضَمْ[[الوضم: ما يوضع عليه اللحم من خشبة ونحوها اتقاء الأرض. اللسان (وضم).]] باتوا نيامًا وابنُ هند لم يَنَمْ بات يُقاسِيها غلام كالزُّلَمْ[[الزُّلَمُ، والزَّلَم: قِدْحٌ لا ريش له. القاموس (زلم).]] خَدَلَّجُ السّاقَيْنِ[[خدلج الساقين: أي عظيمهما. النهاية (خدلج).]] مَمْسُوحُ القَدَمْ ثم أقبل من عامِ قابلٍ حاجًّا، قد قلَّد وأهدى، فأراد رسول الله ﷺ أن يبعث إليه، فنزلت هذه الآية حتى بلغ: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾. فقال الناس من أصحابه: يا رسول الله، خلِّ بيننا وبينه؛ فإنّه صاحبنا. قال: «إنّه قد قَلَّد». قالوا: إنما هو شيء كنا نصنعه في الجاهلية. فأبى عليهم، فنزلت هذه الآية[[أخرجه ابن جرير ٨/٣١-٣٣.]]. (٥/١٦٧)
٢١٢٩١- عن زيد بن أسلم -من طريق عبدالله بن جعفر- قال: كان رسول الله ﷺ بالحديبية وأصحابه حين صَدَّهم المشركون عن البيت، وقد اشتد ذلك عليهم، فمَرَّ بهم أُناس من المشركين من أهل المشرق، يريدون العمرة، فقال أصحاب النبي ﷺ: نَصُدُّ هؤلاء كما صَدَّنا أصحابُنا. فأنزل الله: ﴿ولا يجرمنكم﴾ الآية[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٣/١٠-.]]. (٥/١٦٦)
٢١٢٩٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أنْ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ أنْ تَعْتَدُوا﴾، نزَلَت في الخَطِيمِ[[كذا في المطبوع، ولعله «الحُطَم» مصحَّفًا.]]، واسمه شُرَيْح بن ضُبَيْعَة بن شَرْحَبِيلَ ابن عمر بن جُرْثُومٍ البَكْرِيِّ من بني قيس بن ثعلبة وفي حُجّاج المشركين، وذلك أن شُرَيْحَ بن ضُبَيْعَة جاء إلى النبي ﷺ، فقال: يا محمد، اعْرِض عَلَيَّ دينك. فعَرَض عليه، وأخبره بما له وبما عليه، فقال له شُرَيْح: إنّ في دينك هذا غِلَظًا، فأرجع إلى قومي فأعرض عليهم ما قلتَ؛ فإن قَبِلوه كنت معهم، وإن لم يقبلوه كنتُ معهم. فخرج من عند النبي ﷺ، فقال النبي ﷺ: «لقد دخل بقلب كافر، وخرج بوجه غادر، وما أرى الرجل بمسلم». ثم مَرَّ على سَرْح المدينة، فاستاقها، فطلبوه، فسبقهم إلى المدينة، وأنشأ يقول: قد لفها الليل بسواق حُطَمٍ ليس براعي إبل ولا غنم ولا بجزّار على ظهر وضَمٍ خَدَلَّج الساق ولا رَعِشُ القدم -قال أبو صالح [الهذيل بن حبيب]: قتله رجل من قومه على الكفر، وقَدِم الرجل الذي قتله مُسْلِمًا- فلمّا سار رسول الله ﷺ معتمرًا عام الحديبية في العام الذي صَدَّه المشركون، جاء شُرَيْح إلى مكة مُعْتَمِرًا، معه تجارة عظيمة، في حُجّاج بكر بن وائل، فلَمّا سمع أصحاب رسول الله ﷺ بقدوم شُرَيْح وأصحابه، وعرفوا بنبئهم، فأراد أهل السَّرْح أن يُغِيروا عليه كما أغار عليهم من قبْلُ شُرَيْح وأصحابه، فقالوا: نَسْتَأْمِر النبي ﷺ. فاسْتَأْمَرُوه، فنزلت الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ﴾، يعني: أمر المناسك، ولا تستحلوا في الشهر الحرام أخذ الهدي، ولا القلائد، يقول: ولا تُخِيفوا من قَلَّد بعيره، ولا تستحلوا القتلَ، ﴿آمِّين البيت الحرام﴾ يعني: متوجهين قِبَل البيت الحرام، من حجاج المشركين، يعني: شُرَيْح بن ضبيعة وأصحابه، ﴿يبتغون﴾ بتجاراتهم ﴿فضلًا من الله﴾ يعني: الرزق والتجارة، ورضوانه بحجهم، فنهى الله ﷿ نبيه ﷺ عن قتالهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩-٥٠١.]]. (ز)
٢١٢٩٣- عن عبد الملك ابن جريج -من طريق حَجّاج- قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، قال: ينهى عن الحجاج أن تُقْطَع سُبُلُهم. قال: وذلك أن الحُطَم قَدِم على النبي ﷺ لِيَرْتاد وينظر، فقال: إنِّي داعية قومي، فاعرض علَيَّ ما تقول. قال له: «أدعوك إلى الله أن تعبده ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم شهر رمضان، وتحج البيت». قال الحُطَم: في أمرك هذا غِلْظَة، أرجع إلى قومي، فأذكر لهم ما ذكرت؛ فإن قَبِلوه أقبلت معهم، وإن أدبروا كنت معهم. قال له: «ارجع». فلَمّا خرج قال: «لقد دخل عَلَيَّ بوجه كافر، وخرج من عندي بعَقِبَيْ غادر، وما الرجل بمسلم». فمَرَّ على سَرْح لأهل المدينة، فانطلق به، فطلبه أصحاب رسول الله ﷺ، ففاتهم، وقَدِم اليمامة، وحضر الحج، فجَهَّز خارجًا، وكان عظيم التجارة، فاستأذنوا أن يَتَلَقَّوه ويأخذوا ما معه، فأنزل الله ﷿: ﴿لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام﴾[[أخرجه الفاكهي في أخبار مكة ٢/٢٥٨-٢٥٩، وابن جرير ٨/٣٣-٣٤.]]. (ز)
٢١٢٩٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، قال: هذا يوم الفتح، جاء ناس يَؤُمُّون البيتَ من المشركين، يُهِلُّون بعمرة، فقال المسلمون: يا رسول الله، إنما هؤلاء مشركون، فمثل هؤلاء فلن ندعهم إلا أن نُغِير عليهم. فنزل القرآن: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٤.]]. (٥/١٦٨)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُحِلُّوا۟ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ وَلَا ٱلۡهَدۡیَ وَلَا ٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَ وَلَاۤ ءَاۤمِّینَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۚ وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُوا۟ۚ وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُوا۟ۘ وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ - النسخ في الآية
٢١٢٩٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، يعني: مَن تَوَجَّه قِبَل البيت. فكان المؤمنون والمشركون يَحُجُّون البيت جميعًا، فنهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدًا يَحُجُّ البيت، أو يَتَعَرَّضوا له من مؤمن أو كافر. ثم أنزل الله بعد هذا: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾ [التوبة:٢٨][[أخرجه ابن جرير ٨/٣٨، والنحاس في ناسخه ص٣٥٩-٣٦٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٣)
٢١٢٩٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق الحَكَم- في قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾ الآية، قال: نسختها ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم﴾ [التوبة:٥][[أخرجه ابن جرير ٨/٣٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/١٦٥)
٢١٢٩٧- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٦)
٢١٢٩٨- عن مجاهد بن جبر، قال: لم يُنسخ منها إلا القلائد، كان الرجل يَتَقَلَّد بشيء من لِحا الحرم فلا يُقْرب، فنُسخ ذلك[[عَلَّقه النحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٢٣٧.]]. (ز)
٢١٢٩٩- وعن مجاهد بن جبر، في قوله تعالى: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا﴾: ليست منسوخة. واحْتَجَّ بقول النبي ﷺ: «لَعَنَ اللهُ من قتل بِذَحْلٍ[[القتل بالذحل: هو القتل بالثأر أو بالعداوة. النهاية (ذحل).]] في الجاهلية»[[عَلَّقه النحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٢٤٠. وأصله عند ابن جرير ٨/٥١ كما سيأتي في تفسير قوله تعالى: ﴿أنْ تَعْتَدُوا﴾.]]١٩٢٨. (ز)
٢١٣٠٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام﴾، قال: منسوخ، كان الرجل في الجاهلية إذا خرج من بيته يريد الحج تَقَلَّد من السَّمُر فلم يَعْرِض له أحد، وإذا تَقَلَّد بقلادة شَعَر لم يَعْرِض له أحد، وكان المشرك يومئذ لا يُصَدَّ عن البيت، فأمر الله أن لا يُقاتَل المشركون في الشهر الحرام، ولا عند البيت، ثم نسخها قوله: ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم﴾ [التوبة:٥][[أخرجه عبد الرزاق ١/١٨٢، وابن جرير ٨/٢٥، ٢٧، ٣٦، ٣٨، ٣٩، والنحاس في ناسخه ص٣٥٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٥/١٦٥)
٢١٣٠١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في الآية، قال: نُسِخَ منها ﴿آمين البيت الحرام﴾ نسختها الآية التي في براءة، قال: ﴿فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم﴾ [التوبة:٥]، وقال: ﴿ما كان للمشركين أن يعمروا مساجد الله شاهدين على أنفسهم بالكفر﴾ [التوبة:١٧]، وقال: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾ [التوبة:٢٨]، وهو العام الذي حَجَّ فيه أبو بكر، ونادى عَلِيٌّ بالأذان[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٦-٣٧. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (٥/١٦٥)
٢١٣٠٢- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: نزل في شأن الحُطَم: ﴿ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ ولا آمِّينَ البَيْتَ الحَرامَ﴾، ثم نسخه الله، فقال: ﴿اقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ﴾ [البقرة:١٩١][[أخرجه ابن جرير ٨/٣٨.]]. (ز)
٢١٣٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ... نهى الله ﷿ نبيه ﷺ عن قتالهم، ثم لم يرضَ منهم حتى يُسْلِمُوا، فنَسَخَت هذه الآيةَ آيةُ السيف، فقال ﷿: ﴿فاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وجَدْتُمُوهُمْ﴾ [التوبة:٥][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٥٠١.]]. (ز)
٢١٣٠٤- قال مقاتل بن سليمان: نَسَخَتْ آيةُ السيف هذه الآيةَ كلَّها[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩.]]. (ز)
٢١٣٠٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا آمين البيت الحرام﴾، قال: هذا كله منسوخ، نسخ هذا ما أمره بجهادهم كافة[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٧. وعَلَّقه النحاس في الناسخ والمنسوخ ٢/٢٤٠.]]١٩٢٩. (ز)
﴿لَا تُحِلُّوا۟ شَعَـٰۤىِٕرَ ٱللَّهِ﴾ - تفسير
٢١٣٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عَطِيَّة العَوْفِيّ- في الآية، قال: ﴿شعائر الله﴾: ما نهى اللهُ عنه أن تُصِيبَه وأنتَ مُحْرِم١٩٣٠[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾، قال: مناسك الحج١٩٣١[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٢.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٠٨- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾، قال: معالم الله في الحج[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٠٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿لا تحلوا شعائر الله﴾، قال: القلائد: اللِّحاء في رِقاب الناس والبهائم أمانًا لهم، والصفا والمروة والهدي والبدن كل هذا من شعائر الله، قال أصحاب محمد ﷺ: هذا كله من عمل أهل الجاهلية؛ فِعْلُه وإقامتُه، فحرم الله ذلك كله بالإسلام إلا اللحاءَ القلائد ترك ذلك[[تفسير مجاهد ص٢٩٨، وأخرجه ابن جرير ٨/٢٣ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣١٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ولا الشَّهْرَ الحَرامَ﴾، قال أصحابُ محمد ﷺ: هذا كله من عمل الجاهلية؛ فعله، وإقامته، فحَرَّم الله ذلك كله بالإسلام، إلا لحاء القلائد فترك ذلك[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٩.]]. (ز)
٢١٣١١- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق حبيب المُعَلِّمِ- أنّه سُئِل عن شعائر الله. فقال: حرمات الله؛ اجتناب سخط الله، واتِّباع طاعته، فذلك شعائر الله[[أخرجه ابن جرير ٨/٢١-٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]١٩٣٢. (٥/١٦٤)
٢١٣١٢- عن حبيب بن أبي ثابت -من طريق منصور- ﴿لا تحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد﴾، قال: هذا شيء نُهِي عنه، فتُرِك كما هو. وفي لفظ: شيء كان نُهي عنه، فنزلت[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٦.]]. (ز)
