الباحث القرآني
﴿وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ بِغَیۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُوا۟ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُوا۟ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا ٥٨﴾ - نزول الآية
٦٢٧٩٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء-: رأى عمرُ ﵁ جاريةً مِن الأنصار مُتَبَرِّجَةً، فضربها، وكَرِه ما رأى مِن زينتها، فذهبت إلى أهلها تشكو عمر، فخرجوا إليه، فآذوه؛ فأنزل الله تعالى هذه الآية[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٣٦٢، وابن الجوزي في زاد المسير ٣/٤٨٣.]]. (ز)
٦٢٧٩٨- قال الضحاك بن مزاحم= (ز)
٦٢٧٩٩- وإسماعيل السُّدِّيّ= (ز)
٦٢٨٠٠- ومحمد بن السائب الكلبي: في قوله: ﴿إنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ ورَسُولَهُ﴾، نزلت في الزناة الذين كانوا يمشون في طرق المدينة يَتَّبِعون النساء إذا تبرزن بالليل لقضاء حوائجهن، فيرون المرأة، فيدنون منها، فيغمزونها، فإن سكتت اتَّبعوها، وإن زجرتهم انتهوا عنها، ولم يكونوا يطلبون إلا الإماء، ولم يكن يومئذ تُعرف الحرة مِن الأمة؛ لأنّ زيهن كان واحدًا، إنما يخرجن في درع واحد وخمار؛ الحُرَّة والأمة، فشَكَوْن ذلك إلى أزواجهن، فذكروا ذلك لرسول الله -صلى الله عليه-؛ فأنزل الله تعالى: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾، ثم نهى الحرائر أن يتشبهن بالإماء، فقال تعالى: ﴿يا أيُّها النبي قُلْ لِأَزْواجِكَ وبَناتِكَ ونِساءِ المُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ﴾ أي: يُرخِين أرْدِيَتَهُنَّ ومَلاحِفَهُنَّ، فيَتَقَنَّعْنَ بها، ويغطين وجوههن ورؤوسهن؛ ليُعلم أنهن حرائر؛ فلا يُتعرض لهن، ولا يؤذين[[تفسير الثعلبي ٨/٦٣-٦٤، وتفسير البغوي ٦/٣٧٥، وعلق الواحدي في أسباب النزول (ت: الفحل) ص٣٦٢-٣٦٣ شطره الأول وأخرج شطره الثاني.]]. (ز)
٦٢٨٠١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا﴾، يُقال: نزلت في علي بن أبي طالب ﵁، وذلك أنّ نفرًا مِن المنافقين كانوا يؤذونه، ويكذبون عليه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٦-٥٠٧.]]. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ بِغَیۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُوا۟ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُوا۟ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا ٥٨﴾ - تفسير الآية
٦٢٨٠٢- عن عائشة، قالت: قال رسول الله ﷺ لأصحابه: «أيُّ الرِّبا أرْبى عند الله؟». قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: «أرْبى الرِّبا عند الله استحلالُ عِرْضِ امرئٍ مسلم». ثم قرأ: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا﴾[[أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٧/١٣٢٥-١٣٢٥ (٢٣٥٦)، والبيهقي في شعب الإيمان ٩/٧٩ (٦٢٨٥)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٨١-. قال البيهقي: «وجدت في كتابي: عمار بن أنس، فإنما هو عمران بن أنس أبو أنس المكي، ذكره البخاري في التاريخ، عن أبي سلام، عن يحيى بن واضح، سمع عمران. قال البخاري: لا يتابع عليه، ورواه عبد العزيز بن رفيع، عن ابن أبي مليكة، عن عبد الله بن الراهب، عن كعب من قوله، وهو أصح». وقال المنذري في الترغيب والترهيب ٣/٣٢٧ (٤٢٨٤): «رواه أبو يعلى، ورواته رواة الصحيح». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة عن إسناد أبي يعلى ٦/٧٤ (٥٣٧٠): «هذا إسناد رجاله رجال الصحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٨/٩٢ (١٣١٣٢): «رواه أبو يعلى، ورجاله رجال الصحيح». وقال الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر ٢/١٢: «وأبو يعلى بسند صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٧/١٦٦٩: «أخرجه أبو يعلى، والبيهقي، وغيرهما، بسند ضعيف».]]. (١٢/١٣٩)
٦٢٨٠٣- عن عبد الله بن بسر، عن النبي ﷺ، قال: «ليس مِنِّي ذو حسد، ولا نميمة، ولا خيانة، ولا أنا منه». ثم تلا رسولُ الله ﷺ هذه الآية: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾[[أخرجه الطبراني -كما في جامع المسانيد لابن كثير ٥/٨١ (٦١٠١)-، وابن عساكر في تاريخه ٢١/٣٣٤. قال الهيثمي في المجمع ٨/٩١ (١٣١٢٦): «رواه الطبراني، وفيه سليمان بن سلمة الخبائري، وهو متروك». وقال الألباني في الضعيفة ٢/٥٤-٥٥ (٥٨٦): «موضوع».]]. (١٢/١٣٩)
٦٢٨٠٤- عن عبد الله بن عمر -من طريق ثور- ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ إلى قوله: ﴿وإثْمًا مُبِينًا﴾، قال: فكيف بِمَن أحسن إليهم؟! يضاعف لهم الأجر[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وأخرجه ابن جرير ١٩/١٨٠ من طريق ثور بلفظ: كيف بالذي يأتي إليهم المعروف.]]. (١٢/١٣٩)
٦٢٨٠٥- عن مجاهد، قال: قرأ ابنُ عمر: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا﴾. قال: فكيف إذا أُوذي بالمعروف؟! فذلك يضاعف له العذاب[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٨٠.]]. (ز)
٦٢٨٠٦- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ قال: يقْفُون ﴿بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا﴾ يقول: بغير ما عملوا؛ ﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا﴾ قال: إثمًا[[تفسير مجاهد (٥٥٢) مختصرًا، وأخرجه ابن سعد ٨/١٧٧، وابن جرير ١٩/١٧٩. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٣٧)
٦٢٨٠٧- عن قتادة بن دعامة، في الآية، قال: إيّاكم وأذى المؤمن؛ فإنّ الله يحوطه ويغضبُ له. وقد زعموا: أنّ عمر بن الخطاب قرأها ذاتَ يومٍ، فأفزعه ذلك، حتى ذهب إلى أُبَيّ بن كعب، فدخل عليه فقال: يا أبا المنذر، إنِّي قرأتُ آيةً مِن كتاب الله تعالى فوقعت مِنِّي كل موقع: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾، واللهِ، إني لأعاقبهم وأضربهم. فقال له: إنّك لست منهم، إنما أنت مُؤدِّب، إنما أنت مُعَلِّم[[أخرج ابن جرير ١٩/١٨٠ شطره الأول من طريق سعيد. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٣٨)
٦٢٨٠٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا﴾ والبهتان: ما لم يكن، ﴿وإثما مبينا﴾ يعني: بيِّنًا. يقال: نزلت في علي بن أبي طالب ﵁، وذلك أنّ نفرًا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه. وأن عمر بن الخطاب ﵁ قال في خلافته لأُبَيّ بن كعب الأنصاري: إنِّي قرأت هذه الآية: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ﴾ إلى آخر الآية، فوقعت مني كل موقع، والله، إني لأضربهم وأعاقبهم. فقال له أُبَيّ بن كعب ﵀: إنك لست منهم، إنك مُؤدِّب مُعَلِّم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٦.]]. (ز)
٦٢٨٠٩- قال يحيى بن سلّام: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا﴾ بغير ما جنوا، هم المنافقون؛ ﴿فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا﴾ كذبًا، ﴿وإثْمًا مُبِينًا﴾ بيّنًا[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٧.]]. (ز)
﴿وَٱلَّذِینَ یُؤۡذُونَ ٱلۡمُؤۡمِنِینَ وَٱلۡمُؤۡمِنَـٰتِ بِغَیۡرِ مَا ٱكۡتَسَبُوا۟ فَقَدِ ٱحۡتَمَلُوا۟ بُهۡتَـٰنࣰا وَإِثۡمࣰا مُّبِینࣰا ٥٨﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٢٨١٠- عن ابن عمر، قال: صعد رسول الله ﷺ المنبر، فنادى بصوت رفيع، فقال: «يا معشر مَن أسلم بلسانه ولم يفضِ الإيمان إلى قلبه، لا تؤذوا المسلمين، ولا تعيّروهم، ولا تتبعوا عوراتهم، فإنّه مَن تَتَبَّع عورة أخيه المسلم تَتَبَّع اللهُ عورته، ومَن تتبع الله عورتَه يفضحه ولو في جوف رحله». قال نافع: ونظر ابنُ عمر يومًا إلى الكعبة، فقال: ما أعظمك! وأعظم حرمتك! والمؤمن أعظمُ حرمةٍ عند الله منك[[أخرجه الترمذي ٣/٤٤٦ (٢٠٣٢)، من حديث أوفى بن دلهم، عن نافع، عن ابن عمر. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب، لا نعرفه إلا من حديث الحسين بن واقد». وقال الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف ٣/٣٤٤: «وهو سند صحيح». وقال الألباني في صحيح الترمذي (١٦٥٥): «حسن صحيح». وأخرج نحوه يحيى بن سلام ٢/٧٣٧-٧٣٨ عن أنس بإسناد ضعيف.]]. (ز)
٦٢٨١١- عن عمر بن الخطاب -من طريق الشعبي- قال: إنِّي لَأُبغِضُ فلانًا. فقيل للرجل: ما شأن عمر يُبغِضك! فلما كثر القوم في الدار جاء فقال: يا عمر، أفتقتُ في الإسلام فتقًا؟ قال: لا. قال: فجنيتُ جنايةً؟ قال: لا. قال: أحدثتُ حدثًا؟ قال: لا. قال: فعلامَ تبغضني وقد قال الله: ﴿والَّذِينَ يُؤْذُونَ المُؤْمِنِينَ والمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ ما اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتانًا وإثْمًا مُبِينًا﴾؟! فقد آذيتني، فلا غفرها الله لك. فقال عمر: صدق، واللهِ، ما فتقَ فتقًا، ولا، ولا، فاغفرها لي. فلم يزل به حتى غفرها له[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١٢/١٣٨)
٦٢٨١٢- عن إبراهيم، قال: جاء رجلٌ إلى علقمة، فشتمه، فقال علقمة: ﴿والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثما مبينا﴾. فقال الرجل: أمُؤْمِنٌ أنت؟ قال: أرجو[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٢/١٠٠، وابن عساكر في تاريخه ٤١/١٣.]]. (ز)
٦٢٨١٣- عن مجاهد بن جبر، قال: يُلقى الجرب على أهل النار، فيحكُّون حتى تبدو العظام، فيقولون: ربَّنا، بِمَ أصابنا هذا؟ فيقال: بأذاكم المسلمين[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١٣٧)
٦٢٨١٤- قال الحسن البصري: إيّاكم وأذى المؤمن؛ فإنّه حبيبُ ربه، أحبَّ اللهَ فأحبَّه، وغَضِب لربه فغَضِبَ اللهُ له، وإنّ الله يحوطه، ويؤذي مَن آذاه[[تفسير الثعلبي ٨/٦٣.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.