الباحث القرآني

﴿وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ إِحۡسَـٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهࣰا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهࣰاۖ﴾ - قراءات

٧٠٤٨٢- عن الحسن البصري أنّه قرأ: ‹وفَصْلُهُ› بغير ألف[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة متواترة، قرأ بها يعقوب، وقرأ بقية العشرة: ﴿وفِصالُه﴾ بكسر الفاء وفتح الصاد وألف بعدها. انظر: النشر ٢/٣٧٣، والإتحاف ص٥٠٤.]]٥٩٧٢. (١٣/٣٢٣)

٥٩٧٢ اختُلف في قراءة قوله: ﴿وفصاله﴾؛ فقرأ قوم: ﴿وفصاله﴾، وقرأ غيرهم: ‹وفَصْلُهُ›. وذكر ابنُ جرير (٢١/١٣٨) أن القراءة الأولى بمعنى: فاصلته أمه فصالًا ومفاصلة. وأن القراءة الثانية بمعنى: وفصل أمه إياه. وبنحوه قال ابنُ عطية (٧/٦١٨). ثم رجَّح ابنُ جرير (٢١/١٣٨) صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى إجماع القراء، فقال: «والصواب من القول في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار؛ لإجماع الحجة مِن القراء عليه، وشذوذ ما خالفه».

﴿وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ إِحۡسَـٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهࣰا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهࣰاۖ﴾ - نزول الآية

٧٠٤٨٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق أبي أيوب- في قوله: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ حُسْنًا﴾ نزلتْ في أبي بكر، أسلم أبواه جميعًا، ولم يجتمع لأحدٍ مِن أصحاب رسول الله ﷺ المهاجرين مَن أسلم أبواه غيره، أوصاه الله بهما، ولزم ذلك مَن بعده[[أخرجه الثعلبي ٩/١٢، من طريق إسحاق بن صدقة، عن عبد الله بن هاشم، عن سيف بن عمر، عن عطية، عن أبي أيوب، عن علي به. وسنده ضعيف؛ فيه إسحاق بن صدقة، قال عنه الدارقطني: «ضعيف». سؤالات الحاكم للدارقطني ص٤. وفيه أيضًا سيف بن عمر التميمي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٢٧٢٤): «ضعيف في الحديث، عمدة في التاريخ».]]. (ز)

٧٠٤٨٤- عن عبد الله بن عباس، قال: نزلتْ هذه الآية في أبي بكر الصِّدِّيق: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي﴾ الآية، فاستجاب اللهُ له، فأسلم والداه جميعًا وإخوانه وولده كلّهم، ونزلت فيه أيضًا: ﴿فَأَمّا مَن أعْطى واتَّقى﴾ [الليل:٥] إلى آخر السورة[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٣٢٦)

٧٠٤٨٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: نزلتْ في أبي بكر الصِّدِّيق: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ إحْسانًا﴾ إلى قوله: ﴿وعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ﴾[[أخرجه الفراء في معاني القرآن ٣/٥٣، وابن عساكر في تاريخه ٣٠/٣٣٨، من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١٣/٣٢٢)

٧٠٤٨٦- قال إسماعيل السُّدّيّ= (ز)

٧٠٤٨٧- والضَّحّاك بن مُزاحم: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ إحْسانًا﴾ نزلتْ في سعد بن أبي وقّاص[[تفسير البغوي ٧/٢٥٧.]]. (ز)

٧٠٤٨٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ إحْسانًا﴾ نزلتْ في أبي بكر الصِّدِّيق ﵁ ابن أبي قحافة، وأمّ أبي بكر بن أبي قحافة، واسمها: أمّ الخير بنت صخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تَيم بن مُرّة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]٥٩٧٣. (ز)

٥٩٧٣ انتقد ابنُ عطية (٥/٩٨ ط: دار الكتب العلمية) القول بنزولها في أبي بكر الذي قاله علي، وابن عباس، ومقاتل مستندًا لأحوال النزول، فقال: «وفي هذا القول اعتراض بأنّ هذه الآية نزلت بمكة لا خلاف في ذلك، وأبو قحافة أسلم عام الفتح». ثم وجّهه (٧/٦٢٠) بقوله: «فإنما يتجه هذا التأويل على أنّ أبا بكر كان يطمع بإيمان أبويه، ويرى مخايل ذلك فيهما، فكانت هذه نعمة عليهما، أن ليسا مِمَّن عَسى في الكفر ولجّ وحُتم عليه، ثم ظهر إيمانهما بعد». ثم رجَّح (٧/٦٢٠-٦٢١ بتصرف) العموم مستندًا إلى ظاهر لفظ الآية، فقال: «والقول بأنها عامة في نوع الإنسان لم يقصد بها أبو بكر ولا غيره أصح، وقوله تعالى: ﴿أُولئِكَ﴾ دليل على أن الإشارة بقوله: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ﴾ إنما أراد الجنس».

﴿وَوَصَّیۡنَا ٱلۡإِنسَـٰنَ بِوَ ٰ⁠لِدَیۡهِ إِحۡسَـٰنًاۖ حَمَلَتۡهُ أُمُّهُۥ كُرۡهࣰا وَوَضَعَتۡهُ كُرۡهࣰاۖ﴾ - تفسير

٧٠٤٨٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا﴾، قال: مَشقَّة عليها[[تفسير مجاهد ص٦٠٢، وأخرجه ابن جرير ٢١/١٣٧ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٣٢٢)

٧٠٤٩٠- عن الحسن البصري -من طريق معمر- ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾: حمَلتْه مَشقَّة، ووضعَتْه مَشقَّة[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٣٧.]]. (ز)

٧٠٤٩١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾، يقول: حمَلتْه مَشقَّة، ووضعَتْه مَشقَّة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١٦، وابن جرير ٢١/١٣٧، من طريقي معمر وسعيد.]]. (ز)

٧٠٤٩٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ إحْسانًا﴾ يعني: بِرًّا بهم؛ ﴿حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا ووَضَعَتْهُ كُرْهًا﴾ يعني: حمَلتْه في مَشقّة، ووضعَتْه في مَشقّة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]٥٩٧٤. (ز)

٥٩٧٤ اختُلف في قراءة قوله: ﴿كرها﴾؛ فقرأ قوم بضم الكاف، وقرأ غيرهم بفتحها. وذكر ابنُ عطية (٧/٦١٨) أنهما بمعنى واحد. ثم ساق هذا القول، ونقل أنّ فرقة قالت: الكُره -بالضم-: المشقّة. والكَره -بالفتح-: هو الغلبة والقهر. وذكر أنهم ضعّفوا -على هذا- قراءة الفتح، وأنهم قالوا: لو كان كَرهًا لرمت به عن نفسها؛ إذ الكَره: القهر والغلبة. ثم رجَّح القول الأول، فقال: «والقول الذي قدّمناه أصوب». ولم يذكر مستندًا.

﴿وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَـٰلُهُۥ ثَلَـٰثُونَ شَهۡرًاۚ﴾ - تفسير

٧٠٤٩٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه كان يقول: إذا ولدت المرأة لتسعة أشهُر كفاها مِن الرضاع أحد وعشرون شهرًا، وإذا ولدت لسبعة أشهر كفاها من الرضاع ثلاثة وعشرون شهرًا، وإذا وضعت لستة أشهُر فحَوْلين كامِلين؛ لأنّ الله تعالى يقول: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٦٤-. وعزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور، وعبد بن حميد.]]. (١٣/٣٢٤)

٧٠٤٩٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وحَمْلُهُ﴾ في البطن تسعة أشهر، ﴿وفِصالُهُ﴾ مِن اللّبن واحدًا وعشرين شهرًا؛ ﴿ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]. (ز)

