الباحث القرآني

﴿فَإِمَّا نَذۡهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنۡهُم مُّنتَقِمُونَ ۝٤١﴾ - تفسير

٦٩٥٢٩- عن جابر بن عبد الله، عن النبيِّ ﷺ، في قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾، قال: «بعلي»[[أخرجه ابن المغازلي في مناقب علي بن أبي طالب ص٣٨٧ (٣٦٦). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه، من طريق مروان بن محمد عن الكلبي، عن أبي صالح. قال ابن تيمية في منهاج السنة ٧/١٥: «وأما نقل ابن المغازلي الواسطي فأضعف وأضعف، فإنّ هذا قد جمع في كتابه من الأحاديث الموضوعات ما لا يخفى أنه كذب على مَن له أدنى معرفة بالحديث». وقال السيوطي في الإتقان ٤/٢٣٩ عن سند مروان بن محمد السدي عن الكلبي عن أبي صالح: «هي سلسلة الكذب». وأورد الحديث الديلمي في الفردوس ٣/١٥٤ (٤٤١٧) عن جابر، قال: قال رسول الله ﷺ: «﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾ نزلت في علي بن أبي طالب، أنّه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدي».]]. (١٣/٢١٠)

٦٩٥٣٠- عن علي بن أبي طالب -من طريق عن عبد الرحمن بن مسعود العبدي- أنه قرأ هذه الآية: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾، قال: ذهب نبيّه، وبقيتْ نِقمته في عدوه[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٣/٢١٠)

٦٩٥٣١- عن أنس بن مالك -من طريق حميد- في قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُون﴾ الآية، قال: أكرم اللهُ نبيَّه ﷺ أن يُريه في أُمّته ما يكره، فرفعه إليه، وبقيت النقمة[[أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (١٤٩٠). وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]٥٨٦٦. (١٣/٢١٠)

٥٨٦٦ ساق ابنُ عطية (٧/٥٥٠) هذا القول الذي قاله أنس، وجابر، والحسن، وقتادة، ثم علَّق بقوله: «وذلك في الفتن الحادثة في صدر الإسلام مع الخوارج وغيرهم». وساق ابنُ كثير (١٢/٣١٤) هذا القول، ثم قال: «وفي الحديث: «النجوم أمنة للسماء، فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد، وأنا أمنة لأصحابي، فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون»».

٦٩٥٣٢- عن قتادة -من طريق معمر- في قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾، قال: قال أنس: ذهب رسول الله ﷺ، وبقيت النِّقمة، فلم يُرِ اللهُ نبيَّه في أُمّته شيئًا يكرهه حتى قُبض، ولم يكن نبيٌّ قطّ إلا وقد رأى العقوبة في أُمّته، إلا نبيكم ﷺ. قال قتادة: وذُكر لنا: أن النبي ﷺ رأى ما يصيب أُمّته بعده، فما رُئي ضاحكًا مُنبسِطًا حتى قُبض[[أخرجه الحاكم ٢/٤٤٧ من طريق محمد بن ثور عن معمر. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر. وأخرجه عبد الرزاق ٢/١٩٧، وابن جرير ٢٠/٦٠٠-٦٠١ كله من قول قتادة، كذلك أخرج نحوه ابن جرير ٢٠/٦٠٠ من طريق سعيد من قول قتادة.]]. (١٣/٢٠٩)

٦٩٥٣٣- عن الحسن البصري -من طريق أبي الأشهب- في قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾، قال: لقد كانت نِقمة شديدة، أكرم الله نبيَّه أن يُرِيَه في أُمّته ما كان من النِّقمة بعده[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٦٠٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٣/٢١٠)

٦٩٥٣٤- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإنّا مِنهُمْ مُنْتَقِمُونَ﴾: كما انتقمنا مِن الأمم الماضية[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٦٠١.]]. (ز)

٦٩٥٣٥- قال مقاتل بن سليمان: قوله: ﴿فَإمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ﴾ يقول: فنُمِيتك، يا محمد ﴿فَإنّا مِنهُمْ﴾ يعني: كفار مكة ﴿مُنْتَقِمُونَ﴾ بعدك بالقتْل يوم بدر[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٩٦.]]٥٨٦٧. (ز)

٥٨٦٧ اختُلف في المتَوَعَّدِين في الآية على قولين: الأول: أنهم الكفار، وأن الله أرى نبيّه ذلك فيهم. الثاني: أهل الإسلام. ورجَّح ابنُ جرير (٢٠/٦٠١) -مستندًا إلى السياق- القولَ الأول الذي قاله السُّدّيّ، ومقاتل، فقال: «وذلك أن ذلك في سياق خبر الله عن المشركين؛ فلأن يكون ذلك تهديدًا لهم أولى مِن أن يكون وعيدًا لِمَن لم يجرِ له ذكْر». وكذا رجّحه ابنُ عطية (٧/٥٥٠) -مستندًا إلى الأكثر- بقوله: «والقول الأول في توعُّد الكفار أكثر».
    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب