الباحث القرآني
﴿مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۖ﴾ - تفسير
٧١٤٥٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق سفيان الثوري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء-: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ﴾ أبو بكر، ﴿أشِدّاءُ عَلى الكُفّارِ﴾ عمر، ﴿رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾ عثمان، ﴿تَراهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ عليّ، ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ ورِضْوانًا﴾ طلحة، والزبير، ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾ عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح، ﴿ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ﴾ بأبي بكر، ﴿فاسْتَغْلَظَ﴾ بعمر، ﴿فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ﴾ بعثمان، ﴿يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾ بعليّ، ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ جميع أصحاب محمد ﷺ[[أخرجه القاضي أحمد بن محمد الزهري في فضائل الخلفاء الأربعة -كما في التدوين في أخبار قزوين ٢/٤٦١-٤٦٢-. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، والشيرازي في الألقاب.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٤٥١- عن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، في قوله: ﴿محمد رسول الله﴾ قال: ﴿محمد رسول الله والذين معه﴾ أبو بكر الصديق، ﴿أشداء على الكفار﴾ عمر بن الخطاب، ﴿رحماء بينهم﴾ عثمان بن عفان، ﴿تراهم ركعًا سجدًا﴾ علي بن أبي طالب، ﴿سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾ عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، ﴿ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل﴾ إلى آخر السورة[[أخرجه أبو عمرو الداني في المكتفى ص٢٠١ (٣٣).]]. (ز)
٧١٤٥٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾، قال: جعل الله في قلوبهم الرَّحمة بعضهم لبعض[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٢)
٧١٤٥٣- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال تعالى للذين أنكروا أنّه رسول الله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ﴾ من المؤمنين ﴿أشِدّاءُ﴾ يعني: غُلظاء ﴿عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾ يقول: مُتَوادِّين بعضهم لبعض، ﴿تَراهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا﴾ يقول: إذا رأيتَهم تعرف أنهم أهل ركوع وسجود في الصلوات، ﴿يَبْتَغُونَ فَضْلًا﴾ يعني: رِزقًا من الله، ﴿ورِضْوانًا﴾ يعني: يطلبون رِضا ربهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]٦٠٧٩. (ز)
﴿مُّحَمَّدࣱ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ وَٱلَّذِینَ مَعَهُۥۤ أَشِدَّاۤءُ عَلَى ٱلۡكُفَّارِ رُحَمَاۤءُ بَیۡنَهُمۡۖ تَرَىٰهُمۡ رُكَّعࣰا سُجَّدࣰا یَبۡتَغُونَ فَضۡلࣰا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَ ٰنࣰاۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٤٥٤- عن عائشة- من طريق علقمة بن وقاص- قالت: لَمّا مات سعد بن معاذ حضره رسول الله ﷺ وأبو بكر وعمر، فوالذي نفس محمد بيده، إنِّي لَأعرف بكاء أبي بكر مِن بكاء عمر وأنا في حجرتي، وكانوا كما قال الله: ﴿رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾ قيل: فكيف كان رسول الله ﷺ يصنع؟ فقالت: كانت عينه لا تدمع على أحد، ولكنه كان إذا وجَد فإنما هو آخِذٌ بلحيته[[أخرجه مطولًا أحمد ٤٢/٢٦(٢٥٠٩٧)، وابن حبان ١٥/٥٠(٧٠٢٨)، من طريق محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص، عن أبيه، عن جده، به. قال الهيثمي في المجمع ٦/١٣٨(١٠١٥٥):«فيه محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ١/٤٥ (٧١):«وهذا إسناد حسن».]]. (١٣/٥١٧)
﴿سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ﴾ - تفسير
٧١٤٥٥- عن أُبي بن كعب، قال: قال رسول الله ﷺ، في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: «النور يوم القيامة»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٤/٣٧١ (٤٤٦٤)، وفي الصغير ١/٣٧٠ (٦١٩). قال الطبراني: «لم يرفع هذا الحديث عن أبي جعفر الرازي إلا رواد والمسيّب، تفرّد به محمد بن أبي السري». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٠٧ (١١٣٤٧): «فيه رواد بن الجراح؛ وثّقه ابن حبان وغيره، وضعّفه الدارقطني وغيره». وقال السيوطي: «بسند حسن».]]. (١٣/٥١٩)
٧١٤٥٦- عن عبد الله بن عباس، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: «قال لي جبريل: إذا نظرتُ إلى الرجل مِن أُمّتك عرفتُ أنّه مِن أهل الصلاة من أثَر الوضوء، وإذا أصبح عرفتُ أنه قد صلّى مِن الليل، وهو -يا محمد- العفاف في الدّين، والحياء، وحُسن السَّمْت»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٤٥٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: أما إنه ليس بالذين ترون، ولكنه سِيما الإسلام، وسَحْنَته، وسَمْته، وخشوعه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٣.]]. (١٣/٥١٩)
٧١٤٥٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: السَّمْت الحسن[[أخرجه محمد بن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦، وابن جرير ٢١/٣٢٣، والبيهقي ٢/٢٨٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥١٩)
٧١٤٥٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٣)
٧١٤٦٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق سفيان الثوري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾: عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وأبو عبيدة بن الجراح[[جزء من الأثر الذي تقدم مع تخريجه في أول تفسير الآية.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٤٦١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: بياضٌ يغشى وجوهَهم يوم القيامة[[أخرجه البخاري في تاريخه ٣/٢١، وابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦.]]. (١٣/٥١٩)
٧١٤٦٢- عن الحسن البصري -من طريق علي بن المبارك، عن غير واحد-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٣، وابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٧.]]. (١٣/٥١٩). (ز)
٧١٤٦٣- قال أبو العالية الرِّياحيّ: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾ يسجدون على التراب لا على الأثواب[[تفسير الثعلبي ٩/٦٥، وتفسير البغوي ٦/٣٢٤.]]. (ز)
٧١٤٦٤- عن سعيد بن جُبير -من طريق جعفر- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: ندى الطّهور، وثرى الأرض[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٥. وعلقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٧. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٤٦٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق الحكم- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ قال: السّحْنَة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٤، وابن أبي حاتم -كما في تغليق التعليق ٤/٣١٣-.]]. (ز)
٧١٤٦٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق حميد الأعرج- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: الخشوع، والتواضع[[أخرجه سفيان الثوري ١/٢٧٨، وابن المبارك (١٧٤)، وعبد بن حميد -كما في الفتح ٨/٥٨٢-، وعبد الرزاق ٢/٢١٥، وابن جرير ٢١/٣٢٣. وعلقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٤٦٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: ليس الأثر في الوجه، ولكن الخشوع[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٤. وعلقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد. وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٣/٢٨٢ بلفظ: الخشوع في الصلاة. وأخرجه ابن أبي حاتم -كما في الفتح ٨/٥٨٢- بلفظ: هو الخشوع.]]. (١٣/٥٢٠)
٧١٤٦٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق منصور- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ قال هو الخشوع، فقلتُ: هو أثَر السجود، فقال: إنه يكون بين عينيه مثل رُكْبة العَنز، وهو كما شاء الله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٤.]]. (ز)
٧١٤٦٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- ﴿سيماهم في وجوههم﴾، قال: ليس التراب في الوجه، ولكنه الخشوع والوقار[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٧٨.]]. (ز)
٧١٤٧٠- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم، قال: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ هو السّهر؛ إذا سهر الرجل من الليل أصبح مُصفرًّا[[علقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٤٧١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق سليمان التيمي، عن رجل- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: السّهر[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٥٧١. وعلقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٤٧٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مالك بن دينار- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: هو أثَر التراب[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٦.]]. (ز)
٧١٤٧٣- عن الحسن البصري -من طريق سفيان، عن رجل- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾، قال: الصّفرة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٥.]]. (ز)
٧١٤٧٤- عن عطية بن سعد العَوفيّ -من طريق فضيل- قال: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ موضع السجود أشد وجوههم بياضًا يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٣. وعلقه ابن نصر في مختصر قيام الليل ص١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢٠)
٧١٤٧٥- قال عطاء الخُراساني: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ دخل في هذه الآية كل مَن حافظ على الصلوات الخمس[[تفسير الثعلبي ٩/٦٥، وتفسير البغوي ٦/٣٢٤.]]. (ز)
٧١٤٧٦- عن خالد الحنفي -من طريق عبيد الله العتكي- قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: يُعرف ذلك يوم القيامة في وجوههم مِن أثَر سجودهم في الدنيا، وهو كقوله: ﴿تَعْرِفُ فِي وُجُوهِهِمْ نَضْرَةَ النَّعِيمِ﴾ [المطففين:٢٤][[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٢.]]. (ز)
٧١٤٧٧- قال شِمْرُ بن عطية -من طريق حفص بن حميد- ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾: هو تهيّجٌ في الوجه مِن سَهَر الليل[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٥.]]. (ز)
٧١٤٧٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سِيماهُمْ﴾ يعني: علامتهم ﴿فِي وُجُوهِهِمْ﴾ الهدي، والسَّمْت الحَسن ﴿مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾ يعني: مِن أثَر الصلاة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]. (ز)
٧١٤٧٩- عن مقاتل بن حيّان -من طريق شبيب بن عبد الملك- قال: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، قال: النور يوم القيامة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٢، وإسحاق البستي ص٣٧٩.]]. (ز)
٧١٤٨٠- قال عبد الملك ابن جُرَيْج: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ﴾ هو الوقار، والبهاء[[تفسير الثعلبي ٩/٦٥.]]. (ز)
٧١٤٨١- قال سفيان الثوري: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾ يصلون بالليل، فإذا أصبحوا رُئِي ذلك في وجوههم[[تفسير الثعلبي ٩/٦٥.]]. (ز)
٧١٤٨٢- عن المعتمر، عن أبيه، قال: زعم الشيخ الذي كان يقصّ في عُسْر، وقرأ: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾، فزعم: أنه السّهر يُرى في وجوههم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٥.]]٦٠٨٠. (ز)
﴿سِیمَاهُمۡ فِی وُجُوهِهِم مِّنۡ أَثَرِ ٱلسُّجُودِۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٤٨٣- عن سَمُرَة بن جُندَب، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ الأنبياء يتباهَون أيّهم أكثر أصحابًا مِن أُمّته، فأرجو أن أكون يومئذ أكثرهم كلّهم وارِدة، وإنّ كلّ رجل منهم يومئذ قائم على حوضٍ ملآن معه عصا، يدعو مَن عرف مِن أُمّته، ولكل أُمّة سيما يعرفهم بها نبيّهم»[[أخرجه الترمذي ٤/٤٣٧-٤٣٨ (٢٦١١) مختصرًا، والطبراني في الكبير ٧/٢١٢ (٦٨٨١)، ٧/٢٥٩ (٧٠٥٣) واللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وقد روى الأشعث بن عبد الملك هذا الحديث عن الحسن، عن النبي ﷺ مرسلًا، ولم يذكر فيه عن سمرة، وهو أصح». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٦٣ (١٨٤٦١): «رواه الطبراني، وفيه مروان بن جعفر السمري، وثّقه ابن أبي حاتم، وقال الأزدي: يتكلّمون فيه، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٤/١١٨: «الإسناد حسن عندي؛ لأن السمري هذا صدوق صالح الحديث».]]. (١٣/٥٢٠)
٧١٤٨٤- عن عبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن أبي طالب، قالا: دخل أسامةُ بن زيد على النبي ﷺ، فأقبل النبي ﷺ بوجهه، ثم قال: «يا أسامة بن زيد، عليك بطريق الجنّة، وإيّاك أن تحيد عنه فتَختلج دونها». فقال أسامة: يا رسول الله، دُلّني على ما أُسْرِع به قَطْع ذلك الطريق. قال: «عليك بالظمأ في الهواجر، وقَصْر النفس عن لذّتها ولذّة الدنيا، والكفّ عن محارم الله. يا أسامة، إنّ أهل الجنّة يتلذّذون ريح فَم الصائم، وإنّ الصوم جُنّة من النار، فعليك بذلك، وتقرّب إلى الله بكثرة التهجُّد والسجود؛ فإنّ أشرف الشّرف قيام الليل، وأقرب ما يكون العبد من ربه إذا كان ساجدًا، وإنّ الله ﷿ يباهي به ملائكته ويُقبل إليه بوجهه. يا أسامة بن زيد، إيّاك وكلّ كَبد جائعة تخاصمك عند الله يوم القيامة. يا أسامة بن زيد، إيّاك أن تَعْدُ عيناك عن عباد الله الذين أذابوا لحومهم بالرياح والسمائم، وأظمأوا الأكباد حتى غَشِيَتْ أبصارهم من الظُلَمِ، أسهروا ليلهم خُشّعًا رُكّعًا ﴿يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوههم من أثر السجود﴾، تعرفهم بِقاعُ الأرض، تحفّ بهم الملائكة، تحوم حواليهم الطير، تذلّ لهم السّباع كذلِّ الكلب لأهله»[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٨/٧٧-٧٨، من طريق أحمد بن محمد بن عمران بن الجندي، أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا أبو العباس أحمد بن يزيد الحميري، نا عبادة بن يزيد الحميري، عن محمد بن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبد الله بن عباس، ومحمد بن علي بن علي بن أبي طالب به. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه أحمد بن محمد بن عمران أبو الحسن بن الجندي، قال الخطيب: «كان يضعّف في روايته، ويُطعن عليه في مذهبه». وقال الأزهري: «ليس بشيء». وأورد ابن الجوزي في الموضوعات في فضل علي حديثًا بسندٍ رجاله ثقات إلا الجندي، فقال: «هذا موضوع، ولا يتعدّى الجندي». كما في لسان الميزان لابن حجر ١/٦٣٩.]]. (ز)
٧١٤٨٥- عن جُعَيْد بن عبد الرحمن، قال: كنت عند السائب بن يزيد، إذ جاء رجل في وجهه أثَر السجود، فقال: لقد أفسد هذا وجهَه، أما -واللهِ- ما هي السّيما التي سمّى الله، ولقد صلّيتُ على وجهي منذ ثمانين سنة ما أثَّر السجود بين عَينيّ[[أخرجه الطبراني (٦٦٨٥)، والبيهقي ٢/٢٨٧. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ٧/١٠٧: «رجاله ثقات».]]. (١٣/٥٢٠)
﴿ذَ ٰلِكَ مَثَلُهُمۡ فِی ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ وَمَثَلُهُمۡ فِی ٱلۡإِنجِیلِ كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ﴾ - تفسير
٧١٤٨٦- عن أبي هريرة، أن النبيَّ ﷺ قال: «والذين آمنوا معه ﴿مثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه﴾». قال[[القائل مالك بن أنس كما في رواية الدر.]]: وأنزل في الإنجيل نَعْت النبي ﷺ وأصحابه[[أخرجه العقيلي في الضعفاء الكبير ٤/١٦٩، عن موسى بن محمد، عن مالك، عن أبي الزِّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة به. فيه موسى بن محمد الجملي، قال عنه العقيلي ٤/١٦٩: «يُحدِّث عن الثِّقات بالبواطيل والموضوعات». وعزاه السيوطي في الدر إلى الخطيب في رواة مالك بلفظ: «والذين معه مَثلهم في التوراة كزرْعٍ أخرَجَ شَطْأه». قال مالك: نزل في الإنجيل نَعْت النَّبيّ وأصحابه. وقال السيوطي: «بسند ضعيف».]]. (١٣/٥١٧)
٧١٤٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ﴾: يعني: نعتُهم مكتوب في التوراة والإنجيل قبل أنْ يَخلُق السموات والأرض[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٧. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٢)
٧١٤٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم في وجوهم من أثر السجود ذلك مثلهم في التوراة﴾: يعني: هذا الذي قصّ لذلك مَثلهم في التوراة، ﴿ومثلهم﴾ الآخر ﴿في الإنجيل كزرع أخرج شطأه﴾ أول ما يخرج الزرع، ﴿فآزره﴾ فنَبتَ، ﴿فاستغلظ فاستوى على سوقه﴾ نباته، أو نباته كلّه، ﴿يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما﴾[[أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط ١/٧٩.]]. (ز)
٧١٤٨٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾: فهذا مَثلٌ ضربه الله لأهل الكتاب إذا خرج قومٌ يَنبُتون كما يَنبُت الزّرع، فيهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ثم يغلُظون فهم الذين كانوا معهم، وهو مَثَلٌ ضربه لمحمد ﷺ، يقول: يبعث الله النبيَّ وحده، ثم يجتمع إليه ناسٌ قليلٌ يُؤمِنون به، ثم يكون القليل كثيرًا، ويستغلظون، ويَغيظ الله بهم الكفّار، يَعجَب الزُّرّاع من كثرته وحُسن نباته[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٣)
٧١٤٩٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ﴾: والإنجيل واحد[[تفسير مجاهد ص٦٠٩، وأخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٨.]]. (ز)
٧١٤٩١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- في قول الله: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ﴾ الآية، قال: هذا مَثلهم في التوراة، ومَثلٌ آخر في الإنجيل: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٨.]]. (ز)
٧١٤٩٢- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ﴾: يعني: السِّيما في الوجوه مثلهم في التوراة، وليس بمَثلهم في الإنجيل، ثم قال ﷿: ﴿ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ الآية، هذا مَثلهم في الإنجيل[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٨، وإسحاق البستي ص٣٨٠.]]. (ز)
٧١٤٩٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ﴾ قال: هذا المَثل في التوراة، ﴿ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه﴾ فهذا مَثل أصحاب رسول الله ﷺ في الإنجيل[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٧. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٢)
٧١٤٩٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-: فذلك مَثلهم في التوراة، وذكر مَثلًا آخر في الإنجيل، فقال: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٨، وابن جرير ٢١/٣٢٨ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٢)
٧١٤٩٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ﴾ يقول: ذلك الذي ذُكِر مِن نَعْت أمة محمد ﷺ في التوراة، ثم ذكر نَعْتَهم في الإنجيل، فقال: ﴿ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]. (ز)
٧١٤٩٦- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِن أثَرِ السُّجُودِ﴾: ذلك مَثلهم في التوراة، ﴿ومَثلهم في الإنجيل كزرعٍ أخرج شطأه﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٢٨.]]٦٠٨١. (ز)
﴿كَزَرۡعٍ أَخۡرَجَ شَطۡـَٔهُۥ﴾ - تفسير
٧١٤٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْراةِ ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: سُنبله حين يتسَلّع[[تسلع: تشقق. لسان العرب (سلع).]] نباته عن حبّاته[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٠. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٣)
٧١٤٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: ﴿كزرع أخرج شطأه﴾: أول ما يخرج الزرع[[أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط ١/٧٩.]]. (ز)
٧١٤٩٩- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿كَزَرْعٍ﴾ قال: أصل الزّرع عبد المطلب ﴿أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ محمد ﷺ، ﴿فَآزَرَهُ﴾ بأبي بكر، ﴿فاسْتَغْلَظَ﴾ بعمر، ﴿فاسْتَوى﴾ بعثمان، ﴿عَلى سُوقِهِ﴾، ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾ بعلي[[أخرجه الخطيب ١١/١٧١، وابن عساكر ٣٩/١٧٧-١٧٨. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٥٠٠- عن أنس بن مالك -من طريق حميد- ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: نباته؛ فُرُوخه[[الفروخ من السُنبُل: ما استبان عاقبته وانعقد حبه. النهاية (فرخ).]][[أخرجه عبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣١٤-، وابن جرير ٢١/٣٢٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٠١- عن مجاهد بن جبر، ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: حين تخرج منه الطّاقَة[[الطاقة: شعبة أو حزمة من ريحان أو زهر. الوسيط (طوق).]][[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٠٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: ما يَخرُج بجنب الحَقْلة[[الحقلة: الزرع قد تشعب ورقه وظهر وكثر، أو إذا استجمع خروج نباته، أو ما دام أخضر. القاموس المحيط (حقل)]]، فيتم ويَنمِي[[تفسير مجاهد ص٦٠٩، وأخرجه عبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣١٤-، وابن جرير ٢١/٣٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٠٣- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد-: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، يعني: أصحاب محمد ﷺ يكونون قليلًا، ثم يزدادون ويكثرون، ويستغلظون[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٠، وإسحاق البستي ص٣٨٠.]]. (ز)
٧١٥٠٤- عن عكرمة مولى ابن عباس، ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: نباته[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٠٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: هذا نَعْت أصحاب محمد في الإنجيل. قيل له: إنه سيخرج قوم يَنبُتون نبات الزّرع، يخرج منهم قوم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٢)
٧١٥٠٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-= (ز)
٧١٥٠٧- ومحمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق معمر- ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قالا: أخرج نباته[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٨، وابن جرير ٢١/٣٣٠.]]. (ز)
٧١٥٠٨- قال إسماعيل السُّدّيّ: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾ هو أن يَخرج معه الطاقة الأخرى[[تفسير الثعلبي ٩/٦٥، وتفسير البغوي ٦/٣٢٤.]]. (ز)
٧١٥٠٩- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قوله ﷿: ﴿كزرع أخرج شطأه﴾، قال: شَطْأه: ورقه[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص١٢٠.]]. (ز)
٧١٥١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، يعني: الحلقة[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعله: الحقلة، كما في أثر مجاهد السابق.]]، وهو النَّبْت الواحد في أول ما يخرج[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨، وفي تفسير الثعلبي ٩/٦٥، وتفسير البغوي ٦/٣٢٤ منسوبًا إلى مقاتل دون تعيينه: هو نبت واحد، فإذا خرج ما بعده فهو شطأه.]]. (ز)
٧١٥١١- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾: أولاده، ثم كثرت أولاده[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٠.]]. (ز)
﴿فَـَٔازَرَهُۥ فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِۦ﴾ - تفسير
٧١٥١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿فَآزَرَهُ﴾، يقول: نباته مع التفافه حين يُسَنبِل، فهذا مَثلٌ ضربه الله لأهل الكتاب إذا خرج قوم يَنبُتون كما يَنبُت الزّرع، يتسَلّع فيهم رجال يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ثم يغْلُظون، فهم الذين كانوا معهم، وهو مَثلٌ ضربه لمحمد، يقول: يبعث الله النبيُّ وحده، ثم يجتمع إليه ناس قليل يؤمنون به، ثم يكون القليل كثيرًا، ويَستَغلِظون، ويَغيظ الله بهم الكفار، يَعجب الزُّرّاع من كثرته وحُسن نباته[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٣)
٧١٥١٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جُبير- في قوله: ﴿فآزره﴾ فنَبتَ، ﴿فاستغلظ فاستوى على سوقه﴾ نباته، أو نباته كلّه، ﴿يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار وعد الله الذين آمنوا وعملوا الصالحات منهم مغفرة وأجرا عظيما﴾[[أخرجه البخاري في التاريخ الأوسط ١/٧٩.]]. (ز)
٧١٥١٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الأحوص- في قوله: ﴿فَآزَرَهُ﴾ بأبي بكر، ﴿فاسْتَغْلَظَ﴾ بعمر، ﴿فاسْتَوى﴾ بعثمان، ﴿عَلى سُوقِهِ﴾[[أخرجه الخطيب١١/١٧١، وابن عساكر ٣٩/١٧٧-١٧٨. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٥١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق سفيان الثوري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء-: ﴿ومَثَلُهُمْ فِي الإنْجِيلِ كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ﴾ بأبي بكر، ﴿فاسْتَغْلَظَ﴾ بعمر، ﴿فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ﴾ بعثمان[[جزء من الأثر الذي تقدم مع تخريجه في أول تفسير الآية.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٥١٦- عن مجاهد بن جبر: ﴿فَآزَرَهُ﴾ قوّاه، ﴿فاسْتَغْلَظَ فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ﴾ قال: على كعابه، مَثَلُ المسلمين[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥١٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿فَآزَرَهُ﴾ قال: فشدّه وأعانه ﴿عَلى سُوقِهِ﴾ قال: على أصوله[[تفسير مجاهد ص٦٠٩، وأخرجه عبد بن حميد -كما في تغليق التعليق ٤/٣١٤-، وابن جرير ٢١/٣٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥١٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- قوله: ﴿فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه﴾، قال: شدّه وإتمامه -إن شاء الله-[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٨٠.]]. (ز)
٧١٥١٩- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جويبر- ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ﴾، قال: يقول: حبُّ بُرٍّ نُثِر متفرِّقًا، فتُنبت كل حبّة واحدة، ثم أنبَتت كلّ واحدة منها حتى استَغلظ فاستوى على سُوقه. قال: يقول: كان أصحابُ محمد ﷺ قليلًا، ثم كثروا، ثم استغلظوا ليَغيظ الله بهم الكفار[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٥٢٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-= (ز)
٧١٥٢١- ومحمد بن شهاب الزُّهري -من طريق معمر- ﴿فَآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ﴾: فتلاحق[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٨، وابن جرير ٢١/٣٣٢.]]. (ز)
٧١٥٢٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَآزَرَهُ﴾ يعني: فأعانه أصحابه، يعني: الوابلة التي تَنبُت حول الساق، ﴿فَآزَرَهُ﴾ كما آزَر [الحقْلَة] والوابلة بعضه بعضًا. فأمّا شَطْأه: فهو محمد ﷺ، خرج وحده كما خرج النَّبْت وحده. وأما الوابلة التي تنَبُت حول الشَّطْأة فاجتمعت: فهم المؤمنون، كانوا في قِلّة كما كان أول الزرّع دقيقًا، ثم زاد نَبت الزرع، فغلظ، فآزَره، ﴿فاسْتَغْلَظَ﴾ كما آزَر المؤمنون بعضهم بعضًا، حتى إذا استغلظوا واستووا على أمرهم كما استغلظ هذا الزَّرع[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]. (ز)
٧١٥٢٣- عن عطاء الخُراسانيّ -من طريق يونس بن يزيد- في قوله ﷿: ﴿فآزره﴾، قال: ثبت في أصل الورقة[[أخرجه أبو جعفر الرملي في جزئه (تفسير عطاء) ص١٢١.]]. (ز)
٧١٥٢٤- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَآزَرَهُ﴾ اجتمع ذلك فالتفّ. قال: وكذلك المؤمنون خرجوا وهم قليل ضعفاء، فلم يزل اللهُ يزيد فيهم، ويؤيّدهم بالإسلام، كما أيّد هذا الزّرع بأولاده، فآزره، فكان مَثلًا للمؤمنين[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٢.]]. (ز)
﴿یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾ - تفسير
٧١٥٢٥- عن خَيْثَمَة، قال: قرأ رجل على عبد الله [بن مسعود] سورة الفتح، فلما بلغ: ﴿كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فاسْتَغْلَظَ فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾، قال: ليَغيظ اللهُ بالنبي ﷺ وبأصحابه الكفارَ. ثم قال: أنتم الزّرع، وقد دنا حصاده[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٥/١٥٣، وابن جرير ٢١/٣٢٩، والحاكم ٢/٤٦١، والبيهقي في سننه ٩/٥.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٢٦- عن عائشة، في قوله: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾، قالت: أصحابُ رسول الله ﷺ، أُمروا بالاستغفار لهم، فسبُّوهم[[أخرجه الحاكم ٢/٤٦٢.]]. (١٣/٥٢٦)
٧١٥٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- في قوله: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾، يقول الله: مَثلهم كمَثل زرعٍ أخرج شَطْأه فآزره، فاستغلظ، فاستوى على سُوقه، حتى بلغ أحسن النبات، يَعجب الزُّراّع من كثرته، وحُسن نباته[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٣)
٧١٥٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الأحوص- في قوله: ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾: بعلي[[أخرجه الخطيب ١١/١٧١، وابن عساكر ٣٩/١٧٧-١٧٨. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥٢٤)
٧١٥٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق سفيان الثوري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء- ﴿يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾: بعلي[[جزء من الأثر الذي تقدم مع تخريجه في أول تفسير الآية.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٣٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-= (ز)
٧١٥٣١- ومحمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق معمر- ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾، يقولان: ليَغيظ اللهُ بالنبي وأصحابه الكفارَ[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٨، وابن جرير ٢١/٣٣٢.]]. (ز)
٧١٥٣٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فاسْتَوى عَلى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾ فكما يعجب الزُّرّاع حُسن زرعه حين استوى قائمًا على سُوقه، فكذلك يَغيظ الكفارَ كثرةُ المؤمنين واجتماعُهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]. (ز)
٧١٥٣٣- عن بعض المشيخة، يقول: سمعت أبي يقول: دخل شريك [القاضي] على المهدي، قال: فقال له: إنّ في قلبي على عثمان شيئًا. فقال شريك: إن كان في قلبك فإنّك مِن أهل النار. فاستوى قاعدًا غضبان، وقال: لتَخرجنّ مما قلت. قال شريك: أنا أُوجِدُك ذلك في القرآن، قال الله تعالى: ﴿كزرع أخرج شطأه فآزره﴾ قال: هو ابن عمّك، ﴿فاستغلظ﴾ أبو بكر، ﴿فاستوى على سوقه﴾ عمر بن الخطاب، ﴿يعجب الزراع﴾ عثمان، ﴿ليغيظ بهم الكفار﴾ قال: علي. قال: فتحلّل الغضب منه، أو قال: سكن. وقال: قد سكن ما بقلبي[[أخرجه المروذي في أخبار الشيوخ وأخلاقهم ص١٧٨ (٣١٩).]]. (ز)