٢١٣١٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تحلوا شعائر الله﴾، قال: أمّا شعائر الله: فحَرَم الله[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٢.]]١٩٣٣. (ز)
٢١٣١٤- قال مقاتل بن سليمان: قال -تعالى ذِكْرُه-: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ﴾، يعني: مناسك الحج والعمرة. وذلك أن الحُمُس -قريشًا، وخُزاعة، وكِنانَة، وعامر بن صَعْصَعَة- كانوا يَسْتَحِلُّون أن يُغِير بعضهم على بعض في الأشهر الحرم وغيرها، وكانوا لا يَسْعَوْن بين الصفا والمروة، وكانوا لا يَرَوْن الوقوف بعرفات من شعائر الله، فلَمّا أسلموا أخبرهم الله ﷿ بأنها من شعائر الله، فقال ﷿: ﴿الصَّفا والمَرْوَةَ مِن شَعائِرِ اللَّهِ﴾ [البقرة:١٥٨]، وأمر سبحانه أن يُسعى بينهما، وأنزل الله ﷿: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٨.]]. (ز)
﴿وَلَا ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ﴾ - تفسير
٢١٣١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا الشهر الحرام﴾، يعني: لا تَسْتَحِلُّوا قتالًا فيه[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٥، والنحاس في ناسخه ص٣٥٩-٣٦٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]١٩٣٤. (٥/١٦٣)
٢١٣١٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- قال: كان المشرك يومئذٍ لا يُصَدّ عن البيت، فأُمِرُوا أن لا يُقاتِلوا في الشهر الحرام، ولا عند البيت[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٨٢، وابن جرير ٨/٢٥، ٢٧، ٣٦، ٣٨، ٣٩، والنحاس في ناسخه ص٣٥٩. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٥/١٦٥)
٢١٣١٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ﴾ يعني: أمر المناسك، ولا تَسْتَحِلُّوا في الشهر الحرام أخْذَ الهَدْي، ولا القلائد، يقول: ولا تُخِيفوا من قَلَّد بعيره، ولا تستحلوا القتل، ﴿آمين البيت الحرام﴾ يعني: مُتَوَجِّهِين قِبَل البيت الحرام من حجاج المشركين، يعنى: شُرَيْحَ بْنَ ضُبَيْعَة وأصحابه، ﴿يبتغون﴾ بتجاراتهم فضلًا من الله -يعني: الرزق والتجارة-، ورضوانه بحجهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩-٥٠١.]]. (ز)
٢١٣١٨- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: هو النسيء، وذلك أنهم كانوا يُحِلُّونه في الجاهلية عامًا، ويُحَرِّمونه عامًا[[تفسير البغوي ٢/٨-٩.]]. (ز)
﴿ٱلشَّهۡرَ ٱلۡحَرَامَ﴾ - تفسير
٢١٣١٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ولا الشهر الحرام﴾، قال: هو ذو القعدة١٩٣٥[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٥.]]. (٥/١٦٦)
٢١٣٢٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ ولا الشهر الحرام ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ﴾، يقول: لا تَسْتَحِلُّوا القتل في الشهر الحرام؛ وذلك أن أبا ثُمامَة جُنادة بن عوف بن أُمَيَّة من بني كِنانة كان يقوم كلَّ سنة في سوق عُكاظ، فيقول: ألا إني قد أحللت المُحَرَّم، وحَرَّمْت صفرًا، وأحللت كذا وحَرَّمت كذا ما شاء. وكانت العرب تأخذ به، فأنزل الله تعالى: ﴿إنَّما النَّسِيءُ زِيادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ [التوبة:٣٧]، يعني: جنادة بن عوف ﴿يُحِلُّونَهُ عامًا ويُحَرِّمُونَهُ عامًا لِيُواطِئُوا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللَّهُ﴾، يعني: خلافًا على الله -جَلَّ اسمه- وعلى ما حَرَّم، ﴿فَيُحِلُّوا ما حَرَّمَ اللَّهُ﴾ من الأشهر الحرم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٨-٤٤٩.]]. (ز)
﴿وَلَا ٱلۡهَدۡیَ﴾ - تفسير
٢١٣٢١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- قال: و﴿الهدي﴾: ما لم يُقَلِّدوا[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٦. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٢٢- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: ﴿ولا الهدي﴾: وهو كل ما يُهدى إلى بيت الله؛ من بعير، أو بقرة، أو شاة[[تفسير البغوي ٢/٨-٩.]]. (ز)
﴿وَلَا ٱلۡقَلَـٰۤىِٕدَ﴾ - تفسير
٢١٣٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عَطِيَّة العَوْفِي- قال: ﴿القلائد﴾: مُقَلَّدات الهَدْي[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٧. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٢٤- عن الربيع بن أنس، قال: جلسنا إلى مُطَرِّف بن الشِّخِّير، وعنده رجل، فحَدَّثهم في قوله: ﴿ولا القلائد﴾، قال: كان المشركون يأخذون من شجر مكة من لِحاءِ السَّمُر، فيَتَقَلَّدون، فيَأْمَنُون بها في الناس، فنهى الله -عز ذكره- أن يُنزَع شجرها فيُتَقَلَّد[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٩.]]. (ز)
٢١٣٢٥- عن عطاء [بن أبي رباح] -من طريق عبد الملك- قال: ﴿ولا الهَدْيَ ولا القَلائِدَ﴾ كان المشركون يأخذون من شجر مكة من لِحاءِ السَّمُر، فيتَقَلَّدُونها، فيَأْمَنُون بها من الناس، فنهى الله أن يُنزَع شجرها فيُتَقَلَّد[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٩.]]. (ز)
٢١٣٢٦- عن إسماعيل السُّدِّي -من طريق أسباط- قوله: ﴿ولا الهدي ولا القلائد﴾، قال: إنّ العرب كانوا يتقلدون من لِحاءِ شجر مكة، فيقيم الرجل بمكانه، حتى إذا انقَضَت الأشهر الحرم فأراد أن يرجع إلى أهله قلَّد نفسه وناقته من لِحاءِ الشجر، فيأمن حتى يأتي أهله[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٨.]]. (ز)
٢١٣٢٧- قال مقاتل بن سليمان: ثم رجع إلى الآية الأولى في التقديم، فقال تعالى: ﴿ولا القَلائِدَ﴾ كفعل أهل الجاهلية؛ وذلك أنّهم كانوا يُصِيبون من الطريق. قال: وكان في الجاهلية مَن أراد الحج مِن غير أهل الحرم يُقَلِّد نفسه من الشَّعَر والوَبَر؛ فيأمن به إلى مكة، وإن كان من أهل الحرم قَلَّد نفسه وبعيره من [لِحاءِ][[في المطبوع: لحيا.]] شجر الحرم، فيأمن به حيث يذهب، فهذا في غير أشهر الحرم، فإذا كان أشهر الحرم لم يُقَلِّدوا أنفسهم ولا أباعِرهم، وهم يأمنون حيث ما ذهبوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩.]]. (ز)
٢١٣٢٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ولا القلائد﴾، قال: القلائد: كان الرجل يأخذ لِحاءَ شجرة من شجر الحرم، فيَتَقَلَّدها، ثم يذهب حيث شاء، فيأمن بذلك، فذلك القلائد[[أخرجه ابن جرير ٨/٢٨-٢٩.]]١٩٣٦. (ز)
﴿وَلَاۤ ءَاۤمِّینَ ٱلۡبَیۡتَ ٱلۡحَرَامَ﴾ - تفسير
٢١٣٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، يعني: مَن تَوَجَّه قِبل البيت. فكان المؤمنون والمشركون يَحُجُّون البيت جميعًا، فنَهى الله المؤمنين أن يمنعوا أحدًا يَحُجّ البيت، أو يَتَعَرَّضُوا له من مؤمن أو كافر. ثُمَّ أنزل الله بعد هذا: ﴿إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا﴾ [التوبة:٢٨][[أخرجه ابن جرير ٨/٣٨، والنحاس في ناسخه ص٣٥٩-٣٦٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٣)
٢١٣٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عَطِيَّة العوفي- قال: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، يقول: مَن تَوَجَّه حاجًّا[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٤)
٢١٣٣١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿ولا آمِّينَ البَيْتَ الحَرامَ﴾ فحَرَّم اللهُ على كُلِّ أحدٍ إخافتَهم[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٩.]]. (ز)
٢١٣٣٢- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، يعني: الحاجّ[[أخرجه ابن جرير ٨/٣٤-٣٥.]]. (ز)
٢١٣٣٣- عن الربيع بن أنس: في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام﴾، قال: الذين يريدون الحج[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٣٤- قال مقاتل بن سليمان: قال ﷿: ﴿ولا آمِّينَ البَيْتَ الحَرامَ﴾، يعني: مُتَوَجِّهين نحو البيت، نزلت في الخَطِيمِ، يقول: لا تَتَعَرَّضوا لحُجّاج بيت الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩.]]. (ز)
﴿یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّن رَّبِّهِمۡ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۚ﴾ - تفسير
٢١٣٣٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿يبتغون فضلا﴾، يعني: إنهم يَتَرَضَّوْن الله بحجهم[[أخرجه ابن جرير ٨/٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٣)
٢١٣٣٦- قال عبد الله بن عمر -من طريق أبي أُمَيْمَة- في الرجل يحج ويحمل معه متاعًا، قال: لا بأس به. وتلا هذه الآية: ﴿يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا﴾[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٢.]]. (ز)
٢١٣٣٧- عن الربيع بن أنس، قال: جلسنا إلى مُطَرِّف بن الشِّخِّير، وعنده رجل، فحَدَّثهم في قوله: ﴿يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا﴾، قال: التجارة في الحج، والرضوان في الحج[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٢.]]. (ز)
٢١٣٣٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قوله: ﴿ولا آمين البيت الحرام يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا﴾، قال: يبتغون الأجر والتجارة، حَرَّم الله على كل أحد إخافتهم[[تفسير مجاهد ص٢٩٩، وأخرجه ابن جرير ٨/٤٢ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٥/١٦٨)
٢١٣٣٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا﴾، قال: هي للمشركين، يلتمسون فضل الله ورضوانًا بما يُصْلِح لهم دُنْياهم[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٨٢، وابن جرير ٨/٤١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/١٦٨)
٢١٣٤٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يبتغون فضلا من ربهم ورضوانا﴾ والفضل والرضوان اللَّذان يبتغون أن يُصْلِح مَعايِشَهم في الدنيا، وأن لا يُعَجِّل لهم العقوبة فيها[[أخرجه ابن جرير ٨/٤١.]]. (ز)
٢١٣٤١- عن الربيع بن أنس، في قوله: ﴿يبتغون فضلا من ربهم﴾، قال: الحج. ﴿ورضوانا﴾، قال: الحج[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِن رَبِّهِمْ﴾ يعني: الرزق في التجارة في مواسم الحج، ﴿ورِضْوانًا﴾ يعني: رضوان الله بحجهم، فلا يرضى الله عنهم حتى يُسْلِموا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩.]]. (ز)
﴿وَإِذَا حَلَلۡتُمۡ فَٱصۡطَادُوا۟ۚ﴾ - تفسير
٢١٣٤٣- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق حُصَيْن- قال: خمس آيات في كتاب الله رُخْصَة، وليست بعَزْمَةٍ: ﴿وإذا حللتم فاصطادوا﴾ إن شاء اصطاد وان شاء لم يصطد، ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا﴾ [الجمعة:١٠]، ﴿أو على سفر فعدة من أيام أخر﴾ [البقرة:١٨٤]، ﴿فكلوا منها وأطعموا﴾ [الحج:٢٨][[أخرجه ابن جرير ٨/٤٣ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وذكر محققوه أنّه كذا في النسخ لم يُذكر في الأثر إلا أربع آيات. ولم يذكر ابن جرير ٨/٤٣ إلا آية واحدة: ﴿وإذا حللتم فاصطادوا﴾ من طريق القاسم.]]. (٥/١٦٨)
٢١٣٤٤- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق حجاج- قال: خمس آيات من كتاب الله رخصة، وليست بعزيمة: ﴿فكلوا منها وأطعموا﴾ [الحج:٢٨] فمن شاء أكل ومن شاء لم يأكل، ﴿وإذا حللتم فاصطادوا﴾ من شاء فعل ومن شاء لم يفعل، ﴿ومن كان مريضا أو على سفر﴾ [البقرة:١٨٤] فمن شاء صام ومن شاء أفطر، ﴿فكاتبوهم إن علمتم﴾ [النور:٣٣] إن شاء كاتَب وإن شاء لم يفعل، ﴿فإذا قضيت الصلاة فانتشروا﴾ [الجمعة:١٠] إن شاء انتشر وإن شاء لم ينتشر[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٤٥- قال مقاتل بن سليمان: قوله سبحانه: ﴿وإذا حَلَلْتُمْ﴾ من الإحرام ﴿فاصْطادُوا﴾، يقول: إذا حللتم من إحرامكم فاصطادوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩.]]. (ز)
﴿وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُوا۟ۘ﴾ - نزول الآية
٢١٣٤٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله: ﴿أن تعتدوا﴾ رجل مؤمن من حلفاء محمد قتل حليفًا لأبي سفيان من هُذَيْل يوم الفتح بعرفة؛ لأنه كان يقتل حُلَفاء محمد، فقال محمد ﷺ: «لعن الله من قتل بِذَحْل الجاهلية»[[أخرجه ابن جرير ٨/٥١. وأورده الثعلبي ٤/١٠.]]. (ز)
٢١٣٤٧- قال الحسن البصري: كان هذا حين صدوه يوم الحديبية عن المسجد الحرام[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٧-.]]. (ز)
﴿وَلَا یَجۡرِمَنَّكُمۡ﴾ - تفسير
٢١٣٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا يجرمنكم﴾، يقول: لا يَحْمِلَنَّكم[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٤. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]١٩٣٧. (٥/١٦٣)
٢١٣٤٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ولا يجرمنكم﴾، قال: لا يَحْمِلَنَّكم[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٩)
﴿شَنَـَٔانُ قَوۡمٍ أَن صَدُّوكُمۡ عَنِ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِ أَن تَعۡتَدُوا۟ۘ﴾ - تفسير
٢١٣٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم﴾، يقول: عداوة قوم[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (٥/١٦٣)
٢١٣٥١- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم﴾، قال: لا يَحْمِلَنَّكم بُغْضُ قومٍ[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٥٢- عن الربيع بن أنس: في قوله: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم﴾، قال: عداوة قوم[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٥٣- قال محمد بن السائب الكلبي: يعني بالقوم: أهل مكة. يقول: لا تعتدوا عليهم لِأَن صدوكم عن المسجد الحرام[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٢/٧-.]]. (ز)
٢١٣٥٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ﴾ يقول: ولا يَحْمِلَنَّكُم عداوةُ المشركين من أهل مكة ﴿أنْ صَدُّوكُمْ عَنِ المَسْجِدِ الحَرامِ﴾ يعنى: منعوكم من دخول البيت الحرام أن تطوفوا به عام الحديبية ﴿أنْ تَعْتَدُوا﴾ يعني: أن ترتكبوا معاصيَه؛ فتَسْتَحِلُّوا أخْذَ الهَدْي والقلائد والقتل في الشهر الحرام من حجاج بكر بن وائل من أهل اليمامة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٤٩-٥٠١.]]. (ز)
٢١٣٥٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا﴾، قال: بَغْضاؤُهم حتى تَأْتُوا ما لا يَحِلُّ لكم. وقرأ: ﴿أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا وتعاونوا﴾ وقال: هذا كله قد نُسِخ، نَسَخَه الجهاد[[أخرجه ابن جرير ٨/٤٩، ٥١.]]. (ز)
﴿وَتَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُوا۟ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَ ٰنِۚ وَٱتَّقُوا۟ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ ٢﴾ - تفسير
٢١٣٥٦- عن وابِصة، قال: أتيتُ رسول الله ﷺ وأنا لا أريد أن أدَع شيئًا من البِرِّ والإثم إلا سألته عنه، فقال لي: «يا وابِصَة، أخبرك عما جئت تسأل عنه أم تسأل؟». قلت: يا رسول الله، أخبِرْنِي. قال: جئتَ لتسأل عن البِرِّ والإثم. ثُمَّ جَمَع أصابعه الثلاث، فجعل يَنكُتُ بها في صدري، ويقول: «يا وابصة، استفتِ قلبك، استفتِ نفسك، البِرُّ: ما اطْمَأَنَّ إليه القلب، واطْمَأَنَّت إليه النفس. والإثمُ: ما حاك في القلب، وتَرَدَّد في الصدر، وإن أفتاك الناس وأَفْتَوْك»[[أخرجه أحمد ٢٩/٥٢٧-٥٢٨ (١٨٠٠١)، ٢٩/٥٣٢-٥٣٣ (١٨٠٠٦)، والدارمي ٢/٣٢٠ (٢٥٣٣) واللفظ له. قال أبو نعيم في الحلية ٦/٢٥٥: «غريب من حديث الزبير أبي عبد السلام». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٢/٣٥١ (٢٦٨٣): «رواه أحمد بإسناد حسن». وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ٢/٩٤: «ففي إسناد هذا الحديث أمران يُوجِبُ كُلٌّ منهما ضعفَه: أحدهما: انقطاعه بين الزبير وأيوب، فإنه رواه عن قوم لم يسمعهم. والثاني: ضعف الزبير هذا». وقال الهيثمي في المجمع١٠/٢٩٤ (١٨١١٧): «رواه الطبراني وأحمد باختصار عنه، ورجال أحد إسنادي الطبراني ثقات». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ١/١٤٨: «قال النووي إسناده حسن». وقال الرباعي في فتح الغفار ٣/١١٥٠ (٣٥٢٢): «رواه أحمد بإسناد حسن».]]. (٥/١٦٩)
٢١٣٥٧- عن النَّوّاس بن سَمْعان، قال: سألتُ رسول الله ﷺ عن البر والإثم. فقال: «البِرُّ: حُسن الخُلق. والإثم: ما حاك في نفسك، وكرهت أن يَطَّلِع عليه الناس»[[أخرجه مسلم ٤/١٩٨٠ (٢٥٥٣).]]. (٥/١٧٠)
٢١٣٥٨- عن أبي أُمامة: أنّ رجلًا سأل النبي ﷺ عن الإثم، فقال: «ما حَكَّ في نفسك فَدَعْهُ». قال: فما الإيمان؟ قال: «مَن ساءته سَيِّئتُه، وسَرَّتْهُ حسنتُه فهو مؤمن»[[أخرجه أحمد ٣٦/٤٨٤ (٢٢١٥٩)، ٤٦/٤٩٧ (٢٢١٦٦)، ٤٦/٥٣٧ (٢٢١٩٩)، وابن حبان ١/٤٠٢ (١٧٦)، والحاكم ١/٥٨ (٣٣). قال الحاكم: «وهكذا رواه علي بن المبارك، ومَعْمَر بن راشد، عن يحيى بن أبي كثير». وقال الهيثمي في المجمع ١/٨٦ (٢٨٧): «رجاله رجال الصحيح، إلا أنّ فيه يحيى بن أبي كثير، وهو مُدَلِّس، وإن كان من رجال الصحيح». وقال المناوي في فيض القدير ٦/١٥٣: «قال العراقي: حديث صحيح».]]. (٥/١٧٠)
٢١٣٥٩- عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله ﷺ: «الإثم حَوازُّ[[حوازُّ القلوب: هي الأمور التي تحزُّ فيها، أي تؤثر كما يؤثر الحزُّ في الشيء، ورواه شمر: الإثم حَوّاز القلوب بتشديد الواو: أي يَحوزها ويتملكها ويغلب عليها. النهاية (حزز).]] القلوب، وما من نظرة إلا وللشيطان فيها مَطْمَع»[[أخرجه أبو داود في كتاب الزهد ص١٣٤-١٣٥ (١٢٥)، والطبراني في الكبير ٩/١٤٩ (٨٧٤٩). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٢٥ (٢٩٣٢): «رواه البيهقي وغيره، ورواته لا أعلم فيهم مجروحًا، لكن قيل صوابه الوقوف». وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم ٢/٩٦: «صَحَّ عن ابن مسعود». وقال الهيثمي في المجمع ١/١٧٦ (٨١٩): «رواه الطبراني كله بأسانيد رجالها ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٦/٢٢١ (٢٦١٣): «موقوف».]]. (٥/١٧١)
٢١٣٦٠- عن عبد الله بن مسعود، قال: الإثم حَوازُّ القلوب[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/١٧١)
٢١٣٦١- عن عبد الله بن مسعود، قال: الإثم حَوازُّ القلوب، فإذا حزَّ في قلب أحدكم شيء فليَدَعْه[[أخرجه البيهقي (٧٢٧٧).]]. (٥/١٧١)
٢١٣٦٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾، قال: البِرُّ: ما أُمِرْتَ به. والتقوى: ما نُهِيتَ عنه[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٢-٥٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]١٩٣٨. (٥/١٦٣)
٢١٣٦٣- عن أبي العالية الرياحي -من طريق الربيع- في قوله: ﴿وتعاونوا على البر والتقوى﴾، قال: البِرُّ: ما أُمِرْتَ به. والتقوى: ما نُهِيتَ عنه[[أخرجه ابن جرير ٨/٥٣.]]١٩٣٩. (ز)
٢١٣٦٤- عن الربيع بن أنس، مثله[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وقد أورد السيوطي أحاديث عديدة عن فضائل أعمال تضمنَّت تعاونًا على البر والتقوى، وأخرى في الترهيب من أعمال تضمنَّت تعاونًا على الإثم والعدوان ٥/١٧٠–١٧٤.]]. (٥/١٦٩)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.