الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَتَبَیَّنُوا۟ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَیۡكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِیرَةࣱۚ كَذَ ٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا ٩٤﴾ - قراءات
١٩٦٩٢- عن أبي عبد الرحمن السلمي -من طريق عبد الرحمن بن الأصبهاني-= (ز)
١٩٦٩٣- ومجاهد بن جبر -من طريق حميد الأعرج- أنهما كانا يقرآن: ﴿لمن ألقى إليكم السلام﴾[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٧٨، ٦٧٩)، وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. وهي قراءة متواترة، قرأ بها ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم، والكسائي، ويعقوب، وقرأ بقية العشرة: ›السَّلَمَ‹ بحذف الألف. ينظر: النشر ٢/٢٥١، والإتحاف ص٢٤٥.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٦٩٤- عن إبراهيم النخعي -من طريق مغيرة- أنّه كانا يقرأ: (ولا تَقُولُوا لِمَن ألْقى إلَيْكُمُ السِّلْمَ)[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٨٠). وهي قراءة شاذة، قرأ بها أيضًا أبان بن زيد عن عاصم. ينظر: مختصر ابن خالويه ص٣٣، وإعراب القرآن للنحاس ١/٤٨٢، والبحر المحيط ٣/٣٤٢.]]. (ز)
١٩٦٩٥- عن أبي رجاء [العطاردي]= (ز)
١٩٦٩٦- والحسن البصري -من طريق عوف- أنهما كانا يقرآن: (ولا تَقُولُوا لِمَن ألْقى إلَيْكُمُ السِّلْمَ) بكسر السين[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. وأخرجه سعيد بن منصور (٦٨٠) عن الحسن وحده.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٦٩٧- عن عاصم بن أبي النجود أنّه قرأ: ﴿فتبينوا﴾ بالياء[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، فإنهم قرأوا ‹فَتَثَبَّتُوا›. ينظر: النشر ٢/٢٥١، والإتحاف ص٢٤٤.]]. (٤/٦٢١)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَتَبَیَّنُوا۟ وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَیۡكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِیرَةࣱۚ كَذَ ٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا ٩٤﴾ - نزول الآية
١٩٦٩٨- عن عبد الله بن عباس، قال: بعث رسول الله ﷺ سرية فيها المقداد بن الأسود، فلما أتوا القومَ وجدوهم قد تفرقوا، وبقي رجل له مال كثير لم يبرح، فقال: أشهد أن لا إله إلا الله. فأهوى إليه المقداد فقتله، فقال له رجل من أصحابه: أقتلت رجلًا شهد أن لا إله إلا الله؟! واللهِ، لَأَذْكُرَنَّ ذلك للنبي ﷺ. فلما قدموا على رسول الله ﷺ قالوا: يا رسول الله، إنّ رجلًا شهد أن لا إله إلا الله، فقتله المقداد. فقال: «ادعوا لي المقداد». فقال: «يا مقداد، أقتلت رجلًا يقول: لا إله إلا الله؟! فكيف لك بلا إله إلا الله غدًا؟!». فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله﴾ إلى قوله: ﴿كذلك كنتم من قبل﴾. قال: فقال رسول الله ﷺ للمقداد: «كان رجل مؤمن يخفي إيمانه مع قوم كفار، فأظهر إيمانه، فقتلته، وكذلك كنت تخفي إيمانك بمكة قبل»[[أخرجه البزار في مسنده ١١/٣١٧ (٥١٢٧) واللفظ له، والطبراني في الكبير ١٢/٣٠ (١٢٣٧٩). وعلقه البخاري ٩/٣ (٦٨٦٦) مختصرًا. قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ إلا عن ابن عباس، ولا نعلم له طريقًا عن ابن عباس إلا هذا الطريق». وقال ابن القيسراني في أطراف الغرائب ٣/١٦٢ (٢٣١٨): «غريب». وقال ابن عساكر في تاريخه ٦٠/١٧٢ في ترجمة مقداد بن عمرو: «قال الدارقطني: غريب من حديث سعيد عن ابن عباس، تفرد به حبيب بن أبي عمرة عنه، وتفرد به أبو بكر بن علي بن مقدم عن حبيب». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٨-٩ (١٠٩٤٣): «إسناده جيد». ووصله ابن حجر في تغليق التعليق ٥/٢٤٢ (٦٨٦٦). وقال الألباني في الضعيفة ٩/١٠٨ (٤١٠٩): «ضعيف».]]. (٤/٦١٤)
