﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَیۡرَ نَـٰظِرِینَ إِنَىٰهُ وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِیتُمۡ فَٱدۡخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِینَ لِحَدِیثٍۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ یُؤۡذِی ٱلنَّبِیَّ فَیَسۡتَحۡیِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا یَسۡتَحۡیِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ﴾ - نزول الآية
٦٢٦٤٧- عن أنس بن مالك، قال: كانوا إذا طعموا جلسوا عند النبي ﷺ رجاءَ أن يجيء شيءٌ؛ فنزلت: ﴿فَإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾[[أخرجه الخطيب في تاريخه ٨/١٢١ (٢٣٥٧)، من طريق محمد بن عبد الملك القرشي، قال: أخبرنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: أخبرنا جعفر بن حمدان الموصلي الضرير الشحام، قال: حدثنا عبد الرحيم بن محمد بن زيد السكري، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن حميد، عن أنس به.
رجال إسناده ثقات، وقال الخطيب البغدادي في ترجمة (جعفر بن حمدان الشحام) من الموضع السابق: «رواياته مستقيمة»، ثم أسند هذا الحديث له.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٤٨- قال قتادة بن دعامة= (ز)
٦٢٦٤٩- ومقاتل: كان هذا في بيت أم سلمة، دخلت عليه جماعة في بيتها، فأكلوا، ثم أطالوا الحديث، فتأذّى بهم رسولُ الله ﷺ، فاستحيى منهم أن يأمرهم بالخروج، والله لا يستحيي من الحق؛ فأنزل الله ﷿: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾[[تفسير الثعلبي ٨/٥٨.]]. (ز)
ذكر ابنُ عطية (٧/١٣٩) أنّ جمهور المفسرين على أنّ سببها أمر القعود في بيت زينب بنت جحش لما تزوجها النبيّ ﷺ. ثم قال: «قال قتادة، ومقاتل -في كتاب الثعلبي-: إن هذا السبب جرى في بيت أم سلمة. والأول أشهر».
و ابنُ كثير (١١/٢٠٢) إلى القول الأول، مستندًا إلى أثر أنس الآتي في نزول قوله تعالى: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ﴾.
٦٢٦٥٠- عن محمد بن كعب القرظي -من طريق موسى بن عبيدة- قال: كان رسول الله ﷺ إذا نهض إلى بيته بادروه، فأخذوا المجالس، فلا يُعرَف ذلك في وجه رسول الله ﷺ، ولا يبسط يده إلى الطعام استحياءً منهم، فعُوتِبُوا في ذلك؛ فأنزل الله: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي﴾ الآية[[أخرجه ابن سعد ٨/١٧٤.]]. (١٢/١١١)
٦٢٦٥١- عن الربيع بن أنس، قال: كانوا يجيئون فيدخلون بيتَ النبي ﷺ، فيجلسون، فيتَحَدَّثون ليدرك الطعام؛ فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَیۡرَ نَـٰظِرِینَ إِنَىٰهُ﴾ - تفسير
٦٢٦٥٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطية- ﴿غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾، يقول: غير ناظرين الطعام أن يُصنع[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٥٨.]]. (ز)
٦٢٦٥٣- عن عبد الله بن عباس، أنّ نافع بن الأزرق قال له: أخبِرني عن قوله: ﴿غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾. قال: الإنى: النضيج، يعني: إذا أدرك الطعام. قال: وهل تعرف العرب ذلك؟ قال: نعم، أما سمعت قول الشاعر:
يُنعِمُ ذاك الإنى العبيطَ[[العبيط: اللحم الطري غير النضيج. اللسان (عبط).]] كما ينعم غربُ المحالةِ[[المحالة: الدلو الذي يستقى به من البئر، وقيل: هي الراوية التي يحمل عليها الماء. اللسان (غرب) و(دلو).]] الجُمَلَ[[الجمل: الحَبْل الغليظ. اللسان (جمل).]][[عزاه السيوطي إلى الطستي.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٥٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قول الله: ﴿إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾، قال: مُتحيَّنين نُضجَه[[تفسير مجاهد (٥٥١)، وأخرجه ابن جرير ١٩/١٥٨. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٥٥- عن الضحاك بن مزاحم، في قوله: ﴿إناهُ﴾، قال: نضجه[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٥٦- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي﴾ إلى قوله: ﴿غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾، قال: غير مُتَحَيِّنين طعامَه[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٥٨. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٥٧- عن الربيع بن أنس، قال: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾ ليُدرك الطعام[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٥٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾، يعني: نضجه وبلاغه[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)
٦٢٦٥٩- قال يحيى بن سلّام: ﴿غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾ صنعته[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٣-٧٣٤.]]. (ز)
