الباحث القرآني

﴿وَٱلَّذِی قَالَ لِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ أُفࣲّ لَّكُمَاۤ أَتَعِدَانِنِیۤ أَنۡ أُخۡرَجَ وَقَدۡ خَلَتِ ٱلۡقُرُونُ مِن قَبۡلِی وَهُمَا یَسۡتَغِیثَانِ ٱللَّهَ وَیۡلَكَ ءَامِنۡ إِنَّ وَعۡدَ ٱللَّهِ حَقࣱّ فَیَقُولُ مَا هَـٰذَاۤ إِلَّاۤ أَسَـٰطِیرُ ٱلۡأَوَّلِینَ ۝١٧﴾ - نزول الآية، وتفسيرها

٧٠٥٢٧- عن عائشة -من طريق ميناء-: أنه سمعها تنكر أن تكون الآية نزلتْ في عبد الرحمن بن أبي بكر، وقالت: إنما نزلتْ في فلان بن فلان. سمَّت رجلًا[[أخرجه عبد الرزاق ٣/٢٠٠ (٢٨٦٠) من طريق أبيه همام، عن مينا، عن عائشة به. وسنده ضعيف جدًّا، فيه مينا بن أبي مينا الخراز، قال عنه ابن حجر في التقريب (٧٠٥٩): «متروك».]]. (١٣/٣٢٩)

٧٠٥٢٨- عن عبد الله المدني -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: إنِّي لَفي المسجد حين خطب مروان، فقال: إنّ الله قد أرى أمير المؤمنين في يزيد رأيًا حسنًا، وإن يستخلفه فقد استخلف أبو بكر وعمر. فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: أهِرَقْليّة؟ إنّ أبا بكر -واللهِ- ما جعلها في أحدٍ مِن ولده، ولا أحد مِن أهل بيته، ولا جعلها معاوية إلا رحمة وكرامة لولده. فقال مروان: ألستَ الذي قال لوالديه: أُفٍّ لكما؟! فقال عبد الرحمن: ألستَ ابن اللعين الذي لعن أباك رسولُ الله ﷺ؟! قال: وسمعتْها عائشة، فقالت: يا مروان، أنت القائل لعبد الرحمن كذا وكذا؟ كذبتَ، واللهِ، ما فيه نزلتْ، ولكن نزلتْ في فلان بن فلان[[أخرجه أبو يعلى وابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٥٧٧-. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال ابن حجر في الفتح ٨/٥٧٧: «نفي عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادًا، وأولى بالقبول».]]. (١٣/٣٢٨)

٧٠٥٢٩- عن يوسف بن ماهَكَ، قال: كان مروان على الحجاز، استعمله معاوية بن أبي سفيان، فخطب، فجعل يذكر يزيد بن معاوية لكي يُبايَع له بعد أبيه، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر شيئًا، فقال: خذوه. فدخل بيت عائشة، فلم يقدروا عليه، فقال مروان: إنّ هذا أُنزل فيه: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾. فقالت عائشة من وراء الحجاب: ما أنزل الله فينا شيئًا من القرآن، إلا أنّ الله أنزل عُذري[[أخرجه البخاري (٤٨٢٧).]]٥٩٧٩. (١٣/٣٢٧)

٥٩٧٩ ذكر ابنُ عطية (٧/٦٢٢) أن ابن عبد البر قال بأن الذي كان يخطب هو معاوية، وانتقده بقوله: «وهذا وهْم».

٧٠٥٣٠- عن محمد بن زياد، قال: لَمّا بايع معاويةُ لابنه قال مروان: سُنّة أبي بكر وعمر. فقال عبد الرحمن: سُنّة هِرَقْل وقيصر. فقال مروان: هذا الذي أنزل الله فيه: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾ الآية. فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب مروان، كذب مروان، واللهِ، ما هو به، ولو شئتُ أن أسمّي الذي أُنزلتْ فيه لسمّيتُه، ولكن رسول الله ﷺ لعن أبا مروان في صُلبه، فمروان فضَضٌ[[فضض: قطعة وطائفة منها. النهاية (فضض).]] من لعنة الله[[أخرجه النسائي في الكبرى (١١٤٩١)، وابن المنذر -كما في الفتح ٨/٥٧٧-، والحاكم ٤/٤٨١ وصححه، وابن مردويه -كما في تخريج الكشاف ٣/٢٨٢-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٣٢٨)

٧٠٥٣١- عن عبد الله البهي مولى الزبير، قال: كنت في المسجد ومروان يخطب، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: واللهِ، ما استخلف أحدًا من أهله. فقال مروان: أنت الذي نزلتْ فيك: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾. فقال عبد الرحمن: كذبتَ، ولكن رسول الله ﷺ لعن أباك[[أخرجه البزار في مسنده ٦/٢٤١ (٢٢٧٣).]]. (ز)

٧٠٥٣٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾ الآية، قال: الذي قال هذا ابنٌ لأبي بكر[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٤٤. وقال ابن كثير في تفسيره ٧/٢٦٦: «وفي صحته نظر». وجاء في تفسير البغوي ٧/٢٥٨ عن ابن عباس: نزلتْ في عبد الله.]]. (١٣/٣٢٩)

٧٠٥٣٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج-: ﴿والذي قال لوالديه أفّ لكما﴾ عبد الرحمن بن أبي بكر[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٤٥.]]. (ز)

٧٠٥٣٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جريج- قال: نزلت في عبد الله بن أبي بكر الصديق= (ز)

٧٠٥٣٥- قال ابن جريج: وقال آخرون: في عبد الرحمن بن أبي بكر[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في الفتح ٨/٥٧٧-، وقال ابن حجر عقبه: «والقول في عبد الله كالقول في عبد الرحمن؛ فإنه أيضًا أسلم وحسن إسلامه». وفي تفسير البغوي ٧/٢٥٨: نزلتْ في عبد الله. وفي تفسير ابن كثير ٧/٢٨٣: «وقال ابن جريج، عن مجاهد: نزلت في عبد الله بن أبي بكر. وهذا أيضًا قاله ابن جريج».]]. (ز)

٧٠٥٣٦- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق خُصيْف - في قوله: ﴿والذي قال لوالديه أفّ لكما﴾ الآية، قال: نزلتْ في عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان أبو بكر وامرأته يَعرِضان عليه الإسلام، فيقول: أفّ لكما[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٤٥.]]. (ز)

٧٠٥٣٧- عن الحسن البصري -من طريق عوف- في قوله: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ﴾، قال: هو الكافر، الفاجر، العاقّ لوالديه، المكذِّب بالبعث[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٤٥. وفي تفسير البغوي ٧/٢٥٩ عن الحسن وقتادة: أنها نزلتْ في كافر عاقٍّ لوالديه.]]. (ز)

٧٠٥٣٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ثم نَعَت عبدَ سوء عاقًّا لوالديه فاجرًا، فقال: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾ إلى قوله: ﴿أساطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٤٥.]]٥٩٨٠. (ز)

٥٩٨٠ على هذا القول الذي قاله الحسن، وقتادة، فالآية عامة كالتي قبلها، وهو ما ذكره ابنُ عطية (٧/٦٢١)، ثم قال: «ويشبه أن لها سببًا من رجل قال ذلك لأبويه. فلمّا فرغ من ذكر الموفق عقّب بذكر هذا العاق». ورجَّح (٧/٦٢٢) العموم، وانتقد القول بنزولها في ابن أبي بكر مستندًا للسياق، فقال: «والأصوب أن تكون عامة في أهل هذه الصفات، ولم يقصد بها عبد الرحمن ولا غيره من المؤمنين، والدليل القاطع على ذلك قوله: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ فِي أُمَمٍ﴾، وكان عبد الرحمن ﵀ من أفضل الصحابة، ومن الأبطال، وممن له في الإسلام غَناءٌ، ويكفيه مقامه مع مروان يوم اليمامة وغيره». وبنحوه قال ابنُ كثير (١٣/١٨). ثم قال ابنُ عطية (٧/٦٢٣): «وظاهر ألفاظ هذه الآية أنها نزلت في مُشار إليه قال وقيل له، فنعى الله أقواله تحذيرًا مِن الوقوع في مثلها».

٧٠٥٣٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ﴾، قال: يعني: البعْث بعد الموت[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١٧، وابن جرير ٢١/١٤٤، ومن طريق سعيد أيضًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٣٢٩)

٧٠٥٤٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر-= (ز)

٧٠٥٤١- ومحمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾، قالا: عبد الرحمن بن أبي بكر[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١٩.]]. (ز)

٧٠٥٤٢- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- قال: نزلت هذه الآية: ﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما﴾ في عبد الرحمن بن أبي بكر؛ قال لأبويه وكانا قد أسلما وأبى هو أن يُسلم فكانا يأمرانه بالإسلام، ويردّ عليهما ويكذّبهما، فيقول: فأين فلان؟! وأين فلان؟! يعني: مشايخ قريش ممن قد مات، ثم أسلم بعدُ فحسُن إسلامه، فنزلتْ توبته في هذه الآية: ﴿ولِكُلٍّ دَرَجاتٌ مِمّا عَمِلُوا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في فتح الباري ٨/٥٧٧-. وقال ابن حجر: «لكن نفى عائشة أن تكون نزلت في عبد الرحمن وآل بيته أصح إسنادًا وأولى بالقبول». وجاء في تفسير البغوي ٧/٢٥٨ عن السدي: نزلتْ في عبد الله.]]. (١٣/٣٢٩)

٧٠٥٤٣- قال مقاتل بن سليمان: وقوله:﴿والَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ﴾ فهو عبد الرحمن بن أبي بكر، وأمّه [أم][[سقطت من مطبوعة المصدر.]] رومان بنت عمرو بن عامر الكندي[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعلها: الكناني. ينظر: طبقات ابن سعد ٨/٢٧٦.]]، دعاه أبواه إلى الإسلام، وأخبراه بالبعث بعد الموت، فقال لوالديه: ﴿أُفٍّ لَكُما﴾ يعني: قُبحًا لكما الرديء من الكلام؛ ﴿أتَعِدانِنِي أنْ أُخْرَجَ﴾ مِن الأرض، يعني: أن يبعثني بعد الموت ﴿وقَدْ خَلَتِ القُرُونُ مِن قَبْلِي﴾ يعني: الأمم الخالية، فلم أرَ أحدًا منهم يُبعث، فأين عبد الله بن جدعان؟! وأين عثمان بن عمرو؟! وأين عامر بن عمرو؟! -كلّهم من قريش، وهم أجداده- فلم أرَ أحدًا منهم أتانا. فقال أبواه: اللهم، اهدِه، اللهم، أقبِل بقلبه إليك، اللهم، تُب عليه. فذلك قوله: ﴿وهُما يَسْتَغِيثانِ اللَّهَ﴾ يعني: يدعوان الله له بالهُدى أن يهديه ويقبل بقلبه، ثم يقولان: ﴿ويْلَكَ آمِن﴾ صدِّق بالبعْث الذي فيه جزاء الأعمال؛ ﴿إنَّ وعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ﴾ عبد الرحمن: ﴿ما هذا إلّا أساطِيرُ الأَوَّلِينَ﴾ ما هذا الذي تقولان إلا كأحاديث الأولين وكذبهم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢١.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب