الباحث القرآني
﴿لَّیۡسَ بِأَمَانِیِّكُمۡ وَلَاۤ أَمَانِیِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِۗ مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا ١٢٣﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٢٠٣١٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قالت اليهود والنصارى: لا يدخل الجنةَ غيرُنا. وقالت قريش: لا نُبْعَث. فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. والسوء: الشرك[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٧١ (٥٩٩١) مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/٣٦)
٢٠٣١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: قال أهل التوراة: كتابنا خير الكتب؛ أُنزِل قبل كتابكم، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل مثل ذلك. وقال أهل الإسلام: كتابنا نسخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا. فقضى الله بينهم، فقال: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. وخيَّر بين أهل الأديان، فقال: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٠.]]. (٥/٣٥)
٢٠٣١٢- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضُّحى- قال: احتج المسلمون وأهل الكتاب، فقال المسلمون: نحن أهدى منكم. وقال أهل الكتاب: نحن أهدى منكم. فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾. فانفلج عليهم المسلمون بهذه الآية: ﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن﴾ الآية[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٩٣ - تفسير)، وابن جرير ٧/٥٠٨. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٣٣)
٢٠٣١٣- عن مسروق بن الأجدع -من طريق أبي الضُّحى- قال: تفاخر النصارى وأهل الإسلام، فقال هؤلاء: نحن أفضل منكم. وقال هؤلاء: نحن أفضل منكم. فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٢-١٠٧٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٣٣)
٢٠٣١٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيج- في قوله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾، قال: قريش، وكعب بن الأشرف[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٢. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٣٦)
٢٠٣١٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- قال: قالت العرب: لا نُبعَث، ولا نُحاسَب. وقالت اليهود والنصارى: ﴿لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى﴾ [البقرة:١١١]. وقالوا: ﴿لن تمسنا النار إلا أياما معدودة﴾ [البقرة:٨٠]. فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٩٢ - تفسير)، وابن جرير ٧/٥١٢، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]١٨٥٩. (٥/٣٢)
٢٠٣١٦- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق أبي سيدان- يقول: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾ الآية، قال: نزلت في أهل الكتاب حين خالفوا النبي ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٤.]]. (ز)
٢٠٣١٧- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد- قال: تخاصم أهل الأديان، فقال أهل التوراة: كتابنا أول كتاب، وخيرها، ونبينا خير الأنبياء. وقال أهل الإنجيل نحوًا من ذلك. وقال أهل الإسلام: لا دين إلا الإسلام، وكتابنا نَسَخ كل كتاب، ونبينا خاتم النبيين، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم. فقضى الله بينهم، فقال: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. ثم خيَّر بين أهل الأديان؛ فضَّل أهل الفضل، فقال: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٩ من طريق عبيد بن سليمان.]]. (٥/٣٤)
٢٠٣١٨- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جويبر- قال: افتخر أهل الأديان، فقالت اليهود: كتابنا خير الكتب، وأكرمها على الله، ونبينا أكرم الأنبياء على الله؛ موسى، خلا به، وكلَّمه نجِيًّا، وديننا خير الأديان. وقالت النصارى: عيسى خاتم النبيين، آتاه الله التوراة والإنجيل، ولو أدركه محمد تبعه، وديننا خير الدين. وقالت المجوس وكفار العرب: ديننا أقدم الأديان، وخيرها. وقال المسلمون: محمد رسول الله خاتم الأنبياء، وسيد الأنبياء، والقرآن آخر ما نزل من عند الله من الكتب، وهو أمين على كل كتاب، والإسلام خير الأديان. فخيَّر الله بينهم، فقال: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. يعني بذلك: اليهود، والنصارى، والمجوس، وكفار العرب، ﴿ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا﴾. ثم فضَّل الإسلام على كل دين، فقال: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٣٥)
٢٠٣١٩- عن أبي صالح باذام -من طريق إسماعيل بن أبي خالد- قال: جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الإيمان، فقال هؤلاء: نحن أفضل. وقال هؤلاء: نحن أفضل. فقال الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. ثم خصَّ الله أهل الإيمان، فأنزل: ﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٠، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٣٦)