﴿وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِیتُمۡ فَٱدۡخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِینَ لِحَدِیثٍۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ یُؤۡذِی ٱلنَّبِیَّ فَیَسۡتَحۡیِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا یَسۡتَحۡیِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ﴾ - تفسير
٦٢٦٦٠- عن مغيرة بن شعبة -من طريق جرير- قال: لقد نهانا الله عن التثقيل على لسان نبيه. وتلا قوله تعالى: ﴿فَإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾[[أخرجه الحكيم الترمذي في نوادر الأصول (ت: إسماعيل إبراهيم عوض) ١/٢٩ (١٣).]]. (ز)
٦٢٦٦١- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾: بعد أن تأكلوا[[تفسير مجاهد (٥٥١)، وأخرجه ابن جرير ١٩/١٦١. وعلقه يحيى بن سلام ٢/٧٣٣. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٦٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿ولَكِنْ إذا دُعِيتُمْ فادْخُلُوا فَإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا﴾: كان هذا في بيت أم سلمة، أكلوا ثم أطالوا الحديث، فجعل النبي ﷺ يخرج ويدخل، ويستحي منهم، واللهُ لا يستحي من الحق[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٥٨، ١٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٦٣- عن إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿فَإذا طَعِمْتُمْ فانْتَشِرُوا﴾ يعني: فتفرقوا، ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ بعد أن تأكلوا[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٣٣.]]. (ز)
٦٢٦٦٤- عن الربيع بن أنس، قال: ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ ولا تجلسوا فتحدثوا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٦٥- عن جويرية بن أسماء، قال: قُرِئ بين يدي إسماعيل ابن أبي حكيم هذه الآية، فقال: هذا أدبٌ أدَّبَ اللهُ به الثقلاء[[أخرجه الثعلبي ٨/٥٩.]]. (ز)
٦٢٦٦٦- عن سليمان بن أرقم، في قوله: ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾، قال: نزلت في الثقلاء[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٦٧- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ولكن إذا دعيتم فادخلوا﴾ على النبي ﷺ في بيته، ﴿فَإذا طَعِمْتُمْ﴾ الطعام ﴿فانْتَشِرُوا﴾ يعني: فقوموا من عنده، وتفرقوا، ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ﴾ وذلك أنهم كانوا يجلسون عند النبي ﷺ قبل الطعام وبعد الطعام، وكان ذلك في بيت أم سلمة بنت أبي أمية أم المؤمنين، فيتحدثون عنده طويلًا، فكان ذلك يؤذيه، ويستحيي أن يقول لهم: قوموا، وربما أُحرج النبي ﷺ وهم في بيته يتحدثون، فذلك قوله ﷿: ﴿ولا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النبي فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)
٦٢٦٦٨- قال يحيى بن سلّام: ﴿واللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ﴾ يخبركم أنّ هذا يؤذي النبي ﵇[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٣-٧٣٤.]]. (ز)
﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ - نزول الآية
٦٢٦٦٩- قال عمر بن الخطاب -من طريق أنس بن مالك-: يا رسول الله، يدخل عليك البَرُّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب! فأنزل الله آية الحجاب[[أخرجه البخاري ١/٨٩ (٤٠٢)، ٦/٢٠ (٤٤٨٣)، ٦/١١٨ (٤٧٩٠)، ٦/١٥٨ (٤٩١٦)، ويحيى بن سلام ٢/٧٣٣، وابن جرير ١٩/١٦٤، ١٦٧، والثعلبي ٨/٥٩.]]. (١٢/١٠٥)
٦٢٦٧٠- عن عبد الله بن مسعود -من طريق أبي وائل- قال: أمر عمرُ نساءَ النبي ﷺ بالحجاب، فقالت زينبُ: يا ابن الخطاب، إنّك لَتغارُ علينا والوحيُ ينزل في بيوتنا؟! فأنزل الله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٦٥، ١٦٩، من طريق المسعودي، قال: حدثنا أبو نهشل، عن أبي وائل، عن ابن مسعود. وأورده الثعلبي ٨/٥٩-٦٠.
إسناده ضعيف؛ المسعودي عبدالرحمن بن عبد الله بن عتبة، قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٩١٩): «صدوق اختلط قبل موته، وضابطه: أنّ من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط». وسماع أبي داود الطيالسي من المسعودي بعد الاختلاط، كما في الكواكب النيرات لابن الكيال ص٥٤؛ فيكون ضعيفًا. وفيه أيضًا أبو نهشل، وهو مجهول لا يعرف، كما في لسان الميزان لابن حجر ٧/١١٥.]]. (ز)
٦٢٦٧١- عن عبد الله بن مسعود، قال: فضَلَ الناسَ عمرُ بن الخطاب بأربع: بذكره الأُسارى يوم بدر؛ أمر بقتلهم؛ فأنزل الله: ﴿لَوْلا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ﴾ [الأنفال:٦٨]. وبذكره الحجاب؛ أمر نساء النبي ﷺ أن يحتجبن، فقالت له زينب: وإنّك لتغار علينا -يا ابن الخطاب- والوحي ينزل في بيوتنا؟! فأنزل الله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا﴾. وبدعوة النبي ﷺ: «اللهم أيِّد الإسلام بعمر». وبرأيه في أبي بكر؛ كان أول الناس بايعه[[أخرجه أحمد ٧/٣٧٢ (٤٣٦٢).
قال الهيثمي في المجمع ٩/٦٧ (١٤٤٣٠): «رواه أحمد، والبزار، والطبراني، وفيه أبو نهشل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة ٧/١٦٢ (٦٥٧٥): «رواه أبو داود الطيالسي، ورواته ثقات».]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٧٢- عن عائشة، قالت: كنت آكُلُ مع النبي ﷺ حَيْسًا في قعب[[القعب: القدح الغليظ. لسان العرب (قعب).]]، فمرَّ عمر، فدعاه فأكل، فأصابت أصبعه أصبعي، فقال عمر: أوْه، لو أُطاع فيكُنَّ ما رَأَتْكُنَّ عينٌ. فنزلت آية الحجاب[[أخرجه النسائي في الكبرى ١٠/٢٢٤ (١١٣٥٥)، والطبراني في الأوسط ٣/٢١٢ (٢٩٤٧)، وابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٥٥-.
قال الطبراني: «لم يروه عن مسعر إلا سفيان بن عيينة». وقال الدارقطني في العلل ١٤/٣٣٨ (٣٦٨٣): «والصواب المرسل». وقال الهيثمي في المجمع ٧/٩٣ (١١٢٨١): «رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير موسى بن أبي كثير، وهو ثقة». وقال السيوطي: «بسند صحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٧/٤٢١: «إسناده جيد».]].(١٢/١٠٧) (١٢/١٠٧)
٦٢٦٧٣- عن عائشة -من طريق عروة-: أنّ أزواج النبي ﷺ كُنَّ يخرجن بالليل إذا تَبَرَّزْن إلى المناصع[[المناصع: المواضع التي يتخلى فيها لقضاء الحاجة، واحدها: منصع؛ لأنه يبرز إليها ويظهر. النهاية (نصع).]]، وهو صعيد أفيح، وكان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ﷺ: احجب نساءَك. فلم يكن رسولُ الله ﷺ يفعل، فخرجت سودة بنت زمعة ليلةً من الليالي عشاء، وكانت امرأةً طويلة، فناداها عمر بصوته الأعلى: قد عرفناكِ، يا سودة. حرصًا على أن ينزل الحجاب؛ فأنزل الله تعالى الحجاب، قال الله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي﴾ الآية[[أخرجه البخاري ١/٤١ (١٤٦)، ٨/٥٣-٥٤ (٦٢٤٠)، ومسلم ٤/١٧٠٩ (٢١٧٠)، وابن جرير ١٩/١٦٨-١٦٩.]]. (١٢/١٠٩)
ابنُ كثير (١١/٢٠٦) على هذا الأثر بقوله: «هكذا وقع في هذه الرواية، والمشهور أن هذا كان بعد نزول الحجاب، كما رواه الإمام أحمد، والبخاري، ومسلم من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة ﵂ قالت: خرجت سودة بعد ما ضرب الحجاب لحاجتها، وكانت امرأة جسيمة، لا تخفى على مَن يعرفها، فرآها عمر بن الخطاب، فقال: يا سودة، أما -واللهِ- ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين. قالت: فانكفأتُ راجعةً ورسول الله ﷺ في بيتي، وإنه ليتعشى وفي يده عرق، فدخلت، فقالت: يا رسول الله، إني خرجت لبعض حاجتي، فقال لي عمر: كذا وكذا. قالت: فأوحى الله إليه، ثم رفع عنه، وإنّ العرق في يده ما وضعه، فقال: «إنّه قد أذن لكن أن تخرجن لحاجتكن». لفظ البخاري».
٦٢٦٧٤- عن عبد الله بن عباس، قال: دخل رجل على النبي ﷺ، فأطال الجلوس، فقام النبيُّ ﷺ مرارًا كي يتبعه ويقوم، فلم يفعل، فدخل عمر، فرأى الرجل، وعرف الكراهيةَ في وجه رسول الله ﷺ لمقعده، فقال: لعلك آذيتَ النبي ﷺ! ففطن الرجل، فقام، فقال النبي ﷺ: لقد قمتُ مِرارًا كي يتبعني فلم يفعل. فقال عمر: لو اتخذت حجابًا؛ فإنّ نساءك لَسْنَ كسائر النساء، وهو أطهر لقلوبهن؟ فأنزل لله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي﴾ الآية. فأرسل إلى عمر، فأخبره بذلك[[أخرجه الطبراني في الكبير ١١/٤٣٨ (١٢٢٤٤) مطولًا.
قال الهيثمي في المجمع ٩/٦٨ (١٤٤٣١): «وفيه أبو عبيدة بن الفضيل بن عياض، وهو ليّن، وبقية رجاله ثقات».]]. (١٢/١٠٦)
٦٢٦٧٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: نزل حجابُ رسول الله في عمر، أكل مع النبي طعامًا، فأصاب يدُه بعضَ أيدي نساء النبي ﷺ، فأمر بالحجاب[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨/١٤٠، من طريق محمد بن عمر، قال: حدثنا إسحاق بن يحيى، عن مجاهد، عن ابن عباس به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن عمر، وهو الواقدي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦١٧٥): «متروك». وفيه أيضًا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٩٠): «ضعيف».]]. (١٢/١٠٧)
٦٢٦٧٦- عن أنس بن مالك -من طريق عبد العزيز بن صهيب- قال: لَمّا تزوج رسول الله ﷺ زينبَ بنتَ جحش دعا القوم، فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، وإذا هو كأنّه يتهيأ للقيام، فلم يقوموا، فلمّا رأى ذلك قام، فلمّا قام قام من قام، وقعد ثلاثة نفر، فجاء النبيُّ ﷺ ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا، فانطلقتُ فجئتُ فأخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبتُ أدخل فألقى الحجابَ بيني وبينه؛ فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي﴾ الآية[[أخرجه البخاري ٦/١١٩ (٤٧٩٣)، وابن جرير ١٩/١٦٢. وأخرجه البخاري ٦/١١٨-١٢٠ (٤٧٩١، ٤٧٩٢-٤٧٩٤)، ٧/٢١ (٥١٥٤)، ٧/٢٣ (٥١٦٦)، ٧/٨٣ (٥٤٦٦)، ٨/٥٣ (٦٢٣٨، ٦٢٣٩)، ٨/٦١ (٦٢٧١)، ومسلم ٢/١٠٥٠ (١٤٢٨) من غير طريق عبد العزيز بن صهيب.]]. (١٢/١٠٥)
٦٢٦٧٧- عن أنس بن مالك -من طريق عمرو بن سعد- قال: كنت مع النبي ﷺ، فأتى باب امرأةٍ عرَّس بها، فإذا عندها قومٌ، فانطلق، فقضى حاجته، فرجع وقد خرجوا، فدخل وقد أرخى بيني وبينه سترًا، فذكرتُه لأبي طلحة، فقال: لَئِن كان كما تقولُ ليَنزِلَنَّ في هذا شيءٌ. فنزلت آية الحجاب[[أخرجه الترمذي ٥/٤٢٩-٤٣٠ (٣٤٩٧)، وابن جرير ١٩/١٦٥.
قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه». وقال البزّار في مسنده ١٤/٣٩ (٧٤٦٩): «وهذا الحديث لا نعلم رواه عن ابن عون إلا أشهل، وأشهل روى عنه ابن وهب، وهو مشهور من أهل البصرة».]]. (١٢/١٠٦)
٦٢٦٧٨- عن أنس بن مالك -من طريق أبي نضرة- قال: بعثتني أم سُليم برُطب إلى النبي في طبقٍ أولَ ما أينع ثمر النخل، قال: دخلتُ عليه، فوضعتُ بين يديه، فأصاب منه، ثم أخذ بيدي، فخرجنا، وكان حديث عهد بعرس زينب بنت جحش، فمرَّ بنساء مِن نسائه وعندهنَّ رجال يتحدثون، فهنَّأْنَهُ، وهنَّأه الناس، فقالوا: الحمد لله الذي أقرَّ عينك، يا رسول الله. فمضى حتى أتى عائشة، وإذا عندها رجلان، فكره ذلك، وكان إذا كره الشيءَ عُرِف ذلك في وجهه، فأتيت أم سُليم، فأخبرتها، فقال أبو طلحة: لئن كان كما قال ابنُكِ حقًّا ليحدثن أمر. فلما كان من العشي خرج رسول الله، فصعد المنبر، قال هذه الآية: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٢/٢٣٨ (١٨٥٣)، وأبو يعلى -كما في إتحاف الخيرة ٦/٢٥٥-٢٥٦ (٥٧٨٩)-.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن أبي نضرة إلا أبو سلمة، تفرّد به خالد».]]. (ز)
