﴿وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ وَظَنُّوا۟ مَا لَهُم مِّن مَّحِیصࣲ﴾ [فصلت ٤٨]
﴿وَضَلَّ عَنۡهُم مَّا كَانُوا۟ یَدۡعُونَ مِن قَبۡلُۖ﴾ - تفسير
٦٨٧٢٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وضَلَّ عَنْهُمْ﴾ في الآخرة ﴿ما كانُوا يَدْعُونَ مِن قَبْلُ﴾ يقول: يعبدون. يقول: ما عبدوا في الدنيا مِن قبل(١). (ز)
ابنُ عطية (٧/٤٩٣) أن قوله: ﴿وضَلَّ عَنْهُمْ﴾ أي: نسوا ما كانوا يقولون في الدنيا ويدعون من الآلهة والأصنام. ثم ساق احتمالًا آخر فقال: «ويحتمل أن يريد: وضل عنهم الأصنام، أي: تَلِفَت عنهم، فلم يجدوا منها نصرًا، وتلاشى لهم أمرها».
﴿وَظَنُّوا۟ مَا لَهُم مِّن مَّحِیصࣲ ٤٨﴾ - تفسير
٦٨٧٣٠- عن إسماعيل السُّدّي -من طريق أسباط- ﴿وظَنُّوا ما لَهُمْ مِن مَحِيصٍ﴾: استيقنوا أنه ليس لهم ملجأ(٢). (ز)
ابنُ عطية (٧/٤٩٣) أن قوله تعالى: ﴿وظَنُّوا﴾ يحتمل احتمالين: الأول: أن يكون متصلًا بما قبله، ويكون الوقف عليه، ويكون قوله سبحانه: ﴿ما لَهُمْ مِن مَحِيصٍ﴾ استئناف، نفي أن يكون لهم منجىً أو موضع روغان، ... ويكون الظن -على هذا التأويل- على بابه، أي: ظنّوا أن هذه المقالة: ﴿ما مِنّا مِن شَهِيدٍ﴾ منجاة لهم أو أمر يُمَوِّهون به. الثاني: أن يكون الوقف في قوله: ﴿مِن قَبْلُ﴾، ويكون ﴿وظَنُّوا﴾ متصلًا بقوله: ﴿ما لَهُمْ مِن مَحِيصٍ﴾، أي: ظنّوا ذلك، ويكون الظن -على هذا التأويل- بمعنى اليقين. وبيّن أن السُّدّيّ فسّر به.
٦٨٧٣١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وظَنُّوا﴾ يعني: وعلموا ﴿ما لَهُمْ مِن مَحِيصٍ﴾ يعني: مِن فرار مِن النار(٣). (ز)
(١) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٤٧.
(٢) أخرجه ابن جرير ٢٠/٤٥٧.
(٣) تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٤٧.