الباحث القرآني
﴿وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ﴾ - تفسير
٦٧٦٣٧- عن ابن عمرو، أنّ أعرابيًا سأل رسول الله ﷺ عن الصُّورِ. فقال: «قَرن يُنفَخ فيه»[[أخرجه أحمد ١١/٥٣ (٦٥٠٧)، ١١/٤١٠ (٦٨٠٥)، وأبو داود ٧/١٢١ (٤٧٤٢)، والترمذي ٤/٤٢٧-٤٢٨ (٢٥٩٩)، ٥/٤٥١ (٣٥٢٥)، وابن حبان ١٦/٣٠٣ (٧٣١٢)، والحاكم ٢/٤٧٣ (٣٦٣١)، ٢/٥٥٠ (٣٨٧٠)، ٤/٦٠٤ (٨٦٨٠)، ويحيى بن سلام ١/٢٠٩، ٢/٨١٢، وابن جرير ١٥/٤١٦، ٤١٧، وابن أبي حاتم ٤/١٣٢٣ (٧٤٨٣)، ٩/٢٩٢٨ (١٦٦١٩). وأورده الثعلبي ٧/٢٢٦، ٨/٢٥٤. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وأورده الألباني في الصحيحة ٣/٦٨ (١٠٨٠).]]. (١٢/٧٠٥)
٦٧٦٣٨- عن أبي هريرة، قال: سمعتُ رسول الله ﷺ يقول -وعنده طائفة من أصحابه-: «إنّ الله -تبارك وتعالى- لَمّا فرغ مِن خلْق السماوات والأرض خلق الصُّورِ، فأعطاه إسرافيل، فهو واضعه على فِيه، شاخِصٌ بصره إلى العرش، ينتظر متى يُؤمَر فينفخ فيه». قلت: يا رسول الله، وما الصُّورِ؟ قال: «القرن». قلت: فكيف هو؟ قال: «عظيم، والذي بعثني بالحق، إن عِظَم دارَةٍ[[الدارة: ما أحاط بالشيء. اللسان (دور).]] فيه كعرْض السماوات والأرض، فينفخ فيه النفخة الأولى، فيَصعق من في السماوات ومن في الأرض، ثم يُنفخ فيه أخرى ﴿فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾ لرب العالمين، فيأمر الله إسرافيل في النفخة الأولى أن يمُدّها ويُطوِّلها فلا يفتر، وهو الذي يقول الله: ﴿وما يَنْظُرُ هَؤُلاءِ إلّا صَيْحَةً واحِدَةً ما لَها مِن فَواق﴾ [ص:١٥]، فيُسَيِّر اللهُ الجبالَ فتكون سرابًا، وترتجّ الأرضُ بأهلها رجًّا، فتكون كالسفينة المُوثَقة في البحر تضربها الأمواج، تكفَّأ بأهلها كالقنديل المعلّق بالعرش، ترجرجه الأرواح، وهي التي يقول الله: ﴿يَوْمَ تَرْجُفُ الرّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرّادِفَةُ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ واجِفَةٌ﴾ [النازعات:٨] فيَمِيدُ[[مادَ يَميد: مال وتحَرَّك. النهاية (ميد).]] الناس على ظهرها، وتَذْهل المراضع، وتضع الحوامل، وتشيب الولدان، وتطير الشياطين هارِبةً مِن الفزع، حتى تأتي الأقطار، فتلقاها الملائكة، فتضرب وجوهها فترجع، ويتولي الناس مُدبرين، ينادي بعضُهم بعضًا، وهو قوله: ﴿يَوْمَ تُوَلُّونَ مُدْبِرِينَ ما لَكُمْ مِنَ اللَّهِ مِن عاصِمٍ﴾ [غافر:٣٣]، [وقوله: ﴿يَوْمَ التَّنادِ﴾ [غافر:٣٢] يوم يُنادي بعضُهم بعضًا، فبينما هم على ذلك إذ تصدّعت الأرض، كل صِدعٍ مِن قُطر إلى قُطر، فرأوا أمرًا عظيمًا لم يروا مثله، وأخذهم لذلك مِن الكَرْب والهول ما الله به عليم، ثم نظروا إلى السماء فإذا هي كالمُهل، ثم انشقت وانتثرت نجومها، وخسفَ شمسها وقمرها». فقال رسول الله ﷺ: «والأمواتُ لا يعلمون شيئًا مِن ذلك». فقلتُ: يا رسول الله، فمَن استثنى الله حين يقول: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾؟ قال: «أولئك الشهداء، وإنما يصل الفزع إلى الأحياء، وهم أحياء عند ربهم يُرزقون، ووقاهم الله فزع ذلك اليوم، وآمنهم منه، وهو الذي يقول الله: ﴿يا أيُّها النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إنَّ زَلْزَلَةَ السّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ﴾ إلى قوله: ﴿ولَكِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِيدٌ﴾ [الحج:١-٢] فينفخ نفخة الصعق، فيصعق أهل السماوات وأهل الأرض ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، فإذا هم خمود، ثم يجيء مَلك الموت إلى الجبّار فيقول: يا رب، قد مات أهلُ السماوات وأهل الأرض إلا من شئت. فيقول -وهو أعلم-: فمَن بقي؟ فيقول: يا رب، بقيتَ أنت الحيُّ الذي لا يموت، وبقي حَمَلةُ عرشك، وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل، وبقيتُ أنا. فيقول الله: ليمتْ جبريل وميكائيل وإسرافيل. ويُنطِق اللهُ العرشَ، فيقول: يا ربّ، تميت جبريل وميكائيل وإسرافيل؟! فيقول الله له: اسكت، إني كتبتُ الموت على مَن كان تحت عرشي. فيموتون، ثم يأتي مَلك الموت إلى الجبّار، فيقول: يا رب، قد مات جبريل وميكائيل وإسرافيل. فيقول الله ﷿وهو أعلم-: فمن بقي؟ فيقول: يا رب، بقيتَ أنت الحي الذي لا يموت، وبقي حملة عرشك، وبقيتُ أنا. فيقول الله له: ليمُت حملة عرشي. فيموتون، ويأمر الله العرش، فيقبض الصُّورَ، ثم يأتي ملك الموت الرّب فيقول: يا ربّ، قد مات حملة عرشك. فيقول الله -وهو أعلم-: فمن بقي؟ فيقول: يا ربّ، بقيتَ أنت الحي الذي لا يموت، وبقيتُ أنا. فيقول الله له: أنت خلْق من خلقي، خلقتُك لِما رأيتَ، فمُت. فيموت، فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار الصمد الذي لم يلد ولم يولد، كان آخرًا كما كان أولًا، طوى السماوات والأرض كطي السِّجل للكتاب، ثم قال: دحاهما، ثم تلقّفهما، ثم قال: أنا الجبار. ثلاث مرات، ثم هتف بصوته: لِمَن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد. ثم يقول لنفسه: لله الواحد القهار. ﴿يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ والسَّماواتُ﴾ [إبراهيم:٤٨]، فبسطَها وسطَحها، ثم مدّها مد الأديم العكاظي، ﴿لا تَرى فِيها عِوَجًا ولا أمْتًا﴾ [طه:١٠٧]، ثم يزجر الله الخلْق زجرةً واحدة، فإذا هم في هذه المُبدَّلة، مَن كان في بطنها كان في بطنها، ومَن كان على ظهرها كان على ظهرها، ثم يُنزل الله عليكم ماءً مِن تحت العرش، فيأمر الله السماءَ أن تُمطِر، فتُمطر أربعين يومًا، حتى يكون الماءُ فوقكم اثني عشر ذراعًا، ثم يأمر الله الأجسادَ أن تَنبت، فتنبت نبات الطراثيث[[الطراثيث: جمع طرثوث، وهو نبت ضعيف ينبسط على سطح الأرض كالفطر. النهاية (طرث).]] وكنبات البقْل، حتى إذا تكاملت أجسامهم، وكانت كما كانت، قال الله: لِيَحيى حَمَلَةُ العرش. فيحيون، ويأمر الله إسرافيل فيأخذ الصُّورَ، فيضعه على فيه، ثم يقول الله: لِيَحيى جبريل وميكائيل. فيحييان، ثم يدعو الله بالأرواح، فيؤتى بها توهَّج أرواح المؤمنين نورًا والأخرى ظلمة، فيقبضها الله جميعًا، ثم يلقيها في الصُّورِ، ثم يأمر إسرافيل أن ينفخ نفخة البعث، فتخرج الأرواح كأنها النَّحل قد ملأت ما بين السماء والأرض، فيقول: وعِزَّتي وجلالي، لَيَرْجِعَنَّ كلُّ روح إلى جسده. فتدخل الأرواح في الأرض إلى الأجساد، فتدخل في الخياشيم، ثم تمشي في الأجساد كما يمشي السُّمُّ في اللديغ، ثم تنشق الأرض عنكم، وأنا أول مَن تنشق عنه الأرض، فتخرجون منها سِراعًا إلى ربكم تنسلون، ﴿مُهْطِعِينَ إلى الدّاعِ يَقُولُ الكافِرُونَ هَذا يَوْمٌ عَسِرٌ﴾ [القمر:٨] حُفاة عُراة غُلْفًا[[الغُلف: جمع أغْلَف، وهو الذي لم يَخْتَتِن، كأَقْلَف. لسان العرب (غلف).]] غُرلًا[[الغُرْل: جمع أغْرَل، وهو الأقْلَف. والغُرْلَة: القُلْفَة. النهاية (غرل).]]. فبينما نحن وقوف إذ سمعنا حِسًّا مِن السماء شديدًا، فينزل أهلُ سماء الدنيا بمثلي مَن في الأرض من الجن والإنس، حتى إذا دَنَوا مِن الأرض أشرقتِ الأرضُ بنورهم، ثم ينزل أهل السماء الثانية بمثلي مَن نزل من الملائكة، ومثلي مَن فيها من الجن والإنس، حتى إذا دَنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم، وأخذوا مصافّهم، ثم ينزل أهلُ السماء الثالثة بمثلي مَن نزل من الملائكة، ومثلي مَن فيها من الجن والإنس، حتى إذا دَنوا من الأرض أشرقت الأرض بنورهم، وأخذوا مصافَّهم، ثم ينزلون على قَدْر ذلك مِن التضعيف إلى السماوات السبع، ثم ينزل الجبار ﴿فِي ظُلَلٍ مِنَ الغَمامِ والمَلائِكَةُ﴾ [البقرة:٢١٠]، يحمل عرشه يومئذ ثمانية، وهم اليوم أربعة، أقدامهم على تُخُوم[[أي: مَعالِمها وحدودها، واحدُها تُخْم. النهاية (تخم).]] الأرض السفلى، والأرضون والسماوات إلى حُجَزهم[[أصل الحُجْزَة: موضع شَدِّ الإزار. النهاية (حجز).]]، والعرش على مناكبهم، لهم زَجَلٌ[[أي: صوت رفيع عال. النهاية (زجل).]] بالتسبيح فيقولون: سبحان ذي العِزّة والجبروت، سبحان ذي الملك والملكوت، سبحان الحيِّ الذي لا يموت، سبحان الذي يُميت الخلائق ولا يموت، سُبُّوحٌ قُدُّوس ربُّ الملائكة والروح، سبحان ربنا الأعلى الذي يميت الخلائق ولا يموت. فيضع عرشه حيث يشاء من الأرض، ثم يهتف بصوته فيقول: يا معشر الجن والإنس، إنِّي قد أنصَتُّ لكم منذ يوم خلقتكم إلى يومك هذا؛ أسمع قولكم، وأُبصر أعمالكم، فأنصِتوا لي، فإنما هي أعمالكم وصحفكم تُقرأ عليكم، فمَن وجد خيرًا فليحمد الله، ومَن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نفسه. ثم يأمر اللهُ جهنمَ، فيخرج منها عُنُق ساطِع مظلم، ثم يقول: ﴿ألَمْ أعْهَدْ إلَيْكُمْ يا بَنِي آدَمَ أنْ لا تَعْبُدُوا الشَّيْطانَ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ وأَنِ اعْبُدُونِي هَذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ﴾ [يس:٦٠-٦١]، ﴿وامْتازُوا اليَوْمَ أيُّها المُجْرِمُونَ﴾ [يس:٥٩] فيَمِيز بين الناس، وتجثو الأمم، قال: ﴿وتَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعى إلى كِتابِها﴾ [الجاثية:٢٨]، ويقفون موقفًا واحدًا مقدار سبعين عامًا لا يُقضى بينهم، فيبكون حتى تنقطع الدموعُ، ويدمعون دمًا، ويعرقون عرقًا حتى يبلغ ذلك منهم أن يُلْجمهم العرق وأن يبلغ الأذقانَ منهم، فيصيحون ويقولون: مَن يشفع لنا إلى ربِّنا؛ فيقضي بيننا؟ فيقولون: ومَن أحقُّ بذلك مِن أبيكم آدم؟ فيطلبون ذلك إليه، فيأبى ويقول: ما أنا بصاحب ذلك. ثم يستقْرُون[[قرا الأمر واقتراه واستقراه: تتبعه. لسان العرب (قرا).]] الأنبياء نبيًّا نبيًّا، كلما جاءوا نبيًّا أبى عليهم». قال رسول الله ﷺ: «حتى يأتوني، فأنطلِق حتى آتي الفَحْص، فأخرّ ساجدًا». قال: أبو هريرة: يا رسول الله، وما الفَحْص؟ قال: «قُدام العرش، حتى يبعث الله إلَيَّ ملَكًا، فيأخذ بعَضُدي، فيرفعني، فيقول لي: يا محمد. فأقول: نعم، يا ربِّ. ما شأنك؟ -وهو أعلم بي- فأقول: يا ربِّ، وعدتني الشفاعة؛ فشفِّعني في خلقك، فاقْضِ بينهم. قال: قد شفّعتُك، وأقضي بينهم». قال: قال رسول الله ﷺ: «فأرجع، فأقف مع الناس، فيقضي الله بين الخلائق، فيكون أول ما يُقضى فيه في الدماء، ويأتي كل مَن قُتل في سبيل الله يحمل رأسه، وتَشْخُبُ[[الشَّخْبُ: السيلان. النهاية (شخب).]] أوداجه دمًا، فيقولون: يا ربَّنا، قتَلَنا فلان وفلان. فيقول الله -وهو أعلم-: لِمَ قُتِلتم؟ فيقولون: يا ربنا، قُتِلنا لتكون العِزَّة لك. فيقول الله لهم: صدقتم. فيجعل الله لوجوههم نورًا مثل نور الشمس، ثم تشيّعهم الملائكة إلى الجنة، ويأتي مَن كان قُتِل على غير ذلك، يحمل رأسه وتَشْخُب أوداجه، فيقولون: يا ربنا، قتَلَنا فلان وفلان. فيقول: لِمَ؟ -وهو أعلم- فيقول: لِتكون العِزَّة لي. فيقول الله: تَعِست. ثم ما يبقى نفس قَتلها إلا قُتِل بها، ولا مظلمة ظَلمها إلا أُخِذ بها، وكان في مشيئة الله؛ إن شاء عذّبه، وإن شاء رحمه، ثم يقضي الله بين مَن بقي مِن خلْقه حتى لا يبقى مظلمة لأحد عند أحد إلا أخذها الله للمظلوم من الظالم، حتى إنّه ليكلَّف يومئذ شائب اللبن للبيع، الذي كان يشوب اللبن بالماء ثم يبيعه، فيُكلّف أن يُخلِّص الماء من اللبن. فإذا فرغ الله مِن ذلك نادى نداءً أسمع الخلائق كلهم: ألا لِيلحقْ كلُّ قوم بآلهتهم وما كانوا يعبدون من دون الله. فلا يبقى أحدٌ عبد مِن دون الله شيئًا إلا مُثِّلَت له آلهته بين يديه، ويُجعل يومئذ مَلَك من الملائكة على صورة عُزَير، ويُجعل مَلَك من الملائكة على صورة عيسى، فيتبع هذا اليهود، وهذا النصارى، ثم يعود بهم آلهتهم إلى النار، فهي التي قال الله: ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلَاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأنبياء:٩٩]، فإذا لم يبق إلا المؤمنون وفيهم المنافقون، فيقول: يا أيها الناس، ذهب الناسُ، فالحقوا بآلهتكم وما كنتم تعبدون. فيقولون: واللهِ، ما لنا إله إلا الله، وما كنا نعبد غيره. فيقال لهم الثانية، والثالثة، فيقولون مثل ذلك، فيقول: أنا ربُّكم، فهل بينكم وبين ربكم آيةٌ تعرفونه بها؟ فيقولون: نعم. فيكشِف عن ساق، ويريهم ما شاء الله أن يريهم، فيعرفون أنَّه ربهم، فيخرّون له سُجّدًا لوجوههم، ويخرّ كلُّ منافق على قفاه؛ يجعل الله أصلابهم كصَيَاصِيّ البقر[[صياصي البقر: قرونها، واحدتها صِيصِيَة. النهاية (صيص).]]، ثم يأذن الله لهم، فيرفعون رؤوسهم، ويُضرَب الصِّراط بين ظهراني جهنم كدّقة الشعر، أو كحدّ السيف، عليه كلاليب وخطاطيف وحَسَكٌ[[الحسك: شوكة صلبة معروفة. النهاية (حسك).]] كحَسَك السَّعْدان[[السعدان: نبت ذو شوك، وهو من أطيب مراعي الإبل ما دام رَطْبًا. لسان العرب (سعد).]]، دونه جسر دَحْضٌ[[الدحض: الزلَق. النهاية (دحض).]] مَزَلَّةٌ[[المزلة: أراد أنه تزلق عليه الأقدام ولا تثبت. النهاية (زلل).]]، فيمرّون كطرْف العين، وكلمْح البرق، وكمرِّ الريح، وكجياد الخيل، وكجياد الركاب، وكجياد الرجال؛ فناجٍ سالم، وناجٍ مخدوش، ومَكْدُوشٌ[[قال ابن الأثير: "مكدوس مدفوع، وتَكَدَّس الإنسان إذا دُفِع مِنْ ورائه فسقط، ويروى بالشين المعجمة، من الكَدْش. وهو السوق الشديد. والكدش: الطرد والجرح أيضًا". النهاية (كدس).]] على وجهه في جهنم، فإذا أفضى أهلُ الجنة إلى الجنة فدخلوها، فوالذي بعثني بالحق، ما أنتم في الدنيا بأعرف بأزواجكم ومساكنكم مِن أهل الجنة بأزواجهم ومساكنهم إذا دخلوا الجنة، فيدخل كلُّ رجل منهم على اثنتين وسبعين زوجة مِمّا ينشىء الله في الجنة، واثنتين آدميتين مِن ولد آدم لهما فضلٌ على مَن أنشأ الله؛ لعبادتهما في الدنيا، فيدخل على الأولى منهنَّ في غُرفة مِن ياقوتة، على سرير من ذهب، مُكلّل باللؤلؤ، عليه سبعون زوجًا مِن سُندس وإستبرق، ثم إنه يضع يده بين كتفيها، فينظر إلى يدها مِن صدرها، ومن وراء ثيابها وجلدها ولحمها، وإنه لينظر إلى مُخِّ ساقها كما ينظر أحدُكم إلى السلك في الياقوتة، كبدها له مرآة، وكبده لها مرآة، فبينما هو عندها لا يملُّها ولا تملّه، ولا يأتيها مرة إلا وجدها عذراء، لا يفتران ولا يألمان، فبينما هو كذلك إذ نُودِي فيُقال له: إنّا قد عرفنا أنك لا تَمَلّ ولا تُملّ، وإنّ لك أزواجًا غيرها. فيخرج فيأتيهنَّ واحدة واحدة، كلما جاء واحدةً قالت له: واللهِ، ما أرى في الجنة شيئًا أحسن منك، ولا شيئًا في الجنة أحب إلَيَّ منك. قال: وإذا وقع أهلُ النار في النار وقع فيها خَلْق مِن خَلْق الله، أوْبقَتهم أعمالهم، فمنهم مَن تأخذه النار إلى ركبتيه، ومنهم مَن تأخذه النار إلى حَقْوَيه[[الحَقْوُ: معقد الإزار، وسمي به الإزار للمجاورة. النهاية (حقا).]]، ومنهم من تأخذه النار في جسده كله إلا وجهه؛ حرّم الله صورهم على النار، فينادون في النار فيقولون: مَن يشفع لنا إلى ربنا حتى يُخرجنا مِن النار؟ فيقولون: ومَن أحقُّ بذلك مِن أبيكم آدم؟! فينطلق المؤمنون إلى آدم، فيقولون: خلقك اللهُ بيده، ونَفخَ فيك مِن روحه، وكلّمك قِبَلًا[[قِبَلًا: عيانًا ومقابلة. النهاية (قبل).]]. فيذكر آدمُ ذنبَه، فيقول: ما أنا بصاحب ذلك، ولكن عليكم بنوح؛ فإنّه أول رسل الله. فيؤتى نوح، ويُطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبًا، ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ولكن عليكم بإبراهيم؛ فإنّ الله اتخذه خليلًا. فيؤتى إبراهيم، فيُطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبًا، فيقول: ما أنا بصاحب ذلك، ولكن عليكم بموسى؛ فإن الله قرّبه نجيًّا وكلّمه، وأنزل عليه التوراة. فيؤتى موسى، فيُطلب ذلك إليه، فيذكر ذنبًا، ويقول: ما أنا بصاحب ذلك، ولكن عليكم بروح الله وكلمته، عيسى ابن مريم. فيؤتى عيسى ابن مريم، فيُطلب ذلك إليه، فيقول: ما أنا بصاحب ذلك، ولكن عليكم بمحمد ﷺ». قال رسول الله ﷺ: «فيأتوني، ولي عند ربي ثلاث شفاعات وعدنيهن، فأنطلق حتى آتيَ باب الجنة، فآخذ بحلقة الباب، فاستفتح، فيُفتح لي، فأخرّ ساجدًا، فيأذن لي من حمده وتمجيده بشيء ما أذن به لأحد من خلْقه، ثم يقول: ارفع رأسك، يا محمد، اشفع تُشفّع، وسل تُعطه. فإذا رفعتُ رأسي قال لي -وهو أعلم-: ما شأنك؟ فأقول: يا رب، وعدتني الشفاعة؛ فشَفِّعْني. فأقول: يا رب، مَن وقع في النار مِن أمتي. فيقول الله: أخْرِجوا مَن عرفتم صورته. فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحد، ثم يأذن الله في الشفاعة، فلا يبقى نبيٌّ ولا شهيدٌ إلا شفع، فيقول الله: أخرِجوا مَن وجدتم في قلبه زِنة دينار مِن خير. فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحدٌ، ثم يشفع الله، فيقول: أخرِجوا مَن وجدتم في قلبه زِنَة ثلثي دينار. ثم يقول: نصف دينار. ثم يقول: ثلث دينار. ثم يقول: ربع دينار. ثم يقول: قيراط. ثم يقول: مثقال حبة. فيخرج أولئك حتى لا يبقى منهم أحدٌ، وحتى لا يبقى في النار مَن عمل خيرًا قط، ولا يبقى أحدٌ له شفاعة إلا شُفِّع، حتى إنّ إبليس لَيتطاولُ لِما يرى مِن رَحْمَة اللَّه رجاءَ أن يُشفع له، ثم يقول الله: بقيتُ وأنا أرحم الراحمين. فيقبض قبضةً، فيخرج منها ما لا يحصيه غيره، فيبثّهم على نهرٍ يُقال له: نهر الحيوان، فينبتون فيه كما تنبت الحِبَّةُ[[الحِبَّة -بكسر الحاء-: بذور البقول وحب الرياحين. وقيل: هو نبت صغير ينبت في الحشيش. النهاية (حبب)، وصحيح مسلم بشرح النووي ٣/٢٣.]] في حَمِيلِ السَّيْلِ[[حميل السيل: هو ما يجيء به السيل مِن طين أو غثاء وغيره، فعيل بمعنى مفعول، فإذا اتفقت فيه حبة واستقرت على شط مجرى السيل فإنها تنبت في يوم وليلة. فشبه بها سرعة عود أبدانهم وأجسامهم إليهم بعد إحراق النار لهم. النهاية (حمل).]]، فما يلي الشمس أُخَيْضِر، وما يلي الظِّل أُصَيْفِر، فينبتون كالذَّرّ، مكتوب في رقابهم: الجهنميون عتقاء الرحمن. لم يعملوا لله خيرًا قط -يقول: مع التوحيد-، فيمكثون في الجنة ما شاء الله وذلك الكتاب في رقابهم، ثم يقولون: يا ربنا، امحُ عنا هذا الكتاب. فيمحوه عنهم»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال ص٣٩-٤٥ (٥٥)، والطبراني في الأحاديث الطوال ص٢٦٦-٢٦٨ (٣٦)، وابن جرير ١٥/٤١٩، ١٦/٤٤٧-٤٤٩، ١٨/١٣٢-١٣٤، ١٩/٤٥١-٤٥٢، ٢٠/٣٣، وابن أبي حاتم ٩/٢٩٢٨-٢٩٣١ (١٦٦٢١، ١٦٦٢٧-١٦٦٢٩)، والثعلبي ٧/٢٢٧-٢٢٩. قال ابن جرير ١٦/٤٤٧: «خبر في إسناده نظر». وقال الثعلبي: «صحيح». وقال ابن كثير في تفسيره ٣/٢٨٧-٢٨٨: «هذا حديث مشهور، وهو غريب جدًّا، ولبعضه شواهد في الأحاديث المتفرقة، وفي بعض ألفاظه نكارة. تفرّد به إسماعيل بن رافع قاص أهل المدينة، وقد اختُلف فيه؛ فمنهم مَن وثّقه، ومنهم مَن ضعّفه، ونصّ على نكارة حديثه غير واحد من الأئمة؛ كأحمد بن حنبل، وأبي حاتم الرازي، وعمرو بن علي الفلاس، ومنهم مَن قال فيه: هو متروك. وقال ابن عدي: أحاديثه كلها فيها نظر، إلا أنه يُكتب حديثه في جملة الضعفاء. قلت: وقد اختُلف عليه في إسناد هذا الحديث على وجوهٍ كثيرة». وقال ابن حجر في الفتح ١١/٣٦٩: «وقد صحّح الحديث من طريق إسماعيل بن رافع القاضي أبو بكر بن العربي في سراجه، وتبعه القرطبي في التذكرة، وقول عبد الحق في تضعيفه أولى، وضعّفه قبله البيهقي».]]. (١٢/٧١٢)
٦٧٦٣٩- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم- في قوله: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ﴾، قال: الصُّور مع إسرافيل، وفيه أرواحُ كلِّ شيء يكون، ثم يُنفخ فيه نفخة الصَّعقة، فإذا نُفخ فيه نفخة البعث قال الله ﷿: بِعِزَّتي، لَيَرْجِعَنَّ كُلُّ روح إلى جسده. قال: ودارَةٌ منها أعظم من سبع سماوات ومن الأرض، فحلق الصُّور على في إسرافيل، وهو شاخص ببصره إلى العرش، حتى يؤمر بالنفخ، فينفخ في الصُّور[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٣٩٢).]]. (١٢/٧١١)
٦٧٦٤٠- عن الحسن البصري= (ز)
٦٧٦٤١- وقتادة بن دعامة -من طريق مطر الورّاق- قالا: ﴿ونفخ في الصور﴾ نُفخ في الروح[[أخرجه إسحاق البستي ص٣٠.]]. (ز)
٦٧٦٤٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- أنه قرأ: (يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّوَرِ)، أي: في الخَلْق[[أخرجه ابن جرير ١٨/١٣٤ دون ذكر القراءة، وذلك في سورة النمل آية (٨٧). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وأبي الشيخ. وهذه القراءة شاذة. وقال عبد الرزاق في تفسيره ٢٠/١٧٥: «وكان قتادة يقول:»هي الصُوَر، يعني صُور الناس كلهم، نفخ فيها كلها". وتقدم بيان أقوال السلف في معنى الصور ومناقشة ذلك عند تفسير قوله تعالى: ﴿ولَهُ المُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ﴾ [الأنعام:٧٣].]]. (٦/١٠١)
٦٧٦٤٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ وهو القرْن، وذلك أنّ إسرافيل وهو واضِعٌ فاهُ على القرن يُشْبِه البوق، ودائرة رأس القرْن كعرض السماء والأرض، وهو شاخِصٌ ببصره نحو العرش، يؤمر فينفخ في القرْن[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٨٥-٦٨٧.]]. (ز)
﴿وَنُفِخَ فِی ٱلصُّورِ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٧٦٤٤- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «كيف أنعم وقد التقَم صاحبُ القرْنِ القرْنَ، وحنى جبهته، وأصغى سمعه، يَنتظِر أن يؤمر أن يَنفخ فينفخ!». قال المسلمون: كيف نقول، يا رسول الله؟ قال:«قولوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا»[[أخرجه أحمد ١٧/٨٩ (١١٠٣٩)، ١٨/٢٢٨ (١١٦٩٦)، والترمذي ٤/٤٢٨ (٢٦٠٠)، ٥/٤٥٠ (٣٥٢٤)، وابن حبان ٣/١٠٥ (٨٢٣)، والحاكم ٤/٦٠٣ (٨٦٧٨)، وعبد الرزاق ٣/١٣٥ (٢٦٤٢)، وابن جرير ١٥/٤١٧-٤١٨، وسعيد بن منصور في التفسير من سننه ٣/١١١٨ (٥٤٤). وفيه إسماعيل أبو يحيى التيمي. قال الترمذي: «هذا حديث حسن». وقال الحاكم: «ولهذا الحديث أصل مِن حديث زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد». وقال الذهبي في التلخيص: «أبو يحيى واهٍ». وقال الألباني في الصحيحة ٣/٦٦ (١٠٧٩): «السند صحيح، على شرطهما».]]. (١٢/٧٠٥)
٦٧٦٤٥- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «ما طَرَف صاحبُ الصُّور مُذ وُكِّل به، مستعدًّا ينظر نحو العرش مخافة أن يُؤمر بالصيحة قبل أن يرتدّ إليه طرْفُه، كأنّ عينيه كوكبان دُرِّيّان»[[أخرجه الحاكم ٤/٦٠٣ (٨٦٧٦). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «صحيح على شرط مسلم». قال ابن حجر في الفتح ١١/٣٦٨: «بسندٍ حسن». وصوّب الألباني في الصحيحة ٣/٦٥ (١٠٧٨) رأي الحاكم في تصحيحه لا على شرطهما.]]. (١٢/٧٠٦)
٦٧٦٤٦- عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله ﷺ: «جبريل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، وهو صاحب الصُّور». يعني: إسرافيل[[أخرجه أحمد ١٧/١٢٣ (١١٠٦٩)، وأبو داود ٦/١٢١ (٣٩٩٩). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٨/١٥٤ (٧٦٨٠): «رواه أبو يعلى الموصلي بسند ضعيف؛ لضعف عطية العوفي». وقال ابن حجر في الفتح ١١/٣٦٨ بعد ذكره لأحاديث عن الصور عند أحمد والبيهقي: «وفي أسانيد كلٍّ منهما مقال».]]. (١٢/٧٠٦)
٦٧٦٤٧- عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ، قال: «ما مِن صباح إلا ومَلكان موكّلان بالصُّورِ ينتظران متى يؤمران فينفخان»[[أخرجه الحاكم ٤/٦٠٤ (٨٦٧٩) مطولًا. قال الحاكم: «تفرّد به خارجةُ بن مصعب، عن زيد بن أسلم». وقال الذهبي في التلخيص: «خارجة ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٣١ (١٨٣٠٩): «رواه البزار، وفيه خارجة بن مصعب الخراساني، وهو ضعيف جدًّا، وقال يحيى بن يحيى: مستقيم الحديث، وبقية رجاله ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ٥/٣٤ (٢٠١٨): «ضعيف جدًّا».]]. (١٢/٧٠٦)
٦٧٦٤٨- عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله ﷺ: «إنّ صاحبي الصُّورِ بأيديهما قرْنان، يلاحظان النَّظر متى يؤمران»[[أخرجه ابن ماجه ٥/٣٣٨ (٤٢٧٣). قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص١٨٩٧: «فيه الحجاج بن أرطاة مختلف فيه». وقال البوصيري في مصباح الزجاجة ٤/٢٥٣ (٨٢٥١): «هذا إسناد ضعيف؛ لضعف حجاج بن أرطأة، وعطية العوفي». وقال المناوي في التيسير ١/٣٢٢: «بإسناد ضعيف».]]. (١٢/٧٠٦)
٦٧٦٤٩- عن ابن عمرو، عن النبيّ ﷺ، قال: «النافخان في السماء الثانية، رأس أحدهما بالمشرق، ورجلاه بالمغرب، ينتظران متى يؤمران أن ينفخا في الصُّورِ فينفخا»[[أخرجه أحمد ١١/٤٠٧ (٦٨٠٤)، ويحيى بن سلام ٢/٥٧١. قال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/٢٠٤ (٥٤١٣): «رواه أحمد بإسناد جيد». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٣٠ (١٨٣٠٦): «رواه أحمد على الشك، فإن كان عن أبي مرية فهو مرسل، ورجاله ثقات. وإن كان عن عبد الله بن عمرو فهو متصل مسند، ورجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ١١/٣٦٩: «رجاله ثقات». وقال الألباني في الضعيفة ١٤/٩٢٠ (٦٨٩٦): «منكر».]]. (١٢/٧٠٧)
٦٧٦٥٠- عن أوس بن أوس، أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ مِن أفضل أيامكم يوم الجمعة؛ فيه خُلِق آدم، وفيه قُبِض، وفيه نفخة الصُّورِ، وفيه الصَّعقة»[[أخرجه أحمد ٢٦/٨٤ (١٦١٦٢)، وأبو داود ٢/٢٧٩ (١٠٤٧)، ٢/٦٣٦ (١٥٣١)، والنسائي ٣/٩١ (١٣٧٤)، وابن ماجه ٢/٥٥٦ (١٦٣٦)، وابن خزيمة ٣/٢١٧-٢١٨ (١٧٣٣)، وابن حبان ٣/١٩٠-١٩١ (٩١٠)، والحاكم ١/٤١٣ (١٠٢٩). قال الحاكم: «هذا حديث صحيح، على شرط البخاري، ولم يخرّجاه». وقال النووي في الخلاصة ١/٤٤١ (١٤٤١): «بإسناد صحيح». وقال الألباني في صحيح أبي داود ٤/٢١٤ (٩٦٢): «إسناده صحيح، على شرط مسلم».]]. (١٢/٧٠٨)
٦٧٦٥١- عن عبد الله بن مسعود، قال: الصُّورِ كهيئة القرْن يُنفخ فيه[[أخرجه مسدد -كما في المطالب (٥١٠١)-. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٢/٧٠٥)
٦٧٦٥٢- عن عبد الله بن عمرو -من طريق أبي المغيرة- قال: لَيُنفخَنَّ في الصور والناس في طرقهم وأسواقهم ومجالسهم، حتى إنّ الثوب لَيكون بين الرجلين يتساومان به، فما يُرسله واحدٌ منهما حتى يُنفخ في الصور فيَصعق[[أخرجه إسحاق البستي ص٢٦٩.]]. (ز)
٦٧٦٥٣- عن كعب -من طريق عبد الله بن ضمرة- قال: ما من صباح إلا ومَلكان يناديان: يا باغي الخير، هلمّ، ويا باغي الشر، أقْصِر. ومَلكان يناديان: اللهم، أعْطِ مال مُنفقٍ خَلفًا، وأعط مال مُمسكٍ تلفًا. ومَلكان يناديان: سبحان الملك القدوس. وملكان بالصور ينتظران متى يؤمران فينفخان[[أخرجه إسحاق البستي ص٢٧٢.]]. (ز)
٦٧٦٥٤- عن وهْب بن مُنَبِّه -من طريق عبد الصمد- قال: خلق الله الصُّور مِن لؤلؤة بيضاء في صفاء الزجاجة، ثم قال للعرش: خُذِ الصُّور. فتعلّق به، ثم قال: كن. فكان إسرافيل، فأمره أن يأخذ الصُّور، فأخذه، وبه ثُقَبٌ بعدد كل روح مخلوقة ونفْس منفوسة، لا يخرج روحان مِن ثقبٍ واحد، وفي وسط الصُّور كَوّة كاستدارة السماء والأرض، وإسرافيل واضِعٌ فمَه على تلك الكَوّة، ثم قال له الرب: قد وكّلتك بالصُّور، فأنت للنفخة وللصيحة. فدخل إسرافيلُ في مقدّم العرش، فأدخل رجله اليمنى تحت العرش وقدّم اليسرى، ولم يطْرف منذ خلقه الله؛ ينتظر ما يؤمر به[[أخرجه أبو الشيخ في العظمة (٣٩١).]]. (١٢/٧٠٨)
﴿فَصَعِقَ مَن فِی ٱلسَّمَـٰوَ ٰتِ وَمَن فِی ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَاۤءَ ٱللَّهُۖ﴾ - تفسير
٦٧٦٥٥- عن أبي هريرة، قال: اسْتَبَّ رجلان؛ رجل من المسلمين ورجل من اليهود، قال المسلم: والذي اصطفى محمدًا على العالمين. فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين. فرفع المسلم يده عند ذلك، فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهوديُّ إلى النبي ﷺ، فأخبره بما كان مِن أمره وأمرِ المسلم، فدعا النبيُّ ﷺ المسلمَ، فسأله عن ذلك، فأخبره، فقال النبيُّ ﷺ: «لا تخيِّروني على موسى؛ فإنّ الناس يَصعقون يوم القيامة، فأصعق معهم، فأكون أول مَن يُفيق، فإذا موسى باطِشٌ جانب العرش، فلا أدري أكان فيمن صَعق فأفاق قبلي، أو كان مِمَّن استثنى الله»[[أخرجه البخاري ٣/١٢٠-١٢١ (٢٤١١)، ٤/١٥٧-١٥٨ (٣٤٠٨)، ٨/١٠٨ (٦٥١٧، ٦٥١٨)، ٩/١٣٩ (٧٤٧٢)، ومسلم ٤/١٨٤٤ (٢٣٧٣)، وابن جرير ٢٠/٢٥٨-٢٥٩، والثعلبي ٨/٢٥٦. وأورد نحوه يحيى بن سلام ٢/٥٧٠ بلفظ: أنا أول من تنشق عنه الأرض، فأجد موسى متعلقًا بالعرش، فلا أدري أصعق فيمن صعق، أم أجزته الصعقة الأولى!.]]. (١٢/٦٩٨)
٦٧٦٥٦- عن الحسن، قال: قال النبيُّ ﷺ: «كأنِّي أنفضُ رأسي مِن التراب أولَ خارج، فالتفتُ فلا أرى أحدًا إلا موسى مُتعلّقًا بالعرش، فلا أدري أمِمَّن استثنى الله ألا تصيبه النفخة، أو بُعث قبلي؟»[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٥٩ مرسلًا.]]. (١٢/٧٠٩)
٦٧٦٥٧- عن أبي هريرة، عن النبيّ ﷺ، قال: «سألتُ جبريلَ عن هذه الآية: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، مَن الذين لم يشأِ اللهُ أن يَصعَقهم؟ قال: هم الشهداء، متقلّدون أسيافهم حول عرشه، تتلقاهم الملائكة يوم القيامة إلى المحشر بِنَجائبَ[[النجيب والنجيبة: القوي الخفيف السريع من الإبل. لسان العرب (نجب).]] من ياقوت، أزِمَّتُها الدُّر، بِرَحائِلِ[[الرحائل: جمع رحالة، وهي كالسرج للفرس. اللسان (رحل).]] السُّندس والإستبرق، نِمارُها[[النمرة: كل شملة مخططة من مآزر العرب، كأنها أُخذت من لون النمر لما فيها من السواد والبياض. النهاية (نمر).]] ألين من الحرير، مدّ خطاها مدّ أبصار الرجال، يسيرون في الجنة، يقولون عند طول النُّزهة: انطلِقوا بنا إلى ربِّنا ننظر كيف يقضي بين خلْقه. يضحك إليهم إلهي، وإذا ضحك إلى عبدٍ في موطن فلا حساب عليه»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة ص١٧٥-١٧٦ (٢٣٧)، وأبو يعلى -كما في تفسير ابن كثير ٧/١١٧-١١٨-، والثعلبي ٨/٢٥٤-٢٥٥. قال ابن كثير: «رجاله كلهم ثقات، إلا شيخ إسماعيل بن عيّاش؛ فإنه غير معروف». وقال الألباني في الضعيفة ٨/١٦٢ (٣٦٨٥): «ضعيف جدًّا». وفي موضع آخر ١١/٧٣٦-٧٣٧ (٥٤٣٧): «منكر».]]. (١٢/٦٩٩)
٦٧٦٥٨- عن أنس، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾. قالوا: يا رسول الله، مَن هؤلاء الذين استثنى الله؟ قال: «جبريل، وميكائيل، ومَلك الموت، وإسرافيل، وحملة العرش، فإذا قبض اللهُ أرواح الخلائق قال لِمَلك الموت: مَن بقي؟ -وهو أعلم- فيقول: سبحانك ربي، تعاليتَ ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومَلك الموت. فيقول: خذ نفْس إسرافيل. فيأخذ نفْس إسرافيل، فيقول: يا مَلَك الموت، مَن بقي؟ فيقول: سبحانك ربي، تباركت وتعاليتَ، ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل، وميكائيل، ومَلك الموت. فيقول: خذ نفْس ميكائيل. فيأخذ نفْس ميكائيل، فيقع كالطّود العظيم، فيقول: يا ملك الموت، مَن بقي؟ فيقول: سبحانك ربي، ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل، ومَلك الموت. فيقول: مُت، يا مَلك الموت. فيموت، فيقول: يا جبريل، مَن بقي؟ فيقول: سبحانك ربي، يا ذا الجلال والإكرام، بقي جبريل. وهو مِن الله بالمكان الذي هو به، فيقول: يا جبريل، ما بُدَّ مِن موتك. فيقع ساجدًا يَخْفِق بجناحيه، يقول: سبحانك ربي، تباركتَ وتعاليت، ذا الجلال والإكرام، أنت الباقي، وجبريل الميت الفاني. ويأخذ روحه في الخفْقة التي يَخْفِق فيها، فيقع، وإنّ فضل خِلقته على خِلقة ميكائيل كفضل الطّود العظيم على الظَّرِب[[الظراب: الجبال الصغار. النهاية (ظرب).]] من الظّراب». قال رسول الله ﷺ: «وإنّ فضل خِلقته على خلْق ميكائيل كالطود العظيم»[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٥٤-٢٥٥، والثعلبي ٨/٢٥٥. قال ابن حجر في الفتح ١١/٣٧١: «وله طريق أخرى عن أنس، ضعيفة أيضًا، عند الطبري، وابن مردويه».]]. (١٢/٧٠٠)
٦٧٦٥٩- عن أنس رفعه، في قوله: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾ الآية، قال: «فكان مِمَّن استثنى اللهُ جبريل، وميكائيل، ومَلك الموت، فيقول الله -وهو أعلم-: يا مَلك الموت، مَن بقي؟ فيقول: بقي وجهُك الباقي الكريم، وعبدك جبريل، وميكائيل، ومَلك الموت. فيقول: توفَّ نفس ميكائيل. ثم يقول -وهو أعلم-: يا ملك الموت، مَن بقي؟ فيقول: بقي وجهُك الباقي الكريم، وعبدك جبريل، ومَلك الموت. فيقول: توفَّ نفْس جبريل. ثم يقول -وهو أعلم-: يا مَلك الموت، مَن بقي؟ فيقول: بقي وجهك الباقي الكريم، وعبدك مَلك الموت، وهو ميت. فيقول: مُت. ثم ينادي: أنا بدأتُ الخلْق، وأنا أعيده، فأين الجبّارون المتكبرون؟! فلا يجيبه أحد، ثم ينادي: لِمَن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، فيقول هو: لله الواحد القهار. ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾»[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه، والبيهقي في البعث. قال ابن حجر في الفتح ١١/٣٧١: «أخرجه البيهقي، وابن مردويه ... وسنده ضعيف».]]. (١٢/٧٠١)
٦٧٦٦٠- عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله ﷺ: «يخرج الدَّجّال في أمتي، فيمكث فيهم أربعين يومًا، أو أربعين عامًا، أو أربعين شهرًا، أو أربعين ليلة، فيبعث الله عيسى ابن مريم كأنّه عروة بن مسعود الثقفي، فيطلبه، فيهلكه الله، ثم يلبث الناس بعده سنين سبعًا، ليس بين اثنين عداوة، ثم يرسل الله ريحًا باردة مِن قِبَل الشام، فلا يبقى أحدٌ في قلبه مثقالَ ذرة مِن إيمان إلا قبضته، حتى لو أنّ أحدَهم في كَبِد جبل لَدَخَلَتْ عليه، ويبقى شِرار الناس في خِفّة الطير، وأحلام السباع، لا يعرفون معروفًا، ولا يُنكرون منكرًا، فيتمثَّل لهم الشيطان، فيقول: ألا تستجيبون؟ فيأمرهم بالأوثان، فيعبدونها وهم في ذلك دارَّةٌ أرزاقُهم، حسَنٌ عيشهم، ثم يُنفخ في الصُّورِ فلا يسمعه أحدٌ إلا أصغى، وأول مَن يسمعه رجل يَلُوطُ[[يلوط: يُطَيِّنه ويصلحه. النهاية (لوط).]] حوضه، فيصعَق، ثم لا يبقى أحد إلا صَعق، ثم يرسل الله مطرًا كأنه الطَّلُّ، فتنبت منه أجساد الناس، ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾، ثم يقال: يا أيها الناس، هلمُّوا إلى ربكم، ﴿وقِفُوهُمْ إنَّهُمْ مَسْئُولُونَ﴾ [الصافات:٢٤]. ثم يُقال: أخْرِجوا بعث النار. فيُقال: مِن كم؟ فيقال: مِن كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين. فذلك يوم يجعل الولدان شيبًا، وذلك يوم يُكشف عن ساق»[[أخرجه مسلم ٤/٢٢٥٨-٢٢٥٩ (٢٩٤٠) بنحوه.]]. (١٢/٧٠٢)
٦٧٦٦١- عن عمارة بن غراب، قال: قال رسول الله ﷺ: ﴿إلا من شاء الله﴾ «الشهداء، يقولون: ما أحسن هذا الصوت». ﴿ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون﴾ قال: «يقولون: سبحان الله، ما أحسن هذا الصوت، كأنه الأذان في الدنيا. فلم يفزعوا ولم يموتوا إلا الموتة الأولى»[[أورده يحيى بن سلام ٢/٥٦٩ مرسلًا.]]. (ز)
٦٧٦٦٢- عن أبي هُريْرة، ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: هم الشهداء، ثنيَّة الله[[أخرجه سعيد بن منصور (٢٥٦٩). وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٢/٦٩٩)
٦٧٦٦٣- عن جابر [بن عبد الله]، ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: استثنى موسى ﵇؛ لأنه كان صَعِق قبلُ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/٧٠٢)
٦٧٦٦٤- قال كعب الأحبار: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾ هم اثنا عشر: حملة العرش، وجبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومَلَك الموت[[تفسير الثعلبي ٨/٢٥٦.]]. (ز)
٦٧٦٦٥- عن سعيد بن جُبير -من طريق ذي حُجْرٍ اليَحْمَديّ- في قوله: ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: هم الشهداء، ثنيَّة الله، متقلدي السيوف حول العرش[[أخرجه عبد الرزاق ٢٠/١٧٥ من طريق رجل، وسعيد بن منصور (٢٥٦٨)، وهناد (١٦٤)، وابن جرير ٢٠/٢٥٥-٢٥٦، وإسحاق البستي ص٢٦٨ من طريق يزيد بن أبي حبيب. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٢/٧٠٠)
٦٧٦٦٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾ هم رضوان، والحُور، ومالك، والزبانية[[تفسير الثعلبي ٨/٢٥٦.]]. (ز)
٦٧٦٦٧- عن عكرمة مولى ابن عباس، ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: هم حَمَلة العرش[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر.]]. (١٢/٧٠٢)
٦٧٦٦٨- قال الحسن البصري: ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾ استثنى طوائفَ مِن أهل السماء يموتون بين النفختين[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٢٠-.]]. (ز)
٦٧٦٦٩- قال الحسن البصري: ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، يعني: الله وحده[[تفسير الثعلبي ٨/٢٥٦، وتفسير البغوي ٧/١٣١.]]. (ز)
٦٧٦٧٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال الحسن: يستثني الله، وما يدع أحدًا من أهل السماوات ولا أهل الأرض إلا أذاقه الموت؟ قال قتادة: قد استثنى الله، واللهُ أعلمُ إلى ما صارت ثنيته. قال: ذُكِر لنا: أنّ نبي الله ﷺ قال: «أتاني مَلَك، فقال: يا محمد، اختر نبيًّا مَلِكًا أو نبيًّا عبدًا. فأومأ إليّ جبريل: أن تواضع. فقلتُ: نبيًّا عبدًا. فأُعطيتُ خَصلتين؛ أن جُعِلْتُ أول مَن تنشق الأرض عنه، وأول شافع، فأرفع رأسي، فأجد موسى آخذًا بالعرش، فالله أعلم أصَعِق بعد الصعقة الأولى أم لا، ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾»[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٥٨. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد دون كلام الحسن، وقتادة.]]. (١٢/٧١٠)
٦٧٦٧١- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: ما يبقى أحدٌ إلا مات، وقد استثنى، والله أعلم بثُنياه[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٧٥ من طريق معمر، وابن جرير ٢٠/٢٥٨. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/٧٠٢)
٦٧٦٧٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾، قال: هم الشهداء، ثنيَّة الله، حول العرش متقلدي السيوف[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٧٥.]]. (ز)
٦٧٦٧٣- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- ﴿فَصَعِقَ﴾ قال: مات ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّهُ﴾ قال: جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومَلك الموت[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٥٤.]]. (١٢/٧٠٩)
٦٧٦٧٤- قال مقاتل بن سليمان: فإذا نُفخ فيه ﴿فَصَعِقَ﴾ يعني: فمات ﴿مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ﴾ مِن شِدَّة الصوت والفزع مَن فيها من الحيوان، ثم استثنى ﴿إلّا مَن شاءَ اللَّه﴾ يعني: جبريل وميكائيل، ثم روح جبريل، ثم روح إسرافيل، ثم يأمر مَلك الموت فيموت، ثم يَدَعُهم -فيما بلغنا- أمواتًا أربعين سنة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٨٧.]]. (ز)
٦٧٦٧٥- قال يحيى بن سلام: وبلغني: أنّ آخر مَن يبقى منهم جبريل، وميكائيل، وإسرافيل، ومَلك الموت، ثم يموت جبريل وميكائيل وإسرافيل، ثم يقول الله لمَلك الموت: مُت. فيموت[[تفسير ابن أبي زمنين ٤/١٢٠.]]٥٦٥٢. (ز)
﴿ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ ٦٨﴾ - تفسير
٦٧٦٧٦- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «بين النفختين أربعون». قالوا: يا أبا هريرة، أربعون يومًا؟ قال: أبَيْتُ. قالوا: أربعون شهرًا؟ قال: أبَيْتُ. قالوا: أربعون عامًا؟ قال: أبيتُ. «ثم يُنزل الله من السماء ماءً، فيَنبُتون كما ينبت البقْل، وليس مِن الإنسان شيء إلا يبلى، إلا عظْمًا واحدًا، وهو عَجْبُ الذَّنَب[[العَجْب: العظم الذي أسفل الصلب عند العَجُز، وهو العسيب من الدواب. النهاية (عجب).]]، ومنه يُركّب الخلْق يوم القيامة»[[أخرجه البخاري ٦/١٢٦ (٤٨١٤)، ٦/١٦٥ (٤٩٣٥)، ومسلم ٤/٢٢٧٠ (٢٩٥٥)، وابن جرير ٢٠/٢٥٩-٢٦٠.]]. (١٢/٧٠٤)
٦٧٦٧٧- عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ، قال: «يُنفخ في الصُّور -والصُّور: كهيئة القرْن-، فَصَعِقَ مَن في السماوات ومَن في الأرض، وبين النفختين أربعون عامًا، فيمطر الله في تلك الأربعين مطرًا، فيَنبُتون مِن الأرض كما ينبت البقْل، ومِن الإنسان عظْم لا تأكله الأرض؛ عَجْب ذَنَبه، ومنه يُركَّب جسده يوم القيامة»[[أخرجه ابن منده في الإيمان ٢/٧٩٤ (٨١١)، وابن أبي داود في البعث ص٤٣-٤٤ (٤٢)، وابن جرير ٢٠/٢٥٩-٢٦٠ بنحوه. قال ابن حجر في الفتح ١١/٣٧٠: «وقع كذلك في طريق ضعيف عن أبي هريرة، في تفسير ابن مردويه».]]. (١٢/٧٠٤)
٦٧٦٧٨- عن أبي هريرة، عن النَّبِيّ ﷺ قال: «كل ابن آدم تأكله الأرض إلا عَجْب الذَّنب، منه يَنبُت، ويرسل الله ماء الحياة، فيَنبُتون منه نبات الخَضِر، حتى إذا خرجت الأجساد، أرسل الله الأرواح، فكان كل روح أسرع إلى صاحبه من الطَّرْف، ثم يُنفخ في الصُّورِ ﴿فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾»[[أخرجه ابن أبي عاصم في السنة ٢/٤٣٢-٤٣٣ (٨٩١). قال الألباني في ظلال الجنة ص٤١٨-٤١٩ (٨٩١): «إسناده جيّد»، ثم ذكر له متابعات وشواهد.]]. (١٢/٧٠٤)
٦٧٦٧٩- عن قتادة، قال: قال رسول الله ﷺ: «بين النفختين أربعون». قال أصحابه: فما سألناه عن ذلك، وما زاد على ذلك، غير أنهم كانوا يرون مِن رأيهم أنها أربعون سنة. قال: وذُكر لنا: أنه يُبعث في تلك الأربعين مطر يُقال له: مطر الحياة، حتى تطيب الأرض وتهتز، وتنبت أجساد الناس نبات البقْل، ثم يُنفخ النفخة الثانية، ﴿فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾. قال: ذُكِر لنا: أنّ معاذ بن جبل سأل نبيَّ الله ﷺ: كيف يُبعث المؤمنون يوم القيامة؟ قال: «يُبعثون جُردًا، مُردًا، مُكحَّلين، بني ثلاثين سنة»[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٦٠. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد دون حديث معاذ. وحديث معاذ أخرجه أحمد ٣٦/٣٥٢-٣٥٣ (٢٢٠٢٤)، ٣٦/٤٠٠ (٢٢٠٨١)، وابن جرير ٢٠/٢٦١ واللفظ له. قال ابن كثير في البداية والنهاية ٢٠/١١٤: «وهذا منقطع بين شهر ومعاذ». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٣٦ (١٨٣٤٦): «رواه أحمد، وإسناده حسن، إلا أن شهرًا لم يدرك معاذ بن جبل».]]. (١٢/٧١١)
٦٧٦٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي حكيم- في قوله: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّماواتِ ومَن فِي الأَرْضِ﴾، قال: نُفِخ فيه أول مرة فصاروا عظامًا ورُفاتًا، ثم نُفِخ فيه الثانية ﴿فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٣/٣٧٠-٣٧١. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، وابن مردويه.]]. (١٢/٧٠٩)
٦٧٦٨١- عن عبد الله بن عباس، قال: ما بين النفخة والنفخة أربعون سنة[[أخرجه ابن مردويه -كما في فتح الباري ٨/٥٥٢، ١١/٣٧٠. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٨/٦١٤)
٦٧٦٨٢- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق البلخي بن إياس- في قوله: ﴿ونُفِخَ فِي الصُّورِ﴾ الآية، قال: الأولى من الدنيا، والأخيرة من الآخرة[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٦٠، وأخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٧١ بنحوه من طريق أبي مسعود الجزري.]]. (١٢/٧١٢)
٦٧٦٨٣- قال يحيى بن سلام: وبلغني عن عامر الشعبي أنّه بلغه: أنّ رجلًا كان يقول: إنّ لله صورين. فقال: كذب، قال الله: ﴿ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى﴾، إنما هو صُور واحد[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٥٧١.]]. (ز)
٦٧٦٨٤- عن الحسن البصري، قال: بين النفختين أربعون سنة؛ الأولى يميت الله بها كلَّ حي، والأخرى يحيي الله بها كل ميت[[أخرجه ابن المبارك في الرقائق -كما في فتح الباري ١١/٣٧٠-.]]. (١٢/٧٠٥)
٦٧٦٨٥- عن إسماعيل السُّدّيّ -من طريق أسباط- ﴿ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى﴾ قال: في الصُّور، وهي نفخة البعث، ﴿فَإذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ﴾ قال: حين يُبعثون[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٥٤، ٢٦١.]]. (١٢/٧٠٩)
٦٧٦٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ثم يحيي الله ﷿ إسرافيلَ، فيأمره أن ينفخ الثانية، فذلك قوله: ﴿قِيامٌ﴾ على أرجلهم ﴿يَنْظُرُونَ﴾ إلى البعث الذي كذَّبوا به، فذلك قوله تعالى: ﴿يَوْمَ يَقُومُ النّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ﴾ [المطففين:٦] مقدار ثلاثمائة عام[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٨٧.]]. (ز)
﴿ثُمَّ نُفِخَ فِیهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِیَامࣱ یَنظُرُونَ ٦٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٧٦٨٧- عن الحسن، قال: بلغني: أنّ رسول الله ﷺ قال: «إنّ بين النفختين أربعين». فلا ندري أربعين سنة، أو أربعين شهرًا، أو أربعين ليلة![[أخرجه إسحاق البستي ص٢٧٢. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٢/٧١١)
٦٧٦٨٨- عن عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: يُنفَخ في الصُّورِ النفخة الأولى مِن باب إيليا الشَّرقيّ -أو قال: الغربيّ-، والنفخة الثانية من باب آخر[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (١٢/٧١١)
٦٧٦٨٩- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -من طريق أبي المغيرة- قال: تُنفخ النفخة الأولى وما يُعبد اللهُ يومئذ في الأرض[[أخرجه يحيى بن سلام ٢/٥٧٣.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.