٢٠٣٢٠- قال الحسن البصري: في قوله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾، قالت اليهود للمؤمنين: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، وكتابنا القاضي على ما قبله من الكتب، ونحن أهدى منكم. قال المؤمنون: كذبتم، إنّا صدقنا بكتابكم ونبيكم، وكذبتم بكتابنا ونبينا، وكتابنا القاضي على ما قبله من الكتب[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٠٨-.]]. (ز)
٢٠٣٢١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِر لنا: أنّ المسلمين وأهل الكتاب افتخروا، فقال أهل الكتاب: نبينا قبل نبيكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونحن أولى بالله منكم. وقال المسلمون: نحن أولى بالله منكم، ونبينا خاتم النبيين، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله. فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾ إلى قوله: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه﴾ الآية. فأَفْلَجَ اللهُ حُجَّةَ المسلمين على مَن ناوَأَهم مِن أهل الأديان[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (٥/٣٣)
٢٠٣٢٢- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قال: التَقى ناسٌ من المسلمين واليهود والنصارى، فقالت اليهود للمسلمين: نحن خير منكم، ديننا قبل دينكم، وكتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم، ونحن على دين إبراهيم، ولن يدخل الجنة إلا مَن كان يهودِيًّا. وقالت النصارى مثل ذلك. فقال المسلمون: كتابنا بعد كتابكم، ونبينا بعد نبيكم، وديننا بعد دينكم، وقد أُمِرْتُم أن تَتَّبعونا وتتركوا أمركم، فنحن خير منكم، نحن على دين إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، ولن يدخل الجنة إلا مَن كان على ديننا. فردَّ الله عليهم قولهم، فقال: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. ثم فضَّل الله المؤمنين عليهم، فقال: ﴿ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٠٨-٥٠٩، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٠.]]. (٥/٣٤)
٢٠٣٢٣- قال محمد بن السائب الكلبي: لَمّا قالت اليهود للمؤمنين: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم. وقال لهم المؤمنون ما قالوا؛ فأنزل الله: ﴿ليس بأمانيكم﴾ إلى قوله: ﴿واتخذ الله إبراهيم خليلا﴾. ففضَّل الله المؤمنين على اليهود[[ذكره يحيى بن سلام-تفسير ابن أبي زمنين ١/٤٠٩.]]. (ز)
٢٠٣٢٤- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾، نزلت في المؤمنين واليهود والنصارى، قالت اليهود: كتابنا قبل كتابكم، ونبينا قبل نبيكم؛ فنحن أهدى وأولى بالله منكم. وقالت النصارى: نبينا كلمة الله، وروح الله وكلمته، وكان يُحْيِي الموتى، ويُبْرِئُ الأكمه والأبرص، وفى كتابنا العفو، وليس فيه قصاص، فنحن أولى بالله منكم، معشرَ اليهود ومعشرَ المسلمين. فقال المسلمون: كذبتم، كتابنا نَسَخَ كل كتاب، ونبينا ﷺ خاتم الأنبياء، وآمنّا بنبيكم وكتابكم، وكذَّبْتُم نبينا وكتابنا، وأُمرتم وأُمرنا أن نؤمن بكتابكم ونعمل بكتابنا، فنحن أهدى منكم، وأولى منكم. فأنزل الله ﷿: ﴿ليس بأمانيكم﴾ معشر المؤمنين ﴿ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا (١٢٣) ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٨.]]. (ز)
٢٠٣٢٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- يقول في قوله: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب﴾ [النساء:٥١] إلى آخر الآية، قال: جاء حُيَيُّ بنُ أخطب إلى المشركين، فقالوا له: يا حُيَيُّ، إنّكم أصحاب كتب، فنحن خيرٌ أم محمدٌ وأصحابه؟ فقال: أنتم خير منه. فذلك قوله: ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب﴾ إلى قوله: ﴿ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا﴾ [النساء:٥٢]. ثم قال للمشركين: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب﴾ فقرأ حتى بلغ: ﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن﴾ رسول الله ﷺ وأصحابه ﴿فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا﴾. قال: ووعد الله المؤمنين أن يُكَفِّر عنهم سيئاتهم، ولم يَعِد أولئك. وقرأ: ﴿والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون﴾ [العنكبوت:٧][[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٢.]]١٨٦٠. (ز)
﴿لَّیۡسَ بِأَمَانِیِّكُمۡ وَلَاۤ أَمَانِیِّ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِۗ مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا ١٢٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٠٣٢٦- عن الحسن البصري –من طريق زكريا-قال: إن الإيمان ليس بالتحلي ولا بالتمني، إن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل [[أخرجه ابن أبي شيبة ١١/٢٢، ١٣/٥٠٤.]]. (٥/٣٦)
﴿مَن یَعۡمَلۡ سُوۤءࣰا یُجۡزَ بِهِۦ﴾ - تفسير
٢٠٣٢٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: الشرك[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٨، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧١.]]. (٥/٥٣)
٢٠٣٢٨- عن سعيد بن جبير -من طريق المنهال بن عمرو-، مثله[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٩.]]١٨٦١. (٥/٥٣)
٢٠٣٢٩- عن عبد الله بن عباس: أنّ ابن عمر لَقِيَه حزينًا، فسأله عن هذه الآية: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾. فقال: ما لكم ولهذه؟! إنما هذه للمشركين؛ قريش، وأهل الكتاب[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٤٤)
٢٠٣٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ يقول: مَن يُشْرِك يُجْزَ به، وهو السوء، ﴿ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا﴾ إلا أن يتوب قبل موته، فيتوب الله عليه[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٨، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٢ مختصرًا. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٤٤)
٢٠٣٣١- قال عبد الله بن عباس= (ز)
٢٠٣٣٢- وسعيد بن جبير، في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾: الآية عامَّةٌ في حَقِّ كُلِّ عامل[[تفسير البغوي ٢/٢٩٠.]]. (ز)
٢٠٣٣٣- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، يعني بذلك: اليهود، والنصارى، والمجوس، وكفار العرب، ولا يجدون لهم من دون الله وليًّا ولا نصيرًا[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٨.]]١٨٦٢. (ز)
٢٠٣٣٤- عن الحسن البصري -من طريق حميد- في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: الكافر. ثم قرأ: ›وهَلْ يُجازى إلّا الكَفُورُ‹ [سبأ:١٧][[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٢. وهي قراءة العشرة ما عدا حمزة، والكسائي، وخلف العاشر، ويعقوب، وحفص عن عاصم؛ فإنهم قرؤوا ﴿وهَلْ نُجازِي إلّا الكَفُورَ﴾ بالنون وكسر الزاي وفتح الراء. انظر: النشر ٢/٣٥٠.]]. (٥/٥٤)
٢٠٣٣٥- عن الحسن البصري -من طريق عاصم- في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: إنّما ذاك لِمَن أراد اللهُ هوانَه، فأمّا مَن أراد الله كرامته فإنه يتجاوز عن سيئاته في أصحاب الجنة، وعد الصدق الذي كانوا يوعدون[[أخرجه سعيد بن منصور (٦٩٨ - تفسير)، وابن أبي شيبة ١٤/٤٢، وهناد (٤٣٠)، والبيهقي (٩٨١٢). وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي.]]. (٥/٤٤)
٢٠٣٣٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: وعد الله المؤمنين أن يُكَفِّر عنهم سيئاتهم، ولم يَعِد أولئك، يعني: المشركين[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٧.]]١٨٦٣. (ز)
﴿یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا ١٢٣﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٢٠٣٣٧- عن أبي بكر الصديق، قال: كنت عند النبي ﷺ، فنزلت هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا﴾. فقال رسول الله ﷺ: «يا أبا بكر، ألا أُقْرِئُك آيةً نزلت علي!». قلتُ: بلى، يا رسول الله. فأَقْرَأَنِيها، فلا أعلمُ إلا أني وجدت انقصامًا في ظهري حتى تَمَطَّأْتُ لها. فقال رسول الله ﷺ: «ما لَك، يا أبا بكر؟». قلت: بأبي وأمي يا رسول الله، وأيُّنا لم يعمل السوء؟! وإنّا لَمَجْزِيُّون بكل سوء عملناه؟ فقال رسول الله ﷺ: «أما أنت وأصحابُك يا أبا بكر المؤمنون فتُجْزَون بذلك في الدنيا، حتى تلقوا اللهَ ليس لكم ذنوب، وأما الآخرون فيجمع لهم ذلك حتى يجزون به يوم القيامة»[[أخرجه الترمذي ٥/٢٨٣-٢٨٤ (٣٢٨٨)، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧١ (٥٩٩٤). وأورده الثعلبي ٣/٣٩٠. قال الترمذي: «هذا حديث غريب، وفي إسناده مقال، موسى بن عبيدة يضعف في الحديث، ضعفه يحيى بن سعيد، وأحمد بن حنبل، ومولى ابن سباع مجهول». وقال ابن كثير ٤/٢٨٥: «وهكذا رواه الترمذي عن يحيى بن موسى، وعبد بن حميد، عن روح بن عبادة، به. ثم قال: وموسى بن عبيدة يضعف، ومولى ابن سباع مجهول». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٦٨٦: «الحديث ضعيف».]]. (٥/٣٨)
٢٠٣٣٨- عن أبي بكر الصديق أنّه قال: يا رسول الله، كيف الصلاح بعد هذه الآية: ﴿ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به﴾؟! فكلُّ سوءٍ جُزِينا به؟ فقال النبي ﷺ: «غفر الله لك، يا أبا بكر، ألست تمرض؟ ألست تَنصَب؟ ألست تحزن؟ ألست تُصيبك اللَّأْواء؟». قال: بلى. قال: «فهو ما تُجْزَون به»[[أخرجه أحمد ١/٢٢٩-٢٣٠ (٦٨)، وابن حبان ٧/١٧٠ (٢٩١٠)، والحاكم ٣/٧٨ (٤٤٥٠)، وسعيد بن منصور في تفسيره ٤/١٣٩١ (٦٩٧)، وعبد الرزاق ١/٤٧٨ (٦٤٣)، وابن جرير ٧/٥٢١-٥٢٢، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧١ (٥٩٩٢). وأورده الثعلبي ٣/٣٩٠. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال العراقي في تخريج الإحياء ص١٤٧٧: «من رواية مَن لم يُسَمَّ عن أبي بكر». وقال ابن حجر في الأمالي ص٧٨: «هذا حديث حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٤٧٣: «إسناد ضعيف».]]١٨٦٤. (٥/٣٧)
٢٠٣٣٩- قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدَّ هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾! فقال رسول الله ﷺ: «المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/٤١٩-، وأبو نعيم في الحلية ٨/١١٩ من طريق محمد بن عبد بن عامر، حدثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، حدثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران الكاهلي، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع، عن أبي بكر به. قال الألباني في الضعيفة ٦/٤٧٥: «ورجاله ثقات، رجال الشيخين، غير محمد بن عبد بن عامر هذا، وهو السمرقندي، قال الذهبي: معروف بوضع الحديث».]]. (٥/٣٩)
٢٠٣٤٠- قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أشدَّ هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. قال: يا أبا بكر، إن المصيبة في الدنيا جزاء[[أخرجه هناد في كتاب الزهد ١/٢٥٠ (٤٣٤)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣٩٦ (٧٠٠)، وابن جرير ٧/٥٢٣ من طريق أبي معاوية، عن الأعمش، عن مسلم بن صبيح، عن أبي بكر به. قال المتقي الهندي في كنز العمال ٣/٣٠١ (٦٦٥٧): «مرسلًا». يعني: لأنّ مسلمًا لم يسمع من أبي بكر.]]. (ز)
٢٠٣٤١- عن عائشة، قالت: لما نزلت: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ قال أبو بكر: يا رسول الله، كل ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال: «يا أبا بكر، أليس يصيبك كذا وكذا؟ فهو كفارة»[[أخرجه الخطيب في تالي التلخيص ٢/٥٧٥، وابن جرير ٧/٥٢٠-٥٢١. إسناده جيد.]]. (٥/٣٩)
٢٠٣٤٢- عن عائشة: أنّ رجلًا تلا هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. قال: إنّا لَنُجْزى بكل ما عملناه! هلكنا إذن. فبلغ ذلك رسول الله ﷺ، قال: «نعم، يُجزى به المؤمن في الدنيا في نفسه، في جسده، فيما يؤذيه»[[أخرجه أحمد ٤٠/٤٣١ (٢٤٣٦٨) وابن حبان ٧/١٨٦ (٢٩٢٣)، وسعيد بن منصور في تفسيره ٤/١٣٩٣ (٦٩٩)، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٢ (٥٩٩٥). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٢٠٠ (٥٦٧٣): «وله شاهد من حديث أنس بن مالك». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢ (١٠٩٥٧): «رواه أحمد، وأبو يعلى، ورجالهما رجال الصحيح». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص٨٣: «هذا حديث حسن صحيح». وقال السيوطي: «بسند صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٣٤٥: «وإسناده صحيح، على شرط مسلم».]]. (٥/٣٩)
٢٠٣٤٣- عن عائشة، قالت: قلت: يا رسول الله، إني لأعلم أشدَّ آية في القرآن. قال: «ما هي، يا عائشة؟». قلتُ: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. فقال: «هو ما يصيب العبدَ من السوء، حتى النَّكْبَة[[النكبة: ما يصيب الإنسان من الحوادث. النهاية (نكب).]] يُنكَبُها، يا عائشة، مَن نوقش هلك، ومَن حُوسِب عُذِّب». قلت: يا رسول الله، أليس الله يقول: ﴿فسوف يحاسب حسابا يسيرا﴾؟ [الانشقاق:٨]. قال: «ذاك العَرْضُ، يا عائشة، مَن نُوقِش الحساب عُذِّب»[[أخرجه أبو داود ٥/١٠ (٣٠٩٣)، وابن جرير ٧/٥٢٣، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧٢ (٥٩٩٦). قال الألباني في ضعيف أبي داود ٢/٤٧١ (٥٥٧): «إسناده ضعيف». وقال في الضعيفة ٦/٤٧٢: «وأبو عامر هذا اسمه صالح بن رستم المزني، وفيه ضعف، وللحديث شاهد قوي من حديث أبي هريرة ...» ثم ذكره.]]. (٥/٣٩)
٢٠٣٤٤- عن عائشة، قالت: سُئِل رسول الله ﷺ عن هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. قال: «إنّ المؤمن يُؤْجَر في كل شيء، حتى في الفَيْظ[[يقال: فاظت وفاضت (لغتان) روحه، إذا خرجت روحه. النهاية، واللسان (فيض).]] عند الموت»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/٤٢٠- من طريق محمد بن أحمد بن إبراهيم، حدثنا أبو القاسم، حدثنا سريج بن يونس، حدثنا أبو معاوية، عن محمد بن إسماعيل، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عائشة به. إسناده ضعيف؛ محمد بن إسماعيل -وهو ابن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله- لم أر من وثقه، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفذ لم يدرك عائشة، وأما شيخ المؤلف فهو الحافظ العسّال، وأبو القاسم هو البغوي، وأبو معاوية هو عباد بن عباد بن المهلب بن أبي صفرة.]]. (٥/٤٠)
٢٠٣٤٥- عن أمية بنت عبد الله، قالت: سألتُ عائشة عن هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. فقالت: لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد بعد أن سألت عنه رسول الله ﷺ، سألتُ رسول الله ﷺ، فقال: «يا عائشة، هذه معاتبةُ الله العبدَ بما يصيبه من الحمى والحزن والنكبة، حتى البضاعة يضعها في كُمِّه فيفقدها فيفزع لها فيجدها تحت ضِبْنِه[[ضبنه، أي: حضنه. النهاية (ضبن).]]، حتى إنّ العبد لَيَخْرُج مِن ذنوبه كما يخرج التِّبْرُ الأحمر مِن الكير»[[أخرجه أحمد ٤٣/٢٩ (٢٥٨٣٥)، والترمذي ٥/٢٤٥ (٣٢٣٤)، وابن جرير ٥/١٤٣، ٧/٥٢٤، وابن المنذر ١/٩٥ (١٦٧)، وأخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٧٤ (٣٠٦٢). وأورده الثعلبي ٢/٣٠٠-٣٠١ دون ذكر الآية: ﴿ومن يعمل سوءا يجز به﴾. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من حديث عائشة، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة». وقال ابن كثير في تفسيره ١/٧٣٣ بعد نقله لكلام الترمذي: «قلت: وشيخه علي بن زيد بن جدعان ضعيف، يغرب في رواياته، وهو يروي هذا الحديث عن امرأة أبيه أم محمد أمية بنت عبد الله، عن عائشة، وليس لها عنها في الكتب سواه». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص ٨٠: «هذا حديث حسن»، وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢ (١٠٩٥٦): «رواه أحمد، وأمينة لم أعرفها». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٤٧٤: «وهذا إسناد ضعيف ... فإنّه مع ضعف ابن جدعان لا يعرف حال أمية هذه».]]. (٥/٤٢)
٢٠٣٤٦- عن محمد بن المنتشر، قال: قال رجل لعمر بن الخطاب: إني [لأعرف] أشدَّ آية في كتاب الله. فأهوى عمرُ فضربه بالدرة، وقال: ما لك نقبت عنها حتى علمتها؟! فانصرف، حتى إذا كان الغد قال له عمر: الآية التي ذكرت بالأمس؟ فقال: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، فما منا أحد يعمل سوءًا إلا جُزِي به. فقال عمر: لبثنا حين نزلت ما ينفعنا طعام ولا شراب حتى أنزل الله بعد ذلك ورخَّص، وقال: ﴿ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما﴾[[أخرجه اسحاق ابن راهويه -كما في إتحاف الخيرة للبوصيري ٦/١٩٨-١٩٩ (٥٦٧١)-. قال البوصيري: «هذا إسناد صحيح».]]. (٥/٤٢)
٢٠٣٤٧- عن أبي هريرة، قال: لَمّا نزلت: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ شَقَّ ذلك على المسلمين، وبلغت منهم ما شاء الله، فشكوا ذلك إلى رسول الله ﷺ، فقال: «سَدِّدوا، وقارِبوا، فإنّ في كل ما أصاب المسلمَ كفارةً، حتى الشوكة يشاكها، والنكبة ينكبها»[[أخرجه مسلم ٤/١٩٩٣ (٢٥٧٤)، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٤/١٣٧٨ (٦٩٤)، وابن جرير ٧/٥٢٠.]]. وفي لفظ عند ابن مردويه: بكينا وحزِنّا، وقلنا: يا رسول الله، ما أبقت هذه الآية مِن شيء. قال: «أما والذي نفسي بيده، إنها لكما نزلت، ولكن أبشِروا، وقارِبوا، وسَدِّدوا، إنه لا يصيب أحد منكم من مصيبة في الدنيا إلا كفَّر الله بها خطيئته، حتى الشوكة يشاكها أحدكم في قدمه»[[أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير ٢/٤٢٠-، والواحدي في التفسير ٢/١١٩ (٢٥٤) من طريق إبراهيم بن يزيد، عن عبد الله بن إبراهيم، عن أبي هريرة به. وأورده الثعلبي ٣/٣٩١. إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه إبراهيم بن يزيد الخوزي، قال ابن حجر في التقريب (٢٧٢): «متروك الحديث».]]. (٥/٤١)
٢٠٣٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: لَمّا نزلت هذه الآية شَقَّت على المسلمين، وقالوا: يا رسول الله وأينا لم يعمل سوءًا غيرك؟! فكيف الجزاء؟! قال: «منه ما يكون في الدنيا، فمَن يعمل حسنة فله عشر حسنات، ومَن جُوزِي بالسيئة نقصت واحدة من عشر، وبقيت له تسع حسنات، فويل لمن غلبت آحادُه أعشارَه. وأمّا ما يكون جزاءٌ في الآخرة فيُقابَل بين حسناته وسيئاته، فيلقى مكان كل سيئة حسنة، وينظر في الفضل، فيُعطى الجزاء في الجنة، فيؤتي كل ذي فضل فضله»[[أورده الثعلبي ٣/٣٩٠، والبغوي ٢/٢٩٠ من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس به.]]. (ز)
٢٠٣٤٩- عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت أبا بكر يقول: قال رسول الله ﷺ: «مَن يعمل سوءا يُجْزَ به في الدنيا»[[أخرجه أحمد ١/٢٠٣ (٢٣)، وابن جرير ٧/٥٢١، وابن أبي حاتم ٤/١٠٧١ (٥٩٩٣). قال البزار في مسنده ١/٧٦ (٢١): «وهذا الحديث إنما رواه عن علي بن زيد زيادٌ الجصاص، وزياد رجل بصري، وليس به بأس، ليس بالحافظ، وعلي بن زيد فقد تكلم فيه شعبة، وقد روى عنه جلة: يونس بن عبيد، وابن عون، وخالد الحذاء، ولا نعلم روى علي بن زيد، عن مجاهد، إلا هذا الحديث». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٦٨٥ (١٤٩٤): «ضعيف».]]. (٥/٣٧)
٢٠٣٥٠- عن عبد الله بن عمر، أنّه مَرَّ بعبد الله بن الزبير وهو مصلوب، فقال: رحمك الله، أبا خُبَيْب، سمعت أباك الزبير يقول: قال رسول الله ﷺ: «مَن يعمل سوءًا يُجْزَ به في الدنيا»[[أخرجه البزار ٣/١٧٧ (٩٦٢)، وابن عساكر في تاريخه ٢٨/٢٤٠-٢٤١. قال البزار: «لا نعلم روى ابن عمر عن الزبير إلا هذا الحديث». وقال الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ٤/٢٢٣ (٥٢٣): «وليس فيه شيء يثبت». وقال الهيثمي في المجمع ٧/١٢ (١٠٩٥٨): «رواه البزار، وفيه عبد الرحمن بن سليم بن حيان، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص٨٢ (٢٤): «وفي كونه من مسند الزبير نظر». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٦٨٦: «وهو ضعيف».]]. (٥/٣٨)
٢٠٣٥١- قال عبد الله بن عمر لغلامه: لا تَمُرَّ بي على ابن الزبير. فغفِل الغلام، فمَرَّ به، فرفع رأسه، فرآه، فقال: رحمك الله، ما علمتُك إلا صوّامًا، قوّامًا، وصولًا للرَّحِم، أما واللهِ إنِّي لأرجو مع مساوئ ما قد عملتَ من الذنوب أن لا يُعَذِّبك. قال مجاهد: ثم التفت إلَيَّ، فقال: حدثني أبو بكر الصديق، أنّ رسول الله ﷺ قال: «من يعمل سوءا يجز به في الدنيا»[[أخرجه الحاكم ٣/٦٣٧ (٦٣٤٠)، وأبو يعلى في مسنده ١/٢٧ (١٨) واللفظ له. قال العقيلي في الضعفاء الكبير ٢/٧٩: «كلاهما غير محفوظين. وهذا يروى بإسناد صالح من غير هذا الوجه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢٤٣٨ (٥٦٥٣): «رواه زياد بن أبي زياد الجصاص... وزياد متروك الحديث». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٦٨٥ (١٤٩٤): «ضعيف».]]. (ز)
٢٠٣٥٢- عن عطاء بن أبي رباح، قال: لَمّا نزلت: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ قال أبو بكر: جاءت قاصِمَة الظهر، فقال رسول الله ﷺ: «إنما هي المصيبات في الدنيا»[[أخرجه ابن جرير ٧/٥٢٥.]]. (٥/٤٣)
٢٠٣٥٣- عن الربيع بن زياد، قال: قلت لأُبي بن كعب: آية في كتاب الله قد أحزنتني. قال: ما هي؟ قلت: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. قال: ما كنت أراك إلا أفقه مما أرى، إنّ المؤمن لا تصيبه مصيبة؛ عثرة قدم، ولا اخْتِلاج عِرْق، ولا نَجْبَةُ[[نجبة نملة: قرصها. النهاية (نجب).]] نملة إلا بذنب، وما يعفوه الله عنه أكثر، حتى اللدغة والنَّفْحَة[[أخرجه ابن أبي الدنيا (١٠٠)، وابن جرير ٧/٥١٦، والبيهقي (٩٨١٤). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. والنفح: الضرب والرمي، وأراد به هنا نفح الدابة برجلها، وهو رفسها. النهاية (نفح).]]. (٥/٤٣)
٢٠٣٥٤- عن إبراهيم بن مُرَّة، قال: جاء رجل إلى أُبَيٍّ، فقال:يا أبا المنذر، آية في كتاب الله قد غَمَّتْنِي. قال: أي آية؟ قال: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾. قال: ذاك العبد المؤمن، ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله ﷿ ولا ذنب له[[أخرجه هناد (٣٩٧)، وأبو نعيم في الحلية ١/٢٥٤.]]. (٥/٤٣)
٢٠٣٥٥- عن أبي المُهَلَّب، قال: رَحَلْتُ إلى عائشة في هذه الآية: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قالت: هو ما يصيبكم في الدنيا[[أخرجه ابن راهويه في مسنده -كما في المطالب العالية (٣٩٣٣)- وابن جرير ٧/٥١٦، والحاكم ٢/٣٠٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٥/٤٠)
٢٠٣٥٦- عن ابن جريج، قال: أخبرني خالد أنّه سمع مجاهد بن جبر يقول في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: يجز به في الدنيا. قال: قلت: وما تبلغ المصيبات؟ قال: ما تكره[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٧.]]. (ز)
٢٠٣٥٧- عن أشعث بن سوار، قال: قلت للحسن البصري: ﴿من يعمل سوءًا يجز به﴾. قال: لا يُجْزى -واللهِ- يومَ القيامة مؤمنٌ بسوء عمله. ثم قرأ: ﴿أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة وعد الصدق الذي كانوا يوعدون﴾ [الأحقاف:١٦][[أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ت: إسماعيل إبراهيم عوض) ١/٤١٠ (٥٩١).]]. (ز)
٢٠٣٥٨- عن الحسن البصري -من طريق مبارك- في قوله: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، قال: واللهِ، ما جازى الله عبدًا بالخير والشر إلا عذبه، قال: ﴿ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى﴾ [النجم:٣١]. قال: أما واللهِ، لقد كانت لهم ذنوب، ولكنه غفرها لهم، ولم يجازِهم بها، إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنب إذًا تُوبِقه ذنوبه[[أخرجه ابن جرير ٧/٥١٧.]]. (ز)
٢٠٣٥٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾، نزلت في المؤمنين، مجازات الدنيا، تصيبهم في النكبة بحجر، والضربة، واختلاج عِرْق، أو خدش عود، أو عثرة قدم فيدميه أو غيره، فبذنب قُدِّم، وما يعفو الله عنه أكبر، فذلك قوله سبحانه: ﴿وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم﴾ [الشورى:٣٠]. ثم قال: ﴿ولا يجد له من دون الله وليا﴾ يعني: قريبًا ينفعه، ﴿ولا نصيرا﴾ يعني: ولا مانعًا يمنعه من الله ﷿[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٩.]]. (ز)
﴿یُجۡزَ بِهِۦ وَلَا یَجِدۡ لَهُۥ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَلِیࣰّا وَلَا نَصِیرࣰا ١٢٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٠٣٦٠- عن ابن عباس، قال: كان رسول الله ﷺ إذا قرأ آخرَ سورة البقرة أو آيةَ الكرسي ضحك، وقال: إنهما من كنز الرحمن تحت العرش. وإذا قرأ: ﴿من يعمل سوءا يجز به﴾ استرجع، واستكان[[أخرجه ابن مردويه كما في تفسير ابن كثير ١/٧٣٥، من طريق الحسن بن الجهم، أخبرنا إسماعيل بن عمرو، أخبرنا ابن أبي مريم حدثني يوسف بن أبي الحجاج عن سعيد عن ابن عباس به. إسناده ضعيف، إسماعيل بن عمرو، هو ابن نجيح البَجَلِيّ الكوفي، قال ابن عدي: «حدَّث بأحاديث لا يُتابَع عليها»، وقال أبو حاتم والدارقطني: «ضعيف»، وقال الخطيب: «صاحب غرائب ومناكير»، وقال ابن عقدة: «ضعيف ذاهب الحديث»، وقال الأزدي: «منكر الحديث»، كما في لسان الميزان لابن حجر ٢/١٥٥.]]. (٣/١٧٢)
٢٠٣٦١- عن أبي هريرة، وأبي سعيد، أنهما سمعا رسول الله ﷺ يقول: «ما يصيب المؤمن مِن وصَب، ولا نَصَب، ولا سَقَم، ولا حَزَن، حتى الهم يهمه؛ إلا كفَّر الله به مِن سيئاته»[[أخرجه البخاري ٧/١١٤ (٥٦٤١)، ومسلم ٤/١٩٩٢ (٢٥٧٣) واللفظ له.]]. (٥/٤١)
٢٠٣٦٢- عن أبي سعيد، قال: قال رجل: يا رسول الله، أرأيتَ هذه الأمراض التي تصيبُنا، ما لنا بها؟ قال: «كفّارات». قال أُبَيٌّ: وإنْ قَلَّت؟ قال: «وإن شوكة فما فوقها»[[أخرجه أحمد ١٧/٢٧٦-٢٧٧ (١١١٨٣)، والحاكم ٤/٣٤٣ (٧٨٥٤)، وابن حبان ٧/١٩٠-١٩١ (٢٩٢٨). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «على شرط البخاري ومسلم». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٦٥٠ (١): «أخرجه أحمد وأبو يعلى من حديث أبي سعيد الخدري بإسناد جيد». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٣٠١-٣٠٢ (٣٧٩٨): «رواه أحمد وأبو يعلى، ورجاله ثقات».]]. (٥/٤٢)
٢٠٣٦٣- عن أنس، قال: أتى رسول الله ﷺ شجرةً، فهزَّها حتى تساقط من ورقها ما شاء الله أن يتساقط، ثم قال: «الأوجاع والمصيبات أسرع في ذنوب بني آدم مِنِّي في هذه الشجرة»[[أخرجه أبو يعلى ٧/٢٧٧ (٤٢٩٩)، والبيهقي في الشعب ١٢/٢٨١ (٩٣٩٨). قال ابن عدي في الكامل في الضعفاء ٤/١٣٠ في ترجمة زياد الجصاص: «ولزياد بن النميري غير ما ذكرت من الحديث، عن أنس، والذي ذكرت له من الحديث مَن يرويه عنه فيه طعن، والبلاء منهم لا منه، وعندي إذا روى عن زياد النميري ثقة فلا بأس بحديثه». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ١/٢٠٩ (٤١): «رواه زياد بن عبد الله النميري عن أنس، وزياد هذا ضعيف». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة عن إسناد أبي يعلى ٤/٤٠٠ (٣٨٢٨): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف جابر الجعفي».]]. (٥/٤٥)
٢٠٣٦٤- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وفي ولده وماله، حتى يلقى اللهَ وما عليه من خطيئة»[[أخرجه أحمد ١٣/٢٤٨ (٧٨٥٩)، ١٥/٥٠٤ (٩٨١١)، والترمذي ٤/٤٠٦ (٢٥٦٢)، والحاكم ١/٤٩٧ (١٢٨١)، ٤/٣٥٠ (٧٨٧٩)، وابن حبان ٧/١٧٦ (٢٩١٣)، ٧/١٨٧ (٢٩٢٤). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم في الموضعين: «هذا حديث صحيح، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وله شاهد صحيح». وأورده ابن عدي في الكامل ٩/٤٧ في ترجمة يحيى بن راشد، وقال: «وقال النسائي: يحيى بن راشد ضعيف». وقال أبو نعيم في الحلية ٧/٩١: «غريب من حديث الثوري، لم نكتبه إلا من حديث المعلى عنه». وقال في ٨/٢١٢: «مشهور من حديث محمد بن عمرو، رواه عنه جماعة، وحديث ابن السماك لم نكتبه إلا من حديث السهل بن عثمان». وقال البغوي في شرح السنة ٥/٢٤٦ (١٤٣٦): «هذا حديث حسن صحيح». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٤/٢١٢٧ (٤٩٣٨): «رواه يحيى بن راشد المازني البصري: حميد، عن أنس. ويحيى هذا لا شيء في الحديث». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٣٤٩ (٢٢٨٠): «حسن».]]. (٥/٤٥)
٢٠٣٦٥- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «إذا كثرت ذنوب العبد، ولم يكن له ما يكفرها؛ ابتلاه الله بالحزن ليكفرها»[[أخرجه أحمد ٤٢/١٣٣-١٣٤ (٢٥٢٣٦). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٤٦ (٥١٨٣): «ورواته ثقات إلا ليث بن أبي سليم». وقال العراقي في تخريج الإحياء ص٤٦٨: «فيه ليث بن أبي سليم، مختلف فيه». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٢٩١ (٣٧٣٥): «وفيه ليث بن أبي سليم، وهو مدلس، وبقية رجاله ثقات». وقال أيضًا فيه ١٠/١٩٢ (١٧٤٧٤): «رواه أحمد، والبزار، وإسناده حسن». وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٣/١١٤٨ (١٥٨٠): «قال ميرك: ورواته ثقات إلا ليث بن سليم». وقال الألباني في الضعيفة ٦/٢١٨ (٢٦٩٥): «ضعيف».]]. (٥/٤٠)
٢٠٣٦٦- عن عائشة، قالت: قال النبي ﷺ: «ما من مصيبة تُصِيب المسلم إلا كَفَّر اللهُ بها عنه، حتى الشوكة يُشاكُها»[[أخرجه البخاري ٧/١١٤ (٥٦٤٠) واللفظ له، ومسلم ٤/١٩٩٢ (٢٥٧٢).]]. (٥/٤٥)
٢٠٣٦٧- عن عائشة: أنّ رسول الله ﷺ طَرَقه وجَع، فجعل يشتكي ويتَقَلَّب على فراشه، فقالت عائشة: لو صنع هذا بعضُنا لوَجَدْتُ عليه! فقال النبي ﷺ: «إنّ الصالحين يُشَدَّد عليهم، وإنّه لا يصيب مؤمنًا نكبةٌ مِن شوكة فما فوق ذلك إلا حُطَّت به عنه خطيئة، ورُفِع له بها درجة»[[أخرجه أحمد ٤٢/١٥٧-١٥٨ (٢٥٢٦٤)، ٤٣/٩-١٠ (٢٥٨٠٤)، وابن حبان ٧/١٨٢-١٨٣ (٢٩١٩). قال ابن حجر في الفتح ١٠/١٠٥: «وصححه أبو عوانة، والحاكم». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٢٩٢ (٣٧٣٩): «رواه أحمد، ورجاله ثقات». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/١٤٣ (١٦١٠).]]. (٥/٤٦)
٢٠٣٦٨- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما يصيب المؤمنَ مِن نصب، ولا وصَب، ولا هَمٍّ، ولا حزن، ولا أذًى، ولا غَمٍّ، حتى الشوكة يشاكها؛ إلا كفَّر الله من خطاياه»[[أخرجه البخاري ٧/١١٤ (٥٦٤١) واللفظ له، ومسلم ٤/١٩٩٢ (٢٥٧٣).]]. (٥/٤٦)
٢٠٣٦٩- عن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت: يا رسول الله، أيُّ الناسِ أشدُّ بلاءً؟ قال: «النبيون، ثم الأَمْثَلُ من الناس، فما يزالُ بالعبدِ البلاءُ حتى يلقى اللهَ وما عليه من خطيئة»[[أخرجه أحمد ٣/٧٨ (١٤٨١)، ٣/٨٧ (١٤٩٤)، ٣/١٢٨ (١٥٥٥)، ٣/١٥٩ (١٦٠٧)، والترمذي ٤/٤٠٦ (٢٥٦١)، وابن ماجه ٥/١٥٢ (٤٠٢٣) واللفظ له، والحاكم ١/٩٩ (١٢٠)، ١/١٠٠ (١٢١)، وابن حبان ٧/١٦٠ (٢٩٠٠)، ٧/١٦١ (٢٩٠١)، ٧/١٨٣ (٢٩٢٠)، ٧/١٨٤ (٢٩٢١). وأورده الثعلبي ٢/١٣٦. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «وهذا حديث صحيح، على شرط الشيخين». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٢٧٣ (١٤٣).]]. (٥/٤٦)
٢٠٣٧٠- عن معاوية: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول: «ما من شيء يصيب المؤمن في جسده يؤذيه إلا كفَّر الله عنه به من سيئاته»[[أخرجه أحمد ٢٨/١٠٧ (١٦٨٩٩)، والحاكم ١/٤٩٨ (١٢٨٥). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٣٠١ (٣٧٩٣): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه قصة، ورجال أحمد رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٥/٣٤٤ (٢٢٧٤): «الحديث صحيح».]]. (٥/٤٦)
٢٠٣٧١- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «صداع المؤمن، أو شوكة يُشاكُها، أو شيء يؤذيه؛ يرفعه الله بها يوم القيامة درجة، ويُكَفِّر عنه بها ذنوبه»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ص١٤٤ (١٨٠)، والبيهقي في الشعب ١٢/٢٨٥-٢٨٦ (٩٤٠٩). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٥١ (٥٢١١): «رواه ابن أبي الدنيا، ورواته ثقات».]]. (٥/٤٧)
٢٠٣٧٢- عن بريدة الأسلمي: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ما أصاب رجلًا من المسلمين نكبة فما فوقها -حتى ذكر الشوكة- إلا لإحدى خصلتين: إلا لِيَغْفِر الله له من الذنوب ذنبًا لم يكن لِيُغْفَر له إلا بمثل ذلك، أو يبلغ به مِن الكرامة كرامةً لم يكن يبلغها إلا بمثل ذلك»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ص١٩٣ (٢٥٠)، والبيهقي في الشعب ١٢/٢٧٦ (٩٣٩١). قال الألباني في الصحيحة ٦/١٩٢: «وهذا إسناد ضعيف».]]. (٥/٤٧)
٢٠٣٧٣- عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ العبد إذا مرض أوحى الله إلى ملائكته: يا ملائكتي، إذا قيدت عبدي بقيد من قيودي؛ فإن أقبضه أغفر له، وإن أعافه فجسده مغفور لا ذنب له». وقال رسول الله ﷺ: «إنّ الله لَيُجَرِّب أحدَكم بالبلاء -وهو أعلم- كما يُجَرِّب أحدُكم ذهبَه بالنار، فمنهم من يخرج كالذهب الإبريز، فذلك الذي نجاه الله من السيئات، ومنهم من يخرج كالذهب دون ذلك، فذلك الذي يشك بعض الشك، ومنهم مَن يخرج كالذهب الأسود، فذلك الذي قد افتتن»[[أخرج الحاكم الحديث الأول ٤/٣٤٨ (٧٨٧١)، وأخرج أيضًا الحديث الثاني ٤/٣٥٠ (٧٨٧٨). وفيه عفير بن معدان. قال الحاكم في الحديث الأول: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «عفير بن معدان واه». وقال الحاكم في الحديث الثاني: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٢٩١ (٣٧٣١، ٣٧٣٢): «رواه الطبراني في الكبير، وفيه عفير بن معدان، وهو ضعيف». وقال ابن حجر في إتحاف المهرة ٦/٢٢٢ (٦٣٨٠): «عفير ضعيف جِدًّا». وأورد الألباني الحديث الأول في الصحيحة ٤/١٤٣ (١٦١١) عاضدًا إياه بشاهد. وقال في الضعيفة ١٠/٧٦٩ عن الحديث الثاني: «إسناد ضعيف جِدًّا».]]. (٥/٥٠)
٢٠٣٧٤- عن أبي أيوب الأنصاري، قال: عاد رسول الله ﷺ رجلًا من الأنصار، فأَكَبَّ عليه، فسأله، فقال: يا نبي الله، ما غَمَضْتُ منذ سبع ليال، ولا أحد يحضرني. فقال رسول الله ﷺ: «أيْ أخي، اصبِرْ، أيْ أخي، اصبِر تخرج من ذنوبك كما دخلت فيها». فقال رسول الله ﷺ: «ساعات الأمراض يُذهِبن ساعات الخطايا»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب المرض والكفارات ص٤٣-٤٤ (٣٤)، والبيهقي في الشعب ١٢/٣١٨-٣١٩ (٩٤٥٥). قال المناوي في فيض القدير ٤/٨٠ (٤٦١٩): «وضعفه المنذري، وذلك لأنّ فيه الهيثم بن الأشعث، قال الذهبي في الضعفاء: مجهول، عن فضالة بن جبير، عن ابن عدي، أحاديثه غير محفوظة». وقال الألباني في الضعيفة ٨/١٥٧ (٣٦٨٠): «ضعيف جدًّا».]]. (٥/٤٧)
٢٠٣٧٥- عن أبي الدرداء: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّ الصداع والمَلِيلَة[[المليلة: حرارة الحمّى ووهجها. النهاية (ملل).]] لا يزال بالمؤمن وإنّ ذنبه مثل أُحُد؛ فما يتركه وعليه من ذلك مثقال حبة من خردل»[[أخرجه أحمد ٣٦/٥٨ (٢١٧٢٨)، ٣٦/٦٤ (٢١٧٣٦). قال الطبراني في الأوسط ٣/٢٧١ (٣١١٩): «لا يروى هذا الحديث عن أبي الدرداء إلا بهذا الإسناد، تفرد به ابن لهيعة». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/١٥١ (٥٢٠٨): «وفيه ابن لهيعة، وسهل بن معاذ». وقال الهيثمي في المجمع ٢/٣٠١ (٣٧٩٦): «رواه أحمد، والطبراني في الكبير، والأوسط، وفيه ابن لهيعة، وفيه كلام». وقال الألباني في الضعيفة ٥/٤٥٢ (٢٤٣٣): «ضعيف».]]. (٥/٥٢)
٢٠٣٧٦- عن أبي بكر الصديق، قال: إنّ المسلم لَيُؤْجَر في كل شيء، حتى في النكبة، وانقطاع شِسْعه، والبضاعة تكون في كُمِّه فيفقدها فيفزع لها فيجدها في ضِبْنِه[[أخرجه أحمد في الزهد ص١٠٩، وهناد في الزهد (٤٢٢).]]. (٥/٤٦)
٢٠٣٧٧- عن ابن مسعود، قال: إنّ الوَجَع لا يُكتَب به الأجر، إنما الأجر في العمل، ولكن يُكَفِّر الله به الخطايا[[أخرجه ابن أبي شيبة ٣/٢٣٢، والبيهقي (٩٨٤٨).]]. (٥/٤٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.