﴿وَفِی خَلۡقِكُمۡ وَمَا یَبُثُّ مِن دَاۤبَّةٍ ءَایَـٰتࣱ لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ ٤﴾ - قراءات
٧٠٢٠٩- عن الأعمش: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (وفِي خَلْقِكُمْ وما يَبُثُّ مِن دَآبَّةٍ لَآياتٍ)(١). (ز)
اختُلف في قراءة قوله: ﴿آيات﴾؛ فقرأ قوم: ﴿آيات﴾ بالرفع. وقرأ غيرهم بالخفض.
و ابنُ جرير (٢١/٧٢-٧٣) أن القراءة الأولى جاءت رفعًا على الابتداء، وترك ردّها على قوله: ﴿لآيات للمؤمنين﴾. وأن القراءة الثانية جاءت خفضًا بتأويل النصب ردًّا على قوله: ﴿لآيات للمؤمنين﴾.
و قال ابنُ عطية (٧/٥٨٧).
و ابنُ عطية أن قراءة الرفع لها وجه آخر، وهو أن يكون قوله: ﴿وفي خلقكم وما يبث﴾ مستأنفًا، ويكون الكلام جملة معطوفة على جملة، ونقل أن بعض الناس قال: يجوز أن يكون جملة في موضع الحال. و عليه بقوله: «فلا تكون غريبة على هذا».
و ابنُ جرير أنّ من قرأوا بالخفض اختاروه؛ لأنه في قراءة أبيّ في الآيات الثلاثة (لَآيات) باللام، فجعلوا دخول اللام في ذلك في قراءته دليلًا لهم على صحة قراءة جميعه بالخفض، و فقال: «وليس الذي اعتمدوا عليه من الحجة في ذلك بحجة؛ لأنه لا رواية بذلك عن أبي صحيحة، وأُبي لو صحّت به عنه رواية ثم لم يُعلم كيف كانت قراءته بالخفض أو بالرفع لم يكن الحكم عليه بأنه كان يقرأه خفضًا بأولى من الحكم عليه بأنه كان يقرأه رفعًا، إذ كانت العرب قد تُدخل اللام في خبر المعطوف على جملة كلام تام قد عملت في ابتدائها»إن«، مع ابتدائهم إياه».
ثم صحة كلتا القراءتين مستندًا إلى شهرتهما، وصحة معناهما، فقال: «والصواب مِن القول في ذلك إن كان الأمر على ما وصفنا أن يُقال: إنّ الخفض في هذه الأحرف والرفع قراءتان مستفيضتان في قراءة الأمصار، قد قرأ بهما علماء من القراء صحيحتا المعنى، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب».
﴿وَفِی خَلۡقِكُمۡ وَمَا یَبُثُّ مِن دَاۤبَّةٍ ءَایَـٰتࣱ لِّقَوۡمࣲ یُوقِنُونَ ٤﴾ - تفسير الآية
٧٠٢١٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وفِي خَلْقِكُمْ﴾ يعني: وفي خلْق أنفسكم إذ كنتم نُطفة، ثم عَلَقة، ثم مُضغة، ثم عظمًا لحمًا(٢)، ثم الروح، ﴿وما يَبُثُّ مِن دابَّةٍ﴾ يقول: وما يخلق مِن دابة ﴿آياتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ﴾ بتوحيد الله(٣). (ز)
٧٠٢١١- عن عبد الملك ابن جُريْج، في قوله: ﴿وفِي خَلْقِكُمْ﴾، قال: خَلْقِ أنفسكم(٤). (١٣/٢٩٣)
(١) أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ١/٣٣٥.
وهي قراءة شاذة، تروى أيضًا عن أُبَيّ. انظر: مختصر ابن خالويه ص١٣٨.
(٢) كذا في مطبوعة المصدر، ولعل فيه سقطًا.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٨٣٥.
(٤) عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.