١٩٦٩٩- عن عبد الله بن عباس، قال: كان الرجل يتكلم بالإسلام، ويؤمن بالله والرسول، ويكون في قومه، فإذا جاءت سرية رسول الله ﷺ أخبر بها حيَّه -يعني: قومه-، وأقام الرجل لا يخاف المؤمنين من أجل أنه على دينهم، حتى يلقاهم فيلقي إليهم السلام، فيقولون: لست مؤمنًا. وقد ألقى السلام، فيقتلونه، فقال الله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ إلى: ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾. يعني: تقتلونه إرادة أن يحل لكم ماله الذي وجدتم معه، وذلك عَرَض الحياة الدنيا، فإنّ عندي مغانم كثيرة، فالتمسوا من فضل الله. وهو رجل اسمه مرداس، خلّى قومه هاربين من خيل بعثها رسول الله ﷺ عليها رجل من بني ليث اسمه قُلَيْب، ولم يجامعهم، وإذا فيهم مرداس، فسلم عليهم، فقتلوه، فأمر رسول الله ﷺ لأهله بديته، وردَّ إليهم ماله، ونهى المؤمنين عن مثل ذلك[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٦-٣٥٧، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤١ (٥٨٣١) مختصرًا من طريق محمد بن سعد، عن أبيه، قال: حدثني عمي الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده عطية العوفي، عن ابن عباس به. إسناده ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٤/٦١٥)
١٩٧٠٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: مرَّ رجل من بني سليم بنفر من أصحاب النبي ﷺ وهو يسوق غنمًا له، فسلَّم عليهم، فقالوا: ما سلَّم علينا إلا لِيَتَعَوَّذ مِنّا. فعمدوا إليه، فقتلوه، وأتوا بغنمه النبي ﷺ؛ فنزلت الآية: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم﴾ الآية[[أخرجه أحمد ٣/٤٦٧ (٢٠٢٣)، ٤/٢٧١ (٢٤٦٢)، والترمذي ٥/٢٧٣ (٣٢٧٩)، والحاكم ٢/٢٥٦ (٢٩٢٠)، وابن حبان ١١/٥٩ (٤٧٥٢)، وابن جرير ٧/٣٥٥-٣٥٦. وأورده الثعلبي ٣/٣٦٨. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال ابن كثير في تفسيره ٢/٣٨٢-٣٨٣: «وقال -يعني: ابن جرير- في بعض كتبه غير التفسير: وهذا خبر عندنا صحيح سنده». وقال الألباني في الضعيفة ٩/١١٠: «فيه نظر؛ لأن سماك بن حرب وإن كان ثقة ومن رجال مسلم؛ إلا أن روايته عن عكرمة خاصة مضطربة، وقد تغير بآخره فكان ربما يلقن؛ كما قال الحافظ في التقريب».]]. (٤/٦١٢)
١٩٧٠١- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: لحق ناس من المسلمين رجلًا معه غنيمة له، فقال: السلام عليكم. فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فنزلت: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ إلى قوله: ﴿عرض الحياة الدنيا﴾. قال: تلك الغنيمة. قال: قرأ ابن عباس ﴿السلام﴾[[أخرجه البخاري ٦/٤٧ (٤٥٩١)، ومسلم ٤/٢٣١٩ (٣٠٢٥)، وعبد الرزاق ١/٤٧٢ (٦٢٥)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣٥٠ (٦٧٧)، وابن جرير ٧/٣٥٥، وابن أبي حاتم ٣/١٠٣٩-١٠٤٠ (٥٨٢٥).]]. (٤/٦١١)
١٩٧٠٢- عن عبد الله بن عمر، قال: بعث رسول الله ﷺ مُحَلِّم بن جَثّامة مَبْعثًا، فلقيهم عامر بن الأضبط، فحياهم بتحية الإسلام، وكانت بينهم إحْنَة[[الإحنة: الحقد. النهاية (أحن).]] في الجاهلية، فرماه مُحَلِّم بسهم، فقتله، فجاء الخبر إلى رسول الله ﷺ، فجاء مُحَلِّم في بُرْدَيْن، فجلس بين يدي النبي ﷺ ليستغفر له، فقال: «لا غفر الله لك». فقام وهو يتلقى دموعه ببُرْدَيْه، فما مضت به ساعة حتى مات ودفنوه، فلفظته الأرض، فجاؤوا النبي ﷺ، فذكروا ذلك له، فقال: «إنّ الأرض تقبل مَن هو شَرٌّ مِن صاحبكم، ولكن الله أراد أن يعظكم». ثم طرحوه في جبل، وألقوا عليه الحجارة؛ فنزلت: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٣-٣٥٤ من طريق ابن وكيع، قال: حدثنا جرير، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، أنّ ابن عمر به. إسناده ضعيف، فيه سفيان بن وكيع بن الجرّاح، قال ابن حجر في التقريب (٢٤٥٦): «كان صدوقًا، إلا أنه ابتلى بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنُصِح فلم يقبل، فسقط حديثه».]]. (٤/٦١٣)
