الباحث القرآني
﴿وَقَالَ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ لَا تَسۡمَعُوا۟ لِهَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٦٨٤٨٤- عن عبد الله بن عباس، قال: كان رسول الله ﷺ وهو بمكة إذا قرأ القرآن يرفعُ صوتَه، فكان المشركون يطردون الناسَ عنه، ويقولون: ﴿لا تَسْمَعُوا لِهذا القُرْآنِ﴾. وكان إذا أخفى قراءتَه لم يسمع مَن يُحِبُّ أن يسمع القرآن؛ فأنزل الله: ﴿ولا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ ولا تُخافِتْ بِها﴾ [الإسراء:١١٠][[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/١٠٢)
٦٨٤٨٥- قال إسماعيل السُّدّيّ: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرْآنِ والغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ نزلت في أبي جهل بن هشام؛ كان يقول لأصحابه: إذا سمعتم قراءة محمد فارفعوا أصواتكم بالأشعار؛ حتى تلتبسَ على محمد قراءته[[أخرجه يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٥١-.]]. (ز)
٦٨٤٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا﴾ يعني: الكفار ﴿لا تَسْمَعُوا لِهذا القُرْآنِ﴾ هذا قول أبي جهل وأبي سفيان لكفار قريش، قالوا لهم: إذا سمعتم القرآنَ مِن محمد ﷺ وأصحابه فارفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم؛ حتى تُلبِّسوا عليهم قولهم فيسكتون. فذلك قوله: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٤١.]]. (ز)
٦٨٤٨٧- عن محمد بن إسحاق، قال: ... لَمّا جاءهم رسولُ الله ﷺ بما عرفوا مِن الحق، وعرفوا صدقه فيما حدَّث، وموقع نبوّته فيما جاءهم به مِن علم الغيوب حين سألوه عمّا سألوه عنه، فحال الحسدُ منهم له بينهم وبين اتّباعه وتصديقه، فعَتَوْا على الله، وتركوا أمره عيانًا، ولَجُّوا فيما هم عليه مِن الكفر، فقال قائلهم: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾ أي: اجعلوه لَعِبًا وباطلًا، واتخِذوه هُزوًا، أي: لعلكم تغلبون، تغلبوه بذلك، فإنكم إن وافقتموه وناصفتموه غلبكم. فلمّا قال ذلك بعضُهم لبعض جعلوا إذا جهر رسولُ الله ﷺ بالقرآن وهو يُصَلِّي يتفرقون عنه، ويَأبَون أن يسمعوا له، وكان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول الله ﷺ بعضَ ما يتلو مِن القرآن وهو يُصَلّي استتر واستمع دونهم، فَرقًا منهم، فإنْ رأى أنّهم عرفوا أنّه يستمع ذهبَ خشيةَ أذاهم، ولم يستمع، وإنْ خفض رسول الله ﷺ صوته، فظنّ الذين يستمعون أنهم لم يسمعوا من قراءته شيئًا وسمع هو دونهم، أشاح له ليستمع منه[[سيرة ابن إسحاق ص١٨٥-١٨٦.]]. (ز)
﴿وَٱلۡغَوۡا۟ فِیهِ﴾ - تفسير
٦٨٤٨٨- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾: عِيبوه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٣/١٠٢)
٦٨٤٨٩- قال عبد الله بن عباس: ﴿لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرْآنِ والغَوْا فِيهِ﴾، يعني: الغطوا فيه[[تفسير الثعلبي ٨/٢٩٢، وتفسير البغوي ٧/١٧١.]]. (ز)
٦٨٤٩٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العَوفيّ- قوله: ﴿وقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذا القُرْآنِ والغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾، قال: هذا قول المشركين، قالوا: لا تتّبعوا هذا القرآن، والغَوا عنه[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤١٧.]]. (ز)
٦٨٤٩١- قال أبوالعالية الرِّياحي: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾ قَعُوا فيه، وعِيبوه[[تفسير الثعلبي ٨/٢٩٢.]]. (ز)
٦٨٤٩٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾، قال: بالمُكاء، والصّفير، والتخليط في المنطق على رسول الله ﷺ إذا قرأ القرآن، قريش تفعله[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤١٨، ومن طريق القاسم ابن أبي بزة أيضًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٣/١٠٢)
٦٨٤٩٣- قال الضَّحّاك بن مُزاحِم: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾ أكْثِروا الكلام؛ ليختلط عليه ما يقول[[تفسير الثعلبي ٨/٢٩٢، وتفسير البغوي ٧/١٧١.]]. (ز)
٦٨٤٩٤- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿والغَوْا فِيهِ﴾، قال: يقولون: اجْحدوا به، وأنكِروه، وعادوه. قال: هذا قول مشركي العرب[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤١٨ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٣/١٠٢)
٦٨٤٩٥- قال إسماعيل السُّدّيّ: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾ صِيحوا في وجهه[[تفسير الثعلبي ٨/٢٩٢، وتفسير البغوي ٧/١٧١.]]. (ز)
٦٨٤٩٦- عن محمد بن السّائِب الكلبي -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾، قال: إذا سمعتموه يُتلى فالغَوا، وتحدّثوا، وضِجُّوا، وصِيحوا؛ حتى لا تسمعوه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٨٦.]]. (ز)
٦٨٤٩٧- عن معمر بن راشد -من طريق ابن ثور- قال: قال بعضهم في قوله: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾، قال: تحدَّثوا، وضِجّوا؛ كيما لا يسمعوه[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٤١٨. ولعل القائل الذي أبهمه هو الكلبي، كما في رواية عبد الرزاق السابقة.]]. (ز)
٦٨٤٩٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والغَوْا فِيهِ﴾ بالأشعار، والكلام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٤١.]]. (ز)
٦٨٤٩٩- عن محمد بن إسحاق، قال: ... ﴿والغوا فيه﴾، أي: اجعلوه لعبًا وباطلًا، واتخِذوه هُزوًا[[سيرة ابن إسحاق ص١٨٥-١٨٦.]]. (ز)
٦٨٥٠٠- عن سفيان بن عُيَينة -من طريق ابن أبي عمر- في قوله جلّ وعز: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغو فيه لعلكم تغلبون﴾، قال: كانوا يقولون: اللغو فيه بالمُكاء والتَّصدية. وقال سفيان في قوله: ﴿ما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية﴾ [الأنفال:٣٥]، قال: المُكاء: الصّفير. والتَّصدية: التصفيق بالأيدي[[أخرجه إسحاق البستي ص٢٩٢.]]. (ز)
﴿لَعَلَّكُمۡ تَغۡلِبُونَ ٢٦﴾ - تفسير
٦٨٥٠١- قال إسماعيل السُّدّيّ: ﴿لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ لعلّ دينكم يغلب دين محمد[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٥١-.]]. (ز)
٦٨٥٠٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾، يعني: لكي تغلبونهم فيسكتون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٧٤١.]]. (ز)
٦٨٥٠٣- عن محمد بن إسحاق، قال: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾، أي: اجعلوه لعِبًا وباطِلًا، واتَّخِذوه هُزُوًا، أي: لعلكم تغلبون، تغلبوه بذلك، فإنكم إن وافقتموه وناصفتموه غلبكم[[سيرة ابن إسحاق ص١٨٥-١٨٦.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.