الباحث القرآني
﴿مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِیهَاۤ أَنۡهَـٰرࣱ مِّن مَّاۤءٍ غَیۡرِ ءَاسِنࣲ﴾ - تفسير
٧٠٨٣٢- عن أبي معاذ البصري: أنّ عليًّا كان عند النبي ﷺ -فذكر حديثًا طويلًا مرفوعًا فيه ذكر الجنة- قال: ﴿وأنهار من ماء غير آسن﴾، قال: صافٍ لا كدَر فيه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٥٨١-. قال ابن حجر: «من طريق مرسل، من رواية أبي معاذ البصري».]]. (ز)
٧٠٨٣٣- عن محمد بن السّائِب الكلبي، في قوله: ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ فِيها أنْهارٌ مِن ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ الآية، قال: حدثني أبو صالح، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَمّا أُسرِي بي، فانطلق بي الملَك، فانتهى بي إلى نهر الخمر، فإذا عليه إبراهيم ﵇، فقلتُ للملَك: أيُّ نهرٍ هذا؟ فقال: هذا نهر دِجلة. فقلتُ له: إنّه ماء. قال: هو في ماءٍ في الدنيا، يسقي اللهُ به مَن يشاء، وهو في الآخرة خمرٌ لأهل الجنة». قال: «ثم انطلقتُ مع المَلك إلى نهر الرُّبّ، فقلتُ للمَلك: أيُّ نهر هذا؟ قال: هو جَيْحُون، وهو الماء غير آسِن، وهو في الدنيا ماء، يسقي الله به مَن يشاء، وهو في الآخرة ماء غير آسِن. ثم انطلق بي، فأبلغني نهر اللّبن الذي يلي القِبلة، فقلتُ للمَلك: أيُّ نهر هذا؟ قال: هذا نهر الفُرات. فقلتُ: هو ماء؟ قال: هو ماء، يسقي الله به مَن يشاء في الدنيا، وهو لبن في الآخرة لذُرّية المؤمنين الذين ﵃ وعن آبائهم. ثم انطلَق بي، فأبلغني نهر العسل الذي يخرج مِن جانب المدينة، فقلتُ للمَلك الذي أُرسل معي: أي نهر هذا؟ قال: هذا نهر مِصر. قلت: ماء هو؟ قال: هو ماء، يسقي الله به مَن يشاء، وهو في الآخرة عسل لأهل الجنة». ﴿ولَهُمْ فِيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ﴾ يقول: في الجنة، ﴿ومَغْفِرَةٌ مِن رَبِّهِمْ﴾ يقول: لذنوبهم[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١٣/٣٦٤)
٧٠٨٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله ﴿أنْهارٌ مِن ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾، قال: غير مُتغيّر[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٠٠، وابن أبي حاتم -كما في التغليق ٤/٣١٢-.]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٣٥- عن سعد بن طريف، قال: سألتُ أبا إسحاق عن: ﴿ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾. قال: سألتُ عنها الحارث [بن عبد الله الأعور]، فحدثني: أنّ الماء الذي غير آسِن: تسنيم. قال: بلغني: أنه لا تمسّه يد، وأنه يجيء الماء هكذا حتى يدخل في فيه[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٠٠.]]. (١٣/٣٦٥)
٧٠٨٣٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿مِن ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾، قال: غير مُنتن[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢٢٢، وابن جرير ٢١/٢٠٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٣٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿مَثَلُ الجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ﴾ ... يقول: شبَهُ الجنّة في الفضل والخير كشبهِ النار في الشدة وألوان العذاب، ثم ذكر ما أعدّ لأهل الجنة من الشراب، وما أعدّ لأهل النار من الشراب، ﴿فِيها﴾ يعني: في الجنة ﴿أنْهارٌ مِن ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾ يقول: لا يتغيّر كما يتغيّر ماء أهل الدنيا، فينتن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٦.]]. (ز)
﴿مَّثَلُ ٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِی وُعِدَ ٱلۡمُتَّقُونَۖ فِیهَاۤ أَنۡهَـٰرࣱ مِّن مَّاۤءٍ غَیۡرِ ءَاسِنࣲ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٠٨٣٨- عن أبي وائل، قال: جاء رجل يُقال له: نَهِيكُ بن سنان إلى ابن مسعود، فقال: يا أبا عبد الرحمن، كيف تقرأ هذا الحرف، أياء تجده أم ألفًا؟ (مِن مَّآءٍ غَيْرِ ياسِنٍ) أو ﴿مِن ماءٍ غَيْرِ آسِنٍ﴾؟ فقال له عبد الله: وكلّ القرآن أحصيتَ غير هذا؟! فقال: إني لَأقرأ المُفصّل في ركعة. قال: هذًّا كهذِّ الشِّعْر، إنّ قومًا يقرءون القرآن لا يجاوز تراقِيَهم، ولكنّ القرآن إذا وقع في القلب فرسَخ نَفع، إنِّي لأعرف النظائر التي كان يقرأ بهنّ رسول الله ﷺ[[أخرجه مسلم (٨٢٢)، وابن أبي شيبة ٢/٥٢٠، والترمذي (٦٠٢)، وأخرجه البخاري (٧٧٥) والنسائي (١٠٠٤) بدون ذكر الآية.]]. (١٣/٣٦٥)
﴿وَأَنۡهَـٰرࣱ مِّن لَّبَنࣲ لَّمۡ یَتَغَیَّرۡ طَعۡمُهُۥ﴾ - تفسير
٧٠٨٣٩- عن عكرمة، ﴿وأَنْهارٌ مِن لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾، قال: قال ابن عباس:لم يُحْلَبْ[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن جرير، وعنده موقوف على عكرمة كما في التالي.]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٤٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٠٠.]]. (ز)
٧٠٨٤١- عن سعيد بن جُبير، في قوله: ﴿وأَنْهارٌ مِن لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾، قال: لم يخرج من بين فرْثٍ ودم[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنْهارٌ مِن لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ﴾ كما يتغيّر لبنُ أهل الدنيا عن حاله الأولى فيمخض[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٦.]]. (ز)
﴿وَأَنۡهَـٰرࣱ مِّنۡ خَمۡرࣲ لَّذَّةࣲ لِّلشَّـٰرِبِینَ وَأَنۡهَـٰرࣱ مِّنۡ عَسَلࣲ مُّصَفࣰّىۖ وَلَهُمۡ فِیهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِ وَمَغۡفِرَةࣱ مِّن رَّبِّهِمۡۖ﴾ - تفسير
٧٠٨٤٣- عن سعد بن طريف، قال: سألتُ عنها الحارث [بن عبد الله الأعور]: ﴿وأَنْهارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ﴾. فقال: لم تَدُسْه المجوس، ولم ينفخ فيه الشيطان، ولم تؤذها شمس، ولكنها فَوْحاء. قال: قلت لعكرمة: ما الفَوْحاء؟ قال: الصفراء[[أخرجه ابن جرير ٢١/٢٠١.]]. (ز)
٧٠٨٤٤- عن سعيد بن جُبير، في قوله: ﴿وأَنْهارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ﴾ قال: لم تَدُسْه الرّجال بأرجلها، ﴿وأَنْهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ قال: لم يخرج مِن بطون النّحل[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٤٥- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- قوله: ﴿فيها من كل الثمرات﴾ فما في الدنيا من شجرة إلا وهي في الجنة، حتى الحنظل[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٢٣، وذلك في تفسير قوله تعالى: ﴿لَهُ فِيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ﴾ [البقرة:٢٦٦]! والأشبه أنه تفسير لهذه الآية، وربما ذكره في تفسيرها، لكنه من المفقود من تفسيره.]]. (ز)