١٩٧٠٣- عن عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي، قال: بعثنا رسول الله ﷺ إلى إضَم، فخرجت في نفر من المسلمين، فيهم أبو قتادة الحارث بن رِبْعِيِّ، ومُحَلِّم بن جَثّامة بن قيس الليثي، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضَم مرَّ بنا عامر بن الأضبط الأشجعي على قَعُود[[القعود: ما يتخذه الرجل من الدواب للركوب والحمل ولا يكون إلا ذكرًا. النهاية (قعد).]] له، معه مُتَيِّع له ووَطْبٌ من لبن، فلمّا مرَّ بنا سلَّم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة لشيء كان بينه وبينه، فقتله، وأخذ بعيره ومتاعه، فلما قدمنا على رسول الله ﷺ وأخبرناه الخبر نزل فينا القرآن: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ الآية[[أخرجه أحمد ٣٩/٣١٠ (٢٣٨٨١) واللفظ له، وابن جرير ٧/٣٥٤-٣٥٥، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٠ (٥٨٢٦). قال ابن كثير في تفسيره ٢/٣٨٣: «تفرد به أحمد». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٨ (١٠٩٤٢): «رواه أحمد والطبراني، ورجاله ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ٩/١١٠: «هذا إسناد حسن».]]. (٤/٦١٢)
١٩٧٠٤- عن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه -من طريق يزيد بن عبد الله بن قسيط-، نحوه، وفيه: فقال النبي ﷺ: «أقتلته بعد ما قال: آمنت بالله؟!». فنزل القرآن[[هو الحديث السابق نفسه.]]. (٤/٦١٣)
١٩٧٠٥- عن جزء بن الحِدْرِجان، قال: وفَد أخي قُداد بن الحِدْرِجان بن مالك إلى رسول الله ﷺ من اليمن بإيمانه وإيمان مَن أعطى الطاعة مِن أهل بيته، فخرج مهاجرًا إلى رسول الله ﷺ، فلقيه في بعض الطريق سرية النبي ﷺ، فقال قداد: أنا مؤمن. فلم يقبلوه، وقتلوه في جوف الليل، فبلغنا ذلك، فخرجتُ إلى رسول الله ﷺ، فأخبرته، وطلبت ثأري؛ فنزلت على رسول الله ﷺ: ﴿ياأيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ الآية. فأعطاني النبي ﷺ دِيَة أخي[[أخرجه ابن منده -كما في أسد الغابة ١/٥٣٣ (٧٣٦)-، وأبو نعيم في معرفة الصحابة ٢/٦٢٨ (١٦٩٠). قال ابن حجر في الإصابة ١/٥٨٥ (١١٤٦) جزء ابن حدرد: «هذا إسناد مجهول».]]. (٤/٦٢٤)
١٩٧٠٦- عن جابر بن عبد الله، قال: أُنزلت هذه الآية: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام﴾ في مرداس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٠ (٥٨٢٨)، وابن شبة في تاريخ المدينة ٢/٤٥٠. قال ابن حجر في الفتح ٨/٢٥٩: «وهذا شاهد حسن». وقال السيوطي في لباب النقول ص٦٦: «وهو شاهد حسن».]]. (٤/٦١٥)
١٩٧٠٧- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى-: أنّ قومًا من المسلمين لقوا رجلًا من المشركين ومعه غُنَيْمة له، فقال: السلام عليكم، إني مؤمن. فظنوا أنه يتعوذ بذلك، فقتلوه، وأخذوا غنيمته؛ فأنزل الله: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾ تلك الغُنَيمة[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٩.]]. (٤/٦١٩)
١٩٧٠٨- عن سعيد بن جبير -من طريق حبيب بن أبي عمرة- قال: خرج المقداد بن الأسود في سرية بعثه رسول الله ﷺ، فمروا برجل [في] غُنَيْمة له، فقال: إني مسالم. فقتله ابن الأسود، فلما قدموا ذكروا ذلك للنبي ﷺ؛ فنزلت هذه الآية: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾. قال: الغُنَيْمة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/١٢٤-١٢٥، ١٢/٣٧٧، وابن جرير ٧/٣٦٠.]]. (٤/٦١٩)
١٩٧٠٩- عن الحسن البصري: أنّ ناسًا من أصحاب رسول الله ﷺ ذهبوا يَتَطَرَّقُون، فلقوا أناسًا من العدو، فحملوا عليهم، فهزموهم، فشدَّ رجل منهم، فتبعه رجلٌ يريد متاعه، فلما غَشِيه بالسنان قال: إني مسلم، إني مسلم. فأَوْجَرَه السِّنان، فقتله، وأخذ مُتَيِّعه، فرفع ذلك إلى رسول الله ﷺ، فقال رسول الله ﷺ للقاتل: «أقتلته بعد ما قال: إني مسلم؟!». قال: يا رسول الله، إنما قالها مُتَعَوِّذًا. قال: «أفلا شققت عن قلبه». قال: لِمَ يا رسول الله؟ قال: «لتعلم أصادق هو أو كاذب». قال: وكنتُ عالِمَ ذلك، يا رسول الله؟ قال رسول الله ﷺ: «إنما كان يُعَبِّر عنه لسانُه، إنما كان يعبر عنه لسانه». قال: فما لبث القاتل أن مات، فحفر له أصحابه، فأصبح وقد وضعته الأرض، ثم عادوا فحفروا له، فأصبح وقد وضعته الأرض إلى جنب قبره. قال الحسن: فلا أدري كم قال أصحاب رسول الله ﷺ، كم دفناه، مرتين أو ثلاثة؟ كل ذلك لا تقبله الأرض، فلما رأينا الأرض لا تقبله أخذنا برجليه، فألقيناه في بعض تلك الشِّعاب؛ فأنزل الله: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾ أهل الإسلام. إلى آخر الآية. قال الحسن: أما واللهِ، ما ذاك ألّا تكون الأرض تُجِنُّ من هو شر منه، ولكن وعظ الله القوم ألّا يعودوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٣٩، والبيهقي في الدلائل ٤/٣١٠ بنحوه.]]. (٤/٦١٧)
١٩٧١٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا﴾، قال: هذا الحديث في شأن مرداس، رجل من غطفان. ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ بعث جيشًا عليهم غالب الليثي إلى أهل فَدَك، وبه ناس من غطفان، وكان مرداس منهم، ففَرَّ أصحابُه، فقال مرداس: إني مُؤْمِن غيرُ مُتَّبِعِكم. فصَبَّحَتْه الخيلُ غُدْوَةً، فلما لقوه سَلَّم عليهم مرداس، فتلقاه أصحاب النبي ﷺ، فقتلوه، وأخذوا ما كان معه من متاع؛ فأنزل الله في شأنه: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا﴾. لأن تحية المسلمين السلام، بها يتعارفون، وبها يُحَيِّي بعضهم بعضًا[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٧. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٣٩٧-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٦١٥)
١٩٧١١- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا﴾، قال: بلغني: أنّ رجلًا من المسلمين أغار على رجل من المشركين، فحمل عليه، فقال له المشرك: إني مسلم، لا إله إلا الله. فقتله المسلم بعد أن قالها، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فقال للذي قتله: «أقتلته وقد قال: لا إله إلا الله؟!». فقال وهو يعتذر: يا نبي الله، إنما قال مُتَعَوِّذًا وليس كذلك. فقال النبي ﷺ: «فهلّا شَقَقْتَ عن قلبه!». ثم مات قاتل الرجل، فقبر، فلفظته الأرض، فذكر ذلك للنبي ﷺ، فأمرهم أن يقبروه، ثم لفظته، حتى فعل ذلك به ثلاث مرات، فقال النبي ﷺ: «إنّ الأرض أبَتْ أن تقبله، فألقوه في غار من الغيران». قال معمر: وقال بعضهم: «إنّ الأرض تقبل مَن هو شرٌّ منه، ولكن الله جعله لكم عبرة»[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٦٨-١٦٩، وابن جرير ٧/٣٥٩ مرسلًا.]]. (٤/٦١٨)
١٩٧١٢- عن النعمان بن سالم أنّه كان يقول: نزلت في رجل من هذيل[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٦٢١)
١٩٧١٣- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- في قوله تعالى: ﴿يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتم في سبيل الله﴾ الآية، قال: بعث رسول الله ﷺ سرية عليها أسامة بن زيد إلى بني ضَمْرَة، فلقوا رجلًا منهم يُدْعى: مِرْداس بن نُهَيْك، معه غنمة له وجمل أحمر، فلما رآهم أوى إلى كهف جبل، واتبعه أسامة، فلما بلغ مرداس الكهف وضع فيه غنمه، ثم أقبل إليهم فقال: السلام عليكم، أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. فشدَّ عليه أسامة، فقتله من أجل جمله وغنيمته، وكان النبي ﷺ إذا بعث أسامة أحب أن يثني عليه خيرًا، ويسأل عنه أصحابه، فلما رجعوا لم يسألهم عنه، فجعل القوم يُحَدِّثون النبي ﷺ ويقولون: يا رسول الله، لو رأيتَ أسامة ولقيه رجل، فقال الرجل: لا إله إلا الله، محمد رسول الله. فشد عليه فقتله! وهو مُعْرِض عنهم، فلما أكثروا عليه رفع رأسه إلى أسامة، فقال: «كيف أنت ولا إله إلا الله؟!». قال: يا رسول الله، إنّما قالها مُتَعَوِّذًا تعوَّذ بها. فقال له رسول الله ﷺ: «هَلّا شققت عن قلبه فنظرت إليه!». قال: يا رسول، إنما قلبه بَضْعَة من جسده. فأنزل الله خبر هذا، وأخبر إنما قتله من أجل جمله وغنمه، فذلك حين يقول: ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾ فلما بلغ: ﴿فمن الله عليكم﴾. يقول: تاب الله عليكم. فحلف أسامة ألا يقاتل رجلًا يقول: لا إله إلا الله، بعد ذلك الرجل، وما لقي من رسول الله ﷺ فيه[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٧-٣٥٨.]]. (٤/٦١٦)
١٩٧١٤- عن ابن عباس-من طريق الكلبي، عن أبي صالح- نحوه[[أخرجه الثعلبي ٣ /٣٦٧، وينظر الفتح ٨/٢٥٨. إسناده ضعيف جدًّا. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (ز)
