الباحث القرآني

﴿فَلَا تَهِنُوا۟ وَتَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّلۡمِ وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ﴾ - قراءات

٧٠٩٩٧- عن النُّعمان بن بشير، أنّ رسول الله ﷺ قرأ: ﴿فَلا تَهِنُواْ وتَدْعُواْ إلى السَّلْمِ﴾. قال محمد بن المنتشر: مُنتصبة السين[[نقله الخطيب في تاريخه ٣/٣٧٢ (٦٦٣)، من خط البرقاني بسنده، من طريق محمد بن طريف الحنفي المؤدب، حدّثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو زهير، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير به. إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه ابن طريف، واسمه محمد بن يوسف بن يعقوب الرازي، قال الخطيب: «متّهم بوضع الحديث». وقال الدارقطني: «وضع نحوًا من ستين نسخة قراءات، ليس لشيء منها أصل، ووضع من الأحاديث ما لا يُضبط، سمع منه ابن مجاهد وغيره، ثم تبيّن كذبه فلم يحْكِ عنه حرفًا». كما في لسان الميزان لابن حجر ٧/٥٩٨. والقراءة متواترة، قرأ بها العشرة هنا ما عدا أبا بكر، وحمزة، وخلفًا؛ فإنهم قرءوا: ‹السِّلْمَ› بكسر السين. أما في البقرة فقرأ نافع، وأبو جعفر، وابن كثير، والكسائي: ‹السَّلْم› بفتح السين، وقرأ بقية العشرة: ‹السِّلْم› بكسر السين. وأما في الأنفال فانفرد أبو بكر عن عاصم بكسر السين، والباقون بفتحها. انظر: النشر ٢/٢٢٧، والإتحاف ص٥٠٨.]]. (١٣/٤٥٢)

٧٠٩٩٨- عن عبد الرحمن بن أبْزى، قال: كان النبيُّ ﷺ يقرأ هؤلاء الأحرف: ‹ادْخُلُواْ في السَّلْمِ› [البقرة: ٢٠٨]، ﴿وإن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ﴾ [الأنفال:٦١]، ﴿وتَدْعُواْ إلى السَّلْمِ﴾ بنصب السين[[أخرجه حفص بن عمر في جزء قراءات النبي ص٧٥-٧٦ (٢٤) وزاد: وبخفضه، من طريق الكسائي، ثنا حرب بن مهران، عن أبي راشد مولى عبد الرحمن بن أبزى به. إسناده ضعيف؛ لإرساله، حرب بن مهران وهو ابن أبي العالية، أرسله إلى النبي ﷺ.]]٦٠٣٨. (١٣/٤٥٢)

٦٠٣٨ ذكر ابنُ عطية (٧/٦٦٠) هذه القراءة، ووجّهها، فقال: «وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم: ‹إلى السِّلْمِ› بكسر السين، وهي قراءة الحسن، وأبي رجاء، والأعمش، وعيسى، وطلحة وهو بمعنى: المسالمة. وقال الحسن بن أبي الحسن وفرقة ممن كسر السين إنه بمعنى: إلى الإسلام، أي: لا تهنوا وتكونوا داعين إلى الإسلام فقط دون مقاتلين بسببه».

﴿فَلَا تَهِنُوا۟﴾ - تفسير

٧٠٩٩٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿فَلا تَهِنُوا﴾، قال: لا تضعفوا[[تفسير مجاهد ص٦٠٥، وأخرجه الفريابي -كما في تغليق التعليق ٤/٣١٢-، وابن جرير ٢١/٢٢٦، وابن أبي حاتم -كما في الفتح ٨/٥٧٩-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٤٥٢)

٧١٠٠٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق المعتمر، عن أبيه- ﴿فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾، قال: أي: لا تكونوا أول الطائفتين تُصرَع[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٧.]]. (ز)

٧١٠٠١- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿فَلا تَهِنُوا﴾، يقول: فلا تضعُفوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٥٣.]]. (ز)

٧١٠٠٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَلا تَهِنُوا﴾ يقول: لا تهُنْ فتضعُف، فيرى أنّك تدعوه إلى السّلم وأنت فوقه، وأعزّ منه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٧.]]. (ز)

﴿وَتَدۡعُوۤا۟ إِلَى ٱلسَّلۡمِ﴾ - تفسير

٧١٠٠٣- عن الحسن البصري -من طريق عمرو- ﴿فلا تهنوا وتدعوا إلى السِّلم﴾: يعني: الإسلام[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٦٣.]]. (ز)

٧١٠٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق هارون- ﴿فلا تهنوا وتدعوا إلى السَّلم﴾: يعني: الصلح، السّلم لغة[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٦٢.]]. (ز)

٧١٠٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وتَدْعُوا﴾ يعني: نبدؤهم بالدعاء ﴿إلى السَّلْمِ﴾ يقول: فلا تضعُفوا، وتدعوا العرب إلى الصُلح والموادعة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٥٣.]]. (ز)

﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ﴾ - تفسير

٧١٠٠٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾، قال: الغالبون، مِثل يوم أُحد تكون عليهم الدائرة[[تفسير مجاهد ص٦٠٥، وأخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد مختصرًا.]]. (١٣/٤٥٢)

٧١٠٠٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾، يقول: لا تكونوا أوَّل الطائفتين ضَرَعت لصاحبتها[[عند ابن جرير: لا تكونوا أولى الطائفتين صُرِعت إلى صاحبتها.]]، ودَعَتها إلى الموادعة، وأنتم أولى بالله منهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٤ مختصرًا، وابن جرير ٢١/٢٢٧-٢٢٨ من طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٦٠٣٩. (١٣/٤٥٢)

٦٠٣٩ ذكر ابنُ عطية (٧/٦٦٠) قول قتادة، ثم علّق قائلًا: «وهذا حسن ملتئم مع قوله: ﴿وإن جنحوا للسلم فاجنح لها﴾ [الأنفال:٦١]».

٧١٠٠٨- قال محمد بن السّائِب الكلبي: ﴿فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾ آخر الأمر لكم، وإنْ غلبوكم في بعض الأوقات[[تفسير البغوي ٧/٢٩٠.]]. (ز)

٧١٠٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾، يقول: وأنتم الغالبون عليهم، وكان هذا يوم أُحد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٥٣.]]٦٠٤٠. (ز)

٦٠٤٠ في موقع ﴿وأنتم الأعلون﴾ مِن الإعراب قولان، ذكرهما ابنُ عطية (٧/٦٦٠)، ووجّه معنى الآية عليهما، فقال: «وقوله: ﴿وأنتم الأعلون﴾ يحتمل موضعين: أحدهما: أن يكون في موضع الحال، المعنى: لا تهِنوا وأنتم في هذه الحال. والمعنى الثاني: أن يكون إخبارًا بنصره ومعونته».

٧١٠١٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَلا تَهِنُوا﴾ يقول: لا تهُنْ فتضعُف، فيرى أنك تدعوه إلى السّلم وأنت فوقه، وأعزّ منه، ﴿وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾ أنتم أعزّ منهم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٧.]]٦٠٤١. (ز)

٦٠٤١ اختلف السلف في قوله: ﴿وأنتم الأعلون﴾ على أقوال: الأول: وأنتم الغالبون لهم العالون عليهم. الثاني: وأنتم أولى بالله منهم. وقد ذكر ابنُ جرير (٢١/٢٢٧) القولين، ورجّح الأول مستندًا لأقوال السلف، فقال: «وقوله: ﴿وأنتم الأعلون﴾ وأنتم القاهرون لهم، والعالون عليهم». ثم ذكر (٢١/٢٢٨) قولًا ثالثًا لم ينسبه لأحد من السلف، فقال: «وقد قيل: عنى بقوله: ﴿وأنتم الأعلون﴾ وأنتم الغالبون آخر الأمر، وإنْ غلبوكم في بعض الأوقات، وقهروكم في بعض الحروب». ولم يعلق عليه.

﴿وَأَنتُمُ ٱلۡأَعۡلَوۡنَ﴾ - النسخ في الآية

٧١٠١١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿فَلا تَهِنُوا وتَدْعُوا إلى السَّلْمِ وأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ﴾، قال: هذا منسوخ. قال: نَسخه القتال والجهاد. يقول: لا تضعُف أنت وتدعوهم أنت إلى السّلم وأنت الأعلى. قال: وهذا حين كانت العهود والهُدنة فيما بينه وبين المشركين قبل أن يكون القتال، ... ثم جاء القتال بعد، فنسخ هذا أجمع، فأمره بجهادهم والغِلظة عليهم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٨.]]. (ز)

﴿وَٱللَّهُ مَعَكُمۡ وَلَن یَتِرَكُمۡ أَعۡمَـٰلَكُمۡ ۝٣٥﴾ - تفسير

٧١٠١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- في قوله: ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ أعْمالَكُمْ﴾، قال: لن يظلمكم أعمالكم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٩ بلفظ: لن يظلمكم أجور أعمالكم.]]. (١٣/٤٥٢)

٧١٠١٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ﴾، قال: لن يَنقُصكم[[تفسير مجاهد ص٦٠٦، وأخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]٦٠٤٢. (١٣/٤٥٢)

٦٠٤٢ ذكر ابنُ عطية (٧/٦٦٠-٦٦١) ما أفاده قول مجاهد من أن «يَتِرَ» معناه: يُنقص ويذهب. ثم علَّق بقوله: «ومنه قوله ﵇: «من ترك صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله». أي: ذُهب بجميع ذلك على جهة التغلّب والقهر، والمعنى: لن يتركم ثواب أعمالكم وجزاء أعمالكم، واللفظة مأخوذة من الوِتْر الذي هو الذّحْل [أي: الثأر]». ونقل أنّ فرقة ذهبت إلى أنه مأخوذ من الوِتْر الذي هو الفرْد، وأن المعنى: لن يفردكم من ثواب أعمالكم، ثم رجَّح أنها من النقص، فقال: «والأول أصح». ولم يذكر مستندًا.

٧١٠١٤- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق عبيد- يقول في قوله: ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ أعْمالَكُمْ﴾، قال: لن يظلمكم أعمالكم[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٣٠.]]. (ز)

٧١٠١٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ أعْمالَكُمْ﴾، يقول: لن يظلمكم أعمالكم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٤، وابن جرير ٢١/٢٢٩، ومن طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٤٥٢)

٧١٠١٦- قال مقاتل بن سليمان: يقول: ﴿واللَّهُ مَعَكُمْ﴾ في النّصر -يا معشر المؤمنين- لكم، ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ﴾ يقول: ولن يبطلكم ﴿أعْمالَكُمْ﴾ الحسنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٥٣.]]. (ز)

٧١٠١٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ولَنْ يَتِرَكُمْ أعْمالَكُمْ﴾، قال: لن يظلمكم أعمالكم، ذلك ﴿يترِكم﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٢٩.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب