الباحث القرآني
﴿ثُمَّ إِنَّكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ ٣١﴾ - تفسير
٦٧٣٧٢- عن الفضل بن عيسى، قال: لما أن قُرئت هذه الآية: ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ قيل: يا رسول الله، فيم الخصومة؟ قال: في «الدماء»[[عزاه السيوطي إلى أبي عبيد، وعبد بن حميد.]]. (١٢/٦٥٧)
٦٧٣٧٣- عن الزبير بن العوام، قال: لما نزلت: ﴿إنَّكَ مَيِّتٌ وإنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ قلتُ: يا رسول الله، أيُكرّر علينا ما يكون بيننا في الدنيا مع خواصِّ الذنوب؟ قال: «نعم، ليُكَرّرن ذلك عليكم حتى يُؤدّى إلى كل ذي حقّ حقّه». قال الزبير: فواللهِ، إن الأمر لشديد[[أخرجه عبد الرزاق ٣/١٣٢ (٢٦٣١)، وأحمد ٣/٤٥ (١٤٣٤)، والترمذي ٥/٤٤٦ (٣٥١٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٨٧-، والحاكم ٢/٢٧٢ (٢٩٨١)، ٢/٤٧٢ (٣٦٢٦)، ٤/٦١٦ (٨٧٠٨)، وأبو نعيم في الحلية ١/٩١، والثعلبي ٨/٢٣٤. وعزاه السيوطي إلى ابن منيع، وابن أبي عمر، وعبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في البعث والنشور. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وأورده الألباني في الصحيحة ١/٦٦٥ (٣٤٠).]]. (١٢/٦٥٧)
٦٧٣٧٤- عن الزبير بن العوام، قال: لَمّا نزلت: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ قال الزبير: أيْ رسول الله، مع خصومتنا في الدنيا؟ قال: «نعم». ولما نزلت: ﴿ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ﴾ [التكاثر:٨] قال الزبير: أي رسول الله، أيُّ نعيم نُسأل عنه، وإنما -يعني- هما الأسودان: التمر والماء؟ قال: «أما إنَّ ذَلِكَ سَيَكُونُ»[[أخرجه أحمد ٣/٢٤-٢٥ (١٤٠٥)، والترمذي ٥/٣٠٥ (٣٣٥٦)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٩٦، ٨/٤٧٧-. قال الترمذي: «هذا حديث حسن».]]. (ز)
٦٧٣٧٥- عن عبد الله بن عمر -من طريق سعيد- قال: نزلت علينا الآية: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ وما ندري ما تفسيرها -ولفظ عَبد بن حُمَيد: وما ندري فيم نزلت-، قلنا: ليس بيننا خصومة، فما التخاصم؟! حتى وقعت الفتنة، فقلنا: هذا الذي وعدنا ربُّنا أن نختصم فيه[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٠٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه.]]. (١٢/٦٥٦)
٦٧٣٧٦- عن عبد الله بن عمر -من طريق سعيد- قال: لقد لبثنا بُرْهَةً مِن دهرنا ونحن نرى أنّ هذه الآية نزلت فينا وفي أهل الكتابين مِن قبلنا: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾. قلنا: كيف نختصم ونبيُّنا واحدٌ وكتابُنا واحد؟! حتى رأيتُ بعضَنا يضرب وجوهَ بعضٍ بالسيف، فعرفتُ أنها فينا نزلت[[أخرجه النسائي في الكبرى (١١٤٤٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٧/٨٩-، والطبراني -كما في مجمع الزوائد ٧/١٠٠-. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن مردويه. وقال الهيثمي: «رجاله ثقات».]]. (١٢/٦٥٥)
٦٧٣٧٧- عن عبد الله بن عمر -من طريق سعيد- قال: عِشنا بُرهةً مِن دهرنا وما نرى هذه الآية نزلتْ فينا: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ فقلتُ: لم نختصم؟! أمّا نحن فلا نعبد إلا الله، وأمّا ديننا فالإسلام، وأمّا كتابنا فالقرآن، لا نغيّره أبدًا، ولا نحرِّف الكتاب، وأمّا قِبلتنا فالكعبة، وأمّا حَرامنا -أو حَرمنا- فواحد، وأمّا نبينا فمحمد ﷺ، فكيف نختصم؟! حتى كَفَحَ[[كَفَحْتُه بالعصا والسيف: إذا ضربته مواجهة. لسان العرب (كفح).]] بعضُنا وجهَ بعض بالسيف، فعرفتُ أنها نزلت فينا[[أخرجه نعيم بن حماد في الفتن (١٧٢)، والحاكم ٤/٥٧٢-٥٧٣. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٢/٦٥٥)
٦٧٣٧٨- عن أبي سعيد الخُدْرِيِّ، قال: لما نزلت: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ كنا نقول: ربنا واحد، وديننا واحد، فما هذه الخصومة؟! فلما كان يوم صِفِّين، وشدَّ بعضنا على بعض بالسيوف قلنا: نعم، هو هذا[[عزاه السيوطي إلى سعيد بن منصور.]]. (١٢/٦٥٨)
٦٧٣٧٩- عن إبراهيم النَّخْعيّ -من طريق ابن عون- قال: أُنزلت هذه الآية: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ قالوا: وما خصومتنا ونحن إخوان؟! فلما قُتل عثمان بن عفان قالوا: هذه خصومة ما بيننا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٧٢، وابن جرير ٢٠/٢٠٢ بنحوه، وابن عساكر ٣٩/٤٩٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٦٥٦)
٦٧٣٨٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾، يقول: يخاصم الصادقُ الكاذبَ، والمظلومُ الظالمَ، والمهتدي الضالَّ، والضعيف المستكبر[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٠١ بنحوه.]]. (١٢/٦٦٠)
٦٧٣٨١- عن أبي العالية الرِّياحِي -من طريق الربيع بن أنس- في قوله: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾، قال: هم أهل القِبلة[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٠٢.]]. (ز)
٦٧٣٨٢- عن أبي العالية الرِّياحِي -من طريق الربيع بن أنس- ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾، قال: في مظالمهم بينهم[[أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال ٦/٢٥٣ (٢٧٤).]]. (ز)
٦٧٣٨٣- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق الحكم بن أبان- ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾، قال: في الدنيا[[أخرجه ابن أبي الدنيا في الأهوال ٦/٢٥٣ (٢٧٣).]]. (ز)
٦٧٣٨٤- قال الحسن البصري: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾ يخاصم النبيُّ والمؤمنون المشركين[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير بن أبى زمنين ٤/١١١-.]]. (ز)
٦٧٣٨٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ﴾ أنت يا محمد وكفار مكة يوم القيامة ﴿عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٧٧.]]. (ز)
٦٧٣٨٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿ثُمَّ إنَّكُمْ يَوْمَ القِيامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ﴾، قال: أهل الإسلام، وأهل الكفر[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٠١.]]٥٦٢٨. (ز)
﴿ثُمَّ إِنَّكُمۡ یَوۡمَ ٱلۡقِیَـٰمَةِ عِندَ رَبِّكُمۡ تَخۡتَصِمُونَ ٣١﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٧٣٨٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «لَيَخْتصِمنّ يومَ القيامة كلُّ شيء، حتى الشاتان فيما انتطحتا»[[أخرجه أحمد ١٥/٣٣ (٩٠٧٢). قال المنذري في الترغيب والترهيب ٤/٢١٧ (٥٤٥٦): «بإسناد حسن». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٩ (١٨٣٨٥): «وإسناده حسن». وقال القسطلاني في المواهب اللدنية ٣/٦٦٠: «بسند حسن». وقال الهيتمي في الزواجر ٢/٤٠٣: «بسند حسن». وقال السيوطي: «بسند حسن». وقال الألباني في الصحيحة ٤/١١٦: «وإسناده حسن في المتابعات». وأصل الحديث عند مسلم ٤/١٩٩٧ (٢٥٨٢).]]. (١٢/٦٥٨)
٦٧٣٨٨- عن أبي أيوب، أن رسول الله ﷺ قال: «أول مَن يختصم يوم القيامة الرجل وامرأته، واللهِ، ما يتكلّم لسانها، ولكن يداها ورجلاها، يشهدان عليها بما كانت تُغيِّبُ لزوجها، وتشهد يداه ورجلاه بما كان يُوليها، ثم يُدعى الرجل وخادمه بمثل ذلك، ثم يُدعى أهل الأسواق، وما يوجد ثَمّ دَوانِقُ ولا قراريطُ[[الدوانق: جمع دانق -بفتح النون وكسرها-: سدس الدينار والدرهم. والقراريط: جمع قِرّاط وقيراط، وهو نصف الدانق. اللسان (دنق، قرط).]]، ولكن حسنات هذا تُدفع إلى هذا الذي ظُلِم، وسيئات هذا الذي ظلمه تُوضع عليه، ثم يؤتى بالجبّارين في مقامع من حديد فيقال: أورِدوهم النار، فواللهِ، ما أدري يدخلونها أو كما قال الله: ﴿وإنْ مِنكُمْ إلّا وارِدُها﴾ [مريم:٧١]»[[أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال ص١٦٥ (١٩٧)، والطبراني في الكبير ٤/١٤٨ (٣٩٦٩). قال ابن الجوزي في العلل المتناهية ٢/١٦١ (١٠٧٦): «قال النيسابوري -محمد بن يحيى-: حديث منكر، والحمل فيه على عبد الله بن عبد العزيز. قال البخاري: هو منكر الحديث. وقال يحيى: ليس بشيء. وقال ابن حبان: اختلط بآخره، فكان يقلب الإسناد ولا يعلم، ويرفع المراسيل؛ فاستحقّ الترك». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٩ (١٨٣٨٨): «رواه الطبراني، وفيه عبد الله بن عبد العزيز الليثي، وهو ضعيف، وقد وثّقه سعيد بن منصور، وقال: كان مالك يرضاه، وبقيّة رجاله رجال الصحيح». وقال السيوطي: «بسندٍ لا بأس به».]]. (١٢/٦٥٩)
٦٧٣٨٩- عن عقبة بن عامر، قال: قال رسول الله ﷺ: «أول خصمين يوم القيامة جاران»[[أخرجه أحمد ٢٨/٦٠١ (١٧٣٧٢). قال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء ص٦٧٥: «أخرجه أحمد، والطبراني، من حديث عقبة بن عامر، بسند ضعيف». وقال الهيثمي في المجمع ١٠/٣٤٩ (١٨٣٨٧): «بإسناد حسن». وقال السيوطي: «بسند حسن». وقال المناوي في التيسير ١/٣٩٠: «بإسنادين أحدهما جيد».]]. (١٢/٦٥٩)
٦٧٣٩٠- عن عبد الله بن عباس، قال: يختصم الناس يوم القيامة، حتى يختصم الروح مع الجسد، فتقول الروح للجسد: أنتَ فعلتَ. ويقول الجسد للروح: أنتِ أمرتِ، وأنتِ سوّلتِ. فيبعث الله تعالى ملَكًا فيقضي بينهما، فيقول لهما: إن مَثلكما كمَثل رجل مُقعَد بصير، وآخر ضرير، دخلا بستانًا فقال المُقعد للضرير: إنِّي أرى ههنا ثمارًا، ولكن لا أصِلُ إليها، فقال له الضرير: اركبني فتناولها. فركبه فتناولها، فأيهما المعتدي؟ فيقولان: كلاهما. فيقول لهما الملَك: فإنكما قد حكمتما على أنفسكما، يعني: أن الجسد للروح كالمطيّة وهو راكبه[[أخرجه ابن منده في الروح -كما في تفسير ابن كثير ٧/٨٩-.]]. (١٢/٦٦٠)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.