٧٠٨٤٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَنْهارٌ مِن خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشّارِبِينَ﴾ لا يُصدّعون عنها ولا يسكرون كخمر الدنيا، تجري لذّة للشاربين، ﴿وأَنْهارٌ مِن عَسَلٍ مُصَفًّى﴾ ليس فيه عكَر ولا كدَر كعسل أهل الدنيا، فهذه الأنهار الأربعة تفجّر مِن الكوثر إلى سائر أهل الجنة، ﴿ولَهُمْ فِيها مِن كُلِّ الثَّمَراتِ ومَغْفِرَةٌ﴾ لذنوبهم ﴿مِن رَبِّهِمْ﴾ فهذا للمتقينَ الشركَ في الآخرة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٦-٤٧.]]. (ز)
﴿وَأَنۡهَـٰرࣱ مِّنۡ خَمۡرࣲ لَّذَّةࣲ لِّلشَّـٰرِبِینَ وَأَنۡهَـٰرࣱ مِّنۡ عَسَلࣲ مُّصَفࣰّىۖ وَلَهُمۡ فِیهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَ ٰتِ وَمَغۡفِرَةࣱ مِّن رَّبِّهِمۡۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٧٠٨٤٧- عن معاوية بن حيدة: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «في الجنّة بحرُ اللّبن، وبحر الماء، وبحر العسل، وبحر الخمر، ثم تَشَقَّق الأنهارُ منها بعد»[[أخرجه أحمد ٣٣/٢٤٦ (٢٠٠٥٢)، والترمذي ٤/٥٢٨-٥٢٩ (٢٧٤٤)، وابن حبان ١٦/٤٢٤ (٧٤٠٩). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح».]]. (١٣/٣٦٣)
٧٠٨٤٨- عن كعب، قال: نهر النيل نهر العسل في الجنّة، ونهر دِجلة نهر اللّبن في الجنّة، ونهر الفُرات نهر الخمر في الجنّة، ونهر سَيْحانَ نهر الماء في الجنة[[أخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده (١٠٤٧- بغية)، والبيهقي (٢٩٠).]]. (١٣/٣٦٤)
﴿كَمَنۡ هُوَ خَـٰلِدࣱ فِی ٱلنَّارِ وَسُقُوا۟ مَاۤءً حَمِیمࣰا فَقَطَّعَ أَمۡعَاۤءَهُمۡ ١٥﴾ - تفسير
٧٠٨٤٩- عن أبي أُمامة، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿ويُسْقى مِن ماءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ﴾ [إبراهيم:١٦-١٧]، قال: «يُقرّب إليه، فيتكرّهه، فإذا أُدني منه شوى وجهه، ووقعت فَرْوة رأسه، فإذا شربه قطّع أمعاءه، حتى يخرج مِن دُبره، يقول الله ﷿: ﴿وسُقُوا ماءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أمْعاءَهُمْ﴾. ويقول الله: ﴿وإنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كالمُهْلِ يَشْوِي الوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرابُ﴾ [الكهف:٢٩]»[[أخرجه أحمد ٣٦/٦١٥ (٢٢٢٨٥)، والترمذي ٤/٥٣٨-٥٣٩ (٢٧٦٣)، والحاكم ٢/٣٨٢ (٣٣٣٩)، ٢/٤٠٠ (٣٣٩٣)، ٢/٤٩٦ (٣٧٠٤)، وابن جرير ١٣/٦٢٠، ١٥/٢٥١، ٢١/٢٠٢. وأورده الثعلبي ٥/٣١٠. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وهكذا قال محمد بن إسماعيل عن عبيد الله بن بسر، ولا نعرف عبيد الله بن بسر إلا في هذا الحديث، وقد روى صفوان بن عمرو عن عبد الله بن بسر صاحب النبي ﷺ غير هذا الحديث، وعبد الله بن بسر له أخٌ قد سمِع من النبي ﷺ، وأخته قد سمعت من النبي ﷺ، وعبيد الله بن بسر الذي روى عنه صفوان بن عمرو هذا الحديث رجل آخر ليس بصاحب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٩٢٤ (٦٨٩٧): «ضعيف».]]. (ز)
٧٠٨٥٠- قال مقاتل بن سليمان: ثم ذكر مُستقرّ الكفّار، فقال: ﴿كَمَن هُوَ خالِدٌ فِي النّارِ﴾ يعني: أبا جهل بن هشام، وأبا حذيفة المخزوميين، وأصحابهما في النار، ﴿وسُقُوا ماءً حَمِيمًا﴾ يعني: شديد الحرّ الذي قد انتهى حرّه، تستعر عليهم جهنم، فهي تغلي منذ خُلِقت السماوات والأرض، ﴿فَقَطَّعَ﴾ الماء ﴿أمْعاءَهُمْ﴾ في الخوف من شدّة الحرّ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٤٧.كذا جاء اللفظ في مطبوعته، ولعلها: في الجوف.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.