١٩٧١٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله﴾، وذلك: أن النبي ﷺ بعث سرية، وبعث عليها غالب بن عبد الله الليثي أخا ثميلة بن عبد الله، فلما أصبحوا رأوا رجلًا يسمى: مرداس بن عمرو بن نهيك العَنْسِيّ[[كذا في مطبوعة المصدر، ولعله تصحّف.]] من بني تيم بن مرة من أهل فدك، معه غُنَيْمَة له، فلما رأى الخيل ساق غُنَيْمَتَه حتى أحرزها في الجبل، وكان قد أسلم من الليل، وأخبر أهله بذلك، فلما دنوا منه كبَّروا، فسمع التكبير، فعرفهم، فنزل إليهم، فقال: سلام عليكم، إني مؤمن. فحمل عليه أسامة بن زيد بن حارثة الكلبي من بني عبد وُدٍّ، فقال مرداس: إني منكم، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدًا عبده ورسوله. فطعنه أسامه برمحه، فقتله، وسلبه، وساق غنمه، فلما قدم المدينة أخبر أسامةُ النبي ﷺ، فلامه النبي ملامة شديدة، فقال النبي ﷺ: «قتلته وهو يقول: لا إله إلا الله؟!». قال: إنما قال ذلك أراد أن يحرز نفسه وغنمه، فقال النبي ﷺ: «أفلا شققت عن قلبه، فتنظر صدق أم لا؟!». قال: يا رسول الله، كيف يتبين لي، وإنما قلبه بضعة من جسده؟! فقال: «فلا صدقته بلسانه، ولا أنت شققت عن قلبه فبين لك». فقال: استغفر لي، يا رسول الله. قال: «فكيف لك بلا إله إلا الله؟!». يقول ذلك ثلاث مرات، فاستغفر له النبي ﷺ الرابعة. قال أسامة في نفسه: وددت أني لم أسلم حتى كان يومئذ، فأمره النبي ﷺ أن يعتق رقبة. فعاش أسامة زمن أبى بكر، وعمر، وعثمان ﵃، حتى أدرك علي بن أبى طالب ﵁، فدعاه علي إلى القتال، فقال أسامة: ما أحدٌ أعزَّ عَلَيَّ منك، ولكن لا أقاتل مسلمًا بعد قول النبي ﷺ: «كيف لك بلا إله إلا الله؟!». فإن أتيت بسيف إذا ضربتُ به مسلمًا قال السيف: هذا مسلم. وإن ضربتُ به كافرًا قال لي: هذا كافر. قاتلتُ معك. فقال له عليٌّ: اذهب حيث شئت. فأنزل الله ﷿: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٣٩٨-٤٠٠.]]. (ز)
١٩٧١٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: نزل ذلك في رجل قتله أبو الدرداء. فذكر من قصة أبي الدرداء نحو القصة التي ذُكِرَت عن أسامة بن زيد، ونزل القرآن: ﴿وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ﴾، فقرأ حتى بلغ إلى قوله: ﴿إن الله كان بما تعملون خبيرا﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦٠.]]. (٤/٦١٩)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ إِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ فَتَبَیَّنُوا۟﴾ - تفسير
١٩٧١٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله﴾ يعني: سرتم غزاة في سبيل الله، ﴿فتبينوا﴾ مَن [تقتلون][[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
﴿وَلَا تَقُولُوا۟ لِمَنۡ أَلۡقَىٰۤ إِلَیۡكُمُ ٱلسَّلَـٰمَ لَسۡتَ مُؤۡمِنࣰا﴾ - تفسير
١٩٧١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا﴾، قال: حرَّم الله على المؤمنين أن يقولوا لمن يشهد أن لا إله إلا الله: لست مؤمنًا. كما حرم عليهم الميتة، فهو آمِن على ماله ودمه، فلا تَرُدُّوا عليه قوله[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦١، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٠. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧١٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا﴾، قال: راعي غنم لقيه نفرٌ من المؤمنين، فقتلوه، وأخذوا ما معه، ولم يقبلوا منه: السلام عليكم، إني مؤمن[[أخرجه ابن جرير ٣/٣٦٠-٣٦١. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٦١٩)
١٩٧٢٠- قال محمد بن سيرين: إنما هو السلام؛ لأنّه سلَّم عليهم رجل فقتلوه. ومَن قرأ: ‹السَلَم› فمعناه: المقادة[[تفسير الثعلبي ٣/٣٦٩.]]. (ز)
١٩٧٢١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام﴾ يعني: مرداس، وذلك أنه قال لهم: السلام عليكم، إني مؤمن، ﴿لست مؤمنا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
﴿تَبۡتَغُونَ عَرَضَ ٱلۡحَیَوٰةِ ٱلدُّنۡیَا﴾ - تفسير
١٩٧٢٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قوله: ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾، يعني: تقتلونه إرادة أن يحِلُّ لكم مالُه الذي وُجِد معه، وذلك عَرَض الدنيا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (ز)
١٩٧٢٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قوله: ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾، قال: تلك الغُنَيمة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (ز)
١٩٧٢٤- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى- ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾، قال: تلك الغُنَيْمَة[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٥٩. وعلقه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (٤/٦١٩)
١٩٧٢٥- عن سعيد بن جبير -من طريق حبيب بن أبي عمرة- ﴿مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾، قال: الغُنَيْمة[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/١٢٤-١٢٥، ١٢/٣٧٧، وابن جرير ٧/٣٦٠. وعلقه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (٤/٦١٩)
١٩٧٢٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾، يعني: غنم مرداس[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
١٩٧٢٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا﴾: غنمه التي كانت عرض الحياة الدنيا[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦٠.]]. (ز)
﴿فَعِندَ ٱللَّهِ مَغَانِمُ كَثِیرَةࣱۚ﴾ - تفسير
١٩٧٢٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- ﴿فعند الله مغانم كثيرة﴾، قال: فإنّ عندي مغانم كثيرة، فالتمسوا من فضل الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (ز)
١٩٧٢٩- عن سعيد بن جبير -من طريق قيس بن سالم- ﴿فعند الله مغانم كثيرة﴾، قال: هي أحَلُّ لكم مِن هذا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (ز)
١٩٧٣٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فعند الله مغانم كثيرة﴾ في الآخرة والجنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
١٩٧٣١- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿فعند الله مغانم كثيرة﴾ خير من تلك الغنم[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦٠.]]. (ز)
﴿كَذَ ٰلِكَ كُنتُم مِّن قَبۡلُ﴾ - تفسير
١٩٧٣٢- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضحى- ﴿كذلك كنتم من قبل﴾، قال: لم تكونوا مؤمنين[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٤/٦٢١)
١٩٧٣٣- عن سعيد بن جبير -من طريق عبد الله بن كثير- في قوله: ﴿كذلك كنتم من قبل﴾، قال: تستخفون بإيمانكم كما استخفى هذا الراعي بإيمانه. وفي لفظ: تكتمون إيمانكم من المشركين[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٠، وابن أبي شيبة ١٠/١٢٤-١٢٥ من طريق حبيب بن أبي عمرة، وابن جرير ٧/٣٦٣-٣٦٤، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤١-١٠٤٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧٣٤- عن سعيد بن جبير -من طريق قيس بن سالم- قوله: ﴿كذلك كنتم من قبل﴾ [تُوزَعون][[ذكر محققه د. حكمت بشير ٤/١٥٢٥ أنها في الأصل غير منقوطة.]] عن مثل هذا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤١.]]. (ز)
١٩٧٣٥- عن قتادة بن دِعامة: ﴿كذلك كنتم من قبل﴾، قال:كنتم كُفّارًا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧٣٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿كذلك﴾ يعني: هكذا ﴿كنتم من قبل﴾ الهجرة، بمنزلة مرداس؛ تأمنون في قومكم بالتوحيد من أصحاب النبي ﷺ إذا لقوكم، فلا تخيفون أحدًا بأمرٍ كان فيكم تأمنون بمثله قبل هجرتكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
١٩٧٣٧- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: ﴿كذلك كنتم من قبل فمن الله عليكم﴾، قال: كُفّارًا مثله[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦٣.]]١٨٠٦. (ز)
﴿فَمَنَّ ٱللَّهُ عَلَیۡكُمۡ﴾ - تفسير
١٩٧٣٨- عن سعيد بن جبير -من طريق عبد الله بن كثير- في قوله: ﴿فمن الله عليكم﴾ فأظهر الإسلام، فأعلنتم إيمانكم[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٠، وابن أبي شيبة ١٠/١٢٤-١٢٥، من طريق حبيب بن أبي عمرة، وابن جرير ٧/٣٦٣-٣٦٤، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤١-١٠٤٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧٣٩- عن سعيد بن جبير -من طريق قيس بن سالم- قال: ﴿فمن الله عليكم﴾ فهداكم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/١٠٤٢.]]. (ز)
١٩٧٤٠- عن قتادة بن دعامة: ﴿كذلك كنتم من قبل﴾، قال: كُنتُم كُفّارًا حتى مَنَّ الله عليكم بالإسلام، وهداكم له[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧٤١- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿فمن الله عليكم﴾، يقول: تاب الله عليكم[[أخرجه ابن جرير ٧/٣٦٥، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤٢.]]١٨٠٧. (ز)
١٩٧٤٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فمن الله عليكم﴾ بالهجرة فهاجرتم[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
﴿فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا ٩٤﴾ - تفسير
١٩٧٤٣- عن سعيد بن جبير –من طريق عبد الله بن كثير-في قوله: ﴿فتبينوا﴾، قال: وعيد من الله مرتين[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٠، وابن أبي شيبة ١٠/١٢٤-١٢٥ من طريق حبيب بن أبي عمرة، وابن جرير ٧/٣٦٣، ٣٦٤، وابن أبي حاتم ٣/١٠٤١، ١٠٤٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٢٠)
١٩٧٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فتبينوا﴾ إذا خرجتم فلا تقتلوا مسلمًا، ﴿إن الله كان بما تعملون خبيرا﴾. فقال أسامة: والله لا أقتل رجلًا بعد هذا يقول: لا إله إلا الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٠.]]. (ز)
﴿فَتَبَیَّنُوۤا۟ۚ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِیرࣰا ٩٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٩٧٤٥- عن أسامة، قال: بعثنا رسول الله ﷺ في سرية، فصَبَّحْنا الحُرَقات[[الحُرَقات: اسم لقبائل من جهينة، وقيل: هو اسم موضع. انظر: معجم البلدان ٢/٢٤٣، والفتح لابن حجر ٧/٥١٧، ٥١٨، وعون المعبود ٢/٣٤٨.]] من جهينة، فأدركت رجلًا فقال: لا إله إلا الله. فطعنته، فوقع في نفسي من ذلك، فذكرته للنبي ﷺ، فقال رسول الله ﷺ: «قال: لا إله إلا الله. وقتلته؟!». قلت: يا رسول الله، إنما قالها فَرَقًا من السلاح. قال: «أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم قالها أم لا؟!». فما زال يُكَرِّرها عَلَيَّ حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ[[أخرجه البخاري ٥/١٤٤ (٤٢٦٩)، ٩/٤ (٦٨٧٢)، ومسلم ١/٩٦ (٩٦).]]. (٤/٦٢١)
١٩٧٤٦- عن جعفر بن برقان، قال: حدثنا الحضرمي -رجل من أهل اليمامة- قال: بلغني: أنّ رسول الله ﷺ بعث أسامة بن زيد على جيش. قال أسامة: فأتيتُ رسول الله ﷺ، فجعلت أحدثه، فقلت: فلما انهزم القوم أدركت رجلًا، فأهويت إليه بالرمح، فقال: لا إله إلا الله. فطعنته، فقتلته. فتغَيَّر وجه رسول الله ﷺ، وقال: «ويحك، يا أسامة! فكيف لك بـلا إله إلا الله؟! ويحك، يا أسامة! فكيف لك بلا إله إلا الله؟!». فلم يزل يرددها علي حتى لوددت أني انسلخت من كل عمل عملته واستقبلت الإسلام يومئذ جديدًا، فلا واللهِ، لا أقاتل أحدًا قال: لا إله إلا الله. بعدما سمعت من رسول الله ﷺ[[أخرجه ابن سعد في الطبقات ٤/٥١، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٨/٦٣ من طريقه، عن كثير بن هشام، أنا جعفر بن برقان، نا الحضرمي رجل من أهل اليمامة، قال: بلغني أن رسول الله ﷺ بعث أسامة ... فذكره. إسناده ضعيفٌ؛ لجهالة الحضرمي، وانقطاع الإسناد، حيث بلغ به ولم يسمّ مَن حدّثه به.]]. (٤/٦٢١)
١٩٧٤٧- قال أسامة بن زيد: لا أقاتل رجلًا يقول: لا إله إلا الله، أبدًا. فقال سعد بن مالك: وأنا واللهِ لا أقاتل رجلا يقول: لا إله إلا الله، أبدًا. فقال لهما رجل: ألم يقل الله: ﴿وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله﴾؟ [الأنفال:٣٩]. فقالا: قد قاتلنا حتى لم تكن فتنة وكان الدين كله لله[[أخرجه ابن سعد ٤/٦٩.]]. (٤/٦٢٢)
١٩٧٤٨- عن عقبة بن مالك الليثي، قال: بعث رسول الله ﷺ سرية، فغارت على قوم، فشذَّ رجل من القوم، فأتبعه رجل من السرية شاهرًا سيفه، فقال الشاذُّ من القوم: إني مسلم. فلم ينظر فيما قال، فضربه، فقتله، فنُمِي الحديث إلى رسول الله ﷺ، فقال فيه قولًا شديدًا، فبلغ القاتل، فبينا رسول الله ﷺ يخطب إذ قال القاتل: واللهِ، ما قال الذي قال إلا تعوُّذًا من القتل. فأعرض رسول الله ﷺ عنه وعمَّن قِبَله من الناس، وأخذ في خطبته، ثم قال أيضًا: يا رسول الله، ما قال الذي قال إلا تعوُّذًا من القتل. فأعرض عنه وعمَّن قِبَله من الناس، وأخذ في خطبته، ثم لم يصبر، فقال الثالثة: واللهِ، يا رسول الله، ما قال الذي قال إلا تعوُّذًا من القتل. فأقبل رسول الله ﷺ تُعْرَف المَساءة في وجهه، فقال: «إنّ الله أبى عَلَيَّ أن أقتل مؤمنًا». ثلاث مرار[[أخرجه أحمد ٢٨/٢٢٠ (١٧٠٠٨)، ٢٨/٢٢١ (١٧٠٠٩)، ٣٧/١٥٥-١٥٦ (٢٢٤٩٠)، والحاكم ١/٦٦ (٤٧)، وابن حبان ١٣/٣١٠ (٥٩٧٢). قال الحاكم: «حديث مخرج مثله في المسند الصحيح لمسلم». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٢٩٣ (١٢٢٨٤): «رواه أبو يعلى وأحمد باختصار، إلا أنه قال: عقبة بن مالك، بدل: عقبة بن خالد. والطبراني بطوله، ورجاله رجال الصحيح، غير بشر بن عاصم الليثي، وهو ثقة». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/١٦٥ (٤٤٥٠): «رواه النسائي في السير، من طريق سليمان بن المغيرة به. وقد تقدم له شاهد في كتاب الإيمان، وسيأتي له آخر في كتاب الفتن في باب ستكون فتن كقطع الليل المظلم، من حديث جندب بن سفيان». وقال المناوي في فيض القدير ٢/١٩٩ (١٦٥٩): «قال العراقي في أماليه: حديث صحيح».]]. (٤/٦٢٢)
١٩٧٤٩- عن المقداد بن الأسود، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن اختلفتُ أنا ورجل من المشركين بضربتين، فقطع يدي، فلما عَلَوْتُه بالسيف قال: لا إله إلا الله. أضربه أم أدعه؟ قال: «بل دَعْه». قلت: قطع يدي! قال: «إن ضربته بعد أن قالها فهو مثلك قبل أن تقتله، وأنت مثله قبل أن يقولها»[[أخرجه البخاري ٥/٨٥ (٤٠١٩)، ٩/٣ (٦٨٦٥)، ومسلم ١/٩٥ (٩٥) والبيهقي في الأسماء والصفات ١/٢٤٤-٢٤٥ (١٧٧) واللفظ له.]]. (٤/٦٢٣)
١٩٧٥٠- عن جُندَُب البجلي، قال: إنِّي لعند رسول الله ﷺ حين جاءه بشير من سريته، فأخبره بالنصر الذي نصر الله سريته، وبفتح الله الذي فتح لهم، قال: يا رسول الله، بينا نحن نطلب القوم وقد هزمهم الله تعالى، إذ لحقت رجلًا بالسيف، فلما حسَّ أن السيف واقعه، وهو يسعى ويقول: إني مسلم، إني مسلم. قال: «فقتلته؟». فقال: يا رسول الله، إنّما تعَوَّذ. فقال: «فهلّا شَقَقْت عن قلبه فنظرت أصادق هو أم كاذب؟!». فقال: لو شققت عن قلبه ما كان علمي؟! هل قلبه إلا مضغة من لحم؟! قال: «لا ما في قلبه تعلم، ولا لسانَه صدَّقتَ!». قال: يا رسول الله، استغفر لي. قال: «لا أستغفر لك». فمات ذلك الرجل، فدفنوه، فأصبح على وجه الأرض، ثم دفنوه، فأصبح على وجه الأرض، ثلاث مرات، فلما رأوا ذلك استحيوا وخَزُوا مما لقي، فاحتملوه، فألقوه في شِعب من تلك الشِّعاب[[أخرجه الطبراني في الكبير ٢/١٧٦ (١٧٢٣)، وأبو يعلى في المسند ٣/٩١ (١٥٢٢). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٨/٥٤ (٧٤٦٣): «رواه مسلم مختصرًا، وله شاهد من حديث عقبة بن مالك». وقال الهيثمي في المجمع ١/٢٧ (٦٠): «هو في الصحيح باختصار. رواه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى، وفي إسناده عبد الحميد بن بهرام، وشهر بن حوشب، وقد اختلف في الاحتجاج بهما».]]. (٤/٦٢٣)
١٩٧٥١- عن ابن عصام المزني عن أبيه عن النبي ﷺ أنّه كان إذا بعث سرية قال: «إذا رأيتم مسجدًا، أو سمعتم مُؤَذِّنًا؛ فلا تقتلوا أحدًا»[[أخرجه أحمد ٢٤/٤٨٨ (١٥٧١٤)، وأبو داود ٤/٢٧٢ (٢٦٣٥)، والترمذي ٣/٣٧٦-٣٧٧ (١٦٣٠). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب»، وقال ابن الأثير في أسد الغابة ٤/٣٩ (٣٦٨٢) في ترجمة عطاء المزني: «خرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقالا: هو وهمٌ، والصواب ابن عصام المزني، عن أبيه». وقال ابن رجب في فتح الباري ٥/٢٣٣: «وقال ابن المديني: إسناد مجهول، وابن عصام لا يعرف، ولا ينسب أبوه». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ١١/١٦٥ (١٣٨٣٧): «رواه النسائي أتم منه، وسمى بعضهم ابن عصام: عبد الله، وأخرجه الحميدي تامًّا عن سفيان». وقال الهيثمي في المجمع ٥/٣٢٤-٣٢٥ (٩٦٥٩): «رواه الطبراني، والبزار، وقد حسَّن الترمذي هذا الحديث، وإسنادهما أفضل من إسناده». وقال الألباني في ضعيف أبي داود ٢/٣٢٩ (٤٥٤): «إسناده ضعيف؛ لجهالة حال ابن نوْفل، وجهالة عين ابن عصام».]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.