الباحث القرآني
﴿كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلࣰّا لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَ ٰۤءِیلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ٩٣﴾ - نزول الآية
١٣٧٠٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- قال: قالت اليهود للنبي ﷺ: نزلت التوراة بتحريم الذي حَرَّم إسرائيل. فقال الله لمحمد ﷺ: ﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾، وكذبوا، ليس في التوراة، وإنما لم يحرم ذلك إلا تغليظًا لمعصية بني إسرائيل بعد نزول التوراة، ﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾. وقالت اليهود لمحمد ﷺ: كان موسى يهوديًّا على ديننا، وجاءنا في التوراة تحريم الشحوم وذي الظفر والسبت. فقال محمد ﷺ: «كذبتم، لم يكن موسى يهوديًّا، وليس في التوراة إلا الإسلام». يقول الله: ﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾، أفيه ذلك؟ وما جاءهم بها أنبياؤهم بعد موسى، فنزلت في الألواح جملة[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٠-٥٨١، وابن المنذر ١/٢٩٢-٢٩٣ (٧٠٨) واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٦ (٣٨٢٣). إسناده منقطع؛ ابن جريج لم يدرك ابن عباس، فقد ولد سنة ٨٠ﻫ -كما في السير ٦/٣٣٤-، وتوفي ابن عباس سنة ٦٨ﻫ، بل لم يثبت أنه لقي أحدًا من الصحابة -كما في التقريب ص٨٢-.]]. (٣/٦٦٩)
١٣٧٠٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- في الآية، قال: حَرَّم على نفسه العروق، وذلك أنه كان يشتكي عِرْق النَّسا[[النَّسا -بالفتح، مقصور، بوزن العصا-: عِرْق يخرج من الوَرِك إلى الكعب. لسان العرب (نسا).]]، فكان لا ينام الليل، فقال: واللهِ، لئن عافاني الله منه لا يأكله لي ولد. وليس مكتوبًا في التوراة، وسأل محمد ﷺ نفرًا من أهل الكتاب، فقال: «ما شأن هذا حرامًا؟». فقالوا: هو حرام علينا من قِبَل الكتاب. فقال الله: ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل﴾ إلى ﴿إن كنتم صادقين﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٠ واللفظ له، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٦ (٣٨٢٢)، عن محمد بن سعد العوفي، عن أبيه، عن عمه الحسين بن الحسن، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس. وهذا إسناد ضعيف جدًّا، مسلسل بالضعفاء، لكنها صحيفة صالحة ما لم تأت بمنكر أو مخالفة. وينظر: مقدمة الموسوعة.]]. (٣/٦٦٧)
١٣٧٠٨- قال أبو رَوْق= (ز)
١٣٧٠٩- ومحمد بن السائب الكلبي: كان هذا حين قال النبي ﷺ: «أنا على مِلَّة إبراهيم». فقالت اليهود: كيف، وأنت تأكل لحوم الإبل وألبانها؟! فقال النبي ﷺ: «كان ذلك حلالًا لإبراهيم؛ فنحن نُحِلُّه». فقالت اليهود: كل ما نحرمه اليوم كان ذلك حرامًا على نوح وإبراهيم حتى انتهى إلينا. فأنزل الله تعالى تكذيبًا لهم: ﴿كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلا لِّبنى إسرائيل﴾[[أورده الواحدي في أسباب النزول ص١١٥، والثعلبي ٣/١١٢. من مرسل أبي رَوْق وهو من صغار التابعين.]]. (ز)
﴿كُلُّ ٱلطَّعَامِ كَانَ حِلࣰّا لِّبَنِیۤ إِسۡرَ ٰۤءِیلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسۡرَ ٰۤءِیلُ عَلَىٰ نَفۡسِهِۦ مِن قَبۡلِ أَن تُنَزَّلَ ٱلتَّوۡرَىٰةُۚ قُلۡ فَأۡتُوا۟ بِٱلتَّوۡرَىٰةِ فَٱتۡلُوهَاۤ إِن كُنتُمۡ صَـٰدِقِینَ ٩٣﴾ - تفسير الآية
١٣٧١٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق شَهْر بن حَوْشَب-: أنّ عصابة من اليهود حضرت رسول الله، فقالوا: يا أبا القاسم، أخبِرنا أي الطعام حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ فقال رسول الله ﷺ: «أنشُدُكُم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب مرض مرضًا شديدًا، فطال سقمه منه، فنذر لله نذرًا: لئن عافاه الله من سقمه لَيُحَرِّمَنَّ أحبَّ الطعام والشراب إليه، وكان أحبُّ الطعام إليه لحمان الإبل، وأحب الشراب إليه ألبانها؟». فقالوا: اللهم نعم[[أخرجه أحمد ٤/٢٧٧ (٢٤٧١)، ٤/٣١٠-٣١١ (٢٥١٤)، وابن جرير ٥/٥٨٤. قال الهيثمي في المجمع ٦/٣١٤-٣١٥ (١٠٨٣٧): «رواه الطبراني عن شيخه عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف». وقال البوصيري في إتحاف الخيرة بعد عزوه للطيالسي ٧/٣٤ (٦٣٤٠): «هذا إسناد حسن».]]. (ز)
١٣٧١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- قال: جاء اليهود فقالوا: يا أبا القاسم، أخبرنا عمّا حرم إسرائيل على نفسه؟ قال: «كان يسكن البدو، فاشتكى عِرْق النَّسا، فلم يجد شيئًا يُلاومني إلا لحوم الإبل وألبانها، فلذلك حرمها». قالوا: صدقت[[أخرجه أحمد ٤/٢٨٤-٢٨٥ (٢٤٨٣)، والترمذي ٥/٣٤٨ (٣٣٨٠)، والبخاري في التاريخ ٢/١١٤ (١٨٧٨) واللفظ له، وابن المنذر ١/٢٩٢ (٧٠٥)، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٥ (٣٨١٧). قال الترمذي: «حديث حسن غريب».]]. (٣/٦٦٧)
١٣٧١٢- عن عبد الله بن عمر، قال: جاء اليهود إلى رسول الله ﷺ بيهوديين، فقالوا: إنهما زَنَيا. فقال: «ما تجدون في كتابكم؟». قالوا: نفضحهما. قال: ﴿فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾. فجاءوا بالتوراة[[أخرجه البخاري ٤/٢٠٦ (٣٦٣٥)، ٨/١٧٢ (٦٨٤١)، ومسلم ٣/١٣٢٦ (١٦٩٩)، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٦ (٣٨٢٤) واللفظ له.]]. (ز)
١٣٧١٣- عن علي بن أبي طالب -من طريق عامر- أنّه قال في رجل جعل امرأته عليه حرامًا: حَرُمَت عليه كما حَرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الجمل؛ فحرُم عليه.= (ز)
١٣٧١٤- قال مسروق: إن إسرائيل كان حَرَّم على نفسه شيئًا كان في علم الله أن سيحرمه إذا نزل الكتاب، فوافق تحريم إسرائيل ما قد علم الله أنه سيحرمه إذا نزل الكتاب، وأنتم تعمدون إلى الشيء قد أحله الله لكم فتحرمونه على أنفسكم، ما أبالي إياها حرمت أو قَصْعَة من ثريد[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٦٦٩)
١٣٧١٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق يوسف بن ماهك- قال: هل تدري ما حرم إسرائيل على نفسه؟ إن إسرائيل أخذته الأَنساء[[الأنساء: جمع عِرق النَّسا. المحيط في اللغة (نسى).]]، فأَضْنَتْه، فجعل لله عليه إن الله عافاه ألا يأكل عِرْقًا أبدًا، فلذلك تسُلُّ[[السَّلُّ: انتِزاع الشيء وإخراجه في رِفْق. القاموس المحيط (سلل).]] اليهودُ العُرُوقَ فلا يأكلونها[[أخرجه سعيد بن منصور (٥٠٨- تفسير)، وابن جرير ٥/٥٨٢-٥٨٣. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد. وعزا نحوه الحافظ في الفتح ١/٤٢٤ إلى يزيد بن هارون في كتاب النكاح، وإلى البيهقي من طريقه، وفيه: أن أعرابيّا أتى ابن عباس، فقال: إني جعلت امرأتي حرامًا، قال: ليست عليك بحرام. قال: أرأيت قول الله تعالى: ﴿كُلُّ الطَّعامِ كانَ حِلاًّ لِبَنِي إسْرائيلَ إلّا ما حَرَّمَ إسْرائيلُ عَلى نَفْسِهِ﴾ الآية؟ فقال ابن عباس: إن إسرائيل كان به عِرْق النَّسا، فجعل على نفسه إن شفاه الله أن لا يأكل العروق من كل شيء، وليست بحرام. يعني: على هذه الأمة.]]. (٣/٦٦٧)
١٣٧١٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: العِرق، أخذه عِرْق النَّسا؛ فكان يبيت له زُقاء -يعني: صياح-، فجعل لله عليه إن شفاه أن لا يأكل لحمًا فيه عروق؛ فحَرَّمَتْه اليهود[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٤، وابن المنذر ١/٢٩٠، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٥، والحاكم ٢/٢٩٢، والبيهقي ١٠/٨. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، والفريابي.]]. (٣/٦٦٧)
١٣٧١٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- أنه كان يقول: الذي حَرَّم إسرائيل على نفسه زائِدَتا الكَبِد والكُلْيَتَيْن، والشحمُ إلا ما كان على الظهر، فإن ذلك كان يُقَرَّبُ للقُرْبان فتأكله النار[[أخرجه ابن المنذر ١/٢٩١، وابن أبي حاتم ٣/٧٠٥. وعزاه السيوطي إلى ابن إسحاق -وهو في سيرة ابن هشام١/٥٤٤-.]]. (٣/٦٦٨)
١٣٧١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق سعيد بن جبير- في قوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: حَرَّم العُرُوق ولحوم الإبل، كان به عِرْقُ النِّسا، فأكل من لحومها، فبات بليلة يَزْقُو[[أي: يصيح، والزَّقْيَة: الصَّيْحة. القاموس المحيط (زقا).]]، فحلف أن لا يأكله أبدًا[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٦-٥٨٧.]]. ١٢٩٤ (٣/٦٦٨)
١٣٧١٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نجيح- في قوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: كان يشتكي عِرْق النَّسا؛ فحَرَّم العروق[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٤.]]. (ز)
١٣٧٢٠- عن مجاهد بن جبر -من طريق جابر- في الآية، قال: حَرَّم على نفسه لحوم الأنعام[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٦.]]. (٣/٦٦٨)
١٣٧٢١- عن الضحاك بن مزاحم -من طريق عبيد بن سليمان- يقول في قوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾: إسرائيل هو يعقوب، أخذه عِرْق النَّسا، فكان لا يثبت الليل من وجعه، وكان لا يؤذيه بالنهار، فحلف لئن شفاه الله لا يأكل عِرْقًا أبدًا، وذلك قبل نزول التوراة على موسى، فسأل نبي الله ﷺ اليهودَ: «ما هذا الذي حرم إسرائيل على نفسه؟». فقالوا: نزلت التوراة بتحريم الذي حَرَّم إسرائيل. فقال الله لمحمد ﷺ: ﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾ إلى قوله: ﴿فأولئك هم الظالمون﴾. وكذبوا وافتروا، لم تنزل التوراة بذلك[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٧٩.]]. ١٢٩٥ (ز)
١٣٧٢٢- عن أبي مِجْلَز لاحِق بن حُمَيْد -من طريق سليمان التيمي- في قوله: ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: إنّ يعقوب أخذه وجع عِرق النَّسا، فجعل الله عليه أو أقسم أو قال: لا يأكله مِن الدوابِّ. قال: والعروق كلها تَبَع لذلك العرق[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٣.]]. (ز)
١٣٧٢٣- عن أبي مِجْلَز لاحِق بن حُمَيْد -من طريق عِمْران بن حُدَيْر- في قوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: إنّ إسرائيل هو يعقوب، وكان رجلًا بِطِّيشًا، فلقي ملَكًا فعالجه، فصرعه الملَك، ثم ضرب على فخذه، فلما رأى يعقوب ما صنع به بَطَش به، فقال: ما أنا بتاركك حتى تسميني اسمًا. فسماه: إسرائيل -يقول أبو مِجْلَز: إنه كان من أسماء الملائكة إسرائيل، وجبريل، وميكائيل، قال: وأراه قال: وإسرافيل-، فلم يزل يوجعه ذلك العرق حتى حرمه من كل دابة[[أخرجه عَبد بن حُمَيد كما في قطعة من تفسيره ص٤٠-٤١.]]. (٣/٦٦٨)
١٣٧٢٤- عن الحسن البصري -من طريق عَبّاد- في قوله: ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل﴾، قال: كان إسرائيل حَرَّم على نفسه لحوم الإبل، وكانوا يزعمون أنهم يجدون في التوراة تحريم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل، وإنما كان حَرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل قبل أن تنزل التوراة، فقال الله: ﴿فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾. فقال: لا تجدون في التوراة تحريم إسرائيل على نفسه إلا لحم الإبل[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٥.]]. (ز)
١٣٧٢٥- قال الحسن البصري: وكان الذي حرَّم إسرائيل على نفسه لحوم الإبل. وقال بعضهم: ألبانها[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زَمَنين ١/٣٠٣-.]]. (ز)
١٣٧٢٦- عن عطاء بن أبي رباح -من طريق ابن جريج- ﴿إلا ما حرم إسرائيل﴾، قال: لحوم الإبل، وألبانها[[أخرجه ابن المنذر (٧٠٦)، وابن جرير ٥/٥٨٥. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٦٦٩)
١٣٧٢٧- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قال: ذُكِرَ لنا: أن الذي حرم إسرائيل على نفسه أن الأَنْساء أخذته ذات ليلة، فأسهرته، فتَأَلّى[[أي: حَلَف. لسان العرب (ألا).]] إنِ الله شَفاه لا يَطْعَم نَسًا أبدًا. فتَتَبَّعَتْ بنوه العُرُوق بعد ذلك يخرجونها من اللحم[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٣.]]. (ز)
١٣٧٢٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق أبي جعفر-، بنحوه، وزاد فيه: قال: فَتَأَلّى لَئِن شفاه الله لا يأكل عِرْقًا أبدًا. فجعل بنوه بعد ذلك يتتبعون العروق، فيخرجونها من اللحم، وكان الذي حَرَّم على نفسه من قبل أن تنزل التوراة العروق[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٣.]]. (ز)
١٣٧٢٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿إلا ما حرم إسرائيل على نفسه﴾، قال: اشتكى إسرائيل عِرْق النَّسا، فقال: إنِ الله شفاني لَأُحَرِّمَنَّ العُرُوق. فحَرَّمَها[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٢٦، وابن جرير ٥/٥٨٣.]]. (ز)
١٣٧٣٠- عن قتادة بن دِعامة -من طريق شيبان- قوله: ﴿من قبل أن تنزل التوراة﴾: فلمّا أنزل الله التوراة حرَّم عليهم فيها ما شاء، وحلَّ لهم ما شاء[[أخرجه ابن أبي حاتم ٣/٧٠٦، وابن جرير ٥/٥٨١ من طريق سعيد.]]١٢٩٦. (ز)
١٣٧٣١- عن ابن كثير المكي -من طريق ابن جريج- قال: سمعنا أنه اشتكى شكوى، فقالوا: إنه عِرْق النَّسا١٢٩٧، فقال: رَبِّ، إنَّ أحب الطعام إلَيَّ لحوم الإبل وألبانها، فإن شفيتني فإنِّي أُحَرِّمها عَلَيَّ[[أخرجه ابن جرير ٥/٥٨٤.]]. (ز)
١٣٧٣٢- عن إسماعيل السدي -من طريق أسباط- قوله: ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾، قالت اليهود: إنّما نُحَرِّم ما حَرَّم إسرائيل على نفسه. وإنّما حرم إسرائيل العروق، كان يأخذه عرق النَّسا، كان يأخذه بالليل ويتركه بالنهار، فحلف لئن الله عافاه منه لا يأكل عرقًا أبدًا. فحَرَّمه الله عليهم، ثم قال: ﴿قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين﴾ ما حرم هذا عليكم غيري ببغيكم، فذلك قوله: ﴿فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم﴾ [النساء:١٦٠][[أخرجه ابن جرير ٥/٥٧٨.]]. ١٢٩٨ (ز)
١٣٧٣٣- قال محمد بن السائب الكلبي -من طريق مَعْمَر- قال إسرائيل: إنِ الله شفاني لَأُحَرِّمَنَّ أطيب الطعام والشراب. أو قال: أحب الطعام والشراب إلَيَّ. فحَرَّم لحوم الإبل وألبانها[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١٢٦.]]. (ز)
١٣٧٣٤- قال مقاتل بن سليمان: في قوله: ﴿كل الطعام كان حلا لبني إسرائيل إلا ما حرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة﴾، وذلك أن يعقوب بن إسحاق خرج ذات ليلة ليرسل الماء في أرضه، فاستقبله مَلَك، فظن أنه لص يريد أن يقطع عليه الطريق، فعالجه في المكان الذي كان يقرب فيه القُرْبان، يدعى: شانير، فكان أول قربان قَرَّبه بأرض المقدس، فلما أراد الملك أن يفارقه غَمَز فَخِذ يعقوب برجليه؛ ليريه أنه لو شاء لصرعه، فهاج به عِرْق النَّساء، وصعد الملك إلى السماء ويعقوب ينظر إليه، فلقي منها البلاء، حتى لم ينم الليل من وجعه، ولا يؤذيه بالنهار، فجعل يعقوب لله ﷿ تحريم لحم الإبل وألبانها -وكان من أحب الطعام والشراب إليه- لئن شفاه الله. قالت اليهود: جاء هذا التحريم من الله ﷿ في التوراة. قالوا: حَرَّم الله على يعقوب وذريته لحوم الإبل وألبانها. قال الله ﷿ لنبيه ﷺ: قل لليهود: ﴿فأتوا بالتوراة فاتلوها﴾ فاقرءوها ﴿إن كنتم صادقين﴾ بِأَنَّ تحريم لحوم الإبل في التوراة. فلم يفعلوا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٩٠.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.