الباحث القرآني
﴿لَّا خَیۡرَ فِی كَثِیرࣲ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَـٰحِۭ بَیۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ١١٤﴾ - تفسير
٢٠١٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح- يعني: قوم طعمة[[تفسير الثعلبي ٣/٣٨٤.]]. (ز)
٢٠١٤٨- قال مجاهد بن جبر: الآية عامَّةٌ في حق جميع الناس[[تفسير البغوي ٢/٢٨٦.]]. (ز)
٢٠١٤٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قوله: ﴿لا خير في كثير﴾ الآيةَ للناس عامَّة[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٦٨-٤٦٩. وعزاه السيوطي إلى سنيد، وابن المنذر.]]. (٤/٦٨٧)
٢٠١٥٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- قال: ثم ذكر مناجاتهم فيما يريدون أن يكذبوا عن طعمة، فقال: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة﴾[[أخرجه ابن جرير ٧/٤٦٧، وابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥. وتقدم بتمامه مطولًا في نزول قوله تعالى: ﴿إنّا أنْزَلْنا إلَيْكَ الكِتابَ بِالحَقِّ لِتَحْكُمَ﴾.]]. (٤/٦٨٥)
٢٠١٥١- قال مقاتل بن سليمان: ثم قال سبحانه:﴿لا خير في كثير من نجواهم﴾، يعني قوم طعمة؛ قيس بن زيد، وكنانة بن أبى الحقيق، وأبو رافع، وكلهم يهود، حين تناجوا في أمر طعمة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٦.]]. (ز)
٢٠١٥٢- عن مقاتل بن حيان أنّه قال: تناجوا في شأن طعمة بن أبيرق[[علقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥.]]. (ز)
٢٠١٥٣- عن محمد بن يزيد بن خنيس، قال: دخلنا على سفيان الثوري نعوده، ومعنا سعيد بن حسان المخزومي، فقال له سفيان: أعِدْ عَلَيَّ الحديث الذي كنت حَدَّثْتَنِيه عن أم صالح. فقال: حدثتني أم صالح بنت صالح، عن صفية بنت شيبة، عن أم حبيبة زوج النبي ﷺ، قالت: قال رسول الله ﷺ: «كلام ابن آدم كله عليه لا له، إلا أمرًا بمعروف، أو نهيًا عن منكر، أو ذكر الله ﷿». فقال محمد بن يزيد: ما أشدَّ هذا الحديث! فقال سفيان: وما شدة هذا الحديث؟! إنما جاءت به امرأة، عن امرأة، هذا في كتاب الله الذي أُرسل به نبيكم ﷺ، أما سمعت الله يقول: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس﴾؟! فهذا هو بعينه، أوَما سمعت الله يقول: ﴿يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا﴾ ؟! [النبأ:٣٨] فهو هذا بعينه، أوَما سمعت الله يقول: ﴿والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر﴾؟! فهو هذا بعينه[[أخرجه الترمذي ٤/٤١٤ (٢٥٧٨)، وابن ماجه ٥/١١٨ (٣٩٧٤)، والحاكم ٢/٥٥٦ (٣٨٩٢). قال البخاري في التاريخ الكبير ١/٢٦١ في ترجمة محمد بن يزيد بن خنيس (٨٣٧): «قال لي محمد: حدثنا سعيد بن حسان، عن أم صالح، مرسل». وقال الترمذي: «هذا حديث غريب، لا نعرفه إلا من حديث محمد بن يزيد بن خنيس». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٤٥ (٤٣٦٧): «رواته ثقات، وفي محمد بن يزيد كلام قريب لا يقدح، وهو شيخ صالح». وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ١/٣٥٩-٣٦٠ (٣٧٠): «قال ابن طاهر: إسناده شاذٌّ». وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية ١/٣٥: «ورواه ابن ماجه عن ابن اليسار. أم صالح تفرد عنها سعيد، وباقيه حسن». وقال ابن كثير في تفسيره (٤/٢٧٢): «وقد روى هذا الحديثَ الترمذيُّ وابنُ ماجه من حديث محمد بن يزيد بن خنيس، عن سعيد بن حسان به. ولم يذكرا أقوال الثوري إلى آخرها، ثم قال الترمذي: غريب لا نعرفه إلا من حديث ابن خنيس». وقال ابن حجر في الأمالي المطلقة ص١٦٠: «هذا حديث حسن غريب». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٥٤٥ (١٣٦٦): «ضعيف».]]. (٥/٥)
٢٠١٥٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس﴾، قال: مَن جاءك يُناجيك في هذا فاقبل مناجاته، ومَن جاء يناجيك في غير هذا فاقطع أنت ذاك عنه، لا تُناجيه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥.]]١٨٤٣. (٥/٥)
﴿لَّا خَیۡرَ فِی كَثِیرࣲ مِّن نَّجۡوَىٰهُمۡ إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَـٰحِۭ بَیۡنَ ٱلنَّاسِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ١١٤﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٠١٥٥- عن زيد بن أسلم، عن أبيه، أنّ عمر بن الخطاب اطلع على أبي بكر وهو يَمُدُّ لسانه، قال: ما تصنع، يا خليفة رسول الله؟ قال: إنّ هذا الذي أوردني الموارد، إنّ رسول الله ﷺ قال: «ليس شيء من الجسد إلا يشكو ذِرْبَ[[الذِّرْب: فاسد اللسان سيء الألفاظ. القاموس (ذرب).]] اللسان على حِدَّته»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ص٥٠-٥١ (١٣)، والبيهقي في الشعب ٧/٢٤-٢٥ (٤٥٩٦). قال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٠٢ (١٨١٧٥): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن محمد بن حيان، وقد وثقه ابن حبان». وقال المناوي في فيض القدير ٥/٣٦٧ (٧٦٠٥): «رمز -السيوطي- لحسنه»، وقال تعليقًا على كلام الهيثمي: «وأقول: ليس توثيقه بمتفق عليه فقد أورده الذهبي في الضعفاء وقال: ضعفه أبو زرعة». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٧١ (٥٣٥): «فالحديث صحيح الإسناد على شرط البخاري».]]. (٥/١٠)
٢٠١٥٦- عن عبد الله بن مسعود أنّه أتى على الصفا، فقال: يا لسان، قُل خيرًا تغنم، أو اصمت تسلم، من قبل أن تندم. قالوا: يا أبا عبد الرحمن، هذا شيء تقوله أو سمعتَه؟ قال: لا، بل سمعت رسول الله ﷺ يقول: «إنّ أكثر خطايا ابن آدم في لسانه»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت ص٥٣ (١٨)، والبيهقي في الشعب ٧/١٦-١٧ (٤٥٨٤). قال البيهقي: «تابعه يحيى بن يحيى، عن أبي بكر النهشلي». وقال أبو نعيم في الحلية ٤/١٠٧: «غريب من حديث الأعمش. تفرد به عنه أبو بكر النهشلي». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٤٢ (٤٣٥١): «رواه الطبراني، ورواته رواة الصحيح، وأبو الشيخ في الثواب، والبيهقي بإسناد حسن». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٢٩٩-٣٠٠ (١٨١٥٤): «رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٩٩٨: «بسند حسن». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٧٠ (٥٣٤): «وهذا إسناد جيد، وهو على شرط مسلم».]]. (٥/٩)
٢٠١٥٧- عن أبي عمرو الشيباني، قال: حدثني صاحب هذه الدار -يعني: عبد الله بن مسعود- قال: سألت رسول الله ﷺ: أيُّ العمل أفضل؟ قال: «الصلاة على ميقاتها». قلت: ثم ماذا، يا رسول الله؟ قال: «ثم بِرُّ الوالدين». قلت: ثم ماذا، يا رسول الله؟ قال: «أن يسلم الناس من لسانك». قال: ثم سكت، ولو اسْتَزَدتُّه لزادني[[أخرجه الطبراني في الكبير ١٠/١٩ (٩٨٠٢)، والبيهقي في الشعب ٧/١٢-١٣ (٤٥٧٩). قال ابن عساكر في معجم الشيوخ ١/٤٦٢-٤٦٣ (٥٥٦): «صحيح من حديث أبي عمرو، وحسن من حديث أبي معاوية عنه، وذكر اللسان فيه غريب». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٣٥ (٤٣٢١): «رواه الطبراني بإسناد صحيح، وصدره في الصحيحين». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٠١ (١٨١٦٦): «في الصحيح منه: «الصلاة لميقاتها». رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، غير عمرو بن عبد الله النخعي، وهو ثقة». وقال الدارقطني في العلل الواردة في الأحاديث النبوية ٥/٣٣٥-٣٣٧ (٩٣٠): «صحيح عن أبي عمرو الشيباني عن ابن مسعود».]]. (٥/٧)
٢٠١٥٨- عن معاذ بن جبل، قال: كُنّا مع النبي ﷺ في غزوة تبوك، فأصاب الناسَ ريحٌ، فتَقَطَّعوا، فضربت ببصري فإذا أنا أقرب الناس من رسول الله ﷺ، فقلت: لَأَغْتَنِمَنَّ خَلْوَتَه اليوم. فدنوت منه، فقلت: يا رسول الله، أخبرني بعمل يقربني -أو قال: يدخلني- الجنة، ويباعدني من النار. قال: «لقد سألت عن عظيم، وإنه ليسير على مَن يَسَّره الله عليه؛ تعبد الله ولا تشرك به شيئًا، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤتي الزكاة المفروضة، وتحج البيت، وتصوم رمضان، وإن شئت أنبأتك بأبواب الخير». قلت: أجل، يا رسول الله. قال: «الصوم جُنَّة، والصدقة تُكَفِّر الخطيئة، وقيام العبد في جوف الليل يبتغي به وجه الله». ثم قرأ الآية: ﴿تتجافى جنوبهم عن المضاجع﴾ [السجدة:١٦]. ثم قال: «إن شئت أنبأتك برأس الأمر، وعموده، وذروة سنامه». قلت: أجل، يا رسول الله. قال: «أما رأس الأمر فالإسلام، وأما عموده فالصلاة، وأما ذروة سنامه فالجهاد، وإن شئت أنبأتك بأملك الناس من ذلك كله». قلت: ما هو، يا رسول الله؟ فأشار بإصبعه إلى فيه. فقلت: وإنا لَنُؤاخذ بكل ما نتكلم به. فقال: «ثَكِلتك أمُّك، يا معاذ، وهل يكب الناس على مناخرهم في جهنم إلا حصائد ألسنتهم؟! وهل تتكلم إلا ما عليك أو لك؟!»[[أخرجه أحمد ٣٦/٣٤٤-٣٤٥ (٢٢٠١٦)، والترمذي ٤/٥٦٧-٥٦٨ (٢٨٠٤)، وابن ماجه ٥/١١٦-١١٧ (٣٩٧٣)، والحاكم ٢/٨٦ (٢٤٠٨) مختصرًا، ٢/٤٤٧ (٣٥٤٨)، والبيهقي في الشعب ٧/٣٣ (٤٦٠٧) واللفظ له. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط الشيخين، ولم يخرجاه». وقال الألباني في الإرواء ٢/١٣٨ (٤١٣): «صحيح».]]. (٥/١١)
٢٠١٥٩- عن سهل بن سعد، أنّ رسول الله ﷺ قال: «مَن يضمن لي ما بين لَحْيَيْه[[اللحيان: العظمان اللذان فيهما الأسنان. اللسان (لحي).]] وما بين رجليه أضمن له الجنة»[[أخرجه البخاري ٨/١٠٠ (٦٤٧٤).]]. (٥/٦)
٢٠١٦٠- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ أكثر ما يُدخل الناسَ النارَ الأجوفان؛ الفم، والفرج»[[أخرجه أحمد ١٣/٢٨٧ (٧٩٠٧)، ١٥/٤٧-٤٨ (٩٠٩٦)، ١٥/٤٣٥ (٩٦٩٦)، والترمذي ٤/١٠٣-١٠٤ (٢١٢٢)، وابن ماجه ٥/٣١٨ (٤٢٤٦)، وابن حبان ٢/٢٢٤ (٤٧٦)، والحاكم ٤/٣٦٠ (٧٩١٩). قال الترمذي: «هذا حديث صحيح غريب». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال البغوي في شرح السنة ١٣/٧٩-٨٠ (٣٤٩٧): «هذا حديث حسن غريب». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٦٦٩ (٩٧٧): «وإسناده حسن».]]. (٥/٧)
٢٠١٦١- عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، مُرْنِي بأمرٍ أعتصم به في الإسلام. قال: «قل: آمنت بالله، ثم استقم». قلت: يا رسول الله، ما أخوف ما تخاف عَلَيَّ؟ قال: «هذا». وأخذ رسول الله ﷺ بطرف لسان نفسه[[أخرجه مسلم ١/٦٥ (٣٨)، والبيهقي في الآداب ١/١٢١-١٢٢ (٢٩١) واللفظ له. وأورده الثعلبي ٨/٢٩٤.]]. (٥/٧)
٢٠١٦٢- عن أبي شُرَيْح الخزاعي، قال: قال رسول الله ﷺ: «مَن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُل خيرًا أو لِيَصْمُت»[[أخرجه البخاري ٨/١١ (٦٠١٩)، ٨/٣٢ (٦١٣٥)، ٨/١٠٠ (٦٤٧٦)، ومسلم ١/٦٩ (٤٨)، ٣/١٣٥٢ (٤٨).]]. (٥/٦)
٢٠١٦٣- عن عقبة بن عامر، قال: قلتُ: يا نبي الله، ما النجاة؟ قال: «أمْلِك عليك لسانك، وليسعك بيتُك، وابكِ على خطيئتك»[[أخرجه أحمد ٢٨/٥٦٩ (١٧٣٣٤)، ٢٨/٦٥٤ (١٧٤٥٢)، ٣٦/٥٧٠-٥٧١ (٢٢٢٣٥)، والترمذي ٤/٤١٠-٤١١ (٢٥٦٩). قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال ابن القطان في بيان الوهم والإيهام ٤/٦٣٦ (٢١٩٣): «وسكت -أبو محمد الأشبيلي- عنه، والترمذي إنما قال فيه: حسن، وهو أقرب إلى الضعيف؛ فإنه عنده من رواية يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة بقي، وكلهم متكلم فيه». وقال في ٥/٨٢٤: «ضعيف». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ١/٢٤١: «وفي إسناده مقال». وأورده الألباني في الصحيحة ٢/٥٥١-٥٥٢ (٨٩٠).]]. (٥/٨)
٢٠١٦٤- عن أبي سعيد الخدري، رفعه إلى النبي ﷺ، قال: «إذا أصبح ابنُ آدم فإنّ كل شيء من الجسد يُكَفِّرُ اللسانَ[[يُكَفِّر اللسان: يتذلل ويتواضع له. تحفة الأحوذي ٣/٢٨٨.]]، يقول: ننشدك الله فينا؛ فإنّك إن استقمت استقمنا، وإن اعْوَجَجْت اعْوَجَجْنا»[[أخرجه أحمد ١٨/٤٠٢ (١١٩٠٨)، والترمذي ٤/٤١١ (٢٥٧٠). قال الترمذي: «حدثنا هناد، حدثنا أبو أسامة، عن حماد بن زيد نحوه، ولم يرفعه، وهذا أصح». وقال أبو نعيم في الحلية ٤/٣٠٩: «غريب من حديث سعيد، تفرد به حماد، عن أبي الصهباء».]]. (٥/١٠)
٢٠١٦٥- عن أبي جحيفة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أيُّ الأعمال أحبُّ إلى الله؟». قال: فسكتوا، فلم يجبه أحد. قال: «هو حفظ اللسان»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٧/٢٧-٢٨ (٤٥٩٩) واللفظ له، وابن شاهين في الترغيب ١/١١٧ (٣٩٥). قال ابن حجر في الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع ص٥٦: «هذا حديث غريب، أخرجه البيهقي من هذا الوجه». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ١/٣٨: «إسناده حسن». وقال الألباني في الضعيفة ٤/١١٩ (١٦١٥): «ضعيف».]]. (٥/١١)
٢٠١٦٦- عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ ثلاث مرار: «رَحِم الله امرءًا تكَلَّم فغَنِم، أو سَكَت فسَلِم»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٧/١٩ (٤٥٨٩)، والقضاعي في مسنده ١/٣٣٩ (٥٨٢). قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٩٩٨: «بسند فيه ضعف». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/٣١: «-البيهقي- عن أنس بن مالك، وعن الحسن البصري مرسلًا، وسند المسند ضعيف، والمرسل صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٢/٥١٠-٥١١ (٨٥٥): «بسند فيه ضعف ... فالحديث عندي حسن بمجموع هذه الطرق».]]. (٥/٨)
٢٠١٦٧- عن أنس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «لا يستقيم إيمانُ عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه، ولا يدخل الجنة حتى يأمن جارُه بوائقَه»[[أخرجه أحمد ٢٠/٣٤٣ (١٣٠٤٨). قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٩٩٧: «أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت، والخرائطي في مكارم الأخلاق، بسند فيه ضعف». وقال الهيثمي في المجمع ١/٥٧ (١٨٦): «رواه أحمد، وفيه علي بن مسعدة، وثقه يحيى بن معين وغيره، وضعفه النسائي وغيره». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/٨٢٢ (٢٨٤١).]]. (٥/١٣)
