الباحث القرآني
﴿وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا ١٢﴾ - نزول الآية
٦١٨٠٠- عن عمرو بن عوف المزني -من طريق عبد الله بن عمرو بن عوف- قال: خطَّ رسولُ الله ﷺ الخندقَ عام الأحزاب، فخرجت لنا مِن الخندق صخرةٌ بيضاءُ مُدَوَّرة، فكسرت حديدنا، وشقَّت علينا، فشكونا إلى رسول الله ﷺ، فأخذ المِعْوَلَ مِن سلمان، فضرب الصخر ضربةً صدعها، وبرقت منها برقة أضاءت ما بين لابَتَيِ المدينة، حتى لكأنّ مصباحًا في جوف ليل مظلم، فكبَّر رسولُ الله ﷺ، وكبَّر المسلمون، ثم ضربها الثانية، فصدعها، وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها، فكبَّر ﷺ، وكبَّر المسلمون، ثم ضربها الثالثة، فكسرها، وبرق منها برقة أضاء ما بين لابتيها، فكبَّر، وكبر المسلمون، فسألناه، فقال: «أضاء لي في الأولى قصور الحيرة ومدائن كسرى كأنها أنياب الكلاب، فأخبرني جبريل أنّ أمتي ظاهِرةٌ عليها، وأضاء لي في الثانية قصور الحمر من أرض الروم كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها، وأضاء لي في الثالثة قصور صنعاء كأنها أنياب الكلاب، وأخبرني جبريل أن أمتي ظاهرة عليها، فأبشِروا بالنصر». فاستبشر المسلمون، وقالوا: الحمد لله، موعدٌ صادق بأن وعدنا النصر بعد الحصر. فطلعت الأحزاب، فقال المسلمون: ﴿هَذا ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ وصَدَقَ اللَّهُ ورَسُولُهُ وما زادَهُمْ إلّا إيمانًا وتَسْلِيمًا﴾. وقال المنافقون: ألا تعجبون! يحدثكم ويعدكم ويمنيكم الباطل، يخبر أنه يُبْصِر مِن يثرب قصور الحيرة ومدائن كسرى، وأنها تفتح لكم، وأنتم تحفرون الخندق ولا تستطيعون أن تبرزوا! وأنزل القرآن: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤/٦٢-٦٣، والبيهقي في دلائل النبوة ٣/٤١٨-٤٢٠، وابن جرير ١٩/٣٩-٤٢. وأورده الثعلبي ٣/٤٠-٤١. قال ابن كثير في البداية والنهاية ٦/٢٨: «وهذا حديث غريب».]]. (١١/٤٣)
٦١٨٠١- عن عروة بن الزبير -من طريق يزيد بن رومان-= (ز)
٦١٨٠٢- ومحمد بن كعب القرظي -من طريق يزيد بن زياد- قالا: قال مُعَتِّب بن قُشَير: كأنّ محمدًا يرى أن يأكل مِن كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا لا يأمن أن يذهب إلى الغائط! وقال أوس بن قَيْظيٍّ في مَلَأٍ مِن قومه مِن بني حارثة: إنّ بيوتنا عورة، وهي خارجة من المدينة، ائذن لنا فنرجع إلى نسائنا وأبنائنا وذرارينا. فأنزل الله على رسوله حين فرغ منهم ما كانوا فيه من البلاء يذكرهم نعمته عليهم، وكفايته إيّاهم بعد سوء الظن منهم، ومقالة مَن قال مِن أهل النفاق: ﴿يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ جاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ رِيحًا وجُنُودًا لَمْ تَرَوْها﴾ فكانت الجنود قريشًا وغطفان وبني قريظة، وكانت الجنود التي أرسل الله عليهم مع الريح الملائكة، ﴿إذْ جاءُوكُمْ مِن فَوْقِكُمْ﴾ بنو قريظة، ﴿ومِن أسْفَلَ مِنكُمْ﴾ قريش وغطفان. إلى قوله: ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾ يقول: مُعَتِّب بن قُشَير وأصحابه، ﴿وإذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ﴾ يقول: أوس بن قَيْظيّ ومَن كان معه على ذلك مِن قومه[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ٢/٢٢٢، ٢٤٥-٢٤٦-، والبيهقي في الدلائل ٣/٤٣٥-٤٣٦. وعزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٧٤٥)
٦١٨٠٣- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- قال: قال المنافقون يوم الأحزاب حين رأوا الأحزاب قد اكتنفوهم مِن كل جانب، فكانوا في شكٍّ وريبة مِن أمر الله، قالوا: إنّ محمدًا كان يَعِدُنا فتحَ فارس والروم، وقد حُصِرنا هاهنا حتى ما يستطيع أحدُنا أن يبرز لحاجته. فأنزل الله: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٨-٣٩ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥٠)
٦١٨٠٤- عن إسماعيل السُّدِّيّ، قال: حفر رسول الله ﷺ الخندق، واجتمعت قريش وكنانة وغطفان، فاستأجرهم أبو سفيان بِلَطِيمَة[[اللّطيمة: الجمال التي تحمل العطر والبَزَّ، غير المِيرة. النهاية (لطم).]] قريش، فأقبلوا حتى نزلوا بفنائه، فنزلت قريش أسفل الوادي، ونزلت غطفان عن يمين ذلك، وطليحة الأسدي في بني أسد يسار ذلك، وظاهروهم بنو قريظة من اليهود على قتال النبي ﷺ، فلما نزلوا بالنبي ﷺ بحضرة المدينة حفرَ النبيُّ ﷺ الخندقَ، فبينما هو يضرب فيه بمِعْوَله إذ وقع المِعْوَل في صفا، فطارت منه كهيئة الشهاب مِن نار في السماء، وضرب الثاني، فخرج مثل ذلك، فرأى ذلك سلمانُ، فقال له: يا رسول الله، قد رأيتُ خرج مِن كل ضربة كهيئة الشهاب فسطع إلى السماء! فقال: «قد رأيت ذلك؟». فقال: نعم، يا رسول الله. قال: «يفتح لكم أبواب المدائن، وقصور الروم، ومدائن اليمن». قال: ففشا ذلك في أصحاب النبي ﷺ، فتحدثوا به، فقال رجل مِن الأنصار يدعى بَشير بن مُعتِّب: أيَعِدُنا محمد أن يفتح لنا مدائن اليمن وبيض المدائن وقصور الروم، وأحدُنا لا يستطيع أن يقضي حاجته إلا قتل؟! هذا -واللهِ- الغرور. فأنزل الله في هذا: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٥٠)
٦١٨٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾، وذلك أنّ النبي ﷺ لَمّا بلغه إقبال المشركين مِن مكة أمَر بحفر الخندق، فحفر كلُّ بني أبٍ على حِدَة، وصار سلمان الفارسي في بني هاشم، فأتى سلمان على صخرة فلم يستطع قلعها، فأخذ النبي ﷺ المعول من سلمان، فضرب به ثلاث ضربات، فانصدع الحجر، وسطع نور من الحجر كأنه البرق، فقال سلمان: يا رسول الله، لقد رأيتُ مِن الحجر أمرًا عجيبًا وأنت تضربه. فقال النبي ﷺ: «وهل رأيت؟». قال: نعم. قال النبي ﷺ: «رأيت في الضربة الأولى [قرى] اليمن، وفي الضربة الثانية أبيض المدائن، وفي الضربة الثالثة مدائن الروم، ولقد أوحى الله ﷿ إلَيَّ بأنّه يفتحهن على أُمَّتي». فاستبشر المؤمنون، وفشا ذلك في المسلمين، فلما رأوا شدة القتال والحصر ارتاب المنافقون، فأساءوا القول، قال مُعَتِّب بن قُشَير بن عدي الأنصاري من الأوس من بني عمرو بن عوف: يعِدنا محمد فتح قصور اليمن وفارس والروم، ولا يستطيع أحدُنا أن يبرز إلى الخلاء حتى يوضع فيه سهم؟! هذا -واللهِ- الغرورُ مِن قول ابن عبد المطلب. وتابعه على ذلك نفر؛ فأنزل الله تعالى: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: كفرًا ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٨.]]. (ز)
﴿وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا ١٢﴾ - تفسير الآية
٦١٨٠٦- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿هُنالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وزُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِيدًا * وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، ومَن كان معه على رأيه[[عزاه السيوطي إلى ابن إسحاق، وابن مردويه.]]. (١١/٧٤٤)
٦١٨٠٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح - في قوله: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ﴾، قال: تكلموا بما في أنفسهم مِن النفاق، وتكلم المؤمنون بالحق والإيمان، ﴿قالوا هذا ما وعدنا الله ورسوله﴾[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٧-٣٨ بنحوه. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٧٤٩)
٦١٨٠٨- عن الحسن البصري: ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ الشرك[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٥.]]. (ز)
٦١٨٠٩- عن قتادة بن دعامة، في قوله: ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾: النِّفاق[[علقه يحيى بن سلام ٢/٧٠٥.]]. (ز)
٦١٨١٠- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾، قال ناس من المنافقين: أيعِدُنا محمدٌ أن نفتح قصور الشام وفارس، وأحدُنا لا يستطيعُ أن يُجاوِزَ رَحْلَه؟! ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورًا[[أخرجه عبد الرزاق ٢/١١٣-١١٤.]]. (ز)
٦١٨١١- عن يزيد بن رومان -من طريق ابن إسحاق- ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾، يقول: مُعتِّب بن قُشَير، إذ قال ما قال يوم الخندق[[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٨.]]. (ز)
٦١٨١٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ﴾ منهم أوس بن قيظي، ومعتب بن قشير الأنصاري ﴿والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: الشك ... ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ يعني: كفرًا ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾ قال مُعتِّب بن قُشَير: إنّ الذي يقول لهو الغرور. ولم يقل: إنّ الذي وعدنا الله ورسوله غرورًا؛ لأنّه لا يُصَدِّق بأن محمدًا ﷺ رسول فيصدقه. فقال الله تعالى: إن الذي قال محمد هو ما وعد الله، وهو قول الله ﷿. فأكذب الله مُعَتِّبًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٧٧-٤٧٨.]]. (ز)
٦١٨١٣- عن محمد بن إسحاق -من طريق وهب، عن أبيه- قال: ثم ذكر المنافقين ﴿والذين في قلوبهم مرض ما وعدنا الله ورسوله إلا غرورا﴾ يعني بذلك: مُعَتِّب بن قُشَير حين قال ما قال، ثم ذكر قول بني حارثة ومبعثهم أوس بن قَيْظيّ إلى رسول اللهﷺ حين قالوا: ﴿إن بيوتنا عوره وماهي بعورة إن يريدون إلا فرارا﴾[[أخرجه إسحاق البستي ص١١٦.]]. (ز)
٦١٨١٤- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- قال: قال رجلٌ يوم الأحزاب لرجل مِن صحابة النبي ﷺ: يا فلان، أرأيت إذ يقول رسولُ الله ﷺ: «إذا هلك قيصر فلا قيصر بعده، وإذا هلك كسرى فلا كسرى بعده، والذي نفسي بيده، لتنفقن كنوزهما في سبيل الله». فأين هذا مِن هذا، وأحدنا لا يستطيع أن يخرج يبول من الخوف؟! ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ إلّا غُرُورًا﴾ فقال له: كذبت، لأُخبِرَنَّ رسولَ الله ﷺ خبرَك. قال: فأتى رسول الله ﷺ، فأخبره، فدعاه، فقال: «ما قلتَ؟». فقال: كذب عَلَيَّ، يا رسول الله، ما قلت شيئًا، ما خرج هذا مِن فمي قطُّ. قال الله: ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ ما قالُوا ولَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ﴾ حتى بلغ ﴿وما لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ﴾ [التوبة:٧٤]. قال: فهذا قول الله: ﴿إنْ نَعْفُ عَنْ طائِفَةٍ مِنكُمْ نُعَذِّبْ طائِفَةً﴾ [التوبة:٦٦][[أخرجه ابن جرير ١٩/٣٩.]]. (ز)
٦١٨١٥- قال يحيى بن سلّام: ﴿وإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ والَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ﴾ وهم المنافقون، وصفهم بالوجهين جميعًا، والنفاق أنهم نافقوا بقلوبهم عن ما أظهروا بألسنتهم، والمرض ما في قلوبهم: ﴿ما وعَدَنا اللَّهُ ورَسُولُهُ﴾ في ما يزعم أنّه رسوله ﴿إلّا غُرُورًا﴾، وذلك أنّه لَمّا أنزل الله في سورة البقرة: ﴿أمْ حَسِبْتُمْ أنْ تَدْخُلُوا الجَنَّةَ﴾ إلى قوله: ﴿ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ [البقرة:٢١٤] فوعد الله المؤمنين أن ينصرهم كما نصر مَن قبلهم بعد أن يُزَلْزَلوا، وهي الشدة، وأن يُحرَّكوا بالخوف كما قال النبيون حيث يقول الله: ﴿حَتّى يَقُولَ الرَّسُولُ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتى نَصْرُ اللَّهِ﴾. قال الله: ﴿ألا إنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾. فقال المنافقون: وعدنا الله النصرَ، فلا نرانا نُنْصر، ونرانا نُقتل ونُهزم. ولم يكن في ما وعدهم الله ألا يُقتَل منهم أحد، وألّا يُهزَموا في بعض الأحايين، وقد قال في آية أخرى: ﴿وتِلْكَ الأَيّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النّاسِ﴾ [آل عمران:١٤٠]، وإنما وعدهم النصر في العاقبة[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٧٠٥-٧٠٦.]]. (ز)
﴿وَإِذۡ یَقُولُ ٱلۡمُنَـٰفِقُونَ وَٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ مَّا وَعَدَنَا ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥۤ إِلَّا غُرُورࣰا ١٢﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦١٨١٦- عن جابر بن عبد الله، قال: لَمّا حفر رسولُ الله ﷺ وأصحابه الخندق؛ أصاب النبيَّ ﷺ والمسلمين جهدٌ شديد، فمكثوا ثلاثًا لا يجدون طعامًا، حتى ربط النبيُّ ﷺ على بطنه حجرًا مِن الجوع[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٤/٤١٨، والبيهقي في الدلائل ٣/٤٢٢، ٤٢٥، والحديث عند البخاري (٤١٠١) مطولًا.]]. (١١/٧٤٩)
٦١٨١٧- عن البراء بن عازب، قال: لَمّا كان حيث أمرنا رسول الله ﷺ أن نحفر الخندق؛ عَرَض لنا في بعض الجبل صخرةٌ عظيمة شديدة، لا تدخل فيها المعاول، فاشتكينا ذلك إلى رسول الله ﷺ، فجاء رسول الله ﷺ، فلما رآها أخذ المعول، وألقى ثوبه، وقال: «باسم الله». ثم ضرب ضربة، فكسر ثلثها، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح الشام، واللهِ، إني لأبصر قصورها الحمر الساعة». ثم ضرب الثانية، فقطع ثلثًا آخر، فقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح فارس، واللهِ، إني لأبصر قصر المدائن الأبيض». ثم ضرب الثالثة، فقال: «باسم الله». فقطع بقية الحجر، وقال: «الله أكبر، أعطيت مفاتيح اليمن، واللهِ، إنِّي لأبصر أبواب صنعاء»[[أخرجه أحمد ٣٠/٦٢٥-٦٢٧ (١٨٦٩٤، ١٨٦٩٥)، وابن أبي شيبة ٧/٣٧٨ (٣٦٨٢٠) واللفظ له. قال الهيثمي في المجمع ٦/١٣٠-١٣١ (١٠١٣٨): «رواه أحمد، وفيه ميمون أبو عبد الله، وثّقه ابن حبان، وضعّفه جماعة، وبقيّة رجاله ثقات». وقال ابن حجر في الفتح ٧/٣٩٧: «إسناد حسن».]]. (١١/٧٤٦)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.