الباحث القرآني

﴿لَّىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِی ٱلۡمَدِینَةِ﴾ - نزول الآية

٦٢٨٤٨- عن طاووس بن كيسان -من طريق ابنه- قال في قوله: ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾: نزلت في بعض أمور النساء[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٣. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٤٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: إنّ أناسًا مِن المنافقين أرادوا أن يُظهِروا نفاقهم؛ فنزلت فيهم: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ﴾ لنُحَرِّشَنَّكَ بهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/١٤٥)

﴿لَّىِٕن لَّمۡ یَنتَهِ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ وَٱلۡمُرۡجِفُونَ فِی ٱلۡمَدِینَةِ﴾ - تفسير الآية

٦٢٨٥٠- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق مالك بن دينار- ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: هم الزُّناة[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٣، وأخرجه أيضًا من طريق إسماعيل بن شروش، وابن أبي شيبة ١٤/٣٣-٣٤، وابن جرير ١٩/١٨٤. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٥١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق أبي صالح التمار- في قوله: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: شهوة الزِّنا[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٤.]]. (ز)

٦٢٨٥٢- عن عبيد بن حنين، في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾ قال: عرف المنافقين بأعيانهم، ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ هم المنافقون جميعًا[[أخرجه ابن سعد ٨/١٧٧.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٥٣- قال الحسن البصري: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ﴾ عمّا في قلوبهم من الشرك حتى يُظهِروه شركًا[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٣٩.]]. (ز)

٦٢٨٥٤- عن عطاء، في قوله: ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: كانوا مؤمنين، وكان في أنفسهم أن يزنوا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٧)

٦٢٨٥٥- عن أبي صالح باذام -من طريق عنبسة، عمَّن حدثه- ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: الزُّناة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٤.]]. (ز)

٦٢٨٥٦- عن سلمة بن كهيل من طريق موسى بن قيس-، في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: أصحاب الفواحش[[أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (ت: محمد عوامة) ١٩/٣٨١ (٣٦٣٩٩). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٧)

٦٢٨٥٧- عن محمد بن كعب القرظي،من طريق أسامة بن زيد بن أسلم-، في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾ قال: يعني: المنافقين بأعيانهم، ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ شكٌّ، يعني: المنافقين أيضًا[[أخرجه ابن سعد ٨/١٧٧.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٥٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾، قال: شهوة الزِّنا[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٤.]]. (ز)

٦٢٨٥٩- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في الآية، قال: الإرجاف: الكذب الذي كان يذيعه أهل النفاق، ويقولون: قد أتاكم عددٌ وعُدَّة. وذُكِر لنا: أن المنافقين أرادوا أن يُظهِروا ما في قلوبهم من النفاق، فأوعدهم الله بهذه الآية: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ إلى قوله: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ أي: لَنَحْمِلَنَّك عليهم، ولنحرشنَّك بهم، فلما أوعدهم الله بهذه الآية كتموا ذلك وأَسَرُّوه[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٥ دون قوله: لنحملنَّك عليهم ولنحرشنَّك بهم. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٦٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾ قال: كان النفاق على ثلاثة وجوه: نفاق مثل نفاق عبد الله بن أبي بن سلول. ونفاق مثل نفاق عبد الله بن نبتل ومالك بن داعس؛ فكان هؤلاء وجوهًا من وجوه الأنصار، فكانوا يستحيون أن يأتوا الزنا، يصونون بذلك أنفسهم، ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ قال: الزِّنا إن وجدوه عملوه، وإن لم يجدوه لم يبتغوه. ونفاق يُكابِرون النساء مكابرة[[يكابرون النساء مكابرة: يزنون بهن بالإكراه، كما سيأتي عن السدي.]]، وهم هؤلاء الذين كانوا يكابرون النساء، ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ يقول: لنعلمنك بهم. ثم قال: ﴿مَلْعُونِينَ﴾ ثم فصله في الآية ﴿أيْنَما ثُقِفُوا﴾ يعملون هذا العمل مكابرة النساء[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم. وعلّق يحيى بن سلام ٢/٧٣٩ عن السدي قال: ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: فجور.]]. (١٢/١٤٨)

٦٢٨٦١- قال يحيى بن سلّام: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: الزناة.= (ز)

٦٢٨٦٢- وقال السُّدِّيّ: يعني: فجور، وليس في القرآن غير هذه والأولى[[يعني الأولى في هذه السورة، وهي قوله تعالى: ﴿فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب:٣٢].]]. ﴿والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ يعني: المنافقين يرجفون بالنبي ﷺ وأصحابه، يقولون: يهلك محمد وأصحابه[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٩.]]. (ز)

٦٢٨٦٣- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ لئن لم ينتهوا عن أذى نساء المسلمين[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٣٩.]]. (ز)

٦٢٨٦٤- قال محمد بن السائب الكلبي: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ كانوا يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ويفشون الأخبار[[تفسير الثعلبي ٨/٦٤، وتفسير البغوي ٦/٣٧٧.]]. (ز)

٦٢٨٦٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾ عن نفاقهم، ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ الفجور، وهم الزناة، ثم نعتهم بأعمالهم الخبيثة، فقال: ﴿والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ يعني: المنافقين، كانوا يخبرون المؤمنين بالمدينة بما يكرهون من عدوهم. يقول: لئن لم ينتهوا عن الفجور والإرجاف والنفاق[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٨.]]. (ز)

٦٢٨٦٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾ قال: هؤلاء صنف من المنافقين، ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ أصحاب الزنا، قال: أهل الزنا من أهل النفاق الذين يطلبون النساء فيبتغون الزنا. وقرأ: ﴿فَلا تَخْضَعْنَ بِالقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ﴾ [الأحزاب:٣٢]، قال: والمنافقون أصناف عشرة في براءة، قال: فالذين في قلوبهم مرض صنف منهم، مرض من أمر النساء، ﴿والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ﴾ هم أهل النفاق أيضًا، الذين يُرْجِفون برسول الله ﷺ وبالمؤمنين[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٤-١٨٥.]]. (ز)

﴿لَنُغۡرِیَنَّكَ بِهِمۡ﴾ - تفسير

٦٢٨٦٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي- في قوله: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾، قال: لَنُسَلِّطنك عليهم[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٥، وابن أبي حاتم -كما في الإتقان ٢/٣٧-.]]. (١٢/١٤٨)

٦٢٨٦٨- عن عبد الله بن عباس، أن نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾. قال: لنولِعنَّك، قال فيه الحارث بن حِلِّزَة: لا تَخَلْنا على غَرائك إنا قبـ ـل ما قد وشى بنا الأعداء[[مسائل نافع (٢٢٦). وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري.]]. (١٢/١٤٨)

٦٢٨٦٩- عن محمد بن سيرين -من طريق ابن عون- في قوله: ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ﴾، قال: لا أعلم أُغرِيَ بهم حتى مات[[أخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (٣٥٠). وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/١٤٨)

٦٢٨٧٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- ﴿لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ والمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾، يقول: لنحرشنك بهم[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٣. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر. وأخرجه ابن جرير ١٩/١٨٦ من طريق سعيد بلفظ: لنحملنك عليهم، لنحرشنك بهم.]]. (١٢/١٤٥)

٦٢٨٧١- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾، يقول: لنعلمنك بهم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٨)

٦٢٨٧٢- قال ⟨مقاتل بن سليمان:⟩{تت} ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ﴾ يا محمد ﴿بِهِمْ﴾ يقول: لنحملنك على قتلهم، ﴿ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٨.]]. (ز)

٦٢٨٧٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ﴾ لنسلطنك عليهم[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٩.]]. (ز)

﴿ثُمَّ لَا یُجَاوِرُونَكَ فِیهَاۤ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝٦٠﴾ - تفسير

٦٢٨٧٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي صالح-: لا يجاورونك فيها إلا يسيرًا، حتى يهلكوا[[أخرجه الفراء في معاني القرآن ٢/٣٥٠.]]. (ز)

٦٢٨٧٥- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- ﴿ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ فِيها إلّا قَلِيلًا﴾، أي: بالمدينة[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٤٦)

٦٢٨٧٦- قال يحيى بن سلّام: ﴿ثُمَّ لا يُجاوِرُونَكَ﴾ في المدينة ﴿إلّا قَلِيلًا﴾[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٩.]]٥٢٧٩. (ز)

٥٢٧٩ قال ابنُ عطية (٧/١٤٩): «قوله: ﴿إلا قليلا﴾ يحتمل: أن يريد إلا جوارًا قليلًا أو وقتًا قليلًا، ويحتمل: أن يريد إلا عددًا قليلًا، كأنه قال: إلا أقِلّاء».

﴿ثُمَّ لَا یُجَاوِرُونَكَ فِیهَاۤ إِلَّا قَلِیلࣰا ۝٦٠﴾ - آثار متعلقة بالآية

٦٢٨٧٧- عن ابن عون، قال: قرأ رجلٌ عند محمد بن سيرين: ﴿لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض﴾. فقال محمد: لا نعلم شيئًا أرجى للمنافقين مِن هذه الآية؛ ما علِمناه أُغرِيَ بهم حتى مات ﷺ[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢/٢٧٠، وأخرجه الخطيب في تالي تلخيص المتشابه (٣٥٠) مختصرًا. وكذلك عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر بلفظ: لا أعلم أُغْرِي بهم حتى مات.]]. (١٢/١٤٨)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب