الباحث القرآني
﴿أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدًاۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَیۡءٌ عُجَابࣱ ٥ وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُوا۟ وَٱصۡبِرُوا۟ عَلَىٰۤ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَیۡءࣱ یُرَادُ ٦﴾ - نزول الآيات
٦٦٣٠٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية العوفي- في قوله: ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ﴾ الآية، قال: نزلت حين انطلق أشرافُ قريش إلى أبي طالب، فكلَّموه في النبي ﷺ[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٤-٢٥، من طريق محمد بن سعد العوفي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه عطية العوفي، عن ابن عباس به. الإسناد ضعيف، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (١٢/٥٠٧)
٦٦٣٠٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: لَمّا مرض أبو طالب دخل عليه رهطٌ من قريش، فيهم أبو جهل، فقالوا: إنّ ابن أخيك يشتم آلهتنا ويفعل ويفعل، ويقول ويقول، فلو بعثتَ إليه فنهيتَه. فبعث إليه، فجاء النبيُّ ﷺ، فدخل البيت وبينهم وبين أبي طالب قدْر مجلس رجل، فخشي أبو جهل إن جلس إلى أبي طالب أن يكون أرقَّ عليه، فوثب فجلس في ذلك المجلس، فلم يجد رسول الله ﷺ مجلسًا قُرب عمِّه، فجلس عند الباب، فقال له أبو طالب: أي ابنَ أخي، ما بالُ قومك يشكونك؟ يزعمون أنّك تشتم آلهتهم، وتقول وتقول! قال: وأكثروا عليه مِن القول. وتكلَّم رسول الله ﷺ، فقال: «يا عمِّ، إنِّي أُريدهم على كلمةٍ واحدة يقولونها تدين لهم بها العرب، وتؤدي إليهم بها العجم الجزية». ففزعوا لكلمته ولقوله، فقال القوم: كلمة واحدة؟! نعم، وأبيك، عشرًا. قالوا: فما هي؟ قال: «لا إله إلا الله». فقاموا فَزِعِين ينفضون ثيابهم وهم يقولون: أجعل الآلهة إلهًا واحدًا، إن هذا لشيء عجاب! فنزل فيهم: ﴿ص والقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ * بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وشِقاقٍ﴾ إلى قوله: ﴿بَلْ لَمّا يَذُوقُوا عَذابِ﴾[[أخرجه أحمد ٣/٤٥٨ (٢٠٠٨)، ٥/٣٩٣-٣٩٤ (٣٤١٩)، والترمذي ٥/٤٤١-٤٤٢ (٣٥١٢)، وابن حبان ١٥/٧٩-٨٠ (٦٦٨٦)، والحاكم ٢/٤٦٩ (٣٦١٧)، وابن جرير ٢٠/١٩. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وقال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه».]]. (١٢/٥٠٠)
٦٦٣٠٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: أنّ ناسًا مِن قريش اجتمعوا، فيهم أبو جهل بن هشام، والعاص بن وائل، والأسود بن المطلب، والأسود بن عبد يغوث، في نفرٍ مِن مشيخة قريش، فقال بعضُهم لبعض: انطلقوا بنا إلى أبي طالب فنكلمه فيه، فلْيُنصِفْنا منه، فيأمره فلْيَكُفَّ عن شتم آلهتنا، وندعه وإلَهَه الذي يعبد؛ فإنّنا نخاف أن يموت هذا الشيخُ فيكون مِنّا شيءٌ، فتُعَيِّرنا العرب؛ يقولون: تركوه حتى إذا مات عمُّه تناولوه. فبعثوا رجلًا منهم يسمى: المطلب، فاستأذن لهم علي أبي طالب، فقال: هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم يستأذنون عليك. قال: أدْخِلهم. فلما دخلوا عليه قالوا: يا أبا طالب، أنت كبيرنا وسيدنا، فأنصِفْنا مِن ابن أخيك، فمُره فليكفَّ عن شتم آلهتنا، وندعه وإلَهَه. فبعث إليه أبو طالب، فلما دخل عليه رسول الله ﷺ قال: يا ابن أخي، هؤلاء مشيخة قومك وسرواتهم، قد سألوك النصَف؛ أن تكفَّ عن شتم آلهتهم، ويدَعُوك وإلهك. فقال: «أي عمِّ، أوَلا أدعوهم إلى ما هو خير لهم منها؟». قال: وإلامَ تدعوهم؟ قال: «أدعوهم إلى أن يتكلموا بكلمة تدين لهم بها العرب، ويملكون بها العجم». فقال أبو جهل من بين القوم: ما هي؟ وأبيك، لنعطينكها وعشر أمثالها. قال: «تقول: لا إله إلا الله». فنفروا، وقالوا: سَلنا غير هذه. قال: «لو جئتموني بالشمس حتى تضعوها في يدي ما سألتكم غيرها». فغضبوا وقاموا مِن عنده غضابًا، وقالوا: واللهِ، لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا. ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ أنِ امْشُوا﴾ إلى قوله: ﴿اخْتِلاقٌ﴾[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢٣ مرسلًا. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٥٠١)
٦٦٣٠٦- عن مقاتل بن سليمان، نحو ذلك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٣٥-٦٣٦. وسيأتي بنصه عند تفسير قوله تعالى: ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ أنِ امْشُوا﴾.]]. (ز)
٦٦٣٠٧- عن محمد بن إسحاق، نحو ذلك، وزاد في آخره: وكان ممشاهم إلى أبي طالب لما لقوا من عمر، وسمعوا منه[[سيرة ابن إسحاق ص٢٢٠-٢٢١، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٦٦/٣٢٠. والمراد بقوله: «لما لقوا من عمر، وسمعوا منه» أي: بعد ما أسلم.]]. (ز)
﴿أَجَعَلَ ٱلۡـَٔالِهَةَ إِلَـٰهࣰا وَ ٰحِدًاۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَیۡءٌ عُجَابࣱ ٥﴾ - تفسير
٦٦٣٠٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿أجَعَلَ الآلِهَةَ إلَهًا واحِدًا إنَّ هَذا لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾، قال: عَجِب المشركون أن دُعوا إلى الله وحده، وقالوا: أيسمع لحاجتنا جميعًا إله واحد؟![[أخرجه ابن جرير ٢٠/١٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٥٠٦)
٦٦٣٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿إنَّ هذا لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾ وذلك حين أسلم عمر بن الخطاب ﵁ فشَقَّ على قريش إسلام عمر، وفرح به المؤمنون[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٣٥.]]. (ز)
﴿وَٱنطَلَقَ ٱلۡمَلَأُ مِنۡهُمۡ أَنِ ٱمۡشُوا۟ وَٱصۡبِرُوا۟ عَلَىٰۤ ءَالِهَتِكُمۡۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَیۡءࣱ یُرَادُ ٦﴾ - تفسير
٦٦٣١٠- عن أبي مجلز لاحق بن حميد، قال: قال رجل يوم بدر: ما هم إلا النساء. قال رسول الله ﷺ: «بل هم الملأ». وتلا: ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٥٠٦)
٦٦٣١١- عن عبد الله بن عباس، ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ﴾، قال: أبو جهل[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٢/٥٠٧)
٦٦٣١٢- عن مجاهد بن جبر -من طريق إبراهيم بن مهاجر- في قوله: ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ مِنهُمْ أنِ امْشُوا واصْبِرُوا﴾، قال: هو عقبة بن أبي مُعَيْط[[أخرجه ابن جرير ٢٠/٢١. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وعبد بن حميد.]]٥٥٣٦. (١٢/٥٠٧)
٦٦٣١٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وانْطَلَقَ المَلَأُ﴾ وهم سبعة وعشرون رجلًا، والملأ في كلام العرب: الأشراف ﴿مِنهُمْ﴾ الوليد بن المغيرة، وأبو جهل بن هشام، وأمية وأُبَيّ ابنا خلف ... وغيرهم، فقال الوليد بن المغيرة: ﴿أنِ امْشُوا﴾ إلى أبي طالب، ﴿واصْبِرُوا﴾ واثبتوا على عبادة ﴿آلِهَتِكُمْ﴾ -نظيرها في الفرقان [٤٢]: ﴿لَوْلا أنْ صَبَرْنا عَلَيْها﴾ يعني: ثبتنا، فقال الله ﷿ في الجواب: ﴿فَإنْ يَصْبِرُوا فالنّارُ مَثْوىً لَهُمْ﴾ [فصلت:٢٤]-، فمشوا إلى أبي طالب، فقالوا: أنت شيخُنا وكبيرُنا وسيدُنا في أنفسنا، وقد رأيتَ ما فَعَلَتِ السفهاءُ، وإنّا أتيناك لتقضي بيننا وبين ابن أخيك. فأرسل أبو طالب إلى النبي ﷺ، فأتاه، فقال أبو طالب: هؤلاء قومك، يسألونك السواء، فلا تمِل كلَّ الميل على قومك. فقال النبي ﷺ: «وماذا يسألوني؟». قالوا: ارفضْ ذكر آلهتنا وندعك وإلهك. فقال النبي ﷺ لهم: «أعطوني أنتم كلمةً واحدة تملكون بها العرب، وتدين لكم بها العجم». فقال أبو جهل: لله أبوك، لَنُعْطِيَنَّكَها وعشرًا معها. فقال النبي ﷺ: «قولوا: لا إله إلا الله». فنفروا من ذلك، فقاموا، فقالوا: ﴿أجَعَلَ﴾ يعني: وصف محمد ﴿الآلِهَةَ إلهًا واحِدًا إنَّ هذا﴾ الذي يقول ﴿لَشَيْءٌ عُجابٌ﴾ يعني: لأمر عجب -بلغة أزد شنوءة- أن تكون الآلهة واحدًا، ﴿إنَّ هَذا لَشَيْءٌ﴾ الأمر ﴿يُرادُ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٦٣٥-٦٣٦.]]٥٥٣٧. (ز)
٦٦٣١٤- قال سفيان الثوري: ﴿المَلَأُ مِنهُمْ﴾ عقبة بن أبي مُعيط[[تفسير سفيان الثوري (٢٥٦).]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.