٢٠١٦٨- عن أسود بن أصرم المحاربي، قال: قلتُ: يا رسول الله، أوْصِني. قال: «هل تملك لسانك؟». قلت: فما أملك إذا لم أملك لساني؟! قال: «فهل تملك يدك؟». قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟! قال: «فلا تقُل بلسانك إلا معروفًا، ولا تبسط يدك إلا إلى خير»[[أخرجه الطبراني في الكبير ١/٢٨١ (٨١٧)، والبيهقي في الشعب ٧/١٥-١٦ (٤٥٨٣) واللفظ له. قال البخاري في التاريخ الكبير ١/٤٤٣ (١٤٢١): «وفي إسناده نظر». وأورده الألباني في الصحيحة ٤/٨٢-٨٣ (١٥٦٠). وقد أورد السيوطي ٥/١٠-١٤ آثارًا أخرى في الحث على الصمت وذم كثرة الكلام.]]. (٥/٨)
٢٠١٦٩- عن سلمان الفارسي، قال: أكثر الناس ذنوبًا يوم القيامة أكثرُهم كلامًا في معصية الله[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٣١-٣٣٢، وأحمد في الزهد ص١٥٠.]]. (٥/١٤)
٢٠١٧٠- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق محمد بن سُوقَة- قال: إنّ مَن قبلكم كانوا يَعُدُّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله، أو أمر بمعروف، أو نهي عن منكر، أو أن تنطق في معيشتك التي لا بُدَّ لك منها. أتذكرون أنّ عليكم حافظين، كرامًا كاتبين، وعن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد؟! أما يستحي أحدكم لو نُشِرت صحيفته التي أملى صدرَ نهاره وليس فيها شيء من أمر آخرته![[أخرجه البيهقي في الشعب (٥٠٨٠). وقد أورد السيوطي آثارا أخرى في الحث على الصمت وذم كثرة الكلام ٥/١٠- ١٤.]]. (٥/١٢)
﴿إِلَّا مَنۡ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوۡ مَعۡرُوفٍ﴾ - تفسير
٢٠١٧١- قال مقاتل بن سليمان: ثم استثنى، فقال: ﴿إلا من أمر بصدقة أو معروف﴾، يعني: القَرْض[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٦.]]. (ز)
٢٠١٧٢- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- ﴿إلا من أمر بصدقة أو معروف﴾، قال: المعروف: القَرْض[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/٥)
٢٠١٧٣- وعن سعيد بن عبد العزيز، مثل ذلك[[علقه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥.]]. (ز)
﴿أَوۡ إِصۡلَـٰحِۭ بَیۡنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٢٠١٧٤- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يَصْلُح الكذبُ إلا في ثلاث: الرجل يُرضِي امرأتَه، وفي الحرب، وفي صلح بين الناس»[[أخرجه ابن عدي في الكامل في الضعفاء ١/١١٢، ٩/١١٠ في ترجمة يحيى بن خليف بن عقبة السعدي (٢١٤٥). قال ابن عدي في الموضع الأول: «وهذا الحديث غريب من حديث الثوري، ولا أعلم يرويه عن الثوري إلا يحيى بن خليف، وعن يحيى إبراهيم بن سعيد». وقال ابن القيسراني في ذخيرة الحفاظ ٥/٢٧٢٠ (٦٣٤٦): «وهذا منكر». وقال الذهبي في ميزان الاعتدال ٤/٣٧٢ في ترجمة يحيى بن خليف (٩٤٩٧): «يحيى بن خليف بن عقبة السعدي، عن سفيان الثوري منكر الحديث، ومَن أنكر ما عنده ما رواه إبراهيم الجوهرى عنه ... ثم ذكر الحديث».]]. (٥/١٤)
٢٠١٧٥- عن النواس بن سمعان، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ الكذب لا يصلح إلا في ثلاث: الحرب فإنها خدعة، والرجل يُرضِي امرأته، والرجل يصلح بين اثنين»[[أخرجه ابن السني في عمل اليوم والليلة ص٥٦٨ (٦١٢)، والبيهقي في الشعب ١٣/٤٣٤-٤٣٥ (١٠٥٨٦) واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ٨/٨١ (١٣٠٥٩): «رواه الطبراني، وفيه محمد بن جامع العطار، وهو ضعيف». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/٢١٠: «وفيه ضعف وانقطاع، فقول المؤلف -السيوطي-: حسنٌ؛ ممنوع». وقال في فيض القدير ٥/١٠-١١ (٦٢٧٦): «رمز المصنف -السيوطي- لحسنه ... وقال العراقي: فيه انقطاع وضعف». وقال الألباني في الضعيفة ٩/١٠٥ (٤١٠٣): «ضعيف بهذا اللفظ».]]. (٥/١٤)
٢٠١٧٦- عن أسماء بنت يزيد، قالت: قال رسول الله ﷺ: «لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: الرجل يكذب لامرأته لِترضى عنه، أو إصلاح بين الناس، أو يكذب في الحرب»[[أخرجه أحمد ٤٥/٥٧٤ (٢٧٥٩٧)، ٤٥/٥٨٢ (٢٧٦٠٨) واللفظ له، والترمذي ٤/٦٠-٦١ (٢٠٥١). قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب».]]. (٥/١٥)
٢٠١٧٧- عن أم كلثوم بنت عقبة، أنّها سمعت رسول الله ﷺ يقول: «ليس الكذّاب بالذي يُصلح بين الناس؛ فيَنْمِي خيرًا، أو يقول خيرًا». وقالت: لم أسمعه يُرَخِّص في شيء مما يقوله الناس إلا في ثلاث: في الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها[[أخرجه البخاري ٣/١٨٣ (٢٦٩٢) مختصرًا، ومسلم ٤/٢٠١١ (٢٦٠٥) واللفظ له.]]١٨٤٤. (٥/١٥)
٢٠١٧٨- عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ، قال: «ما عَمِل ابنُ آدم [شيئًا] أفضل من الصدقة، وصلاح ذات البين، وخُلُق حسن»[[أخرجه البخاري في التاريخ الكبير ١/٦٣ (١٣٩)، والبيهقي في الشعب ١٣/٤٢٩ (١٠٥٧٩) كلاهما بلفظ: «أفضل من الصلاة». قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ٢/٣٥٣: «بإسناد حسن». وقال في فيض القدير ٥/٤٥٧ (٧٩٤٨): «رمز المصنف -السيوطي- لحسنه». وأورده الألباني في الصحيحة ٣/٤٣٢-٤٣٣ (١٤٤٨).]]. (٥/١٥)
٢٠١٧٩- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «أفضل الصدقة صلاح ذات البَيْن»[[أخرجه البخاري في التاريخ ٣/٢٩٥ (١٠٠٧)، والبيهقي في الشعب ١٣/٤٣٠ (١٠٥٨١). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٢١ (٤٢٥٩): «وفي إسناده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه هذا حسن؛ لحديث أبي الدرداء». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٨٠ (١٣٠٥٥): «رواه الطبراني، والبزار، وفيه عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وهو ضعيف». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٦٦ (٥٣٥١): «مدار الإسناد على الإفريقي، وهو ضعيف». وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٦٥٩ (٤): «وفيه عبد الرحمن بن زياد الإفريقي، ضعَّفه الجمهور». وقال القاري في مرقاة المفاتيح ٨/٣١٥٤: «رواه الطبراني، والبزّار، وفي سنده عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، وحديثه هذا حسن؛ لحديث أبي داود والترمذي عن أبي الدرداء». وأورده الألباني في الصحيحة ٦/٢٨٩-٢٩٠ (٢٦٣٩).]]. (٥/١٥)
٢٠١٨٠- عن أبي أيوب، قال: قال لي رسول الله ﷺ: «يا أبا أيوب، ألا أخبرك بما يُعْظِم اللهُ به الأجرَ، ويمحو به الذنوب! تمشي في إصلاح الناس إذا تباغضوا وتفاسدوا؛ فإنّها صدقة يُحِبُّ اللهُ موضعَها»[[أخرجه الطيالسي في مسنده ١/٤٩١ (٥٩٩)، والبيهقي في الشعب ١٣/٤٣١ (١٠٥٨٢) واللفظ له. قال الألباني في الصحيحة ٦/٢٩٨-٢٩٩ (٢٦٤٤): «الحديث عندي يرتقي إلى مرتبة الحسن على الأقل».]]. (٥/١٥)
٢٠١٨١- عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله ﷺ: «ألا أخبركم بأفضل من درجات الصيام والصلاة والصدقة!». قالوا: بلى. قال: «إصلاح ذات البَيْن». قال: «وفساد ذات البين هي الحالِقة»[[أخرجه أحمد ٤٥/٥٠٠ (٢٧٥٠٨)، وأبو داود ٧/٢٨٠ (٤٩١٩)، والترمذي ٤/٤٨٤ (٢٦٧٧)، وابن حبان ١١/٤٨٩ (٥٠٩٢). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال البزار في مسنده ١٠/٤٦ (٤١٠٩): «وهذا الحديث لا نعلمه يُرْوى عن رسول الله ﷺ بإسناد متصل أحسن من هذا الإسناد لهذا الكلام، وإسناده صحيح، وكلامه عن رسول الله ﷺ غريب». وقال ابن عساكر في معجم الشيوخ ٢/١١٤٦ (١٤٩٤): «هذا حديث حسن صحيح غريب». وقال ابن كثير في تفسيره ٤/٢٧٣: «ورواه أبو داود والترمذي، من حديث أبي معاوية، وقال الترمذي: حسن صحيح». وقال ابن الظاهري في مشيخة ابن البخاري ٣/١٩٦٩: «هذا حديث حسن». وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير ١/٣٩٧: «بأسانيد صحيحة». وقال في فيض القدير ٣/١٠٦ (٢٨٦٦): «وقال ابن حجر: سنده صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٣/٤٣٣: «إسناد صحيح».]]. (٥/١٦)
٢٠١٨٢- عن أنس، أنّ النبي ﷺ قال لأبي أيوب: «ألا أدُلُّك على تجارة!». قال: بلى. قال: «تسعى في صلحٍ بين الناس إذا تفاسدوا، وتُقَرِّب بينهم إذا تباعدوا»[[أخرجه البزار ١٣/١٨٥ (٦٦٣٣). قال البزار: «لا نعلمه يروى عن أنس إلا من هذا الوجه، ولا نعلم حدث به عن حميد إلا عبد الله بن عمر، ولا عنه إلا ابنه عبد الرحمن، وعبد الرحمن لين الحديث، حدَّث بأحاديث لم يتابع عليها». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٧٩-٨٠ (١٣٠٥٢): «وفيه عبد الرحمن بن عبد الله العمري، وهو متروك».]]. (٥/١٦)
٢٠١٨٣- عن عبد الله بن حبيب بن أبي ثابت، قال: كنت جالسًا مع محمد بن كعب القرظي، فأتاه رجل، فقال له القوم: أين كنت؟ فقال: أصلحت بين القوم. فقال محمد بن كعب: أصبتَ، لك مثل أجر المجاهدين. ثم قرأ: ﴿لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (٥/١٦)
﴿وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ١١٤﴾ - قراءات
٢٠١٨٤- عن الأعمش، قال: في قراءة عبد الله [بن مسعود]: (ومَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغاءَ مَرْضاتِ اللهِ فَسَيُؤْتِيهِ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف (١/٣١٣). وهي قراءة شاذة لمخالفتها رسم المصاحف.]]. (ز)
﴿وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ ٱبۡتِغَاۤءَ مَرۡضَاتِ ٱللَّهِ فَسَوۡفَ نُؤۡتِیهِ أَجۡرًا عَظِیمࣰا ١١٤﴾ - تفسير الآية
٢٠١٨٥- عن أنس بن مالك، قال: جاء أعرابيٌّ إلى النبي ﷺ، فقال له النبي ﷺ: «إنّ الله أنزل عَلَيَّ في القرآن، يا أعرابيُّ: ﴿لا خير في كثير من نجواهم﴾ إلى قوله: ﴿فسوف نؤتيه أجرا عظيما﴾. يا أعرابيُّ، الأجرُ العظيمُ الجنةُ». قال الأعرابي: الحمد لله الذي هدانا للإسلام[[عزاه السيوطي إلى أبي نصر السجزي في الإبانة.]]. (٥/١٧)
٢٠١٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿من يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما﴾، يعني: جزاءً عظيمًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٤٠٦.]]. (ز)
٢٠١٨٧- عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: ﴿ومن يفعل ذلك﴾، قال: تصدَّق، أو أقرض، أو أصلح بين الناس[[أخرجه ابن أبي حاتم ٤/١٠٦٥.]]. (٥/١٧)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.