الباحث القرآني
﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡیَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ ءَامِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِینَ لَا تَخَافُونَۖ﴾ - نزول الآية
٧١٤١٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: أُرِي رسولُ الله ﷺ وهو بالحُدَيبية أنّه يدخل مكة هو وأصحابُه آمنين مُحلِّقين رؤوسهم ومُقَصّرين، فلمّا نَحر الهَدْي بالحُدَيبية قال له أصحابه: أين رؤياك، يا رسول الله؟ فأنزل الله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ إلى قوله: ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، فرجعوا، ففتحوا خَيْبَر، ثم اعتمر بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السّنة المُقْبلة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٦، ٣١٨ بنحوه، والبيهقي في الدلائل ٤/١٦٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥١١)
٧١٤١٧- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق أشعث- قال: خرج النبِيُّ ﷺ مُعتمِرًا في ذي القعدة، معه المهاجرون والأنصار، حتى أتى الحُدَيبية، فخرجتْ إليه قريشٌ، فردُّوه عن البيت، حتى كان بينهم كلام وتنازع، حتى كاد يكون بينهم قتال، فبايع النبيَّ ﷺ أصحابُه، وعدّتهم ألف وخمسمائة، تحت الشجرة، وذلك يوم بيعة الرضوان، فقاضاهم النبيُّ ﷺ، فقالت قريش: نُقاضيك على أن تَنْحر الهَدْي مكانه، وتحلِق، وترجع، حتى إذا كان العام المقبل نُخْلي لك مكة ثلاثة أيام. ففعل، فخرجوا إلى عكاظ، فأقاموا فيها ثلاثة أيام، واشترطوا عليه ألّا يدخلها بسلاحٍ إلا بالسيف، ولا تَخرُج بأحد مِن أهل مكة إنْ خرج معك، فنَحَر الهَدْي، وحلَق، ورجع، حتى إذا كان في قابل مِن تلك الأيام دخل مكة، وجاء بالبُدن معه، وجاء الناس معه، فدخل المسجد الحرام؛ فأنزل الله عليه: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ﴾. وأنزل عليه: ﴿الشَّهْرُ الحَرامُ بِالشَّهْرِ الحَرامِ﴾ الآية [البقرة:١٩٤][[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٤٣٥-٤٣٦.]]. (١٣/٥١٣)
٧١٤١٨- عن محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ﴾ كان رسول الله ﷺ رأى في المنام في خروجه إلى المدينة كأنه بمكة، وأصحابه قد حلَقوا وقصّروا، فأخبر رسولُ الله بذلك المؤمنين، فاستبشروا، وقالوا: وحيٌ. فلما رجع رسول الله من الحُدَيبية ارتاب ناس، فقالوا: رأى فلم يكن الذي رأى! فقال الله ﷿: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ﴾[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٥٧-.]]. (ز)
٧١٤١٩- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾، وذلك أنّ الله ﷿ أرى النبيَّ ﷺ في المنام وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحُدَيبية أنه وأصحابه حلَقوا وقصّروا، فأخبر النبي ﷺ بذلك أصحابه، ففرحوا، واستبشروا، وحسبوا أنّهم داخلوه في عامهم ذلك، وقالوا: إنّ رؤيا النبي ﷺ حقٌّ. فردّهم الله ﷿ عن دخول المسجد الحرام إلى غنيمة خَيْبَر، فقال المنافقون -عبد الله بن أُبي، وعبد الله بن رسل[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعله: ابن نبتل.]]، ورفاعة بن التابوه-: واللهِ، ما حلَقنا ولا قصّرنا، ولا رأينا المسجد الحرام. فأنزل الله تعالى: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ الآية[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٦.]]. (ز)
٧١٤٢٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ إلى آخر الآية، قال: قال النبيُّ ﷺ لهم: «إنِّي قد رأيتُ أنّكم ستدخلون المسجد الحرام محلّقين رؤوسكم ومقصِّرين». فلمّا نزل بالحُدَيبية، ولم يدخل ذلك العام؛ طعن المنافقون في ذلك، فقال الله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ إلى قوله: ﴿لا تَخافُونَ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٧.]]. (١٣/٥١٢)
﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡیَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ ءَامِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِینَ لَا تَخَافُونَۖ﴾ - تفسير
٧١٤٢١- عن عبد الله بن مسعود= (ز)
٧١٤٢٢- وسلمان الفارسي -من طريق أبي عثمان- قالا: لَتدخُلنّ بيتَ الله؛ مسجد الله. يقول: لتدخُلنّ البيت الحرام؛ بيت القدس[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٧٨.]]. (ز)
٧١٤٢٣- عن عبد الله بن عباس، ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾، قال: كان تأويل رؤياه في عُمْرة القضاء[[أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري ١٢/٣٦٢-.]]. (١٣/٥١٢)
٧١٤٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾، قال: هو دخول محمد ﷺ البيتَ والمؤمنين محلِّقين رؤوسهم ومقصِّرين[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٦. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٥١٢)
٧١٤٢٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾، قال: رأى رسول الله ﷺ أنّه يطوف بالبيت وأصحابه، فصدَق الله رؤياه بالحق[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٥١٢)
٧١٤٢٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾، قال: أُري في المنام أنهم يدخلون المسجد الحرام، وأنهم آمِنون محلِّقين رؤوسهم ومقصِّرين[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٧، وابن جرير ٢١/٣١٦.]]. (١٣/٥١٢)
٧١٤٢٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ إلى قوله: ﴿إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾: لرؤيا رسول الله ﷺ التي أُريها أنّه سيدخل مكة آمنًا لا يخاف. يقول: محلِّقين ومقصِّرين لا تخافون[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٧.]]. (ز)
٧١٤٢٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ﴾ يعني: العام المقبل ﴿إنْ شاءَ اللَّهُ﴾ يستثنى على نفسه، مثل قوله: ﴿سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى إلّا ما شاءَ اللَّهُ﴾ [الأعلى:٦-٧]، ويكون ذلك تأديبًا للمؤمنين ألّا يتركوا الاستثناء في ردّ المشيئة إلى الله تعالى، ﴿آمِنِينَ﴾ مِن العدو ﴿مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ ومُقَصِّرِينَ﴾ مِن أشعاركم، ﴿لا تَخافُونَ﴾ عدوَّكم، ... فلمّا كان في العام المُقبل بعد ما رجع مِن خَيْبَر أدخله الله هو وأصحابه المسجد الحرام، فأقاموا بمكة ثلاثة أيام، فحلَقوا وقصَّروا؛ تصديق رؤيا النبي ﷺ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٦.]]٦٠٧٥. (ز)
٧١٤٢٩- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيا بِالحَقِّ﴾ إلى قوله: ﴿لا تَخافُونَ﴾: إني لم أُرِهْ أنه يدخلها هذا العام، ولَيَكُونَنَّ ذلك[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٧-٣١٩.]]. (١٣/٥١٢)
٧١٤٣٠- قال يحيى بن سلّام: وكان رسول الله صالَح المشركين على أن يرجع عامَه ذلك، ويرجع مِن قابل، ويقيم بمكة ثلاثة أيام، فنَحر رسولُ الله ﷺ وأصحابُه الهَدْي بالحُدَيبية، وحلقوا، وقصَّروا، ثم أدخله الله العام المقبل مكة وأصحابه آمنين، فحلَقوا، وقصَّروا[[تفسير ابن أبي زمنين ٤/٢٥٧.]]. (ز)
﴿لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡیَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَاۤءَ ٱللَّهُ ءَامِنِینَ مُحَلِّقِینَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِینَ لَا تَخَافُونَۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧١٤٣١- عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله ﷺ قال: «رحِم الله المحلِّقين». قالوا: والمُقصِّرين، يا رسول الله. قال: «رحم الله المحلِّقين». قالوا: والمُقصِّرين، يا رسول الله. قال: «والمُقصِّرين»[[أخرجه البخاري ٢/١٧٤ (١٧٢٧)، ومسلم ٢/٩٤٥-٩٤٦ (١٣٠١)، وعبد الرزاق ٣/٢١٤ (٢٩١١)، وابن جرير ٣/٣٦٢، ٢١/٢٩٥.]]. (١٣/٥١٤)
٧١٤٣٢- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم، اغْفر للمُحلِّقين». قالوا: يا رسول الله، والمُقصِّرين. قال: «اللهم اغْفر للمُحلِّقين» ثلاثًا. قالوا: يا رسول الله، والمُقصِّرين. قال: «والمُقصِّرين»[[أخرجه البخاري ٢/١٧٤ (١٧٢٨)، ومسلم ٢/٩٤٦ (١٣٠٢).]]. (١٣/٥١٤)
٧١٤٣٣- عن أبي سعيد الخدري: أنّ رسول الله ﷺ وأصحابه حلَقوا رؤوسهم يوم الحُدَيبية، إلا عثمان بن عفان وأبا قتادة، فاستغفر رسول الله ﷺ للمُحلِّقين ثلاثًا، وللمُقصِّرين مرة[[أخرجه الطيالسي (٢٣٣٨)، وأحمد ١٧/٢٣٨، ١٨/٣٥٩-٣٦٠ (١١١٤٩، ١١٨٤٧، ١١٨٤٨)، وأبو يعلى (١٢٦٣). وقال محققو المسند: «حديث صحيح، وهذا إسناد ضعيف».]]. (١٣/٥١٥)
٧١٤٣٤- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «اللهم، اغْفر للمُحلِّقين» قالها ثلاثًا. فقالوا: يا رسول الله، ما بال المحلِّقين ظاهَرتَ لهم التّرحُّم؟ قال: «إنهم لم يشُكُّوا»[[أخرجه أحمد ٥/٣٣٧ (٣٣١١)، وابن ماجه ٤/٢٣٦-٢٣٧ (٣٠٤٥)، وابن أبي شيبة في مصنفه ٣/٢٢٠ (١٣٦١٨) واللفظ له. قال البوصيري في مصباح الزجاجة ٣/٢٠٥ (٨٥٠١): «هذا إسناد صحيح». وقال الألباني في الإرواء ٤/٢٨٦: «إسناد حسن». وقد أورد السيوطي ١٣/٥١٥-٥١٧ آثارًا في أحكام الحلق والتقصير في الحج والعمرة.]]. (١٣/٥١٦)
٧١٤٣٥- عن الأوزاعي -من طريق محمد بن كثير- قال: مَن قال: أنا مؤمن. فحسن، ومَن قال: أنا مؤمن إن شاء الله. فحسن؛ لقول الله ﷿:﴿لَتَدْخُلُنَّ المَسْجِدَ الحَرامَ إنْ شاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ﴾ وقد علم أنهم داخلون[[أخرجه أبو عبيد في كتاب الإيمان ص٣٨.]]. (ز)
٧١٤٣٦- قال ابن أعين: قال ابنُ المبارك: والاستثناء ليس بشكٍّ، ألا ترى إلى قول الله: ﴿لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين﴾؟![[أخرجه إسحاق بن راهويه في مسنده ٣/٦٦٩.]]. (ز)
﴿فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُوا۟﴾ - تفسير
٧١٤٣٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فَعَلِمَ﴾ اللهُ أنّه يفتح عليهم خَيْبَر قبل ذلك، فعلم ﴿ما لَمْ تَعْلَمُوا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٧.]]. (ز)
٧١٤٣٨- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا﴾ قال: ردّه؛ لمكانِ مَن بين أظهرهم من المؤمنين والمؤمنات، وأخَّره ﴿لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشاءُ﴾ ممن يريد الله أن يهديه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٧.]]٦٠٧٦. (١٣/٥١٢)
﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَ ٰلِكَ فَتۡحࣰا قَرِیبًا ٢٧﴾ - تفسير
٧١٤٣٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال في قوله: ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾: فرجعوا، ففتحوا خَيْبَر، ثم اعتمر بعد ذلك، فكان تصديق رؤياه في السنة المقبلة[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٨ بنحوه، والبيهقي في الدلائل ٤/١٦٤. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٥١١)
٧١٤٤٠- عن محمد بن شهاب الزُّهريّ -من طريق ابن إسحاق- قوله: ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾: يعني: صلح الحُدَيبية، وما فُتِح في الإسلام فَتْحٌ كان أعظم منه، إنما كان القتال حيث التقى الناس؛ فلما كانت الهُدنة وضعت الحرب، وأمِنَ الناس كلّهم بعضهم بعضًا، فالتَقَوا، فتفاوَضُوا في الحديث والمنازعة، فلم يُكلَّم أحد بالإسلام يعقل شيئًا إلا دخل فيه، فلقد دخل في تَيْنِك السنتين في الإسلام مثل مَن كان في الإسلام قبل ذلك وأكثر[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٨.]]. (ز)
٧١٤٤١- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، قال: صُلح الحُدَيبية[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٨، وإسحاق البستي ص٣٧٨ من طريق وهب بن جرير.]]. (ز)
٧١٤٤٢- قال مقاتل بن سليمان: فذلك قوله: ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ﴾ يعني: قبل ذلك الحلْق والتقصير ﴿فَتْحًا قَرِيبًا﴾ يعني: غنيمة خَيْبَر، وفتْحها[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٧٧.]]. (ز)
٧١٤٤٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا﴾، قال: خَيْبَر، حين رجعوا مِن الحُدَيبية فتحها الله عليهم، فقَسَمها على أهل الحُدَيبية كلهم إلا رجلًا واحدًا من الأنصار يُقال له: أبو دُجانة سِماك بن خَرَشَة، كان قد شهد الحُدَيبية، وغاب عن خَيْبَر[[أخرجه ابن جرير ٢١/٣١٧-٣١٩.]]٦٠٧٧. (١٣/٥١٢)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.