٦٢٦٧٩- عن أنس بن مالك -من طريق حميد- قال: قال عمر: وافقتُ اللهَ في ثلاث، أو وافقني ربي في ثلاث، قلتُ: يا رسول الله، لو اتخذت مقام إبراهيم مصلى! وقلت: يا رسول الله، يدخل عليك البَّرُّ والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب! فأنزل الله آية الحجاب، قال: وبلغني معاتبة النبي ﷺ بعض نسائه، فدخلت عليهن، قلت: إن انتهيتُنَّ أو ليُبَدِّلن اللهُ رسولَه ﷺ خيرًا مِنكُنّ. حتى أتيتُ إحدى نسائه، قالت: يا عمر، أما في رسول الله ﷺ ما يَعِظ نساءه، حتى تَعِظَهُنَّ أنت؟ فأنزل الله: ﴿عَسى رَبُّهُ إنْ طَلَّقَكُنَّ أنْ يُبْدِلَهُ أزْواجًا خَيْرًا مِنكُنَّ مسلمات﴾ الآية [التحريم:٥][[أخرجه البخاري ١/٨٩ (٤٠٢)، ٦/٢٠ (٤٤٨٣).]]. (ز)
٦٢٦٨٠- عن أنس بن مالك -من طريق أبي عثمان البصري- قال: لَمّا تزوج النبيُّ ﷺ زينب أهْدَتْ إليه أم سُليم حَيْسًا في تور[[تور: إناء من نحاس أو حجارة. النهاية (تور).]] مِن حجارة، قال أنس: فقال النبي ﷺ: «اذهب، فادعُ مَن لقيت». قال: فدعوت له مَن لقيتُ، فجعلوا يدخلون، فيأكلون ويخرجون، ووضع النبي ﷺ يدَه على الطعام فدعا فيه -أو قال فيه ما شاء الله أن يقول-، ولم أدَعْ أحدًا لقيتُه إلا دعوتُه، فأكلوا حتى شبعوا، وخرجوا، وبقيت طائفة منهم، فأطالوا عنده الحديث، فجعل النبيُّ يستحيي منهم أن يقول لهم شيئًا، فخرج وتركهم في البيت؛ فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إلى طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إناهُ﴾[[أخرجه مسلم ٢/١٠٥١ (١٤٢٨)، وابن أبي حاتم ١٠/٣١٤٩، وعبد الرزاق ٣/١٢١.]]. (ز)
٦٢٦٨١- عن أنس بن مالك -من طريق محمد بن شهاب الزهري- قال: سألني أُبَيّ بن كعب عن الحجاب، فقلتُ: أنا أعلمُ الناسِ به، نزلت في شأن زينب؛ أوْلَمَ النبيُّ ﷺ عليها بتمر وسَوِيق؛ فنزلت: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النبي إلّا أنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ﴾ إلى قوله: ﴿ذَلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٦٢-١٦٣، من طريق سفيان، عن الزهري، عن أنس به.
إسناده صحيح.
وهو في صحيح البخاري ٦/١٤٩ (٤٧٩٢) من حديث أنس، من طريق أبي قلابة عن أنس بنحوه، ودون ذكر قصة أبي بن كعب معه.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٨٢- عن أنس بن مالك -من طريق محمد بن شهاب الزهري- أنه أخبره: أنّه كان ابنَ عشر سنين عند مَقدَمِ رسول الله ﷺ إلى المدينة، فكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أُنزل في مبتنى رسول الله ﷺ بزينب بنت جحش؛ أصبح رسول الله ﷺ بها عروسًا، فدعا القومَ، فأصابوا من الطعام حتى خرجوا، وبقي منهم رهطٌ عند رسول الله ﷺ، فأطالوا المكث، فقام رسول الله ﷺ وخرج، وخرجت معه لكي يخرجوا، فمشى رسول الله ﷺ ومشيت معه، حتى جاء عتبة حجرةَ عائشة زوج النبي ﷺ، ثم ظَنَّ رسول الله ﷺ أنهم قد خرجوا، فرجع ورجعتُ معه، حتى دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يقوموا، فرجع رسول الله ﷺ ورجعتُ معه، فإذا هم قد خرجوا، فضرب بيني وبينه سِترًا، وأُنزل الحجاب[[أخرجه البخاري ٧/٢٣-٢٤ (٥١٦٦)، وابن جرير ١٩/١٦٣.]]. (ز)
٦٢٦٨٣- عن أنس بن مالك -من طريق إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة- قال: نزل الحجاب مبتنى رسول الله ﷺ بزينب بنت جحش، وذلك سنة خمس مِن الهجرة، وحجب نساءه مني يومئذ، وأنا ابن خمس عشرة[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٨/١٣٩، من طريق محمد بن عمر الواقدي، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس به.
إسناده ضعيف جدًّا؛ فيه الوقدي، وهو متروك. وفيه أيضًا إسحاق بن يحيى بن طلحة، قال عنه ابن حجر في التقريب (٣٩٠): «ضعيف».]]. (١٢/١١١)
٦٢٦٨٤- عن مجاهد بن جبر -من طريق ليث-: أنّ رسول الله ﷺ كان يطعم ومعه بعضُ أصحابه، فأصابت يدُ رجل منهم يدَ عائشة، وكانت معهم، فكره النبيُّ ﷺ ذلك؛ فنزلت آية الحجاب[[أخرجه الواحدي في أسباب النزول (٣٦٠).]]. (ز)
٦٢٦٨٥- عن عامر الشعبي -من طريق مجالد بن سعيد- قال: مرَّ عمرُ على نساء النبي ﷺ، وهو مع النساء في المسجد، فقال لهن: احْتَجِبْنَ؛ فإنّ لَكُنَّ على النساء فضلًا، كما أنّ لزوجكن فضلًا على الرجال. فلم يلبثوا إلا يسيرًا حتى أنزل الله آية الحجاب[[أخرجه الثعلبي ٨/٥٩.]]. (ز)
٦٢٦٨٦- عن صالح بن كيسان، قال: نزل حجابُ رسول الله ﷺ على نسائه في ذي القعدة سنة خمس من الهجرة[[أخرجه ابن سعد ٨/١٧٦.]]. (١٢/١١١)
﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ - تفسير
٦٢٦٨٧- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا﴾، قال: أزواج النبي ﷺ عليهن الحجاب[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٨٨- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ﴾، قال: بلغنا: أنّهُنَّ أُمِرْن بالحجاب عند ذلك[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٦٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/١٠٨)
٦٢٦٨٩- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قوله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا﴾، قال: حاجة[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٠)
٦٢٦٩٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ﴾ أن يكون ذلك من وراء حجاب[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٣٣.]]. (ز)
٦٢٦٩١- قال مقاتل بن سليمان: ثم أمر الله -تبارك وتعالى- نبيَّه بالحجاب على نسائه، فنزل الخيار والتيمم في أمر عائشة، ونزل الحجاب في أمر زينب بنت جحش، فأمر الله تعالى المؤمنين ألّا يُكَلِّموا نساء النبي إلا من وراء حجاب، فذلك قوله: ﴿وإذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعًا فاسْأَلُوهُنَّ مِن وراءِ حِجابٍ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)
﴿ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ - تفسير
٦٢٦٩٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ذَلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ﴾ مِن الريبة، ﴿وقُلُوبِهِنَّ﴾ وأطهر لقلوبهن من الريبة[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)
٦٢٦٩٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿ذَلِكُمْ أطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وقُلُوبِهِنَّ﴾، يعني: مِن الريبة والدَّنس[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٣-٧٣٤.]]. (ز)
﴿ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٢٦٩٤- عن أنس بن مالك، قال: كنت أدخل على رسول الله ﷺ بغير إذن، فجئتُ يومًا لأدخل، فقال: «على مكانك، يا بُنَيَّ، إنّه قد حدث بعدك أمرٌ، لا تدخل علينا إلا بإذن»[[أخرجه البخاري في الأدب المفرد ص٢٨١ (٨٠٧)، والطحاوي في شرح معاني الآثار ٤/٣٣٣ (٧٢٢٢)، من طريق جرير بن حازم، عن سلم العلوي، عن أنس به. وعزاه السيوطي إلى ابن سعد، وعبد بن حميد، وابن مردويه، والبيهقي في شعب الايمان.
صححّه الألباني في الصحيحة ٦/١١١١ (٢٩٥٧)، وفي تخريج الأدب المفرد (٨٠٧).]]. (١٢/١٠٦)
٦٢٦٩٥- عن أنس بن مالك، قال: أنا أول الناس عِلمًا بآية الحجاب، لَمّا نزلت قال لي رسول الله ﷺ: «لا تدخل على النساء». فما مر عليَّ يوم كان أشد منه[[أخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان ٢/١٣٧، من طريق كوشاذ بن شهمردان، عن محمد بن يحيى النيسابوري، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن صالح بن كيسان، عن الزهري، عن أنس بن مالك به.
وسنده ضعيف؛ فيه كوشاذ بن شهمردان، مجهول. ينظر: إرشاد القاصي والداني ص٤٧٥.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا ٥٣﴾ - نزول الآية
٦٢٦٩٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- في قوله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾ الآية، قال: نزلت في رجل هَمَّ أن يتزوج بعضَ نساء النبي ﷺ بعده. قال سفيان: ذكروا أنها عائشة[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٥٥-، وابن مردويه -كما في تخريج أحاديث الكشاف ٣/١٢٨-، من طريق علي بن الحسين، قال: حدثنا محمد بن أبي حماد، قال: حدثنا مهران، عن سفيان، عن داود بن أبي هند، عن عكرمة، عن ابن عباس به.
في إسناده ضعف؛ فيه محمد بن عبد الله بن أبى حماد الطرسوسي، لم أجد فيه جرحًا ولا تعديلًا، وقال عنه ابن حجر في التقريب (٦٠١٢): «مقبول». وفيه أيضًا مهران بن أبي عمر العطار أبو عبد الله الرازي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٩٣٣): «صدوق له أوهام، سيئ الحفظ».]]. (١٢/١١٢)
٦٢٦٩٧- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رجل: لئن مات محمد ﷺ لأتزوجن عائشة. فنزلت: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾ الآية[[أخرجه ابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة ٢/٧١٢ بنحوه. وأورده الواحدي في التفسير الوسيط ٣/٤٨٠، من طريق محمد بن مروان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس بنحوه.
إسناده ضعيف جدًّا؛ مسلسل بالضعفاء، قال عنه ابن حجر عنه في العجاب ١/٢٦٣: «سلسلة الكذب».]]. (١٢/١١٢)
٦٢٦٩٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: قال رجل من أصحاب النبي ﷺ: لو قد مات رسول الله ﷺ تزوجت عائشةَ، أو أم سلمة. فأنزل الله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾[[أخرجه البيهقي في السنن الكبرى ٧/١١٠ (١٣٤١٨).
قال البيهقي: «قال سليمان: لم يروه عن سفيان إلا مهران». وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد ١٠/٣٣٥: «رواه الطبراني بسند ضعيف جدًّا عن ابن عباس».
مهران هو: ابن أبي عمر العطار، أبوعبد الله الرازي، قال عنه ابن حجر في التقريب (٦٩٣٣): «صدوق له أوهام، سيئ الحفظ».]]. (١٢/١١٣)
ابنُ عطية (٧/١٤١-١٤٢) على أثر ابن عباس هذا بقوله: «هكذا كنى عنه ابن عباس بـ(بعض الصحابة)، وحكى مكي عن معمر أنه قال: هو طلحة بن عبيد الله. ثم قال: لله درُّ ابن عباس. وهذا عندي لا يصح على طلحة، الله عاصمه منه، وروي أن: رجلًا من المنافقين قال حين تزوج رسول الله ﷺ أم سلمة بعد أبي سلمة، وحفصة بعد خُنَيس بن حُذافة: ما بال محمد يتزوج نساءنا! واللهِ، لو مات لأَجَلْنا السهام على نسائه. فنَزلت الآية في هذا، وحرم الله تعالى نكاح أزواجه بعده، وجعل لهن حكم الأمهات».
٦٢٦٩٩- عن عبد الله بن عباس: أنّ رجلًا أتى بعضَ أزواج النبي ﷺ، فكلَّمها، وهو ابنُ عمها، فقال النبي ﷺ: «لا تقومنَّ هذا المقام بعد يومك هذا». فقال: يا رسول الله، إنها ابنة عمي، واللهِ، ما قلتُ لها منكرًا ولا قالت لي. قال النبي ﷺ: «قد عرفتُ ذلك؛ إنه ليس أحد أغيَر من الله، وإنه ليس أحد أغيَر مني». فمضي، ثم قال: يمنعني من كلام ابنة عمي! لأتزوجنَّها مِن بعده؛ فأنزل الله هذه الآية: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾. فأعتق ذلك الرجل رقبة، وحمل على عشرة أبعرة في سبيل الله، وحج ماشيًا؛ في كلمته[[عزاه السيوطي إلى جويبر.]]. (١٢/١١٣)
٦٢٧٠٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- قال: قال طلحة بن عبيد الله: لو قُبِض النبيُّ ﷺ تزوجتُ عائشةَ. فنزلت: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٢ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/١١٢)
٦٢٧٠١- عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: بلغنا: أنّ طلحة بن عبيد الله قال: أيحجبنا محمدٌ عن بنات عمِّنا ويتزوج نساءنا من بعدنا؟! لئن حَدَثَ به حَدَثٌ لَنتزوجَنَّ نساءه مِن بعده. فنزلت هذه الآية: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم -كما في تفسير ابن كثير ٦/٤٥٥، وتخريج أحاديث الكشاف ٣/١٢٨-.]]. (١٢/١١٢)
٦٢٧٠٢- عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، في قوله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾، قال: نزلت في طلحة بن عبيد الله؛ لأنه قال: إذا توفي رسول الله ﷺ تزوجتُ عائشةَ[[أخرجه ابن سعد ٨/٢٠١.]]. (١٢/١١٣)
٦٢٧٠٣- قال معمر بن راشد: سمعتُ أن هذا الرجل طلحة بن عبيد الله[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١٢٢.]]. (ز)
٦٢٧٠٤- قال مقاتل بن سليمان: قال طلحة بن عبيد الله القرشي من بني تيم بن مرَّة: ينهانا محمد أن ندخل على بنات عمنا! يعني: عائشة ﵂، وهما مِن بني تيم بن مرَّة، ثم قال في نفسه: واللهِ، لئن مات محمد وأنا حيٌّ لأتزوجن عائشة. فأنزل الله تعالى في قول طلحة بن عبيد الله: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٤-٥٠٥.]]. (ز)
٦٢٧٠٥- عن الليث بن سعد، أنّ طلحة بن عبيد الله قال: لَئِن قُبض رسول الله ﵇ تزوجتُ عائشة. قال: فنزل القرآن: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا إنَّ ذَلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾. قال الليث: عائشة بنت عمه؛ لأنه من قومها. قال: وظننت أن عمر بن الخطاب حين قال: لقد تُوُفِّي رسول الله ﵇، وأنه عَلى طلحة لَعاقِبٌ لهذا الأمر[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع - تفسير القرآن ٢/١٦٤-١٦٥ (٣٤٨).]]. (ز)
٦٢٧٠٦- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: بلغ النبيَّ ﷺ أنّ رجلًا يقول: لو توفي رسول الله ﷺ تزوجتُ فلانة من بعده. فكان ذلك يؤذي النبي ﷺ؛ فنزل القرآن: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٧٠ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/١١٢)
٦٢٧٠٧- قال يحيى بن سلّام: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا إنَّ ذَلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾، قال ناس من المنافقين: لو قد مات محمدٌ تزوجنا نساءَه. فأنزل الله هذه الآية[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٣٤.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا ٥٣﴾ - تفسير الآية
٦٢٧٠٨- عن عامر الشعبي -من طريق داود- في قوله: ﴿ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا﴾: أنّ النبيَّ ﷺ مات، وقد ملَك قَيْلة بنت الأشعث، فتزوجها عكرمةُ بن أبي جهل بعد ذلك، فشقَّ على أبي بكر مشقة شديدة، فقال له عمر: يا خليفةَ رسول الله، إنها ليست من نسائه، إنها لم يخيِّرها رسولُ الله ﷺ ولم يحجبها، وقد برَّأها منه بالرِّدَّة التي ارتدت مع قومها. فاطمأنّ أبو بكر وسكن[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٧٠.]]. (ز)
٦٢٧٠٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما كانَ لَكُمْ أنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ ولا أنْ تَنْكِحُوا أزْواجَهُ مِن بَعْدِهِ أبَدًا إنَّ ذَلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا﴾؛ لأنّ الله جعل نساءَ النبي ﷺ على المؤمنين في الحرمة كأمهاتهم، فمِن ثَمَّ عظَّم الله تزويجهن على المؤمنين[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٥٠٥.]]. (ز)
﴿وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا ٥٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٢٧١٠- عن أسماء بنت عميس، قالت: خطبني علِيٌّ، فبلغ ذلك فاطمة، فأتت النبي ﷺ، فقالت: إنّ أسماء متزوجة عليًّا. فقال لها النبي ﷺ: «ما كان لها أن تؤذي اللهَ ورسولَه»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ٥/١٣٩ (٤٨٩٢)، والكبير ٢٢/٤٠٥ (١٠١٥)، ٢٤/١٥٢ (٣٩٢)، والدارقطني في المؤتلف والمختلف ٢/٧٥١.
قال الطبراني: «لم يرو هذا الحديث عن هارون بن سعد إلا سليمان بن قرم، تفرّد به الجوهري». وقال الهيثمي في المجمع ٩/٢٠٣ (١٥٢٠٢): «رواه الطبراني في الكبير، والأوسط، وفيهما من لم أعرفه».]]. (١٢/١١٣)
٦٢٧١١- عن حذيفة بن اليمان، أنّه قال لامرأته: إن سَرَّك أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوَّجي بعدي؛ فإنّ المرأة في الجنة لِآخر أزواجها في الدنيا؛ فلذلك حرُم أزواج النبي ﷺ أن يُنكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة[[أخرجه البيهقي في السنن ٧/٦٩-٧٠.]]. (١٢/١١٤)
٦٢٧١٢- عن محمد بن شهاب الزهري -من طريق معمر- قال: بلغنا: أنّ العالية بنت ظبيان طلَّقها النبيُّ ﷺ قبل أن يحرِّم اللهُ نساءَه على الناس، فنكحت ابنّ عم لها، وولدت فيهم[[أخرجه عبد الرزاق في المصنف (١٣٩٩٦)، وفي تفسيره ٣/١١٦ بنحوه، والبيهقي في السنن ٧/٧٣ من طريق يونس. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/١١٤)
{"ayah":"یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَدۡخُلُوا۟ بُیُوتَ ٱلنَّبِیِّ إِلَّاۤ أَن یُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَیۡرَ نَـٰظِرِینَ إِنَىٰهُ وَلَـٰكِنۡ إِذَا دُعِیتُمۡ فَٱدۡخُلُوا۟ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُوا۟ وَلَا مُسۡتَـٔۡنِسِینَ لِحَدِیثٍۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ یُؤۡذِی ٱلنَّبِیَّ فَیَسۡتَحۡیِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا یَسۡتَحۡیِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَـٰعࣰا فَسۡـَٔلُوهُنَّ مِن وَرَاۤءِ حِجَابࣲۚ ذَ ٰلِكُمۡ أَطۡهَرُ لِقُلُوبِكُمۡ وَقُلُوبِهِنَّۚ وَمَا كَانَ لَكُمۡ أَن تُؤۡذُوا۟ رَسُولَ ٱللَّهِ وَلَاۤ أَن تَنكِحُوۤا۟ أَزۡوَ ٰجَهُۥ مِنۢ بَعۡدِهِۦۤ أَبَدًاۚ إِنَّ ذَ ٰلِكُمۡ كَانَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِیمًا"}