٧١٥٣٤- عن رُسْتَهْ أبي عروة -رجل من ولد الزبير- قال: كُنّا عند مالك [بن أنس]، فذكروا رجلًا ينتقص أصحابَ رسول الله ﷺ، فقرأ مالكٌ هذه الآية: ﴿محمد رسول الله والذين معه أشداء﴾ وحتى بلغ: ﴿يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار﴾. فقال مالك: مَن أصبح في قلبه غَيظٌ على أحدٍ مِن أصحاب رسول الله ﷺ فقد أصابته الآيةُ[[أخرجه الخلال في السنة ١/٤٧٨ (٧٦٠)، وأبو نعيم في حلية الأولياء ٦/٣٢٧. وينظر: تفسير البغوي ٦/٣٢٨.]]. (ز)
٧١٥٣٥- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿يُعْجِبُ الزُّرّاعَ﴾ قال: يعجب الزُّراّع حُسنه؛ ﴿لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفّارَ﴾ بالمؤمنين؛ لكثرتهم، فهذا مَثلهم في الإنجيل[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣٣٢.]]. (ز)
﴿یُعۡجِبُ ٱلزُّرَّاعَ لِیَغِیظَ بِهِمُ ٱلۡكُفَّارَۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٥٣٦- عن أبي سعيد الخُدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تَسُبُّوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده، لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم، ولا نَصيفه»[[أخرجه البخاري ٥/٨ (٣٦٧٣)، ومسلم ٤/١٩٦٧ (٢٥٤٠) واللفظ له. وأورده الثعلبي ٣/١٢٦.]]. (ز)
٧١٥٣٧- عن عبد الله بن مُغفّل المُزني، قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبّهم فبحُبّي أحبّهم، ومَن أبغضهم فبِبُغضي أبغضهم، ومَن آذاهم فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله، ومَن آذى الله فيوشك أن يأخذه»[[أخرجه أحمد ٣٤/١٦٩-١٧٠ (٢٠٥٤٩، ٢٠٥٥٠)، ٣٤/١٨٥ (٢٠٥٧٨)، والترمذي ٦/٣٨٢-٣٨٣ (٤٢٠٠)، وابن حبان ١٦/٢٤٤ (٧٢٥٦). قال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ١/٤٥٧ (٦٤٨): «رواه عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى الطائفي، عن عبد الله بن مغفل، وعبد الله ضعيف، وهذا أنكر ما روى». وقال المناوي في التيسير ١/٢٠٦ على رواية الترمذي: «وفي إسناده اضطراب، وغرابة». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٤٤٣ (٢٩٠١): «ضعيف».]]. (ز)
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا ٢٩﴾ - تفسير
٧١٥٣٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سفيان الثوري، عن ابن جُرَيْج، عن عطاء- ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾: جميع أصحاب محمد ﷺ[[جزء من الأثر الذي تقدم مع تخريجه في أول تفسير الآية.]]. (١٣/٥٢٥)
٧١٥٣٩- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿وعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ يعني: صدّقوا ﴿وعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ من الأعمال ﴿مِنهُمْ مَغْفِرَةً﴾ لذنوبهم ﴿وأَجْرًا عَظِيمًا﴾ يعني به: الجنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٨.]]. (ز)
﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَعَمِلُوا۟ ٱلصَّـٰلِحَـٰتِ مِنۡهُم مَّغۡفِرَةࣰ وَأَجۡرًا عَظِیمَۢا ٢٩﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٥٤٠- عن عبد الله بن عباس، قال: كتب رسول الله ﷺ إلى يهود خَيْبَر: «بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله صاحب موسى وأخيه المصدِّق لِما جاء به موسى: ألا إنّ الله قد قال لكم -يا معشر أهل التوراة، وإنكم تجدون ذلك في كتابكم-: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ أشِدّاءُ عَلى الكُفّارِ رُحَماءُ بَيْنَهُمْ﴾» إلى آخر السورة[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٤٤-، من طريق محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو سعيد بن جبير، عن ابن عباس به. إسناده جيد. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١٣/٥٢١)
٧١٥٤١- عن عمّار مولى بني هاشم، قال: سألتُ أبا هريرة عن القَدَر. فقال: اكتفِ منه بآخر سورة الفتح: ﴿مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ والَّذِينَ مَعَهُ﴾ إلى آخرها. يعني: أنّ الله نَعتَهم قبل أن يَخلُقهم[[أخرجه أبو نعيم في الحلية ٩/٥٣. وعزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥٢٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.