الباحث القرآني

﴿ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾ - قراءات

٦١٢٨٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنّه كان يقرؤها: ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٩٧. وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن أبي شيبة، وابن المنذر. وهي قراءة متواترة، قرأ بها نافع، وعاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وقرأ بقية العشرة: ‹خَلْقَهُ› بإسكان اللام. انظر: النشر ٢/٣٤٧، والإتحاف ص٤٤٩.]]٥١٦٠. (١١/٦٧٨)

٥١٦٠ ذكر ابنُ جرير (١٨/٥٩٧) اختلاف القرأة في قراءة قوله تعالى: ﴿خَلَقَهُ﴾ على قراءتين: الأولى: بسكون اللام. الثانية: بفتح اللام. ثم رجَّح صوابَ القراءتين، ووجَّههما بقوله: «والصواب من القول في ذلك عندي أن يُقال: إنهما قراءتان مشهورتان، قد قرأ بكلِّ واحدةٍ منهما علماء مِن القرأة، صحيحتا المعنى، وذلك أن الله أحْكَم خَلْقَه، وأحْكَم كلَّ شيءٍ خَلَقَه، فبأيَّتهما قرأ القارئ فمصيب».

﴿ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾ - تفسير الآية

٦١٢٨٣- عن ابن عباس، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، قال: «أما إنّ إسْت القِردة ليس بحسنة، ولكنه أحْكَمَ خلقَها»[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٧٨)

٦١٢٨٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، قال: أما إن إست القردة ليست بحسنة، ولكنه أحكم خلقها[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٩٧. وعزاه السيوطي إلى الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، وابن أبي شيبة، وابن المنذر.]]. (١١/٦٧٨)

٦١٢٨٥- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، قال: صورته[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٧٨)

٦١٢٨٦- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾: فجعل الكلب في خلْقه حسنًا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٧٨)

٦١٢٨٧- عن عبد الله بن عباس، في قوله: ﴿أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، قال: أحسن خلْق كل شيء؛ القبيح والحسن، والعقارب والحيات، وكل شيء مما خلق، وغيره لا يُحسِن شيئًا من ذلك[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٧٩)

٦١٢٨٨- عن مجاهد بن جبر -من طريق خصيف- في قوله: ‹أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ›، قال: أتقن، لم يُرَكِّب الإنسان في صورة الحمار، ولا الحمار في صورة الإنسان[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٩٩ بلفظ: أعطى كل شيء خلقه؛ قال: الإنسان للإنسان، والفرس للفرس، والحمار للحمار. وعزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٧٩)

٦١٢٨٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق الأعرج- قال: هو مثل ﴿أعْطى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدى﴾ [طه: ٥٠]، قال: فلم يجعل خلق البهائم في خلق الناس، ولا خلق الناس في خلق البهائم، ولكن خلَق كلَّ شيء فقدَّره تقديرًا[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٩٨.]]. (ز)

٦١٢٩٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾: أتقن كل شيء خلقه[[تفسير مجاهد (٥٤٤)، وأخرجه ابن جرير ١٨/٥٩٨.]]. (ز)

٦١٢٩١- عن عكرمة مولى ابن عباس -من طريق يزيد- في قوله: ﴿الذي أحسن كل شيء خلقه﴾، قال: كل شيء في خلقه حُسْن[[أخرجه إسحاق البستي ص١٠٠.]]. (ز)

٦١٢٩٢- عن قتادة بن دعامة -من طريق معمر- في قوله تعالى: ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، قال: أحسن خلْق كل شيء[[أخرجه عبد الرزاق ٣/٢٦، وابن جرير ١٨/٥٩٩ من طريق سعيد بلفظ: حسّن على نحو ما خلَق.]]٥١٦١. (ز)

٥١٦١ اختلف في معنى: ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾ في هذه الآية على ثلاثة أقوال: الأول: أتقن كلَّ شيءٍ وأحْكَمَه. الثاني: الذي حسَّن خَلْق كلِّ شيء. وهذان القولان على قراءة من قرأ بفتح اللام. الثالث: أعْلَمَ كل شيء خَلْقه. وهذا القول على قراءة من قرأ بتسكين اللام. ووجَّه ابنُ عطية (٧/٦٩) القول الأول بقوله: «فهو حسنٌ من جهة ما هو لمَقاصِدِه التي أريد لها». ووجَّه ابنُ جرير (١٨/٥٩٩-٦٠٠) القول الثاني -وهو قول قتادة من طريق سعيد- بقوله: «وأما الذي وجَّه تأويل ذلك إلى أنه بمعنى: الذي أحسن خَلْقَ كلِّ شيء، فإنه جعل الخَلْقَ نصبًا بمعنى التفسير، كأنه قال: الذي أحسن كلَّ شيءٍ خَلْقًا منه. وقد كان بعضهم يقول: هو من المقدَّم الذي معناه التأخير». ووجَّهه ابنُ كثير (١١/٩٢) بقوله: «كأنه جعله من المقدَّم والمؤخَّر». ووجَّه ابنُ جرير (١٨/٥٩٨-٥٩٩) القول الثالث بقوله: «كأنهم وجَّهوا تأويل الكلام إلى أنه ألْهَمَ خَلْقَه ما يحتاجون إليه، وأن قوله: ﴿أحْسَنَ﴾ إنما هو من قول القائل: فلانٌ يُحسِن كذا، إذا كان يَعْلَمُه ... وعلى هذا القول،»الخَلْق«و»الكلّ«منصوبان بوقوع ﴿أحسن﴾ عليهما». ورجَّح ابنُ جرير (١٨/٥٩٩) مستندًا إلى الدلالة العقلية القول الأول، وهو قول ابن عباس من طريق عكرمة، ومجاهد من طريق ابن أبي نجيح، وعلَّل ذلك بقوله: «لأنه لا معنى لذلك إذ قُرِئ كذلك إلا أحد وجهين؛ إمّا هذا الذي قلنا من معنى الإحكام والإتقان، أو معنى التَّحسين الذي هو في معنى الجمال والحُسْن؛ فلما كان في خَلْقِه ما لا يُشَكُّ في قُبْحِه وسماجته عُلِمَ أنه لم يَعْنِ به أنه حسَّن كلَّ ما خلَق، ولكن معناه أنه أحكمه وأتقن صنعته». وانتقد ابنُ عطية القول الثالث قائلًا: «وهذا قولٌ فيه بُعْد».

٦١٢٩٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ﴾، يعني: عَلِم كيف يخلق الأشياء من غير أن يعلّمه أحد[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٤٩، وأخرجه البيهقي في القضاء والقدر ٣/٨٤٥ عن الهذيل عن مقاتل. وذكره الثعلبي ٧/٣٢٧، والبغوي ٦/٣٠١.]]. (ز)

﴿ٱلَّذِیۤ أَحۡسَنَ كُلَّ شَیۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية

٦١٢٩٤- عن أبي أمامة، قال: بينما نحن مع رسول الله ﷺ إذ لحقنا عمرو بن زرارة الأنصاري في حُلَّة قد أسبل، فأخذ النبيُّ ﷺ بناحية ثوبه، فقال: يا رسول الله، إنِّي أحمش[[أحمش الساقين: دقيقهما. التاج (حمش).]] الساقين. فقال رسول الله ﷺ: «يا عمرو بن زرارة، إنّ الله قد أحسن كل شيء خلقه، يا عمرو بن زرارة، إن الله لا يُحِبُّ المُسْبِلين»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/٢٣٢ (٧٩٠٩) من طريق إبراهيم بن العلاء الحمصي، عن الوليد بن مسلم، عن الوليد بن أبي السائب، عن القاسم، عن أبي أمامة به. قال الهيثمي في المجمع ٥/١٢٤ (٨٥٢٥): «رواه الطبراني بأسانيد، ورجال أحدهما ثقات». وقال الألباني في الصحيحة ٧/١٧٣٥ تعقيبًا على كلام الهيثمي: «وهو كما قال، وهو حسن، لولا أن الوليد بن مسلم يُدَلِّس تدليس التسوية».]]. (١١/٦٧٩)

٦١٢٩٥- عن الشريد بن سويد، قال: أبصر النبيُّ ﷺ رجلًا قد أسبل إزارَه، فقال له: «ارفع إزارك». فقال: يا رسول الله، إني أحنف[[الحنف: إقبال القدم بأصابعها على القدم الأخرى. النهاية ١/٤٥١.]] تَصطَكُّ ركبتاي. قال: «ارفع إزارك؛ كُلُّ خلْق الله حسن»[[أخرجه أحمد ٣٢/٢٢١ (١٩٤٧٢)، ٣٢/٢٢٣ (١٩٤٧٥)، والطبراني في الكبير ٧/٣١٥ (٧٢٤٠) من طريق إبراهيم بن ميسرة، عن عمرو بن الشريد، عن أبيه به. قال ابن كثير في جامع المسانيد والسنن ٤/٢٣٩ (٥٢٠٠): «إسناده صحيح». وقال الهيثمي في المجمع ٥/١٢٤ (٨٥٢٤): «رجال أحمد رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٣/٤٢٧ (١٤٤١): «وإسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، وهو على شرط الشيخين».]]. (١١/٦٧٩)

﴿وَبَدَأَ خَلۡقَ ٱلۡإِنسَـٰنِ مِن طِینࣲ ۝٧﴾ - تفسير

٦١٢٩٦- عن مجاهد بن جبر، في قوله: ﴿وبَدَأَ خَلْقَ الإنْسانِ مِن طِينٍ﴾، قال: آدم[[عزاه السيوطي إلى الفريابي، وابن جرير، وابن أبي شيبة، وابن المنذر. وينظر: تغليق التعليق ٤/٢٨٠.]]. (١١/٦٨٠)

٦١٢٩٧- عن قتادة بن دعامة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وبَدَأَ خَلْقَ الإنْسانِ﴾: وهو آدم[[أخرجه ابن جرير ١٨/٦٠٠. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٨٠)

٦١٢٩٨- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وبَدَأَ خَلْقَ الإنْسانِ﴾ يعني: آدم ﵇ ﴿مِن طِينٍ﴾ كان أوله طينًا، فلمّا نفخ فيه الروح صار لحمًا ودمًا[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٤٩.]]. (ز)

٦١٢٩٩- قال يحيى بن سلّام: ﴿الَّذِي أحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وبَدَأَ خَلْقَ الإنْسانِ مِن طِينٍ﴾، يعني: آدم، خلق الله -تبارك وتعالى- آدم مِن طين قَبَضَه مِن جميع الأرض؛ بيضاء، وحمراء، وسوداء، فجاء بنو آدم على قدر الأرض؛ فمنهم الأبيض والأحمر والأسود، والسهل والحَزْن، والخبيث والطيب[[تفسير يحيى بن سلام ٢/٦٨٦.]]. (ز)

    1. أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.

    أمّهات

    جمع الأقوال

    منتقاة

    عامّة

    معاصرة

    مركَّزة العبارة

    آثار

    إسلام ويب