الباحث القرآني
﴿هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا ٤٣﴾ - نزول الآية
٦٢٣٨٤- قال أنس بن مالك: لَمّا نزلت: ﴿إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النبي يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ الآية [الأحزاب:٥٦] قال أبو بكر: ما خصَّك اللهُ بشرف إلا وقد أشركتنا فيه. فأنزل الله تعالى هذه الآية: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ وكانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[[أورده الثعلبي ٨/٥٢.]]. (ز)
٦٢٣٨٥- عن مجاهد بن جبر، قال: لَمّا نزلت: ﴿إنَّ اللَّهَ ومَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النبي﴾ الآية [الأحزاب:٥٦] قال أبو بكر: يا رسول الله، ما أنزل الله عليك خيرًا إلا أُشرِكنا فيه! فنزلت: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/٧١)
٦٢٣٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ وكانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾ نزلت في الأنصار[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٩.]]. (ز)
﴿هُوَ ٱلَّذِی یُصَلِّی عَلَیۡكُمۡ وَمَلَـٰۤىِٕكَتُهُۥ﴾ - تفسير
٦٢٣٨٧- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «قلتُ لجبريل: هل يصلي ربُّك؟ قال: نعم. قلتُ: وما صلاتُه؟ قال: سُبُّوحٌ قُدُّوس، تغلب رحمتي غضبي»[[أخرجه الطبراني في الأوسط ١/٤٢ (١١٤)، وفي الصغير ١/٤٨ (٤٣). وأورده الديلمي في الفردوس ٣/٢٢٦ (٤٦٦٣). قال الهيثمي في المجمع ١٠/٢١٣ (١٧٦١٢): «رواه الطبراني في الصغير، والأوسط، ورجاله وُثِّقوا». وقال الألباني في الضعيفة ٣/٥٧٠ (١٣٨٦): «موضوع بهذا التمام».]]٥٢٤٢. (١٢/٧٣)
٦٢٣٨٨- عن عبد الله بن الزبير: أنّ النبي ﷺ ليلة أُسري به قال له جبريل: إنّ ربك يصلي. قال: «يا جبريل، كيف يصلي؟». قال: يقول: سُبُّوح قدوس، رب الملائكة والروح، سبقت رحمتي غضبي[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه. قال ابن عراق الكناني في تنزيه الشريعة ١/١٤٣، والسيوطي في اللالئ المصنوعة ١/٢٧: «فيه سندل: عمر بن قيس المكي». قال ابن حجر في التقريب (٤٩٥٩) عن سندل: «متروك».]]. (١٢/٧٤)
٦٢٣٨٩- عن سليم بن عامر، قال: جاء رجل إلى أبي أمامة، فقال: إنِّي رأيتُ في منامي أنّ الملائكة تصلي عليك كلما دخلتَ، وكلما خرجتَ، وكلما قمتَ، وكلما جلستَ! قال: وأنتم لو شئتم صلَّتْ عليكم الملائكة. ثم قرأ: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وأَصِيلًا﴾[[أخرجه الحاكم ٢/٤١٨، والبيهقي في الدلائل ٧/٢٥.]]. (١٢/٧٢)
٦٢٣٩٠- قال عبد الله بن عباس: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾، قال: صلاة الله: الرحمة. وصلاة الملائكة: الاستغفار[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٥.]]. (ز)
٦٢٣٩١- عن أبي العالية الرياحي، في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾، قال: صلاة الله: ثناؤه. وصلاة الملائكة: الدعاء[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم، كذلك الحافظ في فتح الباري ٨/٥٣٣.]]. (١٢/٧٢)
٦٢٣٩٢- عن سعيد بن جبير، في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾، قال: الله يغفر لكم، وتستغفر لكم ملائكته[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١٢/٧٢)
٦٢٣٩٣- عن عكرمة مولى ابن عباس، قال: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾ صلاة الرب: الرحمة. وصلاة الملائكة: الاستغفار[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.]]. (١٢/٧٢)
٦٢٣٩٤- عن الحسن البصري -من طريق معمر- في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾، قال: إنّ بَنِي إسرائيل سألوا موسى: هل يصلي ربُّك؟ فكأنّ ذلك كَبُر في صدر موسى، فأوحى الله إليه: أخبِرْهم أنِّي أُصَلِّي، وأنّ صلاتي: إن رحمتي سبقت غضبي[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١١٩. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم. كما أخرجه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٥ من طريق أبي الأشهب بلفظ أوسع وفي آخره: فأخبرهم عني أني أصلي، وأن صلاتي عليهم: لتسبق رحمتي غضبي، ولولا ذلك لهلكوا.]]. (١٢/٧٣)
٦٢٣٩٥- عن شهر بن حوشب، ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾، قال: قال بنو إسرائيل: يا موسى، سل لنا ربك: هل يصلي؟ فتعاظم ذلك عليه، فقال: يا موسى، ما يسألك قومُك؟ فأخبَرَه، قال: نعم، أخبرهم أنِّي أصلي، وأن صلاتي: إن رحمتي سبقت غضبي، ولولا ذلك لهلكوا[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (١٢/٧٣)
٦٢٣٩٦- عن عطاء بن أبي رباح، في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾، قال: صلاته على عباده: سُبُّوح قدوس، تغلب رحمتي غضبي[[عزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (١٢/٧٣)
٦٢٣٩٧- قال إسماعيل السُّدِّيّ: قالت بنو إسرائيل لموسى: أيُصَلِّي ربُّنا؟ فكَبُرَ هذا الكلامُ على موسى، فأوحى الله إليه أن قل لهم: إنِّي أصلي، وإن صلاتي رحمتي، وقد وسعت رحمتي كل شيء[[تفسير الثعلبي ٨/٥١، وتفسير البغوي ٦/٣٦٠.]]. (ز)
٦٢٣٩٨- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ﴾ يعني الله -تبارك وتعالى-: هو الذي يغفر لكم إذا أطعتموه. قال: ﴿ومَلائِكَتُهُ﴾ يعني: هو الذي يصلي عليكم؛ يغفر لكم، ويستغفر لكم الملائكة[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٥.]]٥٢٤٣. (ز)
٦٢٣٩٩- قال مقاتل بن سليمان: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ﴾ نزلت في الأنصار، هو الذي يغفر لكم ويأمر الملائكة بالاستغفار لكم[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٩.]]٥٢٤٤. (ز)
٦٢٤٠٠- عن أبي توبة، قال: سُئِل سفيان عن قوله: «اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، إنك حميد مجيد». قال: أكرم الله أمةَ محمد ﷺ، فصلّى عليهم كما صلّى على الأنبياء، فقال: ﴿هو الذي يصلي عليكم وملائكته﴾ [الأحزاب:٤٣]، وقال للنبي ﷺ: ﴿إن صلاتك سكن لهم﴾ [التوبة:١٠٣]، والسكن من السكينة، فصلى عليهم كما صلى على إبراهيم وعلى إسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط، وهؤلاء الأنبياء المخصوصون منهم، وعمَّ الله هذه الأمة بالصلاة، وأدخلهم فيما دخل فيه نبيهم ﷺ، ولم يدخل في شيء إلا دخلت فيه أمته. وتلا قوله: ﴿إن الله وملائكته يصلون على النبي﴾ الآية، وقال: ﴿هو الذي يصلي عليكم وملائكته﴾ [الأحزاب:٤٣]، وذكر قوله: ﴿إنا فتحنا لك فتحًا مبينًا ليغفر﴾ إلى قوله: ﴿من تحتها الأنهار﴾ [الفتح:١-٥] القصة[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٧/٣٠١. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم مختصرًا.]]. (١٢/٧٢)
﴿لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا ٤٣﴾ - تفسير
٦٢٤٠١- قال يحيى بن سلّام: قال الحسن: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾ من الضلالة إلى الهدى. وتفسير الحسن: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾ أنه يعصم المؤمنين مِن الضلالة. وقال: هو كقول الرجل: الحمد لله الذي نجّانِي مِن كذا وكذا. لأمرٍ لم ينزل به، صرفه الله عنه[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٥.]]. (ز)
٦٢٤٠٢- قال إسماعيل السُّدِّيّ: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾، يعني: مِن الشرك إلى الإيمان[[علقه يحيى بن سلّام ٢/٧٢٥.]]. (ز)
٦٢٤٠٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾، يعني: لكي يخرجكم من الظلمات إلى النور، يعني: مِن الشرك إلى الإيمان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٩٩.]]. (ز)
٦٢٤٠٤- قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- في قوله: ﴿هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ ومَلائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إلى النُّورِ﴾، قال: مِن الضلالة إلى الهدى. قال: والضلالة: الظلمات. والنور: الهدى[[أخرجه ابن جرير ١٩/١٢٤.]]. (ز)
﴿لِیُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِۚ وَكَانَ بِٱلۡمُؤۡمِنِینَ رَحِیمࣰا ٤٣﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٢٤٠٥- عن مصعب بن سعد، قال: إذا قال العبد: سبحان الله. قالت الملائكة: وبحمده. وإذا قال: سبحان الله وبحمده. صلَّوا عليه[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي شيبة.]]. (١٢/٧٣)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.