الباحث القرآني
﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا تَغۡلُوا۟ فِی دِینِكُمۡ وَلَا تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ إِنَّمَا ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥۤ أَلۡقَىٰهَاۤ إِلَىٰ مَرۡیَمَ وَرُوحࣱ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَـٰثَةٌۚ ٱنتَهُوا۟ خَیۡرࣰا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۖ سُبۡحَـٰنَهُۥۤ أَن یَكُونَ لَهُۥ وَلَدࣱۘ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِیلࣰا ١٧١﴾ - نزول الآية
٢١٠٨١- قال الحسن البصري: يجوز أن تكون نزلت في اليهود والنصارى، فإنّهم جميعًا غَلَوْا في أمر عيسى، فاليهود بالتقصير، والنصارى بمجاوزة الحد[[تفسير البغوي ٢/٣١٤.]]. (ز)
﴿یَـٰۤأَهۡلَ ٱلۡكِتَـٰبِ لَا تَغۡلُوا۟ فِی دِینِكُمۡ وَلَا تَقُولُوا۟ عَلَى ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡحَقَّۚ﴾ - تفسير
٢١٠٨٢- عن الحسن البصري -من طريق خُلَيْدٍ بنِ دَعْلَجٍ- في قوله: ﴿لا تغلوا في دينكم﴾، قال: لا تعتدوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٢.]]. (ز)
٢١٠٨٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق خُلَيْدٍ بنِ دَعْلَجٍ- في قوله: ﴿لا تغلوا﴾، قال: لا تبتدعوا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/١٤٠)
٢١٠٨٤- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: صاروا فريقين: فريق غلوا في الدين، فكان غلوهم فيه الشكَّ فيه والرغبةَ عنه، وفريق منهم قَصَّروا عنه، ففسقوا عن أمر ربهم[[أخرجه ابن جرير ٧/٧٠١.]]. (ز)
٢١٠٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ياأهل الكتاب﴾ يعني: النصارى، ﴿لا تغلوا في دينكم﴾ يعني: الإسلام، فالغلو فى الدِّين أن تقولوا على الله غيرَ الحق فى أمر عيسى ابن مريم ﷺ، ﴿ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله﴾ وليس لله تبارك وتعالى ولدًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٢٤-٤٢٥.]]. (ز)
٢١٠٨٦- قال أصبغ بن الفرج: سمعت عبد الرحمن بن زيد بن أسلم يقول في قوله: ﴿لا تغلوا في دينكم﴾ قال: الغُلُوُّ فِراقُ الحق، وكان مِمّا غَلَوْا فيه أن دَعَوا لله صاحبة وولدًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٢.]]. (ز)
﴿إِنَّمَا ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥۤ أَلۡقَىٰهَاۤ إِلَىٰ مَرۡیَمَ وَرُوحࣱ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَـٰثَةٌۚ ٱنتَهُوا۟ خَیۡرࣰا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۖ﴾ - تفسير
٢١٠٨٧- عن أُبَيِّ بن كعب -من طريق أبي العالية- في قوله: ﴿وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم﴾ [الأعراف:١٧٢]، قال: أخذهم فجعلهم أرواحًا، ثُمَّ صوَّرهم، ثم استنطقهم، فكان روح عيسى مِن تلك الأرواح التي أُخِذ عليها العهد والميثاق، فأرسل ذلك الروح إلى مريم، فدخل في فيها، فحملت الذي خاطبها، وهو روح عيسى ﵇[[أخرجه ابن جرير ٧/٧٠٥.]]. (ز)
٢١٠٨٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث- ﴿وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾، قال: رسول منه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٣.]]١٩٠٩. (ز)
٢١٠٨٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿وكلمته ألقاها إلى مريم﴾، قال: كلمته أن قال: كن. فكان[[أخرجه عبد الرزاق ١/١٧٧، وابن جرير ٥/٤٠٧، ٧/٧٠٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/١٤٠)
٢١٠٩٠- قال إسماعيل السُّدِّيِّ: ﴿وروح منه﴾، أي: مخلوقًا مِن عنده[[تفسير الثعلبي ٣/٤١٩.]]١٩١٠. (ز)
٢١٠٩١- عن أحمد بن سنان الواسطي، قال: سمعت شاذ بن يحيى يقول في قوله تعالى: ﴿وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾، قال: ليس الكلمة صارت عيسى، ولكن بالكلمة صار عيسى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٣.]]١٩١١. (ز)
٢١٠٩٢- عن شاذ بن يحيى، قال: قلتُ ليزيد بن هارون: أي شيء أحلها؟ قال: روح الله بين عباده، قال: تحاب الناس. ثم قرأ يزيد: ﴿وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه﴾، قال: محبة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١١٢٣.]]. (ز)
٢١٠٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وكلمته﴾ يعنى بالكلمة قال: كن. فكان، ﴿ألقاها إلى مريم وروح منه﴾ يعني: بالروح أنّه كان من غير بشر. نزلت فى نصارى نجران في السيد والعاقب ومن معهما. ثم قال سبحانه: ﴿فآمنوا﴾ يعني: صَدِّقوا ﴿بالله﴾ ﷿ بأنّه واحد لا شريك له، ﴿ورسله﴾ يعني: محمدًا ﷺ بأنّه نبي ورسول، ﴿ولا تقولوا ثلاثة﴾ يعني: لا تقولوا: إنّ الله ﷿ ثالث ثلاثة، ﴿انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٢٤-٤٢٥.]]. (ز)
﴿إِنَّمَا ٱلۡمَسِیحُ عِیسَى ٱبۡنُ مَرۡیَمَ رَسُولُ ٱللَّهِ وَكَلِمَتُهُۥۤ أَلۡقَىٰهَاۤ إِلَىٰ مَرۡیَمَ وَرُوحࣱ مِّنۡهُۖ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۖ وَلَا تَقُولُوا۟ ثَلَـٰثَةٌۚ ٱنتَهُوا۟ خَیۡرࣰا لَّكُمۡۚ إِنَّمَا ٱللَّهُ إِلَـٰهࣱ وَ ٰحِدࣱۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢١٠٩٤- عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا تُطْروني كما أطْرَتِ النصارى عيسى بن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله»[[أخرجه البخاري ٤/١٦٧ (٣٤٤٥).]]. (٥/١٤١)
٢١٠٩٥- عن عبد الله بن مسعود، قال: بعثنا رسول الله ﷺ إلى النجاشي، ونحن ثمانون رجلًا، ومعنا جعفر بن أبي طالب، وبعثت قريشُ عمارة وعمرو بن العاص، ومعهما هديةٌ إلى النجاشي، فلمّا دخلا عليه سجدا له، وبَعَثا إليه بالهدية، وقالا: إنّ ناسا من قومنا رَغِبوا عن ديننا، وقد نزلوا أرضك. قال: أين هم؟ قالا: هم في أرضك. فبعث إليهم، حتى دخلوا عليه، فلم يسجدوا له، فقالوا: ما لكم لم تسجدوا للملك؟ فقال جعفر: إنّ الله بعث إلينا نبيه، فأمرنا ألا نسجد إلا لله. فقال عمرو بن العاص: إنّهم يخالفونك في عيسى وأُمِّه. قال: فما يقولون في عيسى وأمه؟ قالوا: نقول كما قال الله، هو روح الله، وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسسها بشر. فتناول النجاشيُّ عودًا، فقال: يا معشر القسيسين والرهبان، ما تزيدون على ما يقول هؤلاء ما يَزِنُ هذه، مرحبًا بكم وبمن جئتم من عنده، فأنا أشهد أنّه نبي، ولوددت أنِّي عنده فأحْمِل نعليه، فانزلوا حيث شئتم مِن أرضي[[أخرجه أحمد ٧/٤٠٨-٤٠٩ (٤٤٠٠)، والطيالسي١/٢٧٠-٢٧١ (٣٤٤) بلفظ مقارب. قال ابن كثير في البداية والنهاية ٤/١٧٤: «هذا إسناد جيد قوي، وسياق حسن». وقال الهيثمي في المجمع ٦/٢٤ (٩٨٤١): «رواه الطبراني، وفيه حديج بن معاوية، وثقه أبو حاتم، وقال: في بعض حديثه ضعف. وضعفه ابن معين وغيره، وبقية رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ٧/١٨٩: «بإسناد حسن».]]. (٥/١٤٠)
٢١٠٩٦- عن أبي موسى الأشعري: أنّ النجاشي قال لجعفر: ما يقول صاحبُك في ابن مريم؟ قال: يقول فيه قول الله: روحُ الله، وكلمته، أخرجه من البتول العذراء، لم يقربها بشر. فتناول عودًا من الأرض، فرفعه، فقال: يا معشر القِسِّيسين والرهبان، ما يزيد هؤلاء على ما تقولون في ابن مريم ما يَزِنُ هذه[[أخرجه الحاكم ٢/٣٣٨ (٣٢٠٨) مطولًا. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال البيهقي في دلائل النبوة ٢/٣٠٠: «هذا إسناد صحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٥/٧٧-٧٨ (٤٢٦١): «هذا إسناد رواته ثقات».]]. (٥/١٤٠)
٢١٠٩٧- عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ، قال: «مَن شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأنّ محمدًا عبده ورسوله، وأنّ عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه، والجنة حقٌّ، والنار حقٌّ؛ أدخله الله مِن أبواب الجنة الثمانية مِن أيِّها شاء على ما كان من العمل»[[أخرجه البخاري ٤/١٦٥ (٣٤٣٥)، ومسلم ١/٥٧ (٢٨).]]. (٥/١٤١)
﴿سُبۡحَـٰنَهُۥۤ أَن یَكُونَ لَهُۥ وَلَدࣱۘ لَّهُۥ مَا فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَا فِی ٱلۡأَرۡضِۗ وَكَفَىٰ بِٱللَّهِ وَكِیلࣰا ١٧١﴾ - تفسير
٢١٠٩٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿سبحانه أن يكون له ولد﴾ يعني: عيسى ﷺ، ﴿له ما في السماوات وما في الأرض﴾ مِن الخلق عبيده، وفى ملكه عيسى وغيره، ﴿وكفى بالله وكيلا﴾ يعني: شهيدًا بذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٢٤-٤٢٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.