٧٠٤٩٥- قال محمد بن إسحاق: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾ حمْله تسعة أشهر، وفِصاله من اللّبن لأحدٍ وعشرين شهرًا[[تفسير الثعلبي ٩/١٢.]]. (ز)

﴿وَحَمۡلُهُۥ وَفِصَـٰلُهُۥ ثَلَـٰثُونَ شَهۡرًاۚ﴾ - من أحكام الآية

٧٠٤٩٦- عن أبي الأسود الدُّؤلي -من طريق قتادة- قال: رُفِع إلى عمر امرأةٌ ولدتْ لستّة أشهُر، فسأل عنها أصحاب النبيِّ ﷺ، قال عليٌّ: لا رجْمَ عليها؛ ألا ترى أنّ الله تعالى يقول: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾، وقال: ﴿وفِصالُهُ فِي عامَيْنِ﴾ [لقمان:١٤]؟! وكان الحمْل ههنا ستّة أشهُر. فتركها عمر. قال: ثم بلغنا أنها ولدتْ آخر لستّة أشهُر[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٣٤٤٤). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/٣٢٣)

٧٠٤٩٧- عن بَعْجَة بن عبد الله الجُهني -من طريق يزيد بن عبد الله بن قُسيط- قال: تزوّج رجلٌ منّا امرأةً من جُهينة، فولدتْ له تمامًا لستّة أشهُر، فانطلق زوجُها إلى عثمان بن عفان، فأمر برجْمها، فبلغ ذلك عَلَيًّا، فأتاه، فقال: ما تصنع؟ قال: ولدتْ تمامًا لستّة أشهُر، وهل يكون ذلك؟! قال عليٌّ: أما سمعتَ الله تعالى يقول: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾؟! وقال: ﴿حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ﴾ [البقرة: ٢٣٣]؟! فكم تجده بقي إلا ستّة أشهُر؟ فقال عثمان: واللهِ، ما فطنتُ لهذا، عَلَيَّ بالمرأة. فوجدوها قد فُرغ منها، وكان مِن قولها لأختها: يا أُخيّة، لا تحزني، فواللهِ، ما كشَف فرْجي أحد قطّ غيره. قال: فشبّ الغلام بعدُ، فاعترف الرجل به، وكان أشبه الناس به. قال: فرأيتُ الرجلَ بعد يتساقط عضوًا عضوًا على فراشه[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٢٦٤-. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]٥٩٧٥. (١٣/٣٢٣)

٥٩٧٥ علَّق ابنُ كثير (١٣/١٤) على ما استنبطه علي بن أبي طالب مِن أنّ أقل مُدّة الحمْل ستة أشهر، بقوله: «وهو استنباط قوي صحيح، ووافقه عليه عثمان، وجماعة من الصحابة».

٧٠٤٩٨- عن نافع بن جبير: أنّ ابن عباس أخبره، قال: إنِّي لَصاحب المرأة التي أُتِي بها عمر وضعتْ لستّة أشهُر، فأنكر الناسُ ذلك. فقلتُ لعمر: لِمَ تَظْلِم؟! قال: كيف؟ قلتُ: اقرأ: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾، ﴿والوالِداتُ يُرْضِعْنَ أوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَن أرادَ أنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ﴾ [البقرة:٢٣٣]، كم الحَوْل؟ قال: سنة. قلتُ: كم السّنة؟ قال: اثنا عشر شهرًا. قلت: فأربعة وعشرون شهرًا حولان كاملان، ويؤخّر الله مِن الحمل ما شاء ويقدِّم. قال: فاستراح عمر إلى قولي[[أخرجه عبد الرزاق (١٣٤٤٩). وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٣٢٤)

٧٠٤٩٩- عن أبي عبيد مولى عبد الرحمن بن عوف، قال: رُفِعَت امرأةٌ إلى عثمان ولدتْ لستّة أشهُر، فقال عثمان: إنها قد رُفعت إلَيَّ امرأةٌ، ما أراها إلا جاءت بشرٍّ. فقال ابن عباس: إذا كمَّلت الرَّضاعة كان الحمْل ستّة أشهُر؟ وقرأ: ﴿وحَمْلُهُ وفِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْرًا﴾. فدَرَأ عثمان عنها[[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه ٧/٣٥١ (١٣٤٤٦). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/٣٢٤)

﴿حَتَّىٰۤ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُۥ﴾ - تفسير

٧٠٥٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ﴾ نهاية قوّته، وغاية شبابه واستوائه، وهو ما بين ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة، فذلك قوله: ﴿وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً﴾[[أخرجه البغوي ٧/٢٥٧.]]. (ز)

٧٠٥٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: أشدّه: ثلاث وثلاثون سنة، واستواؤه: أربعون سنة، والعُذر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم: ستُّون[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٣٩.]]. (ز)

٧٠٥٠٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- ﴿حتى إذا بلغ أشده﴾، قال: ما بين ثماني عشرة إلى ثلاثين سنه، فهو في الشَّدّ[[أخرجه إسحاق البستي ص١٦٥.]]. (ز)

٧٠٥٠٣- عن عامر الشعبي -من طريق مجالد- قال: الأشدّ: الحُلُم إذا كُتبت له الحسنات، وكُتبت عليه السيئات[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٣٩.]]. (ز)

٧٠٥٠٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ﴾: ثلاثًا وثلاثين سنة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١٧، وابن جرير ٢١/١٣٩.]]. (ز)

٧٠٥٠٥- عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن -من طريق عمرو بن الحارث- أنّه كان يقول في هذه الآية: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ﴾، قال ربيعة: الأشدّ: الحُلُم. وتلا هذه الآية: ﴿ولا تَقْرَبُوا مالَ اليَتِيمِ إلّا بِالَّتِي هِيَ أحْسَنُ حَتّى يَبْلُغَ أشُدَّهُ﴾ [الأنعام:١٥٢]. قال ربيعة: وقال الله: ﴿وابْتَلُوا اليَتامى حَتّى إذا بَلَغُوا النِّكاحَ فَإنْ آنَسْتُمْ مِنهُمْ رُشْدًا فادْفَعُوا إلَيْهِمْ أمْوالَهُمْ﴾ [النساء:٦]. فكان ربيعة يرى أنّ الأشُدّ: الحُلم، في هاتين الآيتين[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ٢/١١٠ (٢١٦).]]. (ز)

٧٠٥٠٦- عن زيد بن أسلم -من طريق ابنه عبد الرحمن-= (ز)

٧٠٥٠٧- ومالك بن أنس -من طريق ابن وهب-: أنّ الأشُدّ: الحُلُم[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع -تفسير القرآن ١/٢٦-٢٧ (٥٨).]]. (ز)

٧٠٥٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿حَتّى إذا بَلَغَ أشُدَّهُ﴾ ثماني عشرة سنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]٥٩٧٦. (ز)

٥٩٧٦ اختُلف في الأشدّ على أقوال: الأول: بلوغ الحلم. الثاني: ثمانية عشر عامًا. الثالث: ثلاثة وثلاثون عامًا. ورجَّح ابنُ جرير (٢١/١٣٩-١٤٠) -مستندًا إلى اللغة- القول الأخير الذي قاله ابن عباس من طريق مجاهد، وقتادة. وانتقد الأول الذي قاله الشعبي، وربيعة، ومالك، وزيد، فقال -بعد أن بيّن أن بلوغ الأشدّ هو موطن تناهي القوة والاستواء-: «وإذا كان ذلك كذلك، كان الثلاث والثلاثون به أشبه من الحلُم؛ لأن المرء لا يبلغ في حال حلمه كمال قواه، ونهاية شدّته، فإن العرب إذا ذكرت مثل هذا من الكلام، فعطفت بعضًا على بعضٍ، جعلت كلا الوقتين قريبًا أحدهما من صاحبه، كما قال جلّ ثناؤه: ﴿إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه﴾ [المزمل:٢٠]. ولا تكاد تقول: أنا أعلم أنك تقوم قريبًا من ساعة من الليل وكلّه، ولا أخذتَ قليلًا من مال أو كله. ولكن تقول: أخذت عامّة مالي أو كله، فكذلك ذلك في قوله: ﴿حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة﴾. لا شكّ أنّ نسق الأربعين على الثلاث والثلاثين أحسن وأشبه، إذ كان يراد بذلك تقريب أحدهما من الآخر، من النسق على الخمس عشرة أو الثمان عشرة». وذكر ابن عطية (٧/٦١٩) قولين آخرين: الأول: أنه أربعون عامًا. وعلَّق عليه بقوله: «ومَن قال بالأربعين قال: إنه في الآية أكّد وفسّر الأشُدّ بقوله سبحانه: ﴿وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً﴾». الثاني: أن الأشُدّ ستة وثلاثين عامًا، ورجَّحه بقوله: «وأقوى الأقوال ستة وثلاثون»، ولم يذكر مستندًا.

﴿وَبَلَغَ أَرۡبَعِینَ سَنَةࣰ﴾ - تفسير

٧٠٥٠٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً﴾: وقد مضى مِن سيئ عَمَله[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٤٠.]]. (ز)

٧٠٥١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً﴾ فهو في القُوّة والشِّدَّة مِن ثماني عشرة سنة إلى أربعين سنة، فلمّا بلغ أبو بكر أربعين سنة صدّق بالنبي ﷺ[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]. (ز)

﴿قَالَ رَبِّ أَوۡزِعۡنِیۤ أَنۡ أَشۡكُرَ نِعۡمَتَكَ ٱلَّتِیۤ أَنۡعَمۡتَ عَلَیَّ وَعَلَىٰ وَ ٰ⁠لِدَیَّ﴾ - تفسير

٧٠٥١١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي﴾ يقول: ألْهِمني ﴿أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ﴾ بالإسلام، ﴿وعَلى والِدَيَّ﴾ يعني: أبا قحافة ابن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مُرة، وأمّه: أمّ الخير بنت صخر بن عمرو[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]. (ز)

٧٠٥١٢- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾، قال: اجعلْني أشكر نعمتك[[أخرجه ابن جرير ٢١/١٤١.]]٥٩٧٧. (ز)

٥٩٧٧ استدرك ابنُ جرير (٢١/١٤١) -من جهة اللغة- على قول ابن زيد بقوله: «وهذا الذي قاله ابن زيد في قوله: ﴿رب أوزعني﴾ وإن كان يؤول إليه معنى الكلمة، فليس بمعنى الإيزاع على الصحة». وذكر ابنُ عطية (٧/٦١٩-٦٢٠) أن قوله: ﴿أوزعني﴾ يحتمل احتمالين: الأول: ادفعني عن الموانع، وازجرني عن القواطع؛ لأجل أن أشكر نعمتك. الثاني: أن يكون بمعنى: اجعل حظّي ونصيبي. وعلَّق عليه بقوله: «وهذا من التّوزيع، والقوم الأوزاع، ومن قولك: توزعوا المال؛ فـ﴿أن﴾ على هذا مفعول صريح». وذكر ابنُ القيم (٢/٤٥٠) القول بأن معنى ﴿أوزعني﴾: ألْهِمني. ثم نقل عن أبي إسحاق تفسيره بـ: كفّني عن الأشياء إلا نفس شكر نعمتك. وعلَّق عليه بقوله: «ولهذا يقال في تفسير الموزع: المولع، ومنه الحديث: «كان رسول الله ﷺ مُوزعًا بالسؤال». أي: مُولعًا به، كأنه كفّ ومُنع إلا منه. ونقل عن أهل اللغة أن الوزع له معنيان: الأول: أنه بمعنى الكفّ. وهو قول أبي إسحاق. الثاني: الإغراء، فأوزعته بالشيء: أغريته به، واستوزعتُ الله شكره فأوزعني: استلهمتُه فألهمني. ثم قال:»فقد دار معنى اللفظة على معنى: ألْهِمني ذلك، واجعلني مغرًى به، وكفّني عما سواه".

﴿وَأَنۡ أَعۡمَلَ صَـٰلِحࣰا تَرۡضَىٰهُ﴾ - تفسير

٧٠٥١٣- قال عبد الله بن عباس: ﴿وأَنْ أعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ﴾ وأجابه الله ﷿، فأعتق تسعةً مِن المؤمنين يُعذَّبون في الله، ولم يُرِد شيئًا مِن الخير إلا أعانه الله عليه[[تفسير البغوي ٧/٢٥٨.]]. (ز)

٧٠٥١٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿وبَلَغَ أرْبَعِينَ سَنَةً قالَ رَبِّ أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أنْعَمْتَ عَلَيَّ وعَلى والِدَيَّ﴾ الآية حتى ﴿المُسْلِمِينَ﴾، قال: وقد مضى مِن سيئ عَمَله ما قد مضى[[أخرجه عبد الرزاق ٢/٢١٧، وابن جرير ٢١/١٤٠.]]. (ز)

٧٠٥١٥- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال: ﴿و﴾ ألْهِمنى ﴿أنْ أعْمَلَ صالِحًا تَرْضاهُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]. (ز)

﴿وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیۤۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ ۝١٥﴾ - تفسير

٧٠٥١٦- عن مجاهد بن جبر، ﴿وأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾، قال: اجعلهم لي صالحين[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٣٢٦)

٧٠٥١٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي﴾ يقول: واجعل أولادي مؤمنين، فأسلَموا أجمعين. نظيرها في المؤمن قوله: ﴿ومَن صَلَحَ مِن آبائِهِمْ﴾ [غافر:٨] يقول: مَن آمن. ثم قال أبو بكر: ﴿إنِّي تُبْتُ إلَيْكَ﴾ مِن الشِّرك، ﴿وإنِّي مِنَ المُسْلِمِينَ﴾ يعني: مِن المخلصين بالتوحيد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٤/٢٠.]]. (ز)

﴿وَأَصۡلِحۡ لِی فِی ذُرِّیَّتِیۤۖ إِنِّی تُبۡتُ إِلَیۡكَ وَإِنِّی مِنَ ٱلۡمُسۡلِمِینَ ۝١٥﴾ - آثار متعلقة بالآية

٧٠٥١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق الضَّحّاك- مرفوعًا: «مَن أتى عليه أربعون سنة فلم يَغْلِب خيرُه شرَّه فليتجهّز إلى النار»[[أخرجه أبو الفتح الأزدي -كما في اللآلئ المصنوعة للسيوطي ١/١٢٦-، وابن الجوزي في الموضوعات ١/١٧٨، من طريق بارح بن أحمد، عن عبد الله بن مالك الهروي، عن سفيان، عن جويبر، عن الضحاك، عن ابن عباس به. قال ابن الجوزي ١/١٧٩: «هذا حديث لا يصح عن رسول الله ﷺ». وقال السيوطي: «موضوع، الضحاك ضعيف، وجويبر هالك، وبارح ضعيف جدًّا».]]. (١٣/٣٢٥)

٧٠٥١٩- عن القاسم بن عبد الرحمن، قال: قلتُ لمسروق: متى يؤخذ الرجل بذنوبه؟ قال: إذا بلغْتَ الأربعين فخُذ حِذرك[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وينظر: تفسير ابن كثير ٧/٢٦٤.]]. (١٣/٣٢٥)

٧٠٥٢٠- عن مالك بن مِغْوَل، قال: شكا أبو مِعشر ابنَه إلى طلحة بن مُصَرِّف. فقال طلحة: استعنْ عليه بهذه الآية: ﴿رَبِّ أوْزِعْنِي أنْ أشْكُرَ نِعْمَتَكَ﴾ الآية[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/٣٢٥)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب