الباحث القرآني
﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ وَٱلرَّ ٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ٧﴾ - نزول الآية
١١٩١٢- عن عبد الله بن عباس، عن جابر بن عبد الله بن رئاب -من طريق ابن إسحاق، عن الكلبي، عن أبي صالح- قال: مَرَّ أبو ياسر بن أخْطَب، فجاء رجلٌ من يهود لرسول الله ﷺ، وهو يتلو فاتحة سورة البقرة: ﴿الم ذلك الكتاب لا ريب فيه﴾. فأتى أخاه حُيَيَّ بن أخْطَبَ في رِجالٍ من اليهود، فقال: أتعلمون، واللهِ، لقد سمعتُ محمدًا يتلو فيما أنزل عليه: ﴿الم ذلك الكتاب﴾. فقال: أنت سمعتَه؟ قال: نعم. فمشى حتى وافى أولئك النفر إلى رسول الله ﷺ، فقالوا: ألم تقل: إنّك تتلو فيما أُنزل عليك: ﴿الم ذلك الكتاب﴾؟ فقال: «بلى». فقالوا: لقد بُعث بذلك أنبياء، ما نعلمُه بُيِّن لنبيٍّ منهم ما مُدَّةُ مُلْكِه وما أجَلُ[[عند ابن جرير: أُكْلُ.]] أُمَّتِهِ غيرَك! الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، فهذه إحدى وسبعون سنة. ثم قال: يا محمد، هل مع هذا غيره؟ قال: «نعم، ﴿المص﴾». قال: هذه أثقلُ وأطولُ، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والميم أربعون، والصاد تسعون، فهذه إحدى وثلاثون ومائة، هل مع هذا غيره؟ قال: «نعم، ﴿الر﴾». قال: هذه أثقل وأطول، الألف واحدة، واللام ثلاثون، والراء مائتان، هذه إحدى وثلاثون ومائتا سنة، هل مع هذا غيره؟ قال: «نعم، ﴿المر﴾». قال: هذه أثقل وأطول، هذه إحدى وسبعون ومائتان. ثُمَّ قال: لقد لُبِّس علينا أمرُك حتى ما ندري أقليلًا أُعطيتَ أم كثيرًا؟! ثم قال: قوموا عنه. ثم قال أبو ياسر لأخيه ومَن معه: ما يدريكم، لعلَّه قد جُمِع هذا كله لمحمد؟! إحدى وسبعون، وإحدى وثلاثون ومائة، وإحدى وثلاثون ومائتان، وإحدى وسبعون ومائتان، فذلك سبعمائة وأربع سنين. فقالوا: لقد تشابه علينا أمرُه. فيزعمون: أنّ هذه الآيات نزلت فيهم: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾[[أخرجه ابن إسحاق -كما في سيرة ابن هشام ١/٥٤٥-٥٤٦-، والبخاري في التاريخ الكبير ٢/٢٠٨ (٢٢٠٩)، وابن جرير ١/٢٢١-٢٢٢. قال ابنُ كثير في تفسيره ١/١٦٢: «فهذا مداره على محمد بن السائب الكلبي، وهو ممن لا يُحْتَجُّ بما انفرد به». وقال السيوطي في الدر ١/١٢٤: «بسند ضعيف».]]. (٣/٤٥٠-٤٥٢)
١١٩١٣- عن عبد الله بن عباس، وجابر بن رئاب -من طريق سعيد بن جبير-: أنّ أبا ياسر بن أخْطَب مَرَّ بالنبي ﷺ وهو يقرأ فاتحة الكتاب، و﴿الم ذلك الكتاب﴾. فذكر القصّة[[عزاه السيوطي إلى يونس بن بكير في المغازي.]]. (٣/٤٥٢)
١١٩١٤- وعن عبد الملك ابن جُرَيْج -من طريق محمد بن ثور- نحوه[[أخرجه ابن المنذر (٢٠٠)، ووصفه السيوطي بأنه مِن وجهٍ آخرَ مُعْضلًا.]]. (٣/٤٥٢)
١١٩١٥- عن الربيع: أنّ النصارى قالوا لرسول الله ﷺ: ألستَ تزعم أنّ عيسى كلمة الله وروح منه؟ قال: «بلى». قالوا: فحسبُنا. فأنزل الله: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٥-٢٠٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٦ (٣١٨٧) مرسلًا.]]. (٣/٤٥٨)
﴿هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ﴾ - تفسير
١١٩١٦- عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ القرآن أُنزِل على نبيِّكم ﷺ من سبعة أبواب، على سبعة أحرف، وإنّ الكتاب قبلكم كان ينزل من باب واحد، على حرف واحد[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص١٨.]]. (٣/٤٥٧)
١١٩١٧- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- في قول الله: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب﴾، يعني: القرآن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩١.]]١١٠٢. (ز)
﴿مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ﴾ - تفسير
١١٩١٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق عبد الله بن قيس- أنّه قال: في قوله: ﴿منه آيات محكمات﴾، قال: الثلاث آيات من آخر سورة الأنعام محكمات؛ ﴿قل تعالوا﴾ والآيتان بعدها [الأنعام:١٥١-١٥٣][[أخرجه سعيد بن منصور (٤٩٣ - تفسير)، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٢ (٣١٦٨)، والحاكم ٢/٢٨٨. وعزاه السيوطي إلى ابن مردويه.]]. (٣/٤٤٧)
١١٩١٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق العَوّام، عمَّن حَدَّثه- في قوله: ﴿آيات محكمات﴾، قال: مِن ههنا: ﴿قل تعالوا﴾ إلى آخر ثلاث آيات [الأنعام:١٥١-١٥٣]، ومِن ههنا: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه﴾ إلى ثلاث آيات بعدها [الإسراء:٢٣-٢٥][[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣، وابن المنذر (٢٢١)، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]١١٠٣. (٣/٤٤٧)
١١٩٢٠- عن سعيد بن جبير، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٢.]]. (ز)
١١٩٢١- عن عبد الله بن عباس، قال: ﴿محكمات﴾: الحلالُ، والحرام[[عزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٤٤٨)
١١٩٢٢- عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السُّدِّيِّ، عن مُرَّة الهمداني-= (ز)
١١٩٢٣- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب﴾ إلى قوله: ﴿كل من عند ربنا﴾: أمّا الآيات المحكمات فهُنَّ الناسخات التي يُعْمَل بهن، وأما المُتشابهات فهنَّ المنسوخات[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٤.]]١١٠٤. (٣/٤٤٨)
١١٩٢٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عليٍّ- قال: ﴿محكمات﴾: ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يُؤمَن به، ويُعمَل به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣، وابن المنذر (٢١٧)، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٣ (٣١٦٧، ٣١٧٤).]]. (٣/٤٤٧)
١١٩٢٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ﴿محكمات﴾: الناسخ الذي يُدان به، ويُعمَل به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣-١٩٤.]]. (٣/٤٤٧)
١١٩٢٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق عليِّ بن أبي طلحة- قوله: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أم الكتاب﴾: المحكمات: ناسخه، وحلاله، وحرامه، وحدوده، وفرائضه، وما يُؤمَن به، ويُعْمَل به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣.]]. (ز)
١١٩٢٧- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: المحكماتُ: ما فيه الحلالُ والحرامُ، وما سوى ذلك منه مُتشابِهٌ يُصَدِّقُ بعضُه بعضًا. مثل قوله: ﴿وما يضل به إلا الفاسقين﴾ [البقرة:٢٦]، ومثل قوله: ﴿كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون﴾ [الأنعام:١٢٥]، ومثل قوله: ﴿والذين اهتدوا زادهم هدى وآتاهم تقواهم﴾ [محمد:١٧][[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٦. وعزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد، والفريابي.]]١١٠٥. (٣/٤٤٨)
١١٩٢٨- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق سلمة بن نُبَيْط- قال: المُحْكَم: ما لم يُنسَخ[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٥، وابن المنذر ١/١١٧، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٠.]]. (ز)
١١٩٢٩- عن الضحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿آيات محكمات هن أم الكتاب﴾، قال: النّاسِخات[[أخرجه الثوري في تفسيره ص٧٥، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٠، وابن جرير ٥/١٩٥.]]. (ز)
١١٩٣٠- عن عكرمة مولى ابن عباس، مثله[[تفسير البغوي ٢/٨.]]. (ز)
١١٩٣١- عن عكرمة مولى ابن عباس= (ز)
١١٩٣٢- ومجاهد بن جبر= (ز)
١١٩٣٣- وقتادة بن دِعامة= (ز)
١١٩٣٤- والضحاك بن مُزاحِم= (ز)
١١٩٣٥- ومقاتل بن حيان= (ز)
١١٩٣٦- والربيع بن أنس= (ز)
١١٩٣٧- وإسماعيل السُّدِّيّ، قالوا: المُحْكَم: الذي يُعْمَل به[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٢.]]. (ز)
١١٩٣٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق مَعْمَر- في قوله: ﴿آيات محكمات﴾، قال: المُحْكَم: ما يُعمَل به[[أخرجه عبد الرزاق ١/١١٥، وابن جرير ٥/١٩٤.]]. (ز)
١١٩٣٩- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب﴾: والمُحْكَمات: الناسخُ الذي يُعْمَل به؛ ما أحَلَّ الله فيه حلالَه، وحرَّم فيه حرامَه، وأما المتشابهات: فالمنسوخُ الذي لا يُعْمَل به، ويُؤْمَنُ به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٤، وابن المنذر ١/١١٧-١١٨ بعضَه.]]. (ز)
١١٩٤٠- عن الربيع بن أنس -من طريق سليمان بن عامر- قال: المُحْكَمات: هي الآمِرَةُ، الزّاجِرَةُ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣.]]. (٣/٤٤٨)
١١٩٤١- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب وأخر متشابهات﴾، قال: المُحْكَمات: الناسِخُ الذي يُعْمَلُ به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٥.]]. (ز)
١١٩٤٢- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- قال: المُحْكَمات حُجَّةُ الرَّبِّ، وعِصْمَةُ العبادِ، ودفعُ الخصومِ والباطلِ، ليس لها تصريفٌ ولا تحريفٌ عَمّا وُضِعَتْ عليه، ﴿وأخر متشابهات﴾ في الصِّدق، لَهُنَّ تصريفٌ وتحريفٌ وتأويلٌ، ابتلى اللهُ فيهِنَّ العبادَ كما ابتلاهم في الحلال والحرام، لا يُصْرَفْنَ إلى الباطل، ولا يُحَرَّفْنَ عن الحقِّ[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٧، وابن أبي حاتم ٢/٥٩١.]]١١٠٦. (٣/٤٤٩)
١١٩٤٣- قال محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-: ﴿منه آيات محكمات﴾، فهُنَّ حُجَّةُ الرَّبِّ، وعِصْمَةُ العباد، ودَمْغُ الخصومِ والباطلِ، ليس لَهُنَّ تصريفٌ ولا تحريفٌ عما وُضِعْنَ عليه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٢.]]. (ز)
١١٩٤٤- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال سبحانه: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات﴾، يُعْمَل بِهِنَّ، وهُنَّ الآيات التي في الأنعام [١٥١-١٥٣] قوله سبحانه: ﴿قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا﴾ إلى ثلاث آيات آخرهن: ﴿لعلكم تتقون﴾[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٣.]]. (ز)
١١٩٤٥- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهب- وقرأ: ﴿الر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير﴾ [هود:١]، قال: وذَكَرَ حديثَ رسول الله ﷺ في أربع وعشرين آية منها، وحديثَ نوح في أربع وعشرين آية منها، ثُمَّ قال: ﴿تلك من أنباء الغيب﴾ [هود:٤٩]، ثم ذَكَر: ﴿وإلى عاد﴾ [هود:٥٠] فقرأ حتى بلغ: ﴿استغفروا ربكم﴾ [هود:٥٢]، ثُمَّ مَضى، ثُمَّ ذَكَر صالحًا وإبراهيم ولوطًا وشعيبًا، وفرغ من ذلك، وهذا يقينٌ، ذلك يقينٌ أُحْكِمَت آياته ثُمَّ فُصِّلَتْ. قال: والمتشابهُ ذِكْرُ موسى في أمْكِنَةٍ كثيرة، وهو متشابه، وهو كُلُّه معنًى واحد ومتشابه: ﴿فاسلك فيها﴾ [المؤمنون:٢٧]، ﴿احمل فيها﴾ [هود:٤٠]. ﴿اسلك يدك﴾ [القصص:٣٢]، ﴿وأدخل يدك﴾ [النمل:١٢]. ﴿حية تسعى﴾ [طه:٢٠]، ﴿ثعبان مبين﴾ [الأعراف:١٠٧، والشعراء:٣٢]. قال: ثم ذكر هودًا في عشر آيات منها، وصالحًا في ثماني آيات منها، وإبراهيم في ثماني آيات أخرى، ولوطًا في ثماني آيات منها، وشعيبًا في ثلاث عشرة آية، وموسى في أربع آيات، كل هذا يقضي بين الأنبياء وبين قومهم في هذه السورة، فانتهى ذلك إلى مائة آية من سورة هود، ثم قال: ﴿ذلك من أنباء القرى نقصه عليك منها قائم وحصيد﴾ [هود:١٠٠]. وقال في المتشابه من القرآن: مَن يُرِدِ الله به البلاءَ والضلالةَ يقولُ: ما شَأْنُ هذا لا يكون هكذا؟! وما شأَنْ هذا لا يكون هكذا؟![[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٧-١٩٨.]]. (ز)
﴿هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ﴾ - تفسير
١١٩٤٦- عن سعيد بن جبير -من طريق عطاء بن دينار- ﴿هنّ أم الكتاب﴾، قال: أصلُ الكتاب؛ لأنّهُنَّ مكتوبات في جميع الكتب[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣ (٣١٧٣).]]. (٣/٤٤٩)
١١٩٤٧- عن مجاهد بن جَبْر، في قوله: ﴿هن أم الكتاب﴾، يعني: ما فيه من الحلال والحرام، وما سوى ذلك منه مُتشابِهٌ[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٧٥-.]]١١٠٧. (ز)
١١٩٤٨- عن الحسن البصري -من طريق مالك بن دينار- في قوله: ﴿أم الكتاب﴾، قال: الحلال، والحرام. قلتُ له: فـ﴿الحمد لله رب العالمين﴾؟ قال: هذه أمُّ القرآن[[أخرجه ابن جرير ١٣/٥٧١.]]. (٣/٤٤٩)
١١٩٤٩- عن يحيى بن يَعْمُر= (ز)
١١٩٥٠- وأبي فاخِتَة -من طريق إسحاق بن سويد- أنّهما تَراجَعا هذه الآية: ﴿هن أم الكتاب﴾، فقال أبو فاخِتَة: هُنَّ فواتحُ السُّوَرِ منها يُسْتَخْرَجُ القرآن؛ ﴿الم ذلك الكتاب﴾ منها اسْتُخْرِجَتِ البقرةُ، و﴿الم الله لا إله إلا هو الحي القيوم﴾ منها اسْتُخْرِجَت آلُ عمران. قال يحيى: هُنَّ اللاتي فيهِنَّ الفرائض، والأمر، والنهي، والحلالُ، والحدودُ، وعِمادُ الدِّين. وضرب لذلك مثلًا، فقال: أمُّ القرى: مكة. وأمُّ خراسان: مَرْو. وأمُّ المسافرين: الذين يجعلون إليه أمرهم، ويُعْنى بهم في سفرهم. قال: فذاك أُمُّهُم[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠١، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٢. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد، وابن الضُّرَيس.]]١١٠٨. (٣/٤٤٨-٤٤٩)
١١٩٥١- قال مقاتل بن سليمان: يقول: ﴿هن أمّ الكتاب﴾، يعني: أصلَ الكتاب؛ لأنّهُنَّ في اللوح المحفوظ مكتوبات، وهُنَّ مُحَرّمات على الأُمَم كُلِّها في كتابهم، وإنّما تَسَمَّيْنَ أُمَّ الكتاب لأَنَّهُنَّ مكتوباتٌ في جميع الكتب التي أنزلها الله -تبارك وتعالى- على جميع الأنبياء، وليس مِن أهل دِين إلا وهو يُوصى بِهِنَّ[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٣-٢٦٤.]]. (ز)
١١٩٥٢- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قال: إنّما قال: ﴿هن أم الكتاب﴾ لأنّه ليس مِن أهل دينٍ إلا يَرْضى بِهِنَّ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣، ٥٩٤ (٣١٧٣، ٣١٧٦).]]. (٣/٤٤٩)
١١٩٥٣- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق ابن وهْب- في قوله: ﴿هن أم الكتاب﴾، قال: هُنَّ جِماعُ الكِتاب[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠١-٢٠٢.]]١١٠٩. (ز)
﴿وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ﴾ - تفسير
١١٩٥٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق عليٍّ- قال: ﴿متشابهات﴾: منسوخه، ومُقَدَّمه، ومُؤَخَّره، وأمثاله، وأقسامه، وما يُؤْمَن به ولا يُعْمَل به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣، وابن المنذر (٢١٧)، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٣ (٣١٦٧، ٣١٧٤).]]. (٣/٤٤٧)
١١٩٥٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي- قال: ﴿متشابهات﴾: المنسوخات التي لا يُدان بِهِنَّ[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٣-١٩٤.]]. (٣/٤٤٧)
١١٩٥٦- عن عبد الله بن عباس -من طريق باذام-: المتشابه: حروفُ التَّهَجِّي في أوائل السُّوَر[[تفسير البغوي ٢/٩، وتفسير الثعلبي ٣/١١. وتمام الأثر سبق في سبب النزول.]]. (ز)
١١٩٥٧- عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السُّدِّيِّ، عن مُرَّة الهمداني-= (ز)
١١٩٥٨- وعبد الله بن عباس -من طريق السدي، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿متشابهات﴾: فَهُنَّ المنسوخات[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٤.]]. (٣/٤٤٨)
١١٩٥٩- عن سعيد بن جبير، قال: المتشابهاتُ: آياتٌ في القرآن يَتَشابَهْنَ على الناس إذا قَرَأُوهُنَّ، ومِن أجل ذلك يَضِلُّ مَن ضَلَّ، فكُلُّ فِرْقَةٍ يقرؤون آيةً من القرآن يزعمون أنها لهم، فمنها يتبع الحروريَّةُ مِن المتشابه قولَ الله: ﴿ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون﴾ [المائدة:٤٤]، ثُمَّ يقرؤون معها: ﴿والذين كفروا بربهم يعدلون﴾ [الأنعام:١]، فإذا رأوا الإمامَ يحكم بغير الحقِّ قالوا: قد كفر، فمَن كفر فقد عدل بربه، ومَن عدل بِرَبِّه فقد أشرك برَبِّه، فهؤلاء الأئِمَّةُ مُشْرِكون[[أخرجه ابن المنذر (٢٢٨).]]. (٣/٤٤٩-٤٥٠)
١١٩٦٠- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن جُرَيْج- ﴿وأخر متشابهات﴾، قال: يُصَدِّقُ بعضه بعضًا[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣.]]. (ز)
١١٩٦١- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وأخر متشابهات﴾، قال: ما نُسِخ وتُرِك يُتْلى[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٥، وأخرجه الثوري في تفسيره ص٧٥ دون قول: وتُرك يُتلى، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢٠، وابن المنذر ١/١٢٠. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣. كما أخرج ابن جرير ٥/١٩٥ نحوه من طريق سلمة بن نُبَيْط.]]. (ز)
١١٩٦٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد-: ﴿وأخر متشابهات﴾، أمّا المتشابهات: فالمنسوخُ الذي لا يُعْمَل به، ويُؤْمَنُ به[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٠، وعبد بن حميد كما في قطعة من تفسيره ص٢١. وعلّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣.]]. (ز)
١١٩٦٣- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: والمتشابهاتُ: المنسوخُ الذي لا يُعْمَلُ به، ويُؤْمَنُ به[[أخرجه ابن جرير ٥/١٩٥. وعلّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٣.]]. (ز)
١١٩٦٤- قال مقاتل بن سليمان: ثُمَّ قال ﷿: ﴿وأخر متشابهات﴾: ﴿الم﴾، ﴿المص﴾، ﴿المر﴾، ﴿الر﴾، شُبّه على اليهود كَم تَمْلِكُ هذه الأُمَّةُ مِن السنين، والمتشابهات هؤلاء الكلمات الأربع[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١١٩٦٥- عن مقاتل بن حيان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قال: ﴿وأخر متشابهات﴾، يعني فيما بَلَغَنا: ﴿الم﴾، و﴿المص﴾، و﴿المر﴾، و﴿الر﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٤.]]. (٣/٤٤٩)
١١٩٦٦- عن محمد بن إسحاق -من طريق ابن إدريس- ﴿وأخر متشابهات﴾، قال: لَمْ يُفَصَّل فيهِنَّ القولُ كفَصْلِه في المحكمات، تَتَشابَهُ في عقول الرجال، ويَتَخالَجُها التَّأْوِيلُ، فابتلى اللهُ فيها العبادَ كابتلائهم في الحلال والحرام[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٤.]]. (ز)
١١٩٦٧- عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد- ﴿وأخر متشابهات﴾، قال: في الصِّدق، لَهُنَّ تحريفٌ، وتصريفٌ، وتأويلٌ، ابتلى الله فيهِنَّ العبادَ كما ابتلاهم في الحلال والحرام، أن يُصْرفن إلى الباطل، ولا يُحَرَّفْنَ عن الحقِّ[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٠، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٤ من طريق سلمة.]]. (ز)
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ﴾ - نزول الآية
١١٩٦٨- عن الحسن البصري، أنّه قال: نزلت في الخوارج[[ذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٧٥-.]]. (ز)
١١٩٦٩- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: عمدوا -يعني: الوفد الذين قدموا على رسول الله ﷺ مِن نصارى نجران- فخاصموا النبيَّ ﷺ، قالوا: ألستَ تزعم أنّه كلمةُ الله، وروحٌ منه؟ قال: «بلى». قالوا: فحسبنا. فأنزل الله ﷿: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾. ثم إنّ الله -جلَّ ثناؤُه- أنزل: ﴿إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم﴾ [آل عمران:٥٩][[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٥ مرسلًا.]]. (ز)
﴿فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ﴾ - تفسير الآية
١١٩٧٠- عن أبي أُمامة، عن النبي ﷺ، في قوله: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه﴾ قال: «هم الخوارج». وفي قوله: ﴿يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ [آل عمران:١٠٦] قال: «هم الخوارج»[[أخرجه أحمد ٣٦/٥٩٤ (٢٢٢٥٩) واللفظ له، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٤ (٣١٧٩). وفي إسناده أبو غالب البصري الراوي عن أبي أمامة، وهو مختلف فيه، قال ابن حجر في التقريب (٨٣٦٢): «صدوق يخطئ».]]١١١٠. (٣/٤٥٤)
١١٩٧١- عن عبد الله بن مسعود وناس من أصحاب النبي ﷺ -من طريق السُّدِّي، عن مُرَّة الهمداني-= (٣/٤٥٢)
١١٩٧٢- وعبد الله بن عباس -من طريق السُّدِّيِّ، عن أبي مالك وأبي صالح- في قوله: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾، أما الزَّيْغُ: فالشكُّ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٣.]]. (ز)
١١٩٧٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾: يعني: أهل الشَّك، فيحملون المُحْكَم على المتشابه، والمتشابه على المُحْكَم، ويُلَبِّسُون؛ فلَبَّسَ اللهُ عليهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٣-٢٠٤، وابن المنذر ١/١٢٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٥.]]. (٣/٤٥٢)
١١٩٧٤- عن عبد الله بن عباس –من طريق عطاء بن أبي رباح- ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾، قال: هم أصحاب الخصومات والمِراء في دِين الله[[أخرجه الهروي في ذمِّ الكلام وأهله ٢/٦٣.]]. (ز)
١١٩٧٥- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- في قول الله: ﴿في قلوبهم زيغ﴾، قال: شَكٌّ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٣، وابن المنذر ١/١٢٢. وعلّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥.]]. (ز)
١١٩٧٦- عن قتادة بن دِعامة، في قوله: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾ الآية، قال: طلبَ القومُ التأويلَ، فأخطأوا التأويل، وأصابوا الفتنة، واتَّبعوا ما تشابه منه؛ فهلكوا بين ذلك[[عزاه السيوطي إلى عَبد بن حُمَيد.]]. (٣/٤٦٥-٤٦٦)
١١٩٧٧- عن مَعْمَر، قال: كان قتادةُ إذا قرأ هذه الآية: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾ قال: إن لم يكونوا الحَرُورِيَّةَ[[الحرورية: هم فرقة الخوارج، وسمُّوا بهذا الاسم لأنهم بعد خروجهم على عليٍّ ﵁ ورفضهم التحكيم، نزلوا بموضع قرب الكوفة يقال له: حروراء. ينظر: مقالات الإسلاميّين ١/٢٠٧، ومعجم البلدان ٢/٣٣٦.]] والسَّبائِيَّة[[السبائية: إحدى فرق الشيعة الغالية، وهي تنتسب إلى عبد الله بن سبأ، ومن جهالاتهم زعمهم أنّ عليًا لم يمت وأنه يرجع إلى الدنيا قبل يوم القيامة فيملأُ الأرض عدلًا كما ملئت جورًا. ينظر: مقالات الإسلاميين ١/٨٦، والملل والنحل ١/٣٦٥.]] فلا أدري مَن هم؟! ولَعَمْرِي، لَقد كان في أهل بدر والحديبية الذين شهدوا مع رسول الله ﷺ بيعةَ الرضوان من المهاجرين والأنصار خَبَرٌ لِمَنِ اسْتَخْبَر، وعِبْرَةٌ لِمَنِ اسْتَعْبَر، لِمَن كان يعقل أو يُبْصر. إنّ الخوارج خرجوا وأصحابُ رسول الله ﷺ يومئذ كثير بالمدينة والشام والعراق، وأزواجُه يومئذٍ أحياء، واللهِ، إنْ خرج منهم ذكرٌ ولا أنثى حَرُورِيًّا قط، ولا رضُوا الذي هم عليه، ولا مالَؤُوهم فيه، بل كانوا يُحَدِّثون بعَيْبِ رسول الله ﷺ إيّاهم، ونعتِه الذي نعتهم به، وكانوا يُبْغِضونهم بقلوبهم، ويعادونهم بألسنتهم، وتَشْتَدُّ -واللهِ- عليهم أيديهم إذا لَقوهم. ولعَمْرِي، لو كان أمرُ الخوارج هُدًى لاجتمع، ولكنَّه كان ضلالًا فتَفَرَّق، وكذلك الأمرُ إذا كان مِن عند غير الله وجدت فيه اختلافًا كثيرًا، فقد ألاصُوا[[ألاص الأمر: حرّكه وأداره لينتزعه. لسان العرب (لوص).]] هذا الأمرَ مُنذُ زمان طويل، فهل أفلحوا فيه يومًا أو أنجحوا؟ يا سبحان الله! كيف لا يعتبر آخِرُ هؤلاء القوم بأوَّلِهم؟! لو كانوا على هُدًى قد أظهره الله وأَفْلَجَه ونصره، ولكنهم كانوا على باطلٍ أكذبه الله وأَدْحَضَه، فهم كما رأيتَهم؛ كُلَّما خرج لهم قَرْنٌ أدْحَضَ اللهُ حُجَّتهم، وأَكْذَب أُحْدُوثَتَهُم، وأَهْرَقَ دِماءَهم، وإن كتموا كان قَرْحًا في قلوبهم، وغمًّا عليهم، وإن أظهروه أهْراقَ اللهُ دِماءَهم، ذاكم -واللهِ- دينُ سُوءٍ؛ فاجْتَنِبُوه. واللهِ، إنّ اليهودية لَبِدْعَة، وإنّ النصرانية لَبِدْعَة، وإنّ الحَرُورِيَّة لَبِدْعَة، وإنّ السَّبائِيَّة لَبِدْعَة، ما نزل بِهِنَّ كتابٌ، ولا سَنَّهُنَّ نبيٌّ[[أخرجه عبد الرزاق ١/١١٥-١١٦، وابن جرير ٥/٢٠٧-٢٠٨ واللفظ له.]]. (ز)
١١٩٧٨- عن إسماعيل السُّدِّيّ، في قول الله ﴿في قلوبهم زيغ﴾، قال: شَكٌّ[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥.]]. (ز)
١١٩٧٩- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾، أي: مَيْلٌ عن الهدى[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٢-٢٠٣.]]. (ز)
١١٩٨٠- عن محمد بن السائب الكلبي: هم اليهود، طَلَبوا عِلْمَ أجلِ هذه الأمّة واستخراجها بحساب الجُمَّل[[تفسير البغوي ٢/٩، وتفسير الثعلبي ٣/١٢.]]. (ز)
١١٩٨١- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾، يعني: مَيْل عن الهدى، وهو الشَّكُّ، فهُم اليهودُ[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١١٩٨٢- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- في قوله: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾، يعني: حُيَيّ بن أخْطَب، وأصحابه مِن اليهود[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥، وابن المنذر ١/١٢٣ من طريق إسحاق.]]. (ز)
١١٩٨٣- عن عبد الملك بن جُرَيْج، قال: ﴿الذين في قلوبهم زيغ﴾ المنافقون[[علَّقه ابن جرير ٥/٢٠٤.]]. (٣/٤٥٢)
١١٩٨٤- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة- ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ﴾: أي: مَيْل عن الهدى[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٥، وابن المنذر ١/١٢٣ من طريق زياد.]]. (ز)
﴿فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ﴾ - تفسير
١١٩٨٥- عن عائشة -من طريق عبد الله بن أبي مُلَيْكة- قالت: قرأ رسول الله ﷺ: ﴿هو الذي أنزل عليك الكتاب﴾ إلى قوله: ﴿وما يذكر إلا أولو الألباب﴾، فقال: «فإذا رأيتُم الذين يُجادلون فيه فهُم الذين عنى اللهُ؛ فاحذروهم»[[أخرجه أحمد ٤٠/٢٥٥ (٢٤٢١٠)، وابن ماجه ١/٣٢ (٤٧)، وابن حبان ١/٢٧٧ (٧٦)، وعبد الرزاق في تفسيره ١/٣٨٤ (٣٧٦)، وابن جرير ٥/٢٠٨، ٢٠٩، ٢١١.]]. (٣/٤٥٣)
١١٩٨٦- عن حذيفة، عن رسول الله ﷺ، قال: «إنّ في أُمَّتي قومًا يقرؤون القرآن، ينثُرُونَه نَثْر الدَّقَل[[الدقل: رديء التمر ويابسه. مادة (دقل).]]، يتأَوَّلونه على غير تأويله»[[أخرجه أبو يعلى -كما عند البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٣٤٥ (٥٩٩٠)-. قال البوصيري: «هذا إسناد رواته ثقات، وأبو موسى هو محمد بن المثنى البصري».]]. (٣/٤٥٥)
١١٩٨٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿فيتّبعون ما تشابه منه﴾، قال: فيحمِلُون المُحْكمَ على المتشابه، والمتشابِهَ على المُحْكَم، ويُلَبِّسُون؛ فلبَّس الله عليهم[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٤، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٥.]]. (ز)
١١٩٨٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- في قوله -جلَّ وعَزَّ-: ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابه منه﴾، وقوله: ﴿وتقطّعوا أمرهم بينهم﴾ [الأنبياء:٩٣]، وقوله ﷿: ﴿إذا سمعتم آيات الله يكفر بها﴾ [النساء:١٤٠]، وقوله: ﴿ولا تتبعوا السبل﴾ [الأنعام:١٥٣]، وقوله: ﴿أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه﴾ [الشورى:١٣]، ونحو هذا في القرآن، قال: أمر الله المؤمنين بالجماعة، ونهاهم عن الاختلاف والفرقة في القرآن، وأخبرهم: إنّما هلك مَن كان قبلكم بالمِراء والخصومات في دين الله[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٧.]]. (ز)
١١٩٨٩- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿فيتبعون ما تشابه منه﴾، قال: الباب الذي ضلّوا منه، وهلكوا فيه ابتغاءَ تأويله[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٥. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٤٥٣)
١١٩٩٠- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- في قوله: ﴿فيتّبعون ما تشابه منه﴾، قال: يتّبعون المنسوخ والناسخ، فيقولون: ما بالُ هذه الآية عُمِل بها كذا وكذا مكان هذه الآية، فتُرِكت الأولى وعُمِل بهذه الأخرى؟ هلّا كان العملُ بهذه الآية قبل أن تجيء الأولى التي نُسخت! وما بالُه يَعِدُ العذابَ مَن عمِل عمَلًا يُعَذِّبُه بالنار، وفي مكان آخر مَن عمِله فإنّه لم يُوجِب له النار؟[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٥، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٦.]]. (ز)
١١٩٩١- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- ﴿فيتّبعون ما تشابه منه﴾: أي: ما تَحَرَّفَ منه وتَصَرَّف، ليُصَدِّقُوا به ما ابْتَدَعُوا وأَحْدَثُوا، لِيَكُونَ لَهُم حُجَّةً على ما قالوا وشُبْهَةً[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٤.]]. (ز)
١١٩٩٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد-، مثله[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٦ مختصرًا من طريق سلمة.]]١١١١. (ز)
﴿ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ﴾ - تفسير
١١٩٩٣- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن جُرَيْج- في قوله: ﴿ابتغاء الفتنة﴾، قال: الشُّبُهات، بها أُهْلِكوا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٥، ٢١٣ واللفظ له، وابن المنذر ١/١٢٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٦. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]. (٣/٤٥٣)
١١٩٩٤- عن الحسن البصري -من طريق سفيان بن حسين- في قوله: ﴿ابتغاء الفتنة﴾، قال: الضلالة[[أخرجه الحربيُّ في غريب الحديث ٣/٩٣١. وذكره يحيى بن سلام -كما في تفسير ابن أبي زمنين ١/٢٧٥- بلفظ: طلب الضلالة.]]. (ز)
١١٩٩٥- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط- ﴿ابتغاء الفتنة﴾، قال: إرادة الشِّرْك[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٢، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٦.]]. (ز)
١١٩٩٦- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿ابتغاء الفتنة﴾، يعني: الشِّرْك[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٢. وعلّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٦.]]. (ز)
١١٩٩٧- عن مقاتل بن حيان، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٦.]]. (ز)
١١٩٩٨- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- في قوله: ﴿ابتغاء الفتنة﴾، أي: اللَّبْس[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٣.]]. (ز)
١١٩٩٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق زياد-، مثله[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٨، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٧ من طريق سلمة.]]١١١٢. (ز)
١٢٠٠٠- قال مقاتل بن سليمان: ﴿فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة﴾، يعني: ابتغاء الكفر[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
﴿وَٱبۡتِغَاۤءَ تَأۡوِیلِهِۦۖ﴾ - تفسير
١٢٠٠١- عن الحسن البصري -من طريق عبّاد بن منصور- في قوله: ﴿وابتغاء تأويله﴾، قال: تأويله القضاء به يوم القيامة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٧.]]. (ز)
١٢٠٠٢- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- ﴿فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله﴾، قال: طلب القومُ التأويلَ فأخطَؤُوا التأويلَ، وأصابوا الفتنةَ، فاتَّبعوا ما تشابه منه؛ فهلكوا مِن ذلك[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٠٨.]]. (ز)
١٢٠٠٣- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿وابتغاء تأويله﴾، قال: أرادوا أن يعلموا تأويلَ القرآن، وهو عَواقِبُه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٧.]]. (ز)
١٢٠٠٤- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- ﴿وابتغاء تأويله﴾، قال: وذلك على ما ركِبوا مِن الضلالة في قولهم: خلقنا، وقضينا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٦.]]. (ز)
١٢٠٠٥- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وابتغاء تأويله﴾، يعني: مُنتَهى ما يكون، وكم يكون، يريد بذلك الملك[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١٢٠٠٦- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: ﴿ابتغاء تأويله﴾، قال: ابتغاء ما يكون، وكم يكون[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٧.]]. (ز)
١٢٠٠٧- عن محمد بن إسحاق –من طريق إبراهيم بن سعد- ﴿وابتغاء تأويله﴾، قال: ذلك ما رَكِبوا مِن الضَّلال في قولهم: خلقنا، وقضينا. يقول: ﴿وما يعلم تأويله﴾ الذي به أراد وما أرادوا ﴿إلا الله﴾[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٩.]]. (ز)
١٢٠٠٨- عن محمد بن إسحاق -من طريق ابن إدريس- قوله: ﴿ابتغاء تأويله﴾، قال: ما تَأَوَّلوا وزَيَّنُوا مِن الضلالة؛ لِيَجِيء لهم الَّذي في أيديهم مِن البدعة، ليكون لهم به حُجَّةً على مَن خالفهم للتَّصْرِيف والتَّحْرِيف الذي ابْتُلُوا به؛ كمَيْلِ الأهواء، وزَيْغِ القلوب، والتَّنكِيبِ عن الحق الذي أحْدَثوا مِن البِدْعة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٧.]]. (ز)
﴿وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ - تفسير
١٢٠٠٩- عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله ﷺ: «أُنزِل القرآنُ على سبعة أحرف: حلالٍ وحرامٍ لا يُعْذَر أحدٌ بالجهالة به، وتفسيرٌ تُفَسِّرُه العرب، وتفسيرٌ تُفَسِّره العلماء، ومُتشابِهٍ لا يعلمه إلا الله، ومَنِ ادَّعى علمَه سوى الله فهو كاذِبٌ»[[أخرجه ابن جرير ١/٧٠. قال ابن جرير: «خبر في إسناده نظر». وقال ابن كثير في تفسيره ١/١٥: «والنظر الذي أشار إليه في إسناده هو من جهة محمد بن السائب الكلبي؛ فإنه متروك الحديث؛ لكن قد يكون إنّما وهِم في رفعه، ولعله من كلام ابن عباس، كما تقدم». وقال الألباني في الضعيفة ١٣/٣٧١ (٦١٦٣): «ضعيف جِدًّا».]]. (٣/٤٦١)
١٢٠١٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق علي بن أبي طلحة- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: تأويله يوم القيامة لا يعلمه إلا الله[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٥، وابن المنذر ١/١٢٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٧.]]١١١٣. (٣/٤٥٢)
١٢٠١١- عن عبد الله بن عباس -من طريق ابن جريج- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: جزاءَه وثوابَه يوم القيامة[[أخرجه ابن المنذر ١/١٢٩.]]. (ز)
١٢٠١٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: تأويل القرآن[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠١٣- عن هشام بن عروة بن الزبير قال: كان أبي يقول في هذه الآية ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾: إنّ الراسخين في العلم لا يعلمون تأويله، ولكنّهم يقولون: ﴿آمنا به كل من عند ربنا﴾[[أخرجه عبد الله بن وهب في الجامع ١/٦٤ (١٤٢)، وابن جرير ٥/٢١٩.]]. (ز)
١٢٠١٤- عن مجاهد بن جَبْر -من طريق ابن أبي نَجِيح- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: العِبارَة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠١٥- عن الضَّحاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال لنا: ثوابه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠١٦- عن إسماعيل السُّدِّيّ -من طريق أسباط-: قال الله: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، وتأويله: عواقبه؛ متى يأتي الناسخُ منه فينسخ المنسوخ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٦، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠١٧- قال مقاتل بن سليمان: يقول الله ﷿: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، كم يملكون مِن السنين، يعني: أُمَّة محمد ﷺ، يملكون إلى يوم القيامة، إلا أيّامًا يبتليهم الله ﷿ بالدَّجّال[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١٢٠١٨- عن مقاتل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- يقول الله: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: كم يملكون إلا الله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠١٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق ابن إدريس- قوله: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، أي: ما يعلم ما حرَّفوا وتأويلَه إلا الله الذي يعلم سرائرَ العباد وأعمالَهم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
١٢٠٢٠- عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم -من طريق أصْبَغ- ﴿وما يعلم تأويله﴾، قال: تحقيقه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٨.]]. (ز)
﴿وَمَا یَعۡلَمُ تَأۡوِیلَهُۥۤ إِلَّا ٱللَّهُۗ﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٢٠٢١- عن أبي مالك الأَشْعَرِيِّ، أنّه سمع رسول الله ﷺ يقول: «لا أخاف على أُمَّتِي إلا ثلاثَ خِلال: أن يَكْثُر لهم المالُ فيتحاسدوا فيقتتلوا، وأن يُفْتَح لهم الكتابُ فيأخذه المؤمن يبتغي تأويله ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يذكر إلا أولوا الألباب﴾، وأن يزداد علمُهم فيُضَيِّعُوه ولا يُبالُوا به»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٣/٢٩٣ (٣٤٤٢). قال ابن كثير في تفسيره ٢/١١: «غريب جِدًّا». وقال الهيثمي في المجمع ١/١٢٧-١٢٨ (٥٣٤): «فيه محمد بن إسماعيل بن عياش عن أبيه، ولم يسمع من أبيه». وقال الألباني في الضعيفة ١٢/٢٣٩ (٥٦٠٧): «ضعيف».]]. (٣/٤٥٤)
١٢٠٢٢- عن أبي هريرة، أنّ رسول الله ﷺ قال: «نزل القرآنُ على سبعة أحرف، المِراءُ في القرآن كُفْرٌ؛ ما عرفتم منه فاعملوا به، وما جهِلْتُم منه فَرُدُّوه إلى عالِمِه»[[أخرجه أحمد ١٣/٣٦٩ (٧٩٨٩)، وابن جرير ١/٢١. قال الهيثمي في المجمع ٧/١٥١ (١١٥٧٥): «رواه كله أحمد بإسنادين، ورجال أحدهما رجال الصحيح». وقال الألباني في الصحيحة ٤/٢٧ (١٥٢٢): «قلت: وسنده صحيح، على شرط الشيخين، وصحّحه ابن حبان، وقد تابعه على الجملة الثانية منه محمد بن عمرو الليثي، حدثنا أبو سلمة عن أبي هريرة به».]]. (٣/٤٥٧)
١٢٠٢٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «أعْرِبوا القرآنَ، واتَّبِعوا غرائبَه، وغرائبُه: فرائضُه وحدودُه؛ فإنّ القرآن نزل على خمسة أوجه: حلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال. فاعملوا بالحلال، واجتنبوا الحرام، واتَّبِعوا المحكم، وآمِنوا بالمتشابه، واعْتَبِروا بالأمثال»[[أخرجه البيهقي في الشعب ٣/٥٤٨ (٢٠٩٥). قال الألباني في الضعيفة ٣/٥٢٣ (١٣٤٦): «ضعيف جِدًّا».]]. (٣/٤٥٧)
١٢٠٢٤- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدِّه: أنّ رسول الله ﷺ خرج على قوم يتراجعون في القرآن وهو مُغضَب، فقال: «بهذا ضَلَّتِ الأممُ قبلَكم باختلافهم على أنبيائهم، وضَرْبِ الكتابِ بعضِه ببعض. قال: وإنّ القرآن لَمْ ينزل لِيُكَذِّبَ بعضُه بعضًا، ولكن نزل أن يُصَدِّق بعضُه بعضًا؛ فما عرفتم منه فاعملوا به، وما تشابه عليكم فآمِنوا به»[[أخرجه ابن سعد ٤/١٤٦، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني ٢/١٠٩ (٨١٢). قال الألباني في الصحيحة ٤/٢٨: «بسند حسن».]]. (٣/٤٥٥)
١٢٠٢٥- عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده [من وجه آخر]: سَمِع رسولُ الله ﷺ قومًا يَتَدارَأُون[[يتدارأون: أي: يختلفون ويتدافعون في الخصومة. مادة (درأ).]]، فقال: «إنّما هَلَك مَن كان قبلكم بهذا، ضربوا كتاب الله بعضه ببعض، وإنّما نزل كتابُ الله يُصَدِّق بعضُه بعضًا؛ فلا تُكَذِّبوا بعضَه ببعض، فما علِمْتُم منه فقولوا، وما جهِلْتُم فكِلُوه إلى عالِمِه»[[أخرجه أحمد ١١/٣٥٣-٣٥٤ (٦٧٤١).]]. (٣/٤٥٥)
١٢٠٢٦- عن عمر بن أبي سلمة، أنّ النبي ﷺ قال لعبد الله بن مسعود: «إنَّ الكُتُبَ كانت تنزل مِن السماء مِن باب واحد، وإنّ القرآن نزل من سبعة أبواب على سبعة أحرف: حلالٍ، وحرامٍ، ومُحْكَمٍ، ومُتشابِهٍ، وضرب أمثالٍ، وآمِرٍ، وزاجِرٍ؛ فأحِلَّ حلالَه، وحَرِّم حرامَه، واعْمَل بمُحْكَمِه، وقِف عند متشابهه، واعْتَبِر أمثالَه، فإنّ كُلًّا مِن عند الله، ﴿وما يذكر إلا أولوا الألباب﴾»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٩/٢٦ (٨٢٩٦)، والشجري في ترتيب الأمالي ١/١١٥ (٤٤١). قال الهيثمي في المجمع ٧/١٥٣ (١١٥٨٣): «رواه الطبراني، وفيه عمار بن مطر، وهو ضعيف جِدًّا، وقد وثّقه بعضهم».]]. (٣/٤٥٦)
١٢٠٢٧- عن عبد الله بن مسعود -من طريق القاسم بن عبد الرحمن- قال: أُنزِل القرآن على خمسة أوجه: حرام، وحلال، ومحكم، ومتشابه، وأمثال؛ فأحِلّ الحلال، وحَرِّم الحرام، وآمِن بالمتشابه، واعْمَل بالمحكم، واعْتَبِر بالأمثال[[أخرجه ابن الضريس (١٢٩)، وابن جرير ١/٦٤، وابن المنذر (٢٦١).]]. (٣/٤٥٧)
١٢٠٢٨- عن عبد الله بن عباس، قال: إنّ القرآن ذو شُجُونٍ وفُنُونٍ، وظُهورٍ وبطون، لا تنقضي عجائبُه، ولا تُبْلَغ غايَتُه، فمَن أوْغَلَ فيه برِفْقٍ نَجا، ومَن أوْغَل فيه بعُنفٍ غَوى، أخبارٌ وأمثال، وحرام وحلال، وناسخ ومنسوخ، ومُحْكَم ومتشابه، وظَهْرٌ وبَطْن، فظهره التلاوة، وبطنه التأويل، فجالِسوا به العلماء، وجانِبوا به السفهاء، وإيّاكم وزَلَّةَ العالِم[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٣/٤٥٨)
١٢٠٢٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق طاووس- وذُكِر عنده الخوارج، وما يلقون عند الفرار، فقال: يُؤْمِنون بمُحْكَمِه، ويهلكون عند متشابهه. وقرأ ابن عباس: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٤.]]. (ز)
١٢٠٣٠- عن عبد الله بن عباس -من طريق أبي الزِّناد- قال: التفسيرُ على أربعة أوْجُهٍ: وجهٍ تعرفه العرب مِن كلامها، وتفسيرٍ لا يُعْذَر أحدٌ بجهالته، وتفسيرٍ يعلمه العلماء، وتفسيرٍ لا يعلمه إلا الله[[أخرجه ابن جرير ١/٧٠.]]. (ز)
١٢٠٣١- عن عبد الله بن عباس -من طريق الكلبي، عن أبي صالح- قال: تفسير القرآن على أربعة وجوه: تفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يُعْذَر الناس بجهالته مِن حلال أو حرام، وتفسيرٌ تعرفه العربُ بلغتها، وتفسير لا يعلم تأويلَه إلا الله، مَنِ ادَّعى علمَه فهو كاذب[[أخرجه ابن جرير ١/٧٠، وابن المنذر ١/١٣١. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في كتاب الوقف.]]. (٣/٤٦٠)
﴿وَٱلرَّ ٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ﴾ - تفسير
١٢٠٣٢- عن أنس بن مالك: سُئِل رسول الله ﷺ: مَنِ الراسخون في العلم؟ قال: «مَن صدَق حديثُه، وبَرَّ في يمينه، وعفَّ بطنُه وفرجُه، فذلك الراسخون في العلم»[[أخرجه ابن عساكر في تاريخه ٥٥/١٩٥-١٩٦ (٦٩٦١). إسناده ضعيف جِدًّا؛ فيه عبد الله بن يزيد بن آدم، قال عنه الذهبي في الميزان ٢/٥٢٦: «قال أحمد: أحاديثه موضوعة. وقال الجوزجاني: أحاديثه منكرة».]]. (٣/٤٦٠)
١٢٠٣٣- عن أنس بن مالك، وأبي أُمامَة، وواثِلة بن الأَسْقَع، وأبي الدرداء: أنّ رسول الله ﷺ سُئِل عن ﴿والراسخون في العلم﴾. فقال: «مَن بَرَّت يمينُه، وصَدَق لسانُه، واسْتَقام قلبُه، ومَن عَفَّ بطنُه وفَرْجُه؛ فذلك مِن الراسخين في العلم»[[أخرجه الطبراني في الكبير ٨/١٥٢ (٧٦٥٨)، والشجري في الأمالي ١/٧٨ (٢٩٢) كلاهما بدون: «واستقام قلبه»، وابن جرير ٥/٢٢٣ عن أبي الدرداء وأبي أمامة، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٩ (٣٢٠٥)، ٤/١١١٦ (٦٢٦٨). وأورده الثعلبي ٣/١٥-١٦. قال الهيثمي في المجمع ٦/٣٢٤ (١٠٨٨٧): «رواه الطبراني، وعبد الله بن يزيد ضعيف».]]. (٣/٤٦٠)
١٢٠٣٤- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: ﴿والراسخون في العلم يقولون آمنا به﴾، قال: الراسخون الذين يقولون: آمنا به كُلٌّ مِن عند ربِّنا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٤.]]. (ز)
١٢٠٣٥- عن ابن عباس -من طريق ابن جُرَيْج- قال عبد الله بن سلام: ﴿والراسخون في العلم﴾ وعِلْمُهم: قولُهم.= (ز)
١٢٠٣٦- قال ابن جُرَيْج: ﴿والراسخون في العلم يقولون آمنا به﴾، وهم الذين يقولون: ﴿ربنا لا تزغ قلوبنا﴾، ويقولون: ﴿ربنا إنك جامع الناس ليوم لا ريب فيه﴾ الآية[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٤-٢٢٥.]]. (ز)
١٢٠٣٧- عن مسروق بن الأَجْدَع -من طريق إبراهيم- قال: لَقِيتُ زيدًا، فوَجَدتُه مِن الراسخين في العلم[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠.]]. (ز)
١٢٠٣٨- قال مُقاتِل بن سليمان: ثُمَّ استأنف، فقال: ﴿والراسخون في العلم﴾، يعني: المُتَدارِسُون عِلْمَ التوراة؛ فهم عبدُ الله بنُ سلام وأصحابُه مِن مؤمني أهلِ التوراة[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١٢٠٣٩- عن مُقاتِل بن حَيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: ﴿والراسخون في العلم﴾: يعني: عبد الله بن سلام وأصحابه مِن مؤمني أهل الكتاب مِن أهل التوراة[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠.]]. (ز)
١٢٠٤٠- عن نافع بن يزيد -من طريق ابن وهْب- قال: يُقال: ﴿والراسخون في العلم﴾: المتواضعون [المُتَذَلِّلون] لله في مرضاته، فلا يتعاطون مَن فوقهم، ولا يحقرون مَن دونهم[[أخرجه ابن المنذر ١/١٣٣-١٣٤.]]. (ز)
﴿وَٱلرَّ ٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ﴾ - قراءات
١٢٠٤١- عن الأعمش، قال: في قراءة عبد الله بن مسعود: (وإنْ حَقِيقَةُ تَأْوِيلِهِ عِندَ اللهِ والرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ يَقُولُونَ آمَنّا بِهِ)[[أخرجه ابن أبي داود في المصاحف ص٥٩. وهي قراءة شاذّة. ينظر: البحر المحيط ٢/٤٠١.]]. (٣/٤٥٨)
١٢٠٤٢- عن عبد الله بن عباس -من طريق طاووس- أنّه كان يقرؤها: (وما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إلّا اللهُ ويَقُولُ الرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ آمَنّا بِهِ)[[أخرجه عبد الرزاق في تفسيره ١/١١٦، وابن جرير ٥/٢١٨، وابن المنذر (٢٥٤)، وابن الأنباري في كتاب الأضداد ص٤٢٦، والحاكم ٢/٢٨٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد. وهي قراءة شاذّة. ينظر: البحر المحيط ٢/٤٠١.]]١١١٤. (٣/٤٥٨)
﴿وَٱلرَّ ٰسِخُونَ فِی ٱلۡعِلۡمِ یَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِۦ كُلࣱّ﴾ - تفسير الآية
١٢٠٤٣- عن عبد الله بن مسعود، عن النبي ﷺ، قال: «كان الكتابُ الأوَّلُ ينزل من باب واحد على حرف واحد، ونزل القرآنُ من سبعة أبواب على سبعة أحرف: زاجِر، وآمِر، وحلال، وحرام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال؛ فأحِلُّوا حلالَه، وحرِّموا حرامَه، وافعلوا ما أُمِرْتُم به، وانتهوا عَمّا نُهِيتُم عنه، واعْتَبِرُوا بأمثالِه، واعْمَلُوا بمُحْكَمِه، وآمنوا بمُتَشابِهه، وقولوا: ﴿آمنا به كل من عند ربنا﴾»[[أخرجه ابن حبان ٣/٢٠ (٧٤٥)، والحاكم ١/٧٣٩ (٢٠٣١)، ٢/٣١٧ (٣١٤٤)، وابن جرير ١/٦٢-٦٣. قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه». وقال الذهبي في التلخيص: «منقطع». وقال الطحاوي في مشكل الآثار ٨/١١٥ (٣١٠٣): «كان أهل العلم بالأسانيد يدفعون هذا الحديث؛ لانقطاعه في إسناده، ولأنّ أبا سلمة لا يَتَهَيَّأ في سِنِّه لقاءُ عبد الله بن مسعود، ولا أخذُه إيّاه عنه». وقال ابن حجر في الفتح ٩/٢٩: «قال ابن عبد البر: هذا حديث لا يثبت؛ لأنّه من رواية أبي سلمة بن عبد الرحمن عن ابن مسعود، ولم يَلْقَ ابنَ مسعود، وقد رَدَّه قومٌ مِن أهل النظر؛ منهم أبو جعفر أحمد بن أبي عمران. قلتُ: وأطنب الطبريُّ في مقدّمة تفسيره في الرَّدِّ على مَن قال به، وحاصله: أنّه يستحيل أن يجتمع في الحرف الواحد هذه الأوجه السبعة، وقد صحّح الحديثَ المذكور ابنُ حبان، والحاكمُ، وفي تصحيحه نظر؛ لانقطاعه بين أبي سلمة وابن مسعود، وقد أخرجه البيهقي مِن وجهٍ آخر عن الزهري عن أبي سلمة مرسلًا، وقال: هذا مرسل جيد». وحسّنه الألباني في الصحيحة ٢/١٣٤ (٥٨٧).]]. (٣/٤٥٦)
١٢٠٤٤- عن عبد الله بن مسعود، موقوفًا[[عزاه السيوطي إلى ابن أبي حاتم.]]. (٣/٤٥٦)
١٢٠٤٥- عن عليٍّ، أنّ النبي ﷺ قال في خُطْبَتِه: «أيُّها الناسُ، قد بَيَّن اللهُ لكم في مُحْكَم كتابه ما أحَلَّ لكم، وما حَرَّم عليكم؛ فأَحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامه، وآمِنوا بمُتَشابِهه، واعْمَلُوا بمُحْكَمِه، واعْتَبِرُوا بأمْثالِه»[[عزاه السيوطي إلى ابن النجار في تاريخ بغداد. قال السيوطي: «سندٌ واهٍ».]]. (٣/٤٥٦-٤٥٧)
١٢٠٤٦- عن عائشة -من طريق ابن أبي مُلَيْكَة- أنّه قرأ عليها هؤلاء الآيات، فقالَتْ: كان رسوخُهم في العلم أنْ آمَنُوا بمُحْكَمه ومتشابهه، ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾ ولم يعلموا تأويلَه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٨، وابن المنذر ١/١٣١، ١٣٣ (٢٥٦)، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٩ (٣٢٠٨).]]. (٣/٤٥٨)
١٢٠٤٧- عن عبد الله بن عباس -من طريق العوفي-: ﴿يقولون آمنا به﴾؛ نؤمن بالمُحْكَم ونَدِين به، ونُؤْمِنُ بالمتشابه ولا ندين به، وهو مِن عند الله كُلِّه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٠١ (٣٢١٧).]]. (٣/٤٦١)
١٢٠٤٨- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- قال: أنا مِمَّن يعلم تأويلَه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٠، وابن المنذر (٢٥٨)، وابن الأنباري في الأضداد ص٤٢٤.]]١١١٥. (٣/٤٦١)
١٢٠٤٩- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿يقولون آمنا به﴾: يعني: ما نُسِخ، وما لم يُنسَخ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠.]]. (ز)
١٢٠٥٠- وعن عائشة، نحو ذلك[[علَّقه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠.]]. (ز)
١٢٠٥١- عن أبي الشَّعْثاء جابر بن زيد= (ز)
١٢٠٥٢- وأبي نَهِيكٍ، قالا: إنّكم تَصِلُون هذه الآيةَ، وهي مقطوعةٌ: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا﴾، فانتهى علمُهم إلى قولهم الذي قالوا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٩ عن أبي نَهِيك فقط من طريق عبيد الله، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٩ (٣٢٠٦).]]. (٣/٤٥٩)
١٢٠٥٣- عن عروة بن الزبير -من طريق هشام بن عُرْوَة- قال: ﴿الراسخون في العلم﴾ لا يعلمون تأويله، ولكنَّهم يقولون: ﴿آمنا به كل من عند ربنا﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٨-٢١٩، وابن أبي حاتم ٢/٥٩٩.]]. (٣/٤٥٩)
١٢٠٥٤- عن عمر بن عبد العزيز -من طريق عمرو بن عثمان- قال: انتهى عِلْمُ الراسخين في العلم بتأويل القرآن إلى أن قالوا: ﴿آمنا به كل من عند ربنا﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٩. وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد.]]١١١٦. (٣/٤٥٩)
١٢٠٥٥- عن مجاهد بن جبر -من طريق ابن أبي نَجِيح- قال: ﴿والراسخون في العلم﴾ يعلمون تأويله، و﴿يقولون آمنا به﴾[[أخرجه عبد بن حميد -كما في الفتح للحافظ ابن حجر ٨/٢١٠-، وابن جرير ٥/٢٢٠، وابن الأنباري في كتاب الأضداد ص٤٢٤.]]. (٣/٤٦٦)
١٢٠٥٦- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق أبي مُصْلِح- ﴿وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم﴾، يقول: الرّاسِخُون يعلمون تأويلَه، لو لم يعلموا تأويلَه لم يعلموا ناسِخَه مِن منسوخه، ولم يعلموا حلالَه مِن حرامه، ولا محكمَه مِن متشابهه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٥٩٩.]]. (ز)
١٢٠٥٧- عن الضَّحّاك بن مُزاحِم -من طريق جُوَيْبِر- في قوله: ﴿والراسخون في العلم﴾: يعملون به، يقولون: نعمل بالمُحْكَم ونؤمن به، ونُؤْمِن بالمتشابه ولا نعمل به، وكُلٌّ مِن عندِ ربنا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٦، وابن أبي حاتم ٢/٦٠١. وعلّق ابنُ المنذر ١/١٣٤ نحوه، وزاد في آخره: وكُلٌّ طَيِّب.]]. (ز)
١٢٠٥٨- عن قتادة بن دِعامة -من طريق شَيْبان- ﴿يقولون آمنا به﴾، قال: آمنوا بمتشابهه، وعملوا بمُحْكَمِه، فأحلُّوا حلالَه، وحرَّموا حرامَه[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠. وعلَّق ابن المنذر ١/١٣٤ نحوه.]]. (ز)
١٢٠٥٩- عن إسماعيل السُّدِّيِّ -من طريق أسباط- ﴿والراسخون في العلم﴾ قال: هم المؤمنون؛ فإنّهم ﴿يقولون آمنا به﴾ بناسخه ومنسوخه، ﴿كل من عند ربنا﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٤. وعلَّقه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠.]]. (ز)
١٢٠٦٠- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- قال: ﴿والراسخون في العلم﴾ يعلمون تأويله، و﴿يقولون آمنا به﴾[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٠.]]١١١٧. (٣/٤٦١)
١٢٠٦١- عن محمد بن جعفر بن الزبير -من طريق ابن إسحاق- قال: ﴿وما يعلم تأويله﴾ الذي أراد ما أراد ﴿إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به﴾، فكيف يخْتَلِفُ وهو قولٌ واحد مِن رَبٍّ واحد؟! ثُمَّ رَدُّوا تأويلَ المتشابه على ما عرفوا مِن تأويل المُحْكَمَةِ التي لا تأويل لأحدٍ فيها إلا تأويل واحد، فاتَّسق بقولهم الكتابُ، وصَدَّق بعضُه بعضًا، فنَفَذَتْ به الحُجَّة، وظهر به العُذْر، وزاح به الباطل، ودَمَغ به الكفر[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٠-٢٢١.]]. (ز)
١٢٠٦٢- عن محمد بن إسحاق -من طريق ابن إدريس- قوله: ﴿والراسخون في العلم يقولون آمنا به﴾، قال: لم تكن معرفتهم إيّاه أن يفقهوه على الشَّكِّ، ولكنهم خَلَصَت[[خَلَصَت: صار خالصًا، وأخلص لله ترك الرياء، وأخلص دينه لله: أمحَضَه. اللسان والقاموس (خلص).]] الأعمالُ منهم، ونفذ عِلْمُهم أن عرفوا الله بعدله؛ لم يكن لِيَخْتَلِف شيءٌ مِمّا جاء منه، فرَدُّوا المتشابه على المُحْكَم، فقالوا: ﴿كل من عند ربنا﴾[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠٠-٦٠١.]]. (ز)
١٢٠٦٣- قال مقاتل بن سليمان: ﴿يقولون آمنا به كل من عند ربنا﴾، يعني: قليله وكثيره مِن عند ربنا[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
١٢٠٦٤- عن مالك بن أنس -من طريق أشْهَب- في قوله: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾، قال: ثُمَّ ابتدأ فقال: ﴿والراسخون في العلم يقولون آمنا به﴾، وليس يعلمون تأويلَه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢١٩.]]١١١٨. (٣/٤٦٠)
﴿كُلࣱّ مِّنۡ عِندِ رَبِّنَاۗ﴾ - تفسير
١٢٠٦٥- عن عبد الله بن عباس -من طريق مجاهد- ﴿كل من عند ربّنا﴾: يعني: ما نُسِخ منه، وما لم يُنسَخ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٥، وابن المنذر (٢٦٤)، وابن أبي حاتم ٢/٦٠٠ (٣٢١٤).]]. (٣/٤٦٢)
١٢٠٦٦- عن قتادة بن دِعامة -من طريق سعيد- قوله: ﴿وما يعلم تأويله إلا الله﴾ والراسخون في العلم قالوا: ﴿كل من عند ربنا﴾ آمنوا بمتشابهه، وعملوا بمُحْكَمه[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٥.]]. (ز)
١٢٠٦٧- عن الربيع بن أنس -من طريق أبي جعفر- في قوله: ﴿كل من عند ربنا﴾: يقولون: المُحْكَم والمُتشابه مِن عند ربِّنا[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٦.]]. (ز)
١٢٠٦٨- عن محمد بن جعفر بن الزُّبَيْر -من طريق ابن إسحاق- قال: ثم رَدُّوا تأويلَ المتشابه على ما عرفوا مِن تأويل المُحْكَمَةِ التي لا تأويلَ لأحدٍ فيها إلا تأويلٌ واحد؛ فاتَّسَقَ بقولهم الكتابُ، وصَدَّقَ بعضُه بعضًا، فنَفَذَتْ به الحُجَّةُ، وظهر به العُذْرُ، وزاح به الباطل، ودُمِغَ به الكُفْرُ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٠-٢٢١.]]. (ز)
١٢٠٦٩- عن محمد بن إسحاق -من طريق سلمة-، مثله[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠١، وبنحوه مختصرًا من طريق ابن إدريس.]]. (ز)
﴿وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ٧﴾ - تفسير
١٢٠٧٠- عن محمد بن جعفر بن الزُّبَيْر -من طريق ابن إسحاق- ﴿وما يذّكر إلا أولو الألباب﴾، يقول: وما يذَّكَّرُ في مثل هذا -يعني: في رَدِّ تأويل المتشابه إلى ما قد عُرِفَ مِن تأويل المُحْكَمِ حتى يَتَّسِقا على معنًى واحد- إلا أولو الألبابِ[[أخرجه ابن جرير ٥/٢٢٧.]]١١١٩. (ز)
١٢٠٧١- عن مقاتل بن حيّان -من طريق بُكَيْر بن معروف- قوله: ﴿وما يذكر إلا أولوا الألباب﴾: إلا كُلُّ ذِي لُبٍّ[[أخرجه ابن أبي حاتم ٢/٦٠١.]]. (ز)
١٢٠٧٢- قال مقاتل بن سليمان: ﴿وما يذكر إلا أولوا الألباب﴾، فما يَسْمَعُ إلا أولو الألباب، يعني: مَن كان له لُبٌّ وعَقْلٌ، يعني: ابن سلام وأصحابه، فيعلمون أنّ كُلَّ شيء مِن هذا وغيره مِن عند الله[[تفسير مقاتل بن سليمان ١/٢٦٤.]]. (ز)
﴿وَمَا یَذَّكَّرُ إِلَّاۤ أُو۟لُوا۟ ٱلۡأَلۡبَـٰبِ ٧﴾ - آثار متعلقة بالآية
١٢٠٧٣- عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: «الجِدالُ في القرآن كُفْرٌ»[[أخرجه أحمد ١٢/٤٧٦ (٧٥٠٨)، ١٦/١٥٥ (١٠٢٠٢)، ١٦/٢٦٠ (١٠٤١٤)، وأبو داود ٧/١٢ (٤٦٠٣)، وابن حِبّان ٤/٣٢٤ (١٤٦٤)، والحاكم ٢/٢٤٣ (٢٨٨٣). ولفظ أبي داود وابنِ حِبّان: «الـمِراءُ بالقرآن». قال الحاكم: «حديث المعتمر عن محمد بن عمرو صحيحٌ، على شرط مسلم، ولم يخرجاه، فأما عمر بن أبي سلمة فإنّهما لم يحتجّا به». وحسّنه ابنُ القَيِّم في تهذيب سنن أبي داود ١٢/٣٥٣.]]. (٣/٤٦٥)
١٢٠٧٤- عن ابن عمرو: أنّ رسول الله ﷺ خَرَجَ على أصحابه وهم يَتَنازَعُون في القرآن، هذا يَنزِعُ[[يَنزِع: أي: يجُرُّها إلى نفسه، ويستدل بها على مقصوده. تاج العروس (نزع).]] بآية، وهذا يَنزِعُ بآية؛ فكأنّما فُقِئَ في وجْهِه حَبُّ الرُّمّان، فقال: «ألِهَذا خُلِقْتُم؟! أو لِهَذا أُمِرْتُم؟! أن تضربوا كتابَ الله بعضَه ببعض؟! انظروا ما أُمِرْتُم به فاتَّبِعُوه، وما نُهِيتُم عنه فانتهوا»[[عزاه السيوطي إلى نصر المقدسي في الحجة، وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة ١/١٧٧ (٤٠٦) بلفظ: «يتنازعون في القدر». قال الألباني في ظلال الجنة ١/١٩١ عن رواية ابن أبي عاصم: «إسناده حسن؛ للخلاف المعروف في عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده».]]. (٣/٤٦٤-٤٦٥)
١٢٠٧٥- عن عبد الله بن عمرو، قال: خرج رسول الله ﷺ ومِن وراء حُجْرَتِه قومٌ يتجادلون في القرآن؛ فخَرَجَ مُحْمَرَّةً وجْنَتاه، كأنّما تَقْطُرانِ دمًا، فقال: «يا قوم، لا تُجادِلوا بالقرآن؛ فإنّما ضَلَّ مَن كان قبلكم بجدالهم. إنّ القرآن لم ينزل لِيُكَذِّبَ بعضُه بعضًا، ولكن نزل لِيُصَدِّق بعضُه بعضًا، فما كان مِن مُحْكَمِه فاعملوا به، وما كان مِن متشابهه فآمِنوا به»[[أخرجه الحارث في مسنده ٢/٧٤٠ (٧٣٥). قال البوصيري في إتحاف الخيرة ٦/٣٢٣-٣٢٤ (٥٩٣٦): «رواه ابن ماجه في سننه مختصرًا بإسناد صحيح من طريق أبي معاوية عن داود به».]]. (٣/٤٦٥)
١٢٠٧٦- عن عمر بن الخطاب، قال: إنّه سيأتيكم ناسٌ يُجادِلُونكم بشُبُهاتِ القُرآن، فخُذُوهم بالسُّنَنِ؛ فإنّ أصحاب السُّنَنِ أعلمُ بكتاب الله[[أخرجه الدارمي ١/٤٩.]]. (٣/٤٦٤)
١٢٠٧٧- عن عمر بن الخطاب -من طريق السّائِب بن يزيد- أنّ رجلًا قال لعمر: إنِّي مررتُ برجلٍ يسألُ عن تفسير مُشْكِل القرآن. فقال عمر: اللَّهُمَّ، أمْكِنِّي مِنهُ. فدخل الرجلُ يومًا على عمر، فسأله، فقام عمرُ، فحَسَر عن ذِراعَيْه، وجعل يَجْلِدُه، ثم قال: ألْبِسُوه تُبّانًا[[التبان: سراويل صغير، مقدار شبر يستر العورة المغلظة فقط، يكون للملاحين. وقيل: التبان شبه السراويل الصغير. مادة (تبن).]]، واحمِلوه على قَتَبٍ[[القتب: إكاف البعير. مادة (قتب).]]، وابلُغُوا به حَيَّهُ، ثم لْيَقُم خطيبٌ فلْيَقُلْ: إنّ صَبِيغًا طَلَبَ العِلْمَ فأخطأه. فلم يزل وضيعًا في قومه بعد أن كان سيِّدًا فيهم[[أخرجه ابن عساكر ٢٣/٤١٢. وعزاه السيوطي إلى ابن الأنباري في المصاحف، ونصر المقدسي في الحجة.]]. (٣/٤٦٣)
١٢٠٧٨- عن عمر بن الخطاب -من طريق سليمان بن يسار-: أنّ رجلًا يُقال له: صَبِيغ؛ قَدِم المدينة، فجعل يسأل عن مُتَشابِهِ القُرْآن، فأرسل إليه عمرُ وقد أعَدَّ له عَراجِينَ النَّخْلِ، فقال: مَن أنت؟ فقال: أنا عبدُ الله صَبِيغٌ. فقال: وأنا عبدُ الله عُمرُ. فأخذ عمرُ عُرْجُونًا مِن تِلْك العَراجِين، فضربه حتى دَمّى رأسَه، فقال: يا أمير المؤمنين، حسبُك؛ قد ذهب الذي كنتُ أجِدُ في رأسي[[أخرجه الدارمي ١/٥٤. وعزاه السيوطي إلى نصر المقدسي في الحجة.]]. (٣/٤٦٢)
١٢٠٧٩- عن محمد بن سيرين، قال: كتب عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري: أن لا يجالِس صَبِيغًا، وأن يُحرَم عطاءَه ورزقَه[[أخرجه ابن عساكر ٢٣/٤١٣.]]. (٣/٤٦٣)
١٢٠٨٠- عن معاذ بن جبل، قال: القرآنُ منارٌ كمنارِ الطريق، ولا يخفى على أحد، فما عرفتم منه فلا تسألوا عنه أحدًا، وما شككتم فيه فكِلوه إلى عالمه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٤٨٩.]]. (٣/٤٥٩-٤٦٠)
١٢٠٨١- عن أُبَيِّ بن كعب -من طريق عبد الرحمن بن أبزى- قال: كتابُ الله ما استبان منه فاعمل به، وما اشتبه عليك فآمِن به، وكِلْه إلى عالمه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٤٨٩.]]. (٣/٤٥٩)
١٢٠٨٢- عن عبد الله بن مسعود، قال: إنّ للقرآن منارًا كمنار الطريق، فما عرفتم فتمسكوا به، وما اشتبه عليكم فذَرُوه[[أخرجه ابن أبي شيبة ١٠/٤٨٩.]]. (٣/٤٥٩)
١٢٠٨٣- عن عبد الله بن عباس -من طريق عكرمة- قال: كلَّ القرآن أعْلَمُ تأويله إلا أربعًا: ﴿غسلين﴾ [الحاقة:٣٦]، ﴿وحنانًا﴾ [مريم:١٣]، والأواه، ﴿والرقيم﴾ [الكهف:٩][[أخرجه الثعلبي ٣/١٤. وقال عقبه: وهذا إنما قاله ابن عباس في وقت، ثم علمها بعد ذلك وفسرها.]]. (ز)
- أدخل كلمات البحث أو أضف قيدًا.