الباحث القرآني
﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥﴾ - نزول الآية
٦٠٩٧٦- عن سعد بن أبي وقاص، قال: نزلت فِيَّ أربع آيات: الأنفال، و﴿صاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾، والوصية، والخمر[[أخرجه مسلم ٣/١٣٦٧ (١٧٤٨)، وابن عساكر ٢٠/٣٣١ واللفظ له.]]. (١١/٦٤٧)
٦٠٩٧٧- عن سعد بن أبي وقاص -من طريق مصعب- قال: نزلت فِيَّ هذه الآية: ﴿وإنْ جاهَداكَ عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾، كُنتُ رجلًا بَرًّا بأمي، فلمّا أسلمتُ قالتْ: يا سعد، ما هذا الذي أراك قد أحدثتَ؟! لَتَدَعَنَّ دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتُعَيَّر بي، فيُقال: يا قاتلَ أُمِّه. قلتُ: لا تفعلي، يا أُمَّه؛ فإنِّي لا أدعُ ديني هذا لشيء. فمكثتْ يومًا آخر وليلة لا تأكل، فأصبحتْ قد جهدتْ، فمكثت يومًا آخر وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد اشتد جهدُها، فلما رأيتُ ذلك قلتُ: يا أُمَّه، تعلمين -واللهِ- لو كانت لك مائة نفس، فخرجت نفسًا نفسًا، ما تركت ديني هذا لشيء، فإن شئتِ فكلي، وإن شئت فلا تأكلي. فلمّا رأت ذلك أكلت؛ فنزلت هذه الآية[[أخرجه ابن عساكر ٢٠/٣٣٠-٣٣١، والواحدي في أسباب النزول ص٣٤١-٣٤٢، وفي التفسير الوسيط ٣/٤١٤ من طريق أحمد بن أيوب بن راشد الضبي، عن مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي، عن سعد بن مالك به. وسنده ضعيف؛ فيه أحمد بن أيوب بن راشد الضبي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (١١): «مقبول».]]. (١١/٦٤٧)
٦٠٩٧٨- عن سعد بن أبي وقاص -من طريق عامر- قال: جئتُ من الرَّمْيِ، فإذا الناس مجتمعون على أُمِّي حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وعلى أخي عامر حين أسلم، فقلت: ما شأنُ الناس؟ قالوا: هذه أمك قد أخذت أخاك عامرًا تعطي الله عهدًا أن لا يُظلّها ظِلٌّ، ولا تأكل طعامًا، ولا تشرب شرابًا؛ حتى يدع الصباوة. فأقبل سعد حتى تخلص إليها، فقال: عَليَّ -يا أُمَّه- فاحلفي. قالت: لِمَ؟ قال: لِئَّلا تَسْتَظِلِّي في ظلٍّ، ولا تأكلي طعامًا، ولا تشربي شرابًا، حتى تري مقعدك من النار. فقالت: إنما أحلف على ابني البَرِّ. فأنزل الله: ﴿وإنْ جاهَداكَ عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾ إلى آخر الآية[[أخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤/١٢٣-١٢٤، وابن عساكر في تاريخ دمشق ٢٦/٩٥، من طريق محمد بن عمر، عن عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه به. وسنده ضعيف جدًّا؛ فيه محمد بن عمر الواقدي، قال عنه ابن حجر في تقريب التهذيب (٦١٧٥): «متروك مع سعة علمه».]]. (١١/٦٤٨)
٦٠٩٧٩- عن أبي هريرة -من طريق أبي إسحاق- قال: نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقاص: ﴿وإنْ جاهَداكَ عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي﴾ الآية[[روي نحوه من حديث أبي هبيرة، أخرجه ابن جرير ١٨/٥٥٣ من طريق ابن المثنى، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي إسحاق، عن أبي هبيرة به. وسنده صحيح.]]. (١/٦٤٧)
٦٠٩٨٠- عن مصعب بن سعد -من طريق سماك ابن حرب- قال: حلفتْ أمُّ سعد أن لا تأكل ولا تشرب حتى يتحول سعدٌ عن دينه. قال: فأبى عليها، فلم تزل كذلك حتى غشي عليها. قال: فأتاها بنوها، فَسَقوها. قال: فلمّا أفاقت دعت الله عليه؛ فنزلت هذه الآية: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ﴾ إلى قوله: ﴿فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٥٢، وهذا لفظ آخر: قال: قالت أم سعد لسعد: أليس الله قد أمر بالبر، فواللهِ لا أطعم طعامًا، ولا أشرب شرابًا حتى أموت أو تكفر. قال: فكانوا إذا أرادوا أن يطعموها شَجَروا فاها بعصا، ثم أوجروها؛ فنزلت هذه الآية: ﴿ووَصَّيْنا الإنْسانَ بِوالِدَيْهِ﴾.]]. (ز)
٦٠٩٨١- عن هبيرة -من طريق أبي إسحاق- قال: نزلت هذه الآية في سعد بن أبي وقاص: ﴿وإنْ جاهَداكَ عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُما﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٥٣.]]. (ز)
﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ﴾ - تفسير
٦٠٩٨٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وإنْ جاهَداكَ عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ لا تعلم بأنّ معي شريكًا؛ ﴿فَلا تُطِعْهُما﴾ في الشِّرْك[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٣٤.]]. (ز)
٦٠٩٨٣- قال يحيى بن سلّام: ﴿وإنْ جاهَداكَ﴾ يعني: أراداك ﴿عَلى أنْ تُشْرِكَ بِي ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ﴾ أي: أنّك لا تعلم أنّ لي شريكًا، يعني: المؤمن[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٧٤-٦٧٥.]]. (ز)
﴿وَإِن جَـٰهَدَاكَ عَلَىٰۤ أَن تُشۡرِكَ بِی مَا لَیۡسَ لَكَ بِهِۦ عِلۡمࣱ فَلَا تُطِعۡهُمَاۖ﴾ - آثار متعلقة بالآية
٦٠٩٨٤- عن ميمون بن مهران -من طريق جعفر بن برقان- قال: ثلاثٌ المؤمنُ والكافرُ فيهن سواء: الأمانة تؤديها إلى مَن ائتمنك [عليها] من مسلم وكافر، وبِرُّ الوالدين؛ قال الله تعالى: ﴿وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما﴾ الآية، والعهدُ تَفِي به لِمَن عاهدت مِن مسلم أو كافر[[أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء ٤/٨٧.]]. (ز)
﴿وَصَاحِبۡهُمَا فِی ٱلدُّنۡیَا مَعۡرُوفࣰاۖ﴾ - تفسير
٦٠٩٨٥- عن قتادة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾، قال: تَعُودُهما إذا مرِضا، وتتبعهما إذا ماتا، وتُواسِيهما مِمّا أعطاك الله[[عزاه السيوطي إلى ابن جرير، وابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٤٩)
٦٠٩٨٦- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وصاحِبْهُما فِي الدُّنْيا مَعْرُوفًا﴾، يعني: بإحسان[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٣٤.]]. (ز)
﴿وَٱتَّبِعۡ سَبِیلَ مَنۡ أَنَابَ إِلَیَّۚ ثُمَّ إِلَیَّ مَرۡجِعُكُمۡ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ تَعۡمَلُونَ ١٥﴾ - نزول الآية، وتفسيرها
٦٠٩٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عطاء- قال: يريد: أبا بكر، وذلك أنه حين أسلم أتاه عبدُ الرحمن بن عوف، وسعدُ بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعثمان، وطلحة، والزبير، فقالوا لأبي بكر ﵁: آمنتَ وصدّقتَ محمدًا عليه الصلاة والسلام؟ فقال أبو بكر: نعم. فأتوا رسول الله ﷺ، فآمنوا وصدّقوا؛ فأنزل الله تعالى يقول لسعد: ﴿واتَّبِعْ سَبِيلَ مَن أنابَ إلَيَّ﴾، يعني: أبا بكر ﵁[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص٣٤٦، والبغوي ٦/٢٨٨.]]. (ز)
٦٠٩٨٨- عن قتادة -من طريق سعيد- في قوله: ﴿واتَّبِعْ سَبِيلَ مَن أنابَ إلَيَّ﴾، قال: مَن أقبل إلَيَّ[[أخرجه ابن جرير ١٨/٥٥٤. وعزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (١١/٦٤٩)
٦٠٩٨٩- عن عبد الملك ابن جُرَيج، في قوله: ﴿واتَّبِعْ سَبِيلَ مَن أنابَ إلَيَّ﴾، قال: محمد ﷺ[[عزاه السيوطي إلى ابن المنذر.]]. (١١/٦٤٩)
٦٠٩٩٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿واتَّبِعْ سَبِيلَ مَن أنابَ إلَيَّ﴾ يعني: دين مَن أقبل إلَيَّ، يعني: النبي ﷺ، ﴿ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ في الآخرة ﴿فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ٣/٤٣٤.]]. (ز)
٦٠٩٩١- قال يحيى بن سلّام: ﴿واتَّبِعْ سَبِيلَ﴾ أي: طريق ﴿مَن أنابَ إلَيَّ﴾ مَن أقبل إلَيَّ بقلبه مُخلِصًا، يعني: النبي ﷺ والمؤمنين، ﴿ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ﴾ يوم القيامة ﴿فَأُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾[[تفسير يحيى بن سلّام ٢/٦٧٤-٦٧٥.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.